رؤية خليجية ـ أميركية لردع التهديدات الإيرانية

ركزت على مجال الدفاع الصاروخي والأمن البحري

رؤية خليجية ـ أميركية لردع التهديدات الإيرانية
TT

رؤية خليجية ـ أميركية لردع التهديدات الإيرانية

رؤية خليجية ـ أميركية لردع التهديدات الإيرانية

توصل اجتماع خليجي – أميركي إلى وضع رؤية مشتركة لردع التهديدات الإيرانية في المنطقة، خاصة التهديدات الجوية والصاروخية والبحرية، مديناً سلوكها «التخريبي» ودعم التنظيمات الإرهابية والجماعات المسلحة بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة .
وناقش الجانبان الخليجي والأميركي خلال اجتماع مجموعات العمل المشتركة المختصة بالدفاع الصاروخي والأمن البحري أمس الأول بمقر مجلس التعاون بالرياض، عددا من التهديدات التي تواجه المنطقة، ومن أبرزها مجال الدفاع الصاروخي والأمن البحري.
وتأتي هذه النقاشات، على وقع استمرار الأزمة الأوكرانية - الروسية، والأنباء عن مخاوف من انهيار المحادثات بشأن الملف النووي الإيراني في فيينا.
وأكدت مجموعات العمل على الشراكة الدفاعية طويلة الأمد بين الولايات المتحدة والدول الأعضاء في مجلس التعاون، وجددت الالتزام المشترك للجانبين بالحفاظ على الأمن الإقليمي، في إطار الشراكة الاستراتيجية بين مجلس التعاون لدول الخليج العربية والولايات المتحدة.
ويرى المحلل الاستراتيجي والأمني السعودي العميد الدكتور فواز كاسب أن الاجتماع في هذا التوقيت يعكس العلاقة الاستراتيجية بين دول الخليج والولايات المتحدة، والتي تعتبر حليف استراتيجي لدول الخليج، ويقع على عاتقها حماية حلفائها في المنطقة ومصالحها الجيو-اقتصادية، والجيو-سياسية.
وأضاف في حديث لـ«الشرق الأوسط» بقوله «دول الخليج وقعت صفقات كثيرة من الأسلحة ويأتي في مقدمتها القطاع البحري وأنظمة الصواريخ وهذا يأتي مع المتغيرات في مصادر التهديد التي تمثلت في الطائرات المسيرة وبالتالي من الطبيعي أن يكون هناك تغير في الاستراتيجيات ونوع التسليح الذي سوف تستخدمه السعودية ودول الخليج».
وبحسب بيان صادر عن اجتماع مجموعة العمل المشتركة، أعاد المشاركون التأكيد على ما ورد في بيان مجموعة العمل الخليجية - الأميركية المشتركة بشأن إيران، الصادر في نوفمبر 2021، وأدانوا مجدداً سلوك إيران التخريبية من خلال وكلائها والاستخدام المباشر للصواريخ الباليستية وصواريخ كروز وأنظمة الطائرات بدون طيار المتطورة، حيث استخدمت إيران هذه الأسلحة ودعمت التنظيمات الإرهابية والجماعات المسلحة الأخرى لشن مئات الهجمات في المنطقة.
وشددت كل من الولايات المتحدة ودول الخليج على أهمية تعزيز قدرة دول المجلس على مواجهة هذه التهديدات بشكل جماعي، وتم وضع رؤية مشتركة لردع التهديدات الأكثر إلحاحاً في المنطقة، خاصة التهديدات الجوية والصاروخية والبحرية. فيما قدمت دول المجلس إيجازاً عن جهودها في تعزيز التعاون الدفاعي المشترك، بالتنسيق مع الولايات المتحدة.
اتفق الجانبان على أهمية تطوير مبادرات للدفاع التكاملي ضد التهديدات الجوية، والصاروخية، والبحرية، وردعها، ورحبت الولايات المتحدة ودول المجلس بفرص العمل المشترك بينها في هذا المجال، بما في ذلك العمل من خلال التدريبات والتمرينات المشتركة لمنع إيران من تعريض المنطقة للخطر من خلال استخدام ونشر الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز والأسلحة البحرية وأنظمة الطائرات بدون طيار المتطورة، ونشرها لهذه الأسلحة في المنطقة، مما يشكل تهديدا واضحا للأمن والاستقرار الإقليميين.
ويؤكد العميد فواز كاسب أن «الولايات المتحدة ودول الخليج يدركان التهديدات المشتركة خاصة الأمن البحري وأهمية المسطحات البحرية في الخليج العربي والبحر الأحمر، التي تعد من أهم المناطق الحيوية لأمن الطاقة»، على حد تعبيره.


مقالات ذات صلة

وزراء الخارجية لتوحيد الموقف الخليجي من القضايا الإقليمية والدولية في «قمة الكويت»

الخليج وزراء الخارجية لدول مجلس التعاون الخليجي بعد اجتماعهم في الكويت (كونا)

وزراء الخارجية لتوحيد الموقف الخليجي من القضايا الإقليمية والدولية في «قمة الكويت»

بحث وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي، اليوم (الخميس)، التطورات الإقليمية والدولية، وفي مقدمتها تطورات القضية الفلسطينية.

ميرزا الخويلدي (الرياض)
رياضة سعودية إيكامبي نجم الاتفاق الكاميروني يحتفل بأحد هدفيه في مرمى العربي (الشرق الأوسط)

«أبطال الخليج»: الاتفاق يضرب العربي بثنائية ويواصل انطلاقته المثالية

واصل الاتفاق السعودي انطلاقته المثالية في المجموعة الثانية من مرحلة المجموعات ببطولة دوري أبطال الخليج لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (الدوحة)
العالم العربي وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)

مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي

تأكيدات مصرية خلال زيارة وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي للكويت على دعم القاهرة الكامل للأمن الخليجي، بوصفه جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي المصري.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الخليج في أكبر عملية سحب للجنسية في يوم... اللجنة العليا لتحقيق الجنسية الكويتية قررت اليوم سحب وفقد الجنسية الكويتية من 1535 حالة تمهيداً لعرضها على مجلس الوزراء (كونا)

رقم قياسي جديد... سحب الجنسية الكويتية من 1535 حالة

قررت اللجنة العليا لتحقيق الجنسية الكويتية، اليوم، سحب وفقد الجنسية من 1535 حالة، تمهيداً لعرضها على مجلس الوزراء.

«الشرق الأوسط» (الكويت)
الاقتصاد الأمير سلمان بن حمد مع أطقم الصقور السعودية المشاركة (الموقع الرسمي للمعرض)

ارتفاع نسبة المشاركة بأكثر من 30 % في معرض البحرين الدولي للطيران

افتتح ولي العهد البحريني الأمير سلمان بن حمد، معرض البحرين الدولي للطيران 2024 بقاعدة الصخير الجوية، وسط حضور إقليمي ودولي واسع لشركات الطيران، وصناع القرار.

عبد الهادي حبتور (المنامة)

الملك سلمان... رؤية ممتدة لـ16 عاماً تتحقق مع افتتاح قطار الرياض

خادم الحرمين الشريفين لدى افتتاح مشروع «قطار الرياض» ومشاهدة فيلم تعريفي عن المشروع (واس)
خادم الحرمين الشريفين لدى افتتاح مشروع «قطار الرياض» ومشاهدة فيلم تعريفي عن المشروع (واس)
TT

الملك سلمان... رؤية ممتدة لـ16 عاماً تتحقق مع افتتاح قطار الرياض

خادم الحرمين الشريفين لدى افتتاح مشروع «قطار الرياض» ومشاهدة فيلم تعريفي عن المشروع (واس)
خادم الحرمين الشريفين لدى افتتاح مشروع «قطار الرياض» ومشاهدة فيلم تعريفي عن المشروع (واس)

في وثيقة تاريخية يعود عمرها إلى 20 أكتوبر (تشرين الأول) من عام 2009، قدم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، عندما كان رئيساً للهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، رؤية استراتيجية شاملة لتطوير نظام النقل العام في مدينة الرياض.

وعرض الملك سلمان عندما كان أميراً للعاصمة السعودية الرياض، على الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز، التحديات التي كانت تواجه المدينة آنذاك، مثل النمو السكاني المتزايد، وتأثيراته على البنية التحتية، خاصة الطرق وحركة المرور. ومن هنا، انطلقت فكرة المشروع بإنشاء العمود الفقري للنقل العام المتمثل في القطار الكهربائي والحافلات؛ لتغطية كامل المدينة.

ملامح الوثيقة التاريخية

الوثيقة لم تقتصر على الرؤية فحسب، بل تضمنت خططاً متكاملة ومواصفات فنية دقيقة، أعدّتها الهيئة العليا، بما يشمل تصميم الشبكة التي تمتد بطول 708 كيلومترات، مع ربطها بالخدمات المحلية لتسهيل التنقل داخل العاصمة السعودية.

وأوضحت الوثيقة استخدام الملك سلمان عبارة «العمود الفقري» لوصف مشروع النقل العام بشقيه «الحافلات والقطار»، كأول استخدام لهذا التعبير، ما يعدّ دلالة على اهتمامه البالغ بهذا المشروع وأولويته منذ قرابة العقدين، إلى جانب نظرته لمستقبل المدينة، واستشرافه لما ستصبح عليه، من خلال وضع مشاريع استراتيجية تهدف إلى معالجة المشكلات الناتجة عن التوسع العمراني وارتفاع عدد السكان.

رؤية الملك سلمان: من فكرة إلى واقع

مراقبون لتاريخ المشروع عدّوا، لـ«الشرق الأوسط»، أن ما يميّز هذا المشروع هو امتداد الرؤية رغم مرور أكثر من عقد على طرحها، لتصبح اليوم واقعاً ملموساً من خلال افتتاح الملك سلمان، الأربعاء، قطار الرياض، أحد أضخم مشاريع النقل العام عالمياً.

وأضاف متابعون لمشاريع النقل في السعودية أن هذه الاستمرارية تعكس القيادة المؤسسية، وثبات النهج التنموي في السعودية، حيث تجاوزت التحديات والتغيرات لضمان تحقيق الأهداف الاستراتيجية.

التخطيط المستدام

وبيّنت الوثيقة التاريخية الدليلَ على أهمية التخطيط طويل المدى، الذي يركز على مواجهة التحديات الحضرية بحلول مبتكرة ومستدامة، مما يجعل «قطار الرياض» ليس مجرد وسيلة نقل، بل نموذجاً يُحتذى به للمشاريع التنموية الكبرى التي تستهدف تحسين جودة الحياة للمواطن والمقيم.

صورة جوية لـ«قطار الرياض» (الهيئة الملكية)

واتفق مراقبون واكبوا افتتاح «قطار الرياض» على أن السعودية أثبتت خلال السنوات الأخيرة أن الرؤى الواضحة والمبنية على التخطيط الدقيق قادرة على تحويل الطموحات إلى إنجازات، وتترك أثراً دائماً للأجيال القادمة.

ووجّه الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، الأربعاء، الشكرَ لخادم الحرمين الشريفين على دعمه مشروع النقل العام بمدينة الرياض بشقّيه القطار والحافلات، لافتاً إلى أنه يُعد «ثمرة من ثمار غرس» الملك سلمان بن عبد العزيز، و«انطلاقاً من رؤيته الثاقبة» عندما كان رئيساً للهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض.