زيارة قريبة لمحمود عباس إلى دمشق

«قوات الصاعقة» ترفض دعوة «فتح» لجلسة المجلس المركزي

وفد اللجنة المركزية لحركة {فتح} في مخيم اليرموك بدمشق مشاركاً في إحياء ذكرى انطلاقة الثورة الفلسطينية
وفد اللجنة المركزية لحركة {فتح} في مخيم اليرموك بدمشق مشاركاً في إحياء ذكرى انطلاقة الثورة الفلسطينية
TT

زيارة قريبة لمحمود عباس إلى دمشق

وفد اللجنة المركزية لحركة {فتح} في مخيم اليرموك بدمشق مشاركاً في إحياء ذكرى انطلاقة الثورة الفلسطينية
وفد اللجنة المركزية لحركة {فتح} في مخيم اليرموك بدمشق مشاركاً في إحياء ذكرى انطلاقة الثورة الفلسطينية

كشف أمين اللجنة المركزية لحركة «فتح»، اللواء جبريل الرجوب، عن «زيارة قريبة للرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى سوريا».
وقال الرجوب في مؤتمر صحافي عقده في فندق الشام وسط العاصمة دمشق، إن رد القيادة في دمشق على الرسالة الخطية التي أرسلها الرئيس محمود عباس إلى الرئيس بشار الأسد، تضمن تشجيع ومباركة كل الجهود التي تقوم بها حركة «فتح» و«منظمة التحرير الفلسطينية» برئاسة الرئيس عباس للملمة الواقع الفلسطيني، وإنجاز «وحدة فلسطينية» تؤمن كل ما من شأنه «حماية منجزاتنا وإعادة الاعتبار لمنظمة التحرير وتفعيلها وتكريسها كممثل شرعي وحيد للشعب الفلسطيني».
وأضاف «نقدر المغزى والدلالات لرسالة التشجيع التي سمعناها من القيادة السورية». وعبر القيادي الفلسطيني عن تمنياته بعودة سوريا لممارسة دورها على المستوى الإقليمي والدولي، بما في ذلك استعادة مكانها ودورها في الجامعة العربية. ولا سيما أنها «دولة مؤسسة للجامعة العربية ويجب أن تستعيد عضويتها».
وأنهى وفد «فتح»، يوم أمس، زيارته التي بدأها الخميس إلى دمشق، سلم خلالها رسالة خطية من الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى الرئيس بشار الأسد، كما عقد الوفد لقاءات مع مسؤولين سوريين، ولقاءات فلسطينية - فلسطينية مع الفصائل المتواجدة في دمشق، في إطار التحضير لعقد جلسة المجلس المركزي القادم. وشملت اللقاءات «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة»، و«الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين»، و«حزب البعث العربي الاشتراكي - القيادة القطرية الفلسطينية»، وممثلين عن «قوات الصاعقة». إضافة إلى مشاركة الوفد في مهرجان انطلاقة «فتح» السابع والخمسين الذي أقيم في مخيم اليرموك.
في نهاية الزيارة، عقد وفد «فتح» برئاسة اللواء الرجوب مؤتمراً صحافياً، قبل توجهه إلى لبنان لاستكمال اللقاءات الفلسطينية، حيث من المقرر عقد لقاء مع الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد نخالة. صحيفة «الوطن» السورية المحلية، قالت إنها تلقت نسخة من بيان صادر عن «طلائع حرب التحرير الشعبية – قوات الصاعقة»، بينت فيه موقفها من لقاءات وفد حركة فتح في دمشق مع ممثلين عن «قوات الصاعقة، بأن «الأشخاص الذين عقدوا معهم اللقاء لا يملكون صفة تمثيل (الصاعقة) التي لها عنوان وأمين عام، وبالتالي فقرار حضورها لا يملكه هؤلاء». وشدد البيان على «عدم حضورنا أي اجتماعات جديدة قبل تنفيذ القرارات السابقة». وأكد البيان «أن من يقرر هذا الشأن هو الأمين العام، عبر مشاوراته مع القيادة والأمين العام المساعد في الأراضي المحتلة»، وذلك بعد توضيح البيان، أنه «منذ وصول الوفد الفلسطيني من أراضي السلطة الفلسطينية إلى الأراضي السورية، كان واضحاً لنا حجم المحور الذي شكلوه مع أشخاص ليست لديهم الصفة التمثيلية للحديث باسم «الصاعقة»، وكنا نعلم أنه قد سبقت زيارتهم التنسيق على أساس اختزال الصاعقة بالمدعوين محمد قيس وكمال الحصان، من أجل ضمان حضور ولو بأي ثمن، للصاعقة، لاجتماعات المجلس المركزي، وكعملية اختراق للموقف الفلسطيني الرافض لاتفاقات أوسلو وتوابعها، قبل اللقاء مع الفصائل في دمشق».
يشار إلى أن حركتي «حماس» و«الجهاد» الفلسطيني، تعارضان عقد جلسة المجلس المركزي قبل تحقيق مصالحة فلسطينية - فلسطينية. وحسب مصادر فلسطينية فإن حركة «حماس» تعتبر أن من شأن عقد جلسة للمجلس المركزي قبل تحقيق المصالحة، أن يزيد الخلافات، فيما تطالب حركة «الجهاد الإسلامي» بإلغاء التعديلات التي شطبت من الميثاق الوطني الفلسطيني البنود المتعلقة بالكفاح المسلح، وحدود فلسطين والتي هي ليست الضفة الغربية ولا حدود عام 1967.
وكان اللواء جبريل الرجوب، قد أكد أن «زيارته إلى دمشق والوفد المرافق له، ستشكل انطلاقة حقيقية لصياغة الوضع الفلسطيني، في ظل تصعيد الاحتلال الإسرائيلي غير المسبوق لإنهاء القضية الفلسطينية».



تقرير أُممي يتّهم الحوثيين بالتنسيق مع إرهابيين وجني عشرات الملايين بالقرصنة

تنسيق وتبادُل خبرات وأسلحة بين الجماعة الحوثية وتنظيم القاعدة كشفت عنهما تقارير أممية (أ.ب)
تنسيق وتبادُل خبرات وأسلحة بين الجماعة الحوثية وتنظيم القاعدة كشفت عنهما تقارير أممية (أ.ب)
TT

تقرير أُممي يتّهم الحوثيين بالتنسيق مع إرهابيين وجني عشرات الملايين بالقرصنة

تنسيق وتبادُل خبرات وأسلحة بين الجماعة الحوثية وتنظيم القاعدة كشفت عنهما تقارير أممية (أ.ب)
تنسيق وتبادُل خبرات وأسلحة بين الجماعة الحوثية وتنظيم القاعدة كشفت عنهما تقارير أممية (أ.ب)

كشف فريق الخبراء الأُمميّين المعنيين باليمن أن الحوثيين متورّطون بتحالفات وثيقة مع تنظيمات إرهابية، وجماعات مسلحة في المنطقة، متهِماً الجماعة بابتزاز وكالات الشحن البحري مقابل عدم اعتراض سفنها التجارية؛ للحصول على مبالغ قُدّر بأنها تصل إلى 180 مليون دولار شهرياً.

وذكر الخبراء الأُمميّون في تقريرهم السنوي الذي رفعوه إلى مجلس الأمن، أن الجماعة الحوثية تنسّق عملياتها بشكل مباشر منذ مطلع العام الحالي مع تنظيم «القاعدة»، وتنقل طائرات مسيّرة وصواريخ حرارية وأجهزة متفجرة إليه، وتوفر التدريب لمقاتليه، مؤكداً استخدامه الطائرات المسيّرة، والأجهزة المتفجرة يدوية الصنع، لتنفيذ هجماته على القوات الحكومية في محافظتي أبين وشبوة جنوب البلاد.

التقرير الذي نقل معلوماته عن مصادر وصفها بالسرّية، عَدّ هذا التعاون «أمراً مثيراً للقلق»، مع المستوى الذي بلغه التعاون بين الطرفين في المجالين الأمني والاستخباراتي، ولجوئهما إلى توفير ملاذات آمنة لأفراد بعضهما بعضاً، وتعزيز معاقلهما، وتنسيق الجهود لاستهداف القوات الحكومية.

وحذّر التقرير من عودة تنظيم «القاعدة» إلى الظهور مجدّداً بدعم الجماعة الحوثية، بعد تعيين قائد جديد له يُدعى سعد بن عاطف العولقي، وبعد أن «ناقشت الجماعتان إمكانية أن يقدّم التنظيم الدعم للهجمات التي تشنّها ميليشيا الحوثي على أهداف بحرية».

استعراض الجماعة الحوثية لقدراتها العسكرية في العاصمة صنعاء والتي تتضمن أسلحة نوعية (رويترز)

مصادر فريق الخبراء الدوليين أبلغت أن كلتا الجماعتين اتفقتا على وقف الهجمات بينهما وتبادُل الأسرى، ومن ذلك الإفراج عن القائد السابق لتنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب؛ سامي ديان، الذي حُكم عليه بالسجن 15 سنة قبل انقلاب الجماعة الحوثية في العام 2014.

كما كشف الخبراء الأمميون عن تعاون مُتنامٍ للجماعة الحوثية مع «حركة الشباب المجاهدين» في الصومال، في إطار خططها لتنفيذ هجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر، وخليج عدن من الساحل الصومالي، لتوسيع نطاق منطقة عملياتها العدائية ضد الملاحة الدولية.

تعاون مع الإرهاب

أورد الفريق الأممي معلومات حصل عليها من الحكومة اليمنية عن أنشطة تهريب متزايدة بين الحوثيين و«حركة الشباب» الصومالية، يتعلق معظمها بالأسلحة الصغيرة والأسلحة الخفيفة، مشيراً إلى امتلاك الجماعتين أسلحة من نفس الطرازات، وبأرقام تسلسلية من نفس الدفعات، ما يرجّح توريدها ونقلها بصورة غير مشروعة بينهما، إلى جانب وجود مورّد مشترك إلى كلتيهما.

وقال الفريق إنه يواصل تحقيقاته بشأن أوجه التعاون المتزايدة بين الجماعة الحوثية و«حركة الشباب» في تهريب الأسلحة، لزعزعة السلام والأمن في اليمن والمنطقة.

ووصف التقرير هذا التعاون بـ«ثمرة تصاعد وتيرة العنف بعد حرب غزة، والتأثير السلبي في جهود السلام اليمنية».

وسبق للحكومة اليمنية الكشف عن إطلاق الجماعة الحوثية سراح 252 من عناصر تنظيم «القاعدة» كانوا محتجَزين في سجون جهازَي الأمن السياسي والقومي (المخابرات) اللذَين سيطرت عليهما الجماعة الحوثية عقب انقلابها، بما في ذلك إطلاق سراح 20 عنصراً إرهابياً في نوفمبر (تشرين الثاني) 2018.

الحكومة اليمنية حذّرت أكثر من مرة من تعاون الجماعة الحوثية وتنظيم «القاعدة» (غيتي)

وأعادت الحكومة اليمنية، في تصريحات لوزير الإعلام معمر الإرياني، التذكير بخطر تعاون الجماعتين، واستهدافهما الدولة اليمنية، وزعزعة الأمن والاستقرار في المناطق المحرَّرة، وتوسيع نطاق الفوضى، مما يهدّد دول الجوار، ويشكّل خطراً على التجارة الدولية وخطوط الملاحة البحرية.

وطالب الوزير اليمني المجتمع الدولي والأمم المتحدة باتخاذ موقف حازم وفوري لمواجهة هذه التحركات، وضمان السلام والأمان للشعب اليمني والمنطقة والعالم بأسره، «عبر تصنيف الجماعة الحوثية تنظيماً إرهابياً عالمياً، وتجفيف منابعها المالية والسياسية والإعلامية، ودعم استعادة سيطرة الدولة على كامل الأراضي اليمنية».

تقرير الخبراء لفت إلى تزايُد التعاون بين الجماعة الحوثية وجماعات مسلحة عراقية ولبنانية، واستغلالها التصعيد في المنطقة لتعزيز تعاونها مع «محور المقاومة» التابع لإيران، وتَلقّي مساعدات تقنية ومالية وتدريبات من إيران والجماعات المسلحة العراقية و«حزب الله» اللبناني، و«إنشاء مراكز عمليات مشتركة في العراق ولبنان تضم تمثيلاً حوثياً».

جبايات في البحر

يجري تمويل الجماعة الحوثية من خلال شحنات النفط التي تُرسَل من العراق إلى اليمن وفقاً للتقرير الأممي، ويتلقى المقاتلون الحوثيون تدريبات عسكرية تحت إشراف خبراء من «الحشد الشعبي» في معسكرات خاصة، مثل مركز بهبهان التدريبي بمنطقة جرف الصخر.

الناطق باسم الجماعة الحوثية محمد عبد السلام يعمل على تنسيق التعاون بينها وبين محور إيران في المنطقة (أ.ف.ب)

وتنظم جماعات مسلحة عراقية حملات تبرعات لدعم الجماعة الحوثية، بإشراف قيادات محلية بارزة، مثل أمير الموسوي؛ المتحدث باسم «تجمّع شباب الشريعة»، الخاضع لسيطرة «كتائب حزب الله»، ويتم تدريب المقاتلين الحوثيين على استهداف السفن، ويجري نقلهم باستخدام جوازات سفر مزوّرة منذ إعادة فتح مطار صنعاء خلال العام قبل الماضي.

ومما كشف عنه تقرير الخبراء أن الجماعة الحوثية تجني مبالغ كبيرة من القرصنة البحرية، وابتزاز وكالات وشركات الشحن الدولية التي تمرّ سفنها عبر البحر الأحمر، وفرض جبايات عليها، مقدِّراً ما تحصل عليه من خلال هذه الأعمال بنحو 180 مليون دولار شهرياً.

ووصف سلوك الجماعة ضد وكالات وشركات الشحن البحرية بالابتزاز الممنهج، حيث تفرض الجماعة رسوماً وجبايات على جميع وكالات الشحن البحري للسماح بمرور سفنها التجارية عبر البحر الأحمر وخليج عدن، مقابل عدم استهداف سفنها أو التعرض لها.

ما يقارب 180 مليون دولار تجنيها الجماعة الحوثية شهرياً من ابتزاز وكالات النقل البحري مقابل عدم استهداف سفنها (أ.ب)

وأضاف التقرير أن هذه المبالغ «الضخمة» تسهم بشكل كبير في تمويل الأنشطة الحوثية «الإرهابية»، حسب وصفه، كشراء الأسلحة والذخيرة وتدريب المقاتلين.

ويرى وكيل وزارة الإعلام في الحكومة اليمنية، فياض النعمان، أن «الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران تُغرق اليمن والمنطقة في المزيد من الفوضى والاضطرابات، من خلال ممارساتها وأعمالها العدائية، وتُسهم في إذكاء الصراع الخطير بالمنطقة».

وأضاف النعمان في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، أن «التقرير الأممي يكشف عن أكاذيب الميليشيات الحوثية التي تدّعي نصرة القضية الفلسطينية، بينما تستغل هذا الصراع لتوسيع نفوذها وزيادة ثرواتها، من خلال الجبايات على المواطنين، وابتزاز وكالات الشحن الدولية».