طرح جديد... كيف غزت الديناصورات العالم؟

طرح جديد... كيف غزت الديناصورات العالم؟
TT

طرح جديد... كيف غزت الديناصورات العالم؟

طرح جديد... كيف غزت الديناصورات العالم؟

في حين تسبب الشتاء القاسي في انقراض العديد من الحيوانات الأخرى منذ حوالى 200 مليون سنة، حكمت الديناصورات العصر الجوراسي من خلال التأقلم مع البرد القارس. إذ غالبًا ما يُنظر إلى الديناصورات على أنها مخلوقات تزدهر في المناخات الدافئة والغابات الاستوائية المورقة. ولكن الآن، يتحدى بحث جديد هذه الفكرة؛ فبدلاً من ذلك، تحملت الديناصورات درجات حرارة متجمدة، ما سمح لها في النهاية بالسيطرة على العصر الجوراسي، وذلك وفق ما نشر موقع «ماتشابل» العلمي.
وقام المؤلف الرئيسي للدراسة عالم الحفريات بول أولسن بالخروج إلى حوض جونغقار في الصين عام 2016 (وهي منطقة غنية بأحافير الديناصورات وآثار الأقدام).
وفي اليوم الأول وفي محطته الأولى، عثر فريق أولسن على شيء أكثر خشونة من الرمال والحصى. بدا الأمر غير عادي بالنسبة لأولسن.
وأوضح أولسن، الذي قاد البحث المنشور بمجلة «Science Advances» «لم نتحرك لمدة ثلاث ساعات نتجادل حول ماهية هذا. الصورة الكاملة للديناصورات متخلفة. إنها في الأساس حيوانات متكيفة مع البرودة».
وقام فريق البحث بتقليص الرواسب الغريبة إلى «حطام طوف جليدي»، وهي رواسب تحتوي على حصى تشكلت قبل حوالى 206 ملايين سنة (تراكم الجليد في المياه المجاورة للأرض، ما أدى في النهاية إلى نقل وإلقاء الصخور الأرضية المستقرة في الجليد إلى قاع البحيرة.) يشير وجودها في المنطقة إلى وجود جليد عائم في منطقة كانت تجوب فيها الديناصورات، وتركت آثارًا واضحة.
وحدد الباحثون أيضًا أن حوض جونغقار يقع فوق الدائرة القطبية الشمالية، ما يعني أنه كان شديد البرودة هناك، خاصة في فصل الشتاء.
جدير بالذكر، ظهرت الديناصورات لأول مرة في العصر الترياسي منذ حوالى 230 مليون سنة عندما كانت الأرض كتلة واحدة عملاقة تسمى «بانجيا». وفي نهاية العصر الترياسي، تسببت الانفجارات البركانية الهائلة في ارتفاع درجة حرارة الكوكب. كما ارتفعت مستويات ثاني أكسيد الكربون (التي تحبس الحرارة على الأرض) وأصبحت المحيطات شديدة الحموضة. وقد ثبت أن هذه الظروف غير مضيافة لمعظم الأنواع؛ فيما يظهر سجل الحفريات أن ثلاثة من كل أربعة أنواع من اليابسة والمحيطات قد انقرضت. ومع ذلك، نجت الديناصورات بطريقة ما، ثم حكمت العصر الجوراسي.
لكن دراسة أولسن تقدم الآن تفسيرًا هو ان نفس الانفجارات البركانية التي تقذف كميات هائلة من ثاني أكسيد الكربون المحتجز للحرارة في الغلاف الجوي أطلقت أيضًا ثاني أكسيد الكبريت الكيميائي، الذي يحجب ضوء الشمس. وأدى ذلك إلى تعتيم كوكب الأرض وتسبب في فترات طويلة من الانخفاض الحاد في درجات الحرارة المتجمدة والتي تسمى «الشتاء البركاني».
وبشكل حاسم، كان الانخفاض في درجات الحرارة خلال فترات الشتاء البركانية الشديدة أكبر بكثير من ارتفاع درجة الحرارة من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
فقد وجد العلماء رواسب متجمدة في حوض جونغقار الصيني، وهي علامة واضحة على المناخ البارد. وفق أولسن، الذي أوضح ان العديد من الحيوانات البرية غير المعزولة، لا سيما في المناطق الاستوائية، لم تستطع التكيف مع هذه البرد القارس وانقرضت، بما في ذلك الأنواع الشبيهة بالتماسيح التي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالديناصورات. لكن أولسن يرجح أن الديناصورات نجت من خلال تكيف فريد. مبينا «تم عزل الديناصورات مثل الطيور. وعلى غرار ريش الطيور الذي يحميها من البرد، كان للديناصورات أيضًا بنية شبيهة بالريش تسمى (الريش البدائي) ورثتها عن أسلافها. ومع ذلك، لم تكن الديناصورات الأكبر في حاجة إلى عزل الريش، لأنها كانت ببساطة عملاقة ولديها معدلات أيضية عالية».


مقالات ذات صلة

دلفين وحيد ببحر البلطيق يتكلَّم مع نفسه!

يوميات الشرق يشكو وحدة الحال (أدوب ستوك)

دلفين وحيد ببحر البلطيق يتكلَّم مع نفسه!

قال العلماء إنّ الأصوات التي يصدرها الدلفين «ديل» قد تكون «إشارات عاطفية» أو أصوات تؤدّي وظائف لا علاقة لها بالتواصل.

«الشرق الأوسط» (كوبنهاغن)
يوميات الشرق بإمكان الجميع بدء حياة أخرى (أ.ب)

شبل الأسد «سارة» أُجليت من لبنان إلى جنوب أفريقيا لحياة أفضل

بعد قضاء شهرين في شقّة صغيرة ببيروت مع جمعية للدفاع عن حقوق الحيوان، وصلت أنثى شبل الأسد إلى محمية للحيوانات البرّية بجنوب أفريقيا... هذه قصتها.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
يوميات الشرق «مو دينغ» يُكثّف نجوميته (أ.ب)

أغنية رسمية بـ4 لغات لفرس النهر التايلاندي القزم «مو دينغ» (فيديو)

إذا لم تستطع رؤية فرس النهر التايلاندي القزم، «مو دينغ»، من كثب، فثمة الآن أغنية رسمية مميّزة له بعدما بات الحيوان المفضَّل لكثيرين على الإنترنت.

«الشرق الأوسط» (بانكوك)
يوميات الشرق عدد الفيلة في النوعين مجتمعين بلغ ما بين 415 ألف و540 ألف فيل حتى عام 2016 (رويترز)

انخفاض كبير في أعداد الأفيال الأفريقية خلال نصف قرن

واختفت الأفيال من بعض المواقع بينما زادت أعدادها في أماكن أخرى بفضل جهود الحفاظ عليها.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق مهارة مذهلة (إكس)

فِيلة تُذهل العلماء... «ملكة الاستحمام» عن جدارة! (فيديو)

أذهلت فِيلةٌ آسيويةٌ العلماءَ لاستحمامها بنفسها، مُستخدمةً خرطوماً مرناً في حديقة حيوان ألمانية، مما يدلّ على «مهارة رائعة».

«الشرق الأوسط» (برلين)

حبس سعد الصغير يجدد وقائع سقوط فنانين في «فخ المخدرات»

المطرب الشعبي سعد الصغير (حسابها على «فيسبوك»)
المطرب الشعبي سعد الصغير (حسابها على «فيسبوك»)
TT

حبس سعد الصغير يجدد وقائع سقوط فنانين في «فخ المخدرات»

المطرب الشعبي سعد الصغير (حسابها على «فيسبوك»)
المطرب الشعبي سعد الصغير (حسابها على «فيسبوك»)

جدد حبس المطرب المصري سعد الصغير الحديث عن وقائع مشابهة لسقوط فنانين في «فخ المخدرات»، وكانت محكمة جنايات القاهرة قضت، الاثنين، بالحكم على الصغير بالسجن المشدد 3 سنوات، وتغريمه 30 ألف جنيه (الدولار يساوي 49.65 جنيه مصري).

الحكم بسجن سعد الصغير وتغريمه جاء على خلفية اتهامه بحيازة «سجائر إلكترونية» تحتوي على مخدر «الماريوانا»، بعد تفتيش حقائبه أثناء عودته من أميركا «ترانزيت» عبر أحد المطارات العربية، عقب إحياء حفلات غنائية عدة هناك.

وكشف الصغير خلال التحقيقات التي جرت أمام الجهات المختصة بمصر، أنه لم يكن على دراية بأن المادة الموجودة في «السجائر الإلكترونية» ضمن المواد المحظور تداولها، مؤكداً أنها للاستخدام الشخصي وليس بهدف الاتجار، وأرجع الأمر لعدم إجادته اللغة الإنجليزية.

الفنانة المصرية برلنتي فؤاد التي حضرت جلسة الحكم، على الصغير، أكدت أن الحكم ليس نهائياً وسيقوم محامي الأسرة بإجراءات الاستئناف، كما أوضحت لـ«الشرق الأوسط» أن «حالة سعد النفسية ليست على ما يرام»، لافتة إلى أنه «بكى بشدة خلف القضبان بعد النطق بالحكم، كما أنه يعيش في توتر شديد نتيجة القضية».

وقبل سعد الصغير وقع عدد من الفنانين في «فخ المخدرات»، من بينهم الفنانة دينا الشربيني، التي تعرضت للسجن سنة مع الشغل وغرامة 10 آلاف جنيه لإدانتها بتعاطي «مواد مخدرة».

الفنان أحمد عزمي (حسابه على «فيسبوك»)

وكذلك الفنان المصري أحمد عزمي الذي تم القبض عليه مرتين ومعاقبته بالحبس في المرة الثانية بالسجن 6 أشهر، بينما أعلن مقربون من الفنانة شيرين عبد الوهاب وقوعها في الفخ نفسه، مما جعلها تختفي عن الأنظار حتى تتعافى، كما أن طبيبها المعالج طالب جمهورها بدعمها. وحُكم على الفنانة منة شلبي بالحبس سنة مع إيقاف التنفيذ وتغريمها 10 آلاف جنيه، في مايو (أيار) الماضي، في قضية اتهامها بـ«إحراز جوهر الحشيش بقصد التعاطي في أماكن غير مصرح لها باستخدامها».

وقبل أشهر قضت محكمة الاستئناف بمصر بقبول معارضة الفنان المصري أحمد جلال عبد القوي وتخفيف عقوبة حبسه إلى 6 أشهر بدلاً من سنة مع الشغل وتغريمه 10 آلاف جنيه، بتهمة حيازة مواد مخدرة بغرض التعاطي.

«ليس كل مشهور مدمناً»

من جانبها، أوضحت الاستشارية النفسية السورية لمى الصفدي أسباب وقوع بعض المشاهير في «فخ المخدرات» من الناحيتين النفسية والاجتماعية، وأثره على المستوى المهني.

وقالت لـ«الشرق الأوسط» إن «التعميم على جميع المشاهير أمر خاطئ، فليس كل مشهور مدمناً أو خاض تجربة الإدمان»، موضحة أن «ذلك ينطبق أحياناً على بعض الفئات التي حصلت على الشهرة والمال والمعجبين لكنهم في الوقت نفسه يطالبون بامتيازات أكثر».

وأشارت إلى أن «الفكرة تكمن في أن المخدرات ربما تساهم بطريقة أو بأخرى في زيادة مستويات هرمون (الدوبامين) الخاص بالسعادة، وهذا جزء نفسي يدفع البعض للسقوط في فخ المخدرات».

الفنانة منة شلبي (حسابها على «فيسبوك»)

وتستكمل الصفدي: «ربما الوقوع في هذا الفخ نتيجة رفاهية أكثر أو البحث عن المزيد والسعي للمجهول أو الأشياء المتوفرة عن طريق السفر أو الوضع المادي».

واختتمت الصفدي كلامها قائلة إن «هذا الأمر لا يخص الفنانين وحدهم، لكنه يتعلق أيضاً بالكثير من المهن والتخصصات، لكن المشاهير يتم تسليط الضوء عليهم أكثر من غيرهم».