احتجاجات «الهوسا» تنتقل إلى الخرطوم

TT

احتجاجات «الهوسا» تنتقل إلى الخرطوم

تصدت قوات الأمن السودانية لحشد يقدر بالآلاف من قبيلة «الهوسا» خرجوا في مسيرة حاشدة بالعاصمة «الخرطوم»، احتجاجاً على المجزرة البشعة التي تعرضت لها القبيلة في إقليم النيل الأزرق، جنوب شرقي البلاد، فيما اتهم التحالف المعارض (قوى الحرية والتغيير) السلطة العسكرية بضرب النسيج الاجتماعي بإثارة النعرات القبلية لإحكام سيطرتها على السلطة في البلاد.
وسارعت السلطات إلى تكثيف الوجود العسكري والأمني من قوات الجيش، وإغلاق المدخل المؤدي إلى مطار الخرطوم الدولي ومحيط القيادة العامة للجيش.
وتحرك موكب ضخم من ضواحي جنوب الخرطوم؛ حيث الكثافة العددية لهم، قبل أن تواجههم السلطات بالغاز المسيل للدموع لتفريقهم ومنعهم من الوصول إلى وسط «الخرطوم». وردد المتظاهرون شعارات ترفض العنصرية والجهوية، وتطالب السلطات القيام بدورها في حماية كل المواطنين دون تفرقة بين قبيلة وأخرى. وانتقدوا تقصير الحكومة في التدخل العاجل لحماية أفراد القبيلة، ما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات.
وتوجه الحشد القبلي عقب تفريقه للاعتصام بساحة «الحرية» على مقربة من المطار. وتنتشر قبيلة «الهوسا» في غالبية أقاليم البلاد، ويتركز ثقلهم في إقليم النيل الأزرق وولايات الشرق.
وقتل أكثر من 60 شخصاً، وأصيب مئات خلال الاشتباكات التي اندلعت في مناطق الروصيرص وقنيص بالنيل الأزرق، ودفعت الأحداث إلى فرار آلاف من أفراد القبيلة إلى الاحتماء بعاصمة الإقليم «الدمازين».
وفي مدينة «الأبيض»، غرب البلاد، خرج آلاف منهم في مسيرة سلمية تندد بالأحداث الدامية في إقليم النيل الأزرق.
وقرر تحالف المعارضة (قوى الحرية والتغيير) إرسال وفد بصورة عاجلة للنيل الأزرق، للوقوف على الأحداث على الأرض والتضامن مع الضحايا في وضع حدّ للاقتتال. وقال القيادي بتحالف المعارضة (قوى الحرية والتغيير)، الصديق الصادق المهدي: «فقدنا في الأحداث القبلية الدامية التي شهدها إقليم النيل الأزرق 79 قتيلاً وأكثر من 200 مصاب».
وأضاف في مؤتمر صحافي بالخرطوم، أمس، أن السلطة العسكرية القائمة الآن في البلاد ماضية بذات ممارسات النظام المعزول، بإثارة النعرات القبلية والجهوية للاستئثار بالسلطة والقضاء على ثورة ديسمبر (كانون الأول). ومن جانبه، حمّل حاكم الخرطوم السابق، أيمن نمر، السلطة الحاكمة في الخرطوم «مسؤولية هذه الجرائم التي تكشف خطر استمرار الانقلاب على وحدة وأمن البلاد»، مضيفاً أن ما حدث في النيل الأزرق يمكن أن ينتقل لكل السودان، في ظل وجود السلطة الحالية.
وأشار إلى غياب المشروع الوطني لدى السلطة الحالية، وفقدانها السند السياسي، ما دفعها للاستنصار بسلاح إثارة النعرات الجهوية والقبلية، وإشعال الحرائق المتعمدة في الأقاليم.
وقال نمر إن «قوى التغيير» بصدد طرح مشروع إعلان دستوري يشكل أساساً لإقامة السلطة المدنية الديمقراطية لإحداث توافق واسع حوله من جميع مكونات الشعب السوداني.
واتهمت «قوى التغيير» نظام الرئيس السوداني المعزول، عمر البشير، بإشعال الفتن وتغذيتها لتمزيق النسيج الاجتماعي، والعودة إلى السلطة من بوابة القبيلة والجهوية.
وأعلن التحالف المعارض تصعيد الحراك الجماهيري بتسيير مواكب في العاصمة والولايات «الأحد» المقبل، تحت شعار «السودان الوطن الواحد»، داعياً القوى السياسية والأهلية والدينية والثقافية لتكوين أوسع جبهة للتصدي لمخططات تفتيت البلاد.
ومن جهة ثانية، قالت مفوضية العون الإنساني بإقليم النيل الأزرق، إن نحو 14 ألفاً من مواطني مدينة الروصيرص نزحوا إلى عاصمة الإقليم «الدمازين» جراء العنف القبلي، وهنالك حاجة عاجلة لتوفير الغذاء ومياه الشرب.
وذكر مكتب الشؤون الإنسانية، التابع للأمم المتحدة بالسودان، أن هناك حاجة إلى دعم عاجل لتهدئة الوضع وضمان حماية المدنيين من مزيد من الهجمات.


مقالات ذات صلة

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

شمال افريقيا «أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

نقلت سفينة «أمانة» السعودية، اليوم (الخميس)، نحو 1765 شخصاً ينتمون لـ32 دولة، إلى جدة، ضمن عمليات الإجلاء التي تقوم بها المملكة لمواطنيها ورعايا الدول الشقيقة والصديقة من السودان، إنفاذاً لتوجيهات القيادة. ووصل على متن السفينة، مساء اليوم، مواطن سعودي و1765 شخصاً من رعايا «مصر، والعراق، وتونس، وسوريا، والأردن، واليمن، وإريتريا، والصومال، وأفغانستان، وباكستان، وأفغانستان، وجزر القمر، ونيجيريا، وبنغلاديش، وسيريلانكا، والفلبين، وأذربيجان، وماليزيا، وكينيا، وتنزانيا، والولايات المتحدة، وتشيك، والبرازيل، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وهولندا، والسويد، وكندا، والكاميرون، وسويسرا، والدنمارك، وألمانيا». و

«الشرق الأوسط» (جدة)
شمال افريقيا مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

بعد 3 أيام عصيبة قضتها المسنة السودانية زينب عمر، بمعبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان، وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على غر

شمال افريقيا الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

أعلنت الأمم المتحدة، الخميس، أنها تحتاج إلى 445 مليون دولار لمساعدة 860 ألف شخص توقعت أن يفروا بحلول أكتوبر (تشرين الأول) المقبل من القتال الدامي في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع. وأطلقت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين هذا النداء لجمع الأموال من الدول المانحة، مضيفة أن مصر وجنوب السودان سيسجّلان أكبر عدد من الوافدين. وستتطلب الاستجابة للأزمة السودانية 445 مليون دولار حتى أكتوبر؛ لمواجهة ارتفاع عدد الفارين من السودان، بحسب المفوضية. وحتى قبل هذه الأزمة، كانت معظم العمليات الإنسانية في البلدان المجاورة للسودان، التي تستضيف حالياً الأشخاص الفارين من البلاد، تعاني نقصاً في التمو

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شمال افريقيا الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

وجّه الصراع المحتدم الذي يعصف بالسودان ضربة قاصمة للمركز الرئيسي لاقتصاد البلاد في العاصمة الخرطوم. كما عطّل طرق التجارة الداخلية، مما يهدد الواردات ويتسبب في أزمة سيولة. وفي أنحاء مساحات مترامية من العاصمة، تعرضت مصانع كبرى ومصارف ومتاجر وأسواق للنهب أو التخريب أو لحقت بها أضرار بالغة وتعطلت إمدادات الكهرباء والمياه، وتحدث سكان عن ارتفاع حاد في الأسعار ونقص في السلع الأساسية. حتى قبل اندلاع القتال بين طرفي الصراع في 15 أبريل، عانى الاقتصاد السوداني من ركود عميق بسبب أزمة تعود للسنوات الأخيرة من حكم الرئيس السابق عمر البشير واضطرابات تلت الإطاحة به في عام 2019.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
شمال افريقيا فيصل بن فرحان وغوتيريش يبحثان وقف التصعيد في السودان

فيصل بن فرحان وغوتيريش يبحثان وقف التصعيد في السودان

بحث الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم (الخميس)، الجهود المبذولة لوقف التصعيد العسكري بين الأطراف في السودان، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين السودانيين والمقيمين على أرضه. وأكد الأمير فيصل بن فرحان، خلال اتصال هاتفي أجراه بغوتيريش، على استمرار السعودية في مساعيها الحميدة بالعمل على إجلاء رعايا الدول التي تقدمت بطلب مساعدة بشأن ذلك. واستعرض الجانبان أوجه التعاون بين السعودية والأمم المتحدة، كما ناقشا آخر المستجدات والتطورات الدولية، والجهود الحثيثة لتعزيز الأمن والسلم الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

الرئيس المصري يؤكد أهمية الحفاظ على وحدة سوريا وسلامة أراضيها

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال استقبال جيك سوليفان مستشار الأمن القومي الأميركي (الصفحة الرسمية للمتحدث باسم الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال استقبال جيك سوليفان مستشار الأمن القومي الأميركي (الصفحة الرسمية للمتحدث باسم الرئاسة المصرية)
TT

الرئيس المصري يؤكد أهمية الحفاظ على وحدة سوريا وسلامة أراضيها

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال استقبال جيك سوليفان مستشار الأمن القومي الأميركي (الصفحة الرسمية للمتحدث باسم الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال استقبال جيك سوليفان مستشار الأمن القومي الأميركي (الصفحة الرسمية للمتحدث باسم الرئاسة المصرية)

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم السبت، الأهمية القصوى للحفاظ على وحدة سوريا وسلامة أراضيها وأمن شعبها، جاء ذلك خلال استقبال السيسي، اليوم، جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي الأميركي، وبريت ماكغورك منسق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمجلس الأمن القومي الأميركي، بحضور الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج، وحسن رشاد رئيس المخابرات العامة، والسفيرة الأميركية بالقاهرة هيرو مصطفى جارج.

وصرح المتحدث باسم الرئاسة المصرية محمد الشناوي، في بيان نشره على صفحة الرئاسة بموقع «فيسبوك»، بأن اللقاء تناول مستجدات الأوضاع الإقليمية، واستعرض جهود الجانبين للتوصل إلى اتفاق لوقف لإطلاق النار وتبادل المحتجزين في غزة، إذ شدد الرئيس المصري على أهمية التحرك العاجل لإنفاذ المساعدات الإنسانية إلى القطاع، خصوصاً مع دخول فصل الشتاء، وتم التأكيد على حل الدولتين باعتباره الضمان الأساسي لتحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط.

وأضاف المتحدث أن اللقاء تناول كذلك استعراض تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، وسبل المحافظة عليه، باعتباره نواة لجهود التهدئة الإقليمية، وكذا تطورات الوضع في سوريا. وأوضح المتحدث أنه تم التأكيد خلال اللقاء على عمق العلاقات الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة، وحرص البلدين على مواصلة تعزيزها بما يخدم مصالحهما المشتركة.