اشتباكات محدودة في طرابلس رغم تحذير أميركي

«النواب» الليبي يدعو أعضاءه لاجتماع جديد في بنغازي

المنفي لدى حضوره حفل استقبال بايدن في نيويورك (المجلس الرئاسي)
المنفي لدى حضوره حفل استقبال بايدن في نيويورك (المجلس الرئاسي)
TT

اشتباكات محدودة في طرابلس رغم تحذير أميركي

المنفي لدى حضوره حفل استقبال بايدن في نيويورك (المجلس الرئاسي)
المنفي لدى حضوره حفل استقبال بايدن في نيويورك (المجلس الرئاسي)

تجددت الاشتباكات المسلحة في العاصمة الليبية طرابلس، على الرغم من تحذير السفير والمبعوث الأميركي الخاص ريتشارد نورلاند، من عودة العنف مجدداً في حالة عدم التوصل لحل سريع للأزمة الراهنة في البلاد. واندلعت على نحو مفاجئ ظهر الجمعة، اشتباكات محدودة بالأسلحة المتوسطة بمنطقة بوابة الجبس على طريق المطار، جنوب غربي العاصمة، بين كتيبتي (111) و(301) التابعتين لرئاسة أركان القوات الموالية لحكومة «الوحدة» برئاسة عبد الحميد الدبيبة، ومجموعة «دعم الاستقرار» فرع الزاوية، على مقربة من مقر الشركة العامة للكهرباء؛ ما أدى إلى إغلاق الطرق المؤدية للمنطقة ووقف حركة المرور.
ورصدت وسائل إعلام محلية لقطات مصورة لهذه الاشتباكات، التي سرعان ما توقفت بعد نحو ساعتين من اندلاعها، بينما لم ترد أي تقارير بشأن سقوط ضحايا خلالها. ولم يصدر على الفور أي رد فعل من حكومة الدبيبة أو أجهزتها الأمنية والعسكرية، على أحدث قتال من نوعه بين الميليشيات المسلحة المحسوبة على الحكومة، وتتنازع فيما بينها على مناطق النفوذ والسيطرة داخل العاصمة.
بدوره، جدد السفير والمبعوث الأميركي الخاص ريتشارد نورلاند، لدى اجتماعه مع محمد المنفي، رئيس المجلس الرئاسي في نيويورك «التأكيد على دعم الولايات المتحدة لحل سياسي بينما يتولى الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة باتيلي منصبه». وكان نورلاند، قد أعلن في تصريحات تلفزيونية، أن هناك فرصة كبيرة للحل مع تعيين باتيلي، من أجل توحيد الليبيين والبناء على التقدم الذي تم تحقيقه مسبقاً، واعتبر أن عبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة «الوحدة» يدفع نحو إجراء الانتخابات. لكن نورلاند، حذر في المقابل من أن تفاقم الوضع القائم في ليبيا سيؤدي إلى جولة جديدة من العنف، وتابع «أخشى من العودة إلى العنف إن لم نجد مخرجاً سريعاً لحل الأزمة في البلاد»، قبل أن يشدد على أن الانتخابات في ليبيا ضرورية للاستقرار السياسي ومغادرة المسلحين الأجانب.
وكان المنفي أعلن، أنه بحث مساء الخميس مع ماكي سال، رئيس السنغال، ورئيس الدورة الحالية للاتحاد الأفريقي على هامش مشاركته في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ77، دعم الاتحاد الأفريقي والسنغال للجهود الدولية الرامية إلى تحقيق المصالحة والاستقرار للذهاب للانتخابات في أقرب الآجال، مشيراً إلى ترحيب سال بدعوته لزيارة ليبيا لاحقاً.
وأعلن المنفى، أنه لبى دعوة للرئيس الأميركي جو بايدن، لحفل الاستقبال السنوي بعد إلقاء كلمته في الجمعية العامة للأمم المتحدة، واجتمع أيضاً مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس.
في شأن آخر، قال عبد الله بليحق، الناطق الرسمي باسم مجلس النواب، في بيان، إن دعوة رئيسه عقيلة صالح لاجتماع الثلاثاء في بنغازي، تتعلق بانتخاب النائب الثاني لرئيس المجلس ومناقشة مشروع قانون المرتبات الموحّد للعملين في الدولة. وتخلى حميد حومة، عن المنصب بعدما تولى حقيبة الدفاع بحكومة «الاستقرار» الموازية برئاسة فتحي باشاغا، الذي أحال مشروع قانون رفع وتوحيد المرتبات إلى مجلس النواب لإصداره في جلسته القادمة. وكشف متحدث باسم صالح، النقاب عن أنه سيكون هناك اتفاق قريباً بين مجلسي النواب و«الدولة»، وقال في تصريحات تلفزيونية مساء أمس، إن «هناك تفاهمات بين رئيسي المجلسين للوصول لاتفاق يخدم البلاد».
في غضون ذلك، نقلت وسائل إعلام محلية عن رئيس تيار «بالتريس» الشبابي، إن وزارة داخلية بحكومة «الوحدة» رفضت منح الإذن لخروج مظاهرة «ضد الفساد» كانت مقررة أمس، عقب نشر تقرير ديوان المحاسبة الذي يتهم الحكومة بارتكاب «وقائع فساد مالي وإداري». وفي شأن مختلف، أثنى ليزلي أوردمان، القائم بأعمال السفارة الأميركية لدى ليبيا، أمس، على ديوان المحاسبة الليبي لإصداره التقرير السنوي للعام 2021، وإتاحته للجمهور، وقال عبر حساب السفارة الأميركية على موقع «تويتر»: «الشفافية والمساءلة والنفاذ إلى المعلومات هي السمات المميزة للحوكمة الرشيدة».


مقالات ذات صلة

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

شمال افريقيا المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

بحثت نجلاء المنقوش مع نظيرها وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها أمس إلى الجزائر، فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الأشخاص، بعد سنين طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والأمنية في ليبيا. وذكرت الخارجية الجزائرية في بيان أن الوزيرين بحثا قضايا جارية في الساحتين المغاربية والعربية، منها تطورات ملف الصحراء، والمساعي العربية والدولية لوقف الاقتتال وحقن الدماء في السودان. وأكد البيان أن عطاف تلقى من المنقوش «عرضا حول آخر مستجدات العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، لإنهاء الأزمة في ليبيا».

شمال افريقيا وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

بحث وفدان عسكريان، أميركي وفرنسي، في ليبيا سبل إعادة بناء وتطوير المؤسسة العسكرية المُنقسمة، بين شرق البلاد وغربها، منذ إسقاط النظام السابق، في وقت زار فيه المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني» روما، والتقى برئيسة الوزراء بالحكومة الإيطالية جورجا ميلوني، وعدد من وزراء حكومتها. وفي لقاءين منفصلين في طرابلس (غرباً) وبنغازي (شرقاً)، التقى الوفدان الأميركي والفرنسي قيادات عسكرية للتأكيد على ضرورة توحيد الجيش الليبي.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا «حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

«حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

لم يكن من قبيل الصدفة أن تقذف أمواج البحر المتوسط كميات متنوعة من المخدرات إلى السواحل الليبية، أو أن تتلقف شِباك الصيادين قرب الشاطئ «حزماً» من «الحشيش والكوكايين وحبوب الهلوسة»، فالبلاد تحوّلت -وفق تقرير أممي- إلى «معبر مهم» لهذه التجارة المجرّمة. وتعلن السلطات الأمنية في عموم ليبيا من وقت لآخر عن ضبط «كميات كبيرة» من المخدرات قبل دخولها البلاد عبر الموانئ البحري والبرية، أو القبض على مواطنين ووافدين وهو يروّجون هذه الأصناف التي يُنظر إليها على أنها تستهدف «عقول الشباب الليبي». غير أنه بات لافتاً من واقع عمليات الضبط التي تعلن عنها السلطات المحلية تزايُد تهريب المخدرات وتعاطيها، خصوصاً «حبوب

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا «النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

«النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

استهلّت اللجنة المُشتركة لممثلي مجلسي «النواب» و«الدولة» (6+6) المكلفة بإعداد قوانين الانتخابات الليبية، اجتماعاتها في العاصمة طرابلس بـ«الاتفاق على آلية عملها». وطبقاً لما أعلنه عبد الله بليحق، المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب، فقد شهد الاجتماع ما وصفه بتقارب في وجهات النظر بين أعضاء اللجنة حول القوانين الانتخابية، مشيراً، في بيان مقتضب مساء أول من أمس، إلى أنه «تم أيضاً الاتفاق على التواصل مع الجهات والمؤسسات ذات العلاقة بالعملية الانتخابية».

خالد محمود (القاهرة)

باريس تمنح «حمايتها» للكاتب صنصال المعتقل في الجزائر

الروائي المعتقل في الجزائر بوعلام صنصال (متداولة)
الروائي المعتقل في الجزائر بوعلام صنصال (متداولة)
TT

باريس تمنح «حمايتها» للكاتب صنصال المعتقل في الجزائر

الروائي المعتقل في الجزائر بوعلام صنصال (متداولة)
الروائي المعتقل في الجزائر بوعلام صنصال (متداولة)

بينما أعلنت الحكومة الفرنسية، رسمياً، أنها ستقدم «حمايتها» للكاتب الشهير بوعلام صنصال الذي يحتجزه الأمن الجزائري منذ الـ16 من الشهر الحالي، سيبحث البرلمان الأوروبي غداً لائحة فرنسية المنشأ، تتعلق بإطلاق سراحه.

وصرّح وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، الثلاثاء، لدى نزوله ضيفاً على إذاعة «فرانس إنفو»، بأن الرئيس إيمانويل ماكرون «مهتم بالأمر، إنه كاتب عظيم، وهو أيضاً فرنسي. لقد تم منحه الجنسية الفرنسية، ومن واجب فرنسا حمايته بالطبع. أنا أثق برئيس الجمهورية في بذل كل الجهود الممكنة من أجل إطلاق سراحه». في إشارة، ضمناً، إلى أن ماكرون قد يتدخل لدى السلطات الجزائرية لطلب إطلاق سراح الروائي السبعيني، الذي يحمل الجنسيتين.

قضية صلصال زادت حدة التباعد بين الرئيسين الجزائري والفرنسي (الرئاسة الجزائرية)

ورفض الوزير روتايو الإدلاء بمزيد من التفاصيل حول هذه القضية، التي تثير جدلاً حاداً حالياً في البلدين، موضحاً أن «الفاعلية تقتضي التحفظ». وعندما سئل إن كان «هذا التحفظ» هو سبب «صمت» الحكومة الفرنسية على توقيفه في الأيام الأخيرة، أجاب موضحاً: «بالطبع، بما في ذلك صمتي أنا. ما هو مهم ليس الصياح، بل تحقيق النتائج». مؤكداً أنه يعرف الكاتب شخصياً، وأنه عزيز عليه، «وقد تبادلت الحديث معه قبل بضعة أيام من اعتقاله».

واعتقل الأمن الجزائري صاحب الرواية الشهيرة «قرية الألماني»، في محيط مطار الجزائر العاصمة، بينما كان عائداً من باريس. ولم يعرف خبر توقيفه إلا بعد مرور أسبوع تقريباً، حينما أثار سياسيون وأدباء في فرنسا القضية.

وزير الداخلية الفرنسية برونو روتايو (رويترز)

ووفق محامين جزائريين اهتموا بـ«أزمة الكاتب صنصال»، فإن تصريحات مصورة عُدَّت «خطيرة ومستفزة»، أدلى بها لمنصة «فرونتيير» (حدود) الفرنسية ذات التوجه اليميني، قبل أيام قليلة من اعتقاله، هي ما جلبت له المشاكل. وفي نظر صنصال، قد «أحدث قادة فرنسا مشكلة عندما ألحقوا كل الجزء الشرقي من المغرب بالجزائر»، عند احتلالهم الجزائر عام 1830، وأشار إلى أن محافظات وهران وتلمسان ومعسكر، التي تقع في غرب الجزائر، «كانت تابعة للمغرب».

بل أكثر من هذا، قال الكاتب إن نظام الجزائر «نظام عسكري اخترع (بوليساريو) لضرب استقرار المغرب». وفي تقديره «لم تمارس فرنسا استعماراً استيطانياً في المغرب لأنه دولة كبيرة... سهل جداً استعمار أشياء صغيرة لا تاريخ لها»، وفُهم من كلامه أنه يقصد الجزائر، الأمر الذي أثار سخطاً كبيراً محلياً، خصوصاً في ظل الحساسية الحادة التي تمر بها العلاقات بين الجزائر وفرنسا، زيادة على التوتر الكبير مع الرباط على خلفية نزاع الصحراء.

البرلمانية الأوروبية سارة خنافو (متداولة)

وفي حين لم يصدر أي رد فعل رسمي من السلطات، هاجمت «وكالة الأنباء الجزائرية» بحدة الكاتب، وقالت عن اعتقاله إنه «أيقظ محترفي الاحتجاج؛ إذ تحركت جميع الشخصيات المناهضة للجزائر، والتي تدعم بشكل غير مباشر الصهيونية في باريس، كجسد واحد»، وذكرت منهم رمز اليمين المتطرف مارين لوبان، وإيريك زمور، رئيس حزب «الاسترداد» المعروف بمواقفه ضد المهاجرين في فرنسا عموماً، والجزائريين خصوصاً.

يشار إلى أنه لم يُعلن رسمياً عن إحالة صنصال إلى النيابة، بينما يمنح القانون الجهاز الأمني صلاحية تجديد وضعه في الحجز تحت النظر 4 مرات لتصل المدة إلى 12 يوماً. كما يُشار إلى أن المهاجرين السريين في فرنسا باتوا هدفاً لروتايو منذ توليه وزارة الداخلية ضمن الحكومة الجديدة في سبتمبر (أيلول) الماضي.

ويرجّح متتبعون لهذه القضية أن تشهد مزيداً من التعقيد والتوتر، بعد أن وصلت إلى البرلمان الأوروبي؛ حيث سيصوت، مساء الأربعاء، على لائحة تقدمت بها النائبة الفرنسية عن حزب زمور، سارة كنافو. علماً بأن لهذه السياسية «سوابق» مع الجزائر؛ إذ شنت مطلع الشهر الماضي حملة كبيرة لإلغاء مساعدات فرنسية للجزائر، قُدرت بـ800 مليون يورو حسبها، وهو ما نفته الحكومة الجزائرية بشدة، وأودعت ضدها شكوى في القضاء الفرنسي الذي رفض تسلمها.