السماح للنواب العرب بزيارة الأسرى الفلسطينيين

TT

السماح للنواب العرب بزيارة الأسرى الفلسطينيين

قرر وزير الأمن الداخلي، عومر بار ليف، بالاتفاق مع رئيس الكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، ميكي ليفي، إعادة السماح للنواب العرب بزيارة الأسرى الفلسطينيين في السجون، وذلك بعد فترة حظر دامت لأكثر من ست سنوات.
وقال مقرب من الوزير بار ليف، إن القرار سينفذ ابتداء من مطلع شهر أغسطس (آب) المقبل، وإنه جاء في ضوء مراجعة الأمر مع أجهزة الأمن لأغراض إنسانية.
لكن القرار أثار موجة من الرفض الشديد من نواب اليمين المعارض، وحتى من بعض نواب الائتلاف الحاكم. وعدوه «قراراً سياسياً يهدف إلى النفاق للأحزاب العربية عشية الانتخابات المقبلة»، كما قال داني دنون، الوزير السابق الذي عاد لتوه من مهمة مندوب إسرائيل الدائم في الأمم المتحدة. وقال النائب إيتمار بن غفير، «هذا قرار يدل على ضعف الحكومة ورضوخها للإرهاب الفلسطيني». وقال النائب شلومو قرا من «الليكود»، «حكومة (الإخوان المسلمين) برئاسة يائير لبيد تعطي كتفاً للإرهاب». وقال النائب يوآف غالانت من «الليكود»، «أمام الإرهاب يجب أن نكون أقوياء لا ضعفاء، مصممين وليس مهادنين».
كانت حكومة بنيامين نتنياهو قد اتخذت في عام 2016 قراراً بمنع أعضاء الكنيست من زيارة السجون، بعدما ضبط باسل غطاس، وهو نائب عربي من «حزب التجمع» في «القائمة المشتركة»، وهو يحاول إدخال 15 هاتفاً خليوياً للأسرى الفلسطينيين في سجن نفحة الصحراوي في النقب، فقد طلب زيارة الأسير وليد أبو دقة، والتقطت إدارة السجون صوره وهو يسلمه مظروفاً يحتوي الهواتف. وقالت المخابرات، إنها كانت على علم مسبق بأمر هذا التهريب، وإن النائب غطاس تلقى أجراً على هذه الصفقة. وحوكم غطاس، وتوصل إلى صفقة مع النيابة اعترف بموجبها ببعض التهم، وحكم عليه بالسجن سنتين بشكل فعلي، أمضاها بين 2017 حتى 2019.
منذ الكشف عن الحادثة، صدر القرار بمنع أعضاء الكنيست عموماً، والعرب بشكل خاص، من التقاء سجناء في السجون بغض النظر عن الاتهامات. وتعرضت الحكومة لضغوط من النواب، الذين أرادوا زيارة السجون لأسباب مختلفة. وخشي وزير الأمن الداخلي أن يسمح لنواب بزيارة السجون، ويمنع نواباً آخرين، فقرر اتخاذ قرار واضح يسمح بموجبه بزيارة النواب لجميع السجون، بما في ذلك الأسرى الفلسطينيين.
نواب اليمين استغلوا هذه الحملة ضد الحكومة لأنهم رأوا فيها مادة غنية تخدم معركتهم الانتخابية.
ووعد النائب بتسلئيل سموترتش، بإلغاء القرار، واستبداله بسن قانون يجيز الحكم بالإعدام على الأسرى الفلسطينيين «عندما يعود اليمين إلى الحكم في الانتخابات المقبلة».


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي «مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

«مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

قتلت إسرائيل 3 فلسطينيين في الضفة الغربية، الخميس، بعد حصار منزل تحصنوا داخله في نابلس شمال الضفة الغربية، قالت إنهم يقفون خلف تنفيذ عملية في منطقة الأغوار بداية الشهر الماضي، قتل فيها 3 إسرائيليات، إضافة لقتل فتاة على حاجز عسكري قرب نابلس زعم أنها طعنت إسرائيلياً في المكان. وهاجم الجيش الإسرائيلي حارة الياسمينة في البلدة القديمة في نابلس صباحاً، بعد أن تسلل «مستعربون» إلى المكان، تنكروا بزي نساء، وحاصروا منزلاً هناك، قبل أن تندلع اشتباكات عنيفة في المكان انتهت بإطلاق الجنود صواريخ محمولة تجاه المنزل، في تكتيك يُعرف باسم «طنجرة الضغط» لإجبار المتحصنين على الخروج، أو لضمان مقتلهم. وأعلنت وزارة

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

في وقت اقتطعت فيه الحكومة الإسرائيلية، أموالاً إضافية من العوائد المالية الضريبية التابعة للسلطة الفلسطينية، لصالح عوائل القتلى الإسرائيليين في عمليات فلسطينية، دفع الكنيست نحو مشروع جديد يتيح لهذه العائلات مقاضاة السلطة ورفع دعاوى في المحاكم الإسرائيلية؛ لتعويضهم من هذه الأموال. وقالت صحيفة «يسرائيل هيوم» العبرية، الخميس، إن الكنيست صادق، بالقراءة الأولى، على مشروع قانون يسمح لعوائل القتلى الإسرائيليين جراء هجمات فلسطينية رفع دعاوى لتعويضهم من أموال «المقاصة» (العوائد الضريبية) الفلسطينية. ودعم أعضاء كنيست من الائتلاف الحكومي ومن المعارضة، كذلك، المشروع الذي يتهم السلطة بأنها تشجع «الإرهاب»؛

«الشرق الأوسط» (رام الله)
المشرق العربي تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

دخل الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب وقصف بدباباته موقعاً في شرق مدينة غزة، أمس الثلاثاء، ردّاً على صواريخ أُطلقت صباحاً من القطاع بعد وفاة القيادي البارز في حركة «الجهاد» بالضفة الغربية، خضر عدنان؛ نتيجة إضرابه عن الطعام داخل سجن إسرائيلي.

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

صمد اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي دخل حيز التنفيذ، فجر الأربعاء، منهيا بذلك جولة قصف متبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية استمرت ليلة واحدة (أقل من 24 ساعة)، في «مخاطرة محسوبة» بدأتها الفصائل ردا على وفاة القيادي في «الجهاد الإسلامي» خضر عدنان في السجون الإسرائيلية يوم الثلاثاء، بعد إضراب استمر 87 يوما. وقالت مصادر فلسطينية في الفصائل لـ«الشرق الأوسط»، إن وساطة مصرية قطرية وعبر الأمم المتحدة نجحت في وضع حد لجولة القتال الحالية.

كفاح زبون (رام الله)

غارة إسرائيلية تقتل 4 من عائلة واحدة في جنوب لبنان

أفراد أمن إسرائيليون وعمال طوارئ ينتشرون في موقع بكريات شمونة تعرض لقصف من جنوب لبنان (أ.ف.ب)
أفراد أمن إسرائيليون وعمال طوارئ ينتشرون في موقع بكريات شمونة تعرض لقصف من جنوب لبنان (أ.ف.ب)
TT

غارة إسرائيلية تقتل 4 من عائلة واحدة في جنوب لبنان

أفراد أمن إسرائيليون وعمال طوارئ ينتشرون في موقع بكريات شمونة تعرض لقصف من جنوب لبنان (أ.ف.ب)
أفراد أمن إسرائيليون وعمال طوارئ ينتشرون في موقع بكريات شمونة تعرض لقصف من جنوب لبنان (أ.ف.ب)

أشعل استهداف إسرائيلي لمدنيين في بلدة ميس الجبل، الأحد، جبهة جنوب لبنان التي تصاعدت وتيرتها إثر مقتل 4 مدنيين من عائلة واحدة أثناء تفقّد منزلهم، ما دفع «حزب الله» إلى الردّ باستهداف مستعمرتين إسرائيليتين ومواقع عسكرية للجيش الإسرائيلي.

ويعد هذا التصعيد الأول من نوعه منذ أسبوعين، حيث شهدت الجبهة تبادلاً محدوداً للقصف، بينما لم يعلن أي من «حزب الله» أو الجيش الإسرائيلي عن سقوط قتلى.

وتصاعدت نيران الجبهة إثر غارة إسرائيلية على بلدة ميس الجبل في جنوب لبنان، أسفرت عن مقتل «4 من عائلة واحدة»، حسبما أوردت «الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية». هم فادي محمد خضر حنيكة، وزوجته مايا علي عمار، وأبناؤهما محمّد (21 عاماً) وأحمد (12 عاماً). وأضافت الوكالة أيضاً أن شخصين أصيبا بجروح جراء الغارة، بينهما امرأة. واستهدفت الغارة حي الجعافرة قرب البركة في بلدة ميس الجبل، وأحدثت دماراً هائلاً.

وقالت مصادر مواكبة لتطورات المنطقة الحدودية لـ«الشرق الأوسط» إن العائلة التي كانت قد نزحت في وقت سابق من بلدة ميس الجبل عادت إليها الأحد، في محاولة لإخراج ما يمكن حمله من متجر للسمانة يمتلكه محمد حنيكة، واستقدم لهذه الغاية شاحنة صغيرة (بيك أب) لحمل البضائع في المتجر، قبل أن تغير طائرة إسرائيلية على المكان، وتستهدفهم بصواريخ ما أدى إلى مقتل العائلة وتدمير المنزل بالكامل.

وأظهرت مقاطع فيديو، تداولها ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي، دماراً واسعاً في الحي السكني الذي يُضاف إلى أحياء أخرى تعرضت لتدمير واسع في البلدة التي تعد من أكبر بلدات قضاء مرجعيون.

ركام ناتج عن غارات إسرائيلية استهدفت بلدة ميس الجبل بجنوب لبنان (أ.ف.ب)

وقال «حزب الله» إنه ردّ على تلك الضربة على 3 دفعات، حيث أعلن في بيان أنه «رداً على الجريمة المروعة التي ارتكبها العدو الإسرائيلي في بلدة ميس الجبل وارتقاء شهداء وجرحى مدنيين، قصف مجاهدو المقاومة الإسلامية» شمال إسرائيل «بعشرات صواريخ الكاتيوشا والفلق». وفي وقت لاحق، الأحد، قال «حزب الله»، في بيان، إنه قصف «بعشرات صواريخ الكاتيوشا» آليات وأماكن انتشار الجنود الإسرائيليين في مناطق أخرى، وذلك «في إطار الرد» على غارة ميس الجبل.

وبعد أول رشقة صاروخية، قال الجيش الإسرائيلي لوكالة «فرانس برس» إنه «رصد نحو 40 صاروخاً» قادماً من لبنان. وأضاف: «تم اعتراض بعضها». ولم يتم الإبلاغ عن إصابات، وفق الجيش.

رجل إطفاء يعمل على إخماد نيران اندلعت في كريات شمونة إثر صواريخ «حزب الله» (رويترز)

وعصراً، أعلن الحزب عن استهداف مبنى في مستعمرة أفيفيم بالأسلحة المناسبة، واستهداف مبنى في مستعمرة «شتولا» بالأسلحة المناسبة، كما أعلن عن «استهداف مرابض مدفعيّة العدو وانتشاراً لجنوده وآلياته في الزاعورة بعشرات صواريخ الكاتيوشا، ما أدى إلى إصابتها واندلاع النيران فيها».

وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن دوي صفارات الإنذار في عدة بلدات في الشمال، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي أنه «رصد إطلاق 85 صاروخاً منذ صباح الأحد».

وأشار المجلس الإقليمي للجليل الأعلى إلى «سقوط عدة صواريخ في كريات شمونة»، ما أدى إلى «إصابة عدة مبانٍ وسيارات، وانقطاع الكهرباء عن المنارة والمطلة».

جندي إسرائيلي يراقب نيران اندلعت بسيارة في كريات شمونة إثر صواريخ انطلقت من جنوب لبنان (رويترز)

وردّ الجيش الإسرائيلي بمروحة واسعة من القصف، استهدفت كفركلا وميس الجبل والطيبة ومركبا والعديسة، وتقع جميعها في القطاع الشرقي، كما استهدف قصف مدفعي أطراف شبعا وكفرشوبا، ومناطق أخرى في القطاع الغربي. وتداول ناشطون ميدانيون صوراً لأبنية مدمرة بالكامل جراء الغارات الجوية الإسرائيلية.

حراك دولي للتهدئة

ويأتي هذا التصعيد في ظل حراك دولي باتجاه لبنان وإسرائيل، لفرض تهدئة وتعزيز الاستقرار على ضفتي الحدود. وبعد زيارة وزير الخارجية الفرنسي الذي حمل مقترحات جديدة، أشار عضو كتلة «حزب الله» البرلمانية (الوفاء للمقاومة) النائب إيهاب حمادة إلى أن «الورقة الفرنسية بغضّ النظر عما ورد فيها من تفاصيل وعناوين، لها علاقة بالجنوب اللبناني المجاهد المساند في هذه اللحظات لأهله في فلسطين وغزة».

ورأى، خلال لقاء سياسي حواري في بلدة نبحا في قضاء بعلبك، أن «كل كلام عن واقع الجنوب وعن مستقبله هو كلام لا نقاش فيه من قبلنا، ولا تعليق حتى تضع الحرب أوزارها في فلسطين وفي غزة على نحو كامل».

وفي المقابل، يطالب خصوم «حزب الله» بتطبيق القرار 1701. وكتبت عضو تكتل «الجمهورية القوية» (القوات اللبنانية) النائبة غادة أيوب، عبر منصة «إكس»: «حرب المساندة لن تنتهي سوى بتطبيق القرار 1701، سواء بالدبلوماسية أم بالقوة. ‏لو كان قراره لبنانياً من قال يوماً لو كنت أعلم، في 2006 وسعى إلى تطبيق القرار 1701 الذي وافق عليه في الحكومة لما كنا نسمع اليوم لبنان لا يريد الحرب وضرورة الالتزام بتطبيق القرار 1701، لأن من أهدر 18 عاماً لمنع قيامة الدولة و33 عاماً لمنع تطبيق وثيقة الوفاق الوطني حماية لسلاحه وعلة وجوده، ها هو يكاد يقول لم أكن أعلم أن حرب المساندة والمشاغلة التي أعلنتها سوف تطول ولن تجلب سوى القتل والدمار والانهيار ولن تنتهي سوى بتطبيق القرار 1701، سواء بالدبلوماسية أم بالقوة».


الأسد يصف تطوير حزب البعث بـ«إعادة تموضع»

الرئيس السوري بشار الأسد في اجتماع القيادة المركزية لحزب البعث السبت بقصر المؤتمرات (سانا)
الرئيس السوري بشار الأسد في اجتماع القيادة المركزية لحزب البعث السبت بقصر المؤتمرات (سانا)
TT

الأسد يصف تطوير حزب البعث بـ«إعادة تموضع»

الرئيس السوري بشار الأسد في اجتماع القيادة المركزية لحزب البعث السبت بقصر المؤتمرات (سانا)
الرئيس السوري بشار الأسد في اجتماع القيادة المركزية لحزب البعث السبت بقصر المؤتمرات (سانا)

مع تصاعد القلق جنوب البلاد حيال ارتفاع زخم الحراك الشعبي في السويداء، أتم حزب البعث (الحاكم) مساء السبت، عملية انتخابات القيادة المركزية للحزب التي انطلقت منذ ثلاثة أشهر، وأعيد انتخاب الرئيس بشار الأسد أميناً عاماً بـ«الإجماع»، وبدوره قام بتعيين اللجنة المركزية، فيما جرى انتخاب فروعها في المحافظات.

وقد وصف الأسد عملية الانتخابات التي تجري للمرة الأولى بطريقة «مؤتمتة»، بأنها انتخابات «تاريخية ومفصلية» وتشكل «قيمة مضافة» لمسيرة تطوير الحزب الذي يحكم سوريا منذ عام 1963.

ساحة الكرامة تكتظ بالمتظاهرين صباح الأحد (السويداء 24)

خارج الدوائر الحزبية ومحيطها، لم تلق العملية الانتخابية لحزب البعث اهتماماً في الشارع السوري المشغول بهمومه المعيشية الثقيلة، التي أشار إليها الأسد في كلمته خلال الاجتماع بالتطرق إلى النهج الاشتراكي لحزب البعث والآيديولوجيا والقواعد الاقتصادية، و«علاقة الحزب بالسلطة»، ومراجعة النظام الداخلي، ودور اللجنة المركزية عصباً رئيسياً للحزب، ودور لجنة الرقابة والتفتيش الحزبي والمحاسبة «داخل الحزب»، وأهمية تطوير البنية التنظيمية بوصفها حاجة حزبية ووطنية، وبناء مؤسسة الحزب، والتشديد على «المحاسبة داخل الحزب»، وفق وكالة الأنباء الرسمية (سانا).

وفد قرية مردك الذي انطلق إلى مدينة السويداء سيراً على الأقدام باتجاه وسط مدينة السويداء الأحد (السويداء24)

وفي حين تتصاعد المشاعر المناهضة للحزب في السويداء التي سبق التعبير عنها بمداهمة المقرات الحزبية وإغلاقها، وفي الشعارات التي ترفع في الاحتجاجات مطالبة بتحقيق التغيير والانتقال السياسي وتطبيق قرار الأمم المتحدة 2254؛ توجهت جموع المحتجين في السويداء، الأحد، إلى «دارة قنوات» لإعلان تأييد الحراك لمواقف شيخ العقل بهجت الهجري، الرافض لأي تهديد محتمل، بعد إرسال القوات الحكومية تعزيزات عسكرية خلال الأيام الماضية إلى محافظة السويداء.

وبث موقع «السويداء 24» مقاطع فيديو لكلمة الهجري أمام حشود المحتجين الذين أموا «دارة قنوات»، حذر فيها من الفتن التي تستهدف الحراك السلمي ووحدته وسلميته. وقال: «الحراك يزداد نقاء، ونحن ننشد الخلاص والمطالب المحقة، محلياً وسورياً ودولياً»، فيما يخص تنفيذ القرارات الدولية المتعلقة بالانتقال السلمي، مؤكداً على أن «مطالب الحراك ليست خاصة وإنما هي مطالب الشعب السوري المقهور؛ فهي البوصلة». مشدداً على أن مطالب الحراك «بعيدة عن أي نوايا خارج النوايا السلمية التي عبر عنها الحراك»، وقال: «بدأنا بالسلام وننتهي بالسلام».

يشار إلى أن الاجتماع الموسع للجنة المركزية لحزب البعث الذي عقد السبت في قصر المؤتمرات جنوب دمشق، ترافق مع تحركات أمنية على طريق «دمشق - السويداء»، بوصفها إجراءات أمنية ظنها ناشطون تعزيزات عسكرية متجهة إلى محافظة السويداء. ونفت مصادر متقاطعة، الأحد، أن تكون القوات الحكومية قد دفعت بمزيد من التعزيزات إلى المحافظة.

وأكد ناشطون أن الدوريات الأمنية التي شوهدت على طريق دمشق - السويداء يوم السبت، كانت مهمتها تأمين الحماية للمؤتمر الذي انعقد في قصر المؤتمرات على طريق المطار، بحضور الرئيس الأسد، لأنها المرة الأولى منذ اندلاع الأزمة السورية، التي يحضر فيها الأسد اجتماعاً على هذا المستوى خارج القصر الجمهوري.

اجتماع إحدى لجان حزب البعث في دمشق (حساب رسمي)

المؤتمر الذي استمر نهاراً كاملاً، خلص إلى انتخاب أعضاء القيادة المركزية، وهم: عزت عربي كاتبي، وصفوان أبو سعدى، ومحمود زنبوعة، وإبراهيم الحديد، وفاضل نجار، وأيمن الدقاق، وطه خليفة، وسمير خضر، وفاضل وردة، وياسر شاهين، وجمانة النوري، وحموده الصباغ، وحسين عرنوس، وعلي محمود عباس. وقد عُيِّن هيثم سطايحي في منصب أمين سر اللجنة المركزية للحزب، وعُيِّن أعضاء لجنة الرقابة والتفتيش الحزبية، وهم: عبد الرزاق الجاسم، وراما عزيز، وعبد الأحد سفر، وثريا مسلمانية، ومازن تفاحة.

سبق ذلك انتخاب أعضاء اللجنة المركزية الموسعة للحزب، إلكترونياً، أي ممثلي الفروع الحزبية لعضوية اللجنة، وعدد 125 عضواً منهم 45 عضواً اقترحهم الرئيس السوري، الذي لفت في كلمة له خلال الاجتماع، إلى أن هذه الانتخابات ليست الأولى، لكن هذه المرة تحديداً «ستكون مفصلاً حقيقياً في تاريخ الحزب».

وأوضح أن «التطوير» الجاري ليس استجابة لظروف خارجية أو ضغوط «كما يحلو للبعض أن يحلّل من وقت لآخر»، وإنما «نطور لأن التطوير حاجة حسية ووطنية وطبيعية». معتبراً أن «سياسات الحكومة يجب أن تنبثق من رؤية الحزب، من دون أن يلغي أحدهما الآخر».

ورداً على الحديث حول تراجع دور الحزب ومحاولة «إضعافه»، شدد الأسد على أن ما يجري «ليس تراجعاً وإنما إعادة تموضع»، وهي تهدف إلى «حماية الحزب من إشكالات العمل الإجرائي اليومي الذي تقوم به الحكومة، وبالتالي تحميل الحزب مسؤوليات لا يحملها».

الرئيس الأسد في كلمة خلال الاجتماع الموسع للجنة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي في قصر المؤتمرات بدمشق السبت

تجدر الإشارة إلى أنه منذ تسلم الرئيس بشار الأسد قيادة حزب البعث في المؤتمر القطري التاسع للحزب عام 2000 بعد وفاة الرئيس حافظ الأسد، بدأ دور الحزب يتراجع بوصفه قائداً للدولة والمجتمع، وفق المادة الثامنة من دستور عام 1973، التي ألغيت في دستور عام 2012، وحل مكانها مادة تنظم العمل السياسي الحزبي وفق «تعددية سياسية ديمقراطية» مشروطة.

وبعد اندلاع الاحتجاجات عام 2011 تحول حزب البعث الذي هوجمت مقراته في متخلف مناطق الاحتجاج، إلى ميليشيا مسلحة رديفة للقوات الحكومية، لتتحول المواقع الحزبية إلى مركز جذب للراغبين بالتقرب من السلطة والحصول على امتيازاتها.

وفي عام 2018، تحول حزب البعث في سوريا من حزب قومي عربي ينشط مع أحزاب البعث في العديد من الدول العربية، بهدف تحقيق «الوحدة والحرية والاشتراكية»، إلى حزب محلي سوري، فقد ألغيت «القيادة القومية»، كما تبدلت تسمية القيادة القطرية إلى «القيادة المركزية»، وأُلغي منصب الأمين القطري المساعد، ليبقى فقط منصب الأمين العام والأمين العام المساعد.

ومنذ نهاية العام الماضي، وبعد بوادر للعودة إلى المحيط العربي، أعلن عن بدء مرحلة جديدة لتطوير الحزب وإطلاق عملية انتخاب أعضاء اللجنة المركزية وقيادات الفروع في المحافظات، ضمن إطار أوسع شمل الإعلان عن إعادة هيكلة الأجهزة الأمنية، شملت تنقلات وتغييرات في الأجهزة الأمنية، وإحداث الأمانة العامة للرئاسة السورية، في رسالة واضحة إلى الخارج بإطلاق الرئيس بشار الأسد مرحلة جديدة في الإصلاح والتغيير داخل مؤسسات الدولة بعد 12 عاماً من الحرب.

إلا أن الشارع لم يلمس أي انعكاسات واضحة لتلك التغييرات، وواصل الوضع الاقتصادي تدهوره في ظل أوضاع إقليمية متوترة، وعقوبات دولية اقتصادية، أسهمت في تزايد حركة الهجرة من البلاد، بعد تفشي الفقر وتجاوزه نسبة الـ90 في المائة من عدد السكان.


الوسيط الأميركي يعاود تحركه لبنانياً فور وقف النار في غزة

لماذا علّق الوسيط الأميركي هوكستين وساطته مع السلطات اللبنانية لمنع توسعة الحرب؟ (أ.ف.ب)
لماذا علّق الوسيط الأميركي هوكستين وساطته مع السلطات اللبنانية لمنع توسعة الحرب؟ (أ.ف.ب)
TT

الوسيط الأميركي يعاود تحركه لبنانياً فور وقف النار في غزة

لماذا علّق الوسيط الأميركي هوكستين وساطته مع السلطات اللبنانية لمنع توسعة الحرب؟ (أ.ف.ب)
لماذا علّق الوسيط الأميركي هوكستين وساطته مع السلطات اللبنانية لمنع توسعة الحرب؟ (أ.ف.ب)

تدخل المفاوضات بين فرنسا ورئيس المجلس النيابي نبيه بري، لتهدئة الوضع في الجنوب، مرحلة جديدة مع تسليمه، الاثنين، السفارة الفرنسية في بيروت الملاحظات التي أعدها «الثنائي الشيعي» (حركة أمل وحزب الله) بالتنسيق مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي على الورقة الفرنسية بنسختها الثانية، والتي تنطلق من تطبيق القرار الدولي 1701، كونه الممر الإلزامي لإعادة الاستقرار، بوضع حد لتصاعد المواجهة العسكرية بين «حزب الله» وإسرائيل، شرط التوصل إلى وقف لإطلاق النار على الجبهة الغزاوية، لأن من دونه لا يمكن الركون للجهود الرامية إلى منع جنوح إسرائيل نحو توسعة الحرب جنوباً.

وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر سياسية مواكبة للاتصالات التي تولاها الرئيس بري، أن الملاحظات على مسودة الورقة الفرنسية بنسختها الثانية، التي صيغت باللغة الإنجليزية، أُنجزت، الجمعة الماضي، في ختام اللقاءات التي عُقدت بين المعاون السياسي لرئيس المجلس النيابي النائب علي حسن خليل، ونظيره المعاون السياسي للأمين العام لـ «حزب الله» حسين خليل، بتواصلهما المفتوح برئيس الحكومة نجيب ميقاتي قبل أن يغادر بيروت في زيارة خاصة.

1701 دون «ترتيبات أمنية»

وكشفت المصادر السياسية أن الملاحظات تأخذ في الحسبان ضرورة اعتماد القرار 1701 كإطار عام لتهدئة الوضع في الجنوب، وقالت إنه لا مكان للترتيبات الأمنية لئلا يذهب البعض للتعاطي معها على أنها مقدمة لتعديل هذا القرار، وهذا ما ينسحب أيضاً على تشكيل لجنة رباعية للإشراف على تطبيقه، وحصر هذه المهمة بلجنة ثلاثية تتشكل، كما هو حاصل الآن، من قيادة القوات الدولية «يونيفيل» ومندوبين من لبنان وإسرائيل.

ولدى سؤال المصادر نفسها عن موقف الولايات المتحدة الأميركية من المسودة الفرنسية المطروحة للتفاوض، أكدت عدم التواصل معها، على الأقل من الجانب اللبناني، منذ أن تسلم لبنان الورقة الفرنسية بنسختها الأولى، لكنها سألت: ما المغزى من حرص باريس على تسليمنا النسخة الثانية باللغة الإنجليزية؟ وهل أرادت تمرير رسالة يُفهم منها بأنها أعدتها بالتشاور مع واشنطن، خصوصاً أن الرئيس ميقاتي، كما علمت «الشرق الأوسط»، كان سأل لدى تسلُّمه النسخة الأولى عن الموقف الأميركي، وربما أتاه الجواب بإعدادها باللغة الإنجليزية؟

تشاور بين باريس وواشنطن

وفي هذا السياق، قالت مصادر دبلوماسية غربية إن باريس حرصت، قبل أن تعد ورقتها الأولى، على التشاور مع واشنطن، التي أبدت تفهُّماً للدوافع التي أملت عليها التحرك سعياً وراء تهدئة الوضع في الجنوب لقطع الطريق على إسرائيل التي تجنح لتوسعتها، وأكدت أن ذلك يشكل نقطة تقاطع والتقاء بينهما.

حرصت باريس على التشاور مع واشنطن قبل تقديم ورقتها لإعادة الهدوء إلى الجبهة بين إسرائيل و«حزب الله» (إ.ب.أ)

وقالت المصادر الدبلوماسية الغربية لـ«الشرق الأوسط» إن باريس تبدي اهتماماً خاصاً بالوضع في لبنان، وتقوم بكل ما بوسعها لتهدئة الوضع في جنوبه، ولإخراج الاستحقاق الرئاسي من التأزم بانتخاب رئيس للجمهورية. وأضافت أن الرئيس إيمانويل ماكرون يتابع شخصياً الوضع من كثب، وهو أوفد ممثله الشخصي جان إيف لودريان إلى بيروت، في مهمة خاصة لحث النواب على إنهاء الشغور في الرئاسة الأولى، وهذا ما تصدّر استقباله للرئيس السابق لـ«الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط.

وأكدت المصادر نفسها أن لبنان يعني الكثير لفرنسا، ولن تدعه ينهار، وهي تتحرك على كل المستويات لإنقاذه، وقالت إن واشنطن تتفهم الدوافع الفرنسية الكامنة وراء الورقة التي أعدتها لتهدئة الوضع في الجنوب، والتي تشكل، من وجهة نظرها، خريطة الطريق لمنع تدحرجه نحو الحرب، رغم أن «حزب الله» ليس في وارد الانجرار إليها.

هوكستين عائد بعد وقف النار في غزة

لكن، تبقى هناك مجموعة من الأسئلة، كما تقول المصادر اللبنانية المواكبة: هل تتفرّد باريس بالتحرك جنوباً؟ وأين تقف واشنطن؟ وماذا عن المهمة التي أوكلتها إلى مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الطاقة آموس هوكستين، في تنقله بين بيروت وتل أبيب، لتعبيد الطريق سياسياً وعسكرياً لتطبيق القرار 1701، قبل أن يجمّد تحركه ريثما تنجح الوساطة الأميركية - المصرية - القطرية لوقف إطلاق النار في غزة باتفاق بين إسرائيل وحركة «حماس»، تتولى رعاية تطبيقه كشرط لمعاودة الوساطة؟ وهل تنخرط باريس في الوساطة الأميركية؟ أم أنها تتحرك في الوقت الضائع لملء الفراغ، رغبة منها في أن تحجز لها مقعداً في الجهود الرامية لتهدئة الوضع في الجنوب لما يعنيه لها لبنان، خصوصاً أنها، وفق المصادر، لا تضع نفسها في سباق مع واشنطن، التي ستطلق الضوء الأخضر لهوكستين لمعاودة تحركه بين بيروت وتل أبيب فور التوصل إلى وقف إطلاق النار على الجبهة الغزاوية؟

ميقاتي لا يريد تكرار تجربة السنيورة

لذلك، مع ترقب الرهان على نجاح الوساطة لوقف النار في غزة، هناك من يسأل: أين يقف ميقاتي من حصر التفاوض برئيس المجلس النيابي؟ وهل قرر عزوفه عن تولي المفاوضات مع فرنسا؟

فالرئيس ميقاتي ارتأى، عن سابق تصور وتصميم، الوقوف إلى جانب الرئيس بري في توليه المفاوضات والتنسيق معه في كل شاردة وواردة، ما دام يحظى بتفويض «على بياض» من حليفه «حزب الله» الذي يسر له ما لا يسره لغيره. وبالتالي، لقطع الطريق منذ الآن على القيل والقال، وصولاً إلى تحميله مسؤولية أي خلل يمكن أن يلحق بالمفاوضات، على غرار ما تعرّض له سابقاً رئيس الحكومة فؤاد السنيورة، عندما نفض «حزب الله» يديه من النقاط السبع التي أجمع عليها مجلس الوزراء في حينه لوقف حرب تموز 2006، وصولاً إلى استقالة الوزراء الشيعة من الحكومة، مع أن الحكومة كانت بكامل أعضائها وراء استعجال صدور القرار 1701 الذي أوقف الحرب، توخى الرئيس ميقاتي من موقفه هذا توفير الحماية لساحته، مع أنه قام بكل ما يتوجب عليه لوقف العدوان الإسرائيلي على لبنان، وأجرى، كما يقول أحد الوزراء لـ«الشرق الأوسط»، مروحة واسعة من الاتصالات العربية والدولية، توّجها بلقاء الرئيس ماكرون، الذي فتح الباب أمام تعديل الورقة الفرنسية بنسختيها الأولى والثانية، وبقي على تواصل مع الرئيس بري إلى ما بعد إعداد الملاحظات على المسودة الفرنسية الثانية، كإطار للتفاوض من أجل تهدئة الوضع في الجنوب.


الراعي يرفض الضغوط الدولية على لبنان في ملف النازحين السوريين

الراعي مترئساً قداس الأحد في بكركي (البطريركية المارونية)
الراعي مترئساً قداس الأحد في بكركي (البطريركية المارونية)
TT

الراعي يرفض الضغوط الدولية على لبنان في ملف النازحين السوريين

الراعي مترئساً قداس الأحد في بكركي (البطريركية المارونية)
الراعي مترئساً قداس الأحد في بكركي (البطريركية المارونية)

دعا البطريرك الماروني بشارة الراعي المسؤولين اللبنانيين إلى توحيد الكلمة في قضية تأمين عودة النازحين واللاجئين السوريين إلى وطنهم، مطالباً إياهم، بـ«عدم الرضوخ للضغوط الأوروبية والدولية وأساليبها المغرية، بهدف تجنّب عودتهم وإبقائهم في لبنان لأهداف سياسية».

ويعد موقف الراعي الأول بعد إعلان الاتحاد الأوروبي عن تقديم مليار دولار كمساعدات للبنان على مدى أربع سنوات، ومطالبته لبنان بالتعاون لمنع تدفق اللاجئين إلى أوروبا انطلاقاً من السواحل اللبنانية.

وأثار الإعلان موجة غضب في أوساط السياسيين اللبنانيين، لا سيما المسيحيين منهم، وشدد رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل السبت على «رفض سياسة الاتحاد الأوروبي إبقاء النازحين السوريين في لبنان، والتأكيد على أن لبنان ليس للبيع أو الإيجار»، وقال إن المشكلة اللبنانية الأساسية تتمثل بـ«انصياع المسؤولين للسياسات الخارجية ولو كانت على حساب المصلحة الوطنية»، ومعلناً عن «سلسلة تحركات لـ(التيار الوطني الحر) على المستويات النيابية والشعبية لمواجهة معضلة النزوح».

كما قالت عضو تكتل «الجمهورية القوية» النائبة ستريدا جعجع السبت إنه «لم يعد بالإمكان تحمّل أي تراخٍ أو تساهل في حل هذا الملف الذي يهدد لبنان واللبنانيين على الصعد كافة، الاقتصاديّة والماليّة والنقديّة والأمنيّة، ولهذا السبب نضع كل جهد ممكن من أجل الوصول إلى الحلول الناجعة لهذا الوجود غير الشرعي، حفاظاً على البلاد والعباد».

ودخل البطريرك الراعي على خط داعم للقوى السياسية المسيحية التي تطالب المجتمع الدولي بإيجاد حل لأزمة اللاجئين السوريين في لبنان، وسط تقديرات حكومية بأن عددهم يتجاوز ملياري لاجئ.

الراعي

وطالب الراعي في عظة الأحد بـ«توحيد الكلمة في قضية تأمين عودة النازحين واللاجئين السوريين إلى وطنهم، وعدم الرضوخ للضغوط الأوروبية والدولية وأساليبها المغرية، بهدف تجنّب عودتهم وإبقائهم في لبنان لأهداف سياسية ليست لصالحهم، ولا لصالح لبنان»، مشدداً على أن «مصلحة هؤلاء المحافظة على وطنهم وتاريخهم وثقافتهم وحضارتهم وممتلكاتهم».

وتوجه إلى المسؤولين اللبنانيين بالقول: «المجتمع الأوروبي والدولي يستعملكم لأغراض سياسية ليست لخيركم. لا تستبدلوا مغريات بقائكم في لبنان بوطنكم. ولا تبادلوا الاستضافة اللبنانية بالاعتداء على اللبنانيين والقوانين».

ميقاتي يصافح رئيسة المفوضية الأوروبية ورئيس قبرص خلال لقاء ثلاثي في بيروت الخميس (أ.ف.ب)

وكان ملف النازحين أثار زوبعة سياسية، وانتقادات واسعة للحكومة التي رحبت بالإعلان الأوروبي، خلال زيارة رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين الخميس إلى بيروت برفقة الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليديس، عن استعداد الاتحاد لتقديم حزمة مالية بقيمة مليار يورو إلى لبنان «ستكون متاحة بدءاً من العام الحالي حتى 2027» من أجل المساهمة في «الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي».

وأجرى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مساء السبت اتصالاً هاتفياً برئيس مجلس النواب نبيه بري تشاورا في خلاله حول الأوضاع الراهنة. وفي خلال الاتصال تمنى رئيس الحكومة على الرئيس بري الدعوة إلى جلسة نيابية عامة لمناقشة موضوع النازحين، وذلك «من أجل وقف الاستغلال السياسي الرخيص الحاصل في البلد في هذا الملف على حساب المصلحة العامة»، حسبما أفادت رئاسة الحكومة.

الفراغ الرئاسي

وتطرق الراعي في عظته إلى أزمات أخرى يعاني منها اللبنانيون، لا سيما الفراغ في سدة رئاسة الجمهورية منذ نهاية ولاية الرئيس السابق ميشال عون في 31 أكتوبر (تشرين الأول) 2022. ودعا إلى «الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية من أجل سلامة الجسم الوطني بعودة المؤسسات الدستورية إلى طبيعتها وصلاحياتها، وإخراج الدولة من حالة الفوضى، والتعدّي على فصل السلطات». كما دعا إلى «الإسراع في إيقاف الحرب على جنوبي لبنان، ووضع حدّ لهدم المنازل، وتدمير المتاجر، وإحراق الأرض ومحاصيلها، وقتل المدنيين الأبرياء، وتهجيرهم، وإتلاف جنى عمرهم في ظرف اقتصادي سبق وأفقرهم».

وطلب الراعي «الالتزام بتطبيق القوانين والمواثيق، مثل تطبيق اتفاق الطائف نصاً وروحاً، لا سيما اللامركزية الإدارية، والحفاظ على المشاركة المتساوية في الحكم والإدارة، وتنفيذ الفانون الصادر عن مجلس النواب في 7 (سبتمبر «أيلول») 2017، باستحداث محافظة تاسعة تضمّ قضاءي كسروان وجبيل، بإصدار المراسيم التطبيقية في ضوء التعميم الحكومي الصادر في 16/5/2013، والذي يطلب من الوزراء إعداد مشاريع النصوص القانونية اللازمة».

المطران عودة

وعلى خط الرئاسة أيضاً، أكد متروبوليت بيروت وتوابعها المطران إلياس عودة في قداس الفصح للطوائف الشرقية أن «بلدنا بحاجةٍ إلى من يحبّه محبّةً صادقةً بعيدةً عن الحقد والشرّ والطمع والفساد، هو بحاجةٍ إلى مسؤولين يعملون من أجله لا من أجل مصالحهم، وإلى نوّابٍ يقومون بواجباتهم بعيداً عن المصالح والغايات، وأولى هذه الواجبات الاجتماع خلال المهلة التي يحدّدها الدستور من أجل انتخاب رئيسٍ للجمهورية يقود البلد بأمانةٍ وحكمة».

وقال عودة: «في هذا اليوم المبارك نرفع الصلاة من أجل قيامة لبنان من كبوته، ومن أجل أن ينقّي الربّ قلوب المسؤولين، وينير عقولهم من أجل السير في الطريق المؤدّي إلى الخلاص. نصّلّي من أجل الذين يقاسون ويلات الحروب وخاصةً في لبنان وفي أرض المسيح فلسطين، ومن أجل المرضى والحزانى والمظلومين والمأسورين والمضطهدين».


ساعات حاسمة أمام مفاوضات القاهرة حول غزة

جانب من الدمار جراء القصف الإسرائيلي على قطاع غزة (أ.ف.ب)
جانب من الدمار جراء القصف الإسرائيلي على قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

ساعات حاسمة أمام مفاوضات القاهرة حول غزة

جانب من الدمار جراء القصف الإسرائيلي على قطاع غزة (أ.ف.ب)
جانب من الدمار جراء القصف الإسرائيلي على قطاع غزة (أ.ف.ب)

تقف مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في القاهرة بين حركة «حماس» وإسرائيل أمام مفترق طرق قد يقود المباحثات إلى طريق مسدود أو إلى المزيد من الخطوات العملية باتجاه إتمام الصفقة، وفق ما أوردته «وكالة أنباء العالم العربي».

وعلى الرغم من بعض العراقيل التي تظهر بين الحين والآخر في المفاوضات، فإن وسائل الإعلام الإسرائيلية التي تراقب المشهد عن كثب تبدي تفاؤلاً إزاء إبرام اتفاق هذه المرة بعد سلسلة من المفاوضات التي لم تسفر عن شيء في الشهور القليلة الماضية.

وأشارت هيئة البث الإسرائيلية إلى جهود أميركية يقودها رئيس وكالة المخابرات المركزية وليام بيرنز بهدف التوصل لاتفاق نهائي في القاهرة، لكنها حددت بعض العقبات التي وضعها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عندما رفض طلباً لبيرنز بإرسال الوفد الإسرائيلي إلى القاهرة وأصر على الحصول على إجابة نهائية من «حماس» أولاً.

وكان مصدر عربي مطلع على تفاصيل المفاوضات قال للوكالة، السبت، إن الاتفاق بات وشيكاً بعد ضمانات أميركية بانتهاء الحرب في نهاية الاتفاق المنتظر أن يتكون من ثلاث مراحل. لكن نتنياهو عاد ليرفض مجدداً، الأحد، مطالب «حماس» بإنهاء الحرب في قطاع غزة، قائلاً إن ذلك من شأنه أن يسمح للحركة الفلسطينية بالبقاء في السلطة.

وقال نتنياهو: «إسرائيل لن تقبل ذلك. لسنا مستعدين للقبول بموقف تخرج فيه كتائب (حماس) من مخابئها وتسيطر على غزة مرة أخرى وتعيد بناء البنى التحتية العسكرية وتهدد أمن المواطنين الإسرائيليين في بلدات ومدن الجنوب وجميع أرجاء البلاد».

وأضاف: «لن توافق إسرائيل على مطالب (حماس)، فالموافقة تعني الاستسلام، وستستمر إسرائيل في القتال حتى نحقق جميع أهدافنا».

وأكد رئيس المكتب السياسي لـ«حماس» إسماعيل هنية أن الحركة ما زالت حريصة على التوصل إلى اتفاق شامل ومترابط لإنهاء الحرب وضمان الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة وتحقيق صفقة تبادل «جدية» للأسرى.

وأضاف هنية في بيان أن الأولوية لدى «حماس» هي «لوقف العدوان على شعبنا، وهو موقف جوهري ومنطقي ويؤسس لمستقبل أكثر استقراراً. ما مفهوم الاتفاق إذا لم يكن وقف إطلاق النار أولى نتائجه؟»، ملقياً باللوم على الحكومة الإسرائيلية ورئيسها نتنياهو في تعثر المفاوضات.

وتابع قائلاً: «(نتنياهو) يريد اختراع مبررات دائمة لاستمرار العدوان وتوسيع دائرة الصراع وتخريب الجهود المبذولة عبر الوسطاء والأطراف المختلفة».

مؤشرات قوية

تقول هيئة البث الإسرائيلية إن هناك مؤشرات قوية على أن «حماس» تخلت عن مطلبها بإنهاء الحرب في المرحلة الأولى من الصفقة.

وأضافت: «من الممكن أن تكون (التسريبات) المصرية حول التقدم الإيجابي (في الاتفاق) تهدف إلى تأخير بدء العملية في رفح»، في إشارة إلى تعهدات إسرائيل منذ أسابيع باقتحام رفح على الحدود المصرية، التي يحتمي بها ما يقرب من 1.5 مليون فلسطيني.

وقالت «القناة 12» في هيئة البث الإسرائيلية، الأحد، إن موافقة «حماس» تعني الموافقة على صفقة يتم بموجبها إطلاق سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل 40 يوماً من التهدئة وإطلاق سراح مئات المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.

وبحسب هيئة البث الإسرائيلية، فإن وفداً يقوده رئيس المخابرات الإسرائيلية (الموساد) ديفيد برنياع، ورئيس جهاز الأمن الداخلي (الشاباك) رونان بار، سيتوجه إلى القاهرة للتوقيع على الصفقة بصيغتها النهائية إذا جرى التوصل لاتفاق.

وقالت هيئة البث الإسرائيلية: «المرحلة الأولى تعني تهدئة لمدة 40 يوماً مع إمكانية التمديد... وانسحاب القوات الإسرائيلية شرقاً والابتعاد عن المناطق المكتظة بالسكان إلى منطقة قريبة من الحدود في كافة أنحاء قطاع غزة ما عدا وادي غزة».

ووفقاً لوسائل إعلام إسرائيلية، ستطلق «حماس» سراح ثلاثة أسرى إسرائيليين في اليوم الأول من الاتفاق، وبعد ذلك ستطلق الحركة سراح ثلاثة أسرى إضافيين كل ثلاثة أيام حتى اليوم 33 بدءاً بجميع النساء. وفي المقابل ستطلق إسرائيل سراح العدد المقابل المتفق عليه من المعتقلين الفلسطينيين بحسب القوائم التي سيتم الاتفاق عليها.

وفي اليوم السابع بعد إطلاق سراح جميع النساء، ستنسحب القوات الإسرائيلية من «شارع الرشيد» شرقاً بمحاذاة «شارع صلاح الدين»، بما يسمح بإدخال المساعدات الإنسانية وبدء عودة المدنيين الفلسطينيين النازحين إلى مناطق إقامتهم الأصلية.

وقال المحلل السياسي سامر عنبتاوي للوكالة إن «حماس» وبقية الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة معنية بالتوصل إلى اتفاق يؤدي لوقف إطلاق النار.

وأضاف: «لكن هذا الاهتمام من (حماس) وبقية الفصائل لا يعني بأي حال القبول بأي عرض يتم طرحه، وهو ما يبرر طول فترة التفاوض، فهناك الكثير من الملفات التي هي بحاجة إلى حلول قبل الصيغة النهائية للاتفاق، مثل عودة النازحين وإعادة الإعمار ووضع حد للحرب، ولا يمكن القبول بأقل من ذلك».

ويعتقد المتخصص في الشؤون الإسرائيلية والمحاضر السابق في التاريخ اليهودي بجامعة النجاح، عمر جعارة، أن الإصرار الأميركي على إنجاز الصفقة يضع حكومة نتنياهو في موقف محرج يجبرها على عدم معارضة الولايات المتحدة من ناحية، ومحاولة البحث عن طريق لإفساد الصفقة من ناحية أخرى.

وقال جعارة إن نقاط الخلاف في الصفقة ليست على الأرقام وعدد الإسرائيليين الذين سيتم إطلاق سراحهم، وإنما حول وقف إطلاق النار وتعريف ما إذا كانت هدنة أو نهاية للحرب في نهاية الصفقة، «وهذا ما لا تقبل به إسرائيل مطلقاً».

وأضاف: «لكن الأمور الآن في يد الولايات المتحدة وليست في يد إسرائيل، وتحديداً عراب الصفقة وليام بيرنز، وبالتالي مقابل ضمانات أميركية حقيقية يمكن الاعتبار أن الصفقة تمت، ويظل الخلاف الآن حول الضمانات الأميركية وقوتها».


إشارات قضائية ونقدية «تنعش» مقاربات التعافي في لبنان

من اجتماع سابق بين رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي ووفد من جمعية المصارف (الوكالة الوطنية)
من اجتماع سابق بين رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي ووفد من جمعية المصارف (الوكالة الوطنية)
TT

إشارات قضائية ونقدية «تنعش» مقاربات التعافي في لبنان

من اجتماع سابق بين رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي ووفد من جمعية المصارف (الوكالة الوطنية)
من اجتماع سابق بين رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي ووفد من جمعية المصارف (الوكالة الوطنية)

تشهد مراكز القرار المالي والنقدي في لبنان حراكاً لافتاً على المستويين الحكومي والإداري، يؤمل أن يفضي إلى وضع خريطة طريق محدثة للخروج من دوامة الأزمات وتداعياتها، بما يتماهى مع مقتضيات الاستجابة لشروط الإصلاحات الهيكلية التي يشترطها صندوق النقد لإبرام اتفاق ناجز ومعزز ببرنامج تمويلي لا يقل عن 3 مليارات دولار.

ووفق معلومات خاصة لـ«الشرق الأوسط»، فإن التحول النوعي المتمثل بوجوب إدخال تعديلات أساسية وغير ثانوية، تكفل إنعاش الخطة الحكومية الأخيرة، التي تضمنت حزمة من الاقتراحات التشريعية والتنفيذية تحت عنوان إعادة هيكلة المصارف، اكتسب دفعاً قوياً بفعل التقييم الإيجابي لفاعلية السياسات النقدية الجديدة، وإمكانية استخدامها في تصويب مسار المالية العامة، ومن ثم وضع إطار مناسب لمعالجة حقوق المودعين، توطئة لإعادة تنشيط الوظائف الأساسية للبنوك في مجالي إدارة الأموال والتمويل.

مقاربات جديدة للإصلاح المصرفي

ويلاحظ مسؤول مصرفي كبير حدوث تبدّل جوهري في المقاربات الحكومية الخاصة بإصلاح أصول المصارف ومطلوباتها، بمنأى عن طروحات «الشطب»، التي لا يقتصر ضررها البالغ على مدخرات المودعين اللبنانيين وغير اللبنانيين، من مقيمين وغير مقيمين، إنما يشي بخروج غير آمن بالمطلق من «دستورية» الاقتصاد الحر وتنوعه ومرونته، لا سيما لجهة القضاء تماماً على الهياكل المصرفية التي بلغت مرحلة الهشاشة جراء الأزمات النظامية المستمرة، والتمادي في تأخير الخطط الإنقاذية.

وفي الواقع، يلمس رئيس «الاتحاد الدولي للمصرفيين العرب» الدكتور جوزف طربيه الشروع بتحقيق خطوات إيجابية عديدة نحو تصحيح المسار، الأهم فيها بالنسبة للمودعين والمستثمرين، أن مجلس شورى الدولة، وهو القضاء الإداري الأعلى في لبنان، أصدر قراراً تاريخياً يلزم الدولة اللبنانية بتغطية خسائر البنك المركزي، عملاً بالمادة 113 من قانون النقد والتسليف، وكذلك بعدم شطب ودائع المصارف لديه، التي هي في الواقع ودائع للمودعين، كما أكد أن شطب الدولة لهذه الموجبات يتعارض مع القوانين ومع الدستور الذي يحمي الملكية الخاصة، وكذلك يتعارض مع المعاهدات الدولية التي تحمي الاستثمار.

طربيه: إشارة حاسمة لمستقبل الاستثمار

ويعد طربيه أن حزم القضاء في إقرار مسؤولية الدولة عن خسائر مصرفها المركزي والأموال التي أودعتها المصارف لديه، يشكّل إشارة حاسمة للمستقبل على استمرار أهلية لبنان كبلد حامٍ للاستثمارات بحكم نظامه القانوني المرعي الإجراء، الذي يحفظ حق المستثمرين في أموالهم، وهذا ما يرسي الأساس الصالح لإعداد خطة نهوض حقيقية تحمي الودائع وتحفظ القطاع المصرفي، ويحول دون سيطرة الاقتصاد النقدي في البلد، الذي من شأنه أن يؤدي إلى تخفيض تصنيف لبنان على صعيد مكافحة تبييض الأموال، وتعريضه للعقوبات الدولية، وعزله عن النظام المصرفي العالمي.

وبالفعل، تعكف حاكمية البنك المركزي، وفق مصادر معنية ومتابعة، على صياغة تصنيف جديد للودائع العالقة في الجهاز المصرفي، ارتكازاً إلى الإقرار بالحقوق المتوجبة لكل المودعين، وإجراء ما يلزم من عمليات تحقّق للفصل بين شرائح الأموال المشروعة وتلك الواقعة تحت الشبهات، بما يسهم بتسريع وضع برنامج واضح وقابل للتطوير المستدام لضمان السداد المتدرج، بوسائل نقدية أو استثمارية، بموافقة طرفي العلاقة، أي المودع والبنك.

في المقابل، من المتوقع وضع منهجية متدرجة أيضاً لاستعادة وظيفة الائتمان والتمويل التي تشكل ركيزة النشاط المصرفي وشرطاً لازماً لإصلاح الميزانيات وإعادة هيكلة بنودها في جانبي الأصول والخصوم، وذلك عبر تشريع واضح يقضي بإيفاء أي قروض جديدة بذات العملة التي يطلبها العميل، خصوصاً الدولار النقدي.

حل لمشكلة سداد القروض

في موازاة ذلك، تتطلع المصارف إلى إجراء تدقيق محايد في مجمل عمليات سداد القروض القائمة في فترة الأزمة، ولا سيما بينها القروض التجارية الدولارية التي جرى ردها بسعر 1500 ليرة للدولار الواحد، ما تسبب بفجوات هائلة بين الموجودات والمطلوبات، وحرم المودعين من قيمة ومردود توظيفات استثمارية ضختها البنوك لصالح القطاع الخاص، من إفراد وشركات، بلغت نحو 50 مليار دولار عشية انفجار الأزمة، لتنحدر حالياً إلى نحو 7 مليارات دولار، يقابلها قيود تبلغ نحو 90 مليار دولار لصالح المودعين.

وتصر المصارف على أولوية استعادة حركة التسليف، انطلاقاً من معادلة أن النهوض يبدأ بالنمو الاقتصادي الذي لا يمكن تحقيقه إلا بتعزيز التسليف للقطاع الخاص تحديداً، كونه المحرّك الرئيس للعجلة الاقتصادية، والتسليف ينطلق عبر ضخّ المال في المصارف، ومن ثم تنظيم آلية الإقراض على أساس «التسديد بعملة القَرض».

إلى ذلك، تسعى وزارة المال إلى تحقيق مزيد من التقدم في ميدان الإصلاح المالي، بعدما سجلت نجاحاً مشهوداً في إعادة الانتظام الزمني في إنجاز مشروع قانون موازنة العام الحالي ضمن المواعيد الدستورية، رغم ما حفلت به الموازنة من فجوات رقمية وإصلاحية تكفلت لجنة المال والموازنة بتصويب الجزء الأكبر منها قبل تشريعها أول السنة المالية من قبل الهيئة العامة لمجلس النواب.

موازنة 2025

وفي تأكيد جديد لالتزام روزنامة العمل الخاصة بتحضيرات الموازنة السنوية، طلب وزير المالية في حكومة تصريف الأعمال، يوسف الخليل، من الوزارات والإدارات المعنية، المباشرة في إعداد مشروع موازنة عام 2025، متمنياً «أن يتضمن توجهاً إصلاحياً»، بعد موازنتين تصحيحيتين، وملمحاً إلى تضمينه توجهات واضحة لتعزيز الإنفاق الاستثماري الذي من شأنه إعادة العجلة الاقتصادية.

كما تضمن التعميم الإطار العام المطلوب في إعداد الموازنة، ومن أبرز بنوده وضع سقوف للإنفاق، بحدود اعتمادات موازنة العام الحالي، في ظل توقع أن تتأثر الإيرادات بالأوضاع الأمنية غير المستقرة، وأهمية عدم ترتيب أي عجز يهدد الاستقرارين المالي والنقدي، علماً بأن الوزارة تبحث مع مجموعة ممثلين عن الجهات المانحة التفاصيل التقنية للتصور المقترح للموازنة.

ويبقى ملحاً البتّ في موضوع السحوبات المصرفية، وتحديد السعر العادل بالليرة، لتفادي التضليل والاستنسابية والإطاحة بحقّ المودعين، حسب تأكيد وزير المال، الذي يشير إلى وجوب إجراء دراسة دقيقة للمعطيات في ما يخصّ الإمكانات المتوفّرة لدى المصرف المركزي، وذلك حرصاً على عدم المسّ بالاستقرار المالي والنقدي من جهة، وحرصاً، في المقابل، على ضمان حقوق المودعين.

كما يرى وزير المالية أنّ تكبيل الودائع إلى حين إقرار القوانين المؤاتية، يرتّب كلفة على الاقتصاد وعلى المودع. وهو لن يترددّ في تحملّ مسؤولية القرار المناسب في ظلّ توفّر المعطيات اللازمة، وفور استلامها من المصرف المركزي سوف يعرضها ويناقشها مع الحكومة، لاتخاذ الإجراءات التي تخدم المصلحة العامة، مؤكداً في هذا الإطار دعمه للسلطات النقدية في عملية توحيد سعر الصرف.


عقود السوداني التسليحية مع واشنطن على طاولة البرلمان العراقي

السوداني يرأس اجتماعاً لفريق الجهد الخدمي والهندسي (رئاسة الوزراء)
السوداني يرأس اجتماعاً لفريق الجهد الخدمي والهندسي (رئاسة الوزراء)
TT

عقود السوداني التسليحية مع واشنطن على طاولة البرلمان العراقي

السوداني يرأس اجتماعاً لفريق الجهد الخدمي والهندسي (رئاسة الوزراء)
السوداني يرأس اجتماعاً لفريق الجهد الخدمي والهندسي (رئاسة الوزراء)

كشفت لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي عن عزمها على إجراء تحقيق في ملف تعاقدات التسليح التي أبرمها رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، خلال زيارته الأخيرة إلى واشنطن الشهر الماضي.

ووقّع السوداني، خلال زيارته، عشرات العقود ومذكرات التفاهم مع الولايات المتحدة؛ بما فيها عقود تسليح تشمل طائرات هليكوبتر ودبابات. واتفقت بغداد وواشنطن على إعادة العمل باتفاقية الإطار الاستراتيجي لعام 2008 التي تتضمن العديد من المجالات، بما في ذلك قضايا التسليح والاستشارة وسواها من القضايا الفنية الخاصة بالمؤسسة الأمنية العراقية.

إلى ذلك، أعلن عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي محمد الرميثي عزم اللجنة على ما سمّاه «فتح تحقيق» في ملف التسليح في وزارة الدفاع والعقود التي وقّعها العراق لشراء الطائرات الحربية والمدرعات والدبابات، إضافة إلى شراء الأسلحة والاعتدة لتسليح الجيش العراقي.

وفي وقت لا يزال البرلمان العراقي يعاني شللاً نصفياً بسبب عدم التوصل إلى اتفاق لانتخاب رئيس جديد للبرلمان إثر شغور المنصب منذ 6 أشهر بعد إقالة رئيسه السابق محمد الحلبوسي، فإن اللجان البرلمانية غير قادرة على استضافة أو استجواب كبار المسؤولين العراقيين مما يجعل إمكانية فتح تحقيق طبقاً لما يراه المراقبون أمراً مستبعداً مع عدم وجود رئيس للبرلمان.

وقال الرميثي إن اللجنة «ستستضيف خلال الفترة المقبلة وزير الدفاع ومدير العقود والتسليح والكادر المتقدم بوزارة الدفاع لمناقشة العقود التي وقعت مؤخراً لتسليح الجيش العراقي من ضمنها ملف طائرات F 16 الأميركية»، دون مزيد من التفاصيل.

وكان المتحدث باسم الحكومة العراقية باسم العوادي قد أعلن عن توقيع العراق على صفقة في قطاع التسليح لشراء 41 طائرة بعد لقاء رئيس الوزراء محمد شيّاع السوداني مع الرئيس الأميركي جو بايدن في البيت الأبيض. وجرى الاتفاق على عقود تخص دبابات «أبرامز» وغيرها من مجالات التسليح.

وأعلن رئيس خلية الإعلام الأمني اللواء طيار تحسين الخفاجي أن العراق تعاقد خلال زيارة رئيس الوزراء إلى واشنطن، على شراء 21 طائرة هليكوبتر لتعزيز قدرات الجيش العراقي، موضحاً أن بلاده تعاقدت على شراء 12 طائرة هليكوبتر من طراز «بيل 412» متعددة الأغراض، و9 طائرات من نوع «بيل 407».

وأضاف الخفاجي: «هذه التعاقدات اعتمدت آلية جديدة في الدفع، إذ كان العراق والولايات المتحدة في السابق يعتمدان على آلية (FMS) أي دفع المبلغ بالكامل، لكن خلال زيارة رئيس الوزراء اعتمدت واشنطن ولأول مرة في مجال التسليح على آلية (الدفع المرن)، أي الدفع على شكل دفعات لتسديد قيمة الطائرات». وأضاف أن الولايات المتحدة قدمت 15 طائرة من نوع «بيل 505» للتدريب، و5 طائرات من نوع «بيل 412» مساعدة للعراق. وأشاد الخفاجي بأهمية الطائرات لعملها في «إسناد القطعات والقوات البرية وكذلك في الاستطلاع، وأنها ستمنح زخماً كبيراً ودافعاً إلى سلاح طيران الجيش، بينما ستدعم طائرات (بيل 505) منظومة التدريب».


الجيش الإسرائيلي: استهداف معبر كرم أبو سالم بالصواريخ وإغلاقه

جندي من الجيش الإسرائيلي خلال العمليات في قطاع غزة (موقع الجيش الإسرائيلي)
جندي من الجيش الإسرائيلي خلال العمليات في قطاع غزة (موقع الجيش الإسرائيلي)
TT

الجيش الإسرائيلي: استهداف معبر كرم أبو سالم بالصواريخ وإغلاقه

جندي من الجيش الإسرائيلي خلال العمليات في قطاع غزة (موقع الجيش الإسرائيلي)
جندي من الجيش الإسرائيلي خلال العمليات في قطاع غزة (موقع الجيش الإسرائيلي)

أعلن الجيش الإسرائيلي، الأحد، إغلاق معبر كرم أبو سالم، المعبر الحدودي الرئيسي المؤدي إلى جنوب قطاع غزة، أمام الشاحنات بعد إطلاق صواريخ باتجاه البوابة، في هجوم تبنته حركة «حماس».

وقال الجيش في بيان: «جرى رصد نحو 10 عمليات إطلاق قذائف أثناء العبور من المنطقة المحاذية لمعبر رفح باتجاه منطقة كرم أبو سالم».

وأضاف، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «معبر كرم أبو سالم مغلق حالياً أمام مرور شاحنات المساعدات الإنسانية».

وأعلنت حركة «حماس»، في وقت لاحق، مسؤوليتها عن الهجوم، فيما ذكرت تقارير إعلامية محلية إن الهجوم أسفر عن وقوع خسائر في صفوف الإسرائيليين.


«حزب الله» يطلق «عشرات الصواريخ» على شمال إسرائيل

اعترض نظام القبة الحديدية الإسرائيلي للدفاع الجوي الصواريخ التي تم إطلاقها من جنوب لبنان فوق شمال إسرائيل اليوم (أ.ف.ب)
اعترض نظام القبة الحديدية الإسرائيلي للدفاع الجوي الصواريخ التي تم إطلاقها من جنوب لبنان فوق شمال إسرائيل اليوم (أ.ف.ب)
TT

«حزب الله» يطلق «عشرات الصواريخ» على شمال إسرائيل

اعترض نظام القبة الحديدية الإسرائيلي للدفاع الجوي الصواريخ التي تم إطلاقها من جنوب لبنان فوق شمال إسرائيل اليوم (أ.ف.ب)
اعترض نظام القبة الحديدية الإسرائيلي للدفاع الجوي الصواريخ التي تم إطلاقها من جنوب لبنان فوق شمال إسرائيل اليوم (أ.ف.ب)

أعلن «حزب الله»، اليوم (الأحد)، أنه أطلق «عشرات صواريخ الكاتيوشا» على مناطق في شمال إسرائيل، وذلك «رداً» على غارة إسرائيلية في وقت سابق أوقعت 3 قتلى على الأقل في جنوب لبنان.

وقال الحزب في بيان إنه «رداً على الجريمة المروعة التي ارتكبها العدو الإسرائيلي في بلدة ميس الجبل وارتقاء شهداء وجرحى مدنيين، قصف مجاهدو المقاومة الإسلامية مستعمرة كريات شمونة بعشرات صواريخ الكاتيوشا».

إلى ذلك، أفاد تلفزيون «آي 24 نيوز» الإسرائيلي بإصابة 3 بينهم حالة خطرة إثر رشقة صاروخية استهدفت الشمال الإسرائيلي من جنوب لبنان.

وكان الدفاع المدني اللبناني ومصادر أمنية أعلنت الأحد أن 4 أفراد من عائلة واحدة قُتلوا في غارة جوية إسرائيلية على منزل في بلدة بجنوب لبنان، وفقاً لوكالة رويترز للأنباء.

وأضافوا أن العائلة قتلت في قرية ميس الجبل التي شهدت دماراً واسع النطاق جراء تبادل إطلاق النار المستمر بين إسرائيل و«حزب الله».

وأحجم الجانبان عن الدخول في حرب شاملة بينهما، رغم الغارات الجوية وعمليات القصف المتقطعة.

وقتل أكثر من 250 من عناصر «حزب الله» و75 مدنياً في الغارات الإسرائيلية على لبنان منذ أكتوبر (تشرين الأول). وفي إسرائيل، أدى إطلاق الصواريخ من لبنان إلى مقتل نحو 10 جنود وعدة مدنيين، وفقاً لوكالة «رويترز» للأنباء.


وزير الدفاع الإسرائيلي: هجوم رفح قريب

وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت (وسط) ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (يمين) خلال زيارة غلاف غزة مطلع الشهر الجاري (د.ب.أ)
وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت (وسط) ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (يمين) خلال زيارة غلاف غزة مطلع الشهر الجاري (د.ب.أ)
TT

وزير الدفاع الإسرائيلي: هجوم رفح قريب

وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت (وسط) ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (يمين) خلال زيارة غلاف غزة مطلع الشهر الجاري (د.ب.أ)
وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت (وسط) ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (يمين) خلال زيارة غلاف غزة مطلع الشهر الجاري (د.ب.أ)

نقل موقع «واي نت» الإسرائيلي عن وزير الدفاع يوآف غالانت قوله، الأحد، خلال الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء أن الهجوم على رفح الفلسطينية سوف يبدأ قريباً.

وتحذر الأمم المتحدة ودول أخرى، وفقاً لـ«وكالة أنباء العالم العربي»، من مغبة تنفيذ إسرائيل عملية عسكرية برية واسعة النطاق في رفح المكتظة بأكثر من مليون نازح فلسطيني.

وكان مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية قد قال، يوم الجمعة الماضي، إن أيّ عمليّة عسكريّة إسرائيليّة في رفح «قد تؤدي إلى مذبحة»، وتصيب العمل الإنساني في جميع أنحاء قطاع غزة بالشلل.

وقال المتحدث باسم المكتب يانس لاركيه، في مؤتمر صحافي عُقد في جنيف، إن أي عملية برية «ستعني مزيداً من المعاناة والموت» بالنسبة للسكان المدنيين والنازحين البالغ عددهم 1.2 مليون فلسطيني في رفح ومحيطها.