تونس: انطلاق تسجيل الناخبين استعداداً للاستفتاء الشعبي

تونسي يرفع شعاراً ينادي بتوحيد التونسيين خلال المظاهرات الأخيرة المنادية بالإصلاحات وسط تونس العاصمة (أ.ب)
تونسي يرفع شعاراً ينادي بتوحيد التونسيين خلال المظاهرات الأخيرة المنادية بالإصلاحات وسط تونس العاصمة (أ.ب)
TT

تونس: انطلاق تسجيل الناخبين استعداداً للاستفتاء الشعبي

تونسي يرفع شعاراً ينادي بتوحيد التونسيين خلال المظاهرات الأخيرة المنادية بالإصلاحات وسط تونس العاصمة (أ.ب)
تونسي يرفع شعاراً ينادي بتوحيد التونسيين خلال المظاهرات الأخيرة المنادية بالإصلاحات وسط تونس العاصمة (أ.ب)

بدأت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات التونسية تسجيل الناخبين، وتحيين السجلات الانتخابية بكافة الإدارات الفرعية للانتخابات، وذلك قبل توجه التونسيين إلى صناديق الاقتراع، بمشاركة نحو 7 ملايين ناخب في الاستفتاء الشعبي الذي اقترحه الرئيس قيس سعيد في 25 من يوليو (تموز) المقبل، للحسم في النظام السياسي الحالي، والتصويت لفائدة دستور جديد ومنظومة انتخابية مغايرة.
وانطلقت هيئة الانتخابات بصفة فورية في توفير التحضيرات اللوجستية، وفتح باب مناظرات الانتداب، لاختيار أعوان التسجيل، باعتبار عمليات التسجيل تعد أساسية ومرحلة أولية من روزنامة انتخابية اقترحتها هيئة الانتخابات بتركيبتها الجديدة، وتمتد هذه المرحلة من 27 مايو (أيار) الجاري، إلى الخامس من شهر يونيو (حزيران) المقبل.
وبخصوص الصعوبات التي قد تعترض هيئة الانتخابات في تهيئة مناخ ملائم لإجراء الاستفتاء الشعبي، أوضح سامي بن سلامة، عضو هيئة الانتخابات، أن أكبر إشكال قد يعترضها «لا يتمثل في الروزنامة الانتخابية؛ بل في إثبات استقلالية أعضاء مجلس الهيئة، وكذلك الجهاز التنفيذي»، على حد تعبيره. مؤكداً أن سجل الناخبين «يتطلب تدقيقاً مهماً، شأنه شأن الجهاز التنفيذي للهيئة الذي يتطلب بدوره التدقيق والتمحيص، للتأكد من مدى حياد موظفي الهيئة العليا المستقلة للانتخابات».
في السياق ذاته، قال زكي الرّحموني، العضو السابق بالهيئة العليا المستقلّة للانتخابات، إنّ تسجيل الناخبين خلال عشرة أيام فقط للمشاركة في الاستفتاء «يعد خطراً على العملية الانتخابية». وأوضح في تصريح لوكالة الأنباء التونسية الرسمية، أن تسجيل الناخبين «يمثل محوراً أساسياً في العملية الانتخابية، باعتباره يمكن من إدماج الناخبين في العملية السياسية؛ لكن ضبط آجاله وحصرها في التاريخ المعلن عنه، عقب الاجتماع الأول لمجلس هيئة الانتخابات، والحديث عن تسجيل بضع عشرات الآلاف خلال أسبوع فقط غير ممكن، ويسيء للمسار الانتخابي بجعله غير حقيقي وفعلي»، على حد قوله.
في المقابل، اعتبرت منظمة «أنا يقظ» (حقوقية مستقلة) أن رئيس الجمهورية وهيئة الانتخابات: «غير جاهزين للاستفتاء المقرر في 25 من يوليو المقبل، وذلك على ضوء الملاحظات التي أبدتها الإدارة التنفيذية للهيئة ومداولات أعضائها»، برئاسة فاروق بوعسكر. وحذرت من صعوبة تسجيل الناخبين «نظراً لضيق الوقت»، مشيرة إلى أن الإدارة التنفيذية للهيئة أكدت أن عدد المسجلين الجدد لن يتجاوز سقف 70 ألف ناخب في فترة تسجيل الناخبين التي ستمتد إلى 5 يونيو المقبل، وهو ما سيقصي حوالي مليوني تونسي من التسجيل على حد تعبيرها.
من ناحيتها، أعلنت عدة أطراف سياسية داعمة لمسار 25 يوليو 2021، عن بدء استعداداتها لجولات الحوار الوطني الذي سيعلن الرئيس سعيد قريباً عن موعده. وضمت القائمة حركة «الشعب» ، وحزب «التيار الشعبي»، وحركة «البعث»، وحركة «تونس إلى الأمام»، إضافة إلى «ائتلاف صمود» وجمعية «المحامين الشبان»، و«الاتحاد التونسي للمرأة» ، و«اتحاد طلبة تونس». وتهدف هذه الاستعدادات إلى إعداد 3 ورقات عمل، تهم الأولى المسائل الاقتصادية والاجتماعية، بينما تخصص الورقة الثانية للملف السياسي، بينما تركز الورقة الثالثة على الحوار الوطني، وما يناقشه من محاور ستنعكس لاحقاً على مستقبل تونس.
وكان زهير المغزاوي، رئيس حركة «الشعب»، قد عبر عن انشغاله من بطء انطلاق الحوار الوطني، قائلاً إن «إمكانية إطلاقه باتت تضعف من يوم إلى آخر»، في إشارة إلى عدم تحديد الرئيس سعيد بصفة نهائية للأطراف التي ستشارك في الحوار، وتحديد مواقف الأطراف الأربعة التي رعت حوار سنة 2013، من جولات الحوار السياسي الجديد.


مقالات ذات صلة

تونس تحقق مع 4 محامين في قضية «التآمر على أمن الدولة»

شمال افريقيا تونس تحقق مع 4 محامين في قضية «التآمر على  أمن الدولة»

تونس تحقق مع 4 محامين في قضية «التآمر على أمن الدولة»

وجه القطب القضائي لمكافحة الإرهاب طلبا رسميا إلى رئيس الفرع الجهوي للمحامين بتونس لبدء تحقيق ضدّ المحامين بشرى بلحاج حميدة، والعيّاشي الهمّامي، وأحمد نجيب الشابي، ونور الدين البحيري، الموقوف على ذمة قضايا أخرى، وذلك في إطار التحقيقات الجارية في ملف «التآمر على أمن الدولة». وخلفت هذه الدعوة ردود فعل متباينة حول الهدف منها، خاصة أن معظم التحقيقات التي انطلقت منذ فبراير (شباط) الماضي، لم تفض إلى اتهامات جدية. وفي هذا الشأن، قال أحمد نجيب الشابي، رئيس جبهة الخلاص الوطني المعارضة، وأحد أهم رموز النضال السياسي ضد نظام بن علي، خلال مؤتمر صحافي عقدته اليوم الجبهة، المدعومة من قبل حركة النهضة، إنّه لن

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا الرئيس التونسي يؤكد «احترام حرية التعبير»

الرئيس التونسي يؤكد «احترام حرية التعبير»

أعلنت نقابة الصحافيين التونسيين أمس رصد مزيد من الانتهاكات ضد حرية التعبير، مع تعزيز الرئيس قيس سعيد لسلطاته في الحكم، وذلك ردا على نفي الرئيس أول من أمس مصادرة كتب، وتأكيده أن «الحريات لن تهدد أبدا»، معتبرا أن الادعاءات مجرد «عمليات لتشويه تونس». وكان سحب كتاب «فرانكشتاين تونس» للروائي كمال الرياحي من معرض تونس الدولي للكتاب قد أثار جدلا واسعا في تونس، وسط مخاوف من التضييق على حرية الإبداع. لكن الرئيس سعيد فند ذلك خلال زيارة إلى مكتبة الكتاب بشارع الحبيب بورقيبة وسط تونس العاصمة قائلا: «يقولون إن الكتاب تم منعه، لكنه يباع في مكتبة الكتاب في تونس...

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا تشكيل أول كتلة نيابية في البرلمان التونسي الجديد

تشكيل أول كتلة نيابية في البرلمان التونسي الجديد

بعد مصادقة البرلمان التونسي المنبثق عن انتخابات 2022، وما رافقها من جدل وقضايا خلافية، أبرزها اتهام أعضاء البرلمان بصياغة فصول قانونية تعزز مصالحهم الشخصية، وسعي البرلمانيين لامتلاك الحصانة البرلمانية لما تؤمِّنه لهم من صلاحيات، إضافة إلى الاستحواذ على صلاحيات مجلس الجهات والأقاليم (الغرفة النيابية الثانية)، وإسقاط صلاحية مراقبة العمل الحكومي، يسعى 154 نائباً لتشكيل كتل برلمانية بهدف خلق توازنات سياسية جديدة داخل البرلمان الذي يرأسه إبراهيم بودربالة، خلفاً للبرلمان المنحل الذي كان يرأسه راشد الغنوشي رئيس حركة «النهضة». ومن المنتظر حسب النظام الداخلي لعمل البرلمان الجديد، تشكيل كتل برلمانية قبل

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا تونس: الشركاء الأجانب أصدقاؤنا... لكن الاستقرار خط أحمر

تونس: الشركاء الأجانب أصدقاؤنا... لكن الاستقرار خط أحمر

أكد وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج نبيل عمار أمس، الاثنين، أنه لا مجال لإرساء ديكتاتورية في تونس في الوقت الحالي، مشيراً إلى أن التونسيين «لن ينتظروا أي شخص أو شريك للدفاع عن حرياتهم»، وفق ما جاء في تقرير لـ«وكالة أنباء العالم العربي». وأشار التقرير إلى أن عمار أبلغ «وكالة تونس أفريقيا للأنباء» الرسمية قائلاً: «إذا اعتبروا أنهم مهددون، فسوف يخرجون إلى الشوارع بإرادتهم الحرة للدفاع عن تلك الحريات». وتتهم المعارضة الرئيس التونسي قيس سعيد بوضع مشروع للحكم الفردي، وهدم مسار الانتقال الديمقراطي بعد أن أقر إجراءات استثنائية في 25 يوليو (تموز) 2021 من بينها حل البرلمان.

المنجي السعيداني (تونس)

قائد «الجنجويد» في دارفور ينفي أمام الجنائية الدولية ارتكابه جرائم حرب

صورة من المحكمة الجنائية الدولية تظهر القائد السابق في ميليشيا «الجنجويد» السودانية، علي كوشيب، خلال جلسة استماع لتأكيد التهم المتعلقة بجرائم الحرب (أ.ف.ب)
صورة من المحكمة الجنائية الدولية تظهر القائد السابق في ميليشيا «الجنجويد» السودانية، علي كوشيب، خلال جلسة استماع لتأكيد التهم المتعلقة بجرائم الحرب (أ.ف.ب)
TT

قائد «الجنجويد» في دارفور ينفي أمام الجنائية الدولية ارتكابه جرائم حرب

صورة من المحكمة الجنائية الدولية تظهر القائد السابق في ميليشيا «الجنجويد» السودانية، علي كوشيب، خلال جلسة استماع لتأكيد التهم المتعلقة بجرائم الحرب (أ.ف.ب)
صورة من المحكمة الجنائية الدولية تظهر القائد السابق في ميليشيا «الجنجويد» السودانية، علي كوشيب، خلال جلسة استماع لتأكيد التهم المتعلقة بجرائم الحرب (أ.ف.ب)

نفى زعيم ميليشيا سوداني، اليوم (الجمعة)، أمام المحكمة الجنائية الدولية، الاتهامات الموجّهة إليه بارتكاب جرائم حرب في إقليم دارفور، بما فيها جرائم اغتصاب وقتل وتعذيب، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.

وبدأت هذا الأسبوع في لاهاي محاكمة علي محمد علي عبد الرحمن، الملقّب بـ«علي كوشيب»، بتهمة ارتكاب جرائم حرب في دارفور خلال الحرب الأهلية التي عصفت بالإقليم الواقع غرب السودان.

وأمام المحكمة، قال المتّهم: «أنا لست علي كوشيب. أنا لا أعرف هذا الشخص».

وحسب المدّعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان، فإنّ «كوشيب» كان يتزعّم ميليشيا «الجنجويد» السودانية وحليفاً للرئيس المخلوع عمر البشير.

ومدى ثلاثة أيام استمعت المحكمة الجنائية الدولية إلى المرافعات النهائية في هذه القضية.

وعبد الرحمن الذي سلّم نفسه للمحكمة طوعاً في 2020 متّهم بارتكاب هجمات عنيفة على قرى في منطقة وادي صالح بوسط دارفور في أغسطس (آب) 2003.

وهذا الرجل متّهم بارتكاب 31 جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية، بما فيها جرائم قتل واغتصاب وتعذيب ونهب ومعاملة وحشية.

لكنّ المتّهم أكّد أمام المحكمة أنّ «لا علاقة له» بأيّ من هذه الاتهامات.

حتى أنّه مضى إلى حدّ إنكار أن يكون علي كوشيب الحقيقي، مشيراً إلى أنّه ادّعى ذلك أمام المحكمة الجنائية الدولية لأنّه كان «يائساً» وقلقاً من أن يتم اعتقاله من قبل السلطات السودانية الجديدة.

وقال المتّهم مخاطباً هيئة المحكمة: «لقد انتظرت طوال شهرين مختبئاً (...). كنت خائفاً أن يتمّ اعتقالي» من قبل السلطات السودانية التي تولّت الحكم بعد سقوط البشير.

وأضاف: «لو لم أقل ذلك لما استقبلتني المحكمة ولكنت ميتاً» الآن.

وكان المدّعي العام للمحكمة قال الأربعاء إنّ المتّهم كان عضواً بارزاً في «الجنجويد»، وشارك بفاعلية و«عن طيب خاطر وحماسة» بارتكاب الجرائم المتّهم بها.

ووفقاً للأمم المتحدة، خلّفت الحرب في دارفور من 2003 وحتى انتهائها في 2020 حوالي 300 ألف قتيل و2.5 مليون نازح ولاجئ.