السيسي يوجه بضم قرى أسوان إلى «حياة كريمة»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يتفقد المناطق المتضررة جراء السيول في محافظة أسوان (جنوب مصر) أمس (تويتر: الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يتفقد المناطق المتضررة جراء السيول في محافظة أسوان (جنوب مصر) أمس (تويتر: الرئاسة المصرية)
TT

السيسي يوجه بضم قرى أسوان إلى «حياة كريمة»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يتفقد المناطق المتضررة جراء السيول في محافظة أسوان (جنوب مصر) أمس (تويتر: الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يتفقد المناطق المتضررة جراء السيول في محافظة أسوان (جنوب مصر) أمس (تويتر: الرئاسة المصرية)

وجه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بـ«ضم قرى مركز أسوان إلى المبادرة الرئاسية (حياة كريمة)»، جاء ذلك خلال زيارته أمس إلى المناطق المتضررة جراء السيول في محافظة أسوان (جنوب مصر). حيث تابع السيسي خلال الزيارة الإجراءات والخدمات المقدمة للأهالي والمواطنين بالمناطق التي تضررت من السيول، خاصة من قبل القوافل الطبية ووحدات طب الأسرة، وذلك في إطار نشاط وجهود المبادرة الرئاسية «حياة كريمة». كما اطمأن على وصول الخدمات للأهالي المتضررين من سيول أسوان.
وشهدت محافظة أسوان في جنوب مصر خلال الأيام الماضية موجة طقس سيِّئ غير مسبوقة منذ 11 عاماً بسبب التغيّر المناخي، وقد أسفرت عن وفاة 4 أشخاص وإصابة العشرات بجروح، بحسب ما أعلن مسؤول حكومي. وقام الرئيس بزيارة قريتين غرب أسوان متضررتين من السيول، كما زار عدداً من المنازل التي تعرضت إلى أضرار جراء السيول، والتقى بعدد من الأهالي. وقامت مؤسسات المجتمع المدني تنفيذا لتوجيهات الرئيس بـ«التعامل الفوري مع الأزمة بتنظيم عدد من القوافل الغذائية والطبية، كما تم البدء على الفور في ترميم المنازل المتضررة بعد حصرها بالتعاون مع الجهات المعنية، كما تم التجهيز الكامل لعدد 500 منزل لنقل أهالي القرى المتضررين إليها». واستهل السيسي جولته التفقدية بأسوان أمس بزيارة قرية غرب أسوان، حيث زار منازل عدد من المواطنين الذين تضرروا من السيول، مؤكداً للأهالي أنه جاء إليهم لتلبية مطالبهم، مطالبا إياهم بالاطمئنان لأن «الدولة المصرية لن تنساهم». وخلال زيارته لأحد منازل القرية المتضررة من السيول، استمع الرئيس إلى مطالب أهل المنزل، قائلا: «هناك 500 شقة مجهزة للسكن، وهذا من خير بلدكم (مصر)». وعقب ذلك، توجه الرئيس السيسي إلى قرية «الشهامة» بأسوان، إحدى القرى المتضررة من السيول، حيث تفقد وحدة طب الأسرة بالقرية، والتقى الطواقم الطبية وعددا من المواطنين. كما شملت زيارة الرئيس السيسي، مدرسة «الشهامة» الابتدائية والإعدادية، والتي جرى إحلالها وتجديدها ضمن «حياة كريمة»، حيث التقى بالمدرسين وطلاب المدرسة.
جدير بالذكر أن قرية «الشهامة» تدخل ضمن المرحلة الأولى لمبادرة «حياة كريمة»، وتم الانتهاء من تطوير ورفع كفاءة المدرسة الابتدائية والإعدادية بالقرية وإنشاء مكتب بريد، كما يجري الانتهاء من إنشاء مجمع الخدمات الحكومية ووحدة إسعاف وتطوير ورفع كفاءة مركز الشباب. وتستهدف المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» تطوير الريف المصري وتحديث البنية التحتية وإقامة مشروعات معالجة المياه والصرف الصحي والتعليم والاتصالات والطرق في حوالي 4 آلاف و500 قرية، بتكلفة إجمالية تصل إلى 700 مليار جنيه، على مدى ثلاث سنوات.
من جهته، قال محافظ أسوان اللواء أشرف عطية، أمس، إن «زيارة الرئيس السيسي لأسوان تعكس مدى اهتمام الرئيس بالمواطن المصري، وحرصه على الاطمئنان من أرض الواقع على الجهود المبذولة من الحكومة والمجتمع المدني والقطاع الخاص والأحزاب السياسية، وسرعة احتواء تداعيات السيول».



هدنة غزة: انتشار «حماس» في القطاع يثير تساؤلات بشأن مستقبل الاتفاق

مسلحو «حماس» يسلمون رهينة إسرائيلية إلى أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر (رويترز)
مسلحو «حماس» يسلمون رهينة إسرائيلية إلى أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر (رويترز)
TT

هدنة غزة: انتشار «حماس» في القطاع يثير تساؤلات بشأن مستقبل الاتفاق

مسلحو «حماس» يسلمون رهينة إسرائيلية إلى أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر (رويترز)
مسلحو «حماس» يسلمون رهينة إسرائيلية إلى أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر (رويترز)

أثار انتشار عسكري وأمني لعناصر من «حماس» وموالين لها، عقب بدء تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة، تساؤلات بشأن مستقبل الصفقة، في ظل ردود فعل إسرائيلية تتمسك بالقضاء على الحركة، وجهود للوسطاء تطالب الأطراف بالالتزام بالاتفاق.

تلك المشاهد التي أثارت جدلاً بمنصات التواصل بين مؤيد ورافض، يراها خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، ستكون ذريعة محتملة لإسرائيل للانقلاب على الاتفاق بعد إنهاء المرحلة الأولى والعودة للحرب، معولين على جهود للوسطاء أكبر لإثناء «حماس» عن تلك المظاهر الاستعراضية التي تضر مسار تنفيذ الاتفاق.

بينما قلل محلل فلسطيني مختص بشؤون «حماس» ومقرب منها، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، من تأثير تلك الأجواء، وعدّها «بروتوكولية» حدثت من قبل أثناء صفقة الهدنة الأولى في نوفمبر (تشرين الثاني) 2023.

وبزي نظيف وسيارات جديدة وأسلحة مشهرة، خرج مسلحون يرتدون شارة الجناح العسكري لـ«حماس» يجوبون قطاع غزة مع بداية تنفيذ اتفاق الهدنة، الأحد، وسط بيان من وزارة الداخلية بالقطاع التي تديرها عناصر موالية للحركة، كشف عن مباشرة «الانتشار بالشوارع»، وخلفت تلك المشاهد جدلاً بمنصات التواصل بين مؤيد يراها «هزيمة لإسرائيل وتأكيداً لقوة وبقاء (حماس) بالقطاع»، وآخر معارض يراها «استفزازية وتهدد الاتفاق».

عناصر من شرطة «حماس» يقفون للحراسة بعد انتشارهم في الشوارع عقب اتفاق وقف إطلاق النار (رويترز)

إسرائيلياً، تساءل المعلق العسكري للقناة 14 نوعام أمير، بغضب قائلاً: «لماذا لم يتم ضرب (تلك الاستعراضات) جواً؟»، بينما هدد وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، بإسقاط الحكومة في حال الانتقال إلى تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق.

وأكد مكتب رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، في بيان الاثنين، «مواصلة العمل لإعادة كل المختطفين؛ الأحياء منهم والأموات، وتحقيق كل أهداف الحرب في غزة»، التي تتضمن القضاء على «حماس».

ويصف الخبير في الشؤون الإسرائيلية، الدكتور سعيد عكاشة، ما قامت به «حماس» بأنه «استعراض مزيف لعلمها بأنها لن تدير غزة، لكنها تحاول أن تظهر بمظهر القوة، وأنها تستطيع أن تحدث أزمة لو لم توضع بالحسبان في حكم القطاع مستقبلاً، وهذا يهدد الاتفاق ويعطي ذريعة لنتنياهو لعودة القتال مع تأييد الرأي العام العالمي لعدم تكرار ما حدث في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023».

ويتفق معه المحلل السياسي الفلسطيني، عبد المهدي مطاوع، قائلاً إن «(حماس) لا تزال بعقلية المقامرة التي حدثت في 7 أكتوبر، وتريد إرسال رسالتين لإسرائيل وللداخل الفلسطيني بأنها باقية رغم أنها تعطي ذرائع لإسرائيل لهدم الاتفاق».

بالمقابل، يرى الباحث الفلسطيني المختص في شؤون «حماس» والمقرب منها، إبراهيم المدهون، أن «الاستعراض لا يحمل أي رسائل وظهر بشكل بروتوكولي معتاد أثناء تسليم الأسرى، وحدث ذلك في الصفقة الأولى دون أي أزمات»، مشيراً إلى أن «الحركة لها جاهزية ونفوذ بالقطاع رغم الحرب، والانتشار الأمني يعدّ دور وزارة الداخلية بالقطاع وتنفذه مع توفر الظروف».

وعقب دخول الاتفاق حيز التنفيذ، استقبل رئيس وزراء قطر، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في مكتبه بالدوحة، وفداً من الفصائل الفلسطينية، مؤكداً ضرورة العمل على ضمان التطبيق الكامل للاتفاق، وضمان استمراره، وفق بيان لـ«الخارجية» القطرية الأحد.

وبينما شدد وزير الخارجية المصري، خلال لقاء مع رئيس المجلس الأوروبي، أنطونيو كوستا، ببروكسل، مساء الأحد، على «أهمية التزام أطراف الاتفاق ببنوده»، وفق بيان لـ«الخارجية» المصرية، سبقه تأكيد مجلس الوزراء الفلسطيني، الأحد، استعداد رام الله لتولي مسؤولياتها الكاملة في غزة.

وبتقدير عكاشة، فإن جهود الوسطاء ستتواصل، لا سيما من مصر وقطر، لوقف تلك المواقف غير العقلانية التي تحدث من «حماس» أو من جانب إسرائيل، متوقعاً أن «تلعب غرفة العمليات المشتركة التي تدار من القاهرة لمتابعة الاتفاق في منع تدهوره»، ويعتقد مطاوع أن تركز جهود الوسطاء بشكل أكبر على دفع الصفقة للأمام وعدم السماح بأي تضرر لذلك المسار المهم في إنهاء الحرب.

وفي اتصال هاتفي مع المستشار النمساوي ألكسندر شالينبرغ، الاثنين، شدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، على «ضرورة البدء في جهود إعادة إعمار القطاع، وجعله صالحاً للحياة، بما يضمن استعادة الحياة الطبيعية لسكان القطاع في أقرب فرصة». بينما نقل بيان للرئاسة المصرية، عن المستشار النمساوي، تقديره للجهود المصرية المتواصلة على مدار الشهور الماضية للوساطة وحقن الدماء.

ويرى المدهون أنه ليس من حق إسرائيل أن تحدد من يدير غزة، فهذا شأن داخلي وهناك مشاورات بشأنه، خصوصاً مع مصر، وهناك مبادرة مصرية رحبت بها «حماس»، في إشارة إلى «لجنة الإسناد المجتمعي» والمشاورات التي استضافتها القاهرة مع حركتي «فتح» و«حماس» على مدار الثلاثة أشهر الأخيرة، ولم تسفر عن اتفاق نهائي بعد بشأن إدارة لجنة تكنوقراط القطاع في اليوم التالي من الحرب.