بن مبارك: زيارة بايدن فرصة لتحقيق توافقات حول الأزمة اليمنية

أكد لـ«الشرق الأوسط» أن وقف التدخلات الإيرانية ودعم الميليشيات سيحقق استقرار المنطقة

أحمد بن مبارك (الشرق الاوسط)
أحمد بن مبارك (الشرق الاوسط)
TT

بن مبارك: زيارة بايدن فرصة لتحقيق توافقات حول الأزمة اليمنية

أحمد بن مبارك (الشرق الاوسط)
أحمد بن مبارك (الشرق الاوسط)

قُبيل وصول الرئيس الأميركي جو بايدن لمدينة جدة (غرب السعودية)، عدّ وزير الخارجية اليمنية الدكتور أحمد عوض بن مبارك، الزيارة فرصة لتحقيق توافقات إقليمية ودولية تنعكس على حل الأزمة اليمنية.
وأكد بن مبارك في حوار خاص مع «الشرق الأوسط»، أن ضمان استقرار أسواق الطاقة عالمياً، وتدفق إمدادات الطاقة والغذاء تمر عبر المنطقة واليمن تحديداً، وعليه، فإن وقف التدخل الإيراني في اليمن هو الطريق الوحيدة لإحلال السلام والأمن.
وفي حين شدد وزير الخارجية على أن اليمن لا يحتاج إلى مبادرات جديدة، بل إلى تنفيذ المبادرات القائمة، تحدث عن صعوبة التعويل على استمرار الهدنة ونجاحها في ظل عدم تنفيذ الميليشيات الحوثية أياً من التزاماتها والتصعيد في مختلف الجبهات.
بن مبارك وصف العلاقات اليمنية - الأميركية بـ«الاستراتيجية»، وبأنها لا تقف عند حدود مكافحة الإرهاب فقط، بل تتجاوز ذلك إلى دعم بناء المؤسسات اليمنية، وتقديم المساعدات الإنسانية، ودعم الشعب اليمني في مختلف الأزمات والمراحل.
كما تحدث الوزير عن إعادة نظر الإدارة الأميركية الحالية في تصنيف الحوثيين لقائمة الإرهاب وغيرها من الملفات الحساسة، فإلى تفاصيل الحوار...
> بدايةً، كيف تنظرون لزيارة الرئيس الأميركي للمنطقة في هذا التوقيت بالذات؟
- مما لا شك فيه أن زيارة رئيس الولايات المتحدة للمنطقة وللمملكة العربية السعودية الشقيقة على وجه التحديد يعكس الأهمية التي يمثلها الإقليم للسياسة والإدارة الأميركية، وننظر للزيارة بإيجابية، آملين أن تجدد فيها الإدارة الأميركية موقفها الداعم لاستقرار وأمن المنطقة بشكل عام واليمن بشكل خاص، وأن تشكل الزيارة فرصة لتحقيق توافقات إقليمية - دولية حول القضية اليمنية، في ظل المستجدات الأخيرة واستمرار الميليشيات الانقلابية في عرقلة مسار الهدنة الأممية، وخاصة ما يتعلق بإنهاء الحصار على مدينة تعز.
> برأيكم، ما هي حظوظ الملف اليمني على أجندة الزيارة؟ وعلامَ تعولون؟
- كما تعلمون، هناك العديد من الملفات الرئيسية التي سيتم بحثها في هذه الزيارة، خاصة مع التداعيات الأخيرة على المستوى الدولي والتي فاقمت من أزمة الطاقة والغذاء، وهي قضايا حيوية وتهم الجميع. ولكن ينبغي التنبه إلى أنه ولضمان استقرار أسواق الطاقة في العالم؛ فلا بد من استقرار هذه المنطقة، وهنا نتحدث خصوصاً عن اليمن؛ إذ لا يمكن الحديث عن استقرار المنطقة والعالم، وضمان تدفق إمدادات الطاقة والغذاء، في ظل التدخل الإيراني الواضح والداعم للميليشيات الحوثية المهددة لممرات الملاحة الدولية؛ ولذلك نرى أن وقف تدخل النظام الإيراني في اليمن هو الطريق الوحيدة لإحلال السلام، وما سيتبعه ذلك من استقرار يعمّ المنطقة ككل وتنعكس آثاره بعد ذلك على السلام والأمن العالمي.
> هل هناك مشاركة أو تمثيل يمني من أي نوع في القمم المزمع عقدها في السعودية خلال الزيارة؟
- تم الإعداد لهذه القمة منذ وقت طويل، وهناك دول عربية شقيقة ستشارك فيها، وما يهمنا هو أن تكون القضية اليمنية مطروحة على أجندة القمة، ونحن واثقون بأن الأشقاء في المملكة العربية السعودية وبقية دول الخليج ستحمل الملف اليمني وتضعه دائماً في أولويات القمة، وأعتقد أن مصيرنا المشترك يحتم ذلك.
> هل تتوقعون طرح حلول ومبادرات جديدة لحل الأزمة اليمنية خلال الزيارة؟
- لا تحتاج اليمن إلى مبادرات جديدة، وإنما إلى تنفيذ المبادرات القائمة والتي طرحت من قبل، طريق السلام واضحة ومن الممكن تحقيقه إذا ما توفرت الإرادة لذلك، وهذا ما ينقص الميليشيات الحوثية التي رهنت مصيرها ومصير الشعب اليمني لمصلحة النظام الإيراني وأجندته التخريبية في المنطقة. لهذا؛ نعول على ممارسة مزيد من الضغوط على النظام الإيراني والميليشيات الحوثية لوقف العنف ونبذ استخدام القوة، والقبول بمبادرات السلام الإقليمية والدولية القائمة على المرجعيات الثلاث التي لا يمكن تجاوزها والعودة إلى نقطة الصفر.
> هل تعتقدون أن الهدنة سوف تصمد، لا سيما أن الحوثيين لم ينفذوا أي بند منها حتى الآن؟
- من الصعب التعويل على استمرار الهدنة ونجاحها في ظل عدم تنفيذ الميليشيات الحوثية أياً من التزاماتها ضمن الهدنة، وعلى العكس من ذلك زادت حدة الانتهاكات والخروقات العسكرية التي تقوم بها هذه الميليشيات في مختلف الجبهات. ومع أن مجلس القيادة الرئاسي كان واضحاً في إعطاء الأولوية لتمديد الهدنة لرفع المعاناة عن أبناء الشعب اليمني كافة دون تمييز، ولكن مع استمرار حصار تعز وعدم تحقيق أي اختراق في هذا الشأن، بالإضافة إلى عدم الالتزام بتخصيص رسوم الشحنات النفطية الواردة لميناء الحديدة لسداد رواتب الموظفين ورفع المعاناة عنهم، كل ذلك يؤثر على مدى صمود واستمرار الهدنة.
> كيف تصف العلاقات اليمنية - الأميركية حالياً في المجالات كافة، ومجال مكافحة الإرهاب تحديداً؟
- العلاقات اليمنية - الأميركية علاقات تاريخية استراتيجية فلم تتوقف الولايات المتحدة عن دعم الحكومة والشعب اليمني في مختلف المراحل والأزمات التي مرّت بها بلادنا. والإدارة الحالية جعلت من إحلال السلام في اليمن من ضمن أولوياتها؛ ولذا فهي مستمرة في دعم الجهود الرامية كافة لتحقيق السلام ورفع المعاناة والكارثة الإنسانية التي سببها انقلاب الميليشيات الحوثية على الحكومة الشرعية وعلى مخرجات الحوار الوطني. ولا يقتصر الدعم والتعاون اليمني - الأميركي على مجال مكافحة الإرهاب فقط، ولكن يمتد ذلك لدعم بناء المؤسسات اليمنية، وكذلك المساعدات الإنسانية، وغيرها في مختلف المجالات.
> هل تعتقدون أن رفع اسم الحوثيين من القائمة الأميركية للجماعات الإرهابية شجع الجماعة على التعنت واستمرار الحرب حتى اليوم؟
- لا يتعلق الأمر بالاعتقاد من عدمه، فالواقع على الأرض أظهر - حتى للإدارة الأميركية - أن الميليشيات الحوثية تلقت هذا الأمر بفهم خاطئ؛ ففي حين كان تركيز الإدارة الأميركية على الجانب الإنساني اعتبر الحوثيون أن رفعهم من قائمة الجماعات الإرهابية ضوء أخضر لهم للمزيد من الانتهاكات والقمع بحق أبناء الشعب اليمني.
ولكن، وكما رأينا جميعاً، قامت الإدارة الأميركية بعد ذلك بفرض العقوبات على عديد من قيادات هذه الجماعة الإرهابية، كما أن موضوع إعادة تصنيفها كجماعة إرهابية أصبح تحت المراجعة ونأمل أن يتم ذلك قريباً.
> إلى أي مدى تمثل زيارة الرئيس بايدن أهمية في إعادة رسم التحالفات في المنطقة من وجهة نظركم؟
- كما سبق وذكرت، فإن زيارة الرئيس الأميركي تحمل قدراً من الأهمية وتمثل دفعة لتعزيز وتقوية العلاقات بين دول المنطقة والولايات المتحدة، وهذه العلاقات هي علاقات تاريخية استراتيجية يجمعها هدف رئيسي، هو ضمان أمن واستقرار المنطقة ورخاء شعوبها.
ونرى أن هذا الهدف هو الذي من الممكن أن ترسم لأجله التحالفات والعلاقات مع مختلف أفراد المجتمع الدولي، فالدول العربية كافة تنشد السلام والاستقرار، وترحب بالانخراط في الجهود والمبادرات كافة التي تدعم سيادة دول المنطقة وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، والعمل بشكل جماعي لضمان الأمن والسلام والاستقرار لشعوبها.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يوافقون على قطْر ناقلة النفط «سونيون» بضوء أخضر إيراني

العالم العربي الحرائق مستمرة على متن ناقلة «سونيون» اليونانية منذ أسبوع (إ.ب.أ)

الحوثيون يوافقون على قطْر ناقلة النفط «سونيون» بضوء أخضر إيراني

وافق الحوثيون على قطر ناقلة النفط اليونانية «سونيون» المشتعلة في جنوب البحر الأحمر، بعد ضوء أخضر إيراني.

علي ربيع (عدن)
العالم العربي سيول جارفة أدت إلى وفاة عشرات اليمنيين في محافظة المحويت (إ.ب.أ)

تغيير الحوثيين التقويم المدرسي يهدد حياة طلبة المدارس

تهدد الأمطار الموسمية طلبة المدارس في اليمن؛ بسبب قيام الحوثيين بتغيير التقويم الدراسي إلى السنة الهجرية بدلاً عن الميلادية، بينما تسببت السيول في خسائر كبيرة.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي جهاز الأمن والمخابرات الحوثي يسعى إلى توسيع رقابته على السكان (إعلام حوثي)

انقلابيو اليمن يشدّدون أعمال الرقابة والتجسس على السكان

شدّدت الجماعة الحوثية قبضتها الأمنية لتوسيع نفوذها وسطوتها على سكان مناطق سيطرتها، حيث تتجه لإنشاء أنظمة استخبارية جديدة؛ مع تعزيز رقابتها على السكان

وضاح الجليل (عدن)
خاص المتحدث الإقليمي للخارجية الأميركية باللغة العربية سام وريبرغ (تصوير سعد العنزي) play-circle 01:24

خاص واشنطن: لا مستقبل لـ«حماس» في حكم غزة بعد الحرب

وصف مسؤول رفيع في الخارجية الأميركية انتقال المفاوضات بين حركة «حماس» وإسرائيل إلى مجموعات عمل تضم متخصصين لبحث الاتفاق بـ«التقدم الإيجابي».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي العليمي محيياً مستقبليه في تعز (سبأ)

العليمي في تعز المحاصرة حوثياً

على الرغم من المخاوف الأمنية، وصل رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي، إلى مدينة تعز، أمس، في زيارة تاريخية للمدينة التي يحاصرها الحوثيون للسنة

علي ربيع (عدن)

الحوثيون يعلنون استهداف السفينة «جروتون» في خليج عدن للمرة الثانية

صورة بالأقمار الاصطناعية تُظهر حريقاً على سطح ناقلة النفط «سونيون» التي استهدفها الحوثيون في البحر الأحمر (أ.ف.ب)
صورة بالأقمار الاصطناعية تُظهر حريقاً على سطح ناقلة النفط «سونيون» التي استهدفها الحوثيون في البحر الأحمر (أ.ف.ب)
TT

الحوثيون يعلنون استهداف السفينة «جروتون» في خليج عدن للمرة الثانية

صورة بالأقمار الاصطناعية تُظهر حريقاً على سطح ناقلة النفط «سونيون» التي استهدفها الحوثيون في البحر الأحمر (أ.ف.ب)
صورة بالأقمار الاصطناعية تُظهر حريقاً على سطح ناقلة النفط «سونيون» التي استهدفها الحوثيون في البحر الأحمر (أ.ف.ب)

قالت جماعة الحوثي اليمنية المتمردة، السبت، إنها هاجمت السفينة «جروتون» التي ترفع علم ليبيريا في خليج عدن للمرة الثانية، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال العميد يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين المدعومين من إيران في بيان: «انتصاراً لمظلومية الشعب الفلسطيني ومجاهديه، نفذت قواتنا المسلحة عملية عسكرية استهدفت السفينة (جروتون)، وذلك لانتهاك الشركة المالكة لها قرار حظر الدخول إلى مواني فلسطين المحتلة».

وأضاف سريع: «نفذت العملية القوات البحرية وسلاح الجو المسير والقوة الصاروخية. وقد أدت العملية إلى إصابة السفينة بشكل دقيق ومباشر».

وأشار إلى أن هذا الاستهداف «هو الثاني للسفينة بعد استهدافها في الثالث من أغسطس (آب) الحالي».

وأوضح المتحدث العسكري الحوثي أن قوات جماعته «أكدت نجاحها في منع الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر، وكذلك فرض قرار حظر الملاحة في منطقة العمليات المعلن عنها على جميع السفن المرتبطة بالعدو الإسرائيلي أو التي تتعامل معه، بغض النظر عن وجهتها أو السفن التابعة لشركات لها علاقة بهذا العدو».

كما أكد سريع استمرار عملياتهم البحرية في منطقة العمليات التابعة لهم «وكذلك استمرار إسنادها للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة وفي الضفة الغربية حتى وقف العدوان ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة».

ومنذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 يواصل الحوثيون استهداف كثير من السفن في البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي، ويقولون إن هذه العمليات تأتي «نصرة لغزة».