الفرص الاستثمارية في مصر والسعودية والإمارات تخطف الأنظار من أفريقيا

محطة معالجة مياه في مصر (الشرق الأوسط)
محطة معالجة مياه في مصر (الشرق الأوسط)
TT

الفرص الاستثمارية في مصر والسعودية والإمارات تخطف الأنظار من أفريقيا

محطة معالجة مياه في مصر (الشرق الأوسط)
محطة معالجة مياه في مصر (الشرق الأوسط)

برزت الفرص الاستثمارية في الأسواق العربية، بشكل جلي، في خضم الأزمات المتتالية التي تغلف الاقتصاد العالمي، بدءاً من الأزمة المالية العالمية عام 2008، مروراً بالتغيرات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط إلى جائحة «كورونا» حتى الحرب الأوكرانية، المستمرة حتى الآن.
غيرت هذه الأحداث وتداعياتها وجهات المستثمرين في بعض الأحيان، وبدلت من خياراتهم الاستثمارية في الكثير من الأحيان، على أن الدول التي تبنت إصلاحات اقتصادية واسعة، استحوذت على النسبة الأكبر من الاستثمارات الأجنبية.
يقول شادي سمير رئيس مجلس إدارة مجموعة شركات «سيليكت إنترناشيونال»، العاملة في 26 دولة، إن مصر والسعودية والإمارات استحوذوا على النسبة الأكبر من استثمارات المجموعة خلال العام الماضي، في ضوء الفرص الاستثمارية الهائلة في هذه الدول.
وصف سمير، في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، الأسواق التي تبنت إصلاحات اقتصادية ورؤية مستقبلية طويلة الأجل في المنطقة، بأنها «بكر» تحتاج لحجم أموال طائلة لاستغلال الفرص الاستثمارية بها، ووصفها بأنها «واعدة»، وهو ما حد من توسع المجموعة أفريقياً، مشيراً إلى حجم الفرص في معظم القطاعات الاقتصادية التي تظهر في مصر يوماً بعد يوم، فضلاً عن الفرص الاستثمارية في القطاعات النفطية والسياحة والترفيه بالسعودية في ضوء توجهها للريادة سياحياً، وقطاع الخدمات المالية والتكنولوجية في الإمارات.
تعمل شركة «سيليكت» في 26 دولة حول العالم، أبرزها لندن واسكوتلندا والولايات المتحدة، وتتخصص في قطاعات البنية التحتية التكنولوجية، وعلوم البيانات، والمياه، وقطاع الاستثمار، المخصص لاستغلال الفرص، لكنها غيّرت وجهتها الاستثمارية مؤخراً، وركزت أنشطتها على 3 أسواق عربية، تحديداً مصر والسعودية والإمارات، رغم امتلاكها فرعاً بالمغرب يستهدف السوق الأفريقية.
يقول سمير لـ«الشرق الأوسط»، من مكتبه بالتجمع الخامس، شرق القاهرة، إن «مصر استحوذت على 57 في المائة من حجم أعمالنا خلال العام الماضي، واستحوذت السعودية على 32 في المائة، تليهما الإمارات، ثم لندن وإدنبرة وباقي الدول». يتوقع سمير، ضخ أكثر من 300 مليون جنيه خلال العام الحالي في مشروعات الشركة، وزيادة الإيرادات في كل من مصر والسعودية والإمارات بنسبة 20 في المائة خلال العام الحالي، وهو «هامش ربح جيد في ضوء ما يمر به الاقتصاد العالمي من أزمات متتالية، من مستهدف للمجموعة كان يبلغ 25 في المائة». وحققت الشركات زيادة في الإيرادات بنسبة 20 في المائة خلال 2021.
تعتمد الشركة على 30 في المائة من تمويلاتها المالية عن طريق تسهيلات ائتمانية من بنوك بالقطاع الخاص في الدول التي تعمل بها، ويصل حجم أعمالها في مصر إلى نحو ملياري جنيه (107.3 مليون دولار)، خلال العام الحالي.
يرى سمير أن ما يغلف الاقتصاد العالمي من ضبابية وتغيرات متسارعة في السياسات المالية والنقدية في كبرى الدول، كان السبب في سحب أموال من الأسواق الناشئة، مثل مصر، وهو ما قلل من توافر النقد الأجنبي في البلاد، غير أن «الإجراءات التي يتم اتخاذها من المسؤولين حدت من تفاقم الأزمات، بل وتزيد من جاذبية الفرص أمام المستثمرين المحليين والعرب والأجانب».
وقال في هذا الصدد، «التغيرات المتسارعة والديناميكية التي يمر بها الاقتصاد العالمي، والتي تنعكس بالكاد على الاقتصادات العربية، تجعلنا نركز على المشروعات متوسطة الأجل، أي المشروعات التي لا تزيد على 18 شهراً».
تستحوذ المجموعة على 60 في المائة من حصة سوق جامعات إنجلترا في علوم البيانات، و94 في المائة من جامعات الشرق الأوسط. وتصل حجم تعاقدات الشركة في ملف المياه في مصر نحو 2.5 مليار جنيه على مدار 3 سنوات، وفق سمير.


مقالات ذات صلة

قيمة المشاريع في الخليج تصعد إلى 30 مليار دولار

الاقتصاد قيمة المشاريع في الخليج تصعد إلى 30 مليار دولار

قيمة المشاريع في الخليج تصعد إلى 30 مليار دولار

كشف رصد خليجي حديث أن وتيرة إسناد المشاريع الخليجية تحسنت خلال الربع الأول من العام 2023 على الرغم من التحديات الاقتصادية العالمية، مثل الاضطرابات التي شهدها القطاع المالي العالمي، وارتفاع معدلات التضخم، واستمرار الصراع الأوكراني الروسي. وقالت شركة كامكو للاستثمار -مقرها الكويت- إن القيمة الإجمالية للعقود التي تمت ترسيتها في دول مجلس التعاون الخليجي ارتفعت بنسبة 54.7 في المائة على أساس سنوي خلال الربع الأول من العام 2023، لتصل إلى 29.9 مليار دولار مقابل 19.3 مليار دولار في الربع الأول من العام 2022.

«الشرق الأوسط» (الكويت)
الاقتصاد إنجاز 15% من الربط الكهربائي الخليجي مع الكويت

إنجاز 15% من الربط الكهربائي الخليجي مع الكويت

قال الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية إن نسبة الإنجاز الفعلية في مشروع توسعة الربط الكهربائي الخليجي مع دولة الكويت بلغت 15 في المائة حتى مارس (آذار) 2023. وذكر (الكويتي للتنمية) في بيان صحافي أول من أمس أن مشروع الربط الكهربائي بين (دول التعاون) ودولة الكويت يعد من أهم مشروعات ربط البنى الأساسية التي أقرها (المجلس) لتخفيض الاحتياطي المطلوب في الدول الأعضاء والتغطية المتبادلة حال الطوارئ والاستفادة من الفائض وتقليل تكلفة إنتاج الطاقة الكهربائية. وأضاف أن مشروع إنشاء محطة (الوفرة) يأتي ضمن مشروعات التوسعة، إذ سيربط شبكة هيئة الربط الكهربائي الخليجي بشبكة دولة الكويت عبر أربع دوائر بجهد

«الشرق الأوسط» (الكويت)
الاقتصاد أرباح قياسية للشركات المدرجة في الأسواق الخليجية

أرباح قياسية للشركات المدرجة في الأسواق الخليجية

سجلت الشركات المدرجة في أسواق دول مجلس التعاون الخليجي أرباحاً قياسية في العام 2022 في ظل النمو الملحوظ الذي شهدته النتائج المالية لكافة الشركات المدرجة في البورصات الخليجية تقريبا، تزامنا مع ما يشهده النشاط الاقتصادي من تحسن ملحوظ بعد الجائحة، وهو الأمر الذي نتج عنه أحد أفضل معدلات نمو الناتج المحلي الإجمالي في العام 2022.

«الشرق الأوسط» (الكويت)
الاقتصاد عرض 36 فرصة استثمارية عمانية بنحو 4 مليارات دولار

عرض 36 فرصة استثمارية عمانية بنحو 4 مليارات دولار

أعلن جهاز الاستثمار العُماني، أمس، عن 36 فرصة استثمارية تتوزع على عدد من القطاعات، مفصحاً أن قيمتها الإجمالية تبلغ 1.5مليار ريال عُماني (نحو 4 مليارات دولار). وقال هشام بن أحمد الشيدي، مدير عام التنويع الاقتصادي بجهاز الاستثمار العُماني: «إن عرض الفرص الاستثمارية يعزز من تعاون الجهاز وتكامله مع بقية الجهات الحكومية والخاصة». موضحاً أن الفرص المعروضة في الصالة تتوزع على عدد من القطاعات؛ هي: التكنولوجيا، والخدمات (الكهرباء)، والسياحة، واللوجيستيات، والثروة السمكية والغذاء، بالإضافة إلى التعدين والقطاع الصحي. وأشار في حوار لنشرة الجهاز الفصلية «إنجاز وإيجاز» الصادرة للفصل الأول من عام 2023.

«الشرق الأوسط» (مسقط)
الاقتصاد «ستاندرد آند بورز» تُعدّل النظرة المستقبلية لعُمان إلى «إيجابية»

«ستاندرد آند بورز» تُعدّل النظرة المستقبلية لعُمان إلى «إيجابية»

أعلنت وكالة «ستاندرد آند بورز»، أمس السبت، تعديل النظرة المستقبلية لسلطنة عُمان إلى «إيجابية»، وتثبيت التصنيف الائتماني عند «بي بي»، في ظل استمرار تحسن الأداء المالي للدولة. وأوضحت الوكالة في تقرير تصنيفها الائتماني لسلطنة عُمان، الذي أصدرته أمس وأوردته وكالة الأنباء العمانية، أن تعديل نظرتها المستقبلية جاء على أثر ما تقوم به حكومة سلطنة عُمان من مبادرات وإجراءات تطويرية في الجوانب المالية والاقتصادية، التي تسهم في تعزيز المركز المالي لسلطنة عُمان بشكل أفضل مما تتوقعه الوكالة، الأمر الذي من شأنه أن يعزز مكانة الاقتصاد المحلي بحيث يكون قادراً على التكيف مع تقلبات أسواق النفط. وذكرت الوكالة أن م

«الشرق الأوسط» (مسقط)

 «موديز» ترفع التصنيف الائتماني للسعودية بفضل جهود تنويع الاقتصاد

شعار «موديز» خارج المقر الرئيسي للشركة في مانهاتن، نيويورك، الولايات المتحدة (رويترز)
شعار «موديز» خارج المقر الرئيسي للشركة في مانهاتن، نيويورك، الولايات المتحدة (رويترز)
TT

 «موديز» ترفع التصنيف الائتماني للسعودية بفضل جهود تنويع الاقتصاد

شعار «موديز» خارج المقر الرئيسي للشركة في مانهاتن، نيويورك، الولايات المتحدة (رويترز)
شعار «موديز» خارج المقر الرئيسي للشركة في مانهاتن، نيويورك، الولايات المتحدة (رويترز)

رفعت وكالة موديز للتصنيف الائتماني، اليوم، تصنيف السعودية إلى «Aa3» من«A1»، مشيرة إلى جهود المملكة لتنويع اقتصادها بعيداً عن النفط.

وتستثمر المملكة، أكبر مصدر للنفط في العالم، مليارات الدولارات لتحقيق خطتها «رؤية 2030»، التي تركز على تقليل اعتمادها على النفط وإنفاق المزيد على البنية التحتية لتعزيز قطاعات مثل السياحة والرياضة والصناعات التحويلية.

وتعمل السعودية أيضاً على جذب المزيد من الاستثمارات الخارجية لضمان بقاء خططها الطموحة على المسار الصحيح.

وفي الشهر الماضي، سعى وزير الاستثمار السعودي إلى طمأنة المستثمرين في مؤتمر بالرياض بأن السعودية تظل مركزاً مزدهراً للاستثمار على الرغم من عام اتسم بالصراع الإقليمي.

وقالت موديز في بيان: «التقدم المستمر من شأنه، بمرور الوقت، أن يقلل بشكل أكبر من انكشاف المملكة العربية السعودية على تطورات سوق النفط والتحول الكربوني على المدى الطويل».

كما عدلت الوكالة نظرتها المستقبلية للبلاد من إيجابية إلى مستقرة، مشيرة إلى حالة الضبابية بشأن الظروف الاقتصادية العالمية وتطورات سوق النفط.

وفي سبتمبر (أيلول)، عدلت وكالة «ستاندرد اند بورز» نظرتها المستقبلية للسعودية من مستقرة إلى إيجابية، وذلك على خلفية توقعات النمو القوي غير النفطي والمرونة الاقتصادية.