أقامت قيادة حركة طالبان في أفغانستان «مديرية للمناهج الأكاديمية»، داخل وزارة التعليم العالي الأفغانية، وسط ضغوط من قبل قادة العالم، بما في ذلك المجتمع الدولي، على حركة طالبان لاستئناف تعليم الفتيات. وفي السابق وبتوجيه من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، كان مسؤولو الجامعات الأفغانية يراجعون مناهج المؤسسات المحلية، حسب وكالة «خاما برس» الأفغانية للأنباء أمس الجمعة. وقال أحمد تقي، أحد المتحدثين باسم وزارة التعليم العالي إن المديرية تهدف إلى مراجعة وتطوير المناهج الأكاديمية لجميع الجامعات بمختلف أنحاء أفغانستان، في ضوء «الشريعة». وسيكون لدى مكتب المديرية ستة مديرين و52 موظفا. وأضاف تقي «لقد أنشأنا لجانا لمراجعة المناهج الدراسية ودعونا ممثلين وخبراء من جامعات حكومية وخاصة من جميع أنحاء البلاد، وعقدنا العديد من الاجتماعات وأعدنا النظر في المناهج الدراسية».
وفي حديثهم عن المنهج الجديد، قال محاضرون جامعيون إن المديرية الجديدة يجب أن تطور منهجا دراسيا، من شأنه أن يفصل الجانب الأكاديمي عن الأمور السياسية والأخرى ذات الصلة. يأتي ذلك، في وقت ما زالت فيه مدارس الفتيات من الصف السادس مغلقة، منذ مارس (آذار) هذا العام، حيث أعلنت «الإمارة» أن قيادتها تطور نظاما تعليميا جديدا يتوافق مع الشريعة. في غضون ذلك، بعد عام واحد من تولي حركة طالبان السلطة في أفغانستان، حذرت حبيبة سرابي الحاكمة السابقة لإحدى الولايات الأفغانية من انهيار البلاد. وقالت السياسية البارزة لوكالة الأنباء الألمانية لقد أصبحت أفغانستان مرة أخرى ملاذا آمنا للميليشيات الإرهابية تحت حكم طالبان، وإنه «ينبغي على العالم ألا يعترف بطالبان». وتشير سرابي، التي شغلت منصب وزيرة التعليم في عهد الرئيس حميد كرزاي حتى عام 2005، أيضا إلى مسؤولية المجتمع الدولي. وأكدت سرابي أن القوى الغربية ساعدت أمراء الحرب وغيرهم من السياسيين الفاسدين في أفغانستان على تولي السلطة في البلاد. ومع ذلك، فإن المستوى البالغ من الفساد في صفوف الحكومة الأفغانية القديمة هو بالضبط ما يعتبره الخبراء أحد أهم أسباب انهيار الدولة الأفغانية والجيش الأفغاني. واستولت طالبان على السلطة في أفغانستان مرة أخرى في أغسطس (آب) 2021، بعد 20 عاما من غزو القوات الغربية للبلاد. يشارإلى أن عدد ضحايا القتال ضد طالبان ارتفع في السنوات الأخيرة، وخاصة في صفوف الجنود الأفغان. ولكن بالنسبة للعديد من الخبراء، لم يكن انهيار الدولة الأفغانية مفاجئا. وإضافة إلى دعم القوى الإقليمية، ساعدت معاهدة السلام بين الولايات المتحدة وطالبان المبرمة في الدوحة عام 2020 بين المتشددين على اكتساب قوة جديدة. وقالت سرابي إنه بالنسبة للجيش الأفغاني، على الجانب الآخر، كانت محادثات السلام نكسة مريرة. وفي هذا الوقت العصيب بالتحديد، انسحبت القوات الدولية «دون خطة واضحة ودون مسؤولية واضحة». وأضافت السياسية البارزة «لقد أعيدت أفغانستان ببساطة إلى أيدي الإرهابيين». ووفقا لسرابي، فإن هذا التطور في الأمور سيؤثر على بقية العالم: «إذا نسينا أفغانستان، فإن التطرف سيطرق أبوابنا».
قيادة طالبان تنشئ «مديرية للمناهج الأكاديمية» تتوافق مع الشريعة
قيادة طالبان تنشئ «مديرية للمناهج الأكاديمية» تتوافق مع الشريعة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة