تركيا مستاءة من موقف أميركا وروسيا تجاه عمليتها المحتملة ضد «قسد»

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (رويترز)
TT

تركيا مستاءة من موقف أميركا وروسيا تجاه عمليتها المحتملة ضد «قسد»

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (رويترز)

أعربت تركيا عن استيائها من موقف كل من الولايات المتحدة وروسيا الرافض لعملية عسكرية من المحتمل أن تنفذها ضد مواقع قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في شمال سوريا، في الوقت الذي تصاعدت فيه الحشود والتعزيزات من جانب روسيا والنظام السوري وتركيا في المناطق التي من المتوقع أن تنطلق فيها العملية التركية.
وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، في مقابلة تلفزيونية أمس (الاثنين)، إنه «لا يحق لروسيا والولايات المتحدة قول أي شيء لتركيا، فيما يتعلّق بملف قسد ومناطق سيطرتها قرب الحدود الجنوبية لبلادنا».
والجمعة، قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، إنه لا داعي للاستعجال في العملية العسكرية بشمال سوريا، مشيراً في الوقت ذاته إلى أنها ستنفذ «بين ليلة وضحاها عندما تكتمل التحضيرات الخاصة بالحزام الأمني على حدود تركيا الجنوبية».
وعبر جاويش أوغلو عن غضب أنقرة من موقف موسكو، قائلاً: «نحن غير راضين عن الخطوات التي تتخذها روسيا، ونتحلى بالشفافية حيال ذلك»، مضيفاً: «لقد أعربنا مراراً عن خيبة أملنا من المساعدة الأميركية لـ(قسد)»، مؤكداً أن بلاده لا ولن تتوانى في القضاء على أي تهديد يأتيها من الجانب السوري.
وتابع جاويش أوغلو أن «القوات التركية ستقوم بما هو ضروري، ﻷنه عندما يتعلق الأمر بالأمن القومي، فلا يهم من يقول وماذا يقول... تقوم تركيا بما هو ضروري في إطار القانون الدولي».
وحذرت الولايات المتحدة وروسيا، تركيا، من الإقدام على أي تحرك عسكري جديد في شمال سوريا، لأن ذلك يشكل خطراً على المنطقة وعلى جهود مكافحة التنظيمات الإرهابية وعلى قواتهما الموجودة في المنطقة.
ويستبعد مراقبون فكرة اصطدام الجيش التركي مع القوات الروسية الموجودة في كل من منبج وتل رفعت، اللتين حددهما الرئيس التركي رجب طيب إردوغان سابقاً كنطاق للعملية المحتملة، لكن دمشق أعلنت أن الجيش السوري سيتدخل في الوقت المناسب إذا رأى ضرورة لذلك، وسيواجه الجيش التركي.
في الوقت ذاته، وصلت قوات دعم روسية جديدة إلى شمال شرقي سوريا. وأفادت وسائل إعلام روسية بأن قوات عسكرية من فرقة المظليين التابعة للجيش الروسي وصلت إلى القامشلي.
كما دفع الجيش التركي برتل عسكري جديد من معبر الراعي إلى مناطق «درع الفرات» بريف حلب، مؤلف من آليات ثقيلة ومدرعات وناقلات جند وشاحنات إمداد مختلفة، وزع على النقاط العسكرية التركية المنتشرة على محاور التماس مع القوات الكردية ومجلس منبج العسكري في ريف حلب الشمالي الشرقي.
وتزامنت التعزيزات التركية مع تعزيزات ضخمة لقوات النظام وصلت إلى نقاط التماس في منبج بريف حلب الشرقي وعين عيسى بريف الرقة الشمالي، تضمنت أسلحة ثقيلة ودبابات، دخلت في رتل مؤلف من أكثر من 50 عربة عسكرية توجهت من محافظة حلب نحو محافظة الرقة وعبرت جسر قرقوزاق، كما وصل رتل كبير إلى محور قرية العريمة بريف منبج، يتألف من عشرات الآليات، تمركز قرب نقاط التماس مع الفصائل المسلحة الموالية لتركيا.
وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الأرتال العسكرية تدخل تباعاً من مناطق نفوذ النظام في حلب إلى منبج عبر معبر التايهة في شرقها.
وبينما انتقدت أنقرة موقف موسكو من عمليتها العسكرية المحتملة، سيرت القوات التركية والروسية دورية مشتركة جديدة، أمس، في ريف عين العرب (كوباني).
وانطلقت الدورية المؤلفة من 8 عربات عسكرية روسية وتركية برفقة مروحيتين روسيتين من قرية غريب في شرق عين العرب، حيث جابت كثيراً من القرى وصولاً إلى قرية بندرخان، في ريف تل أبيض الغربي، قبل أن تعود إلى نقطة انطلاقها في قرية غريب.
وتعد هذه هي الدورية رقم 105 في المنطقة بين الجانبين منذ الاتفاق الروسي - التركي الموقع بسوتشي في 22 أكتوبر (تشرين الأول) 2019، بشأن وقف إطلاق النار في شمال شرقي سوريا وإنهاء عملية «نبع السلام» العسكرية التي استهدفت مواقع «قسد» في المنطقة.


مقالات ذات صلة

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

العالم العربي أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
العالم العربي درعا على موعد مع تسويات جديدة

درعا على موعد مع تسويات جديدة

أجرت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا (جنوب سوريا) اجتماعات عدة خلال الأيام القليلة الماضية، آخرها أول من أمس (الأربعاء)، في مقر الفرقة التاسعة العسكرية بمدينة الصنمين بريف درعا الشمالي، حضرها وجهاء ومخاتير ومفاوضون من المناطق الخاضعة لاتفاق التسوية سابقاً وقادة من اللواء الثامن المدعوم من قاعدة حميميم الأميركية. مصدر مقرب من لجان التفاوض بريف درعا الغربي قال لـ«الشرق الأوسط»: «قبل أيام دعت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا، ممثلةً بمسؤول جهاز الأمن العسكري في درعا، العميد لؤي العلي، ومحافظ درعا، لؤي خريطة، ومسؤول اللجنة الأمنية في درعا، اللواء مفيد حسن، عد

رياض الزين (درعا)
شمال افريقيا مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري اتصالات هاتفية مع نظرائه في 6 دول عربية؛ للإعداد للاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب بشأن سوريا والسودان، المقرر عقده، يوم الأحد المقبل. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير أحمد أبو زيد، في إفادة رسمية، الخميس، إن شكري أجرى اتصالات هاتفية، على مدار يومي الأربعاء والخميس، مع كل من وزير خارجية السودان علي الصادق، ووزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان، ووزير خارجية العراق فؤاد محمد حسين، ووزير خارجية الجزائر أحمد عطاف، ووزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، ووزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف. وأضاف أن «الاتصالات مع الوزراء العرب تأتي في إطار ا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي الأردن يوسّع مشاورات «عودة سوريا»

الأردن يوسّع مشاورات «عودة سوريا»

أطلق الأردن سلسلة اتصالات مع دول عربية غداة استضافته اجتماعاً لبحث مسألة احتمالات عودة سوريا إلى الجامعة العربية، ومشاركتها في القمة المقبلة المقرر عقدها في المملكة العربية السعودية هذا الشهر. وقالت مصادر أردنية لـ«الشرق الأوسط»، إن اجتماع عمّان التشاوري الذي عُقد (الاثنين) بحضور وزراء خارجية مصر والسعودية والعراق والأردن وسوريا، ناقش احتمالات التصويت على قرار عودة سوريا إلى الجامعة العربية ضمن أنظمة الجامعة وآليات اعتماد القرارات فيها. وفي حين أن قرار عودة سوريا إلى الجامعة ليس مقتصراً على الاجتماعات التشاورية التي يعقدها وزراء خارجية مصر والسعودية والعراق والأردن، فإن المصادر لا تستبعد اتفاق

شؤون إقليمية الأسد ورئيسي يتفقان على «تعاون استراتيجي طويل الأمد»

الأسد ورئيسي يتفقان على «تعاون استراتيجي طويل الأمد»

بدأ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أمس (الأربعاء) زيارة لدمشق تدوم يومين واستهلها بجولة محادثات مع نظيره السوري بشار الأسد تناولت تعزيز العلاقات المتينة أصلاً بين البلدين. وفيما تحدث رئيسي عن «انتصارات كبيرة» حققتها سوريا، أشار الأسد إلى أن إيران وقفت إلى جانب الحكومة السورية مثلما وقفت هذه الأخيرة إلى جانب إيران في حرب السنوات الثماني مع إيران في ثمانينات القرن الماضي. ووقع الأسد ورئيسي في نهاية محادثاتهما أمس «مذكرة تفاهم لخطة التعاون الاستراتيجي الشامل الطويل الأمد». وزيارة رئيسي لدمشق هي الأولى التي يقوم بها رئيس إيراني منذ 13 سنة عندما زارها الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد.

«الشرق الأوسط» (دمشق)

بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
TT

بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (الخميس) إلى الأردن، مستهِلاً جولة لبحث الأزمة في سوريا بعد إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد، وفق ما أفاد صحافي من «وكالة الصحافة الفرنسية» كان ضمن فريق الصحافيين المرافق له في الطائرة.

وقال مسؤولون أميركيون، للصحافيين المرافقين، إن بلينكن المنتهية ولايته سيلتقي العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ووزيرَ خارجيته في مدينة العقبة (نحو 325 كيلومتراً جنوب عمان) على البحر الأحمر، في إطار سعيه إلى عملية «شاملة» لاختيار أعضاء الحكومة السورية المقبلة. وفور وصوله، توجَّه بلينكن إلى الاجتماع، ومن المقرر أن يسافر في وقت لاحق من اليوم إلى تركيا.

ودعا بلينكن إلى عملية «شاملة» لتشكيل الحكومة السورية المقبلة تتضمَّن حماية الأقليات، بعدما أنهت فصائل معارضة بقيادة «هيئة تحرير الشام» حكم بشار الأسد المنتمي إلى الطائفة العلوية التي تُشكِّل أقلية في سوريا.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية، لدى إعلانها عن جولة بلينكن، إنه سيدعو إلى «قيام سلطة في سوريا لا توفر قاعدة للإرهاب أو تُشكِّل تهديداً لجيرانها»، في إشارة إلى المخاوف التي تُعبِّر عنها كل من تركيا، وإسرائيل التي نفَّذت مئات الغارات في البلد المجاور خلال الأيام الماضية. وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر إلى أنه خلال المناقشات في العقبة على البحر الأحمر «سيكرر بلينكن دعم الولايات المتحدة لانتقال جامع (...) نحو حكومة مسؤولة وتمثيلية». وسيناقش أيضاً «ضرورة (...) احترام حقوق الأقليات، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، ومنع تحول سوريا إلى قاعدة للإرهاب أو أن تُشكِّل تهديداً لجيرانها، وضمان تأمين مخزونات الأسلحة الكيميائية وتدميرها بشكل آمن». وهذه الزيارة الثانية عشرة التي يقوم بها بلينكن إلى الشرق الأوسط منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وهجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل، التي ردَّت بحملة عنيفة ومُدمِّرة ما زالت مستمرة على قطاع غزة.

وانتهت رحلة بلينكن السابقة بخيبة أمل بعد فشله في تأمين صفقة تنهي فيها إسرائيل و«حماس» الحرب في مقابل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة. وسيغادر بلينكن منصبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل مع إدارة الرئيس جو بايدن.

ووصف الرئيس المنتخب دونالد ترمب الوضع في سوريا بـ«الفوضى». وقال إن الولايات المتحدة لا ينبغي أن تتدخل، رغم أنه لم يوضح السياسة الأميركية منذ سقوط الأسد.