خريطة طريق تنفيذية لتأسيس أكبر حديقة في العالم

الماجد لـ«الشرق الأوسط»: دراسات علمية وهندسية جارية لأعمال مشروع «حديقة الملك سلمان»

حديقة الملك سلمان وسط العاصمة السعودية (الشرق الأوسط)
حديقة الملك سلمان وسط العاصمة السعودية (الشرق الأوسط)
TT

خريطة طريق تنفيذية لتأسيس أكبر حديقة في العالم

حديقة الملك سلمان وسط العاصمة السعودية (الشرق الأوسط)
حديقة الملك سلمان وسط العاصمة السعودية (الشرق الأوسط)

في وقت تمضي فيه استراتيجية الرياض الخضراء على قدم وساق، أكد مصدر مسؤول بمؤسسة حديقة الملك سلمان، أن المساعي جارية لتهيئة مشروع الحديقة لتصبح واقعاً ملموساً، كاشفاً عن إعداد خريطة طريق لتحويل المخططات إلى أعمال تنفيذية ممنهجة يجري القيام بها حالياً.
وأشار الدكتور فيصل بن سعد الماجد مدير إدارة العلاقات العامة والتسويق لمؤسسة حديقة الملك سلمان إلى أن مشاركة الحديقة في المعرض والمنتدى الدولي لتقنيات التشجير الذي اختتم أعماله أخيراً، لتأكيد التزام بزرع مليون شجرة، والاستفادة من تبادل التجارب والأبحاث العلمية، والمساهمة في إطلاق دراسة علمية ترسم خريطة هندسية لتدخل من خلالها المؤسسة إلى حيز التنفيذ الفعلي.
وأكد الدكتور الماجد في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن المؤسسة ستعمل على إعادة هندسة تربة حديقة الملك سلمان لتهيئتها لتنفيذ التزامها بزرع مليون شجرة، بأكثر من طبقة تربة وإضافة الحيوانات الحية الدقيقة وزيادة مستوى النيتروجين لزيادة خصوبتها مع استخدام المياه المعاد تدويرها بطريقة ري مبتكرة، بحيث تبقي مستوى المياه داخل طبقات التي تحتوي جذور النباتات، ويسهم في نموها للحفاظ على نضارته ولونه الأخضر.
ووفق الماجد، فإن التزام مؤسسة حديقة الملك سلمان، سيعزز زيادة المساحة الخضراء ونصيب الفرد من المساحة الخضراء في العاصمة السعودية الرياض، فضلاً عن جني حزمة كبيرة من الفوائد البيئية الأخرى، لافتاً إلى أن مستهدف الحديقة بزراعة مليون شجرة يؤدي بالضرورة إلى انخفاض نسبة الكربون مقابل زيادة نسبة الأكسجين وانخفاض درجة الحرارة والانبعاثات الكربونية والغبار، فضلاً عن إيجاد بيئة صحية مناسبة للأسرة والشباب والصغار والكبار داخل مدينة الرياض وزوارها من الخارج.
وقال الماجد إن «عمل المملكة في مبادرة السعودية الخضراء هو عمل تكاملي... الحديقة جزء من هذا العمل التكاملي، إذ إن مشروع الرياض الخضراء يستهدف 7.5 مليون شجرة»، مبيناً أن هناك مكتسبات أخرى للمشروع لدفع التنوع البيولوجي، سواء في الطيور أو الحشرات الاجذاع أو البيئة الخضراء لمدينة الرياض كما كانت سابقاً في الأصل.
ولفت الماجد إلى أن مؤسسة حديقة الملك سلمان، تعد أحد المشاريع الأربعة الكبرى التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز في شهر مارس (آذار) 2019، مشيراً إلى أهمية النتائج المعرض والمنتدى الدولي لتقنيات التشجير، في التعرف على مكتسبات علمية في التشجير وأنواعه وأهميته في المقاومة لتغيرات المناخ، والظروف القاسية مع الاهتمام بجانب التثقيف العام ورفع الوعي بأهميتها والمحافظة عليها عبر إكثارها.
وكانت مؤسسة حديقة الملك سلمان قد أعلنت مايو (أيار) الماضي بدء أعمال الإنشاء في المجمع الملكي للفنون على مساحة تزيد على 500 ألف متر مربع، حيث سيكون محوراً للثقافة والفنون في مدينة الرياض، ويرتكز في تصاميمه على مبادئ العمارة السلمانية التي تمزج روح الأصالة بالحداثة بالشكل الذي يعكس الهوية المحلية.
يذكر أن الحديقة تقع على مساحة تتجاوز 16 كيلومتراً مربعاً في مركز محوري بمدينة الرياض، حيث تتصل بأهم الطرق الرئيسية، بالإضافة إلى محطات قطار وحافلات الرياض. وبإتمام المشروع ستصبح الحديقة أكبر حديقة مُدُن في العالم، كما من المقرر أن تصبح مركزاً عالمياً للثقافة والفنون والطبيعة، كما ستضم مرافق رياضية متنوعة والمسرح الوطني.


مقالات ذات صلة

«السيادي» السعودي يُكمل الاستحواذ على 15 % من مطار هيثرو

الاقتصاد صندوق الاستثمارات العامة السعودي يهدف لدعم تحقيق النمو المستدام في مطار هيثرو (أ.ب)

«السيادي» السعودي يُكمل الاستحواذ على 15 % من مطار هيثرو

أكمل صندوق الاستثمارات العامة السعودي الاستحواذ على حصة تُقارب 15 % في «إف جي بي توبكو»، الشركة القابضة لمطار هيثرو من «فيروفيال إس إي»، ومساهمين آخرين.

«الشرق الأوسط» (الرياض) «الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد إريك ترمب يتحدث خلال مقابلة مع «رويترز» في أبو ظبي (رويترز)

إريك ترمب: نخطط لبناء برج في الرياض بالشراكة مع «دار غلوبال»

قال إريك ترمب، نجل الرئيس الأميركي المنتخب، لـ«رويترز»، الخميس، إن منظمة «ترمب» تخطط لبناء برج في العاصمة السعودية الرياض.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد جانب من فعاليات النسخة السابقة من المؤتمر في الرياض (واس)

السعودية تشهد انطلاق مؤتمر سلاسل الإمداد الأحد

تشهد السعودية انطلاق النسخة السادسة من مؤتمر سلاسل الإمداد، يوم الأحد المقبل، برعاية وزير النقل والخدمات اللوجيستية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد صورة تجمع المسؤولين السعوديين واليابانيين خلال إطلاق صندوق مؤشرات متداولة وإدراجه في بورصة طوكيو (الشرق الأوسط)

«الاستثمارات العامة السعودي» يستثمر بأكبر صندوق في بورصة طوكيو

أعلنت مجموعة «ميزوهو» المالية، الخميس، إطلاق صندوق مؤشرات متداولة، وإدراجه في بورصة طوكيو.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد وسط تحديات مناخية… كيف أصبحت السعودية أكبر منتج للمياه المحلاة عالمياً؟ 

وسط تحديات مناخية… كيف أصبحت السعودية أكبر منتج للمياه المحلاة عالمياً؟ 

قبل أكثر من مائة عام، بدأت رحلة السعودية ذات المناخ الصحراوي والجاف مع تحلية المياه بآلة «الكنداسة» على شواطئ جدة (غرب المملكة).

عبير حمدي (الرياض)

الاقتصاد البريطاني ينكمش بشكل غير متوقع بـ0.1 % في أكتوبر

ريفز في مركز التحكم خلال جولة في مستشفى مايدستون جنوب شرقي إنجلترا (أ.ف.ب)
ريفز في مركز التحكم خلال جولة في مستشفى مايدستون جنوب شرقي إنجلترا (أ.ف.ب)
TT

الاقتصاد البريطاني ينكمش بشكل غير متوقع بـ0.1 % في أكتوبر

ريفز في مركز التحكم خلال جولة في مستشفى مايدستون جنوب شرقي إنجلترا (أ.ف.ب)
ريفز في مركز التحكم خلال جولة في مستشفى مايدستون جنوب شرقي إنجلترا (أ.ف.ب)

انكمش الاقتصاد البريطاني بنسبة 0.1 في المائة في أكتوبر (تشرين الأول)، في الفترة التي سبقت أول موازنة للحكومة الجديدة، وهو أول انخفاض متتالٍ في الناتج منذ بداية جائحة «كوفيد - 19»، مما يؤكد حجم التحدي الذي يواجهه حزب العمال لتحفيز الاقتصاد على النمو.

فقد أظهرت أرقام مكتب الإحصاء الوطني أن الانخفاض غير المتوقع في الناتج المحلي الإجمالي كان مدفوعاً بتراجعات في البناء والإنتاج، في حين ظلَّ قطاع الخدمات المهيمن راكداً.

وكان خبراء الاقتصاد الذين استطلعت «رويترز» آراءهم يتوقَّعون نمو الاقتصاد بنسبة 0.1 في المائة. ويأتي ذلك بعد انخفاض بنسبة 0.1 في المائة في سبتمبر (أيلول) ونمو بطيء بنسبة 0.1 في المائة في الرُّبع الثالث من العام، وفقاً لأرقام الشهر الماضي.

وقال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، الأسبوع الماضي، إن «هدف الحكومة هو جعل المملكة المتحدة أسرع اقتصاد نمواً بين دول مجموعة السبع، مع التعهد بتحقيق دخل حقيقي أعلى للأسر بحلول عام 2029».

رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر (إ.ب.أ)

لكن مجموعة من الشركات قالت إنها تخطِّط لإبطاء الإنفاق والتوظيف بعد موازنة حزب العمال في أكتوبر، التي تضمَّنت زيادات ضريبية بقيمة 40 مليار جنيه إسترليني.

وقال خبراء اقتصاديون إن الانكماش الشهري الثاني على التوالي في الناتج المحلي الإجمالي يعني أن الاقتصاد نما لمدة شهر واحد فقط من الأشهر الخمسة حتى أكتوبر، وقد يعني ذلك أن الاقتصاد انكمش في الرُّبع الرابع ككل.

وقالت وزيرة الخزانة راشيل ريفز، إن الأرقام «مخيبة للآمال»، لكنها أصرَّت على أن حزب العمال يعيد الاقتصاد إلى مساره الصحيح للنمو.

أضافت: «في حين أن الأرقام هذا الشهر مخيبة للآمال، فقد وضعنا سياسات لتحقيق النمو الاقتصادي على المدى الطويل، ونحن عازمون على تحقيق النمو الاقتصادي؛ لأنَّ النمو الأعلى يعني زيادة مستويات المعيشة للجميع في كل مكان».

واشتكت مجموعات الأعمال من أن التدابير المعلنة في الموازنة، بما في ذلك زيادة مساهمات التأمين الوطني لأصحاب العمل، تزيد من تكاليفها وتثبط الاستثمار.

وانخفض الناتج الإنتاجي بنسبة 0.6 في المائة في أكتوبر؛ بسبب الانخفاض في التصنيع والتعدين والمحاجر، في حين انخفض البناء بنسبة 0.4 في المائة.

وقالت مديرة الإحصاءات الاقتصادية في مكتب الإحصاءات الوطنية، ليز ماكيون: «انكمش الاقتصاد قليلاً في أكتوبر، حيث لم تظهر الخدمات أي نمو بشكل عام، وانخفض الإنتاج والبناء على حد سواء. شهدت قطاعات استخراج النفط والغاز والحانات والمطاعم والتجزئة أشهراً ضعيفة، وتم تعويض ذلك جزئياً بالنمو في شركات الاتصالات والخدمات اللوجيستية والشركات القانونية».

وقال كبير خبراء الاقتصاد في المملكة المتحدة لدى «كابيتال إيكونوميكس»، بول ديلز، إنه «من الصعب تحديد مقدار الانخفاض المؤقت، حيث تم تعليق النشاط قبل الموازنة».

وأضاف مستشهداً ببيانات مؤشر مديري المشتريات الضعيفة: «الخطر الواضح هو إلغاء أو تأجيل مزيد من النشاط بعد الميزانية... هناك كل فرصة لتراجع الاقتصاد في الرُّبع الرابع ككل».

وأظهرت الأرقام، الأسبوع الماضي، أن النمو في قطاع الخدمات المهيمن في المملكة المتحدة تباطأ إلى أدنى معدل له في أكثر من عام في نوفمبر (تشرين الثاني)؛ حيث استوعبت الشركات زيادات ضريبة الأعمال في الموازنة.

ريفز في مركز التحكم خلال جولة في مستشفى مايدستون جنوب شرقي إنجلترا (أ.ف.ب)

وسجَّل مؤشر مديري المشتريات للخدمات في المملكة المتحدة الذي يراقبه من كثب «ستاندرد آند بورز غلوبال» 50.8 نقطة في نوفمبر، بانخفاض من 52.0 نقطة في أكتوبر.

وفي الشهر الماضي، خفَض «بنك إنجلترا» توقعاته للنمو السنوي لعام 2024 إلى 1 في المائة من 1.25 في المائة، لكنه توقَّع نمواً أقوى في عام 2025 بنسبة 1.5 في المائة، مما يعكس دفعة قصيرة الأجل للاقتصاد من خطط موازنة الإنفاق الكبير لريفز.