كيف قتل الأميركيون الظواهري من دون قواعد عسكرية قرب أفغانستان؟

تساؤلات حول مكان إقلاع «الدرون» التي نفذت غارة زعيم «القاعدة»

«درون» مسلحة بصواريخ مشابهة للتي استخدمت في قتل زعيم «القاعدة» أيمن الظواهري الأسبوع الماضي (أ.ب)
«درون» مسلحة بصواريخ مشابهة للتي استخدمت في قتل زعيم «القاعدة» أيمن الظواهري الأسبوع الماضي (أ.ب)
TT

كيف قتل الأميركيون الظواهري من دون قواعد عسكرية قرب أفغانستان؟

«درون» مسلحة بصواريخ مشابهة للتي استخدمت في قتل زعيم «القاعدة» أيمن الظواهري الأسبوع الماضي (أ.ب)
«درون» مسلحة بصواريخ مشابهة للتي استخدمت في قتل زعيم «القاعدة» أيمن الظواهري الأسبوع الماضي (أ.ب)

مع تزايد التكهنات بشأن الضربة الأميركية بطائرة مسيرة «درون» التي قتلت زعيم تنظيم «القاعدة» أيمن الظواهري والقواعد المحتملة لإطلاق طائرة من دون طيار، أعرب الخبراء والمسؤولون في إسلام آباد عن رأي إجماعي تقريباً، بأن غارة الطائرات من دون طيار كانت مخططة مسبقاً ونُفّذت من داخل الأراضي الأفغانية”.
وبحسب خبير باكستاني، لم يعد الأميركيون يملكون قواعد عملياتية في المناطق المجاورة لأفغانستان منذ فترة طويلة، حيث أغلقوا القواعد العسكرية في آسيا الوسطى في عام 2005، حيث طُلب منهم إخلاء القواعد العسكرية في باكستان في عام 2018، «ومنذ ذلك الحين لم يعد لديهم قاعدة عسكرية في أي مكان قريب من أفغانستان».
وأشارت ضربة «الدرون» التي قتلت الظواهري بوضوح، إلى أن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) لديها وجود قوي داخل أفغانستان». فحسب خبير باكستاني، طلب عدم الكشف عن هويته لأنه غير مخول بالحديث في هذا الشأن، فإن «عملاً كهذا لا يمكن أن يكون ثمرة جهد يوم واحد. لا بد أنهم قد رصدوا مكان وتحركات زعيم (القاعدة) اليومية لأشهر».
واتفق أحد الخبراء الأميركيين في الرأي على أن أجهزة الاستخبارات الأميركية كانت تتعقب الظواهري منذ أشهر، وأعدت دراسة لروتينه اليومي، في سيناريو مشابه إلى حد كبير للترتيبات التي سبقت الضربة التي استهدفت أسامة بن لادن في مايو (أيار) 2011.
ووفق تصريح خبير المخابرات والعسكري الباكستاني، شهيد رضا، الذي يعمل في منظمة بحثية مقرها إسلام آباد في مجال يتعلق بالقضايا العسكرية والأمنية لـ«الشرق الأوسط»، هناك احتمالين بشأن قواعد استخدام «درون» في المنطقة، «إما أن الطائرة التي قتلت الظواهري أقلعت من مكان ما في آسيا الوسطى، أو من طريق غير ممهدة داخل أفغانستان».
جدير بالذكر، أنه لم يُسمح للأميركيين بمواصلة القواعد العسكرية في آسيا الوسطى بعد عام 2005، بعد ذلك مارست روسيا والصين الكثير من الضغوط على دول آسيا الوسطى لعدم السماح للأميركيين بالاحتفاظ بقواعد في بلادهم. وفي هذا السياق، قال شهيد «يمكن لبعض طائرات الدرون أن تقلع من الطرق الترابية ومن المدارج غير الممهدة»، إن أنواع الطائرات من دون طيار من طراز بريداتور صغيرة الحجم. وفي السياق ذاته، استبعد المسؤولون الباكستانيون احتمال إقلاع طائرات «درون» أميركية من أي مكان داخل باكستان. وقال مسؤول عسكري كبير «لم نعد نسمح بأي نشاط من هذا القبيل على أرضنا». حتى عام 2018، استمر الأميركيون في إطلاق «درون» من قواعدهم في الأراضي الباكستانية، ثم طلبت الحكومة الباكستانية من الأميركيين إخلاء القواعد ووقف جميع أنشطة «الدرون» في القواعد العسكرية في منطقتي السند وبلوشستان. وقال الخبير الباكستاني، إن الضربة الجوية التي قتلت الظواهري لم يكن من الممكن التخطيط لها في يوم أو حتى أسبوع، مضيفاً أن «هذه العملية تتطلب نشاط استخباراتي مطول ومراقبة من خلال طائرات مسيرة. جدير بالذكر، أن المخابرات الباكستانية تتعاون مع وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) في ضربات «الدرون» ضد قيادة «طالبان الباكستانية» الرئيسية منذ عام 2008. واختتم المسؤول الاستخباراتي الباكستاني الرفيع بقوله «لم يقتصر الأمر على المراقبة من خلال الدرون فحسب، بل شمل أيضاً مشاركة عناصر استخبارات بشرية على الأرض».


مقالات ذات صلة

غوتيريش: أفغانستان أكبر مأساة إنسانية في العالم

العالم غوتيريش: أفغانستان أكبر مأساة إنسانية في العالم

غوتيريش: أفغانستان أكبر مأساة إنسانية في العالم

أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الثلاثاء، أن الوضع في أفغانستان هو أكبر كارثة إنسانية في العالم اليوم، مؤكداً أن المنظمة الدولية ستبقى في أفغانستان لتقديم المساعدة لملايين الأفغان الذين في أمّس الحاجة إليها رغم القيود التي تفرضها «طالبان» على عمل النساء في المنظمة الدولية، محذراً في الوقت نفسه من أن التمويل ينضب. وكان غوتيريش بدأ أمس يوماً ثانياً من المحادثات مع مبعوثين دوليين حول كيفية التعامل مع سلطات «طالبان» التي حذّرت من استبعادها عن اجتماع قد يأتي بـ«نتائج عكسيّة». ودعا غوتيريش إلى المحادثات التي تستمرّ يومين، في وقت تجري الأمم المتحدة عملية مراجعة لأدائها في أفغانستان م

«الشرق الأوسط» (الدوحة)
العالم «طالبان» ترفض الادعاء الروسي بأن أفغانستان تشكل تهديداً أمنياً

«طالبان» ترفض الادعاء الروسي بأن أفغانستان تشكل تهديداً أمنياً

رفضت حركة «طالبان»، الأحد، تصريحات وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو الذي زعم أن جماعات مسلحة في أفغانستان تهدد الأمن الإقليمي. وقال شويغو خلال اجتماع وزراء دفاع منظمة شنغهاي للتعاون يوم الجمعة في نيودلهي: «تشكل الجماعات المسلحة من أفغانستان تهديداً كبيراً لأمن دول آسيا الوسطى». وذكر ذبيح الله مجاهد كبير المتحدثين باسم «طالبان» في بيان أن بعض الهجمات الأخيرة في أفغانستان نفذها مواطنون من دول أخرى في المنطقة». وجاء في البيان: «من المهم أن تفي الحكومات المعنية بمسؤولياتها». ومنذ عودة «طالبان» إلى السلطة، نفذت هجمات صاروخية عدة من الأراضي الأفغانية استهدفت طاجيكستان وأوزبكستان.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد)
العالم جهود في الكونغرس لتمديد إقامة أفغانيات حاربن مع الجيش الأميركي

جهود في الكونغرس لتمديد إقامة أفغانيات حاربن مع الجيش الأميركي

قبل أن تتغير بلادها وحياتها بصورة مفاجئة في عام 2021، كانت مهناز أكبري قائدة بارزة في «الوحدة التكتيكية النسائية» بالجيش الوطني الأفغاني، وهي فرقة نسائية رافقت قوات العمليات الخاصة النخبوية الأميركية في أثناء تنفيذها مهام جبلية جريئة، ومطاردة مقاتلي «داعش»، وتحرير الأسرى من سجون «طالبان». نفذت أكبري (37 عاماً) وجنودها تلك المهام رغم مخاطر شخصية هائلة؛ فقد أصيبت امرأة برصاصة في عنقها، وعانت من كسر في الجمجمة. فيما قُتلت أخرى قبل وقت قصير من سقوط كابل.

العالم أفغانيات يتظاهرن ضد اعتراف دولي محتمل بـ«طالبان»

أفغانيات يتظاهرن ضد اعتراف دولي محتمل بـ«طالبان»

تظاهرت أكثر من عشرين امرأة لفترة وجيزة في كابل، أمس، احتجاجاً على اعتراف دولي محتمل بحكومة «طالبان»، وذلك قبل يومين من اجتماع للأمم المتحدة، وفق وكالة الصحافة الفرنسية. وسارت نحو 25 امرأة أفغانية في أحد شوارع كابل لمدة عشر دقائق، وردّدن «الاعتراف بـ(طالبان) انتهاك لحقوق المرأة!»، و«الأمم المتحدة تنتهك الحقوق الدولية!».

«الشرق الأوسط» (كابل)
العالم مظاهرة لأفغانيات احتجاجاً على اعتراف دولي محتمل بـ«طالبان»

مظاهرة لأفغانيات احتجاجاً على اعتراف دولي محتمل بـ«طالبان»

تظاهرت أكثر من 20 امرأة لفترة وجيزة في كابل، السبت، احتجاجاً على اعتراف دولي محتمل بحكومة «طالبان»، وذلك قبل يومين من اجتماع للأمم المتحدة. وسارت حوالي 25 امرأة أفغانية في أحد شوارع كابل لمدة عشر دقائق، ورددن «الاعتراف بطالبان انتهاك لحقوق المرأة!» و«الأمم المتحدة تنتهك الحقوق الدولية!». وتنظم الأمم المتحدة اجتماعاً دولياً حول أفغانستان يومَي 1 و2 مايو (أيار) في الدوحة من أجل «توضيح التوقّعات» في عدد من الملفات. وأشارت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة أمينة محمد، خلال اجتماع في جامعة برينستون 17 أبريل (نيسان)، إلى احتمال إجراء مناقشات واتخاذ «خطوات صغيرة» نحو «اعتراف مبدئي» محتمل بـ«طالبان» عب

«الشرق الأوسط» (كابل)

كندا ترصد أول إصابة بسلالة فرعية من جدري القردة

صورة تحت المجهر الإلكتروني والتي قدمها المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية في عام 2024 لجزيئات فيروس جدري القردة باللون البرتقالي الموجودة داخل الخلايا المصابة باللون الأخضر (أ.ب)
صورة تحت المجهر الإلكتروني والتي قدمها المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية في عام 2024 لجزيئات فيروس جدري القردة باللون البرتقالي الموجودة داخل الخلايا المصابة باللون الأخضر (أ.ب)
TT

كندا ترصد أول إصابة بسلالة فرعية من جدري القردة

صورة تحت المجهر الإلكتروني والتي قدمها المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية في عام 2024 لجزيئات فيروس جدري القردة باللون البرتقالي الموجودة داخل الخلايا المصابة باللون الأخضر (أ.ب)
صورة تحت المجهر الإلكتروني والتي قدمها المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية في عام 2024 لجزيئات فيروس جدري القردة باللون البرتقالي الموجودة داخل الخلايا المصابة باللون الأخضر (أ.ب)

أكدت وكالة الصحة العامة الكندية أمس (الجمعة) رصد أول حالة إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة في كندا لدى شخص في مانيتوبا.

وقالت الوكالة إن هذه الحالة المتعلقة بالسفر مرتبطة بتفشي السلالة الفرعية 1 من المرض في وسط وشرق أفريقيا.

وأضافت الوكالة في بيان «سعى الشخص إلى الحصول على رعاية طبية لأعراض جدري القردة في كندا بعد وقت قصير من عودته ويخضع للعزل في الوقت الراهن».

وقالت منظمة الصحة العالمية أمس (الجمعة) إن تفشي جدري القردة لا يزال يمثل حالة طوارئ صحية عامة، وأعلنت منظمة الصحة العالمية حالة طوارئ صحية عامة عالمية بسبب جدري القردة للمرة الثانية خلال عامين في أغسطس (آب) بعد انتشار سلالة جديدة من الفيروس، هي السلالة الفرعية 1 بي، من جمهورية الكونغو الديمقراطية إلى الدول المجاورة.

وقالت وكالة الصحة العامة الكندية إنه رغم أن المخاطر التي تهدد السكان في كندا في هذا الوقت لا تزال منخفضة، فإنها تواصل مراقبة الوضع باستمرار. كما قالت إن فحصاً للصحة العامة، بما في ذلك تتبع المخالطين، مستمر.