مقتنيات «معبد بن عزرا» توثق حياة اليهود في مصر

«الآثار» تقترب من افتتاحه عقب الترميم

مسؤولون مصريون خلال تفقد أعمال ترميم «معبد بن عزرا» (الصفحة الرسمية لوزارة السياحة والآثار على «فيسبوك»)
مسؤولون مصريون خلال تفقد أعمال ترميم «معبد بن عزرا» (الصفحة الرسمية لوزارة السياحة والآثار على «فيسبوك»)
TT

مقتنيات «معبد بن عزرا» توثق حياة اليهود في مصر

مسؤولون مصريون خلال تفقد أعمال ترميم «معبد بن عزرا» (الصفحة الرسمية لوزارة السياحة والآثار على «فيسبوك»)
مسؤولون مصريون خلال تفقد أعمال ترميم «معبد بن عزرا» (الصفحة الرسمية لوزارة السياحة والآثار على «فيسبوك»)

مع اقتراب افتتاحه الرسمي عقب انتهاء عمليات الترميم يستعد متحف بن عزرا اليهودي بمنطقة مجمع الأديان بمصر القديمة «جنوب القاهرة» للعودة مرة أخرى إلى خريطة السياحة الدينية وأهم المزارات السياحية بما يحتويه من مقتنيات نادرة ووثائق تؤرخ لليهود في مصر وعاداتهم وشكل حياتهم الاجتماعية، فضلاً عن قيمته المعمارية والأثرية المتميزة ومكانته التاريخية.
وأعلن الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، الانتهاء من 95 في المائة من أعمال ترميم المعبد، وقال في تصريحات صحافية إن «افتتاح معبد بن عزرا سيتم في القريب العاجل، وسيكون بمثابة رسالة للعالم أجمع بأن مصر حاضنة للأديان السماوية، وأنها قبلة لجميع السياح من محبي السياحة الدينية بمختلف عقائدهم».
وشملت أعمال ترميم المعبد تجديداً معمارياً دقيقاً، ومعالجة ودرء الخطورة للأسقف، وعزل الأسطح بأفضل أساليب العزل وتنظيف الأحجار ومعالجتها، وإعادة تنسيق الموقع بالشكل الملائم الذي يتيح الرؤية البصرية للأثر، بالإضافة إلى صيانة منظومة الإضاءة بالكامل، وتنظيف الوحدات النحاسية والحديدية وأعمدة الرخام فضلاً عن أعمال ترميم الزخارف الأثرية والمكتبة.
ويعد معبد بن عزرا واحداً من أهم وأقدم المعابد اليهودية في مصر، حيث كان يحوي الكثير من نفائس الكتب المرتبطة بعادات وتقاليد اليهود وحياتهم الاجتماعية في مصر، بالإضافة إلى الجنيزا الخاصة باليهود في مصر وهي مجموعة من الكتب واللفائف والأوراق الخاصة بهم وتمثل أهمية لدى الدارسين والباحثين المهتمين بالحياة الاجتماعية لليهود في مصر.
وإلى جانب قيمته المعمارية ومكانته الدينية يضم المعبد وثائق ومخطوطات تُعرف باسم الجنيزا، والتي تغطي نحو 850 عاماً، وتوثق لشكل حياة اليهود في مصر، وتفاصيل حياتهم الاجتماعية وعاداتهم وتقاليدهم في الأفراح والمآتم والمناسبات المختلفة، وقد تناثر الكثير من هذه الوثائق عبر دول العالم، غير أن الكثير منها ما زال بمخزن المعبد وفقاً للدكتورة فيموني عكاشة الباحثة في التراث، وتقول عكاشة لـ«الشرق الأوسط» إن «الكثير من وثائق الجنيزا تم تهريبها عبر دول العالم، لكن بقي في مصر الكثير من الوثائق الموجودة بمخزن معبد بن عزرا، وهي وثائق نادرة ومهمة تؤرِّخ لشكل حياة اليهود في مصر وبعض الدول العربية وعاداتهم وتقاليدهم، وتعاملاتهم مع المصريين».
وتشير عكاشة إلى أن «هذه الوثائق جزء من التاريخ الاجتماعي والسياسي لمصر خلال القرون الوسطى، وهي متنوعة تشمل أوجه الحياة كافة، فتوجد فيها رسائل من تجار يهود لزوجاتهم كتبوها خلال سفرهم في رحلات التجارة، ورسائل الزوجات لهم، ورسائل بين تجار يهود ومصريين».
ويُنسب بناء المعبد إلى أبراهام بن عزرا في القرن الـ12 الميلادي، وقد أُعيد بناؤه في القرن الـ19، ويحمل قيمة معمارية وفنية كبيرة، فتخطيط المعبد مستطيل الشكل، وتبلغ مساحته نحو 3500 متر، وله واجهات أمامية خالية من الزخارف، بينما صُمم من الداخل على الطراز البازيليكي، حيث ينقسم بواسطة باكيتين إلى ثلاثة أروقة متوازية أوسطها أكثرها اتساعاً، وبالرواق الأوسط توجد منصتان، تُعرف الأولى بأطلس المعجزة أما الثانية فهي منصة الصلاة (البيما)، وبالطابق الثاني توجد شرفة صلاة السيدات وتشغل ثلاثة أضلاع؛ وبطرفيها حجرتان للمقتنيات والجنيزا، كما توجد خلف المعبد بئر للطهارة يتم الوضوء بمائها قبل الدخول للمعبد خصوصاً غسل الأرجل.
وترى عكاشة أن «إعادة افتتاح معبد بن عزرا حدث تراثي مهم سيتيح للباحثين الاطلاع على وثائقه النادرة التي تؤرخ لشكل الحياة الاجتماعية لليهود في مصر وبلاد الشام، وكيف كانوا يقيمون أفراحهم، وتفاصيل اتفاقات الزواج، وكذلك إقامة المآتم، ووثائق تتعلق بتأجير المنازل وشروطها وعقود إيجار موقّعة مع مواطنين مصريين، والكثير من تفاصيل الحياة اليومية».


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


وفاة أكثر من 73 شخصاً في ولاية الجزيرة بالسودان بسبب تفاقم الوضع الصحي

سودانيون فارون من ولاية الجزيرة يصلون إلى منطقة قريبة من مدينة القضارف شرق البلاد في 2 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)
سودانيون فارون من ولاية الجزيرة يصلون إلى منطقة قريبة من مدينة القضارف شرق البلاد في 2 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)
TT

وفاة أكثر من 73 شخصاً في ولاية الجزيرة بالسودان بسبب تفاقم الوضع الصحي

سودانيون فارون من ولاية الجزيرة يصلون إلى منطقة قريبة من مدينة القضارف شرق البلاد في 2 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)
سودانيون فارون من ولاية الجزيرة يصلون إلى منطقة قريبة من مدينة القضارف شرق البلاد في 2 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)

قالت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان إن أكثر من 73 شخصاً لاقوا حتفهم في مدينة الهلالية ومناطق مجاورة بولاية الجزيرة بسبب تفاقم الوضع الصحي.

وجاء في بيان للجنة، اليوم (الأربعاء): «تواجه مناطق شرق الجزيرة في السودان كارثة إنسانية متفاقمة، نتيجة لهجمات عنيفة ومستمرة تشنها ميليشيا (الدعم السريع)».

وتابعت: «يعاني مستشفى الصباغ الريفي، الذي يعد المحطة الرئيسية لتقديم الرعاية الطبية للنازحين، من تدفق هائل للمرضى يفوق طاقته الاستيعابية، ويعاني من نقص حاد في الكوادر الطبية والأدوية والمستلزمات الطبية الأساسية».

وأضافت: «يعيش النازحون في مدينة حلفا الجديدة وقراها في أوضاع مأساوية، حيث ينامون في العراء دون مأوى أو أغطية، ويفتقرون إلى مصادر مياه شرب نظيفة».

وطالبت اللجنة المجتمع الإقليمي والدولي «بالتدخل الفوري لوقف هذه المأساة الإنسانية».

وتصاعد العنف في ولاية الجزيرة بشرق السودان في الأسابيع الأخيرة، وقالت الأمم المتحدة إن نحو 135 ألف شخص نزحوا منها إلى ولايات أخرى.

وأدت الحرب بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» التي اندلعت في أبريل (نيسان) 2023 إلى انتشار الجوع في أنحاء البلاد، بالإضافة إلى نزوح الملايين.