القصة الغامضة لانتقال لويس فيغو من برشلونة إلى ريال مدريد

فيلم وثائقي يستكشف حقيقة الصفقة المثيرة التي جعلت النجم البرتغالي منبوذاً من جماهير «الكاتالوني»

فيغو تعرض لإيذاء شديد من الجماهير التي وصفته بالخائن من بين صفات بغيضة أخرى عندما عاد لملعب برشلونة (غيتي)
فيغو تعرض لإيذاء شديد من الجماهير التي وصفته بالخائن من بين صفات بغيضة أخرى عندما عاد لملعب برشلونة (غيتي)
TT

القصة الغامضة لانتقال لويس فيغو من برشلونة إلى ريال مدريد

فيغو تعرض لإيذاء شديد من الجماهير التي وصفته بالخائن من بين صفات بغيضة أخرى عندما عاد لملعب برشلونة (غيتي)
فيغو تعرض لإيذاء شديد من الجماهير التي وصفته بالخائن من بين صفات بغيضة أخرى عندما عاد لملعب برشلونة (غيتي)

أيد البحث الذي أجراه إدوارد غيزلمان، أستاذ علم النفس السابق في جامعة كاليفورنيا بلوس أنجليس، النظرية القائلة بأن الشخص الذي يكذب غالبا ما يتوقف عن النظر في عين من يحدثه وينظر بعيدا أثناء لحظة حاسمة من الحوار. من السهل قراءة وفهم الكثير من خلال الحركات اللاإرادية أو سلوكيات الشخص، لكن من الواضح في الفيلم الوثائقي الذي صدر مؤخرا بعنوان «قضية فيغو»، في مناسبتين منفصلتين، أنه عندما سُئل فيغو مباشرة عن انتقاله المزلزل من برشلونة إلى ريال مدريد، فإنه أعطى ردا من سطر واحد وهو ينظر بعيدا عن الكاميرا.
وكان الفاصل الزمني بين الإجابتين 22 عاما، حيث قال فيغو لأحد الصحافيين في يوليو (تموز) 2000 قبل رحيله المثير للجدل من برشلونة، وعيناه تتجهان جانبا في نهاية الجملة: «انظر، لدي عقد وأتوقع أن أستمر حتى نهايته». وبعد أكثر من عقدين من الزمن، كمشارك في الفيلم الوثائقي الذي يؤرخ لصفقة انتقاله التي كانت بداية لحقبة ريال مدريد مع فريقه من اللاعبين العظماء أو ما يسمى بـ«الغلاكتيكوس»، سُئل فيغو مباشرة عما إذا كان يقصد ذلك عندما أصر على أنه لن يرحل عن برشلونة قبل أيام قليلة فقط من رحيله. وقال فيغو، وهو ينظر بعيدا إلى يساره والابتسامة على شفتيه: «نعم كنت أعني ذلك في ذلك الوقت».
بالطبع ربما كان اللاعب البرتغالي الدولي يقول الحقيقة في كلتا المناسبتين، حيث يشير فيلم «قضية فيغو» الوثائقي بشكل واضح إلى أنه كان يبدو مترددا في الصفقة التي يصعب تصديقها والتي جعلته منبوذا من جماهير برشلونة. وعند إزاحة الستار عن انضمامه إلى ريال مدريد، كان من الصعب أن يبدو فيغو أكثر بؤساً من ذلك، حيث تم تقديمه بقميص النادي من قبل أسطورة ريال مدريد ألفريدو دي ستيفانو، ولم يكن يبدو كأغلى لاعب كرة قدم في العالم بقدر ما كان يبدو وكأنه رهينة يلتقط لها الخاطفون بعض الصور لتكون دليلا على وجوده على قيد الحياة! وقال فيغو لطاقم عمل الفيلم: «لم أكن في كامل تركيزي للتعبير عن سعادتي. فقد كنت هناك، لكني لم أكن هناك!».
وسعيا لانتخابه رئيسا لريال مدريد على حساب لورينزو سانز الذي كان رئيسا للنادي الملكي آنذاك، والذي كان قد قاد النادي للتو للحصول على لقبين لدوري أبطال أوروبا في غضون ثلاث سنوات فقط بعد سنوات عجاف طويلة، وعد فلورنتينو بيريز مشجعي ريال مدريد بأنه سيدفع الشرط الجزائي في عقد لويس فيغو مع برشلونة والبالغ قيمته 60 مليون يورو من أجل إحضار النجم البرتغالي إلى «سانتياغو برنابيو» عند انتخابه رئيسا للنادي، مشيرا إلى أنه إذا فشل في التعاقد مع فيغو فسوف يدفع للمشجعين ثمن تجديد تذاكرهم الموسمية لحضور المباريات. ويجب الإشارة إلى أن هذا كان في عام 2000 عندما كان هذا المبلغ فلكيا.
ومع شعور فيغو بأنه لا يتلقى المعاملة التي تليق به في برشلونة، باعتباره النجم الأبرز للفريق بلا منازع، تلقى وكيل أعماله خوسيه فيغا اتصالا من اللاعب البرتغالي السابق الذي تحول إلى العمل كوكيل أعمال، باولو فوتري، الذي كان يعمل نيابة عن بيريز. رفض فيغا كل العروض المقدمة لفيغو. ومع ذلك، أخبر فوتري بيريز أنه من الممكن إتمام الصفقة، لكن فوتري كان يريد الحصول على عمولة قدرها 10 ملايين يورو. يقول فوتري: «وكان هذا هو اليوم الذي بدأت فيه ملحمة لويس فيغو. إنه شيء لا يُصدق، فقد بدأ الأمر برمته بكذبة».
لقد جمع صانعو فيلم «قضية فيغو» جميع اللاعبين الرئيسيين في تلك الملحمة للحديث عن ذكرياتهم في تلك الأسابيع القليلة الصاخبة في عام 2000، وسرعان ما أصبح من الواضح أن العديد من هذه الذكريات غير واضحة في أحسن الأحوال، وغير نزيهة في أسوأ الأحوال. لقد قدم كل من فيغو وفوتري وبيريز وفيغا رواياتهم المتناقضة في كثير من الأحيان بشأن هذه الخطوة، جنبا إلى جنب مع خوان غاسبارت، الذي كانت مهمته الأولى التي لا يُحسد عليها كرئيس منتخب حديثا لبرشلونة في ذلك الصيف هي إبلاغ جماهير النادي الغاضبة بأن أفضل لاعب في فريقهم قد رحل للتو إلى الغريم التقليدي ريال مدريد.
وسواء كان ذلك بموافقة موكله أو دونها، فقد وقع فيغا عقدا مع بيريز، وهو ما يعني أنه إذا لم ينتقل اللاعب البرتغالي إلى ريال مدريد، فإن شخصا ما - على الأرجح وكيل فيغو المرعوب – سيكون مُلزما بدفع 19 مليون جنيه إسترليني لرئيس ريال مدريد. يزعم فيغو أنه لم يكن يعرف شيئا عن هذا، بينما يصر فيغا على أنه فعل ذلك بموافقة موكله. وبينما كان بإمكان برشلونة دفع قيمة الشرط الجزائي والاحتفاظ بفيغو، فإن دفع هذا المبلغ الكبير للاعب يمتلكه النادي بالفعل كان يعني انبطاح النادي أمام اللاعب البرتغالي الدولي ووضعه في موقف حرج للغاية، لأسباب ليس أقلها أن هذه الأموال هي التي خطط بيريز لاستخدامها في تجديد التذاكر الموسمية لمشجعي ريال مدريد في حال فشله في ضم فيغو.
يقول فيغو: «السبب الرئيسي وراء مغادرتي هو أنهم (ريال مدريد) كانوا يقدرونني ويريدونني حقا. وفي النهاية فكرت في نفسي. هل كنت أنانيا؟ ربما كان الأمر كذلك. هل ربحت المزيد من المال؟ نعم، لكن لو بقيت كنت سأحصل على نفس المبلغ». ليس ذلك فحسب، بل كان سيتجنب أيضا صدمة التعرض للإيذاء الشديد ووصفه بالخائن من بين الصفات البغيضة الأخرى التي أطلقها 120 ألف شخص من أنصار برشلونة الذين كانوا يلوحون بالأوراق النقدية، في إشارة إلى طمع وجشع اللاعب البرتغالي، وألقى الكثير منهم بالزجاجات والعملات المعدنية وولاعات السجائر، بالإضافة إلى سكين، عليه، بعد عودته المؤلمة إلى ملعب «كامب نو» بعد ثلاثة أشهر لخوض مباراة الكلاسيكو مع فريقه الجديد ريال مدريد. وبعد عامين آخرين، تم إلقاء رأس خنزير في طريق اللاعب أثناء تنفيذه لركلة ركنية.
يقول المدير الفني الإسباني جوسيب غوارديولا: «تعدت الأمور كل الحدود، وتجاوزت الخطوط المسموح بها». وقال فيغو في وقت لاحق لصحافي الغارديان، سيد لو، وهو يتذكر مباراة الكلاسيكو التي خسرها ريال مدريد بهدفين دون رد: «من المؤكد أنني كنت واحدا من الرياضيين القلائل الذين اضطروا إلى اللعب وهناك 120 ألف شخص ضدي – وهم يركزون علي، وليس على الفريق».


مقالات ذات صلة

أزمة داني أولمو تُغرق برشلونة في حالة من الشك مرة جديدة

رياضة عالمية أولمو وسط حصار مدافعي اتلتيكو في أخر ظهور له بقميص برشلونة قبل تجدد أزمة قيده (اب)

أزمة داني أولمو تُغرق برشلونة في حالة من الشك مرة جديدة

بدءاً من 1 يناير (كانون الثاني) الحالي، تم حذف اسم داني أولمو - إلى جانب باو فيكتور الأقل شهرة - من القائمة الرسمية لبرشلونة المكونة من 33 لاعباً والمعتمدة

«الشرق الأوسط» (برشلونة)
رياضة عالمية الحالة الصحية أجبرت اللاعب المخضرم على إنهاء مسيرته (أ.ب)

نافاس في حديث الوداع: أكبر معاركي كانت أمام روبرتو كارلوس

بعد الساعة التاسعة صباحاً بقليل في مونتيكوينتو بإشبيلية، وصل خيسوس نافاس إلى ملعب تدريبات نادي إشبيلية الذي يحمل اسمه تقديرا لمسيرته الاستثنائية مع الفريق،

سيد لو ( لندن)
رياضة عالمية من تدريبات برشلونة استعدادا للقمة الإسبانية (إ.ب.أ)

الدوري الإسباني: برشلونة وأتلتيكو يصطدمان لـ«حسم معركة القمة»

سيشهد الدوري الإسباني، السبت، مواجهة حامية الوطيس عنوانها «حسم معركة القمة» بين برشلونة وأتلتيكو مدريد، ضمن المرحلة الثامنة عشرة من البطولة.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
الرياضة من تدريبات الريال استعدادا للنهائي (رويترز)

«السوبر الإسباني»: الريال والبرشا يشعلان الرياض بـ«كلاسيكو الأرض»

تتجه أنظار الملايين من عشاق الكرة العالمية، مساء اليوم، صوب العاصمة السعودية، الرياض، وذلك لمتابعة القمة المرتقبة و«الكلاسيكو» التاريخي المتجدد (كلاسيكو الأرض)

سلطان الصبحي ( الرياض)
رياضة عالمية ميشيل مدرب جيرونا ولاعبيه يحتفلون بالانتصار على اوساسونا وانتزاع قمة الترتيب (ا ف ب)

جيرونا... «مفاجأة الموسم» يتحدى عمالقة إسبانيا على الصدارة

مع معاناة ريال مدريد وبرشلونة وأتلتيكو مدريد للحفاظ على ثبات المستوى وإهدار نقاط ثمينة في الأسابيع القليلة الماضية، تقدم جيرونا للصدارة وتربع على قمة ترتيب

«الشرق الأوسط» ( مدريد)

مدرب العراق: مباراة السعودية لن تكون سهلة

كاساس (الشرق الأوسط)
كاساس (الشرق الأوسط)
TT

مدرب العراق: مباراة السعودية لن تكون سهلة

كاساس (الشرق الأوسط)
كاساس (الشرق الأوسط)

قال الإسباني خيسوس كاساس، مدرب العراق، إنه سيحلل الأخطاء التي أدت لهزيمة فريقه 2 - صفر أمام البحرين، اليوم الأربعاء، ضمن الجولة الثانية من مباريات المجموعة الثانية ببطولة كأس الخليج لكرة القدم (خليجي 26) بالكويت، استعداداً لمواجهة السعودية.

وقال كاساس، في المؤتمر الصحافي عقب المباراة: «مباراة السعودية لن تكون سهلة على الإطلاق. سنحاول تحليل أخطائنا وإيجاد أكبر عدد من اللاعبين اللائقين بدنياً للعب المباراة وسنفعل كل ما يجب علينا فعله، لكن بكل حال، لن تكون المباراة سهلة».

وأكد أن مواجهة البحرين «لم تكن سهلة ولا بد أن نهنئ البحرين على الفوز والتأهل».

وأضاف: «ظهر علينا الإرهاق وغياب بعض اللاعبين أثر علينا».

وأكد أنه فضّل اليوم الدفع بلاعبين يتمتعون بالحيوية وليسوا مرهقين نظراً لأنه لاحظ إرهاق بعض عناصر الفريق.

وأضاف أن العراق لم يكتفِ بالتأمين الدفاعي في الشوط الثاني، وإنما كان الأكثر هجوماً، موضحاً: «لكنني بالتأكيد لست سعيداً بالأداء ولا أشعر بالرضا عنه».

وقال كاساس: «هناك شيء إيجابي اليوم وهو وجود عدد من اللاعبين صغار السن وهذا سيساعدهم في المستقبل لأنهم يكتسبون الخبرة من هذه البطولة. البحرين تفوقت علينا في الالتحامات اليوم، وهذا ساعدهم في الفوز لكن لاعبينا الصغار اكتسبوا خبرة وهذا أمر إيجابي».