تفجر صراع المناصب في صلاح الدين العراقية

اقتراب وقوع مواجهة بين المحافظين القديم والجديد

جانب من المسيرة المؤيدة لقرار البرلمان العراقي بتجريم تطبيع العلاقات مع إسرائيل الخميس الماضي (إ.ب.أ)
جانب من المسيرة المؤيدة لقرار البرلمان العراقي بتجريم تطبيع العلاقات مع إسرائيل الخميس الماضي (إ.ب.أ)
TT

تفجر صراع المناصب في صلاح الدين العراقية

جانب من المسيرة المؤيدة لقرار البرلمان العراقي بتجريم تطبيع العلاقات مع إسرائيل الخميس الماضي (إ.ب.أ)
جانب من المسيرة المؤيدة لقرار البرلمان العراقي بتجريم تطبيع العلاقات مع إسرائيل الخميس الماضي (إ.ب.أ)

تسببت إقالة عمار الجبر، محافظ محافظة صلاح الدين، في أزمة سياسية قبل أن تكون أزمة حكم محلي، وهو القرار الذي اتخذه رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي وعين محافظاً بديلاً لتسيير شؤون المحافظة. فهذه المحافظة، وهي مسقط رأس رئيس النظام السابق صدام حسين، دخلت بعد عام 2003 في مرحلة من الصراعات الحزبية والسياسية، لا سيما بعد تحريرها من «تنظيم داعش» في 2015 بمساعدة من فصائل مسلحة لا يزال بعضها يسيطر على أجزاء من المحافظة.
واستمرت محاولات السيطرة على المحافظة أو التدخل في شؤونها بطرق مختلفة منذ تحريرها من «داعش» حتى يوم أمس (الأحد) حين تسلم محافظ صلاح الدين الجديد إسماعيل الهلوب إدارة المحافظة بدلاً من المحافظ المقال عمار الجبر الذي كانت صدرت بحقه العديد من المذكرات التي تتهمه بالفساد. غير أن الجبر أقام دعوى قضائية في المحكمة الإدارية يطعن فيها في إجراءات إقالته. وأثناء انتظاره لقرار المحكمة، حاول الجبر أمس دخول مبنى المحافظة لكي يمنع المحافظ الجديد من تسلم مسؤولياته، الأمر الذي كاد يؤدي إلى وقوع مواجهات بين الطرفين.
وفي هذا السياق قال النائب السابق في البرلمان، مشعان الجبوري الذي تم استبعاده مؤخراً من عضوية البرلمان بقرار من المحكمة الاتحادية، إن منع عمار الجبر من دخول مبنى المحافظة مخالفة للقانون والدستور. وأوضح في تغريدة له على «تويتر» أن الإجراء يعد «مخالفة للقانون الذي ينص على استمرار المحافظ المقال بمهامه لحين إصدار المحكمة الاتحادية قرارها بطعنه»، مضيفاً أن «الضابط الذي يقود القوة المحيطة بمبنى المحافظة يقول إنه تلقى تعليمات من رئيس البرلمان محمد الحلبوسي بمنع دخول المحافظ عمار الجبر إلى مكتبه».
من جهته استنكر النائب عن محافظة صلاح الدين ومحافظها الأسبق أحمد الجبوري «أبو مازن»، محاولة عمار الجبر العودة إلى منصبه بـ«قوة الميليشيات»، في إشارة إلى سيطرة بعض الفصائل المسلحة التي لم يسمها على جزء من قرار المحافظة. وقال أبو مازن، في مقطع مصور أمام مبنى المحافظة حيث وجد دعماً للمحافظ الجديد، إن «إقالة محافظ صلاح الدين تمت وفق القانون بتوصية من رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي إلى مجلس النواب، ثم صوت البرلمان بالإجماع على إقالته». وأضاف «لم يحصل إجماع في مجلس النواب إلا على قضيتين، هما التصويت على قانون تجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني، وإقالة محافظ صلاح الدين، مما يعني أن هناك إجماعاً وطنياً على إقالته».
وتابع الجبوري «على محافظ صلاح الدين اللجوء إلى الإجراءات القانونية كمحكمة القضاء الإداري أو المحكمة الاتحادية العليا في حال كان يظن أن ظلماً وقع عليه، لكن أن يأتي بميليشيات للعودة إلى منصبه فهذا أمر مرفوض». وختم بالقول: «سنذهب إلى السلطة القضائية لتقديم شكوى ضد محافظ صلاح الدين».
وفي السياق نفسه حذر عضو البرلمان عن محافظة صلاح الدين، هيثم الزهوان، من خروج الوضع في المحافظة عن السيطرة بسبب محاولات المحافظ المقال الدخول إلى مبنى المحافظة بالقوة المسلحة. كما قال مروان الجبارة الناطق الرسمي باسم مجلس شيوخ محافظة صلاح الدين لـ«الشرق الأوسط»، إن «هناك صراعاً سياسياً داخل المحافظة بين أطراف مختلفة، ثم انفجر هذا الصراع أو كاد بعد التغيير الذي حصل بإقالة المحافظ عمار الجبر من قبل البرلمان وتعيين بديل له».
وأضاف أنه «من المعروف أن من أتى بالجبر محافظاً لصلاح الدين هو أبومازن (أحمد الجبوري)، وقد رأيت بنفسي تصوير فيديو عند أبو مازن يظهر فيه عمار الجبر وأمامه نسختان من المصحف الشريف يقسم عليهما بأنه لن ينسى أفضال أبو مازن عليه، فضلاً عن أنه أكد لهم دعمه الكامل لهم على كل المستويات»، مبيناً أن «الذي حصل فيما بعد هو أن عمار الجبر تخلى عنهم، الأمر الذي فجر صراعاً جديداً بينهم أدى بـ(أبو مازن) أن يقدم طلباً للبرلمان نتيجة عدم وجود مجالس محافظات، بإقالة عمار الجبر وهو ماحصل كون لدى (أبو مازن) أغلبية واضحة. كما أنه قدم تعهدات بانتمائه إلى تحالف السيادة مقابل إقالة عمار الجبر، علماً بأن الجبر كان قد فاز بالانتخابات البرلمانية لكنه تنازل عن موقعه في البرلمان مقابل بقائه محافظاً لصلاح الدين، الأمر الذي جعله يفقد الاثنين معاً». وأوضح الجبارة أن «المحافظ تمت إقالته بالإجماع من قبل البرلمان بعد أن تقدم رئيس الوزراء بتوصية بذلك مدعومة بتهم فساد تمت إحالتها من قبل البرلمان إلى النزاهة». وأشار إلى أن «المحافظ المقال جلب قوة معه من بغداد مدعومة من قبل فصائل مسلحة، لكن يبدو أن الأمور حسمت لصالح المحافظ الجديد مع بقاء الملفات مفتوحة بالتأكيد».
ولمحافظة صلاح الدين تاريخ من الصراعات، إذ كان مجلس المحافظة السابق قد حاول، قبل صدور قرار حل مجالس المحافظات في 2019 من قبل المحكمة الاتحادية العليا، إعلان المحافظة إقليماً فيدرالياً عام 2013 طبقاً للدستور العراقي، لكن المحاولة فشلت بسبب رفض حكومة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي الموافقة على إقامة استفتاء شعبي بشأن ما إذا كان أبناء المحافظة يرغبون في إقامة إقليم فيدرالي على أسس إدارية.
وكانت محاولة مجلس المحافظة إعلانها إقليماً قد تم تفسيرها على أنها محاولة لزعزعة استقرار العراق وتقسيمه إلى دويلات على أسس طائفية. ومنذ ذلك التاريخ بقيت عدة جهات - بعضها من داخل المحافظة لكنها تتبع جهات وأطرافا من خارجها - تتحكم بها حتى عام 2014 حين احتلها «تنظيم داعش» في 12 يونيو (حزيران)، أي بعد يومين من احتلاله محافظة الموصل، حيث ارتكب التنظيم مجزرة سبايكر المعروفة التي أدت إلى مقتل نحو 1700 تلميذ في الكلية العسكرية هناك، وكلهم من الشيعة، وهو ما أدى بدوره إلى تفجير خلاف طائفي خطير قبل أن يتم استيعابه بسبب تداعيات الحرب على «داعش»، فضلاً عن الإجراءات الحازمة التي اتخذها آنذاك رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي الذي كان له الدور البارز في قيادة معارك التحرير ضد «تنظيم داعش» ومحاولات عودة المهجرين إلى مناطقهم، رغم الخلافات العشائرية داخل المحافظة.


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

المشرق العربي الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

حثت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة لدى العراق، جينين هينيس بلاسخارت، أمس (الخميس)، دول العالم، لا سيما تلك المجاورة للعراق، على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث التي يواجهها. وخلال كلمة لها على هامش فعاليات «منتدى العراق» المنعقد في العاصمة العراقية بغداد، قالت بلاسخارت: «ينبغي إيجاد حل جذري لما تعانيه البيئة من تغيرات مناخية». وأضافت أنه «يتعين على الدول مساعدة العراق في إيجاد حل لتأمين حصته المائية ومعالجة النقص الحاصل في إيراداته»، مؤكدة على «ضرورة حفظ الأمن المائي للبلاد».

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

أكد رئيس إقليم كردستان العراق نيجرفان بارزاني، أمس الخميس، أن الإقليم ملتزم بقرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل، مشيراً إلى أن العلاقات مع الحكومة المركزية في بغداد، في أفضل حالاتها، إلا أنه «يجب على بغداد حل مشكلة رواتب موظفي إقليم كردستان». وأوضح، في تصريحات بمنتدى «العراق من أجل الاستقرار والازدهار»، أمس الخميس، أن الاتفاق النفطي بين أربيل وبغداد «اتفاق جيد، ومطمئنون بأنه لا توجد عوائق سياسية في تنفيذ هذا الاتفاق، وهناك فريق فني موحد من الحكومة العراقية والإقليم لتنفيذ هذا الاتفاق».

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أن علاقات بلاده مع الدول العربية الشقيقة «وصلت إلى أفضل حالاتها من خلال الاحترام المتبادل واحترام سيادة الدولة العراقية»، مؤكداً أن «دور العراق اليوم أصبح رياديا في المنطقة». وشدد السوداني على ضرورة أن يكون للعراق «هوية صناعية» بمشاركة القطاع الخاص، وكذلك دعا الشركات النفطية إلى الإسراع في تنفيذ عقودها الموقعة. كلام السوداني جاء خلال نشاطين منفصلين له أمس (الأربعاء) الأول تمثل بلقائه ممثلي عدد من الشركات النفطية العاملة في العراق، والثاني في كلمة ألقاها خلال انطلاق فعالية مؤتمر الاستثمار المعدني والبتروكيماوي والأسمدة والإسمنت في بغداد.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»، داعياً الشركات النفطية الموقّعة على جولة التراخيص الخامسة مع العراق إلى «الإسراع في تنفيذ العقود الخاصة بها». جاء ذلك خلال لقاء السوداني، (الثلاثاء)، عدداً من ممثلي الشركات النفطية العالمية، واستعرض معهم مجمل التقدم الحاصل في قطاع الاستثمارات النفطية، وتطوّر الشراكة بين العراق والشركات العالمية الكبرى في هذا المجال. ووفق بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء، وجه السوداني الجهات المختصة بـ«تسهيل متطلبات عمل ملاكات الشركات، لناحية منح سمات الدخول، وتسريع التخليص الجمركي والتحاسب الضريبي»، مشدّداً على «ضرورة مراعا

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

بحث رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مع وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروسيتو العلاقات بين بغداد وروما في الميادين العسكرية والسياسية. وقال بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي بعد استقباله الوزير الإيطالي، أمس، إن السوداني «أشاد بدور إيطاليا في مجال مكافحة الإرهاب، والقضاء على عصابات (داعش)، من خلال التحالف الدولي، ودورها في تدريب القوات الأمنية العراقية ضمن بعثة حلف شمال الأطلسي (الناتو)». وأشار السوداني إلى «العلاقة المتميزة بين العراق وإيطاليا من خلال التعاون الثنائي في مجالات متعددة، مؤكداً رغبة العراق للعمل ضمن هذه المسارات، بما يخدم المصالح المشتركة، وأمن المنطقة والعالم». وبي

حمزة مصطفى (بغداد)

بارزاني يحذر من مخاطر الانسحاب الأميركي

مسعود بارزاني زعيم «الحزب الديمقراطي الكردستاني» (إكس)
مسعود بارزاني زعيم «الحزب الديمقراطي الكردستاني» (إكس)
TT

بارزاني يحذر من مخاطر الانسحاب الأميركي

مسعود بارزاني زعيم «الحزب الديمقراطي الكردستاني» (إكس)
مسعود بارزاني زعيم «الحزب الديمقراطي الكردستاني» (إكس)

حدد رئيس «الحزب الديمقراطي الكردستاني»، مسعود بارزاني، موقف الكرد من الصراع الجاري في المنطقة بطريقة تبدو مختلفة عن خيارات القوى السياسية في بغداد، لا سيما من الحرب الدائرة في المنطقة.

وفي لقاء له مع قناة «سكاي نيوز عربية»، الثلاثاء، أكد بارزاني أن العراق «هو المتضرر في حال جره للحرب في المنطقة». وأضاف أن «العلاقة بين أربيل وبغداد جيدة، مع أن بعض الملفات العالقة لا تزال طور النقاش لحلها، من بينها حصة الإقليم من النفط».

وقال بارزاني: «ليس من مصلحتنا أي توتر مع إيران وتركيا والعلاقات طبيعية مع الطرفين»، مؤكداً أنه «لم يكن في برنامجنا أبداً توتر العلاقات مع تركيا وإيران، لكن لن نسمح لأي أحد بأن يتدخل في شؤوننا».

ولفت بارازني إلى أن «المعارضة الإيرانية الموجودة في إقليم كردستان لم تتدخل وتستمع للتعليمات، بينما (حزب العمال الكردستاني) يتدخل ولا يستمع للتعليمات».

العراق وطبول الحرب

وبشأن طبول الحرب التي تقرع في المنطقة وطريقة تعاطي العراق الرسمي والعراق الموازي المتمثل بالفصائل المسلحة الموالية لإيران، قال بارزاني إن «العراق هو المتضرر من جره للحرب الحالية في المنطقة».

ومع أن بارزاني لم يخض في تفاصيل موقف العراق من الحرب، لكنه عبَّر عن رأي كردي منسجم مع موقف الحكومة العراقية سواء على لسان رئيس الوزراء محمد شياع السوداني أو وزير الخارجية فؤاد حسين، لكنه انتقد صراحة «الفصائل المسلحة التي لا تزال تهدد بالرد على إسرائيل في حال تنفيذها هجوما على العراق».

وكان رئيس الوزراء محمد شياع السوداني أعلن، الأحد الماضي، خلال كلمة له بمناسبة مرور 100 عام على تأسيس الدبلوماسية العراقية أن إسرائيل باتت تبحث عما سماها «ذرائع واهية لضرب العراق»، مبيناً أنه وجَّه وزارة الخارجية للتعامل مع الأمر، وفق الأطر الدبلوماسية.

مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي والسفيرة الأميركية لدى العراق إلينا رومانسكي خلال لقاء الأحد (واع)

وكانت السفيرة الأميركية إلينا رومانسكي التي انتهت مدة عملها في العراق، قد حذرت من إمكانية أن تقوم إسرائيل باستهداف العراق قائلة: «أود أن أكون واضحة جداً من البداية. الإسرائيليون أدلوا بتحذيرات ردع على الميليشيات المدعومة إيرانياً والموجودة هنا في العراق، والتي تعتدي على إسرائيل».

وأضافت أن «هذه الميليشيات هي من بدأت في الاعتداء على إسرائيل، وأكون واضحة جداً لهذه النقطة وأن الإسرائيليين حذروا حكومة العراق بأن يوقفوا هذه الميليشيات من اعتداءاتها المتكررة والمستمرة على إسرائيل».

وتابعت السفيرة بالقول: «رسالتنا إلى حكومة العراق هي أن تسيطر على هذه الميليشيات المنفلتة التي لا تنصاع لأوامر الحكومة والقائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء، وأن إسرائيل أمة لها سيادتها، وستقوم بالرد على أي اعتداء من أي مكان ضدها».

خطر الانسحاب الأميركي

وعن موقفه من الوجود الأميركي في العراق، قال بارزاني إن «(داعش) لا يزال يشكل تهديداً جدياً، وانسحاب قوات التحالف مشكلة من دون تجهيز الجيش العراقي والبيشمركة».

ويعد موقف بارزاني أول موقف كردي بهذا الوضوح بعد سلسلة مباحثات أجرتها الحكومة العراقية طوال هذا العام مع الأميركيين بشأن إعادة تنظيم العلاقة بين العراق والولايات المتحدة الأميركية والتي تتضمن انسحاب ما تبقى من القوات الأميركية من العراق والعودة إلى اتفاقية الإطار الاستراتيجي الموقَّعة بين بغداد وواشنطن عام 2008.

وفي هذا السياق، يقول أستاذ العلوم السياسية في الجامعة المستنصرية الدكتور عصام فيلي لـ«الشرق الأوسط» إن «موقف بارزاني من الانسحاب الأميركي يمثل مخاوف كثير من القوى السياسية وحتى الشارع العراقي في أن يكون العراق جزءاً من ساحة حرب».

وأضاف فيلي أن «هذه الحرب لا بد أن يكون لمن يشترك فيها اصطفاف لصالح طرف ضد آخر، وهو ما يتناقض مع الدستور العراقي وتصريحات كبار مسؤوليه في أن العراق لا يمكن أن يكون ساحة للحرب في المنطقة بين قوتين وهما أميركا وإيران».

وأوضح فيلي أن «العراق لا يزال يواجه تحديات داخلية في المقدمة منها التنظيمات الإرهابية، وأن قوات التحالف الدولي تمثل ضمانة أمنية»، وأشار إلى أن «الكرد يخشون من غياب قوات التحالف؛ لأنهم يرون أن وجود بعض الأطراف المسلحة في بعض المناطق المتنازع عليها سيشكل تهديداً لهم بعد الانسحاب الأميركي».