نفوق دواجن في غارات روسية وقصف إيراني شمال غربي سوريا

نفوق عدد كبير من الطيور بغارات جوية روسية على أطراف جبل الأربعين بإدلب  الخميس (الدفاع المدني)
نفوق عدد كبير من الطيور بغارات جوية روسية على أطراف جبل الأربعين بإدلب الخميس (الدفاع المدني)
TT

نفوق دواجن في غارات روسية وقصف إيراني شمال غربي سوريا

نفوق عدد كبير من الطيور بغارات جوية روسية على أطراف جبل الأربعين بإدلب  الخميس (الدفاع المدني)
نفوق عدد كبير من الطيور بغارات جوية روسية على أطراف جبل الأربعين بإدلب الخميس (الدفاع المدني)

قصفت مقاتلات حربية روسية مزرعة للدواجن بريف إدلب، ما أسفر عن إصابة مدني بجروح خطيرة، ونفوق أعداد كبيرة من الدواجن، وتزامن القصف مع قصف بري من قوات النظام والميليشيات الإيرانية على مناطق في جبل الزاوية وسهل الغاب جنوب إدلب، أسفر عن مقتل وجرح عناصر من فصائل المعارضة السورية المسلحة، وجرى تبادل للقصف المدفعي والصاروخي بين «قوات سوريا الديمقراطية (قسد)» والجيش التركي بريف حلب شمال غربي سوريا.
وقال نشطاء في إدلب إن «المقاتلات الروسية جددت غاراتها الجوية على منطقة (خفض التصعيد)، واستهدفت بشكل مباشر مزرعة لتربية الدواجن ومناطق أخرى في جبل الأربعين بريف إدلب، بغارات جوية عدة بصواريخ فراغية شديدة الانفجار، ما أسفر عن إصابة مدني بجروح خطيرة، ونفوق أعداد كبيرة من الدواجن». وتفقدت «فرق الدفاع المدني (الخوذ البيضاء)» وكوادر طبية المكان بحثاً عن مصابين، بالتزامن مع تحليق مكثف لطيران الاستطلاع الروسي في الأجواء، ترافق مع قصف بري من قوات النظام والميليشيات الإيرانية، بقذائف المدفعية والصاروخية على مناطق البارة وبينين ودير سنبل بجبل الزاوية جنوب إدلب، وأسفر القصف عن إصابة 3 مدنيين (مزارعون)، بجروح خطيرة، وجرى نقلهم إلى المشافي.
وقال مصدر عسكري في فصائل المعارضة: «تشهد منطقة (خفض التصعيد)، وتضم أجزاءً واسعة من محافظة إدلب وأرياف حماة واللاذقية وحلب، في شمال غربي سوريا، خلال الآونة تصعيداً عسكرياً خطيراً من قبل قوات النظام السوري والميليشيات الإيرانية والطيران الحربي الروسي؛ الأمر الذي يهدد وقف إطلاق النار وبعودة المواجهات المسلحة بين قوات النظام وفصائل المعارضة».
ونفذت قوات النظام والميليشيات الإيرانية نحو 38 هجوماً برياً، بقذائف المدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ، خلال الأسبوع الحالي، واستهدفت في غضون ذلك 8 مناطق مأهولة بالسكان؛ بينها بلدات وقرى البارة والفطيرة وبينين وسفوهن في جبل الزاوية جنوب إدلب، وأعقبت ذلك غارات جوية جديدة للطيران الروسي، مستهدفاً إحدى المنشآت لتربية الدواجن، ما أدى إلى نفوق أعداد كبيرة من الطيور ودمار المزرعة بشكل كلي، بقصد زعزعة الاستقرار الاقتصادي الذي تعيشه المنطقة».
في السياق، كثفت القوات التركية المنتشرة في مناطق نفوذها شمال حلب من قصفها البري على مواقع عسكرية خاضعة لسيطرة «قوات سوريا الديمقراطية (قسد)»، رداً على قصف الأخيرة مناطق مأهولة بالسكان وخاضعة للنفوذ التركي والفصائل السورية الموالية لها. وقال أيهم الحلبي؛ وهو ناشط بريف حلب، إن «القوات التركية الموجودة في قواعد عسكرية قريبة من منطقة الباب والراعي شمال حلب، قصفت بشكل مكثف مواقع عسكرية تابعة لـ(قوات سوريا الديمقراطية) أو ما تعرف بـ(قسد)، في مناطق سموقة وأم القرى شمال حلب، وترافق ذلك مع قصف مدفعي وصاروخي من الجيش الوطني السوري استهدف مواقع عسكرية لـ(قسد) بالقرب من منطقة عفرين».
ويأتي التصعيد العسكري التركي ومن الجيش الوطني السوري المدعوم من أنقرة، على مواقع «قسد» رداً على قصف من الأخيرة بقذائف صاروخية على الأحياء السكنية وسط مدينة الباب والراعي وقرى مشعلة وكفر جنة شمال حلب، وأسفر القصف عن إصابة عدد من المواطنين بجروح خطيرة.
وكانت «قوات سوريا الديمقراطية (قسد)»، قد أعلنت مطلع مايو (أيار) الحالي، عن 755 هجوماً تعرضت له مناطق نفوذها في محافظات حلب والرقة والحسكة، بمختلف أنواع الأسلحة، من قبل القوات التركية والجيش الوطني السوري المدعوم من أنقرة. بينها 596 هجوماً برياً بأسلحة المدفعية والدبابات وقذائف الـ«هاون»، إضافة إلى 15 هجوماً جوياً بالطائرات المسيّرة، و3 هجمات بالصواريخ الموجهة، إضافة إلى 141 هجوماً بالأسلحة المتوسطة والخفيفة.
وتشهد مناطق العمليات العسكرية التركية، أو ما تعرف بمناطق «غصن الزيتون» و«درع الفرات»، في شمال حلب، قصفاً مستمراً بالقذائف المدفعية والصاروخية من قبل «قوات سوريا الديمقراطية (قسد)»، وأدى القصف في الآونة الأخيرة إلى مقتل عنصر من القوات العسكرية التركية وإصابة 3 مدنيين و 3 عناصر من فرق الدفاع المدني السوري بجروح خطيرة.


مقالات ذات صلة

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

العالم العربي أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
العالم العربي درعا على موعد مع تسويات جديدة

درعا على موعد مع تسويات جديدة

أجرت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا (جنوب سوريا) اجتماعات عدة خلال الأيام القليلة الماضية، آخرها أول من أمس (الأربعاء)، في مقر الفرقة التاسعة العسكرية بمدينة الصنمين بريف درعا الشمالي، حضرها وجهاء ومخاتير ومفاوضون من المناطق الخاضعة لاتفاق التسوية سابقاً وقادة من اللواء الثامن المدعوم من قاعدة حميميم الأميركية. مصدر مقرب من لجان التفاوض بريف درعا الغربي قال لـ«الشرق الأوسط»: «قبل أيام دعت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا، ممثلةً بمسؤول جهاز الأمن العسكري في درعا، العميد لؤي العلي، ومحافظ درعا، لؤي خريطة، ومسؤول اللجنة الأمنية في درعا، اللواء مفيد حسن، عد

رياض الزين (درعا)
شمال افريقيا مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري اتصالات هاتفية مع نظرائه في 6 دول عربية؛ للإعداد للاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب بشأن سوريا والسودان، المقرر عقده، يوم الأحد المقبل. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير أحمد أبو زيد، في إفادة رسمية، الخميس، إن شكري أجرى اتصالات هاتفية، على مدار يومي الأربعاء والخميس، مع كل من وزير خارجية السودان علي الصادق، ووزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان، ووزير خارجية العراق فؤاد محمد حسين، ووزير خارجية الجزائر أحمد عطاف، ووزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، ووزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف. وأضاف أن «الاتصالات مع الوزراء العرب تأتي في إطار ا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي الأردن يوسّع مشاورات «عودة سوريا»

الأردن يوسّع مشاورات «عودة سوريا»

أطلق الأردن سلسلة اتصالات مع دول عربية غداة استضافته اجتماعاً لبحث مسألة احتمالات عودة سوريا إلى الجامعة العربية، ومشاركتها في القمة المقبلة المقرر عقدها في المملكة العربية السعودية هذا الشهر. وقالت مصادر أردنية لـ«الشرق الأوسط»، إن اجتماع عمّان التشاوري الذي عُقد (الاثنين) بحضور وزراء خارجية مصر والسعودية والعراق والأردن وسوريا، ناقش احتمالات التصويت على قرار عودة سوريا إلى الجامعة العربية ضمن أنظمة الجامعة وآليات اعتماد القرارات فيها. وفي حين أن قرار عودة سوريا إلى الجامعة ليس مقتصراً على الاجتماعات التشاورية التي يعقدها وزراء خارجية مصر والسعودية والعراق والأردن، فإن المصادر لا تستبعد اتفاق

شؤون إقليمية الأسد ورئيسي يتفقان على «تعاون استراتيجي طويل الأمد»

الأسد ورئيسي يتفقان على «تعاون استراتيجي طويل الأمد»

بدأ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أمس (الأربعاء) زيارة لدمشق تدوم يومين واستهلها بجولة محادثات مع نظيره السوري بشار الأسد تناولت تعزيز العلاقات المتينة أصلاً بين البلدين. وفيما تحدث رئيسي عن «انتصارات كبيرة» حققتها سوريا، أشار الأسد إلى أن إيران وقفت إلى جانب الحكومة السورية مثلما وقفت هذه الأخيرة إلى جانب إيران في حرب السنوات الثماني مع إيران في ثمانينات القرن الماضي. ووقع الأسد ورئيسي في نهاية محادثاتهما أمس «مذكرة تفاهم لخطة التعاون الاستراتيجي الشامل الطويل الأمد». وزيارة رئيسي لدمشق هي الأولى التي يقوم بها رئيس إيراني منذ 13 سنة عندما زارها الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد.

«الشرق الأوسط» (دمشق)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».