تعرضت حكومة المملكة المتحدة، أمس الأحد، لضغوط من أجل الدفع باتجاه الإفراج عن مغربي قضت محكمة منطقة انفصالية موالية لروسيا في أوكرانيا بإعدامه مع بريطانيين. وكانت محكمة تابعة للسلطات الانفصالية الموالية لروسيا في إقليم دونيتسك في شرق أوكرانيا قد قضت بإعدام البريطانيين والمغربي بعدما قبضت عليهم قوات روسية أثناء قتالهم إلى جانب قوات كييف. ويُعتقد أن البريطانيين إيدن أسلين وشون بينر والمغربي إبراهيم سعدون استسلموا في أبريل (نيسان) بعدما شاركوا في القتال إلى جانب القوات الأوكرانية في مدينة ماريوبول المحاصرة.
وقال الوزير البريطاني لشؤون آيرلندا الشمالية براندون لويس، في تصريح لشبكة «سكاي نيوز» الإخبارية، إن حكومة المملكة المتحدة «منخرطة بالكامل» مع السلطات الأوكرانية «في مساعٍ لمساعدة أسلين وبينر بعد المحاكمة الصورية» التي أجريت لهما.
والبريطانيان ملتحقان رسمياً بالقوات الأوكرانية، ولهما الحق في الاستفادة من وضعية حماية أسرى الحرب بموجب اتفاقية جنيف، وفق لويس. وقالت زينا كوتنكو صديقة سعدون في تصريح لشبكة «سكاي» من منزلها في شمال إنجلترا، حيث استقرت بعد هروبها من الغزو الروسي، إن المملكة المتحدة يجب أن تتدخل لصالح سعدون. وأوضحت كوتنكو، أنها التقت سعدون البالغ 21 عاماً للمرة الأولى في ملهى ليلي بكييف، ووصفته بأنه «لطيف» و«منفتح» و«مرح». وقالت إن سعدون التحق رسمياً بالجيش الأوكراني بعد محاولات عدة، إذ اعتبر وزنه سابقاً دون المعدل.
ووجهت كوتنكو نداء إلى حكومة المملكة المتحدة قائلة «رجاء اكترثوا للناس الذين يكترثون للديمقراطية». وتابعت: «الناس هم الصوت، هم وجه الحكومة. وجه الحكومة يقبع حالياً في السجن... رجاء أنقذوا (سعدون)».
ولم تدل الحكومة المغربية بأي تعليق على القضية. وكان إبراهيم سعدون طالباً في أوكرانيا عند بدء الهجوم الروسي، حسب والده الذي أكد للموقع الإخباري المغربي «مدار 21»، أن نجله «ليس مرتزقاً»، وأنه تجند للقتال بشكل شرعي. وفي تصريح لوكالة «بي إيه» الإخبارية البريطانية، قال ديميترو خرابستوف (20 عاماً) صديق سعدون، إن الشاب المغربي «لامع ومفعم بالحماسة، يحلم بالتكنولوجيا المستقبلية وبإحداث تغيير». وأوضح أنه التقاه بحفلة في كييف قبل الحرب، وهو يخوض حملة على وسائل التواصل الاجتماعي من أجل الإفراج عنه.
والتحق المغربي بالجيش الأوكراني العام الماضي، وقال لأصدقائه إنه يريد أن «يموت بطلاً»، وفق خرابستوف.
والبريطانيان يقيمان في أوكرانيا منذ عام 2018، وقررا المشاركة في القتال بعدما شنت روسيا هجومها على البلاد، وفق عائلتيهما اللتين نفتا أن يكونا «مرتزقة»، وهو ما تتهمهما به محكمة المنطقة الانفصالية في أوكرانيا. وبينر البالغ 48 عاماً متزوج من أوكرانية، فيما أسلين (28 عاماً) مرتبط بواحدة. والسبت قالت عائلة بينر إنها «محطمة» بسبب الحكم الصادر بحقه، وأعربت عن تضامنها مع «كل العائلات المشمولة بهذا الوضع المروع». وتابعت: «نأمل بصدق أن يتعاون كل الأطراف بشكل عادل لضمان الإفراج الآمن عن شون أو تبادله».
والجمعة رجح سفير أوكرانيا في لندن فاديم بريستايكو، أن يحصل تبادل بين البريطانيين ونواب أوكرانيين موالين لروسيا. ورداً على سؤال لهيئة «بي بي سي» حول كيفية الإفراج عن هؤلاء، أوضح بريستايكو: «ستكون عملية تبادل (...) السؤال هو ماذا سيكون الثمن؟».
ضغوط على لندن لإبعاد الإعدام عن مغربي ملاحق في دونيتسك
ضغوط على لندن لإبعاد الإعدام عن مغربي ملاحق في دونيتسك
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة