كشفت مصادر سياسية في تل أبيب، عن أن قادة المؤسسات العسكرية والأمنية في إسرائيل، يخالفون رأي حكومة نفتالي بنيت، ويؤيدون السياسة الأميركية التي يقودها الرئيس جو بايدن والجنرالات في البنتاغون والجيش والمخابرات في واشنطن تجاه إيران، ويفضلون التوصل إلى اتفاق نووي على فشل المفاوضات الجارية في فيينا.
وقالت هذه المصادر، إن الجنرالات الإسرائيليين لا يستطيعون الدخول في نقاش علني مع الحكومة؛ ولذلك فإنهم لا يعبّرون عن مواقفهم هذه ويواصلون الإعداد لمواجهات حربية مع طهران، ويجرون مناورات ذات هدف واضح هو شن غارات على منشآت نووية هناك. ولكنهم في الوقت نفسه يسعون لأن يتسرب موقفهم إلى الإعلام حتى يؤثروا على موقف الحكومة. والطريقة التقليدية التي يتبعونها لذلك هي إرسال جنرالات متقاعدين من ذوي الاطلاع للحديث إلى الإعلام، بصفتهم خبراء. وحسب عدد من هؤلاء الجنرالات، فإن كلاً منهم يحافظ على صلة مع جهازه الأمني رغم التقاعد.
وفي هذا الإطار، خرج الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي (أمان)، الجنرال تمير هايمن، بتصريحات إلى صحيفة «يسرائيل هيوم» اليمينية، أمس (الأربعاء)، قال فيها، إن العودة إلى اتفاق نووي مع إيران هو خطوة جيدة بالنسبة لإسرائيل في المرحلة الحالية. وأوضح هايمن «يجب دراسة الأمور في أي نقطة زمنية وبموجب المعطيات فيها. ففي الواقع الحالي، الاتفاق هو الأمر الصائب».
وقال هايمن، إنه يدرك تماماً أن موقفه هذا مخالف تماماً لموقف حكومة بنيت، الذي يكافح ضد الاتفاق ومخالف بشكل أكثر حدة لموقف رئيس المعارضة بنيامين نتنياهو. وأشار هايمن إلى تجاوز إيران المادة الانشطارية التي تزود صنع قنبلة أولى. وهذا يعني أن «الوضع الذي كان يفترض أن يكون في نهاية فترة الاتفاق النووي أقل سوءاً من الوضع الحاصل الآن».
وأكد هايمن، أن التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران سيمنح إسرائيل وقتاً، وسيؤدي إلى خفض كمية المادة المخصبة بحوزة إيران، ويعيدها إلى الوراء؟ وقال «خلال هذا الوقت سيكون بالإمكان تنفيذ أمور كثيرة أخرى: التهديد، تحسين القدرات العسكرية، إقامة تحالف دولي أو إنشاء بنية تحتية لاتفاق لفترة ما بعد الاتفاق الحالي».
وأنهى هايمان ولايته رئيساً لـ«أمان» في شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وفي الأسبوع الماضي تم تعيينه مديراً لمعهد أبحاث الأمن القومي في جامعة تل أبيب.
ويعدّ رئيس «أمان» أبرز واضعي تقديرات الأمن القومي في إسرائيل. وفي يوم أمس أيضاً نشر الرئيس السابق للجنة الخارجية والأمن في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، عوفر شلح، موقفاً شبيهاً في صحيفة «يديعوت أحرونوت»، قائلاً إن «الحكومة الإسرائيلية ترتكب خطأً فاحشاً في اعتراضها على الاتفاق النووي، ليس فقط بسبب علاقاتها مع الإدارة الأميركية، بل أيضاً لأن هذه مصلحة إسرائيل».
وقال شلح، إن الموقف الإسرائيلي في الموضوع الإيراني «يتسم بالغرور والغطرسة والتهديد العسكري يدفع إيران إلى التشدد والإصرار على التحول إلى دولة نووية». وحذر «التجربة التاريخية تعلمنا أن من يريد أن يتحول إلى دولة نووية يستطيع تحقيق مرامه. لكن إيران لم تقرر بعد أن تصبح دولة نووية، وهذه فرصة لفرض قيود عليها أو شروط بالاتفاق معها للالتزام بعدم تغيير موقفها».
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بنيت عبر «تويتر» الثلاثاء، إن الرئيس الأميركي جو بايدن أبلغه الشهر الماضي بأن «الحرس الثوري» الإيراني سيظل على القائمة السوداء الأميركية للإرهاب.
وشكر بنيت بايدن على «تويتر» على هذا القرار، وذلك غداة تقرير نشره موقع «بولتيكو» الأميركي يؤكد تقارير سابقة بشأن عدم نية بايدن تلبية الطلب الإيراني في مفاوضات فيينا. وقال «أرحب بقرار الإدارة الأميركية إبقاء الحرس الثوري الإيراني على قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية، وهو المكان الذي ينتمي إليه». ونقل موقع «أكسيوس» عن متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، أن المجلس «لا يكشف عن محتويات محادثاتنا الدبلوماسية الخاصة». وتابع «سيفعل الرئيس ما هو في مصلحة الأمن القومي الأميركي».
المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تؤيد الاتفاق النووي تبعاً لموقف واشنطن
المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تؤيد الاتفاق النووي تبعاً لموقف واشنطن
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة