«ممورابيليا»... زيارة لمقتنيات محمد سلماوي ونازلي مدكور

كتاب جديد يبرز قطعاً ولوحات نادرة لفنانين عالميين ومصريين

سجادة تصور أسطورة هندية قديمة  -  لوحة للفنان الفرنسي كاميل كوروه (الشرق الأوسط)
سجادة تصور أسطورة هندية قديمة - لوحة للفنان الفرنسي كاميل كوروه (الشرق الأوسط)
TT

«ممورابيليا»... زيارة لمقتنيات محمد سلماوي ونازلي مدكور

سجادة تصور أسطورة هندية قديمة  -  لوحة للفنان الفرنسي كاميل كوروه (الشرق الأوسط)
سجادة تصور أسطورة هندية قديمة - لوحة للفنان الفرنسي كاميل كوروه (الشرق الأوسط)

الشغف بالجمال كان وراء حرصهما على اقتناء التحف النادرة؛ فعلى مدى سنوات طويلة قام الكاتب المصري محمد سلماوي وزوجته الفنانة التشكيلية نازلي مدكور، بجمع مقتنيات ذات قيمة فنية ومتحفية كبيرة، شديدة الثراء والتنوع، وفي كتاب صدر حديثاً عن دار «الكرمة» بعنوان «ممورابيليا» يستطيع القارئ خوض رحلة فنية ممتعة مع مختارات من هذه المقتنيات التي قامت بتوثيقها الدكتورة ماجدة سعد الدين، الأستاذة بأكاديمية الفنون، والتقطتها عدسة المصور عماد عبد الهادي، وقدمها الفنان فاروق حسني.
«متحف في كتاب» قد يكون الوصف الدقيق لـ«ممورابيليا»، فإذا كانت المكتبة العربية قد قدمت من قبل كتباً تتضمن مجموعات بعض مشاهير المقتنيين، ومنها كتاب مقتنيات عائلة الدكتور محمد أبو الغار، وعددها نحو 350 لوحة فنية، فإن كتاب «مِمورابيليا» لا يقتصر على استعراض مقتنيات قيمة من الفنون التشكيلية وحدها، إنما يضم إلى جانب ذلك مجموعات من روائع أخرى تمتلكها أسرة سلماوي مثل الوثائق والمخطوطات النادرة التي يزيح بعضها الستار عن حقائق ومعلومات مهمة عن الثقافة والحياة في مصر والعالم، ومنها مخطوطات بخط يد الشاعر الفرنسي الكبير چان كوكتو، بالإضافة لكتابات لنجيب محفوظ، ونجيب سرور، وغيرهم، إضافة إلى مجموعة السجاد والمنسوجات القديمة ذلك إلى جانب ما يتضمنه الكتاب من نماذج رائعة لبعض الفنانين العالميين مثل أوجين فرومنتان وكاميل كوروه ونرسيس دياز ويوهان يونكيند وأوجوست رنوار وغيرهم، بالإضافة إلى أعمال كبار الفنانين التشكيليين المصريين من أمثال عبد الهادي الجزار وآدم حنين وحامد ندا وراغب عياد وجاذبية سري وإنجى أفلاطون وصلاح طاهر وسيف وانلي وغيرهم.
يعكس اتساع مجالات المقتنيات في الكتاب تعلق سلماوي وزوجته بالاقتناء إلى درجة نادرة، يقول سلماوي لـ«الشرق الأوسط»: «حب اقتناء الأشياء واللوحات والتحف يمثل نزعة أصيلة تكون موجودة عند الإنسان خلال زمن طويل؛ فهو لا يقرر بين يوم وليلة أن يصبح مقتنياً، إنما في الغالب يتم ذلك على مدى سنوات طويلة»، ويتابع: «أتذكر أنني في صغري كنت معروفاً بحب الأشياء القديمة والقيمة؛ ولذلك كثيراً ما كانت تخصني العمات والخالات بإهداء أشياء لي من بيت العائلة كي أقتنيها، وكبر هذا الشغف معي وكان جزءاً من طبيعتي المُحبة للفنون، وبالتأكيد تلاقى ذلك مع حب اقتناء اللوحات لدى زوجتي نازلي مدكور باعتبارها فنانة تشكيلية».

غلاف الكتاب يحمل لوحة للفنان المستشرق أوجين فرومنتان -  الكاتب محمد سلماوي -  الفنانة نازلي مدكور (الشرق الأوسط)

لكن ليس حب الاقتناء وحده هو ما أدى إلى هذا التنوع الشديد والذي أشار إليه الفنان الوزير فاروق حسني في مقدمة الكتاب حين وصف المجموعة بأنها: «ذات قيمة فنية ومتحفية متميزة، ليس فقط بالكم، ولكن بالتنوع والتفرد، إذ كان يقف وراءها أيضاً الولع بالجمال، فالمتأمل للصور التي التقطها الفنان عماد عبد الهادي، وهو واحد من أشهر مصوري الأعمال التشكيلية في الوطن العربي، يجد نفسه أمام جمال من نوع خاص، ومن هنا اختار المقتني للكتاب اسم «مِمورابيليا» أو «تذكارات»، إذ تمثل كل قطعة من المقتنيات في حد ذاتها مرآة تعكس خصائص الزمن والحضارة التي أفرزتها. ورداً على سؤال بشأن المعيار الأساسي لاختيار مجموعته: قال «البعض يحرص على اقتناء روائع من الفن العالمي، والبعض الآخر يحتفي بالفن المحلي، وهناك من يتعمد التوازن بينهما، لكني وزوجتي كنا وما زلنا نصبو إلى اقتناء الجمال، سواء كان هذا الجمال متجسداً في تمثال قديم أو في لوحة أو منحوتة مصرية أو أجنبية أو كتاب أو سجادة أو عصا ذات زخارف بديعة، فنحن نجمع الجمال الذي هو في رأيي انعكاس للحضارة التي أنتجته».
بعض مواطن الجمال في الأعمال لا تكمن في شكلها الخارجي الملموس، إنما هناك مقتنيات تكتسب جمالياتها من قيمتها الأدبية أو التراثية أو الثقافية الكبيرة، ففي فصل الوثائق والمستندات في الكتاب الذي يتكون من350 صفحة و10 فصول ونحو 600 صورة؛ هناك على سبيل المثال قصيدتان بخط يد نجيب سرور، كتبهما بالمستشفى الذي توفي فيه، وهما «الخامس عشر من آذار إلى الأبد»، و«تداعيات الشكر والضياع»، وقد يكونان آخر ما كتبه الأديب المعروف إذ أن التاريخ المدون عليهما (سبتمبر/ أيلول 1970)، وقد حصل عليهما سلماوي من شهدي الابن الأكبر لسرور، كما يضم الفصل نفسه، مخطوطا بيد الأديب توفيق الحكيم ويتضمن ثلاث مسرحيات للأطفال، إلى جانب كلمة نجيب محفوظ في احتفالات نوبل أيضا بخط يده.
ويستمتع القارئ بجمال آخر حين يصل إلى الفصل الذي يضم الأعمال الفنية لغير التشكيليين، إذ يجد نفسه أمام قيمة تكامل الفنون، ويستشعر كيف أن الفنان الحقيقي يتوق دوماً إلى الإبداع بشتى صوره، ففي هذا الفصل نتعرف لأول مرة على لوحات ورسوم للفنانين أحمد مظهر وعبد المنعم مدبولي ومعالي زايد وكذلك لوحات للروائي الكبير إدوار الخراط والكاتب الصحافي كامل زهيري والكاتب المسرحي شوقي عبد الحكيم كما يتوقف طويلا ًأمام لوحة زيتية نادرة للفنان صلاح جاهين رسمها لزوجته منى القطان. لم تكن فكرة إصدار الكتاب لسلماوي أو مدكور مخطط لها، إنما هي وليدة المصادفة، عندما قامت دكتورة ماجدة سعد الدين الأستاذة بأكاديمية الفنون المصرية بزيارة منزلهما وشاهدت المقتنيات، يقول الكاتب: «قالت لنا لماذا لا تقيمون متحفاً يضمها، فأجبتها أن الأمر قد يكون مُعقداً لتعدد خطواته العملية» فردت: «إذن فليكن متحفاً في كتاب، وقد كان».
جاء ترحيب سلماوي بالفكرة انطلاقاً من تقديره البالغ لقيمة هذه النوعية من الكتب: «الكتاب حول مقتنياتي من مجموعة خاصة ظلت حبيسة جدران منزلي لسنوات طويلة إلى أعمال يستمتع بها الجمهور في كل مكان، بكل ما تحمله من أعمال نادرة منها على سبيل المثال، تمثال لمحمود مختار من فرط روعته قمت بصبه برونز وأهديته أخيراً لمتحفه».
إلى هذا يساعد الكتاب على نشر ثقافتي الاقتناء والجمال معاً: «يدعو بشكل ضمني إلى الاقتناء، وهو أمر مهم حيث تقوم معظم متاحف العالم على مجموعات شخصية، كما أنه يحفز على نشر الجماليات والإحساس بها».
يتميز الكتاب (قطع 35 x 25 سم) بالطباعة الفاخرة التي تكاد تضع القارئ وجهاً لوجه أمام المقتنيات ويرتبط ذلك بطباعتها في المطبعة الخاصة بالمعهد الفرنسي للآثار.


مقالات ذات صلة

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

يوميات الشرق رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً. فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه.

يوميات الشرق ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.

محمود الرفاعي (القاهرة)
يوميات الشرق معرض «أحلام الطبيعة» في ألمانيا

معرض «أحلام الطبيعة» في ألمانيا

زائرون يشاهدون عرضاً في معرض «أحلام الطبيعة - المناظر الطبيعية التوليدية»، بمتحف «كونستبلاست للفنون»، في دوسلدورف، بألمانيا. وكان الفنان التركي رفيق أنادول قد استخدم إطار التعلم الآلي للسماح للذكاء الصناعي باستخدام 1.3 مليون صورة للحدائق والعجائب الطبيعية لإنشاء مناظر طبيعية جديدة. (أ ب)

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق «نلتقي في أغسطس»... آخر رواية لغارسيا ماركيز ترى النور العام المقبل

«نلتقي في أغسطس»... آخر رواية لغارسيا ماركيز ترى النور العام المقبل

ستُطرح رواية غير منشورة للكاتب غابرييل غارسيا ماركيز في الأسواق عام 2024 لمناسبة الذكرى العاشرة لوفاة الروائي الكولومبي الحائز جائزة نوبل للآداب عام 1982، على ما أعلنت دار النشر «راندوم هاوس» أمس (الجمعة). وأشارت الدار في بيان، إلى أنّ الكتاب الجديد لمؤلف «مائة عام من العزلة» و«الحب في زمن الكوليرا» سيكون مُتاحاً «عام 2024 في أسواق مختلف البلدان الناطقة بالإسبانية باستثناء المكسيك» و«سيشكل نشره بالتأكيد الحدث الأدبي الأهم لسنة 2024».

«الشرق الأوسط» (بوغوتا)

كيف يزيد الذكاء الاصطناعي إنتاج المحاصيل الزراعية؟

التكنولوجيا تُحلّق بالبشرية بعيداً (جامعة أستون)
التكنولوجيا تُحلّق بالبشرية بعيداً (جامعة أستون)
TT

كيف يزيد الذكاء الاصطناعي إنتاج المحاصيل الزراعية؟

التكنولوجيا تُحلّق بالبشرية بعيداً (جامعة أستون)
التكنولوجيا تُحلّق بالبشرية بعيداً (جامعة أستون)

يعكف باحثون من «جامعة أستون» في بريطانيا على استخدام الذكاء الاصطناعي للمساعدة على زيادة المحاصيل المختلفة المزروعة في غانا. وأوضحوا أنهم طوّروا أنظمة تعمل بهذا الذكاء لمراقبة نموّها.

ونظراً لمناخها، يتعيّن على غانا استيراد الفاكهة والخضراوات بكميات كبيرة سنوياً. وتحالفت الجامعة مع شركة «تروبيكال غرويرز» في غانا، المتخصّصة في «الزراعة المائية»، لتطبيق نظام يعتمد على استخدام الماء بشكل أساسي في زراعة النباتات بدلاً من التربة.

بالإضافة إلى توفير كميات أقلّ من الماء، تتيح هذه التقنية إنتاجية أكبر للمحاصيل، مقارنةً بالزراعة التقليدية في غانا، مثل الخضراوات والفاكهة.

وتحرص الشركة على توعية المزارعين في غانا بفوائد «الزراعة المائية»، مما سيسهم في تقليل الحاجة إلى استيراد كميات كبيرة من الفاكهة والخضراوات سنوياً.

ويهدف برنامج «نقل المعرفة» في بريطانيا إلى تعزيز تنافسية الشركات وإنتاجيتها من خلال استخدام متقدّم للمعرفة والتكنولوجيا والمهارات.

وتحتاج «تروبيكال غرويرز» حالياً إلى منصة رقمية لمراقبة صحة النباتات لضمان زراعتها في بيئة مثالية، وفق الباحثين. لذا تعمل «جامعة أستون» على تطوير نظام متكامل للتبريد بالتبخير يستخدم الذكاء الاصطناعي لضبط درجات الحرارة والرطوبة بدقة.

ومن المقرّر دعم النظام بأجهزة مراقبة بيئية، مثل الكاميرات، ومحطات الطقس الصغيرة، وسيجمع البيانات ويحلّلها بشكل مستمر. وسيُشغَّل بالطاقة الشمسية، مما يُسهم في تقليل التكاليف والاعتماد على مصادر الطاقة المتجدّدة.

إلى ذلك، سيُطوَّر تطبيق هاتفي لتقدير حاجات المحاصيل من المياه والمغذّيات، والتنبؤ بالإنتاجية، مما يساعد على تحسين كفاءة الزراعة المائية وزيادة الإنتاجية.

وقال الباحث الرئيسي للمشروع د.محمد عمران: «مشروعنا المبتكر في مجال الزراعة المائية، يستعين بتكنولوجيا متقدّمة لمراقبة الظروف البيئية لزراعة المحاصيل في بيئة مائية والتحكم بها».

وأضاف عبر موقع الجامعة: «إحدى الفوائد الرئيسية لهذا النظام هي القدرة على خفض درجات الحرارة بشكل دقيق، مما يوفّر ظروفاً مناسبة لنمو النباتات، حتى في البيئات ذات الحرارة المرتفعة»، موضحاً أنّ «المشروع يهدف إلى تحسين جودة المحاصيل وزيادة الإنتاجية، مما يلبّي الطلب المتصاعد على محاصيل مثل الكرفس والفراولة، كما يسعى إلى توفير فرص عمل وزيادة دخل المزارعين، وتقليل الاعتماد على الواردات».

وأشار إلى أنّ القدرة على خفض الحرارة ببضع درجات فقط، يمكن أن تُحدِث فارقاً كبيراً في إنتاجية المحاصيل وأنواع النباتات المزروعة، مضيفاً: «على سبيل المثال، كان من المستحيل زراعة الكرفس والفراولة في الظروف الحرارية القاسية».

وبفضل النظام الجديد، وفق الباحث الرئيسي، «من المتوقَّع أن تتمكن المحاصيل من الازدهار بشكل أفضل وتلبية الطلب المتنامي عليها، كما سيتمكن المزارعون في المناطق الاستوائية من ترقُّب إنتاجيتهم بشكل أفضل، مما يزيد الكفاءة ويضمن توفير المحصول للعملاء بشكل مستمر».


«طرابلس جوهرة على المتوسط»... احتفالية مهرجان «باف» بعاصمة الشمال اللبناني

الندوات تتمهّل أمام «معرض رشيد كرامي» (صور المهرجان)
الندوات تتمهّل أمام «معرض رشيد كرامي» (صور المهرجان)
TT

«طرابلس جوهرة على المتوسط»... احتفالية مهرجان «باف» بعاصمة الشمال اللبناني

الندوات تتمهّل أمام «معرض رشيد كرامي» (صور المهرجان)
الندوات تتمهّل أمام «معرض رشيد كرامي» (صور المهرجان)

يرفض مهرجان «بيروت للأفلام السينمائية» (باف) مقولة «البُعد جفاء»، ويترجم ذلك في سلسلة لقاءات ينظّمها بعنوان «طرابلس جوهرة على المتوسط»، فيُقرّب المسافات بين مدينة الفيحاء وأهالي العاصمة اللبنانية. وفي هذا السياق، تقول رئيسته أليس مغبغب لـ«الشرق الأوسط»: «لبنانيون كثر لا يعرفون هذه المدينة الرائعة. ورغم أنها تبعد عن العاصمة 90 دقيقة فقط، يكتفون بمتابعة أخبارها من بعيد، خصوصاً لأنها بمعظمها تدور حول الفقر والأحداث الأمنية. يرغب (باف) في تغيير هذه الصورة النمطية. فطرابلس الفيحاء صُنِّفت مؤخراً عاصمة للثقافة العربية. وانطلاقاً من دورها الريادي تاريخياً في المجال الثقافي، ننظّم هذه الاحتفالية».

لقاءاتٌ تُقام في حرمَي الجامعتين «الأميركية» و«اليسوعية» ببيروت تحتضن نشاطات الاحتفالية. من خلالها، يطلّ متخصّصون من مختلف المجالات على سمات مدينة يصفها كثيرون بـ«المتحف الطبيعي»، فيتحدّثون ضمن ندوات عن تراثها، ومجتمعها، وطبيعتها، ومعالمها الشهيرة، كما يتناولون عمارتها الهندسية التي شهدت تطوّراً أيام الانتداب الفرنسي.

«على الشاشة الكبيرة»... ندوة عن تاريخ السينما في طرابلس (صور المهرجان)

انطلقت الاحتفالية بطرابلس في منتصف أبريل (نيسان) الحالي، وتستمر حتى 3 يونيو (حزيران) المقبل. وعلى مدى 9 أسابيع، ستُعقد هذه النقاشات واللقاءات. تعلّق مغبغب: «تستحقّ طرابلس منا كل هذا الاهتمام، لذا نحاول نشر ثرائها الثقافي، والفني، والأدبي، والمعماري، على أوسع نطاق. كنا نرغب في إقامة هذه الندوات أسبوعياً في مدن لبنانية، فنتّجه بها نحو الجنوب، وعكار، والبقاع، وغيرها. ولكن شاءت الظروف الأمنية تجميد الخطّة، خصوصاً بسبب حرب غزة وانعكاساتها».

نحو 35 شخصاً يشاركون في هذه اللقاءات، بينهم مَن تُشكّل طرابلس مسقطهم. توضح مغبغب: «استعنّا بمصباح رجب الذي يحفظ ذاكرة مدينته بتفاصيلها. وكذلك بمهى كيال التي ستحدّثنا عن كنز مجهول في طرابلس يكمن في عمارتها التراثية».

ومن النشاطات، فعالية خاصة بتاريخ السينما الطرابلسية. وتحت عنوان «طرابلس الشاشة الكبيرة»، سيروي مخرجان سيرتها الشهيرة في هذا المجال. تشرح مغبغب: «هذا اللقاء سيُقام في 27 مايو (أيار)، ويشارك فيه المخرجان كارلوس شاهين وهادي زكاك الذي أصدر كتاباً قبل نحو 3 سنوات يتناول تاريخ صالات السينما في المدينة، كما وقَّع فيلم (سينما) الذي سيعرضه المهرجان بنسخته العاشرة في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. أما شاهين، فهو ابن طرابلس المعروف بأفلامه اللبنانية. وفي هذه الحلقة الحوارية، سيُعرَض فيلمان قصيران (30 دقيقة) لكل من زكاك وفيروز سرحال، يتناولان المدينة التاريخية، دعينا مدير مهرجان طرابلس للأفلام إلياس خلاط لحضورها».

«طرابلس جوهرة على المتوسط»... الاحتفاء بعاصمة الثقافة العربية (صور المهرجان)

وفي 29 أبريل، يقدّم المهرجان ندوةً بعنوان «مقامات طرابلسية». تُكمل مغبغب: «هي ليست حفلة موسيقية، بل إطلالة على فنّ الموسيقى الطرابلسي العريق، تتخلّلها مقاطع موسيقية يشرحها أساتذة الموسيقى نداء أبو مراد، وهياف ياسين، ومحمد جابخنجي».

ومن اللقاءات التي ينتظرها اللبنانيون ضمن احتفالية «طرابلس جوهرة على المتوسط»، مناقشة كتاب «الحب عن بُعد» لأمين معلوف؛ وقد استلهمه من مسرحية أوبرالية لجوفريه وديل تغنّي الحب رغم المسافات. تدور أحداثها في القرن الـ12 بين مقاطعة أكيتين الفرنسية ومدينة طرابلس؛ وتتألّف من 5 فصول، تروي قصة جوفري الذي يلفظ أنفاسه في أحضان الكونتيسة كليمانس المقيمة في طرابلس، فتلوم نفسها على المأساة، وتلتحق بالدير. تظهر في المشهد الأخير مستغرقةً في الصلاة، لكنّ كلامها مبهم، ولا يفهم المرء إن كانت في حالة خشوع أو مناجاة لحبيبها البعيد.

تتحدّث سيسي بابا وزينة صالح كيالي، عن أهمية تناول طرابلس في هذا العمل الأوبرالي، ضمن لقاء يستضيفه مسرح «بيريت» في الجامعة اليسوعية يوم 30 أبريل.

«الحب عن بُعد» كتاب لأمين معلوف استوحاه من مسرحية أوبرالية (صور المهرجان)

يحرص المهرجان على تكريم مَعْلم من معالم طرابلس الشهيرة، هو «معرض رشيد كرامي»، فيجري تناول ماضيه وحاضره والرؤية المستقبلية له. يدير هذه الحلقة الحوارية التي يتخلّلها عرض صور مصباح رجب، ونيقولا خوري، ونيقولا فياض، وشارل كتانة؛ فيُطلعون الحضور على الخطّة المستقبلية للمعرض التي ستُستهل بتجديد أحد أقسامه الرئيسية. يُقام اللقاء في 13 مايو بقاعة «ويست هول» في الجامعة الأميركية.

وتختتم الاحتفالية فعالياتها في أسبوعها التاسع بندوة عنوانها «4 نساء من أجل طرابلس»، في 3 يونيو، بمشاركة 4 ناشطات في المدينة، هنّ سارة الشريف، وليا بارودي، ولمياء كركور، وأنستازيا الروس، فيزوّدن الحضور بتجاربهن النابعة من حبّهن لها. فجميعهن يُقمن مشاريع تنموية لتقديم غد أفضل لشبابها وأهلها، ويعملن كذلك على تأمين فرص العمل والمساعدات التي يحتاجها أبناء الفيحاء.


نهاية «مأساوية» لزوجين بسبب حَمَل

الحمل حين يخرج عن الوداعة (شاترستوك)
الحمل حين يخرج عن الوداعة (شاترستوك)
TT

نهاية «مأساوية» لزوجين بسبب حَمَل

الحمل حين يخرج عن الوداعة (شاترستوك)
الحمل حين يخرج عن الوداعة (شاترستوك)

أردت الشرطة في نيوزيلندا حَمَلاً قتل زوجين مسنّين في مزرعة، على ما أفادت به السلطات ووسائل إعلام محلّية.

وأعلنت، في بيان، أنها عثرت على رجل وامرأة ميتَيْن، الخميس، في منزلهما بغرب أوكلاند (شمال)، مؤكدة أنّ حَمَلاً كان موجوداً في مكان الحادث عند وصولهم.

وقال ابن شقيق الزوجين، دين بوريل، إنّ الضحيتين اللذين يتخطّى عمرهما 80 عاماً، ماتا في «حادث مأساوي» مسؤول عنه حيوان، وفق ما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن إحدى وسائل الإعلام.

وأشارت الشرطة إلى أنّ شخصاً آخر لم تُعرَف هويته أُصيب بجروح طفيفة إزاء هجوم الحمل عليه.

وتابعت: «عند وصول عناصرنا إلى المكان، واجهوا حَمَلاً آخر كان يتوجّه صوبهم. وبعد تقييم المخاطر، أقدموا على قتله». تلا ذلك خضوع جثتَي الضحيتين لعملية تشريح، الجمعة، وفق الشرطة.

وتضمّ نيوزيلندا 5 ملايين شخص وأكثر من 25 مليون خروف.


وفاة الممثل صلاح السعدني «عمدة الدراما المصرية»

الفنان المصري صلاح السعدني (أرشيفية - متداولة)
الفنان المصري صلاح السعدني (أرشيفية - متداولة)
TT

وفاة الممثل صلاح السعدني «عمدة الدراما المصرية»

الفنان المصري صلاح السعدني (أرشيفية - متداولة)
الفنان المصري صلاح السعدني (أرشيفية - متداولة)

أعلن نقيب الممثلين المصريين أشرف زكي وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاماً، حسبما ذكرت وسائل إعلام رسمية مصرية.

وابتعد السعدني عن الساحة الفنية خلال السنوات القليلة الماضية.

وُلِد صلاح الدين عثمان إبراهيم السعدني عام 1943، وهو الشقيق الأصغر للكاتب الساخر الراحل محمود السعدني.

قدم في بداياته أدواراً صغيرة على المسرح، وواكب انطلاق التلفزيون في مصر، فشارك في مسلسلات «الضحية» و«الرحيل» و«لا تطفئ الشمس» و«القاهرة والناس»، واستمر لاحقاً في تقديم المسلسلات التي شكلت الجزء الأبرز من رصيده الفني.

استمر نجاحه التلفزيوني في حقبتَي السبعينات والثمانينات بمسلسلات «أم العروسة» و«قطار منتصف الليل» و«أبنائي الأعزاء... شكراً» و«الزوجة أول مَن يعلم»، لكن يظل مسلسل «ليالي الحلمية» بأجزائه المتتالية للمؤلف أسامة أنور عكاشة، والمخرج إسماعيل عبد الحافظ هو أيقونة مشواره الفني، حيث قدم فيه دور «العمدة سليمان غانم»، ليطلق عليه النقاد لاحقاً لقب «عمدة الدراما المصرية».

وللسعدني ابن ممثل هو أحمد السعدني.


أحدث ابتكارات الصين... «قطار الرصاصة» بسرعة 400 كيلومتر في الساعة

السرعة الفائقة (شاترستوك)
السرعة الفائقة (شاترستوك)
TT

أحدث ابتكارات الصين... «قطار الرصاصة» بسرعة 400 كيلومتر في الساعة

السرعة الفائقة (شاترستوك)
السرعة الفائقة (شاترستوك)

قالت شركة «المجموعة الوطنية الصينية المحدودة للسكك الحديدية»، إنّ قطار الرصاصة «سي آر 450»، وهو أحدث طراز لقطار فائق السرعة تُصمّمه الصين، سيكون قادراً على السير بسرعة 400 كيلومتر في الساعة.

وأضافت أنّ نموذجاً أولياً لقطار الرصاصة سيخرج من خطّ التجميع في وقت لاحق من العام الحالي، مشيرة إلى أنّ مشروع الابتكار المعني بهذا الطراز يتقدَّم على قدم وساق.

ونقلت «وكالة الأنباء الألمانية» عن «وكالة أنباء الصين الجديدة» (شينخوا)، أنّ الطراز الجديد سيكون أسرع بشكل ملحوظ من قطارات فوشينغ «سي آر 400» فائقة السرعة الموجودة حالياً، والعاملة بسرعة 350 كيلومتراً في الساعة.

وقالت المجموعة، إنه ومقارنة بالقطارات «سي آر 400»، ستكون نظيرتها من طراز «سي آر 450» أخفّ بنسبة 12 في المائة، وستستهلك طاقة بنسبة أقل بـ20 في المائة، وتتمتّع بأداء كبح مُحسَّن بنسبة 20 في المائة.

وتابعت، أنّ مشروع الابتكار المعني بالقطارات «سي آر 450» يشمل أيضاً الابتكار التكنولوجي في البنية التحتية، بما في ذلك السكك الحديدية والجسور والأنفاق.

وأوضحت «شينخوا» أنّ الصين أقامت أكبر شبكة في العالم للسكك الحديدية فائقة السرعة؛ لتلبية طلب الناس المتزايد على السفر السهل والمريح. وتجاوز إجمالي طول شبكة السكك الحديدية فائقة السرعة فيها، 45 ألف كيلومتر، حيث تعمل قطارات «فوشينغ» فائقة السرعة في 31 منطقة على مستوى المقاطعة في أنحاء البلاد.


ملابس للأميرة ديانا في هونغ كونغ... ومزاد السترة الصفراء بـ50 ألف دولار

الأميرة المُستعادة أشياؤها بحُب (أ.ف.ب)
الأميرة المُستعادة أشياؤها بحُب (أ.ف.ب)
TT

ملابس للأميرة ديانا في هونغ كونغ... ومزاد السترة الصفراء بـ50 ألف دولار

الأميرة المُستعادة أشياؤها بحُب (أ.ف.ب)
الأميرة المُستعادة أشياؤها بحُب (أ.ف.ب)

تُعرَض في هونغ كونغ 6 قطع ملابس تعود إلى الأميرة ديانا، من بينها سترة صفراء بأزرار ذهبية ارتدتها خلال زيارة إلى المستعمرة البريطانية السابقة عام 1989، وذلك قبل طرحها في مزاد مُرتَقب خلال يونيو (حزيران) المقبل.

وذكرت «وكالة الصحافة الفرنسية» أنّ المعرض الذي يضمّ مجموعة الفساتين والأحذية والحقائب الخاصة بأميرة ويلز، يستمرّ لـ12 يوماً، ويُقام في أحد مراكز التسوُّق في هونغ كونغ.

وستُعرض القطع لاحقاً في آيرلندا قبل طرحها للبيع ضمن مزاد في 27 يونيو.

من جهته، يقول مدير دار «جوليينز» للمزادات ومقرّها في كاليفورنيا، مارتن نولان، إنّ أميرة ويلز التي توفيت في حادث سيارة في باريس عام 1997 كانت تتّبع الموضة «في كل مرّة تختار فيها ملابسها وتخرج».

السترة الصفراء بـ50 ألف دولار (أ.ف.ب)

ويبلغ السعر التقديري للسترة الصفراء التي صممتها كاثرين ووكر 50 ألف دولار، بينما حُدّد السعر التقديري لفستان سهرة من قماش التول الأزرق ومطبّع بالنجوم بـ400 ألف دولار.

وكانت الأميرة ديانا ارتدت هذا الفستان الذي صممه موراي عربيد، خلال عرض أول لمسرحية «ذي فانتوم أوف ذي أوبرا» عام 1986 في ويست إند بلندن.

ومن بين القطع المعروضة أيضاً فستان سهرة من الحرير والدانتيل صممه فيكتور إدلستين، وفستان زهري مطبّع بالورود من تصميم كاثرين ووكر ارتدته ديانا عام 1991.

وقال نولان إنّ الملابس تُشكل «قطعاً ملموسة وموضوعات للمناقشة» في آن، ولا تزال تثير إعجاب محبّي الأميرة.

وأضاف: «لا يزال الناس يحبّون ديانا كما لو كانت معنا اليوم، وهذا أمر مذهل».

وفي عام 2023، باعت دار «جوليينز» للمزادات فستان سهرة للأميرة ديانا بمبلغ قياسي بلغ 1.14مليون دولار.


«المهرجان السينمائي الخليجي» يختتم أعماله ويوزع جوائزه في الرياض

تتويج الفائزين بجوائز «المهرجان الخليجي السينمائي» في دورته الرابعة بالرياض (تصوير: بشير صالح)
تتويج الفائزين بجوائز «المهرجان الخليجي السينمائي» في دورته الرابعة بالرياض (تصوير: بشير صالح)
TT

«المهرجان السينمائي الخليجي» يختتم أعماله ويوزع جوائزه في الرياض

تتويج الفائزين بجوائز «المهرجان الخليجي السينمائي» في دورته الرابعة بالرياض (تصوير: بشير صالح)
تتويج الفائزين بجوائز «المهرجان الخليجي السينمائي» في دورته الرابعة بالرياض (تصوير: بشير صالح)

اختتم «المهرجان الخليجي السينمائي»، الخميس، دورته الرابعة التي أقيمت في مدينة الرياض، وجمعت على مدى خمسة أيام حشداً من الفنانين الخليجيين الرواد وجيلاً من الشباب الذي ينهض بمستقبل الصناعة.

وقال عبد الله آل عياف الرئيس التنفيذي لهيئة الأفلام السعودية، إن المهرجان يعكس الالتزام المشترك لدعم قطاع الأفلام والسينما في المنطقة، ومد جسور الأفلام القصص والسينما بين دول الخليج ومجتمعاتها.

ووجّه آل عياف التحية لكل سينمائي وسينمائية أبدعوا في شق دروب الإبداع في الخليج العربي، وسطروا أعمالاً وتجارب باهرة في السابق، وزرعوا حديقة السينما الخليجية والعربية بورود تفرش الطريق وتمهد لشباب وشابات يحملون شعلة السينما في مستقبلها المشرق.

عبد الله آل عياف الرئيس التنفيذي لهيئة الأفلام يتحدث في ختام المهرجان (تصوير: بشير صالح)

وأضاف: «نقطع عهداً نحن السينمائيين على ألا ينضب نهر القصص، ونحولها إلى أفلام تحمل الخليج بحكاياته إلى العالم الذي سيزداد جمالاً بقصصنا ورواياتنا»، مرحّباً بالمشاركين في المهرجان الذي شهد قائمة ندوات تخصصية وعروض أفلام مميزة، عكست مستقبلاً واعداً ينهض به جيل جديد من نجوم القطاع.

ومنحت لجنة التحكيم، المؤلّفة من الفنان إبراهيم الحساوي من السعودية، وبسام الذوادي (البحرين)، وروضة آل ثاني (قطر)، والفنان خالد أمين (الكويت)، ونجوم الغانم (الإمارات)، وإبراهيم الزدجالي (عُمان)، جوائز الدورة الرابعة للمهرجان، حيث ذهبت جائزة أفضل موسيقى تصويرية (أصلية) لخالد الكمار مؤلف موسيقى فيلم «حوجن»، وأفضل سيناريو لزياد الحسيني من الكويت عن فيلم «شايبني هني»، وأفضل تصوير لجيري فاستبنتر عن الفيلم السعودي «هجّان».

وفازت مريم زيمان من البحرين بجائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم «ماي ورد»، والسعودي عمر العطوي «أفضل ممثل» عن دوره في فيلم «هجّان»، أما «أفضل إخراج» للكويتي زياد الحسيني عن عمله «شايبني هني»، و«أفضل وثائقي في المهرجان» للفيلم الإماراتي «سباحة 62»، و«أفضل فيلم قصير» للفيلم العماني «غيوم» لمزنة المسافر، و«أفضل فيلم طويل» للفيلم السعودي «هجان» للمخرج أبو بكر شوقي.

الفنان إبراهيم الحساوي رئيس لجنة التحكيم ثمّن خطوة إعادة إحياء المهرجان (تصوير: بشير صالح)

وثمّن الفنان إبراهيم الحساوي رئيس لجنة التحكيم، للمنظمين وللهيئة الأفلام خطوة إعادة إحياء المهرجان، شاكراً جميع السينمائيين على صناعاتهم الإبداعية التي كانت مادة هذا الحدث، ومصدر سرور الجمهور والمشاركين.

وشهدت الأيام الخمسة للمهرجان عرض 29 فيلماً مختلفاً لمنتجين خليجيين بارزين، تتوزع عبر عدة فئات، منها الروائية الطويلة، والروائية القصيرة، والوثائقية، إضافة إلى ندوات حوارية وورش تدريبية مختلفة ومتكاملة جمعت بين مُختلف جوانب الإنتاج الإبداعي، والفن السينمائي، تحت أضواء التجربة وأمام منصات المتحدثين.


التشهير يردع المتحرشين في السعودية

كشفت وزارة الداخلية هذا الأسبوع عن أسماء 3 مدانين بقضايا تحرش (الأمن العام)
كشفت وزارة الداخلية هذا الأسبوع عن أسماء 3 مدانين بقضايا تحرش (الأمن العام)
TT

التشهير يردع المتحرشين في السعودية

كشفت وزارة الداخلية هذا الأسبوع عن أسماء 3 مدانين بقضايا تحرش (الأمن العام)
كشفت وزارة الداخلية هذا الأسبوع عن أسماء 3 مدانين بقضايا تحرش (الأمن العام)

شهّرت الجهات المختصة في السعودية مؤخراً بعدد من مرتكبي جرائم التحرش، تطبيقاً للنظام المعني الذي أقره مجلس الوزراء عام 2018، حيث أعلنت عن مدانين بتلك القضايا في ثلاث مدن.

وكشفت وزارة الداخلية، هذا الأسبوع، عن أسماء ثلاثة متورطين بقضايا تحرش بسيدات، وهم مواطن ومقيمان اثنان من الجنسية اليمنية والمصرية في مكة المكرمة وجدة وعسير، حيث جرى إيقافهم واتخاذ الإجراءات النظامية بحقهم وإحالتهم للنيابة العامة.

من جانبها، رأت المحامية الجوهرة العريني لـ«الشرق الأوسط»، أن التشهير بالمتحرشين «رادع ومفيد»، وقالت: «بالنظر للمادة الثالثة لنظام مكافحة التحرش نجد أن غاية المشرع وهدفه من سنّه هو مكافحة هذه الجريمة، والحيلولة دون وقوعها، وتطبيق العقوبة على مرتكبيها، وحماية المجني عليه، صيانةً لخصوصية الفرد وكرامته وحريته الشخصية التي كفلتها أحكام الشريعة الإسلامية والنظام».

وتضيف العريني أن «التشهير يعد من أكثر العقوبات التي تحقق غاية المُشرع، وتتوافق مع أهداف النظام، ولكنها في الوقت ذاته سُلطة تقديرية للقاضي حسب وقائع الدعوى وحال المتهم، لكون النظام أجاز في مادته السادسة تضمين الحكم الصادر ضد المتحرش بنشر ملخصه على نفقة المحكوم عليه (المتحرش) في صحيفة أو أكثر من الصحف المحلية، على أن يكون النشر بعد اكتساب الحكم الصفة القطعية، وذلك إعمالاً للنظام الأساسي للحكم الذي قد قضى في مادته (الثامنة والثلاثين) بأنه لا جريمة ولا عقوبة إلا بنص نظامي».

وأشارت إلى أن التحرش هنا فعل مجرم نظاماً، والتشهير عقوبة جوازية نص عليها النظام بسلطة تقديرية للقاضي، وليست مُقيدة؛ لكون نص النظام جاء بكلمة (يجوز) وليس (يجب) لما في وقائع الدعوى، وحال المتهم من ظروف تخفيفية يؤخذ بها لتقدير الحد الأدنى للعقوبة كخلو سجله من السوابق، وغيرها من الظروف التي تؤخذ بعين الاعتبار عند إصدار الحكم».

وأكدت العريني أن السياسة الجنائية التي يتبعها المشرع بالسعودية للحفاظ على أمن شعبها من كل ما يهدده ويحفظ له كرامته، ويسعى لمعاقبة المجرم بعقوبات ذات طابع إصلاحي؛ حتى لا يعود لتكرار ما بدر منه.

وإضافة للتشهير، ينص النظام على معاقبة كل من ارتكب جريمة تحرش، بالسجن مدة لا تزيد على سنتين، وبغرامة مالية لا تزيد على 100 ألف ريال، أو بإحداهما. كما تشدد العقوبة إلى السجن لمدة لا تزيد على 5 سنوات، وبغرامة مالية لا تزيد على 300 ألف ريال، أو بإحداهما، في حالة العود أو حالات أخرى مثل ارتكابها بمكان عام أو ضد طفل أو أحد ذوي الاحتياجات الخاصة.

ويعاقب النظام كل من يحرض أو يتفق أو يساعد على ارتكاب جريمة تحرش بالعقوبة المقررة لها، وكل من شرع بها، بما لا يتجاوز نص الحد الأعلى للعقوبة، كذلك كل من قدم بلاغاً كيدياً عنها أو ادعى بتعرضه لها.


مشروع سعودي لتأمين الأصول الثقافية

يهدف المشروع لحماية الأعمال الفنية والمباني التاريخية (واس)
يهدف المشروع لحماية الأعمال الفنية والمباني التاريخية (واس)
TT

مشروع سعودي لتأمين الأصول الثقافية

يهدف المشروع لحماية الأعمال الفنية والمباني التاريخية (واس)
يهدف المشروع لحماية الأعمال الفنية والمباني التاريخية (واس)

كشف الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، وزير الثقافة السعودي، الخميس، عن مشروع جديد يُمكّن ملّاك الأعمال الفنية والمباني التاريخية في البلاد من التأمين عليها.

وقال وزير الثقافة، في منشور عبر حسابه على منصة «إكس» للتواصل الاجتماعي، إن هذا المشروع يأتي بتعاون بين وزارة الثقافة وهيئة التأمين، عادّاً إياه خطوة مهمة لحماية الأصول الثقافية.

وينطلق المشروع من حرص الوزارة على صون الإرث الثقافي السعودي، وتطوير البنية التحتية، وتأهيل المواقع التاريخية، والعناية بالأعمال الفنية، ودعم الاقتصاد الإبداعي، بما يحقق مستهدفات الاستراتيجية الوطنية للقطاع المتماشية مع طموحات «رؤية 2030».

وأكد الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، في تصريح سابق، أن الوزارة تعمل جاهدة لتطوير الثقافة السعودية بكل أبعادها المادية والمعنوية، مشيراً إلى أن المباني التاريخية ستحظى بعناية خاصة لضمان استمرارها في حالة ممتازة وبقائها كشواهد راسخة على العمق الحضاري للبلاد.


مصر تحتفل باليوم العالمي للتراث بمعارض أثرية وورش فنية

متحف الإسكندرية القومي يحتفل باليوم العالمي للتراث (متحف الإسكندرية القومي)
متحف الإسكندرية القومي يحتفل باليوم العالمي للتراث (متحف الإسكندرية القومي)
TT

مصر تحتفل باليوم العالمي للتراث بمعارض أثرية وورش فنية

متحف الإسكندرية القومي يحتفل باليوم العالمي للتراث (متحف الإسكندرية القومي)
متحف الإسكندرية القومي يحتفل باليوم العالمي للتراث (متحف الإسكندرية القومي)

«من أسوان إلى الإسكندرية»، كان عنوان الاحتفالية التي أعلن المتحف القومي في مدينة الإسكندرية تنظيمها بمناسبة اليوم العالمي للتراث الذي يحل في 18 أبريل (نيسان) من كل عام.

وتضمنت الاحتفالية ندوات وورش حكي في العادات والتقاليد والأزياء والمهن التراثية بالمدن المصرية من أسوان (أقصى جنوب مصر) إلى الإسكندرية (أقصى الشمال)، بالإضافة إلى أشهر المأكولات والملابس المميزة للمدن التي تحمل الطابع التراثي.

وذكرت الدكتورة أماني كرورة، العميدة السابقة لكلية الآثار في جامعة أسوان، أن «التراث الثقافي له مكانة مهمة بين الأمم، فهو السجل الذي يحفظ للأمم والشعوب تاريخها وحضارتها».

إحدى اللوحات ذات الطابع التراثي في المتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية (وزارة السياحة والآثار)

وأضافت لـ«الشرق الأوسط» أن «مصر تفتخر بما لديها من تراث ثقافي يدلّ على عبقرية المصري القديم في شتى مجالات الحياة»، ولفتت إلى أن «كل جوانب التراث الإنساني يجب أن تنال الاهتمام، لا سيما أننا في عصر التقدم العلمي والتكنولوجي الذي لا بد من الاستفادة بإمكاناته في الحفاظ على تراث الشعوب والأمم السابقة».

وتتابعت الفعاليات التي نظمتها وزارة السياحة والآثار المصرية، حيث

شهد أكثر من متحف معارض أثرية، احتفالاً بهذا اليوم، ومن بينها المتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية الذي عرض مجموعة من القطع الأثرية، ومتحف الشرطة في قلعة صلاح الدين الأيوبي الذي عرض معالم القاهرة التاريخية.

بالإضافة إلى ذلك عرض «متحف جاير أندرسون» في السيدة زينب والمركبات الملكية ببولاق أبو العلا عدداً من الأدوات التراثية القديمة مثل «الغرامافون، والراديو، والتليفون، والمكواة اليدوية، والبروجيكتور، والتلغراف».

إحدى القطع الأثرية المعروضة في يوم التراث العالمي (وزارة السياحة والآثار)

وأشارت عميدة كلية الآثار في أسوان إلى مواثيق عدّة دولية للحفاظ على التراث الإنساني والثقافي، من بينها «ميثاق أثينا 1931 الذي ينص على استخدام التكنولوجيا الحديثة لكشف ماهية التراث الثقافي، وميثاق إيطاليا 1948 الذي ينصّ على إحياء مواقع التراث الإنساني، وميثاق لاهاي 1954 الذي ينص على ضرورة اتخاذ جميع التدابير اللازمة لحماية التراث الإنساني والثقافي بالتوثيق والتسجيل العلمي الدقيق».

وكان المجلس الدّولي للمعالم والمواقع قد حدد يوم التراث العالمي في 18 أبريل 1982، ووافقت عليه الجمعية العامة «لليونيسكو» في 1983، لتعزيز الوعي بأهمية التراث الثقافي للبشرية، والعمل على حماية هذا التراث.

وفي السياق، نظمت وزارة الثقافة المصرية عدة فعاليات احتفالاً باليوم العالمي للتراث، من بينها احتفالية «التراث السمع بصري في مائة عام» وحفل للسيرة الهلالية في بيت السحيمي بمصاحبة فرقة النيل للآلات الشعبية، يواكبه معرض لفنون الخط العربي. كما نُظّمت معارض للمخطوطات والكتب التراثية، بالإضافة لندوة تحت عنوان «جهود الدولة في حفظ ونشر التراث القومي» بدار الكتب والوثائق القومية.

وبينما أشارت وزيرة الثقافة المصرية نيفين الكيلاني إلى استراتيجية الدولة للحفاظ على الفنون التراثية وضمانة استدامتها للأجيال المقبلة، لصون الهوية الثقافية، يواصل الجهاز القومي للتنسيق الحضاري برئاسة المهندس محمد أبو سعدة إتاحة العرض البانورامي الإلكتروني لمعرض «مآذن وقباب من القاهرة المحروسة»، متضمناً نحو 110 صور فوتوغرافية تستعرض فكرة وفلسفة بناء المآذن في المساجد، وكأنها أيادٍ مرفوعة للسماء بالدعاء.

جانب من معرض قباب ومآذن (الجهاز القومي المصري للتنسيق الحضاري)

وبينما وصفت الخبيرة الآثارية الدكتورة مونيكا حنا الفعاليات التي نُظّمت في مصر بمناسبة اليوم العالمي للتراث بـ«الجيدة»، قالت لـ«الشرق الأوسط»: إننا «نحتاج إلى مزيد من هذه الفعاليات، وأن تنتشر في مصر كلها وألا تقتصر على العاصمة».