انتهى بمنتصف ليل أمس (الاحد) التفويض القانوني الممنوح لوكالات المخابرات الأميركية بجمع السجلات الهاتفية لأميركيين وبيانات أخرى، بعد أن فشل مجلس الشيوخ في تمرير تشريع يسمح بتجديد التفويض.
وبعد مناقشات وضعت ثقة الأميركيين المتآكلة في الحكومة لتدخلها في خصوصياتهم في مواجهة مخاوف من هجمات ارهابية، صوت مجلس الشيوخ بالموافقة على المضي قدما في تشريع اصلاحي يغير برنامج السجلات الهاتفية الذي كشف عنه منذ عامين ادوارد سنودن المتعاقد السابق مع وكالة الامن القومي الأميركية.
ويعد هذا نصرا للرئيس الديمقراطي باراك اوباما، الذي ضغط على الكونغرس للموافقة على التشريع الاصلاحي قائلا انه حل وسط بين الحفاظ على الخصوصية والحفاظ على برنامج تقول ادارته انه مهم لحماية البلاد من الهجمات.
ونتيجة لهذا، انتهى برنامج الحكومة لجمع السجلات الهاتفية عند منتصف الليل أي (04:00 بتوقيت غرينتش اليوم الاثنين)، حين ينتهي العمل بقانون صدر عقب هجمات 11 سبتمبر (ايلول) عام 2001 عرف باسم قانون الوطنية.
ووافق مجلس الشيوخ بأغلبية 77 صوتا ضد 17 صوتا لصالح التشريع الاصلاحي الذي يعرف باسم قانون الحريات.
من جابنها، قال رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ السناتور ريتشارد بور "اعتبارا من مساء الأحد، لن يعود بامكان العاملين في وكالة الامن القومي الذين يدققون في قاعدة البيانات ان يفعلوا ذلك". واضاف بور غاضبا ان "الفضل في ذلك كله يعود الى السناتور راند بول" الذي عرقل تمديد العمل بالبرنامج الذي يطول توقيت المكالمات ومدتها والارقام الهاتفية التي تتم بينها، ولكن ليس محتوى هذه المكالمات.
ودانت الرئاسة الاميركية التصرف "غير المسؤول" لمجلس الشيوخ. وقال المتحدث باسم البيت الابيض جوش ارنست في بيان "ندعو مجلس الشيوخ الى ضمان ان هذا الفشل غير المسؤول" في اقرار تمديد العمل بالبرنامج "سيدوم اقل وقت ممكن". واضاف انه "في مسألة على هذا القدر من الاهمية تتعلق بأمننا القومي يجب على اعضاء مجلس الشيوخ ان يضعوا جانبا اعتباراتهم الفئوية وان يتصرفوا بسرعة".
وسيواصل مجلس الشيوخ مناقشة النص هذا الاسبوع، اذ ان بول لا يستطيع تأخير الاجراء لفترة طويلة بينما عبر عدد كبير من اعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين والديمقراطيين عن دعمهم لتمديد البرنامج.
ويمكن ان يسمح التصويت الاخير خلال الاسبوع الحالي بالتمهيد لاعادة الصلاحية القانونية لجمع المعطيات.
وقال مدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) جون برينان صباح أمس "لا يمكن ان نسمح لانفسنا" بتقليص نظام المراقبة. واضاف في مقابلة مع شبكة التلفزيون "سي بي اس" "اذا نظرتم الى الهجمات الارهابية المروعة والعنف الذي يحدث في العالم، فستجدون اننا نحتاج لابقاء بلدنا آمنا ومحيطاتنا لا تبقينا سالمين كما كانت قبل قرن". وتابع ان جماعات مثل تنظيم "داعش" تابعت التطورات "بدقة كبيرة" و"تبحث عن وسائل للتحرك". ولم يذكر برينان اسم راند بول، لكنه عبر عن استيائه من تسييس برامج مهمة اصر على انها "لم تستغل" من قبل السلطات الاميركية.
وعلى كل حال يشكل ذلك انتصارا لادوراد سنودن المستشار السابق في وكالة الامن القومي الذي كشف حجم البرامج الحكومية للمراقبة الالكترونية ويعيش حاليا في روسيا.
الأمن القومي الأميركي يخسر صلاحية التصفح بسجلات المواطنين الهاتفية
الأمن القومي الأميركي يخسر صلاحية التصفح بسجلات المواطنين الهاتفية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة