نبرة حوثية نحو السلام

الانقلابيون موَّلوا مؤسسات إعلامية لزرع الفتنة بين أعضاء «الرئاسي»

المبعوث الأممي هانس غروندبيرغ
المبعوث الأممي هانس غروندبيرغ
TT

نبرة حوثية نحو السلام

المبعوث الأممي هانس غروندبيرغ
المبعوث الأممي هانس غروندبيرغ

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» عن وجود نبرة حوثية جديد أبداها قادة الميليشيات أثناء زيارة المبعوث الأممي لليمن خلال الأسبوع الماضي، وصفتها المصادر بـ«التفاؤلية» نحو جهود السلام.
كما أظهرت جماعة الحوثي الانقلابية التي تسيطر على صنعاء منذ عام 2014 قلقاً متزايداً من تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد الذي يضم 8 من القيادات اليمنية القوية، بحسب المصادر المطلعة على فحوى زيارة المبعوث الأخيرة إلى صنعاء.
وأضافت المصادر التي رفضت الإفصاح عن هويتها في ردها على سؤال حول نتائج زيارة المبعوث الأممي لصنعاء، لأول مرة منذ تعيينه، بالقول: «هناك نبرة جديدة في صنعاء أكثر تفاؤلاً»؛ مشيرة إلى وجود «قلق متزايد من تشكيل مجلس القيادة الرئاسي».
ويرى العقيد محمد جابر، مستشار رئيس هيئة الأركان اليمنية لشؤون القبائل، أن قلق الحوثي أمر متوقع وطبيعي، بعد تشكيل المجلس الرئاسي الجديد، مبيناً أن هذه الجماعة لم تفرض سيطرتها إلا بسبب تفرق وتشتت قوى الشرعية في السابق. وذكر جابر في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين قاموا بتمويل إعلاميين وناشطين لمهاجمة المجلس الرئاسي الجديد ومحاولة زرع الفتنة بين مكوناته، وتابع: «هذا أكبر دليل على قلقهم ومخاوفهم. الشعب اليمني بأكمله متفائل بالقيادة الجديدة». وأضاف: «الآن وبعد عودة مؤسسات الدولة وقياداتها للداخل، أصبحت الأمور مختلفة، المجلس الرئاسي سوف يغير المعادلة؛ لا سيما إذا مارس أعماله من الداخل. خلال يوم واحد من عودتهم تحسن الريال اليمني بشكل سريع. هذه لحظات تاريخية وفرصة بعد سنوات من الفرص الضائعة والإنهاك والصراعات العدمية».
وكان الرئيس السابق قد أصدر مرسوماً رئاسياً في 7 أبريل (نيسان) الحالي، بنقل صلاحياته الرئاسية كاملة إلى مجلس قيادة رئاسي جديد، برئاسة رشاد العليمي، وعضوية 7 من القادة الفاعلين على الأرض.
يأتي ذلك، في ظل وصول رئيس وأعضاء البرلمان للعاصمة المؤقتة عدن، وينتظر أن يصل بعدهم تباعاً مجلس القيادة الرئاسي؛ حيث من المنتظر أن يؤدي رئيس وأعضاء المجلس الرئاسي الجديد اليمين الدستورية أمام مجلس النواب، والبدء في ممارسة أعمالهم من الداخل.
وكان المبعوث الأممي لليمن، السويدي هانس غروندبرغ، قد أعلن عن «ضوء في نهاية النفق» بعد زيارته للعاصمة اليمنية صنعاء، ولقائه قيادات الحوثيين، والمؤتمر الشعبي العام الموجودين في الداخل.
وأضاف خلال إحاطته الأخيرة أمام مجلس الأمن: «هناك بصيص من الأمل في نهاية النفق، فبعد حوالي 3 أشهر من المفاوضات الثنائية، وافقت الأطراف على مبادرة الأمم المتحدة بشأن هدنة في جميع أنحاء البلاد مدتها شهرين وقابلة للتجديد، وهي الهدنة الأولى التي تمتد لتشمل جميع أنحاء البلاد منذ 6 أعوام». وتحدث غروندبرغ أيضاً عن مؤشرات إيجابية أخرى في مجال بناء الثقة، بعد إحراز تقدم في ملف تبادل المحتجزين، مؤكداً أن الهدنة فرصة لتوجيه اليمن في اتجاه جديد، يعزز مسار السلام، ويمنع الانزلاق مجدداً إلى القتال.
وفي أول خطاب له، قال الدكتور رشاد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي، إن يد المجلس ممدودة للسلام العادل والشامل، وفي الوقت نفسه لن يتوانى عن الدفاع عن أمن اليمن وشعبه، وهزيمة أي مشروعات دخيلة تستهدف هويته العروبية، وتحويله إلى شوكة في خاصرة المنطقة والخليج؛ خدمة لأجندة ومشروع إيران.
من جانبه، شدد الدكتور أحمد عوض بن مبارك، وزير الخارجية اليمني، على ضرورة فتح الطرق والممرات من وإلى مدينة تعز، باعتبارها إحدى أولويات الهدنة الأممية، ومطلباً إنسانياً يخفف عن الملايين من السكان المحاصرين داخل المدينة منذ 7 سنوات.
وجدد بن مبارك خلال لقائه المبعوث الأممي أول من أمس، التزام الحكومة بالهدنة وتثبيتها، إلا أنه حذر من مغبة استغلال الحوثيين لها لإعادة حشد القوات، وتنفيذ استحداثات عسكرية تهدد بانهيار وقف إطلاق النار المؤقت.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يُخضعون إعلاميين وناشطين في الحديدة للتعبئة

المشرق العربي جانب من إخضاع الحوثيين سكاناً في مدينة الحديدة للتعبئة القتالية (فيسبوك)

الحوثيون يُخضعون إعلاميين وناشطين في الحديدة للتعبئة

بعد أن أخضعت العشرات منهم لدورات تدريبية تعبوية، منعت الجماعة الحوثية إعلاميين وصحافيين وناشطين حقوقيين في محافظة الحديدة اليمنية (223 كلم غرب صنعاء) من العمل.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
المشرق العربي جرافة حوثية تهدم محلاً تجارياً في إحدى المناطق التابعة لمحافظة الضالع (فيسبوك)

اعتداءات مسلحة أثناء تحصيل الحوثيين جبايات في الضالع

يتهم سكان محافظة الضالع اليمنية الجماعة الحوثية بارتكاب ممارسات إجرامية خلال تحصيل إتاوات تعسفية وغير قانونية من الباعة والتجار والسكان.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي مركز الملك سلمان وقع اتفاقية تعاون لتنفيذ مشروع العودة إلى المدارس في اليمن (واس)

«مركز الملك سلمان» يوقع اتفاقيات لتعزيز التعليم والصحة في اليمن

وقع «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية»، اتفاقيات متنوعة لتعزيز القطاع التعليمي والطبي في محافظات يمنية عدة يستفيد منها ما يزيد على 13 ألف فرد.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
العالم العربي انتهاكات جسيمة بحق الصحافة والصحافيين ارتكبتها الجماعة الحوثية خلال سنوات الانقلاب والحرب (إعلام محلي)

تأسيس شبكة قانونية لدعم الصحافيين اليمنيين

أشهر عدد من المنظمات المحلية، بالشراكة مع منظمات أممية ودولية، شبكة لحماية الحريات الصحافية في اليمن التي تتعرّض لانتهاكات عديدة يتصدّر الحوثيون قائمة مرتكبيها.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أطفال مرضى السرطان في محافظة إب اليمنية خلال مشاركتهم في مخيم ترفيهي (فيسبوك)

الموت يهدّد آلاف مرضى السرطان في إب اليمنية

يواجه الآلاف من مرضى السرطان في محافظة إب اليمنية خطر الموت بسبب إهمال الرعاية الطبية وسط اتهامات للجماعة الحوثية بنهب الأدوية والمعونات

«الشرق الأوسط» (صنعاء)

قاسم يعلن «انتصار» «حزب الله» ويتعهّد صون الوحدة الوطنية وانتخاب رئيس

الأمين العام لـ«حزب الله» نعيم قاسم معلناً «الانتصار الكبير» (رويترز)
الأمين العام لـ«حزب الله» نعيم قاسم معلناً «الانتصار الكبير» (رويترز)
TT

قاسم يعلن «انتصار» «حزب الله» ويتعهّد صون الوحدة الوطنية وانتخاب رئيس

الأمين العام لـ«حزب الله» نعيم قاسم معلناً «الانتصار الكبير» (رويترز)
الأمين العام لـ«حزب الله» نعيم قاسم معلناً «الانتصار الكبير» (رويترز)

قال الأمين العام لـ«حزب الله» إن الحزب حقّق «انتصاراً كبيراً يفوق النصر الذي تحقق عام 2006»، وذلك «لأن العدو لم يتمكن من إنهاء وإضعاف المقاومة».

وجاءت مواقف قاسم في الكلمة الأولى له بعد سريان اتفاق وقف إطلاق النار يوم الأربعاء الماضي. وقال قاسم: «قررت أن أعلن كنتيجة (...) بشكل رسمي وواضح أننا أمام انتصار كبير يفوق الانتصار الذي حصل في يوليو (تموز) 2006»، في إشارة إلى الحرب الأخيرة بين الجانبين. وأضاف: «انتصرنا لأننا منعنا العدو من تدمير (حزب الله)، انتصرنا لأننا منعناه من إنهاء المقاومة أو إضعافها إلى درجة لا تستطيع معها أن تتحرك، والهزيمة تحيط بالعدو الإسرائيلي من كل جانب» .

وتوجّه قاسم في مستهل كلمته إلى مناصري الحزب، قائلاً: «صبرتم وجاهدتم وانتقلتم من مكان إلى آخر، وأبناؤكم قاتلوا في الوديان، وعملتم كل جهدكم لمواجهة العدو». وأضاف: «كررنا أننا لا نريد الحرب، ولكن نريد مساندة غزة، وجاهزون للحرب إذا فرضها الاحتلال. والمقاومة أثبتت بالحرب أنها جاهزة والخطط التي وضعها السيد حسن نصر الله فعّالة وتأخذ بعين الاعتبار كل التطورات، و(حزب الله) استعاد قوّته ومُبادرته، فشكّل منظومة القيادة والسيطرة مجدداً ووقف صامداً على الجبهة».

 

ولفت إلى أن إسرائيل فشلت في إحداث فتنة داخلية، قائلاً: «الاحتلال راهن على الفتنة الداخلية مع المضيفين، وهذه المراهنة كانت فاشلة بسبب التعاون بين الطوائف والقوى». وعن اتفاق وقف إطلاق النار، قال قاسم: «الاتفاق تمّ تحت سقف السيادة اللبنانية، ووافقنا عليه ورؤوسنا مرفوعة بحقنا في الدفاع، وهو ليس معاهدة، بل هو عبارة عن برنامج إجراءات تنفيذية لها علاقة بالقرار 1701، يؤكد على خروج الجيش الإسرائيلي من كل الأماكن التي احتلها، وينتشر الجيش اللبناني جنوب نهر الليطاني لكي يتحمل مسؤوليته عن الأمن وعن إخراج العدو من المنطقة».

وأكد أن «التنسيق بين المقاومة والجيش اللبناني سيكون عالي المستوى لتنفيذ التزامات الاتفاق، ونظرتنا للجيش اللبناني أنه جيش وطني قيادة وأفراداً، وسينتشر في وطنه ووطننا».

وتعهّد بصون الوحدة الوطنية واستكمال عقد المؤسسات الدستورية، وعلى رأسها انتخاب رئيس للجمهورية في الجلسة التي حدّدها رئيس البرلمان نبيه بري، في 9 يناير (كانون الثاني) المقبل، واعداً بإعادة الإعمار بالتعاون مع الدولة، «ولدينا الآليات المناسبة»، قائلاً: «سيكون عملنا الوطني بالتعاون مع كل القوى التي تؤمن أن الوطن لجميع أبنائه، وسنتعاون ونتحاور مع كل القوى التي تريد بناء لبنان الواحد، في إطار اتفاق الطائف، وسنعمل على صون الوحدة الوطنية وتعزيز قدرتنا الدفاعية، وجاهزون لمنع العدو من استضعافنا».