كيف سيتعامل الصدر مع حكومة يشكلها الإطار التنسيقي؟

(تحليل إخباري)

زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر (أ.ب)
زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر (أ.ب)
TT

كيف سيتعامل الصدر مع حكومة يشكلها الإطار التنسيقي؟

زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر (أ.ب)
زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر (أ.ب)

مع تراجع النشاط السياسي العلني لزعيم التيار الصدري، يبدو أن قوى الإطار التنسيقي التي تكافح لتشكيل حكومة بعد انتهاء «الزيارة الأربعينية»، لا تمتلك إمكانية تكليف رئيس وزراء جديد دون الحصول على «كلمة» ضامنة من الصدر.
ولا تجتمع كل أطراف الإطار التنسيقي على هذا الرأي؛ فثمة قوى مثل «دولة القانون» بزعامة نوري المالكي، تضغط باتجاه قطع الحوار مع الصدر، وإكمال الاستحقاق الدستوري، وتحمل تكاليف معارضته. وتقول بعض المصادر القريبة من مكتب المالكي إنه أمهل الجميع «أسابيع معدودة للحصول على تسوية مع الصدر، وإلا فإنه سيشكل الحكومة».
لكن الصدر المعتكف، والذي لا يزال يرفض الحوار، يستمع عن طريق وسطاء إلى «عروض تتعلق بشكل الحكومة واسم رئيسها»، لكن لا يبدو أنه يمتلك خطة واضحة للتعامل مع الإطار الآن، حيث يقترب هذا الأخير من الإمساك بالسلطة، ويطلب فقط «فترة انتقالية انسيابية» قبل الانتخابات المبكرة الثانية. وهذه المرة، يحاول الطرفان، السني والكردي، لعب دور الوسيط كنوع من الحماية السياسية قبل الانخراط في صفقة تشكيل الحكومة، وهي وساطة ذات دور مركب، بين إظهار الالتزام السياسي مع الصدر كحليف، وبين الإطار الذي يحتاج شريكاً سنياً متحرراً من قيود زعيم التيار الصدري.
وعلى الأرجح، فإن الصدر فقد زمام المبادرة السياسية والميدانية. فكتلة التيار الصدري لن تعود إلى البرلمان، وجمهورها لن يكرر مشهد اقتحام المنطقة الخضراء، بعد تفشي ما بات يسميه ناشطون بـ«الخذلان والإحباط» في أحداث المنطقة الخضراء، التي كلفتهم عشرات القتلى والجرحى.
ويجد الصدر نفسه إزاء وضع معقد واستراتيجية غير واضحة، وهما عاملان يخمدان فاعليته، مقابل قدرة واضحة من الإطار التنسيقي على الصمود والتكتيك. والصدر في هذه المعادلة التي وضعها بنفسه وبتأثير من قراراته السياسية، يهدي الإطار وجميع خصومه حكومة ستتحكم حتى بمسارات الانتخابات التي يطالب هو بها.
ويبقى للصدر أن يلعب ورقة تختمر في أوساط الفعاليات الشعبية، ومن بينها قوى «حراك تشرين»، من خلال إعلان العصيان المدني، الذي لو تحقق فإنه سيشل الحكومة التي يريد الإطار التنسيقي تشكيلها. وهذا على الأقل ما يفكر به الصدريون ويستعد لاحتوائه الإطار والفصائل الموالية.
وقد يستغرق الصدر وقتاً طويلاً في التحضير لعصيان عام، إذ عليه كسب ثقة الشارع وقواه المدنية والاحتجاجية، والتي تجد صعوبة في التحول من موقف المتردد إلى ظهير شعبي يخدم مصالح الصدر.
ومن الواضح أن الإطار التنسيقي يدرك جيداً الأهمية الاستراتيجية لمنع الصدر من استقطاب الشارع نحو فعل احتجاجي متقدم كالعصيان، وهذا ما تفسره موجة الاعتقالات التي طالت ناشطين وداعمين للاحتجاج، من الصدريين والمدنيين، قبل انتهاء الزيارة الأربعينية.
وإلى جانب ذلك، فإن أطرافاً في الإطار تحاول تقديم حل وسط للصدر بالاتفاق على مرشح «مرضي عنه» من قبل التيار، وفي هذا السياق تطرح أسماء مثل مصطفى الكاظمي وقاسم الأعرجي، لكن هذين الترشيحين قد يفتحان باب خلاف عميق داخل الإطار التنسيقي.


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

المشرق العربي الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

حثت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة لدى العراق، جينين هينيس بلاسخارت، أمس (الخميس)، دول العالم، لا سيما تلك المجاورة للعراق، على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث التي يواجهها. وخلال كلمة لها على هامش فعاليات «منتدى العراق» المنعقد في العاصمة العراقية بغداد، قالت بلاسخارت: «ينبغي إيجاد حل جذري لما تعانيه البيئة من تغيرات مناخية». وأضافت أنه «يتعين على الدول مساعدة العراق في إيجاد حل لتأمين حصته المائية ومعالجة النقص الحاصل في إيراداته»، مؤكدة على «ضرورة حفظ الأمن المائي للبلاد».

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

أكد رئيس إقليم كردستان العراق نيجرفان بارزاني، أمس الخميس، أن الإقليم ملتزم بقرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل، مشيراً إلى أن العلاقات مع الحكومة المركزية في بغداد، في أفضل حالاتها، إلا أنه «يجب على بغداد حل مشكلة رواتب موظفي إقليم كردستان». وأوضح، في تصريحات بمنتدى «العراق من أجل الاستقرار والازدهار»، أمس الخميس، أن الاتفاق النفطي بين أربيل وبغداد «اتفاق جيد، ومطمئنون بأنه لا توجد عوائق سياسية في تنفيذ هذا الاتفاق، وهناك فريق فني موحد من الحكومة العراقية والإقليم لتنفيذ هذا الاتفاق».

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أن علاقات بلاده مع الدول العربية الشقيقة «وصلت إلى أفضل حالاتها من خلال الاحترام المتبادل واحترام سيادة الدولة العراقية»، مؤكداً أن «دور العراق اليوم أصبح رياديا في المنطقة». وشدد السوداني على ضرورة أن يكون للعراق «هوية صناعية» بمشاركة القطاع الخاص، وكذلك دعا الشركات النفطية إلى الإسراع في تنفيذ عقودها الموقعة. كلام السوداني جاء خلال نشاطين منفصلين له أمس (الأربعاء) الأول تمثل بلقائه ممثلي عدد من الشركات النفطية العاملة في العراق، والثاني في كلمة ألقاها خلال انطلاق فعالية مؤتمر الاستثمار المعدني والبتروكيماوي والأسمدة والإسمنت في بغداد.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»، داعياً الشركات النفطية الموقّعة على جولة التراخيص الخامسة مع العراق إلى «الإسراع في تنفيذ العقود الخاصة بها». جاء ذلك خلال لقاء السوداني، (الثلاثاء)، عدداً من ممثلي الشركات النفطية العالمية، واستعرض معهم مجمل التقدم الحاصل في قطاع الاستثمارات النفطية، وتطوّر الشراكة بين العراق والشركات العالمية الكبرى في هذا المجال. ووفق بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء، وجه السوداني الجهات المختصة بـ«تسهيل متطلبات عمل ملاكات الشركات، لناحية منح سمات الدخول، وتسريع التخليص الجمركي والتحاسب الضريبي»، مشدّداً على «ضرورة مراعا

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

بحث رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مع وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروسيتو العلاقات بين بغداد وروما في الميادين العسكرية والسياسية. وقال بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي بعد استقباله الوزير الإيطالي، أمس، إن السوداني «أشاد بدور إيطاليا في مجال مكافحة الإرهاب، والقضاء على عصابات (داعش)، من خلال التحالف الدولي، ودورها في تدريب القوات الأمنية العراقية ضمن بعثة حلف شمال الأطلسي (الناتو)». وأشار السوداني إلى «العلاقة المتميزة بين العراق وإيطاليا من خلال التعاون الثنائي في مجالات متعددة، مؤكداً رغبة العراق للعمل ضمن هذه المسارات، بما يخدم المصالح المشتركة، وأمن المنطقة والعالم». وبي

حمزة مصطفى (بغداد)

«لقاء العقبة» يدعم حكومة «جامعة» في سوريا

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
TT

«لقاء العقبة» يدعم حكومة «جامعة» في سوريا

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)

أكَّدت لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا، في اجتماعها بمدينة العقبة الأردنية، أمس، الوقوف إلى جانب الشعب السوري وتقديم كل العون والإسناد له في هذه المرحلة الانتقالية، واحترام إرادته وخيارته، داعية إلى تشكيل هيئة حكم انتقالية جديدة «جامعة».

وشدَّد البيان الختامي الصادر عقب الاجتماع، على دعم عملية انتقالية سلمية سياسية سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية، بما فيها المرأة والشباب والمجتمع المدني بعدالة، وترعاها الأمم المتحدة والجامعة العربية.

في غضون ذلك، قال أحمد الشرع، زعيم «هيئة تحرير الشام»، إنَّ جماعته ليست بصدد الدخول في صراع مع إسرائيل، عادّاً أنَّ «التذرعات التي كانت تستخدمها إسرائيل قد انتهت»، بحسب ما أورد تقرير لوكالة «أسوشييتد برس». أمَّا «وكالة الصحافة الفرنسية» فنقلت عنه قوله: «الوضع السوري المنهك بعد سنوات من الحرب والصراعات لا يسمح بالدخول في أي صراعات جديدة».

وقال الشرع في مقابلة بثها التلفزيون السوري: «لقد تجاوز الإسرائيليون قواعدَ الاشتباك»، في إشارة إلى الغارات المستمرة منذ أيام التي دمَّرت قواعد وأسلحة للجيش السوري المنهار.

وجاء كلامه فيما أعلن وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، أنَّ بلاده أقامت «اتصالاً مباشراً» مع «هيئة تحرير الشام»، في الوقت الذي أعادت فيه تركيا فتح سفارتها في دمشق بعد أكثر من 12 عاماً من إغلاقها.