ردهات المباني المكتبية تغير ترتيباتها الأمنية خِفْية

تطبيقات تقدم معلومات عن أي شخص قبل وصوله إليها

ردهات المباني المكتبية تغير ترتيباتها الأمنية خِفْية
TT

ردهات المباني المكتبية تغير ترتيباتها الأمنية خِفْية

ردهات المباني المكتبية تغير ترتيباتها الأمنية خِفْية

منذ أحداث «11 سبتمبر (أيلول) 2001» الشهيرة، تغيرت الردهات في كثير من المباني المكتبية بالولايات المتحدة مع تعزيز أصحاب العقارات الإجراءات الأمنية بإضافة الكاميرات والأبواب الدوارة والمصاعد القابلة للبرمجة وغيرها الكثير من الأدوات التقنية، وأصبح الدخول يتطلب تعريف الهوية وبات الحراس الأمنيون يسجلون الداخل والخارج.
ترتيبات أمنية جديدة
اليوم، ومع تسهيل إجراءات الجائحة وبدء العاملين العودة إلى المكاتب، تشهد الردهات موجة تغييرات جديدة، ولكن مع التركيز على الصحة والسلامة هذه المرة. وتتسم هذه التغييرات بالبساطة، وتهدف بشكلٍ أساسي إلى تسهيل تدفق الناس عند بوابات الدخول.
تبرز اليوم التطبيقات الهاتفية المرتبطة بأمن المباني أو الأنظمة التي تحل محل بطاقات الهوية البلاستيكية للموظفين وإجراءات تسجيل الدخول للزوار، وتهدف إلى إنشاء اتصال رقمي مع أي شخص يدخل إلى المبنى لتقليل الاحتكاك المباشر. ومن المتوقع أيضاً أن تشهد آلات مسح الجسد وأجهزة استشعار الهواء مزيداً من الانتشار في المستقبل.
عدّ جورغن تيمبرمان، رئيس قسم الحريق والأمن في شركة «كاريير غلوبال» المزوِدة لأنظمة تشغيل المباني ومقرها «بالم بيتش غاردنز» بفلوريدا، أنه، وعلى عكس الإجراءات الأمنية المعززة والواضحة للجميع التي طُبقت بعد «أحداث 11 سبتمبر»، تتسم التغييرات الأخيرة بمزايا خفية لا تلفت الانتباه. ويضيف أن «هذه التطبيقات ستوفر المعلومات التي نحتاجها عن أي شخص قبل أن يصل إلى المبنى».
تتيح تطبيقات المباني للمستخدمين تحميل الهوية وغيرها من البيانات كتلك المتعلقة باللقاح، وتتسم بمرونة تسهل إضافة وظائف أخرى كالاستبيانات الصحية التي تتحقق من الموظفين مسبقاً أو الزوار قبل الوصول. يستطيع التطبيق أيضاً متابعة المستخدمين في المبنى، مما يساعد الشركات على استغلال مساحات بفاعلية أكبر وإقفال أخرى لتخفيف الإشغال.
ولكن المشكلة، على حد تعبير تيمبرمان، تكمن في اختلاف الأسعار بحسب حجم المبنى وتصميمه وعدد الأشخاص وأجهزة الاستشعار والوظائف المطلوبة في النظام.
تطال تعديلات الأنظمة الأمنية التي تحدث خلف الكواليس المباني المكتبية وحتى الجامعات. يستخدم الطلاب وأعضاء الجهاز التعليمي في «معهد روشيستر للتقنية» في نيويورك مثلاً نظاماً من تطوير شركة «كاريير» للدخول إلى مباني الحرم.
تطبيقات وبيانات
وقدمت شركة التطوير «سلفرستين بروبرتيز» نظام دخول خالياً من الاحتكاك لمستأجري «برج التجارة العالمي رقم (7)» في مانهاتن، يتيح للموظفين استخدام بطاقات تُحمل في محفظة «أبل» للدخول إلى المكاتب ومساحات الاستراحة. كما كشف متحدث باسم مصرف «دويتشه بنك» عن أن بيانات اللقاح باتت تُحمل على بطاقات الموظفين للدخول عبر الأبواب الدوارة في مكاتب المصرف الجديدة في مركز «تايم وورنر».
وبالإضافة إلى التطبيقات، فقد تصبح أجهزة مسح الحرارة والجسم وأجهزة استشعار الهواء أكثر استخداماً في الردهات وأماكن أخرى، خصوصاً إذا ظهر مزيد من الفيروسات التي تنتقل عبر الهواء أو متحورات جديدة من فيروس «كورونا».
يستمر تقدم التقنية باتجاه أتمتة العمليات اليدوية في جميع الصناعات، ولكن العقارات التجارية تسارع قبل الجميع إلى تبني اتجاه تأسيس محيط مضياف وجاذب بأفكار مستوحاة من ردهات الفنادق، كصالات الجلوس ومساحات الاجتماعات.
في دراسة استقصائية شملت 250 شخصاً أجرتها شركة «IFSEC غلوبال» العالمية المختصة بمتابعة أخبار الأمن والحرائق وتنظيم المؤتمرات، في لندن عام 2021، صرح ثلثا المشاركين بأنهم اعتمدوا البيانات الثبوتية المحمولة للدخول إلى المبنى أو يخططون لاعتمادها خلال السنتين المقبلتين.
ولكن نقص النظام الموحد يعقد الأمور بعض الشيء؛ لأن قطاع الحلول البرمجية الخاصة بالأبنية لا يزال مفككاً في ظل تنافس شركات عدة مختصة بتقنية العقارات، فضلاً عن أن كثيراً من الإمكانات لا تزال قيد الاختبار. يشرح سكوت أنه توجد تطبيقات طُورت لطلب المصعد أوتوماتيكياً عندما يدخل أحدهم إلى المبنى، ولكن مزودي التقنية ما زالوا يبحثون عن طريقة مؤثرة لإطلاق الميزة. ويضيف أن «الأمر نفسه ينطبق على نشر أجهزة مسح الحرارة الأوتوماتيكية، لا سيما بعد أن شهدنا اختفاء محطات قياس الحرارة المؤقتة في حالات كثيرة منذ العام الماضي، أي قبل ظهور متحور (أوميكرون) وانتشاره».
* خدمة «نيويورك تايمز»
من جهته، يرى داون كاربنتر، مؤسس شركة «داونينغ ريل استيت» أن «الابتكار التقني في طريقه إلينا. تحتاج إضافة نظام تشغيلي للأبنية إلى مصاريف كبيرة من رأس المال، ومالكو الأبنية مضطرون لشرائها».


مقالات ذات صلة

رئيس «أبل» للمطورين الشباب في المنطقة: احتضنوا العملية... وابحثوا عن المتعة في الرحلة

تكنولوجيا تيم كوك في صورة جماعية مع طالبات أكاديمية «أبل» في العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)

رئيس «أبل» للمطورين الشباب في المنطقة: احتضنوا العملية... وابحثوا عن المتعة في الرحلة

نصح تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة «أبل»، مطوري التطبيقات في المنطقة باحتضان العملية بدلاً من التركيز على النتائج.

مساعد الزياني (دبي)
تكنولوجيا خوارزمية «تيك توك» تُحدث ثورة في تجربة المستخدم مقدمة محتوى مخصصاً بدقة عالية بفضل الذكاء الاصطناعي (أ.ف.ب)

خوارزمية «تيك توك» سر نجاح التطبيق وتحدياته المستقبلية

بينما تواجه «تيك توك» (TikTok) معركة قانونية مع الحكومة الأميركية، يظل العنصر الأبرز الذي ساهم في نجاح التطبيق عالمياً هو خوارزميته العبقرية. هذه الخوارزمية…

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
خاص تم تحسين هذه النماذج لمحاكاة سيناريوهات المناخ مثل توقع مسارات الأعاصير مما يسهم في تعزيز الاستعداد للكوارث (شاترستوك)

خاص «آي بي إم» و«ناسا» تسخّران نماذج الذكاء الاصطناعي لمواجهة التحديات المناخية

«الشرق الأوسط» تزور مختبرات أبحاث «IBM» في زيوريخ وتطلع على أحدث نماذج الذكاء الاصطناعي لفهم ديناميكيات المناخ والتنبؤ به.

نسيم رمضان (زيوريخ)
خاص يمثل تحول الترميز الطبي في السعودية خطوة حاسمة نحو تحسين كفاءة النظام الصحي ودقته (شاترستوك)

خاص ما دور «الترميز الطبي» في تحقيق «رؤية 2030» لنظام صحي مستدام؟

من معالجة اللغة الطبيعية إلى التطبيب عن بُعد، يشكل «الترميز الطبي» عامل تغيير مهماً نحو قطاع طبي متطور ومستدام في السعودية.

نسيم رمضان (لندن)
خاص من خلال الاستثمارات الاستراتيجية والشراكات وتطوير البنية التحتية ترسم السعودية مساراً نحو أن تصبح قائداً عالمياً في التكنولوجيا (شاترستوك)

خاص كيف يحقق «الاستقلال في الذكاء الاصطناعي» رؤية السعودية للمستقبل؟

يُعد «استقلال الذكاء الاصطناعي» ركيزة أساسية في استراتيجية المملكة مستفيدة من قوتها الاقتصادية والمبادرات المستقبلية لتوطين إنتاج رقائق الذكاء الاصطناعي.

نسيم رمضان (لندن)

«غوغل» تطلق نظام «أندرويد إكس آر» المصمم لتعزيز تجارب الواقع المختلط

صورة ملتقطة 12 مايو 2023 في الولايات المتحدة تظهر شعار «غوغل» على أحد المباني في المقر الرئيسي للشركة (د.ب.أ)
صورة ملتقطة 12 مايو 2023 في الولايات المتحدة تظهر شعار «غوغل» على أحد المباني في المقر الرئيسي للشركة (د.ب.أ)
TT

«غوغل» تطلق نظام «أندرويد إكس آر» المصمم لتعزيز تجارب الواقع المختلط

صورة ملتقطة 12 مايو 2023 في الولايات المتحدة تظهر شعار «غوغل» على أحد المباني في المقر الرئيسي للشركة (د.ب.أ)
صورة ملتقطة 12 مايو 2023 في الولايات المتحدة تظهر شعار «غوغل» على أحد المباني في المقر الرئيسي للشركة (د.ب.أ)

عرضت شركة «غوغل»، الخميس، تطوّراتها في تكنولوجيا الواقع المختلط، مع إطلاقها نظام تشغيل جديداً لنظارات وخِوَذ الواقعَيْن الافتراضي والمعزَّز، وهو مجال حققت فيه «ميتا» و«أبل» تقدماً كبيراً.

وأطلقت الشركة الأميركية العملاقة «أندرويد إكس آر» المعادل لأجهزتها القائمة على نظام «أندوريد»، وهو نظامها لتشغيل الهواتف المهيمن إلى حد كبير على الهواتف الذكية في العالم، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وقالت «غوغل»، في بيان: «سيُطلق نظام (أندرويد إكس آر) في مرحلة أولى على خِوَذ رأس تغيّر طريقة مشاهدتكم لمقاطع الفيديو، وكيفية عملكم واستكشافكم لمحيطكم».

ويُفترض نشر نظام التشغيل الذي ابتكرته «غوغل»، بالتعاون مع «سامسونغ»، على جهاز من تصنيع المجموعة الكورية الجنوبية، سُمي مؤقتاً بـ«بروجكت موهان»، وسيُباع في العام المقبل.

أما راهناً، فستوفر «غوغلاندرويد اكس آر» بهدف المعاينة للمطورين الراغبين في ابتكار تطبيقات وألعاب في الواقعين الافتراضي والمعزز.

وأكّدت «غوغل» أنّ «خوذ الرأس ستتيح لمستخدمها الانتقال بسهولة من الانغماس التام في بيئة افتراضية إلى الوجود في العالم الحقيقي».

وأشارت الشركة الأميركية إلى استخدامات عدة لها، كمشاهدة مقاطع فيديو أو صور تغطي مجال الرؤية بالكامل أو إظهار جسم ما على الكاميرا وإجراء بحث عبر الإنترنت، بفضل الذكاء الاصطناعي.

وأضافت: «يمكنكم ملء المساحة من حولكم بالتطبيقات والمحتوى، ومع (جيميناي)، المساعد القائم على الذكاء الاصطناعي، يمكنكم أيضاً إجراء محادثات بشأن ما ترونه، أو التحكم بأجهزتكم».

يُفترض أن يعمل «أندرويد إكس آر» أيضاً على نظارات الواقع المعزز التي سيكون «جيميناي» متاحاً باستمرار فيها «لتوفير معلومات مفيدة عندما يحتاج المستخدم إليها، مثل الترجمات أو ملخصات الرسائل، من دون الحاجة إلى استخدام الهاتف. كل شيء سيكون مرئياً أو مسموعاً».

تهيمن شركة «ميتا» حالياً على سوق الواقع المختلط من خلال خوذ «كويست» ونظارات «راي بان»، وكلتاهما تباع بأسعار معقولة مقارنة بخوذ «فيجن برو» من «أبل»، التي يبلغ سعرها 3500 دولار.

وقبل 10 سنوات، أطلقت «غوغل» نظارات «غوغل غلاس» المتصلة، التي لم تلقَ استحسان المستهلكين، مما دفع الشركة للتخلي عنها في النهاية.