موجة انتشار الكوليرا ترتفع في سوريا... والأمم المتحدة تحذّر

«الصحة» السورية تؤكد الإصابات في دمشق وتنفي الوفيات

تحمل عبوة مياه بلاستيكية داخل مخيم الهول شمال شرق سوريا اغسطس الماضي (إ.ف.ب)
تحمل عبوة مياه بلاستيكية داخل مخيم الهول شمال شرق سوريا اغسطس الماضي (إ.ف.ب)
TT

موجة انتشار الكوليرا ترتفع في سوريا... والأمم المتحدة تحذّر

تحمل عبوة مياه بلاستيكية داخل مخيم الهول شمال شرق سوريا اغسطس الماضي (إ.ف.ب)
تحمل عبوة مياه بلاستيكية داخل مخيم الهول شمال شرق سوريا اغسطس الماضي (إ.ف.ب)

تصاعدت المخاوف في سوريا من ازدياد تفشي وباء الكوليرا في البلاد مع تزايد عدد الإصابات والحالات المشتبه بها، وأكدت منظمة الصحة العالمية (الثلاثاء)، أن انتشار مرض الكوليرا في سوريا «مرتفع للغاية»، بعد الإعلان نهاية الأسبوع الماضي عن تسجيل إصابات في محافظات عدة. فيما أصدرت وزارة الصحة في دمشق، بياناً أكدت فيه وجود 26 إصابة مثبتة، غالبيتها الساحقة في محافظة حلب، وأفادت بحالتي وفاة.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية، عن منظمة الصحة العالمية، أنه «تم الإبلاغ عن حالات مؤكدة عبر اختبارات تشخيص سريع في حلب والحسكة (شمال شرق) ودير الزور والرقة». وحذرت من «خطر انتشار الكوليرا إلى محافظات أخرى»، ووصفته بأنه «مرتفع للغاية».
وباء الكوليرا يعود إلى سوريا للمرة الأولى منذ عام 2009، حين تعرضت المناطق الشرقية (دير الزور والرقة) لموجة وبائية، حسب منظمة الصحة العالمية آنذاك.
وزارة الصحة في دمشق، قالت بدورها، إن عدد الإصابات المثبتة في سوريا حتى الآن 20 إصابة في حلب، و4 إصابات في اللاذقية، وإصابتان في دمشق لشخصين قادمين من حلب أحدهما مرافق مريض من دون أعراض. وأن عدد الوفيات بسبب الكوليرا حالتان في حلب بسبب «تأخر طلب المشورة الطبية ووجود أمراض مزمنة مرافقة».
ونوهت وزارة الصحة بدمشق إلى أنها بصدد إصدار ونشر تحديث عن الوضع الوبائي عبر منصاتها الرسمية حول مرض «الكوليرا» كل 48 ساعة، مشيرةً إلى أنها زوّدت المستشفيات بـ«مخزون إضافي» من العلاج تحسباً لأي زيادة في أعداد الإصابات.
وفي مناطق الإدارة الذاتية شمال شرقي سوريا، ارتفعت أعداد الإصابات إلى 184 إصابة، حسب لجنة الصحة في «مجلس دير الزور المدني» التي أكدت انتشار الكوليرا في ريف دير الزور الغربي. مع ارتفاع عدد الوفيات إلى خمسة. وردّت لجنة الصحة أسباب انتشار الكوليرا إلى «تلوث المياه» وطالبت المنظمات الدولية بدعم «لجنة الصحة» بمستلزمات الحد من انتشار الوباء.
وفي وقت سابق، قال المنسق المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في سوريا عمران رضا، إنه بناءً «على تقييم سريع أجرته السلطات الصحية والشركاء، يُعتقد أن مصدر العدوى مرتبط بشرب الأشخاص مياهاً غير آمنة مصدرها نهر الفرات، وكذلك استخدام مياه ملوثة لري المحاصيل». مؤكداً أن «تفشي الوباء مؤشراً أيضاً على نقص المياه الحاد في أنحاء سوريا كافة»، ما قد يشكل «تهديداً خطيراً للناس في سوريا والمنطقة».
وظهرت موجة انتشار الكوليرا في سوريا عقب موجة حرّ شديد تعرضت لها معظم المناطق، ترافقت مع اشتداد أزمتي الكهرباء والماء وانعدام وسائل التبريد، ما أدى إلى زيادة استهلاك ألواح الثلج المصنعة من مصادر مياه مجهول بعيداً عن الرقابة الصحية.
وتفيد تقارير سابقة لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، بتضرر قرابة ثلثي عدد محطات معالجة المياه ونصف محطات الضخ وثلث خزانات المياه جراء النزاع المندلع منذ عشر سنوات. وأن نصف عدد السكان يلجأون إلى مصادر مياه للشرب غير آمنة، بينما لا تتم معالجة سبعين في المائة على الأقل من مياه الصرف الصحي، وفق «يونيسيف».
وحسب منظمة «أطباء بلا حدود»، شكّلت خدمات المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية، أربعة في المائة فقط من ميزانية الاستجابة الإنسانية بأكملها في جميع أنحاء سوريا خلال العام الماضي، وهو أقل من ثلث ما تمّ إنفاقه عام 2020 على الأنشطة ذاتها.
الأمم المتحدة من جهتها، دعت الدول المانحة إلى تمويل إضافي عاجل لاحتواء تفشي المرض ومنع انتشاره، حيث يشهد العراق المجاور لسوريا منذ يونيو (حزيران) الماضي، موجة انتشار للكوليرا، للمرة الأولى منذ عام 2015، وحسب الأرقام الأممية، يصيب الكوليرا سنوياً، بين 1.3 مليون وأربعة ملايين شخص في العالم، ويؤدي إلى وفيات ما بين 21 ألفاً و143 ألف شخص.


مقالات ذات صلة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إنَّه «لا يعلم ما إذا كانت سوريا ستعود إلى الجامعة العربية أم لا»، وإنَّه «لم يتسلَّم بصفته أميناً عاماً للجامعة أي خطابات تفيد بعقد اجتماع استثنائي لمناقشة الأمر».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شؤون إقليمية سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

استهلَّ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أمس، زيارة لدمشق تدوم يومين بالإشادة بما وصفه «الانتصارات الكبيرة» التي حقَّقها حكم الرئيس بشار الأسد ضد معارضيه. وفي خطوة تكرّس التحالف التقليدي بين البلدين، وقّع رئيسي والأسد اتفاقاً «استراتيجياً» طويل الأمد. وزيارة رئيسي للعاصمة السورية هي الأولى لرئيس إيراني منذ عام 2010، عندما زارها الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد، قبل شهور من بدء احتجاجات شعبية ضد النظام. وقال رئيسي، خلال محادثات موسَّعة مع الأسد، إنَّه يبارك «الانتصارات الكبيرة التي حققتموها (سوريا) حكومة وشعباً»، مضيفاً: «حقَّقتم الانتصار رغم التهديدات والعقوبات التي فرضت ضدكم».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
العالم العربي أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
العالم العربي درعا على موعد مع تسويات جديدة

درعا على موعد مع تسويات جديدة

أجرت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا (جنوب سوريا) اجتماعات عدة خلال الأيام القليلة الماضية، آخرها أول من أمس (الأربعاء)، في مقر الفرقة التاسعة العسكرية بمدينة الصنمين بريف درعا الشمالي، حضرها وجهاء ومخاتير ومفاوضون من المناطق الخاضعة لاتفاق التسوية سابقاً وقادة من اللواء الثامن المدعوم من قاعدة حميميم الأميركية. مصدر مقرب من لجان التفاوض بريف درعا الغربي قال لـ«الشرق الأوسط»: «قبل أيام دعت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا، ممثلةً بمسؤول جهاز الأمن العسكري في درعا، العميد لؤي العلي، ومحافظ درعا، لؤي خريطة، ومسؤول اللجنة الأمنية في درعا، اللواء مفيد حسن، عد

رياض الزين (درعا)
شمال افريقيا مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري اتصالات هاتفية مع نظرائه في 6 دول عربية؛ للإعداد للاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب بشأن سوريا والسودان، المقرر عقده، يوم الأحد المقبل. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير أحمد أبو زيد، في إفادة رسمية، الخميس، إن شكري أجرى اتصالات هاتفية، على مدار يومي الأربعاء والخميس، مع كل من وزير خارجية السودان علي الصادق، ووزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان، ووزير خارجية العراق فؤاد محمد حسين، ووزير خارجية الجزائر أحمد عطاف، ووزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، ووزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف. وأضاف أن «الاتصالات مع الوزراء العرب تأتي في إطار ا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

إشهار تكتل واسع للقوى اليمنية لمواجهة الانقلاب الحوثي

جانب من ممثلي القوى اليمنية المشاركين في بلورة التكتل الحزبي الجديد (إكس)
جانب من ممثلي القوى اليمنية المشاركين في بلورة التكتل الحزبي الجديد (إكس)
TT

إشهار تكتل واسع للقوى اليمنية لمواجهة الانقلاب الحوثي

جانب من ممثلي القوى اليمنية المشاركين في بلورة التكتل الحزبي الجديد (إكس)
جانب من ممثلي القوى اليمنية المشاركين في بلورة التكتل الحزبي الجديد (إكس)

بهدف توحيد الصف اليمني ومساندة الشرعية في بسط نفوذها على التراب الوطني كله، أعلن 22 حزباً ومكوناً سياسياً يمنياً تشكيل تكتل سياسي جديد في البلاد، هدفه استعادة الدولة وتوحيد القوى ضد التمرد، وإنهاء الانقلاب، وحل القضية الجنوبية بوصفها قضيةً رئيسيةً، ووضع إطار خاص لها في الحل النهائي، والحفاظ على النظام الجمهوري في إطار دولة اتحادية.

إعلان التكتل واختيار نائب رئيس حزب «المؤتمر الشعبي» ورئيس مجلس الشورى أحمد عبيد بن دغر رئيساً له، كان حصيلة لقاءات عدة لمختلف الأحزاب والقوى السياسية - قبل مقاطعة المجلس الانتقالي الجنوبي - برعاية «المعهد الوطني الديمقراطي الأميركي»، حيث نصَّ الإعلان على قيام تكتل سياسي وطني طوعي للأحزاب والمكونات السياسية اليمنية، يسعى إلى تحقيق أهدافه الوطنية.

القوى السياسية الموقعة على التكتل اليمني الجديد الداعم للشرعية (إعلام محلي)

ووفق اللائحة التنظيمية للتكتل الوطني للأحزاب والمكونات السياسية، ستكون للمجلس قيادة عليا تُسمى «المجلس الأعلى للتكتل» تتبعه الهيئة التنفيذية وسكرتارية المجلس، على أن يكون المقر الرئيسي له في مدينة عدن، العاصمة المؤقتة للبلاد، وتكون له فروع في بقية المحافظات.

وبحسب اللائحة التنظيمية للتكتل، فإن الأسس والمبادئ التي سيقوم عليها هي الدستور والقوانين النافذة والمرجعيات المتفق عليها وطنياً وإقليمياً ودولياً، والتعددية السياسية، والتداول السلمي للسلطة، والعدالة، والمواطنة المتساوية، والتوافق والشراكة، والشفافية، والتسامح.

ونصَّ الباب الثالث من اللائحة التنظيمية على أن «يسعى التكتل إلى الحفاظ على سيادة الجمهورية واستقلالها وسلامة أراضيها، والتوافق على رؤية مشتركة لعملية السلام، ودعم سلطات الدولة لتوحيد قرارها وبسط نفوذها على كافة التراب الوطني، وتعزيز علاقة اليمن بدول الجوار، ومحيطه العربي والمجتمع الدولي».

وكان المجلس الانتقالي الجنوبي، الشريك في السلطة الشرعية، شارك في اللقاء التأسيسي للتكتل الجديد، لكنه عاد وقاطعه. وأكد المتحدث الرسمي باسمه، سالم ثابت العولقي، أن المجلس الانتقالي الجنوبي يتابع نشاط التكتل الذي تعمل عليه مجموعة من الأطراف لإعلانه، ويؤكد عدم مشاركته في هذا التكتل أو الأنشطة الخاصة به، وأنه سيوضح لاحقاً موقفه من مخرجات هذا التكتل.

ومن المقرر أن يحل التكتل الجديد محل «تحالف الأحزاب الداعمة للشرعية»، الذي تأسس منذ سنوات عدة؛ بهدف دعم الحكومة الشرعية في المعركة مع جماعة الحوثي الانقلابية.

ويختلف التكتل الجديد عن سابقه في عدد القوى والأطراف المكونة له، حيث انضم إليه «المكتب السياسي للمقاومة الوطنية» بقيادة العميد طارق صالح عضو مجلس القيادة الرئاسي، و«مؤتمر حضرموت الجامع»، وغيرهما من القوى التي لم تكن في إطار التحالف السابق.

ووقَّع على الإعلان كل من حزب «المؤتمر الشعبي العام»، وحزب «التجمع اليمني للإصلاح»، و«الحزب الاشتراكي اليمني»، و«التنظيم الناصري»، و«المكتب السياسي للمقاومة الوطنية»، و«الحراك الجنوبي السلمي»، وحزب «الرشاد اليمني»، وحزب «العدالة والبناء».

كما وقَّع عليه «الائتلاف الوطني الجنوبي»، و«حركة النهضة للتغيير السلمي»، وحزب «التضامن الوطني»، و«الحراك الثوري الجنوبي»، وحزب «التجمع الوحدوي»، و«اتحاد القوى الشعبية»، و«مؤتمر حضرموت الجامع»، وحزب «السلم والتنمية»، وحزب «البعث الاشتراكي»، وحزب «البعث القومي»، وحزب «الشعب الديمقراطي»، و«مجلس شبوة الوطني»، و«الحزب الجمهوري»، وحزب «جبهة التحرير».

وذكرت مصادر قيادية في التكتل اليمني الجديد أن قيادته ستكون بالتناوب بين ممثلي القوى السياسية المُشكِّلة للتكتل، كما ستُشكَّل هيئة تنفيذية من مختلف هذه القوى إلى جانب سكرتارية عامة؛ لمتابعة النشاط اليومي في المقر الرئيسي وفي بقية فروعه في المحافظات، على أن يتم تلافي القصور الذي صاحب عمل «تحالف الأحزاب الداعمة للشرعية»، الذي تحوَّل إلى إطار لا يؤثر في أي قرار، ويكتفي بإعلان مواقف في المناسبات فقط.

بن دغر مُطالَب بتقديم نموذج مختلف بعد إخفاق التحالفات اليمنية السابقة (إعلام حكومي)

ووفق مراقبين، فإن نجاح التكتل الجديد سيكون مرهوناً بقدرته على تجاوز مرحلة البيانات وإعلان المواقف، والعمل الفعلي على توحيد مواقف القوى السياسية اليمنية والانفتاح على المعارضين له، وتعزيز سلطة الحكومة الشرعية، ومكافحة الفساد، وتصحيح التقاسم الحزبي للمواقع والوظائف على حساب الكفاءات، والتوصل إلى رؤية موحدة بشأن عملية السلام مع الجماعة الحوثية.