رأى وكيل وزارة الدفاع الأميركية للشؤون السياسية كولين كال، إنه في الوقت الذي تبدو فيه الصين مهتمة للغاية بتوسيع مجال نفوذها السياسي والعسكري في منطقة المحيطين الهندي والهادي، إلا أن من المحتمل أن تكون أكثر حذراً، عندما يتعلق الأمر بخطوة عدوانية، كغزو تايوان.
وقال كال خلال مناقشات في مؤتمر أخبار الدفاع 2022، عُقد قبل يومين: «لا أعتقد أن الصين تريد أن تضع نفسها في الموقف الذي تجد روسيا نفسها فيه اليوم، عبر غزو جار ديمقراطي، ما قد يولد قدراً كبيراً من التعاطف العالمي». واعتبر أن الصين ستخاطر بتوترات عسكرية أوسع وبتكاليف سياسية واقتصادية كبيرة، وهو ما قد يؤدي إلى استخلاصها بدلاً من ذلك، دروساً من تجربة روسيا في غزو أوكرانيا خلال الأشهر الستة الماضية.
وفيما حدد الرئيس الصيني شي جينبينغ جدولاً زمنياً لجيش بلاده، ليكون قادراً على السيطرة على تايوان بحلول عام 2027 أي بعد خمس سنوات فقط من الآن، تثير الأحداث الأخيرة في مضيق تايوان تساؤلات حول الوضع الاستراتيجي وآفاق غزو صيني قريب المدى.
وقال كال: «آمل أن يستخلصوا الدرس من تجربة روسيا، ولكن ربما لا ينبغي أن نفعل ذلك... لا أعتقد أنهم قاموا بتسريع عقاربهم... ليس لغزاً أن شي جين ينغ قد منح جيشه حتى عام 2027 لتطوير القدرات العسكرية لإعادة التوحيد بالقوة مع تايوان، إذا اتخذ قرار القيام بذلك، لكنني لم أر أي مؤشر على أنه اتخذ هذا القرار».
وفيما يُنظر إلى زيارات الوفود الأميركية على نطاق واسع، على أنها إظهار لدعم تايبيه وإشارة مهمة للصين، يشعر البعض في تايوان بالقلق من أنه في مثل هذه البيئة المتوترة، يمكن أن تأتي الزيارات الأميركية بنتائج عكسية، وتستفز بكين بدلاً من أن تكون بمثابة رادع لمزيد من العمل العسكري. فيما يرى آخرون أن تلك الزيارات قد تعطي رسالة بأن تايوان لا تقف بمفردها رغم افتقارها إلى حلفاء دبلوماسيين رسميين.
ورغم إثارة غضب بكين المستمر، زارت خمس مجموعات من المسؤولين الأميركيين تايوان في أغسطس (آب) الماضي، بما في ذلك زيارة بيلوسي. وترأس الوفود الأخرى أعضاء في مجلس الشيوخ من الحزبين الديمقراطي والجمهوري. كما اختتم وفد من مجلس النواب الأميركي من الحزبين برئاسة النائبة الديمقراطية ستيفاني ميرفي، من أمس الجمعة، زيارة لتايبيه.
غير أن التحركات والمناورات العسكرية الصينية في مضيق تايوان وبحر الصين الجنوبي ومناطق أخرى في المنطقة، تثير قلقاً كبيراً من أن تؤدي إلى عواقب غير مقصودة قد تنجم عن سوء التفاهم. وتساءل وكيل وزارة الدفاع للسياسة كولن كال: «نظراً لأن الصين أصبحت حازمة بشكل متزايد في نوع من تأكيد امتيازاتها حول تايوان... هل يتخذون الخطوة التالية لمحاولة فرض هذه التغييرات في الوضع الراهن بطريقة تنطوي على مخاطر وقوع حادث، مع الولايات المتحدة أو مع أحد حلفائنا وشركائنا؟... لقد رأينا الصين تنخرط، على مدار العام أو العامين الماضيين، في اتجاه من المواجهات غير الآمنة وغير المهنية بشكل متزايد، سواء في الجو أو في البحر». وقال إنه يتعين على الولايات المتحدة وحلفائها الآن توخي الحذر من الأعمال العدوانية التي تقوم بها القوات البحرية والجوية للجيش الصيني، والتي قد تؤدي إلى وقوع حادث دولي، غير أنه أكد على أن الولايات المتحدة ستواصل العمل في المحيطين الهندي والهادئ كما فعلت دائماً. وقال: «لن نغير إجراءات عملنا. لن نقوم بأشياء تزيد من حدة التوتر. سنقوم بأشياء تؤكد دعمنا المستمر للنظام الدولي القائم على القواعد في منطقة المحيطين الهندي والهادي ودعمنا لحلفائنا وشركائنا، ولن نتراجع».
«البنتاغون»: الصين ستكون حذرة في الإقدام على غزو تايوان
«البنتاغون»: الصين ستكون حذرة في الإقدام على غزو تايوان
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة