موجة صقيع في السعودية... و«طريف» أبرد مدينة خلال 30 عاماً

الثلوج تغطي جبل اللوز في منطقة تبوك السعودية (أ.ف.ب)
الثلوج تغطي جبل اللوز في منطقة تبوك السعودية (أ.ف.ب)
TT

موجة صقيع في السعودية... و«طريف» أبرد مدينة خلال 30 عاماً

الثلوج تغطي جبل اللوز في منطقة تبوك السعودية (أ.ف.ب)
الثلوج تغطي جبل اللوز في منطقة تبوك السعودية (أ.ف.ب)

شهدت عدة مدن سعودية، منذ أمس (الجمعة)، موجة برد وانخفاضاً حاداً في درجات الحرارة، لم تشهدها المنطقة منذ عدة سنوات.
وأعلن المركز الوطني للأرصاد أن محافظة طريف شمال المملكة هي أبرد مدينة سعودية خلال الـ30 عاماً الماضية، وفقاً لسجلات المركز المناخية، بعد أن سجلت أدنى درجة حرارة منذ بداية فصل الشتاء لهذا العام بـ6 درجات مئوية تحت الصفر، تلتها مدينة القريات 5 درجات تحت الصفر، ثم مدينة عرعر 4 درجات تحت الصفر، كما تأثرت مناطق الرياض والشرقية والقصيم بموجة البرد وسجلت درجات حرارة قريبة من الصفر.
وغطت الثلوج عدة مرتفعات في شمال السعودية، منها جبل اللوز بمنطقة تبوك وعدة مرتفعات أخرى في مناطق القريات والجوف.
https://twitter.com/DrAlbdr/status/1484277298362830850?s=20
وتوقع المركز الوطني للأرصاد، استمرار موجة البرد في عدة مناطق حتى نهاية الأسبوع، وكذلك تكرار حدوث موجات برد أخرى قادمة خلال فصل الشتاء الحالي، مع تسجيل درجات حرارة تحت الصفر في كثير من المناطق، وتساقط الثلوج على مرتفعات المناطق الشمالية وعدم استبعاد وصول تساقط الثلوج إلى منطقة حائل في الشمال الغربي.
وخيمت الأجواء الباردة على مظاهر إجازة نهاية الأسبوع لدى الأسر السعودية وعلى حياتهم اليومية، حيث لزمت أغلب الأسر منازلها، استجابة للتحذيرات التي أطلقها عدد من المهتمين بالطقس والمختصين الصحيين، والتي انتشرت في منصات ووسائل التواصل الاجتماعي، بعدم التعرض لموجات البرد وتجنب الخروج للمتنزهات أو النزهة البرية في ظل موجة البرد الحالية، والحرص على تدفئة الجسم بالملابس الدافئة واستخدام وسائل التدفئة المتنوعة.
وخلت الجلسات الخارجية في أغلب الأماكن العامة كالمطاعم والكافيهات والحدائق العامة من مرتاديها، بسبب الأجواء الباردة التي تشهدها عدة مناطق، كما تداول عدد من رواد منصات التواصل الاجتماعي، مقاطع فيديو وثقوا من خلالها تأثير موجة البرد الشديدة في عدة مناطق.
وأظهر مقطع نشر في منصة «تويتر» تجمد الدموع في عيون الإبل في محافظة طريف، كما لاقى مقطع فيديو آخر تفاعلاً عالياً، حيث أظهر جري الإبل في منطقة تبوك وسط تساقط الثلوج من حولها، بالإضافة إلى تداول مقاطع فيديو وصور في عدة منصات اجتماعية حول تساقط الثلوج وتكون مظاهر الصقيع في المناطق الشمالية، وبعض العادات التي يمارسها أهالي تلك المناطق في ظل هذه الأجواء، ومنها لبس «الفروة» وإشعال النار من أجل التدفئة وغيرها من العادات.
https://twitter.com/inma_ksa/status/1483489504300347393?s=20
وتصدرت حالة الطقس وموجة البرد قوائم محركات البحث في محرك بحث «غوغل» ومنصات التواصل الاجتماعي الأخرى، وشهدت تفاعلاً عالياً في بعض المنصات، حيث تداول رواد تلك المنصات عدة مقاطع حول حديث وتعليق عدد من المختصين بالطقس وتوقعاتهم عن موجة البرد الحالية ومدى تأثيرها والمدة المتوقعة لاستمرارها.


مقالات ذات صلة

سلطات غرب ليبيا تحتاط من منخفض جوي

شمال افريقيا محيط مستشفى ترهونة العام بعدما أغرقته الأمطار 5 ديسمبر (مؤسسة رؤية لعلوم الفضاء)

سلطات غرب ليبيا تحتاط من منخفض جوي

أعلنت السلطات في غرب ليبيا حالة الطوارئ بعد تحذير المركز الوطني للأرصاد الجوية من منخفض جوي وذلك بعد أيام من طقس سيئ ضرب مدينة ترهونة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا متطوعو الهلال الأحمر الليبي يحاولون إبعاد سيارة عالقة بالمياه في مدينة الزاوية (الهلال الأحمر)

تحذير من «فيضانات» بعد أمطار غزيرة ضربت غرب ليبيا

أغرقت مياه الأمطار شوارع عديدة في غرب ليبيا، كما طوقت محيط مستشفى ترهونة التعليمي، وعزلت عديد المنازل، وسط جريان أودية وتحذير من «فيضانات محدودة».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
تكنولوجيا أعلنت «غوغل» الأميركية ابتكار أداة ذكاء اصطناعي «جين كاست» قادرة على توفير توقعات متعلقة بالطقس على مدى 15 يوماً بدقة غير مسبوقة (متداولة)

«غوغل» تبتكر وسيلة ذكاء اصطناعي توفر توقعات جوية بدقة غير مسبوقة

أعلنت شركة غوغل الأميركية، اليوم الأربعاء، ابتكار أداة ذكاء اصطناعي قادرة على توفير توقعات متعلقة بالطقس على مدى 15 يوماً بدقة غير مسبوقة.

«الشرق الأوسط» (سان فرنسيسكو)
بيئة رجل يركب دراجة هوائية في شارع غمرته المياه جنوب إسبانيا (أ.ف.ب)

إسبانيا تقرّ «إجازة مدفوعة لأسباب مناخية» في الظروف السيئة

أقرت الحكومة الإسبانية اليوم (الخميس) «إجازة مدفوعة لأسباب مناخية» لأربعة أيام لتجنب تنقل الموظفين في حال وجود تحذير بسبب سوء الأحوال الجوية.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
يوميات الشرق الأجواء الباردة شجعت السكان على التوجه إلى البراري ومناطق التخييم (واس)

موجة باردة مفاجئة تعيد حياة سكان الرياض إلى الأجواء الشتوية

شهدت العاصمة السعودية الرياض، ومعظم المناطق الوسطى من البلاد، تغييراً مفاجئاً في طقسها.

بدر الخريف (الرياض)

الفيلم المصري «شرق 12» يفتتح «أسبوع النقاد» في «مهرجان برلين»

لقطة من فيلم «شرق 12» (الشركة المنتجة)
لقطة من فيلم «شرق 12» (الشركة المنتجة)
TT

الفيلم المصري «شرق 12» يفتتح «أسبوع النقاد» في «مهرجان برلين»

لقطة من فيلم «شرق 12» (الشركة المنتجة)
لقطة من فيلم «شرق 12» (الشركة المنتجة)

اختار «مهرجان برلين السينمائي» الفيلم المصري «شرق 12» للمخرجة هالة القوصي، ليكون فيلم افتتاح برنامج «أسبوع النقاد» خلال دورته الـ75 المقررة في الفترة من 13 إلى 22 فبراير (شباط) 2025.

وكان الفيلم الذي يُعدّ إنتاجاً مشتركاً بين هولندا، ومصر، وقطر، قد عُرض للمرة الأولى عالمياً في مهرجان «كان السينمائي» ضمن برنامج «نصف شهر المخرجين»، خلال دورته الـ77، كما انفرد مهرجان «البحر الأحمر السينمائي» بعرضه الأول في الشرق الأوسط ضمن برنامج «رؤى جديدة»، وحاز الفيلم على تنويه خاص من لجنة التحكيم في مهرجان «كيرالا السينمائي الدولي» بالهند، للتناغم بين عناصر الديكور والصوت والتصوير، كما جاء في حيثيات لجنة التحكيم. ويشارك الفيلم في مهرجان «روتردام السينمائي» ضمن قسم «أفضل الأفلام العالمية» في دورته التي تنطلق في 30 يناير (كانون الثاني) المقبل.

الفيلم من بطولة منحة البطراوي، وأحمد كمال، وعمر رزيق، وفايزة شمة، وينتمي لفئة «الكوميديا السوداء»، حيث تدور أحداثه في إطار الفانتازيا الساخرة من خلال الموسيقي الطموح «عبده» العالق في مستعمرة صحراوية معزولة ويقضي وقته بين حفر القبور وتأليف الموسيقى باستخدام آلات موسيقية اخترعها من أدوات منزلية، ويخطّط عبده للهروب من المستعمرة رفقة حبيبته للتخلص من هيمنة «شوقي بيه»، بينما الحكاءة «جلالة» تروي للناس قصصاً خيالية عن البحر، والفيلم من تأليف وإخراج هالة القوصي في ثاني أفلامها الطويلة بعد «زهرة الصبار».

وأبدت المخرجة المصرية الهولندية سعادتها باختيار الفيلم في «برلين»، وقالت لـ«الشرق الأوسط» إنها تفاجأت باختياره لأن موزعته هي من تقدمت به، وأضافت: «لم أكن أعرف أن مهرجان (برلين) يقيم أسبوعاً للنقاد، على غرار مهرجاني (كان) و(فينيسيا)، عَلِمتُ بذلك حين اختاروا فيلمنا بوصفه فيلم افتتاح، هذا في حد ذاته شرف كبير، وقد قال لي الناقد طارق الشناوي إنها ربما المرة الوحيدة التي يتم فيها اختيار فيلم مصري لافتتاح هذا القسم».

المخرجة هالة القوصي في مهرجان «البحر الأحمر» (الشرق الأوسط)

وتلفت هالة إلى أن «أسبوع النقاد يُعد جهة مستقلة في جميع المهرجانات الكبرى عن إدارة المهرجان نفسه، ويقام تحت إدارة نقاد، وهو في مهرجان (برلين) لديه طبيعة نقدية وله بعد مفاهيمي من خلال عقد مناقشات بين الأفلام».

وترى هالة أن «أول عرض للفيلم يحدّد جزءاً من مسيرته، وأن التلقي الأول للفيلم في مهرجان (كان) الذي يُعد أكبر تظاهرة سينمائية في العالم، ويحضره عدد من نقاد العالم والمنتجين ومبرمجين من مختلف المهرجانات يتيح للفيلم تسويقاً أكبر وحضوراً أوسع بمختلف المهرجانات».

وعُرض فيلم «شرق 12» في كلٍ من السعودية والبرازيل وأستراليا والهند، حيث شاهده جمهور واسع، وهو ما تراه هالة القوصي غاية السينما؛ كونها تملك هذه القدرة لتسافر وتتفاعل مع مختلف الثقافات، في حين يرى الناس في بلاد مختلفة صدى لتجربتها الشخصية بالفيلم، موضحة: «لذلك نصنع السينما، لأنه كلما شاهد الفيلم جمهور مختلف وتفاعل معه، هذا يجعلنا أكثر حماساً لصناعة الأفلام».

بوستر اختيار الفيلم في مهرجان «برلين» (الشرق الأوسط)

وعن صدى عرض الفيلم في مهرجان «البحر الأحمر» مؤخراً، تقول المخرجة المصرية: «كان من المهم بالنسبة لي عرضه في مهرجان (البحر الأحمر) لأتعرف على ردود فعل عربية على الفيلم، وقد سعدت بها كثيراً، وقد سألني كثيرون، كيف سيستقبل الجمهور العربي الفيلم؟ فقلت، إن أفق الجمهور أوسع مما نتخيل، ولديه قدرة على تذوّق أشكالٍ مختلفة من الفنون، وهذا هو رهاني دائماً، إذ إنني لا أؤمن بمقولة (الجمهور عايز كده)، التي يردّدها بعض صناع الأفلام، لأن هذا الجمهور سيزهد بعد فترة فيها، وفي النهاية فإن العمل الصادق سيلاقي حتماً جمهوره».

لا تستعين هالة بنجوم في أفلامها، وتبرر ذلك قائلة: «لأن وجود أي نجم بأفلامي سيفوق أجره ميزانية الفيلم كلّه، فنحن نعمل بميزانية قليلة مع طموحٍ فني كبيرٍ، ونقتصد في كل النفقات التي لا تضيف قيمة للفيلم، نعمل في ظروف صعبة ليس لدينا كرافانات ولا مساعدين للنجوم، ونحرص على تكثيف فترات العمل وضغط النفقات في كل شيء، وهو ما لا يناسب النجوم».

ووفق الناقد خالد محمود، فإن «مهرجان (برلين) دائماً ما يمنح فرصاً للتجارب السينمائية الجريئة والمختلفة من المنطقة العربية والشرق الأوسط، والأفلام خارج سياق السينما التجارية، التي تجد متنفساً لها في مهرجان (برلين)».

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «فيلم (شرق 12) يُعدّ أحد الأفلام المستقلة التي تهتم بها المهرجانات الكبرى وتُسلط عليها الضوء في برامجها، وقد حقّق حضوراً لافتاً في مهرجانات كبرى بدءاً من عرضه الأول في (كان)، ومن ثمّ في (البحر الأحمر)، ولا شك أن اختياره في أسبوع النقاد بـ(برلين) يمثل إضافة مهمة له».