رفعت سريلانكا أمس السبت حظر التجول المفروض على مستوى البلاد لمدة 12 ساعة، لتخفف بذلك القيود المشددة بينما بدأ رئيس الوزراء الجديد رانيل ويكرماسينجه تعيين وزراء حكومته بعد اشتباكات بين الجماعات المؤيدة والمناهضة للحكومة أسفرت عن مقتل تسعة أشخاص. وقال المتظاهرون إن رئيس الوزراء الجديد ويكرماسينجه لن يفعل الكثير لتخفيف الغضب من الرئيس الذي يقولون إنه المسؤول في النهاية عن أسوأ أزمة اقتصادية في البلاد منذ استقلالها في عام 1948، وتتصارع الهند والصين على النفوذ في سريلانكا ذات الأهمية الاستراتيجية، والتي تقع على ممرات الشحن الرئيسية بين آسيا وأوروبا، ويمول البلدان مشاريع بنية تحتية كبرى في سريلانكا.
وأعلن ويكرماسينجه تعيين أربعة وزراء من حزب سريلانكا بودوجانا بيرامونا المنتمي إليه راجاباكسا، في قرار من المستبعد أن يرضي المحتجين المطالبين بإبعاد الحزب عن السلطة. وتشمل قائمة الوزراء المعينين جي. إل. بيريس رئيس حزب سريلانكا بودوجانا بيرامونا والذي كان يشغل المنصب قبل أن يستقيل يوم الاثنين. ويكرماسينجه هو النائب الوحيد من الحزب الوطني المتحد في برلمان البلاد وسيعتمد على الأحزاب السياسية المتنافسة لتشكيل الحكومة. ويشغل تحالف يقوده راجاباكسا نحو 100 من مقاعد البرلمان البالغ عددها 225 بينما تسيطر المعارضة على 58 مقعداً. وباقي الأعضاء مستقلون. وتعهد حزب سريلانكا بودوجانا بيرامونا بدعمه. واستبعدت المعارضة الرئيسية دعمه، لكن العديد من الأحزاب الصغيرة قالت إنها ستدعم سياسات رئيس الوزراء الجديد لتحقيق الاستقرار في الاقتصاد. وتعاني سريلانكا بشدة من جائحة كورونا، وارتفاع أسعار النفط وأدى التضخم المتفشي ونقص الوقود إلى خروج الآلاف منذ شهر إلى الشوارع في احتجاجات اتسمت بالسلمية في الغالب حتى هذا الأسبوع. وتحولت الاحتجاجات إلى أعمال عنف الأسبوع الماضي بعد أن اقتحم أنصار رئيس الوزراء السابق ماهيندا راجاباكسا معسكر احتجاج مناهض للحكومة في العاصمة التجارية كولومبو وأحرقوا الخيام واشتبكوا مع المتظاهرين. كما خلفت الاشتباكات والأعمال الانتقامية ضد شخصيات حكومية أكثر من 300 مصاب. ورفعت الحكومة حظر التجول المفروض من السادسة صباح أمس السبت وحتى السادسة مساءً. وتم رفع حظر التجول المفروض على مدار 24 ساعة يوم الاثنين الماضي لعدة ساعات يومي الخميس والجمعة للسماح بشراء الإمدادات الأساسية. وتنحى راجاباكسا عن منصبه بعد اندلاع أعمال عنف يوم الاثنين، تاركاً لشقيقه الأصغر جوتابايا راجاباكسا منصب الرئيس. وتم تعيين ويكرماسينجه رئيساً للوزراء للمرة الخامسة في وقت متأخر من يوم الخميس. وبدأ رئيس الوزراء الجديد مساعيه لتشكيل حكومة وحدة وطنية الجمعة لكن تعيينه أخفق في استرضاء المحتجين المناهضين للحكومة الذين يطالبون باستقالة الرئيس بسبب الأزمة الاقتصادية الطاحنة في البلاد. واستقال الشقيق الأكبر للرئيس ماهيندا راجاباكسا من منصب رئيس الوزراء يوم الاثنين مع تصاعد العنف ويقيم حالياً في قاعدة عسكرية. وقال شامالاج شيفاكومار وهو واحد من مئات يقيمون في موقع احتجاج في مدينة كولومبو الرئيسية: «سنوقف هذا النضال عندما يحصل شعبنا على العدالة... بغض النظر عمن يعينونه رئيساً للوزراء لن نوقف هذا النضال». والتقى ويكرماسينجه الجمعة بالسفير الهندي لدى سريلانكا في أول اتصال معلن له مع حكومة أجنبية منذ تعيينه. وقالت السفارة الهندية في كولومبو في تغريدة على تويتر: «ناقشنا التعاون المستمر من أجل الانتعاش الاقتصادي والاستقرار في سريلانكا من خلال العمليات الديمقراطية».
رئيس وزراء سريلانكا يبدأ تشكيل حكومته وسط مطالبات بإبعاده عن السلطة
رئيس وزراء سريلانكا يبدأ تشكيل حكومته وسط مطالبات بإبعاده عن السلطة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة