تأجيل اجتماع لجنة الدستور السورية «لأسباب روسية»

معارضون يرون فيه هروبا من سلطة الأمم المتحدة

المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سوريا غير بدرسون (رويترز)
المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سوريا غير بدرسون (رويترز)
TT

تأجيل اجتماع لجنة الدستور السورية «لأسباب روسية»

المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سوريا غير بدرسون (رويترز)
المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سوريا غير بدرسون (رويترز)

قال الرئيس المشترك للجنة الدستورية عن وفد هيئة التفاوض السورية، هادي البحرة، انه تلقى رسالة رسمية من المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سوريا، غير بدرسون، تُفيد بتأجيل انعقاد الدورة التاسعة لاجتماعات لجنة الدستورية، بعدما أخطره الرئيس المشترك الذي رشحته الحكومة السورية، أن وفده سيكون مستعدًا للمشاركة في الدورة التاسعة، فقط عندما تتم تلبية ما وصفه بـ«الطلبات المقدمة من الاتحاد الروسي».
وكان بيدرسن قد أعلن في إحاطة قدّمها في ۲۹ يونيو (حزيران) الماضي، إلى مجلس الأمن حول سوريا، أنّه قد تم إرسال الدعوات الرسمية للمشاركة في الدورة التاسعة من اجتماعات اللجنة الدستورية، المُقررًة أن تُعقد في مدينة جنيف السويسرية في ۲٥ يوليو (تموز) الجاري. وأنّه قدّم للرئيسين المشتركين أفكارًا حول كيفية تسريع وتيرة العمل وتحقيق النتائج والتقدم المستمر، وأعرب عن أمله أن يتلقى قريبًا ردودًا منهما حول هذه الأفكار.
واعتبر البحرة أن «التأجيل والتعطيل» ووضع شروط مسبقة لا علاقة للسوريين بها، هي تأكيد لـ«انفصال وفد النظام الكامل عن واقع المأساة التي يعيشها السوريون»، وإمعانه في التهرب من مستحقات تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم ٢٢٥٤ (۲۰۱٥). وأضاف أن الوفد يضع المصالح الأجنبية أولوية قبل المصالح الوطنية السورية، كون اللجنة شُكِّلت باتفاق على اختصاصاتها ونصّت بشكل واضح، على أن تكون «بقيادة وملكية سورية وبتيسير من الأمم المتحدة». واتُّفق على ان عمل اللجنة هو خدمة لمصالح الشعب السوري وحده، بشكل سريع ومتواصل، لتحقيق نتائج وتقدّم مستمر بدون تدخل خارجي، و«وفقا لذلك لا يمكن القبول بتعطيل أعمالها لأي سبب كان، لاسيما خدمةً لتحقيق مطالب طرف أجنبي».
وتحدثت اصوات معارضين سورريين على مواقع التواصل الاجتماعي، عن سعي روسي لإبعاد مقر اللجنة عن مقر الأمم المتحدة في جنيف ونقله إلى مدينة أخرى. ويشرح السياسي والمعارض السوري، سمير نشار لـ«الشرق الأوسط»، رؤيته لخلفية التأجيل بضغط من موسكو، بقوله إنه بعد الحرب الروسية على أوكرانيا والاصطفافات الدولية التي اعقبتها، خاصة على صعيد الدول الاوربية التي تسعى لقطع كل الصلات مع روسيا وعزلها سياسيا واقتصاديا، وحتى ثقافيا ورياضيا، كذلك مواقف الامم المتحدة وامينها العام المنددة بالعزو الروسي، فإن موسكو تحاول كسر جدار المقاطعة والعزل من خلال اقتراح نقل محادثات جنيف من سويسرا التي فرضت ايضا عقوبات عليها، الى عاصمة اخرى خارج القارة الاوربية باتجاه احدى الدول التي تتسم سياستها بطابع حيادي تجاه روسيا وحربها على اوكرانيا. ويدلل على ذلك، بترشيح موسكو لثلاث مدن مقترحة بدل جنيف، هي استانا، اسطنبول، ودبي، كون سياسات دولها تتسم بالحياد نوعا ما حيال الحرب الأوكرانية.
ويلفت المعارض السوري الى ان الاقتراح الروسي قد يخفف من الضغط الدبلوماسي والاعلامي الذي يلاحق السياسة الروسية في جنيف، لكن نزع الصفة او الرعاية الاممية عن محادثات جنيف «أمر غير مقبول بالنسبة للامم المتحدة والدول الغربية، خاصة الولايات المتحدة». ويرى ان روسيا تأمل ولا بد بممارسة الحكومة التركية ضغطاً على وفد المعارضة، خاصة الائتلاف السوري المعارض الذي يخضع للرعاية التركية، للقبول بنقل مقر المحادثات الى اسطنبول، متوقعا أن يكون الاقتراح على جدول اعمال قمة طهران الثلاثية الاسبوع المقبل
وطالب البحرة، من جهته، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سوريا، بصفته الميسّر لأعمال اللجنة، بتقديم تقرير متكامل إلى مجلس الأمن عن أعمال اللجنة الدستورية منذ تأسيسها، وتحديد المعوقات التي تواجهها. كما حضّ الدول أعضاء مجلس الأمن، على إلزام اللجنة بتنفيذ اقتراحات المبعوث الخاص التي قدّمها لمنهجية نقاش مجدية تُحقق تقدمًا مستمرًا وملموسًا في أعمالها، «والتي أعلمناه بموافقتنا عليها بالإضافة إلى مقترحات أخرى قدمناها». وطلب إلزام الأطراف كافة «بجدول زمني لانعقاد اجتماعات اللجنة بشكل دوري منتظم في جنيف، بحيث يكون الفاصل بين كل دورة اجتماعات والدورة التي تليها أسبوع واحد، مما يُتيح لها إنجاز مهمتها وفق تفويضها في قرار مجلس الأمن ٢٢٥٤ (٢٠١٥) الذي نص بين أمور أخرى على جدول زمني وعملية لصياغة دستور جديد».


مقالات ذات صلة

«قمة طهران»... محاولة للإبقاء على «مسار آستانة»

المشرق العربي رئيسي مستقبلاً ضيفيه إردوغان (يمين) وبوتين في طهران (أ.ف.ب)

«قمة طهران»... محاولة للإبقاء على «مسار آستانة»

ربما يصلح أن تنطبق مقولة «لا جديد يُذكر ولا قديم يُعاد» على ما تمخضت عنه القمة الثلاثية بين رؤساء الدول الثلاث الضامنة لـ«مسار آستانة» (وهي روسيا وإيران وتركيا)، التي عقدت في العاصمة الإيرانية طهران يوم 19 يوليو (تموز) الحالي. إذ كان أبرز ما رشح عن القمة هو استمرار التباعد في مواقف أطرافها الثلاثة. فقد رسخت القمة وجود إيران وروسيا في جانب مختلف عن جانب تركيا، وهو ما أكده الإعلان الصريح من جانب الدولتين عن رفضهما أي تحرك عسكري تركي في شمال سوريا، والتحذير من تأثيره على استقرار المنطقة ووحدة الأراضي السورية... الذي برز عنواناً تقليدياً في البيان الصادر في ختام القمة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أولى وثائق دمشق في جنيف: المساس بالنظام خيانة... والمس بالجيش جريمة

وثائق دمشق في جنيف: المساس بالنظام خيانة... والمس بالجيش جريمة

«أنا لست صديقك ولا أخاك، أنت مجرد زميل»... كان هذا تعليق أحد أعضاء الوفد القادم من دمشق على شخص من «الطرف الآخر» في اجتماعات اللجنة الدستورية في جنيف، التي انتهت مساء الجمعة. هذا شفوياً. أما خطياً، فإن الأوراق المضادة التي قُدمت وحصلت «الشرق الأوسط» على نصها، كشفت عمق الفجوة بين المشاركين.

إبراهيم حميدي (لندن)
العالم العربي وثائق دمشق في مفاوضات جنيف: التحريض ضد النظام خيانة عظمى... والمسّ بالجيش جريمة

وثائق دمشق في مفاوضات جنيف: التحريض ضد النظام خيانة عظمى... والمسّ بالجيش جريمة

«أنت لست صديقي ولا أخي، أنت مجرد زميل»... كان هذا تعليق أحد أعضاء الوفد القادم من دمشق على وفد «الطرف الآخر» في اجتماعات اللجنة الدستورية في جنيف، التي انتهت مساء أول من أمس. هذا شفوياً، أما خطياً، فإن الأوراق المضادة التي قُدمت وحصلت «الشرق الأوسط» على نصها، كشفت عن عمق الهوة بين المشاركين.

إبراهيم حميدي (لندن)
العالم العربي إلهام أحمد تطالب بالمشاركة في «الدستورية» السورية

إلهام أحمد تطالب بالمشاركة في «الدستورية» السورية

قالت الرئيسة التنفيذية لـ«مجلس سوريا الديمقراطية» (مسد) إلهام أحمد، إن أفق الحل السياسي عبر المباحثات الدولية الخاصة بحل الأزمة السورية في جنيف واللجنة الدستورية تكاد تكون مسدودة، وتعزو الأسباب إلى ثلاثة عوامل رئيسية، على رأسها «غياب الإرادة الحقيقية للحل» و«إقصاء مكونات شمال وشرقي سوريا وإدارتها الذاتية» و«تضارب مصالح الدول المتداخلة» في الملف السوري. وفي مسار عملية التفاوض وانطلاقة أعمال اللجنة الدستورية بين الحكومة والمعارضة، لفتت أحمد إلى طبيعة هيكلية هيئة التفاوض المعارضة وتوزيع أعضائها باللجنة الدستورية، وبأنها تفتقر إلى التمثيل الحقيقي، واعتبرت «ستبقى نتائجها عقيمة ولن تفضي لأي حل، ويجب

كمال شيخو (الحسكة)
العالم العربي قيادي في «مسد»: أبلغنا موسكو رفض دمشق الحوار معنا

قيادي في «مسد»: أبلغنا موسكو رفض دمشق الحوار معنا

قال العضو في «مجلس سوريا الديمقراطية» (مسد) حكمت حبيب، إن وفد المجلس أبلغ الجانب الروسي رفض دمشق إجراء حوار مع «الإدارة الذاتية» في شمال شرقي سوريا. وكانت رئيسة «مجلس سوريا الديمقراطية» إلهام أحمد، قد وقّعت «مذكرة تفاهم» مع رئيس «حزب الإرادة الشعبية» قدري جميل، ثم التقى الوفدان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف. وقال حبيب إن لافروف سمع من الوفدين رأيهما بما يخص الحل السياسي و«تمسكهما بالحل السياسي وتوسيع الحوار السوري – السوري وضم كل الأطراف دون إقصاء».

كمال شيخو (القامشلي)

إصابة 3 أشخاص في غارة إسرائيلية على بعلبك شرق لبنان

تصاعد الدخان جراء الغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان (أ.ف.ب)
تصاعد الدخان جراء الغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان (أ.ف.ب)
TT

إصابة 3 أشخاص في غارة إسرائيلية على بعلبك شرق لبنان

تصاعد الدخان جراء الغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان (أ.ف.ب)
تصاعد الدخان جراء الغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان (أ.ف.ب)

قال إعلام لبناني اليوم الاثنين، إن ثلاثة أشخاص أُصيبوا في غارة إسرائيلية على بعلبك، شرق لبنان، وفق ما أوردته «وكالة أنباء العالم العربي».

وبحسب التقارير، فإن المصابين سقطوا في منطقة السفري جنوب بعلبك.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، إن قوات الجيش أغارت، الليلة الماضية، على مجمع عسكري لـ«حزب الله» بمنطقة السفري في عمق لبنان.

وأضاف أن الجيش أغار على مبان عسكرية للحزب في رامية وعيتا الشعب ومروحين، إلى جانب موقع تابع له في جبل بلاط، جنوب لبنان.

كما قصف الجيش بالمدفعية منطقة شبعا بجنوب لبنان؛ لإزالة تهديد محتمل، وفق المتحدث.

وأشار إلى أنه تم، مساء أمس، رصد إطلاق قذيفتين صاروخيتين من الأراضي السورية نحو منطقة بلدة راموت مغشيميم (هضبة الجولان) سقطتا في مناطق مفتوحة دون وقوع إصابات، وردَّ الجيش الإسرائيلي بمهاجمة مصادر النيران.


الجيش الإسرائيلي يدعو سكان مناطق في رفح إلى «الإخلاء الفوري»

نازحون فلسطينيون يقيمون في مخيم برفح الفلسطينية (رويترز)
نازحون فلسطينيون يقيمون في مخيم برفح الفلسطينية (رويترز)
TT

الجيش الإسرائيلي يدعو سكان مناطق في رفح إلى «الإخلاء الفوري»

نازحون فلسطينيون يقيمون في مخيم برفح الفلسطينية (رويترز)
نازحون فلسطينيون يقيمون في مخيم برفح الفلسطينية (رويترز)

دعا الجيش الإسرائيلي، الإثنين، سكان مناطق في مدينة رفح الفلسطينية إلى «الإخلاء الفوري»، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية.

وقال أفيخاي أدرعي المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، الإثنين، إن الجيش يطالب الموجودين ببعض مناطق رفح الفلسطينية بالإجلاء إلى خان يونس بسبب عملية عسكرية.

وحذر المتحدث من العودة إلى الشمال أو الاقتراب من السياج الأمني الشرقي والجنوبي ومن الرجوع شمالا من وادي غزة، مشدداً على أن مدينة غزة ما زالت منطقة «قتال خطيرة». وقال: «من أجل سلامتكم يناشدكم الجيش بالإخلاء الفوري إلى المنطقة الإنسانية الموسعة بالمواصي»، مشيراً إلى أن النداء موجه إلى كل السكان والنازحين المتواجدين في منطقة بلدية الشوكة وبالأحياء - السلام الجنينة وتبة زراع والبيوك في منطقة رفح.

وحذر من أن الجيش سوف يعمل «بقوة شديدة ضد المنظمات الإرهابية في مناطق مكوثكم مثلما فعل حتى الآن. كل من يتواجد بالقرب من المنظمات الإرهابية يعرض حياته وحياة عائلته للخطر».

وتحذر الأمم المتحدة ودول أخرى من مغبة تنفيذ إسرائيل عملية عسكرية برية واسعة النطاق في رفح المكتظة بأكثر من مليون نازح فلسطيني.

وكان مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية قال، يوم الجمعة الماضي، إن أيّ عمليّة عسكريّة إسرائيليّة في رفح «قد تؤدي إلى مذبحة» وتصيب العمل الإنساني في جميع أنحاء قطاع غزة بالشلل.

وقال المتحدث باسم المكتب يانس لاركيه، في مؤتمر صحفي عقد في جنيف، إن أي عملية برية «ستعني المزيد من المعاناة والموت» بالنسبة للسكان المدنيين والنازحين البالغ عددهم 1.2 مليون فلسطيني في رفح ومحيطها.


قوات إسرائيلية تقتحم طولكرم وتفرض حظراً للتجوال في مخيم نور شمس

أرشيفية لآليات للجيش الإسرائيلي بطولكرم (رويترز)
أرشيفية لآليات للجيش الإسرائيلي بطولكرم (رويترز)
TT

قوات إسرائيلية تقتحم طولكرم وتفرض حظراً للتجوال في مخيم نور شمس

أرشيفية لآليات للجيش الإسرائيلي بطولكرم (رويترز)
أرشيفية لآليات للجيش الإسرائيلي بطولكرم (رويترز)

قالت وكالة الأنباء الفلسطينية، اليوم (الاثنين)، إن القوات الإسرائيلية اقتحمت طولكرم بالضفة الغربية وفرضت حظراً للتجوال بمخيم نور شمس.

وذكرت الوكالة أن أصوات انفجارات وإطلاق كثيف للأعيرة النارية دوت وانقطع التيار الكهربائي عن أجزاء واسعة من المخيم وضاحية ذنابة كما خربت الجرافات الإسرائيلية عدة شوارع محيطة به.

وأشارت إلى أن الجيش اقتحم مدينة طوباس بينما حلقت طائرات الاستطلاع المسيرة بكثافة، وقالت إن مواجهات واشتباكات اندلعت مع القوات الإسرائيلية داخل المدينة.

وأصدرت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي بيانا قالت فيه إن ما تسمى كتيبة طوباس التابعة لها نصبت كميناً لفرقة مشاة إسرائيلية واستهدفت عناصرها بالرصاص، مضيفة أنها حققت إصابات مباشرة بينهم.

وأفاد التلفزيون الفلسطيني بأن القوات الإسرائيلية اقتحمت مدينة بيت لحم ومخيم العسكر الجديد شرق نابلس وبلدة بيتونيا غرب رام الله.

كما اقتحم الجيش الإسرائيلي عدة أحياء بالخليل جنوب الضفة بينها باب الزاوية والحاووز وجبل أبو رمان وضاحية البلدية والتحرير.


هدنة غزة... مشاورات من دون حسم


فلسطينيون يتفقدون موقع غارة إسرائيلية على منزل في رفح جنوب قطاع غزة الأحد (رويترز)
فلسطينيون يتفقدون موقع غارة إسرائيلية على منزل في رفح جنوب قطاع غزة الأحد (رويترز)
TT

هدنة غزة... مشاورات من دون حسم


فلسطينيون يتفقدون موقع غارة إسرائيلية على منزل في رفح جنوب قطاع غزة الأحد (رويترز)
فلسطينيون يتفقدون موقع غارة إسرائيلية على منزل في رفح جنوب قطاع غزة الأحد (رويترز)

رغم «تفاؤل» ساد التصريحات خلال الأيام الماضية بشأن قرب إتمام تهدئة بين إسرائيل وحركة «حماس» في غزة، فإن إفادات الطرفين، حتى مساء أمس، لم تحسم مصير المشاورات المتعثرة على صخرة بند «إنهاء الحرب» الذي تتمسك به «حماس»، وترفضه تل أبيب.

وفي حين تم الإعلان عن مغادرة وفد «حماس» القاهرة، مساء أمس، بعد تسليم رده على بنود المقترح المصري للهدنة، شدد رئيس المكتب السياسي لـ«حماس»، إسماعيل هنية، على أن «الحركة لا تزال حريصة على التوصل إلى اتفاق شامل ومترابط لإنهاء الحرب، وضمان الانسحاب الإسرائيلي من غزة».

لكن في المقابل، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أمس، إن إسرائيل «لا يمكنها أن تقبل» بشرط «حماس» إنهاء الحرب للموافقة على مقترح الهدنة. ورأى أن «الاستسلام» لمطالب «حماس» سيكون بمثابة «هزيمة مروعة» لإسرائيل.

وحمّلت واشنطن وتل أبيب، خلال الفترة الماضية «حماس» مسؤولية تأخر الاتفاق، بينما عَدّ هنية، أمس، أن «نتنياهو يريد اختراع مبررات دائمة لاستمرار العدوان، وتوسيع الصراع».

واستضافت القاهرة جولة جديدة من المحادثات بين وفد من حركة «حماس»، وممثلين عن دول الوساطة (مصر وقطر والولايات المتحدة)، بينما لم ترسل إسرائيل وفداً.

على الصعيد الميداني، فاجأت «كتائب القسام» (الجناح العسكري لـ«حماس») القوات الإسرائيلية المتمركزة عند موقع كرم أبو سالم العسكري شرق مدينة رفح، برشقة صاروخية، ما تسبب في إصابة نحو 10 إسرائيليين بجروح. وقال مصدر أمني مصري إن الجانب الإسرائيلي أبلغ السلطات المصرية بإغلاق معبر كرم أبو سالم وتوقف دخول شاحنات المساعدات إلى قطاع غزة عبر المعبر لأجل غير مسمى.

إسرائيلياً، ساد الانقسام في أوساط الحكومة بين فريق يضم وزراء «المعسكر الوطني»، بقيادة بيني غانتس، الذي قاطع الجلسة الأسبوعية، وجانب يضم ثلث أعضائها (13 وزيراً) خرج من الجلسة وانضم إلى مظاهرة ضد الحكومة تدعوها إلى رفض الصفقة مع «حماس» ومواصلة الحرب واجتياح رفح، وفريق أخير حضر الجلسة، لكنه انشغل بقرار إغلاق مكاتب قناة «الجزيرة» القطرية، الذي اتخذه «بالإجماع»، وبدأت السلطات في تنفيذه.


مقتل 4 مدنيين يشعل جبهة جنوب لبنان مجدداً


رجلان على متن دراجة نارية يعاينان مباني متضررة بفعل غارة إسرائيلية في قرية ميس الجبل الحدودية بجنوب لبنان أمس (أ.ف.ب)
رجلان على متن دراجة نارية يعاينان مباني متضررة بفعل غارة إسرائيلية في قرية ميس الجبل الحدودية بجنوب لبنان أمس (أ.ف.ب)
TT

مقتل 4 مدنيين يشعل جبهة جنوب لبنان مجدداً


رجلان على متن دراجة نارية يعاينان مباني متضررة بفعل غارة إسرائيلية في قرية ميس الجبل الحدودية بجنوب لبنان أمس (أ.ف.ب)
رجلان على متن دراجة نارية يعاينان مباني متضررة بفعل غارة إسرائيلية في قرية ميس الجبل الحدودية بجنوب لبنان أمس (أ.ف.ب)

اشتعلت جبهة جنوب لبنان بين «حزب الله» وإسرائيل، أمس (الأحد) مجدداً، بعد مقتل 4 مدنيين لبنانيين بغارة إسرائيلية على بلدة ميس الجبل الحدودية.

ويعد هذا التصعيد الأول من نوعه منذ أسبوعين، حيث شهدت الجبهة تبادلاً محدوداً للقصف، بينما لم يعلن أي من «حزب الله» أو الجيش الإسرائيلي عن سقوط قتلى.

وتصاعدت نيران الجبهة إثر غارة إسرائيلية على بلدة ميس الجبل في جنوب لبنان، أسفرت عن مقتل «4 من عائلة واحدة»، حسبما أوردت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية.

في غضون ذلك، تدخل المفاوضات بين فرنسا ورئيس المجلس النيابي نبيه بري، لتهدئة الوضع في الجنوب، مرحلة جديدة مع تسليمه، اليوم (الاثنين)، السفارة الفرنسية في بيروت الملاحظات التي أعدها «الثنائي الشيعي» (حركة أمل و«حزب الله») بالتنسيق مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي على الورقة الفرنسية بنسختها الثانية.


16 قتيلاً من عائلتين في غارات إسرائيلية على رفح

فلسطينيون يؤدون صلاة الجنازة على ضحايا غارة إسرائيلية في مستشفى أبو يوسف النجار في رفح (رويترز)
فلسطينيون يؤدون صلاة الجنازة على ضحايا غارة إسرائيلية في مستشفى أبو يوسف النجار في رفح (رويترز)
TT

16 قتيلاً من عائلتين في غارات إسرائيلية على رفح

فلسطينيون يؤدون صلاة الجنازة على ضحايا غارة إسرائيلية في مستشفى أبو يوسف النجار في رفح (رويترز)
فلسطينيون يؤدون صلاة الجنازة على ضحايا غارة إسرائيلية في مستشفى أبو يوسف النجار في رفح (رويترز)

أعلنت فرق إنقاذ ومسعفون، فجر اليوم (الاثنين)، مقتل 16 شخصاً من عائلتين في غارات إسرائيلية على مدينة رفح الجنوبية في قطاع غزة، بعد مقتل ثلاثة جنود إسرائيليين في هجوم استهدف معبر كرم أبو سالم وتبنته حركة «حماس».

وأفادت فرق الدفاع المدني بأن «حصيلة الشهداء في رفح وصلت إلى 16 شهيداً. 7 شهداء من استهداف عائلة العطار و9 شهداء من استهداف عائلة قشطة». وأكدت مصادر طبية الحصيلة، مشيرة إلى أن الهجومين وقعا مساء الأحد في «مخيم يبنا للاجئين وفي حي السلام في شرق رفح».

وجاءت هذه الغارات الإسرائيلية بعد مقتل ثلاثة جنود إسرائيليين وإصابة 12 آخرين في هجوم صاروخي استهدف معبر كرم أبو سالم.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن الجيش الإسرائيلي، بأن 14 صاروخاً أطلِقت على المعبر من منطقة محاذية لمعبر رفح، موضحاً أن ثلاثة من الجرحى في حالة خطرة.

وكانت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحماس، قد أعلنت مسؤوليتها عن إطلاق صواريخ على موقع عسكري قرب المعبر بين إسرائيل وقطاع غزة، ما دفع الجيش الإسرائيلي إلى إغلاقه.

ويهدد نتانياهو بشن هجوم على مدينة رفح المكتظة في الطرف الجنوبي من قطاع غزة، حيث تتجمع وفقاً له أربع كتائب تابعة لحماس.

وأصبحت هذه المدينة، وهي الوحيدة في القطاع التي لم يدخلها الجنود الإسرائيليون بعد، الملاذ الأخير لمئات آلاف المدنيين الذين فروا من القصف والقتال في مناطق أخرى. ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، لا يزال 1,2 مليون فلسطيني محتشدين في المدينة.


إسرائيل تبلغ مصر بإغلاق معبر كرم أبو سالم لأجل غير مسمى

قوافل تحمل المساعدات عند معبر كرم أبو سالم (رويترز)
قوافل تحمل المساعدات عند معبر كرم أبو سالم (رويترز)
TT

إسرائيل تبلغ مصر بإغلاق معبر كرم أبو سالم لأجل غير مسمى

قوافل تحمل المساعدات عند معبر كرم أبو سالم (رويترز)
قوافل تحمل المساعدات عند معبر كرم أبو سالم (رويترز)

قال مصدر أمني مصري مسؤول، اليوم (الأحد)، إن الجانب الإسرائيلي أبلغ السلطات المصرية بإغلاق معبر كرم أبو سالم وتوقف دخول شاحنات المساعدات إلى قطاع غزة عبر المعبر لأجل غير مسمى بعد استهدافه من جانب الفصائل الفلسطينية، وفق ما أوردته «وكالة أنباء العالم العربي».

وأضاف المصدر للوكالة: «بعد اتصالات مع الجانب الإسرائيلي أبلغنا بوقف العمل في معبر كرم أبو سالم لأجل غير مسمى بعد تعرضه للقصف اليوم من قبل الفصائل الفلسطينية».

وتابع: «لم يتم إخطارنا بموعد استئناف العمل، وسيتم إرسال الشاحنات فور إبلاغنا بعودة حركة المرور في المعبر».

كانت «كتائب القسام»، الجناح المسلح لحركة «حماس»، أعلنت أنها قصفت مقر قيادة تابعاً للجيش الإسرائيلي عند موقع كرم أبو سالم العسكري شرق مدينة رفح، برشقة صاروخية. وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه قصف عدة مناطق في غزة رداً على الهجوم الذي تسبب في إصابة نحو 10 إسرائيليين بجروح.


«هدنة غزة»: هل تتحول «الإشارات الإيجابية» اتفاقاً؟

فلسطينيون يتفقدون موقع غارة إسرائيلية على منزل في رفح جنوب قطاع غزة الأحد (رويترز)
فلسطينيون يتفقدون موقع غارة إسرائيلية على منزل في رفح جنوب قطاع غزة الأحد (رويترز)
TT

«هدنة غزة»: هل تتحول «الإشارات الإيجابية» اتفاقاً؟

فلسطينيون يتفقدون موقع غارة إسرائيلية على منزل في رفح جنوب قطاع غزة الأحد (رويترز)
فلسطينيون يتفقدون موقع غارة إسرائيلية على منزل في رفح جنوب قطاع غزة الأحد (رويترز)

بينما لا تزال القاهرة تتحدث عن «تقدم ملحوظ» في مسار المفاوضات الرامية لتحقيق «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، تبادلت إسرائيل وحركة «حماس» الاتهامات بشأن المسؤولية عن «عرقلة الاتفاق» حتى الآن. وأبدى خبراء، تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، «تفاؤلاً حذراً» بشأن إمكانية أن تسهم «الإشارات الإيجابية» الصادرة عن الوسطاء في اتفاق قريب يوقف النار في غزة.

وأشار مصدر مصري رفيع المستوى، الأحد، إلى «تقدم إيجابي في المفاوضات»، مؤكداً، بحسب قناة «القاهرة الإخبارية»، أن «الوفد الأمني المصري مستمر في مشاوراته مع الأطراف كافة»، لافتاً إلى «عدم دقة» ما يتم نشره من بنود الاتفاق في وسائل الإعلام.

وأوضح المصدر أن «عودة السكان الفلسطينيين المهجّرين من جنوب قطاع غزة إلى شماله ضمن بنود الاتفاق» التي يجري التفاوض بشأنها.

واستضافت القاهرة، السبت، جولة أولى من المحادثات الراهنة بحضور وفد من حركة «حماس»، وممثلين عن دول الوساطة، مصر وقطر والولايات المتحدة، بينما لم ترسل إسرائيل وفدها إلى القاهرة، حيث رهنت تل أبيب مشاركتها بتلقيها رداً من «حماس» بشأن مقترح الهدنة.

ونقلت «رويترز» عن مسؤولين فلسطينيين، الأحد، تأكيدهم «استمرار المفاوضات مع وفد (حماس) في القاهرة لليوم الثاني على التوالي، دون أنباء عن إحراز تقدم واضح في ظل إصرار الحركة على مطلبها بأن يتضمن أي اتفاق إنهاء الحرب في القطاع».

رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية (رويترز)

من جانبه، أكد رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، إسماعيل هنية، في بيان صحافي الأحد، أن «الحركة لا تزال حريصة على التوصل إلى اتفاق شامل ومترابط لإنهاء الحرب وضمان الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة وتحقيق صفقة تبادل جدية للأسرى».

وقال إن «الأولوية لدى (حماس) هي لوقف العدوان على شعبنا وهو موقف جوهري ومنطقي ويؤسس لمستقبل أكثر استقراراً»، متسائلاً: «ما مفهوم الاتفاق إذا لم يكن وقف إطلاق النار أولى نتائجه؟».

وحمّل هنية الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو، «المسؤولية عن فشل المباحثات»، قائلاً: «نتنياهو يريد اختراع مبررات دائمة لاستمرار العدوان وتوسيع دائرة الصراع وتخريب الجهود المبذولة عبر الوسطاء والأطراف المختلفة».

في المقابل، أعلن نتنياهو رفضه تنفيذ مطالب «حماس». ونقلت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» عنه قوله في رسالة مصورة، الأحد، إن «إسرائيل لن تقبل ذلك. لسنا مستعدين للقبول بموقف تخرج فيه كتائب (حماس) من مخابئها وتسيطر على غزة مرة أخرى وتعيد بناء البنى التحتية العسكرية وتهدد أمن الإسرائيليين».

وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي، أن «بلاده مستعدة لوقف القتال في غزة، مؤقتاً، من أجل ضمان إطلاق سراح الرهائن الذين ما زالوا محتجزين لدى (حماس)، ويعتقد أن عددهم يزيد على 130»، مشيراً إلى أنه «بينما أبدت حكومته استعدادا، لا تزال (حماس) مصرّة على مواقفها المتشددة، وعلى رأسها المطالبة بسحب جميع قواتنا من قطاع غزة وإنهاء الحرب وإبقاء (حماس) في السلطة».

مساعدات مصرية في طريقها إلى غزة عبر معبر رفح (الشرق الأوسط)

ومنذ انطلاق المفاوضات بوساطة مصرية - قطرية - أميركية، أكدت حركة «حماس» تمسكها بمطالبها وهي «الوقف الدائم والشامل لإطلاق النار في غزة، وانسحاب إسرائيل الكامل من القطاع، وإعادة الإعمار وإنهاء الحصار وإدخال المساعدات لسكان غزة».

جنديان إسرائيليان يقفزان من دبابة عند نقطة انطلاق بالقرب من الحدود مع قطاع غزة الأحد (أ.ب)

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، الدكتور سعيد عكاشة، «تفاؤلاً حذراً» بشأن إمكانية الاتفاق على «هدنة مؤقتة طويلة» في قطاع غزة. وقال لـ«الشرق الأوسط»، إن «الموضوع معقد جداً»، موضحاً أن «حركة (حماس) توافق على بعض بنود الاتفاق، وكذلك توافق إسرائيل على بنود أخرى، لكن لا يبدو أن هناك توافقاً بين الجانبين على بنود واحدة».

وأوضح أن «حركة (حماس) تطالب بوقفٍ كامل ودائم لإطلاق النار في غزة، وهو أمر من المستحيل أن تقبل به إسرائيل لأنه يعني هزيمتها، وفي المقابل لا يمكن للحركة أن تقبل بهدنة مؤقتة طويلة لأن هذا يعني أيضاً هزيمتها».

ولفت إلى أن «الوسطاء كانوا يأملون في الاتفاق على هدنة مؤقتة طويلة، تخفف الضغوط، وقد تفتح الباب للحلول الدبلوماسية، لكن هذه الآمال اصطدمت بخطوط حمراء وضعتها إسرائيل و(حماس)».

ودعا «منتدى عائلات الرهائن» في بيان صحافي مساء السبت، نتنياهو إلى «عدم الرضوخ للضغوط السياسية» والقبول باتفاق يسمح بالإفراج عن المحتجزين، متوعدين بأن «التاريخ لن يغفر له إن فوّت هذه الفرصة».

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع ممثلي عائلات الرهائن لدى «حماس» في 30 أبريل (د.ب.أ)

الأمر ذاته أشار إليه أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، السياسي الفلسطيني الدكتور أيمن الرقب، الذي قال لـ«الشرق الأوسط»، إن «هناك قدراً من التفاؤل الحذر بشأن إمكانية الاتفاق على هدنة»، موضحاً أن «الأمور قد تستغرق أياماً وليس ساعات كما تردد في السابق».

وأكد الرقب أن «الأيام الأخيرة شهدت تقدماً في إنجاز عدد من الملفات العالقة، مثل عدد المفرج عنهم في إطار الصفقة، ومدة الهدنة»، مشيراً إلى أن «حركة (حماس) طلبت ضمانات أميركية بوقف الحرب نهائياً بعد انتهاء مدة الهدنة، وهو ما لم تقدمه واشنطن حتى الآن».

وقال الرقب: إن «وقف الحرب يعني انهيار حكومة نتنياهو، وبالتالي تماطل تل أبيب في المفاوضات على أمل أن يأتي الرفض من (حماس)».

ومنذ يناير (كانون الثاني) الماضي يسعى الوسطاء في مصر وقطر والولايات المتحدة إلى الوصول إلى اتفاق بشأن هدنة مؤقتة، ولم تنجح جولات مفاوضات ماراثونية غير مباشرة عقدت بين باريس والقاهرة والدوحة في دفع الطرفين إلى اتفاق، لتعلن الدوحة مراجعة دورها كوسيط إثر انتقادات أميركية وإسرائيلية بعدم ممارستها ضغوطاً كافية على «حماس».

وتجددت الآمال مرة أخرى مع زيارة وفد أمني مصري إلى تل أبيب، وتقديم مقترح جديد للهدنة تمت مناقشته مع حركة «حماس» أخيراً، وسط إشارات «إيجابية» من القاهرة بالوصول إلى «صيغ توافقية بشأن معظم نقاط الخلاف».

ويرى مراقبون أن المفاوضات الآن تقف في مفترق طرق بين المضي قدماً وإنجاز الاتفاق، أو العودة مرة أخرى إلى نقطة الصفر. وتضاءلت الآمال بالوصول إلى اتفاق مع هجوم على الجانب الإسرائيلي من معبر كرم أبو سالم الحدودي، أعلنت حركة «حماس» مسؤوليتها عنه، مشيرة إلى أنها «استهدفت قاعدة عسكرية إسرائيلية».

وهنا أشار عكاشة إلى أن «هجوم كرم أبو سالم يعقّد جهود المفاوضات ويزيد من رغبة إسرائيل في الانتقام».

لكن رغم ذلك يسعى الوسطاء للوصول إلى اتفاق، وأشارت هيئة البث الإسرائيلية، الأحد، إلى «جهود أميركية يقودها رئيس وكالة المخابرات المركزية وليام بيرنز، بهدف التوصل لاتفاق نهائي في القاهرة»، لكنها حددت بعض العقبات التي وضعها رئيس الوزراء الإسرائيلي عندما رفض طلباً لبيرنز بإرسال الوفد الإسرائيلي إلى القاهرة.

وأضافت هيئة البث الإسرائيلية أن «هناك مؤشرات قوية على أن (حماس) تخلت عن مطلبها بإنهاء الحرب في المرحلة الأولى من الصفقة»، لكنها أشارت إلى «احتمال أن تكون التسريبات المصرية حول التقدم الإيجابي تهدف إلى تأخير بدء العملية في رفح»، حيث تهدد تل أبيب باجتياح المدينة التي أصبحت الملاذ الأخير لنحو 1.5 مليون نازح فلسطيني.


رئيس أركان الجيش الإسرائيلي يؤكد الفشل في 7 أكتوبر... و«التغيير نحو الأفضل»

جندي إسرائيلي متقدماً دبابتين في منطقة على مشارف قطاع غزة (أ.ب)
جندي إسرائيلي متقدماً دبابتين في منطقة على مشارف قطاع غزة (أ.ب)
TT

رئيس أركان الجيش الإسرائيلي يؤكد الفشل في 7 أكتوبر... و«التغيير نحو الأفضل»

جندي إسرائيلي متقدماً دبابتين في منطقة على مشارف قطاع غزة (أ.ب)
جندي إسرائيلي متقدماً دبابتين في منطقة على مشارف قطاع غزة (أ.ب)

قال رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هليفي، إن الجيش الإسرائيلي يخوض حرباً وصفها بـ«العادلة»، مشيراً إلى أن الجيش فشل وأخفق في بداية الحرب، لكنه عاد واسترد عزيمته وتغير للأفضل.

وقد وردت أقوال هليفي في «رسالة رئيس الأركان إلى الجنود والضباط عشية ذكرى المحرقة النازية لليهود وقتلى معارك إسرائيل». وقال في رسالته إن «دولة إسرائيل تأسست، بفضل المقاتلين والمحاربين من جميع الأجيال، الذين كانوا على استعداد للتضحية بحياتهم من أجلها. واليوم، نحن نوجد في حرب فشلنا في البداية في مهمتنا وخسرنا الكثير والكثير. ولكننا نخوض حربنا العادلة، رداً على مهاجمتنا، وستكون هذه الذكرى مصدر قوتنا، وتذكيراً بأهمية وجود قوة حامية لشعبنا»، على حد تعبيره.

وأضاف هليفي، في رسالته، «إننا نخوض في هذه الأيام غمار حرب شهدت في بدايتها إخفاقنا وعجزنا عن أداء المهمة المناطة بنا، فيما فقدنا حياة العديد من الرجال والنساء من مدنيين وجنود وأفراد وحدات الحماية في القرى والبلدات ورجال قوى الأمن والإنقاذ. ولكن، طرأ تغيير جذري على طبيعة الشعب اليهودي. إنه تحول من شعب يفتقد الصوت وينعدم الحماية إلى شعب يتحمل المسؤولية عن مصيره... لن يعود الشعب شرذماً مشرداً مضطهداً في المنفى، بل إنه شعب قوي ومستقل ومتماسك يعيش على تراب بلاده وفي وطنه».

وختم هليفي رسالته بالقول: «نرجو أن تكون هذه الذكرى، في الوقت الذي نخوض فيه حربنا العادلة، مصدراً لقوتنا، لتعيد إلى ذاكرتنا أهمية وجود القوة الحامية لشعبنا. ها نحن نتحمل وزر المسؤولية عن مواصلة القتال من أجل حرية شعب إسرائيل، وأن نضمن أن المحرقة لن تتكرر أبداً».

وقد جاءت صياغة الرسالة بهذه الطريقة، وسط ارتفاع أصوات في الحكومة والشارع اليميني السياسي تطالب باستقالة هليفي من منصبه وتعيين رئيس أركان آخر يحدث التغييرات المطلوبة في الجيش. ويرى هؤلاء أن هليفي يتصرف كمن يرفض تحمل المسؤولية بشكل حقيقي عن الفشل ويقرر مواصلة أداء مهامه كما لو أن شيئاً لم يكن. بل يبادر إلى تعيين قيادات الجيل القادم من قادة الجيش من رجال مقربين إليه، ليمنع الحكومة من تعيين قادة ملائمين.

وكان رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، أيضاً، أدلى ببيان بمناسبة إحياء ذكرى المحرقة التي بدأت (الأحد)، وقال: «أنا وزوجتي سارة التقينا بالناجين من المحرقة الذين سيضيئون مشاعل لذكرى الأحداث مساء اليوم». وأضاف: «التقينا إيزي كابيلو، الناجي من المحرقة والبالغ من العمر 96 عاماً من يوغوسلافيا. روى لنا الفظائع التي مر بها، وقال: (دولة إسرائيل اليوم هي الملاذ والملجأ الوحيد للشعب اليهودي). والتقينا بميخائيل بار أون، وهو ناج آخر سيشعل مشعلاً الليلة، وقال لنا: (يجب عدم الاعتماد على غير اليهود الذين يقدمون الوعود)».

وأوضح نتنياهو: «هؤلاء الناجون الأبطال على حق. في المحرقة الرهيبة، كان هناك قادة كبار في العالم وقفوا على الجانب الآخر، لذا فإن الدرس الأول من المحرقة هو: إذا لم نحم أنفسنا فلن يحمينا أحد. وإذا كان علينا أن نقف وحدنا، فيجب أن نقف وحدنا». واختتم قائلاً: «لذلك، سنحمي أنفسنا بكل الطرق، سنتغلب على أعدائنا، وسنضمن أمننا، في قطاع غزة، على الحدود الشمالية، وفي كل مكان».


نيجيرفان بارزاني يزور طهران في مسعى جديد لتأجيل انتخابات إقليم كردستان

صورة نشرتها رئاسة إقليم كردستان من لقاء نيجيرفان بارزاني ومستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي في بغداد الأسبوع الماضي
صورة نشرتها رئاسة إقليم كردستان من لقاء نيجيرفان بارزاني ومستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي في بغداد الأسبوع الماضي
TT

نيجيرفان بارزاني يزور طهران في مسعى جديد لتأجيل انتخابات إقليم كردستان

صورة نشرتها رئاسة إقليم كردستان من لقاء نيجيرفان بارزاني ومستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي في بغداد الأسبوع الماضي
صورة نشرتها رئاسة إقليم كردستان من لقاء نيجيرفان بارزاني ومستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي في بغداد الأسبوع الماضي

وصل رئيس إقليم كردستان العراقي نيجيرفان بارزاني، الأحد، إلى طهران في زيارة وصفها مصدر في الإطار التنسيقي الشيعي بأنها «الفرصة الأخيرة لتأجيل انتخابات برلمان الإقليم والحفاظ على وحدته».

وذكرت وسائل إعلام إيرانية أن بارزاني سيلتقي الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ورئيس البرلمان محمد باقر قاليباف ووزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان.

ونقلت وكالة «أنباء العالم العربي» عن مصدر في الإطار التنسيقي الشيعي أحد مكونات تحالف إدارة الدولة الذي يضم أحزاباً شيعية وسُنية وكردية شكلت الحكومة العراقية الحالية، قوله إن «زيارة بارزاني إلى طهران تأتي في سياق مساعي الحزب الديمقراطي الكردستاني (بزعامة مسعود بارزاني) لتأجيل انتخابات برلمانهم لمنحه فرصة إجراء تعديلات على قرار المحكمة الاتحادية فيما يخص حصص الأقليات وإشراف مفوضية الانتخابات الاتحادية عليها بدلاً من مفوضية الإقليم».

وأفاد المصدر أن بارزاني سيركز على مطالبة طهران الضغط على حليفهم حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، الذي يتزعمه بافل طالباني، للموافقة على تأجيل الانتخابات.

وأضاف: «يضع الإيرانيون على طاولتهم ملف المنظمات الإسرائيلية الموجودة في الإقليم والتي تستهدف أمن بلادهم باستمرار».

وكانت النائبة الكردية السابقة في البرلمان العراقي ريزان الشيخ دلير حذرت في وقت سابق من أن إجراء الانتخابات في موعدها في العاشر من يونيو (حزيران) «يعني انقسام الإقليم إلى إدارتين».

وتابع المصدر قائلاً: «الإيرانيون يرون أن بارزاني في موقف ضعيف، وهي فرصة ذهبية لمساومته على ملف المنظمات الإسرائيلية ومجموعات إيرانية مسلحة معارضة لطهران تتخذ من الإقليم مقرات لها ونقاط انطلاق إلى الداخل الإيراني عبر الحدود من أربيل، مقابل التدخل لدى حزب (الاتحاد)، والقبول بتأجيل انتخابات برلمان الإقليم والحفاظ على وحدة كيانه».

صورة نشرتها رئاسة إقليم كردستان من لقاء نيجيرفان بارزاني والسفير الإيراني في أربيل سبتمبر الماضي

وكان «الحزب الديمقراطي الكردستاني» قد قرر في مارس (آذار) مقاطعة انتخابات الإقليم احتجاجاً على حكم أصدرته المحكمة الاتحادية العليا بعدم دستورية مواد في قانون انتخابات برلمان الإقليم.

وأبلغ جبار ياور، عضو المجلس القيادي في حزب «الاتحاد الوطني الكردستاني»، «وكالة أنباء العالم العربي» بأن الخلافات السياسية في الإقليم ستكون ضمن أجندة بارزاني في إيران، وكذلك القضايا الاقتصادية وأمن الحدود المهمة جداً لطهران.

وقال: «الإيرانيون كثيراً ما لعبوا دوراً في حل الخلافات بين الأحزاب الكردية وأيضاً بين الإقليم والحكومة الاتحادية».

وذكرت «وكالة أنباء العالم العربي» أن زيارة بارزاني إلى طهران، هي الخامسة له لإيران في أقل من عام، مع قرب انطلاق الحملة الانتخابية في الإقليم في وقت لاحق من الأسبوع الحالي.

وكتبت النائبة سروة عبد الواحد، رئيسة كتلة الجيل الجديد الكردستانية في البرلمان العراقي، في حسابها على منصة «إكس»، الأحد: «‏الحزب الديمقراطي يقول إنه لن يشارك في الانتخابات حتى لو جرى تأجيلها إذا لم يجرِ تنفيذ شروطه، وهي عدم الاعتراف بقرارات المحكمة الاتحادية، وحل المفوضية الحالية، وتشكيل مفوضية بمباركة الحزب الديمقراطي».

وأضافت: «الأحزاب الأربعة الرئيسية بعيداً عن الحزب الديمقراطي ما زالت مصممة على عدم التأجيل واحترام قرارات المحكمة الاتحادية».

وقضت المحكمة الاتحادية العليا في فبراير (شباط) الماضي بعدم دستورية مواد في قانون انتخابات برلمان كردستان، وقسمت قرارات المحكمة الإقليم لـ4 مناطق انتخابية، كما أقرت الاعتماد على مفوضية الانتخابات الاتحادية في إجراء انتخابات برلمان الإقليم، بدلاً من تلك التي شكَّلها البرلمان بوصفها غير دستورية.

وأضافت النائبة الكردية سروة: «في حال إصدار مرسوم من قبل رئيس حكومة الإقليم منتهية الولاية فإننا سنذهب إلى المحكمة للطعن، وسنطالب بحل الرئاسة لأن وجودها غير دستوري. ليس من حقه، وفق القانون، إلغاء أو تأجيل الانتخابات، بل مهمته تقتصر على تحديد الوقت، وقد جرى التحديد، والمفوضية صرفت ملايين الدولارات».