إشادة أممية باجتماعات لجنة «5+5» العسكرية في طرابلس

الدبيبة يغازل الرأي العام مجدداً بمساعدات ومنح مالية

جانب من اجتماع حكومة الدبيبة في طرابلس أمس (الحكومة)
جانب من اجتماع حكومة الدبيبة في طرابلس أمس (الحكومة)
TT

إشادة أممية باجتماعات لجنة «5+5» العسكرية في طرابلس

جانب من اجتماع حكومة الدبيبة في طرابلس أمس (الحكومة)
جانب من اجتماع حكومة الدبيبة في طرابلس أمس (الحكومة)

بينما أشادت البعثة الأممية في ليبيا بالاجتماع القادة العسكريين في ليبيا، غازل رئيس حكومة «الوحدة» الليبية المؤقتة عبد الحميد الدبيبة، أمس (الثلاثاء)، الرأي العام المحلى مجددا، بالإعلان عن حزمة من المنح والمساعدات والقروض المالية، كما جدد حرص حكومته على إجراء الانتخابات والوصول إلى التداول السلمي والحقيقي للسلطة .
وقرر الدبيبة، في اجتماع حكومي ترأسه في العاصمة طرابلس عن بدء صرف مكافأة الطلاب الجامعيين وطلاب المعاهد العليا بقيمة 750 دينارا لمساعدتهم في توفير متطلبات الدراسة، واعتماد جدول المرتبات وصرف مرتبات العناصر الطبية والطبية المساعدة خلال الشهر القادم.
https://twitter.com/Hakomitna/status/1549723226800095234?s=20&t=IZCfgpE1otHYe4RGF5pTVw
كما أعلن البدء في صرف مرتبات منتسبي وزارة الداخلية ولفت إلى أنه سيتم البدء في صرف مكافآت محفظي القرآن الكريم المعتمدة، بالإضافة إلى الشروع في صرف منح القروض وتوزيع الأراضي السكنية للشباب ضمن مبادرة الحكومة للإقراض، تزامنًا مع اليوم العالمي للشباب.
وفى واقعة غير مسبوقة، انتقد الدبيبة خروج 10 من وزراء حكومته دفعة واحدة، خلال اجتماعها أمس، وأوقف الاجتماع وطالب باستدعائهم مجددا بعدما غادروا مؤقتا للتدخين، واعتبر أن خروجهم بهذه الطريقة غير مسموح.
https://twitter.com/alsaaa24/status/1549734268200419328?s=20&t=1C268hbfeilQw4JAXZXdLA
وتساءل الدبيبة عما إذا كان ما وصفه بالخروج المفاجئ لوزراء حكومته بـ«مثابة انقلاب ضده أو اعتراض على قراراتها»، وطالبهم باحترام اجتماعات مجلس وزراء الحكومة، وانتقد خروجهم دون إذن، فيما سماه بهذا الاجتماع المهم الذى كان يبث على الهواء مباشرة.
في شأن آخر، وفى تكذيب لنفي الدبيبة وحكومته علمهما مسبقا بالاجتماعات التى عقدتها فى العاصمة طرابلس اللجنة العسكرية المشتركة (5+5) التي تضم طرفي الصراع العسكري فى البلاد، أكد رئيس أركان القوات الموالية لحكومة الدبيبة، محمد الحداد، حصوله على موافقة محمد المنفى، رئيس المجلس الرئاسي باعتباره القائد الأعلى للجيش بالإضافة إلى الدبيبة، قبل التئام اللجنة واجتماعه مع الفريق عبد الرازق الناظوري رئيس أركان «الجيش الوطني» بقيادة المشير خليفة حفتر.
بدورها، أشادت البعثة الأممية في ليبيا بالاجتماعات وما وصفته بهذا الحوار المهم وأكدت أنها ستواصل دعمها للمحادثات في المسار الأمني، لا سيما تلك التي تتم من خلال لجنة (5+5) بما فيها التنفيذ التام لاتفاق وقف إطلاق النار المبرم في أكتوبر (تشرين أول) عام 2020.
وانضمت الولايات المتحدة أمس، إلى بعثة الأمم المتحدة، في الإشادة بالتقدم المحرز في المسار الأمني الليبي نحو مؤسسة عسكرية موحدة بفضل جهود الفريقين الحداد والناظوري، وكذلك اللجنة العسكرية المشتركة.
https://twitter.com/UNSMILibya/status/1549446790591676416?s=20&t=9_uUiKB5Ptsexv_IPfHaFg
وتعهدت السفارة الأميركية في بيان وزعته عبر «تويتر» بأن تواصل الولايات المتحدة دعمها للتنفيذ الكامل للهدنة بما في ذلك انسحاب جميع القوات الأجنبية والمقاتلين الأجانب و«المرتزقة».
كما أشادت المستشارة الأممية ستيفاني وليامز، بمخرجات الاجتماع، وعبرت عن سعادتها عبر «تويتر» بما خلص إليه اجتماع الحداد والناظوري المبني على العمل الدؤوب الذي قامت به لجنة (5+5) منذ اتفاق وقف إطلاق النار، ودعت الأطراف السياسية بأن تحذو حذوهما في روح التعاون والتوافق التي يتحليان بها.
فى المقابل، وجه أمس المجلس البلدي لمدينة الزاوية دعوة رسمية إلي فتحي باشاغا رئيس حكومة االاستقرار الموازية للقيام برفقة وزرائه لزيارة المدينة، معلنا اعترافعه بشرعية حكومة باشاغا المدعومة من مجلس النواب.
في موازاة ذلك، استمر، أمس، لليوم الثاني على التوالي إغلاق مجموعات مسلحة محسوبة على حكومة الدبيبة الطريق الساحلي الرابط بين شرق وغرب البلاد عند الكيلو 60 غرب مدينة سرت، على الرغم من مناشدة مختار المعداني عميد بلدية سرت، الحداد بالتدخل بشكل عاجل لحل المشكلة.
وطالب المعدانى لجنة (5+5) والمجلس البلدي ومجلس أعيان وحكماء مدينة مصراتة بغرب البلاد، بالتدخل لإنهاء الأزمة، مشيرا إلى معاناة سرت من توقف إمدادات الوقود وغاز الطهي، بالإضافة إلى تضرر حركة شاحنات نقل البضائع وسيارات الإسعاف.
كما أدى إطلاق نار أسفر عن إصابة 4 أشخاص، أحدهم حالته خطيرة، إلى إغلاق الطريق الساحلي صبراتة بالسواتر الترابية، بينما أعلنت بلدية صبراتة إيقاف العمل بمؤسسات الدولة في نطاقها، على خلفية ما وصفته باعتداء مجموعات خارجة عن القانون على عناصر الأمن.


مقالات ذات صلة

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

شمال افريقيا المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

بحثت نجلاء المنقوش مع نظيرها وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها أمس إلى الجزائر، فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الأشخاص، بعد سنين طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والأمنية في ليبيا. وذكرت الخارجية الجزائرية في بيان أن الوزيرين بحثا قضايا جارية في الساحتين المغاربية والعربية، منها تطورات ملف الصحراء، والمساعي العربية والدولية لوقف الاقتتال وحقن الدماء في السودان. وأكد البيان أن عطاف تلقى من المنقوش «عرضا حول آخر مستجدات العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، لإنهاء الأزمة في ليبيا».

شمال افريقيا وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

بحث وفدان عسكريان، أميركي وفرنسي، في ليبيا سبل إعادة بناء وتطوير المؤسسة العسكرية المُنقسمة، بين شرق البلاد وغربها، منذ إسقاط النظام السابق، في وقت زار فيه المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني» روما، والتقى برئيسة الوزراء بالحكومة الإيطالية جورجا ميلوني، وعدد من وزراء حكومتها. وفي لقاءين منفصلين في طرابلس (غرباً) وبنغازي (شرقاً)، التقى الوفدان الأميركي والفرنسي قيادات عسكرية للتأكيد على ضرورة توحيد الجيش الليبي.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا «حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

«حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

لم يكن من قبيل الصدفة أن تقذف أمواج البحر المتوسط كميات متنوعة من المخدرات إلى السواحل الليبية، أو أن تتلقف شِباك الصيادين قرب الشاطئ «حزماً» من «الحشيش والكوكايين وحبوب الهلوسة»، فالبلاد تحوّلت -وفق تقرير أممي- إلى «معبر مهم» لهذه التجارة المجرّمة. وتعلن السلطات الأمنية في عموم ليبيا من وقت لآخر عن ضبط «كميات كبيرة» من المخدرات قبل دخولها البلاد عبر الموانئ البحري والبرية، أو القبض على مواطنين ووافدين وهو يروّجون هذه الأصناف التي يُنظر إليها على أنها تستهدف «عقول الشباب الليبي». غير أنه بات لافتاً من واقع عمليات الضبط التي تعلن عنها السلطات المحلية تزايُد تهريب المخدرات وتعاطيها، خصوصاً «حبوب

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا «النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

«النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

استهلّت اللجنة المُشتركة لممثلي مجلسي «النواب» و«الدولة» (6+6) المكلفة بإعداد قوانين الانتخابات الليبية، اجتماعاتها في العاصمة طرابلس بـ«الاتفاق على آلية عملها». وطبقاً لما أعلنه عبد الله بليحق، المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب، فقد شهد الاجتماع ما وصفه بتقارب في وجهات النظر بين أعضاء اللجنة حول القوانين الانتخابية، مشيراً، في بيان مقتضب مساء أول من أمس، إلى أنه «تم أيضاً الاتفاق على التواصل مع الجهات والمؤسسات ذات العلاقة بالعملية الانتخابية».

خالد محمود (القاهرة)

لماذا لا تتدخل مصر عسكرياً في اليمن؟

سفن حاويات تعبر قناة السويس المصرية في وقت سابق (رويترز)
سفن حاويات تعبر قناة السويس المصرية في وقت سابق (رويترز)
TT

لماذا لا تتدخل مصر عسكرياً في اليمن؟

سفن حاويات تعبر قناة السويس المصرية في وقت سابق (رويترز)
سفن حاويات تعبر قناة السويس المصرية في وقت سابق (رويترز)

أعاد نفي مصري لتقارير إسرائيلية عن استعداد القاهرة شن هجمات عسكرية ضد جماعة «الحوثي» في اليمن، تساؤلات بشأن أسباب إحجام مصر عن التدخل عسكرياً في اليمن، رغم ما تعانيه من تداعيات اقتصادية جراء هجمات «الحوثي» على السفن المارة في البحر الأحمر.

وأكد خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» أن «مصر لا تفضل أن تقوم بأعمال عسكرية خارج حدودها»، وأشاروا إلى أن القاهرة «تدرك أن توترات البحر الأحمر سببُها استمرارُ الحرب في غزة»، ومن هنا فهي تُفضل «الطُرق الدبلوماسية لوقف الحرب».

ونفى مصدر مصري مسؤول، الأحد، ما تناولته تقارير إعلامية إسرائيلية عن «قيام مصر باستعدادات بهدف التدخل العسكري في اليمن».

وذكر المصدر المصري المسؤول، في تصريحات أوردتها قناة «القاهرة الإخبارية» الفضائية، أن مثل هذه التقارير، وما تتضمنه من معلومات «مُضللة»، ليس لها أساس من الصحة.

وادعت تقارير إسرائيلية أن «مصر تستعد لضرب الحوثيين بعد تكبدها خسائر اقتصادية كبرى جراء تصاعد التهديدات ضد هيئة قناة السويس التي تعد شرياناً حيوياً للتجارة العالمية».

كما زعمت التقارير أيضاً أن مصر «أبدت رغبة متزايدة في لعب دور فعال في الصراع اليمني، مع تجهيز طائرات لتنفيذ عمليات جوية تستهدف الحوثيين، الذين أثاروا مخاوف متزايدة حول سلامة الملاحة عبر البحر الأحمر».

نيران اشتعلت في ناقلة نفط استهدفها الحوثيون بالبحر الأحمر خلال وقت سابق (رويترز)

ومنذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 غيّرت شركات شحن عالمية مسارها، متجنبةً المرور في البحر الأحمر، إثر استهداف جماعة «الحوثي» اليمنية السفن المارة بالممر الملاحي، «رداً على استمرار الحرب الإسرائيلية ضد قطاع غزة»؛ ما دفع شركات الشحن العالمية لتغيير مسارها، متجنبةً المرور في البحر الأحمر.

وعدَّ الخبير العسكري المصري، اللواء سمير فرج، التقارير الإسرائيلية، «محاولة للضغط على مصر ودفعها للعب دور في اليمن». وقال إن «مصر لن تشارك في أي عمل عسكري في اليمن»، مشيراً إلى أن القاهرة «تدرك أن السبب وراء التوترات في البحر الأحمر ليس في الحوثي أو في اليمن؛ بل في استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة». وأضاف فرج: «لو توقفت الحرب الإسرائيلية في غزة سوف تتوقف الهجمات على السفن بالبحر الأحمر».

واتفق معه مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير حسين هريدي، وقال إن «المشكلة ليست في (الحوثي)، فما يحدث جزءٌ من حرب مفتوحة بين إيران وإسرائيل، و(الحوثي) مجرد أداة، والقاهرة لن تتعامل مع الأدوات ولن تتورط في هذا الصراع».

وأضاف أن «القاهرة تؤمن بالحلول الدبلوماسية لأزمات المنطقة، ولن ترسل قواتها خارج الحدود، لا سيما مع إدراكها حجم التوترات على جميع حدودها، سواء في غزة أو ليبيا أو السودان».

وفي ديسمبر (كانون الأول) 2023 شكّلت الولايات المتحدة الأميركية، تحالف «حارس الازدهار» للرد على هجمات «الحوثي»، لكن مصر لم تعلن انضمامها له، وهو ما فسره خبراء آنذاك بأن القاهرة «تفضل المسار الدبلوماسي لحل الأزمة».

سفينة شحن خلال عبورها قناة السويس المصرية في وقت سابق (رويترز)

وحسب أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، الدكتور أحمد يوسف أحمد، فإن رفض مصر التدخل عسكرياً ضد «الحوثي» في اليمن «دليل على موضوعية السياسة المصرية». وقال إن «مصر هي الخاسر الأكبر من هجمات الحوثي، لكنها على مدار أكثر من عام لم تدنها، واقتصرت التصريحات الرسمية على التأكيد على ضرورة تأمين الملاحة في البحر الأحمر».

وأرجع أستاذ العلوم السياسية ذلك إلى أن «مشاركة مصر في أي تحالف حالياً ضد الحوثي قد ينظر له البعض على أنه دعم لتل أبيب في حربها على قطاع غزة».

وسبق وأشارت مصر مراراً إلى تأثر حركة الملاحة بقناة السويس بالتوترات الإقليمية. وتراجعت إيرادات قناة السويس من 9.4 مليار دولار (الدولار الأميركي يساوي 50.7 جنيه في البنوك المصرية) خلال العام المالي الذي يبدأ من يوليو (تموز) 2022 حتى نهاية يونيو (حزيران) 2023، إلى 7.2 مليار دولار خلال العام المالي 2023 - 2024، حسب ما أعلنته هيئة قناة السويس في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، نهاية الشهر الماضي، إن «إيرادات قناة السويس شهدت انخفاضاً تجاوز 60 في المائة مقارنة بعام 2023، مما يعني أن مصر خسرت ما يقرب من 7 مليارات دولار في عام 2024».

وذكرت مجلة «إسرائيل ديفنس»، الصادرة عن الجيش الإسرائيلي، في تقرير نشرته في أكتوبر الماضي، أنه «رغم ما تعانيه مصر من خسائر بسبب توترات البحر الأحمر، فإنها ترفض القيام بعمل عسكري ضد جماعة الحوثي»، وأشارت حينها إلى أن «القاهرة تضع الاعتبارات الاستراتيجية والخوف من التصعيد الإقليمي والعلاقات السياسية مع العالم العربي فوق أي اعتبار».