«فيتش» ترفع مجدداً توقعاتها لنمو اقتصاد تركيا إلى 5.2 %

الميزانية حققت فائضاً في أغسطس والحكومة تتمسك بنموذجها

رفعت «فيتش» توقعاتها لنمو الاقتصاد التركي خلال العام 2022 إلى 5.2 % (رويترز)
رفعت «فيتش» توقعاتها لنمو الاقتصاد التركي خلال العام 2022 إلى 5.2 % (رويترز)
TT

«فيتش» ترفع مجدداً توقعاتها لنمو اقتصاد تركيا إلى 5.2 %

رفعت «فيتش» توقعاتها لنمو الاقتصاد التركي خلال العام 2022 إلى 5.2 % (رويترز)
رفعت «فيتش» توقعاتها لنمو الاقتصاد التركي خلال العام 2022 إلى 5.2 % (رويترز)

عدلت وكالة «فيتش» الدولية للتصنيف الائتماني توقعاتها لنمو الاقتصاد التركي خلال العام 2022 بالزيادة، ورفعتها من 4.5 في المائة إلى 5.2 في المائة. في الوقت الذي أكدت فيه تركيا أن اقتصادها يقوم على الاستثمار والإنتاج والتوظيف والتصدير والنمو بحسب البرنامج الذي تطبقه الحكومة. كما أعلنت عن تحقيق ميزانيتها فائضا بلغ 197 مليون دولار في أغسطس (آب).
وقالت «فيتش»، في تقرير آفاق الاقتصاد العالمي بعنوان «صدمات العرض والتضخم يضربان بشدة الاقتصاد العالمي»، إن الاقتصاد التركي حقق خلال الربع الثاني من العام الجاري نموا كبيرا مدفوعا بقوة الصادرات والاستهلاك، ومن المتوقع أن يحقق خلال العام الحالي نموا بنسبة 5.2 في المائة و2.9 في المائة خلال عامي 2023 و2024، وخفضت الوكالة، في الوقت ذاته، توقعاتها لنمو الاقتصاد العالمي خلال العام الجاري، من 2.9 إلى 2.4 في المائة.
وأشار التقرير، الذي نشر في تركيا الخميس، إلى أن أزمة الغاز في أوروبا والتضخم المرتفع والتسارع الحاد في تشديد السياسة النقدية العالمية، وجهت ضربة قوية للتوقعات الاقتصادية.
وكانت «فيتش» عدلت، في يونيو (حزيران) الماضي، توقعاتها لنمو الاقتصاد التركي خلال العام الحالي بالزيادة من 2.4 في المائة إلى 4.5 في المائة، وتوقعت نموا بنسبة 3 في المائة خلال العام المقبل، و2.9 في المائة خلال العام 2024.
وحقق الاقتصاد التركي نموا في الربع الأول من العام بنسبة 7.3 في المائة بحسب بيانات معهد الإحصاء التركي الصادرة في مايو (أيار) الماضي. وسجل نموا بنسبة 7.6 في المائة على أساس سنوي في الربع الثاني من العام الحالي بزيادة طفيفة عما كان متوقعا مدفوعا بزيادة الصادرات والطلب المحلي والأجنبي. وأظهرت بيانات معهد الإحصاء التركي أن الناتج المحلي الإجمالي نما بنسبة 2.1 في المائة.
ومن المتوقع أن يتراجع النمو في النصف الثاني من العام نتيجة تراجع اتجاه الطلب المحلي والخارجي، بسبب التباطؤ المتوقع في أوروبا، التي تعد أكبر شركاء تركيا التجاريين. وفي العام الماضي، تعافى الاقتصاد التركي بقوة من جائحة «كورونا»، وحقق نموا بنسبة 11.4 في المائة، في أعلى معدل له منذ عقد كامل.
ويتوقع خبراء اقتصاديون أن طفرة النمو في تركيا قد لا تمضي في مسارها. وأشار مسح حديث إلى أن نمو الناتج المحلي الإجمالي السنوي قد ينخفض في الربع الأخير من العام إلى 1.3 في المائة.
وبالفعل ظهرت مؤشرات تباطؤ في الإنتاج الصناعي ومبيعات التجزئة، مع تدهور ظروف العمل بين الشركات المصنعة التركية، في يوليو (تموز)، إلى أقصى حد منذ الموجة الأولى من جائحة فيروس «كورونا».
ويبقى خطر حدوث ركود في أوروبا مصدر قلق، على نحو خاص، لأنها الوجهة الرئيسية للصادرات التركية. واعترف البنك المركزي التركي، بالفعل، بفقدان بعض الزخم في الاقتصاد كرد فعل منطقي على خفض سعر الفائدة.
في الوقت ذاته، أعلنت تركيا أن ميزانيتها حققت فائضاً خلال أغسطس بلغ قدره 3.59 مليار ليرة (197 مليون دولار)، بحسب ما أعلنت وزارة المالية التركية الخميس. وسجلت الميزانية المركزية للحكومة التركية عجزاً خلال يوليو بقيمة 64 مليار ليرة، أي نحو 3.56 مليار دولار. وبلغت مدفوعات الميزانية لخطة تعمل على تعويض المودعين بالليرة عن الخسائر التي يتكبدونها مقابل أسعار العملة الصعبة، التي تم إطلاقها في ديسمبر (كانون الأول) الماضي بهدف وقف تراجع العملة المحلية، نحو 23.4 مليار ليرة (1.3 مليار دولار) في يوليو.
وقال وزير الخزانة والمالية نور الدين نباتي إن نموذج اقتصاد بلاده قائم على الاستثمار والإنتاج والتوظيف والتصدير والنمو.
وشارك نباتي، الخميس عبر «تويتر» رابطا تضمن ردوده على أسئلة لصحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية بشأن تدفقات رؤوس الأموال إلى تركيا، تطرقت فيها الصحيفة إلى البيانات الاقتصادية الأخيرة لتركيا، وتدفقات رؤوس الأموال الأجنبية إليها، لافتة إلى أن احتياطات تركيا من العملة الصعبة زادت في الآونة الأخيرة، وأن ذلك لا يمكن أن يكون فقط من إيرادات السياحة.
وأعلن البنك المركزي التركي، الاثنين الماضي، أن التدفقات الرأسمالية الغامضة الوافدة إلى تركيا بلغت مستويات قياسية مرتفعة جديدة، ما سمح لصانعي السياسات بتعزيز الاحتياطيات الأجنبية رغم تزايد العجز التجاري وضعف الطلب على الأصول المقومة بالليرة.
وعلق الخبير الاقتصادي، خلوق بورومتشيكي، أنه في حين أنه من الطبيعي أن تظهر بيانات الحساب الجاري بعض رأس المال غير معروف المصدر، فإن صعود التدفقات المستمر للاقتصاد التركي هذا العام تعد «مشكلة».


مقالات ذات صلة

«المركزي» التركي: تراجع التضخم أبطأ من المتوقع

شؤون إقليمية «المركزي» التركي: تراجع التضخم أبطأ من المتوقع

«المركزي» التركي: تراجع التضخم أبطأ من المتوقع

قال محافظ «البنك المركزي التركي»، شهاب قافجي أوغلو، أمس (الخميس)، إن المؤسسة أبقت على توقعاتها للتضخم عند 22.3 في المائة لعام 2023، وهو ما يقل عن نصف النسبة بحسب توقعات السوق، رغم انخفاض التضخم بمعدل أبطأ مما كان البنك يتوقعه. وأثارت التخفيضات غير التقليدية في أسعار الفائدة التي طبقها الرئيس رجب طيب إردوغان أزمة عملة في أواخر عام 2021، ليصل التضخم إلى أعلى مستوى له في 24 عاماً، عند 85.51 في المائة، العام الماضي.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
شؤون إقليمية دخول تركيا «النادي النووي» مهم... وزوال مخاوف «تشيرنوبل» مسألة وقت

دخول تركيا «النادي النووي» مهم... وزوال مخاوف «تشيرنوبل» مسألة وقت

<div>دفع إقدام تركيا على دخول مجال الطاقة النووية لإنتاج الكهرباء عبر محطة «أككويو» التي تنشئها شركة «روساتوم» الروسية في ولاية مرسين جنوب البلاد، والتي اكتسبت صفة «المنشأة النووية» بعد أن جرى تسليم الوقود النووي للمفاعل الأول من مفاعلاتها الأربعة الخميس الماضي، إلى تجديد المخاوف والتساؤلات بشأن مخاطر الطاقة النووية خصوصاً في ظل بقاء كارثة تشيرنوبل ماثلة في أذهان الأتراك على الرغم من مرور ما يقرب من 40 عاما على وقوعها. فنظراً للتقارب الجغرافي بين تركيا وأوكرانيا، التي شهدت تلك الكارثة المروعة عام 1986، ووقوعهما على البحر الأسود، قوبلت مشروعات إنتاج الكهرباء من الطاقة النووية باعتراضات شديدة في البد</div>

شؤون إقليمية انخفاض معدل التضخم في تركيا للشهر السادس على التوالي

انخفاض معدل التضخم في تركيا للشهر السادس على التوالي

انخفض معدل التضخّم في تركيا مجدداً في أبريل (نيسان) للشهر السادس على التوالي ليصل الى 43,68% خلال سنة، قبل أقل من أسبوعين على الانتخابات الرئاسية والتشريعية المقررة في البلاد.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
شؤون إقليمية الليرة التركية في أدنى مستوياتها مع اقتراب الانتخابات

الليرة التركية في أدنى مستوياتها مع اقتراب الانتخابات

تراجعت الليرة التركيّة إلى أدنى مستوى لها، مقابل الدولار، أمس الثلاثاء، مع استمرار حالة عدم اليقين بشأن نتائج الانتخابات الرئاسيّة والتشريعيّة، في منتصف مايو (أيار)، والتي قد تؤدّي إلى أوّل تغيير سياسي منذ عشرين عاماً، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». وتراجعت العملة إلى 19.5996 ليرة للدولار الواحد، وهو أمر غير مسبوق، منذ اعتماد الليرة الجديدة في يناير (كانون الثاني) 2005. منذ الانخفاض المتسارع لقيمة العملة التركيّة في نهاية 2021، اتّخذت الحكومة تدابير لدعمها، على أثر تراجعها جرّاء التضخّم وخروج رؤوس الأموال. وقال مايك هاريس؛ من شركة «كريبستون ستراتيجيك ماكرو» الاستشاريّة، إنّ «ذلك قد فشل»، فع

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
العالم كليتشدار أوغلو أعلن برنامج أول 100 يوم... وإردوغان يتهم الغرب بالوقوف ضده

كليتشدار أوغلو أعلن برنامج أول 100 يوم... وإردوغان يتهم الغرب بالوقوف ضده

بينما أطلق مرشح المعارضة لرئاسة تركيا كمال كليتشدار أوغلو برنامج الـ100 يوم الأولى بعد توليه الحكم عقب الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة في 14 مايو (أيار) المقبل، أكد الرئيس رجب طيب إردوغان ثقته في الفوز بالرئاسة مجددا من الجولة الأولى، معتبرا أن الانتخابات ستكون رسالة للغرب «المتربص» بتركيا. وتضمن البرنامج، الذي نشره كليتشدار أوغلو في كتيب صدر اليوم (الخميس) بعنوان: «ما سنفعله في أول 100 يوم من الحكم»، أولويات مهامه التي لخصها في تلبية احتياجات منكوبي زلزالي 6 فبراير (شباط)، وتحسين أوضاع الموظفين والمزارعين وأصحاب المتاجر والشباب والنساء والمتقاعدين والأسر، متعهداً بإطلاق حرب ضد الفساد

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

إيران تصعّد مواجهتها مع «وكالة الطاقة الذرية»

عرض عدد من أجهزة الطرد المركزي في طهران خلال اليوم الوطني للطاقة النووية الإيرانية (أرشيفية - رويترز)
عرض عدد من أجهزة الطرد المركزي في طهران خلال اليوم الوطني للطاقة النووية الإيرانية (أرشيفية - رويترز)
TT

إيران تصعّد مواجهتها مع «وكالة الطاقة الذرية»

عرض عدد من أجهزة الطرد المركزي في طهران خلال اليوم الوطني للطاقة النووية الإيرانية (أرشيفية - رويترز)
عرض عدد من أجهزة الطرد المركزي في طهران خلال اليوم الوطني للطاقة النووية الإيرانية (أرشيفية - رويترز)

صعّدت إيران مواجهتَها ضد «الوكالة الدولية للطاقة الذرية»، إذ أعلنت أمس أنَّها ستضع في الخدمة مجموعة من أجهزة الطرد المركزي «الجديدة والمتطورة»، وذلك رداً على قرار تبنته الوكالة الدولية ينتقد طهران بسبب عدم تعاونها بما يكفي في إطار برنامجها النووي.

وأيّد مشروع القرار، الذي طرحته على التصويت المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا بدعم من الولايات المتحدة، 19 دولة من أصل 35 في الوكالة، وعارضته روسيا والصين وبوركينا فاسو، بينما امتنعت الدول الـ12 الباقية عن التصويت، ولم تستطع فنزويلا المشاركة.

وبعد اعتماد القرار، قال ممثل إيران في تصريح لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، إن هذا التدبير له «دوافع سياسية».

وتستخدم أجهزة الطرد المركزي في تخصيب اليورانيوم المحوّل إلى غاز من خلال تدويره بسرعة كبيرة، ما يسمح بزيادة نسبة المادة الانشطارية (يو - 235) لاستخدامات عدة.