أظهرت ثلاثة استطلاعات رأي جديدة في إسرائيل أن معسكر رئيس الوزراء الأسبق بنيامين نتنياهو، يتقدم بخطوات واثقة نحو العودة إلى الحكم، إذ أصبح مرجحاً أن يحصل على أغلبية تمكنه من تشكيل حكومة برئاسته. وتم نشر الاستطلاعات الثلاثة في القنوات التلفزيونية الثلاث المركزية، الرسمي «كان 11» والتجاريين «قناة 12» و«قناة 13».
وأشار اثنان من الاستطلاعات إلى أن معسكر نتنياهو سيحصل على 60 أو 61 مقعدا، بينما معسكر لبيد يراوح ما بين 54 و57 مقعدا.
ولكن استطلاع «القناة 12» أشار إلى أن معسكر نتنياهو 58 ومعسكر لبيد 57. وعندما سئل المستطلعون عن الشخصية المناسبة في نظرهم لتولي منصب رئيس الحكومة، حظي نتنياهو كالمعتاد على أكثرية 45 في المائة مقابل 32 في المائة ليائير لبيد، كما حظي نتنياهو بنفس النسبة (45 في المائة) لو كان منافسه بيني غانتس الذي حصل على 27 في المائة فقط.
وتؤكد هذه النتائج أن محاولات التشدد الذي يبديه رئيس الوزراء يائير لبيد، تجاه الفلسطينيين وتجاه الملف الإيراني، لا يجديه نفعاً في منافسة نتنياهو في ملعب اليمين. فرغم رفد معسكر لبيد بشخصية عسكرية كبيرة مثل رئيس أركان الجيش السابق غادي آيزنكوت، وعودة اسم «حزب الجنرالات» إلى التكتل الذي يقوده وزير الدفاع ورئيس أركان الجيش الأسبق بيني غانتس، فإن حظوظه الانتخابية تبدو متراجعة.
فقد شن لبيد عملية حربية في قطاع غزة وحملة مستمرة لتنفيذ اعتقالات واسعة في الضفة الغربية وخطة لتصفية وجود الجهاد الإسلامي في جنين ونابلس قتل خلالها عشرات الفلسطينيين، فضلاً عن التساهل مع المستوطنين الذين يتوسعون في مناطق فلسطينية، وعمليات هدم البيوت يومياً، ومهاجمة الرئيس الفلسطيني محمود عباس على تصريحاته في برلين حول 50 مذبحة إسرائيلية ضد فلسطينيين، ورغم كل ذلك فإن جمهور اليمين يفضل «اليمين الأصلي» بقيادة نتنياهو ويعتبر تشدد لبيد وغانتس «خطوات وإجراءات مصطنعة».
كما أظهرت الاستطلاعات الثلاثة تراجعاً في تمثيل القائمة المشتركة للأحزاب العربية الوطنية التي تعمل من خلال صفوف المعارضة، والتي تضم ثلاثة أحزاب: الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة بقيادة النائب أيمن عودة والحركة العربية للتغيير بقيادة النائب أحمد طيبي والتجمع الوطني الديمقراطي بقيادة النائب سامي أبو شحادة، من 6 مقاعد حالياً إلى 5 مقاعد. والمقعد الذي تخسره يذهب إلى «القائمة العربية الموحدة» للحركة الإسلامية بقيادة النائب منصور عباس، التي تعتبر أول تجمع عربي يشارك في الائتلاف الحكومي في تاريخ إسرائيل. فمن 4 نواب لها اليوم سترتفع وفق الاستطلاعات الثلاثة الجديدة إلى 5 مقاعد.
ويبدو أن الجمهور العربي الذي يقاطع غالبيته الانتخابات يعاقب القائمة المشتركة، التي تشهد صراعات داخلية تهدد بانسحاب أحد أقطابها (التجمع) وتفككها، بينما يكافئ الحركة الإسلامية على انتخاب قائمتها بشكل منظم بلا صراعات. يذكر أن نسبة التصويت بين العرب لم تتعد 45 في المائة في الانتخابات الأخيرة وحسب الاستطلاعات يمكن أن تهبط إلى 41 في المائة فقط.
وأجمعت نتائج الاستطلاعات الثلاثة على تصاعد قوة الحزب الأشد تطرفاً في إسرائيل اليوم، «عوتسما يهوديت» (عظمة يهودية) الذي يقوده عضو الكنيست، إيتمار بن غفير، والذي يدعو صراحة لتشجيع الفلسطينيين على الرحيل من وطنهم وجعل إسرائيل «دولة طاهرة لليهود». فهذا الحزب، الذي قرر الانشقاق عن تكتل «الصهيونية الدينية» بقيادة النائب بتسليل سموترتش، سيحظى بثمانية مقاعد حسب أحد الاستطلاعات، وبتسعة مقاعد حسب الاستطلاعين الآخرين. بينما حزب سموترتش سيسقط ولن يتجاوز نسبة الحسم حسب أحد الاستطلاعات، ويفوز بأربعة وبسبعة مقاعد حسب الاستطلاعين الآخرين.
واللافت في هذا الاستطلاع أن دخول الجنرال آيزنكوت إلى حزب غانتس «المعسكر الوطني»، لم يحدث تغييراً على الخريطة الحزبية، وهو ممثل اليوم بـ14 نائباً. وقد منحته الاستطلاعات حتى الآن 10 مقاعد أو 11 مقعداً. ومنذ دخول آيزنكوت أصبحت قوته 12 مقعداً حسب أحد الاستطلاعات، و12 حسب الثاني، و14 حسب الاستطلاع الثالث. وبحسب استطلاع «القناة 13»، يهبط حزب الليكود من الأرقام التي منحتها له الاستطلاعات الأخيرة (33 - 35 مقعدا)، إلى 30 مقعداً. ولكن معسكره يرتفع إلى 61 مقعدا، فيما حزب لبيد «يش عتيد» يرتفع من 17 اليوم إلى 23 مقعدا. وبحسب استطلاع «كان 11»، يفوز الليكود بـ33 مقعدا ويفوز حزب لبيد بـ22 مقعدا. وبحسب استطلاع القناة 12 يحصل الليكود برئاسة نتنياهو على 34 مقعدا ولبيد على 23 مقعدا.
تشدد لبيد لم يوقف «زحف» نتنياهو نحو العودة إلى الحكم
استطلاعات للرأي أوضحت تراجعاً للقائمة المشتركة للأحزاب العربية
تشدد لبيد لم يوقف «زحف» نتنياهو نحو العودة إلى الحكم
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة