ألمانيا تبحث عن مصادر جديدة للغاز

قطاعات الأنشطة الاقتصادية تستشعر عواقب حرب أوكرانيا

تسع من كل عشر شركات تتأثر بتكاليف الطاقة على أداء نشاطها في ألمانيا (رويترز)
تسع من كل عشر شركات تتأثر بتكاليف الطاقة على أداء نشاطها في ألمانيا (رويترز)
TT

ألمانيا تبحث عن مصادر جديدة للغاز

تسع من كل عشر شركات تتأثر بتكاليف الطاقة على أداء نشاطها في ألمانيا (رويترز)
تسع من كل عشر شركات تتأثر بتكاليف الطاقة على أداء نشاطها في ألمانيا (رويترز)

أبدى وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك تفاؤله إزاء الحصول على وارادات غاز عديدة لأوروبا، وذلك قبل توجهه إلى قطر والإمارات.
وقال هابيك في تصريحات لشبكة «إيه آر دي» الألمانية الإعلامية، أمس: «هدفنا الرئيسي هو إنشاء محطات للغاز المسال في ألمانيا، والتي ستحتاج إلى عقود (توريد) جديدة وأنا واثق بأن مجموع المحادثات التي نجريها - مع النرويج والولايات المتحدة الأميركية وكندا وقطر - ستؤدي إلى حصولنا على غاز جديد، أي المزيد من الغاز المسال، إلى أوروبا وكذلك إلى ألمانيا».
وعن إمكانية تطبيق حظر فوري على واردات الغاز الطبيعي والنفط من روسيا بسبب حربها في أوكرانيا، قال هابيك إن هذا قرار يتأرجح بين القلب والعقل، بين العاطفة والتفكير، وأضاف: «إذا اتبعت مشاعري فقط، فسأقول على الفور: لنستغني عن كل شيء»، مضيفاً أنه يشعر بالتزام شخصي تجاه الشعب الأوكراني والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مشيراً إلى أن هناك طريقاً للخروج من هذه المعضلة، وقال: «ألا وهو: تأمين الإمدادات ثم المضي قدماً».
ويتوجه هابيك مطلع الأسبوع المقبل إلى قطر والإمارات في إطار مساعي تقليص اعتماد بلاده على واردات الطاقة من روسيا عقب الحرب الهجومية التي شنتها روسيا على أوكرانيا.
وأعلنت وزارة الاقتصاد أن هابيك سيتوجه إلى قطر اليوم السبت، حيث يستقبله في العاصمة الدوحة أمير البلاد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. ومن المقرر أيضاً أن يُجري هابيك محادثات مع وزراء. ويواصل الوزير الألماني جولته إلى الإمارات بعد غد الأحد، حيث يعتزم مقابلة العديد من الوزراء. وبحسب وزارته، سيرافق هابيك وفد اقتصادي رفيع المستوى في الجولة التي تستمر حتى يوم الاثنين المقبل.
إلى ذلك كشف مسح أجراه اتحاد غرف التجارة والصناعة الألمانية أن نحو 80 في المائة من الشركات في ألمانيا تستشعر عواقب الحرب الروسية في أوكرانيا على أنشطتها.
وقال المدير التنفيذي للاتحاد، مارتن فانسليبن، في برلين اليوم الجمعة: «الحرب الرهيبة تؤثر أيضاً على الاقتصاد الألماني». وأضاف أن الاقتصاد الألماني يشعر في كافة قطاعاته بآثار الغزو الروسي، مشيراً إلى أنه لا فائدة الآن من إصدار توقعات اقتصادية، وقال: «رغم هذه الخسائر المؤلمة، نادراً ما نسمع أي انتقاد للعقوبات المفروضة». وبحسب الاستطلاع، الذي شمل 3700 شركة من جميع القطاعات، أبلغت 60 في المائة من الشركات عن تداعيات للحرب على نشاطها، مثل ارتفاع الأسعار أو تعطل سلاسل التوريد، وتحدثت 18 في المائة من الشركات عن عواقب مباشرة، مثل فقدان عملاء أو موردين. ووفقاً للمسح، الذي جرى من الثلاثاء إلى الخميس الماضي، ذكرت تسع من كل عشر شركات في جميع القطاعات أن ارتفاع تكاليف الطاقة كان له تأثير ملموس على نشاطها. وبحسب الاستطلاع، كان التأثير ملموساً على وجه الخصوص في قطاع التصنيع، حيث سيضطر ثلثا الشركات في هذا القطاع إلى تمرير زيادات الأسعار إلى العملاء. وحذر فانسلسبين من أن هذا قد يؤدي إلى تضخم إضافي.
وكان الاتحاد قد دعا الحكومة الألمانية إلى اتخاذ تدابير استقرار قصيرة الأجل، مثل تخفيض الرسوم الحكومية وضريبة الكهرباء إلى جانب توفير قروض منخفضة الفائدة أو حتى مدفوعات طوارئ مباشرة من بنك التنمية الألماني. وتناقش الحكومة الألمانية حالياً حزمة إجراءات لتخفيف الأعباء عن المستهلكين والشركات.
وقال رئيس شعبة التجارة الخارجية في الاتحاد، فولكر ترير، في تصريحات لمجلة «دير شبيجل» الألمانية إنه سيكون من المنطقي أن تنشئ الدولة صندوقاً للحالات الصعبة، والذي يمنح رأس مال للشركات المتضررة بشكل خاص بطريقة غير بيروقراطية.


مقالات ذات صلة

روسيا تنظم «أكبر احتفال» بالذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية

أوروبا روسيا تعتزم تنظيم أكبر احتفال في تاريخها بمناسبة الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية (رويترز)

روسيا تنظم «أكبر احتفال» بالذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية

أعلنت روسيا اليوم (الثلاثاء) أنها تعتزم تنظيم «أكبر احتفال في تاريخها» بمناسبة الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية، في سياق تمجيد القيم الوطنية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أميركا اللاتينية «لاهوت التحرر» يفقد مؤسّسه الكاهن الكاثوليكي البيروفي غوستافو غوتيرّيس عن 96 عاماً

«لاهوت التحرر» يفقد مؤسّسه الكاهن الكاثوليكي البيروفي غوستافو غوتيرّيس عن 96 عاماً

مطلع العقد السادس من القرن الماضي شهدت أميركا اللاتينية، بالتزامن مع انتشار حركات التحرر التي توّجها انتصار الثورة الكوبية.

شوقي الريّس (هافانا)
أوروبا رجل يلتقط صورة تذكارية مع ملصق يحمل صورة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يقول: «لماذا نريد مثل هذا العالم إذا لم تكن روسيا موجودة فيه؟» (رويترز)

«فليحفظ الرب القيصر»... مؤيدون يهنئون بوتين بعيد ميلاده الثاني والسبعين

وصف بعض المؤيدين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ«القيصر»، في عيد ميلاده الثاني والسبعين، الاثنين، وقالوا إنه أعاد لروسيا وضعها، وسينتصر على الغرب بحرب أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم جندي أوكراني يجلس داخل دبابة ألمانية الصنع من نوع «ليوبارد 2 إيه 5» بالقرب من خط المواجهة (أ.ف.ب)

هل انتهى عصر الدبابات «ملكة المعارك» لصالح الطائرات المسيّرة؟

رغم أن الدبابات ساعدت أوكرانيا في التقدم داخل روسيا، تعيد الجيوش التفكير في كيفية صنع ونشر هذه الآليات القوية بعد أدائها المتواضع خلال الفترة الأخيرة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا بوتين يتحدث مع طلاب مدرسة في جمهورية توفا الروسية الاثنين (إ.ب.أ) play-circle 00:45

بوتين يتوعد الأوكرانيين في كورسك ويشدد على استمرار الحرب حتى تحقيق أهدافها

شدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أن الهجوم الأوكراني في كورسك لن يوقف تقدم جيشه في منطقة دونباس، متعهداً بمواصلة العمليات الحربية حتى تحقيق أهداف بلاده.

رائد جبر (موسكو)

 «موديز» ترفع التصنيف الائتماني للسعودية بفضل جهود تنويع الاقتصاد

شعار «موديز» خارج المقر الرئيسي للشركة في مانهاتن، نيويورك، الولايات المتحدة (رويترز)
شعار «موديز» خارج المقر الرئيسي للشركة في مانهاتن، نيويورك، الولايات المتحدة (رويترز)
TT

 «موديز» ترفع التصنيف الائتماني للسعودية بفضل جهود تنويع الاقتصاد

شعار «موديز» خارج المقر الرئيسي للشركة في مانهاتن، نيويورك، الولايات المتحدة (رويترز)
شعار «موديز» خارج المقر الرئيسي للشركة في مانهاتن، نيويورك، الولايات المتحدة (رويترز)

رفعت وكالة موديز للتصنيف الائتماني، اليوم، تصنيف السعودية إلى «Aa3» من«A1»، مشيرة إلى جهود المملكة لتنويع اقتصادها بعيداً عن النفط.

وتستثمر المملكة، أكبر مصدر للنفط في العالم، مليارات الدولارات لتحقيق خطتها «رؤية 2030»، التي تركز على تقليل اعتمادها على النفط وإنفاق المزيد على البنية التحتية لتعزيز قطاعات مثل السياحة والرياضة والصناعات التحويلية.

وتعمل السعودية أيضاً على جذب المزيد من الاستثمارات الخارجية لضمان بقاء خططها الطموحة على المسار الصحيح.

وفي الشهر الماضي، سعى وزير الاستثمار السعودي إلى طمأنة المستثمرين في مؤتمر بالرياض بأن السعودية تظل مركزاً مزدهراً للاستثمار على الرغم من عام اتسم بالصراع الإقليمي.

وقالت موديز في بيان: «التقدم المستمر من شأنه، بمرور الوقت، أن يقلل بشكل أكبر من انكشاف المملكة العربية السعودية على تطورات سوق النفط والتحول الكربوني على المدى الطويل».

كما عدلت الوكالة نظرتها المستقبلية للبلاد من إيجابية إلى مستقرة، مشيرة إلى حالة الضبابية بشأن الظروف الاقتصادية العالمية وتطورات سوق النفط.

وفي سبتمبر (أيلول)، عدلت وكالة «ستاندرد اند بورز» نظرتها المستقبلية للسعودية من مستقرة إلى إيجابية، وذلك على خلفية توقعات النمو القوي غير النفطي والمرونة الاقتصادية.