«قضية كافالا» تهدد عضوية تركيا في مجلس أوروبا

TT

«قضية كافالا» تهدد عضوية تركيا في مجلس أوروبا

أصدرت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان قرارها بشأن الطلب الذي تقدمت به لجنة الوزراء التابعة لمجلس أوروبا في فبراير (شباط) الماضي لتحديد ما إذا كانت تركيا التزمت بتنفيذ قرار المحكمة الصادر في ديسمبر (كانون الأول) 2019 بالإفراج الفوري عن رجل الأعمال الناشط البارز في مجال المجتمع المدني عثمان كافالا. وأكدت في قرارها، الصادر أمس (الاثنين) بأن تركيا انتهكت الفقرة الأولى من المادة 46 من الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان، التي تطالب أطراف الاتفاقية بالتعهد بالامتثال للقرارات النهائية للمحكمة في القضية التي هم طرف فيها. كما قررت تغريم أنقرة مبلغ 7500 يورو، هي مصاريف المحكمة، تدفع لكافالا.
وفتح قرار المحكمة الطريق أمام فرض عقوبات على تركيا تصل إلى تعليق عضويتها في مجلس أوروبا، وهو المنظمة الرئيسة المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان في القارة الأوروبية، وهو إجراء لم يطبق إلا مرة واحدة فقط في تاريخ المجلس ضد أذربيجان في قضية ماثلة في عام 2017.
وسترسل المحكمة قرارها إلى لجنة وزراء مجلس أوروبا، التي تشرف على تنفيذ أحكام المحكمة التي ستناقش في اجتماعها الأول نوع القرار السياسي الذي ينبغي اتخاذه. وفي حال قررت تعليق عضوية تركيا في مجلس أوروبا، فسيعني ذلك أن المواطنين الأتراك لن يتمكنوا من الوصول إلى الحقوق المنصوص عليها في الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان أو رفع دعاوى أمام المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان.
وفي 24 أبريل (نيسان) الماضي أصدرت محكمة الجنايات العليا في إسطنبول حكماً على كافالا، بالسجن المؤبد المشدد من دون إمكان تخفيض العقوبة، رغم قرار المحكمة الأوروبية بالإفراج عنه. وأثار الحكم غضباً واسعاً في الغرب إلى جانب حالة من الرفض من جانب المعارضة التركية، وركزت جميع ردود الفعل على الانتهاكات الحقوقية الواسعة للحكومة التركية وتسيس القضاء.
وأدين كافالا، (65 عاماً)، بتهمة «محاولة إسقاط نظام الحكم وإطاحة النظام الدستوري للبلاد»، فيما ظلّ بريئاً من تهمة التجسس في قضيتي احتجاجات جيزي بارك، التي وقعت عام 2013، ودعم محاولة الانقلاب الفاشلة في 2016. وأعلن محاموه نيتهم استئناف الحكم. وعبرت وزارة الخارجية الأميركية آنذاك عن قلقها وخيبة أملها من إدانة كافالا واصفة الحكم الصادر ضده بأنه «جائر». واستنكر الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، الحكم الذي قال إنه «يتجاهل قرار المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان».
وكان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان انتقد مجلس أوروبا بشدة، في فبراير (شباط) الماضي، بسبب طلبه إلى المحكمة الأوروبية متابعة قضية كافالا، قائلاً: «نتوقع احترام محاكمنا. من لا يسمع يجب أن يأسف. لن نحترمهم مثلما لم يحترموا أحكام القضاء في بلادنا».
ويتهم إردوغان كافالا بأنه «ذراع رجل الأعمال الأميركي من أصل مجري جورج سورس، مؤسس منظمة المجتمع المفتوح» في تركيا، ويلقبه بـ«سورس تركيا الأحمر»، وتعهد مراراً بأنه «لن يخرج من السجن طالما بقي هو في حكم تركيا».
وبُرّئ كافالا، الذي لطالما اعتبر، وكذلك الغرب، أن محاكمته «ذات دوافع سياسية»، من تهمة تمويل احتجاجات «جيزي» في فبراير (شباط) 2020، لكن السلطات وأوقفته مجدداً، حتى قبل أن يعود إلى منزله، باتهام جديد هو دعم محاولة الانقلاب الفاشلة في 2016.


مقالات ذات صلة

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

شؤون إقليمية أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية. وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين إن بلاده تتوقع موقفاً واضحاً من دمشق حيال «تنظيم حزب العمال الكردستاني الإرهابي» والتنظيمات التابعة له، في إشارة إلى وحدات حماية الشعب الكردية، أكبر مكونات قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي تنظر إليها أنقرة على أنها امتداد لـ«العمال الكردستاني» في سوريا.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية خصوم إردوغان يتهمونه بـ«مفاوضة» أوجلان في سجنه طلباً لأصوات كردية

خصوم إردوغان يتهمونه بـ«مفاوضة» أوجلان في سجنه طلباً لأصوات كردية

واجه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ادعاءً جديداً من خصومه في المعارضة، بشأن إرساله مبعوثين للتفاوض مع زعيم «حزب العمال الكردستاني» السجين مدى الحياة، عبد الله أوجلان، من أجل توجيه رسالة للأكراد للتصويت لصالحه في الانتخابات الرئاسية المقررة في 14 مايو (أيار) الحالي. وقالت رئيسة حزب «الجيد» المعارض، ميرال أكشنار، إن إردوغان أرسل «شخصية قضائية» إلى أوجلان في محبسه، وإنها تعرف من الذي ذهب وكيف ذهب، مشيرة إلى أنها لن تكشف عن اسمه لأنه ليس شخصية سياسية. والأسبوع الماضي، نفى المتحدث باسم الرئاسة التركية، إعلان الرئيس السابق لحزب «الشعوب الديمقراطية» السجين، صلاح الدين دميرطاش، أن يكون إردوغان أرسل وف

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية دخول تركيا «النادي النووي» مهم... وزوال مخاوف «تشيرنوبل» مسألة وقت

دخول تركيا «النادي النووي» مهم... وزوال مخاوف «تشيرنوبل» مسألة وقت

<div>دفع إقدام تركيا على دخول مجال الطاقة النووية لإنتاج الكهرباء عبر محطة «أككويو» التي تنشئها شركة «روساتوم» الروسية في ولاية مرسين جنوب البلاد، والتي اكتسبت صفة «المنشأة النووية» بعد أن جرى تسليم الوقود النووي للمفاعل الأول من مفاعلاتها الأربعة الخميس الماضي، إلى تجديد المخاوف والتساؤلات بشأن مخاطر الطاقة النووية خصوصاً في ظل بقاء كارثة تشيرنوبل ماثلة في أذهان الأتراك على الرغم من مرور ما يقرب من 40 عاما على وقوعها. فنظراً للتقارب الجغرافي بين تركيا وأوكرانيا، التي شهدت تلك الكارثة المروعة عام 1986، ووقوعهما على البحر الأسود، قوبلت مشروعات إنتاج الكهرباء من الطاقة النووية باعتراضات شديدة في البد</div>

شؤون إقليمية أنقرة: وزراء خارجية تركيا وسوريا وروسيا قد يجتمعون في 10 مايو

أنقرة: وزراء خارجية تركيا وسوريا وروسيا قد يجتمعون في 10 مايو

قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، اليوم الأربعاء، إن اجتماع وزراء خارجية تركيا وسوريا وروسيا قد يُعقَد بموسكو، في العاشر من مايو (أيار)، إذ تعمل أنقرة ودمشق على إصلاح العلاقات المشحونة. كان جاويش أوغلو يتحدث، في مقابلة، مع محطة «إن.تي.في.»

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
شؤون إقليمية «أككويو» تنقل تركيا إلى النادي النووي

«أككويو» تنقل تركيا إلى النادي النووي

أصبحت تركيا رسمياً عضواً في نادي الدول النووية بالعالم بعدما خطت أولى خطواتها لتوليد الكهرباء عبر محطة «أككويو» النووية التي تنفذها شركة «روسآتوم» الروسية في ولاية مرسين جنوب البلاد. ووصف الرئيس التركي رجب طيب إردوغان خطوة تزويد أول مفاعل من بين 4 مفاعلات بالمحطة، بـ«التاريخية»، معلناً أنها دشنت انضمام بلاده إلى القوى النووية في العالم، مشيراً إلى أن «أككويو» هي البداية، وأن بلاده ستبني محطات أخرى مماثلة. على ساحل البحر المتوسط، وفي حضن الجبال، تقع محطة «أككويو» النووية لتوليد الكهرباء، التي تعد أكبر مشروع في تاريخ العلاقات التركية - الروسية.


نتنياهو: إسرائيل «ليست لديها مصلحة في مواجهة» سوريا

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الكنيست (إ.ب.أ)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الكنيست (إ.ب.أ)
TT

نتنياهو: إسرائيل «ليست لديها مصلحة في مواجهة» سوريا

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الكنيست (إ.ب.أ)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الكنيست (إ.ب.أ)

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأحد، إن إسرائيل «ليست لديها مصلحة» في خوض مواجهة مع سوريا، وذلك بعد أيام على إصداره أوامر بدخول قوات إلى المنطقة العازلة بين البلدين في هضبة الجولان.

وجاء في بيان بالفيديو لنتنياهو: «ليست لدينا مصلحة في مواجهة سوريا. سياسة إسرائيل تجاه سوريا ستتحدد من خلال تطور الوقائع على الأرض»، وذلك بعد أسبوع على إطاحة تحالف فصائل المعارضة السورية، بقيادة «هيئة تحرير الشام»، بالرئيس بشار الأسد.

وأكد نتنياهو أن الضربات الجوية الأخيرة ضد المواقع العسكرية السورية «جاءت لضمان عدم استخدام الأسلحة ضد إسرائيل في المستقبل. كما ضربت إسرائيل طرق إمداد الأسلحة إلى (حزب الله)».

وأضاف: «سوريا ليست سوريا نفسها»، مشيراً إلى أن إسرائيل تغير الشرق الأوسط، وفقاً لموقع «تايمز أوف إسرائيل».

وتابع: «لبنان ليس لبنان نفسه، غزة ليست غزة نفسها، وزعيمة المحور، إيران، ليست إيران نفسها».

وأشار رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى أنه تحدث، الليلة الماضية، مع الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب حول تصميم إسرائيل على الاستمرار في العمل ضد إيران ووكلائها.

وصف نتنياهو المحادثة بأنها «ودية ودافئة ومهمة جداً» حول الحاجة إلى «إكمال انتصار إسرائيل».

وقال: «نحن ملتزمون بمنع (حزب الله) من إعادة تسليح نفسه. هذا اختبار مستمر لإسرائيل، يجب أن نواجهه وسنواجهه. أقول لـ(حزب الله) وإيران بوضوح تام: (سنستمر في العمل ضدكم بقدر ما هو ضروري، في كل ساحة وفي جميع الأوقات)».