الفساد يفاقم خلاف قيادات حوثية ويزيد النقمة الشعبية

عناصر حوثية تسطو على أراض بحي الحمدي في صنعاء (تويتر)
عناصر حوثية تسطو على أراض بحي الحمدي في صنعاء (تويتر)
TT

الفساد يفاقم خلاف قيادات حوثية ويزيد النقمة الشعبية

عناصر حوثية تسطو على أراض بحي الحمدي في صنعاء (تويتر)
عناصر حوثية تسطو على أراض بحي الحمدي في صنعاء (تويتر)

أثار سطو عناصر حوثية واستيلاؤها على أراض عامة في أحد الأحياء شرق صنعاء الخاضعة لسيطرتهم في جنح الليل ردود فعل شعبية واسعة تتهم الجماعة بالفساد واللصوصية وتدمير البلاد.
السخط الشعبي ضد الجماعة الحوثية لم يكن الوحيد، بل تجاوز ذلك إلى قيادات من مؤسسي الجماعة نفسها، إذ وصفت عمليات الفساد والسرقة التي تتم بحماية مدرعات وآليات الميليشيا بـ«المخزية».
وتداول يمنيون مقطع فيديو لعناصر تابعة للميليشيات تبني وتسوّر مساحات فضاء بمدينة الحمدي السكنية الواقعة بالقرب من السفارة الأميركية بصنعاء، وسط حراسة مشددة من مدرعات وأطقم عسكرية تابعة لهم.
ووفقاً لمصادر يمنية، قامت جماعة الحوثي بإعتقال عدد من المواطنين الذين اعترضوا على هذه العمليات غير القانونية، والتي تعد سطواً على أراض كان يفترض أن تكون متنفساً للأهالي وحدائق عامة.
وأوضح مسؤول يمني لـ«الشرق الأوسط» أن ما تقوم به الميليشيات الحوثية يمثل سلوك العصابات وهو في صميم منهجها الفكري. وأضاف رافضاً ذكر اسمه بقوله «الناس لم تعد قادرة على تحمل مزيد من المعاناة، الجماعة تتوحش بمرور الوقت، ولابد من استعادة الدولة في أسرع وقت وإلا فستكون النتائج وخيمة للأسف».
واتهم صالح هبرة وهو أحد القيادات الحوثية المؤسسة للجماعة، زعيم المتمردين عبد الملك الحوثي بالانفصال عن الواقع، والجهل بما يجري من فساد ممنهج ولصوصية يقوم بها عناصر الحوثيين ضد عموم اليمنيين.
وكتب هبرة الذي شغل رئيس المكتب السياسي للحوثيين سابقاً، على حسابه بتويتر قائلاً «أطلب من كل مواطن أو قريب له تعرض لانتهاك أو ظلم من (أنصار الله) أن يكتب ذلك في الردود، نريدهم أن يفهموا لماذا نكتب عن الفساد وننصح بضرورة إعادة المظالم إلى أهلها قبل فوات الأوان، ومعرفة من هم الصادقون مع المسيرة بقول كلمة الحق».
وتابع: «ماذا بعد؟ تطور شكل الفساد والسرقة في صنعاء لدرجة أن اللصوص ينزلون لسرقة ونهب الأراضي في وضح النهار، ومصفحات ومدرعات المسيرة القرآنية تحميهم، وصور حسين بدر الدين الحوثي، وعبد الملك الحوثي مطبوعة عليها».
ولمح هبرة إلى جهل زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي بما يجري من فساد ولصوصية من قبل عناصر في صنعاء وغيرها من المدن الخاضعة للميليشيا، وقال «هل جاءت المسيرة القرآنية ونموذجها الرباني من داخل صعدة إلى العاصمة صنعاء وعموم محافظات اليمن لتقديم هذا النموذج المخزي للشعب؟ وهل قيادة المسيرة تعرف ماذا يجري في صنعاء وغيرها من المدن؟ وكيف أصبحت نظرة المواطن لهذه الممارسات؟ أم أن التقارير المظللة هي من تصل إليهم فقط؟».
فيما رد عليه أحد المواطنين بقوله «هل بقي أحد لم يتعرض للظلم والقهر من قبل الحوثين! هم مجرد سراق ومجرمون تحت عباية المسيرة الشيطانية، مسيرة لصوص وقطاع طرق».


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
TT

بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (الخميس) إلى الأردن، مستهِلاً جولة لبحث الأزمة في سوريا بعد إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد، وفق ما أفاد صحافي من «وكالة الصحافة الفرنسية» كان ضمن فريق الصحافيين المرافق له في الطائرة.

وقال مسؤولون أميركيون، للصحافيين المرافقين، إن بلينكن المنتهية ولايته سيلتقي العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ووزيرَ خارجيته في مدينة العقبة (نحو 325 كيلومتراً جنوب عمان) على البحر الأحمر، في إطار سعيه إلى عملية «شاملة» لاختيار أعضاء الحكومة السورية المقبلة. وفور وصوله، توجَّه بلينكن إلى الاجتماع، ومن المقرر أن يسافر في وقت لاحق من اليوم إلى تركيا.

ودعا بلينكن إلى عملية «شاملة» لتشكيل الحكومة السورية المقبلة تتضمَّن حماية الأقليات، بعدما أنهت فصائل معارضة بقيادة «هيئة تحرير الشام» حكم بشار الأسد المنتمي إلى الطائفة العلوية التي تُشكِّل أقلية في سوريا.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية، لدى إعلانها عن جولة بلينكن، إنه سيدعو إلى «قيام سلطة في سوريا لا توفر قاعدة للإرهاب أو تُشكِّل تهديداً لجيرانها»، في إشارة إلى المخاوف التي تُعبِّر عنها كل من تركيا، وإسرائيل التي نفَّذت مئات الغارات في البلد المجاور خلال الأيام الماضية. وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر إلى أنه خلال المناقشات في العقبة على البحر الأحمر «سيكرر بلينكن دعم الولايات المتحدة لانتقال جامع (...) نحو حكومة مسؤولة وتمثيلية». وسيناقش أيضاً «ضرورة (...) احترام حقوق الأقليات، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، ومنع تحول سوريا إلى قاعدة للإرهاب أو أن تُشكِّل تهديداً لجيرانها، وضمان تأمين مخزونات الأسلحة الكيميائية وتدميرها بشكل آمن». وهذه الزيارة الثانية عشرة التي يقوم بها بلينكن إلى الشرق الأوسط منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وهجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل، التي ردَّت بحملة عنيفة ومُدمِّرة ما زالت مستمرة على قطاع غزة.

وانتهت رحلة بلينكن السابقة بخيبة أمل بعد فشله في تأمين صفقة تنهي فيها إسرائيل و«حماس» الحرب في مقابل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة. وسيغادر بلينكن منصبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل مع إدارة الرئيس جو بايدن.

ووصف الرئيس المنتخب دونالد ترمب الوضع في سوريا بـ«الفوضى». وقال إن الولايات المتحدة لا ينبغي أن تتدخل، رغم أنه لم يوضح السياسة الأميركية منذ سقوط الأسد.