أدوية ضغط الدم قد تقلل خطر الإصابة بالسكري

مريض يخضع لفحص سريع للكشف عن السكر بالدم (رويترز)
مريض يخضع لفحص سريع للكشف عن السكر بالدم (رويترز)
TT

أدوية ضغط الدم قد تقلل خطر الإصابة بالسكري

مريض يخضع لفحص سريع للكشف عن السكر بالدم (رويترز)
مريض يخضع لفحص سريع للكشف عن السكر بالدم (رويترز)

توصلت دراسة كبيرة إلى أن أدوية ضغط الدم يمكن أن تمنع ملايين الأشخاص في جميع أنحاء العالم من الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
يعد خفض ضغط الدم المرتفع وسيلة فعالة لتقليل مخاطر الإصابة بالمرض في المستقبل، وفقاً لبحث نُشر في دورية «لانسيت»، حسب تقرير لصحيفة «الغارديان».
يصف الأطباء بالفعل أدوية ضغط الدم الرخيصة لتقليل فرص الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية تهدد الحياة. ومع ذلك، حتى الآن، لم تتم الإجابة عن السؤال حول ما إذا كانت هذه الأدوية يمكن أن تساعد أيضاً في درء خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
وجد الباحثون الآن أن التأثيرات الوقائية للعقاقير أوسع بكثير مما كان يُعتقد سابقاً. تُظهر الدراسة أنها قد تقلل بشكل مباشر من خطر إصابة شخص ما بمرض السكري من النوع الثاني، وهي حالة يقدر أن 13.6 مليون شخص في المملكة المتحدة معرضون للإصابة بها بشكل كبير.
وفي أكبر دراسة من نوعها، تابع باحثون في جامعتي «أكسفورد» و«بريستول» أكثر من 145 ألف شخص من 19 تجربة سريرية عشوائية عالمية لمدة خمس سنوات في المتوسط. ووجدوا أن خفض ضغط الدم الانقباضي بمقدار 5 ملم زئبقي -يسهل تحقيقه عن طريق أدوية ضغط الدم أو تغييرات نمط الحياة- قلل من خطر الإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري بنسبة 11%.
حقق الباحثون أيضاً في آثار خمسة أنواع رئيسية من أدوية ضغط الدم من 22 تجربة سريرية مقارنةً مع الدواء الوهمي. ووجدوا أن مثبطات الإنزيم المحوّل للأنجيوتنسين وحاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين 2 لها أقوى تأثير وقائي، وكلتاهما تقلل من الخطر النسبي للإصابة بمرض السكري بنسبة 16%.
حالياً، يقول خبراء الصحة إن الوزن الصحي واعتماد أسلوب حياة صحي هما أفضل طريقة لتقليل خطر الإصابة بالنوع الثاني من داء السكري. ويشير الباحثون إلى أن الأدوية الموجودة -وبخاصة مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين وحاصرات الأنجيوتنسين- يجب أن تؤخذ في الاعتبار الآن لبعض الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بالمرض.


مقالات ذات صلة

رجل يمضي 93 يوماً بقاع المحيط ويصغر 10 سنوات

يوميات الشرق لقد ارتفع عدد الخلايا الجذعية لديتوري بشكل كبير (أ.ب)

رجل يمضي 93 يوماً بقاع المحيط ويصغر 10 سنوات

أمضى جوزيف ديتوري 93 يوماً في حجرة مدمجة مغمورة في المحيط الأطلسي، وخرج أصغر بعشر سنوات. وأظهرت دراسته الرائدة زيادة في الخلايا الجذعية وتحسن بمستوى الصحة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك التمارين الرياضية تعد من الوسائل الفعالة في خفض ضغط الدم المرتفع (رويترز)

الرياضة المسائية مفيدة لمرضى ارتفاع ضغط الدم

وجدت دراسة برازيلية أن التمارين الرياضية المسائية تفيد مرضى ارتفاع ضغط الدم أكثر من التمارين الصباحية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك الكمادات الساخنة أم الباردة؟ متى نستخدمها لآلام الرقبة ؟!

الكمادات الساخنة أم الباردة؟ متى نستخدمها لآلام الرقبة ؟!

تعد آلام الرقبة واحدة من أكثر المشكلات شيوعًا التي يمكن أن تتراوح من الانزعاج الخفيف إلى الألم المنهك.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك انتبه... 8 فواكه تتناولها بطريقة خاطئة

انتبه... 8 فواكه تتناولها بطريقة خاطئة

تحتوي الفواكه على مجموعة متنوعة من مضادات الأكسدة، بما في ذلك مركبات الفلافونويد، التي تقلل من فرص الإصابة بأمراض القلب والسرطان والسكري والالتهابات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك دراسة: الشاي الأخضر يكافح فقدان الذاكرة ويحسّن التعلّم

دراسة: الشاي الأخضر يكافح فقدان الذاكرة ويحسّن التعلّم

أشارت دراسة حديثة إلى أن الشاي الأخضر يمكن أن يساعد في مكافحة فقدان الذاكرة وتحسين التعلم الناجم عن اتباع نظام غذائي غربي غني بالدهون والسكر.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«البحر الأحمر» يقيم احتفالية «المرأة في السينما» على هامش مهرجان كان

جمانا الراشد وتشيفانا بانديا تتوسطان المكرمات في احتفالية «المرأة في السينما» على هامش الدورة 77 لمهرجان كان السينمائي (الشرق الأوسط)
جمانا الراشد وتشيفانا بانديا تتوسطان المكرمات في احتفالية «المرأة في السينما» على هامش الدورة 77 لمهرجان كان السينمائي (الشرق الأوسط)
TT

«البحر الأحمر» يقيم احتفالية «المرأة في السينما» على هامش مهرجان كان

جمانا الراشد وتشيفانا بانديا تتوسطان المكرمات في احتفالية «المرأة في السينما» على هامش الدورة 77 لمهرجان كان السينمائي (الشرق الأوسط)
جمانا الراشد وتشيفانا بانديا تتوسطان المكرمات في احتفالية «المرأة في السينما» على هامش الدورة 77 لمهرجان كان السينمائي (الشرق الأوسط)

جدد مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي تعاونه مع مجلة «فانيتي فير - أوروبا» باستضافته لمبادرة «المرأة في السينما» التي أقيمت على هامش الدورة 77 من مهرجان كان السينمائي في مدينة كاب دي أنتيب الواقعة في الريفييرا الفرنسية، حيث تم تكريم 6 نساء «أعدن تعريف ما يمكن تحقيقه للأجيال النسائية القادمة، ورسمن آفاقاً واعدة لإلهام المواهب النسائية حول العالم».

يأتي حفل «المرأة في السينما» ضمن مساعي مؤسسة البحر الأحمر السينمائي للاحتفاء بالأصوات النسائية الصاعدة في صناعة السينما وتسليط الضوء على إنجازاتهن، أمام الكاميرا وخلفها، واستعراض مجهوداتهن المبذولة في تشكيل صناعة السينما وإلهام الجيل الجديد من المواهب في السعودية وأفريقيا وآسيا والعالم العربي.

نساء مكرمات

وضمت قائمة المكرمات لهذه النسخة من حفل «المرأة في السينما» الممثلة المصرية المتميزة سلمى أبو ضيف، التي خاضت أولى تجاربها السينمائية في عام 2017 عبر دورها في فيلم «شيخ جاكسون» الذي مثّل مصر في سباق جوائز الأوسكار عن فئة أفضل فيلم بلغة أجنبية لعام 2018، وأدت دور البطولة في الفيلم القصير «لا يهمني إن انهار العالم» بجانب مشاركتها في الدورة الـ48 لمهرجان كليفلاند السينمائي الدولي.

تضمنت القائمة كاتبة السيناريو الشهيرة راماتا تولاي سي التي استهلت مسيرتها الفنية بالمشاركة في فيلم «سبيل» من إخراج تشاغلا زنجيرجي وغيوم جيوفانيتي، وكتبت فيما بعد فيلم «نوتردام دو نيل» للمخرج عتيق رحيمي الذي حصد جائزة «الدب الكريستالي» في مهرجان برلين السينمائي، وتمكن فيلمها الروائي الأول «بانيل وآدما» من تأمين مقعدٍ في مهرجان كان السينمائي لعام 2023.

مواهب سعودية

واحتفى الحفل كذلك بالممثلة السعودية الموهوبة أضوى فهد، التي شاركت في الفيلم السعودي الفائز بجائزتين في الدورة الـ42 لمهرجان القاهرة السينمائي، فيلم «حد الطار»، بجانب مشاركتها في فيلم «بين الرمال» الذي عرض خلال الدورة الثانية لمهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي. تبذل أضوى جهوداً حثيثة لتترك بصمتها على الساحة السينمائية في المملكة العربية السعودية.

ولفتت الممثلة والمغنية السعودية أسيل عمران الأنظار في عالم الموسيقى وعالم صناعة الأفلام على حد سواء، حيث شاركت من عام 2009 في العديد من المسلسلات التلفزيونية من أبرزها: مسلسل «قابل للكسر» و«غرابيب سود» و«هارون الرشيد» و«أكون أو لا».

بجانب هذه الإسهامات التلفزيونية، تعاونت أسيل عمران في عام 2016 مع الفنان الموسيقي ريدوان في أغنية «Don't You Need Somebody» بمشاركة كوكبة من النجوم منهم إنريكيه إغليسياس، وشاغي، وجينيفر لوبيز، وغيرهم.

كما تعاونت مع المغني الأميركي جيسون ديرولو في النسخة العربية لأغنية كوكاكولا الرسمية لكأس العالم لكرة القدم 2018.

نجوم من آسيا

وشهد الحفل تكريم الممثلة الهندية اللامعة كيارا أدفاني الاسم الرائج في السينما الهندية، التي شاركت في سبعة أفلام سينمائية تمكنت من اكتساح شبّاك التذاكر في كل مرة، ولديها اليوم قائمة من الأعمال السينمائية المرتقبة، مثل فيلم «Game Changer» و«War 2» و«Don 3».

وكرمت النجمة التايلاندية المحبوبة ساروتشا تشانكيمها والشهيرة بـ«فرين» التي حققت نجاحاً غير مسبوق إزاء أدوارها السينمائية والتلفزيونية المؤثرة، لا سيما دورها في الكوميديا الرومانسية التايلاندية الشهيرة، مسلسل «Gap».

وخلال أمسية «المرأة في السينما» استضاف كل من رئيسة مجلس أمناء مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، جمانا الراشد، والرئيس التنفيذي لمؤسسة البحر الأحمر السينمائي، محمد التركي، والمديرة التنفيذية لمؤسسة البحر الأحمر السينمائي، شيفاني بانديا مالهوترا؛ عدداً من الأسماء والمواهب اللامعة في عالم السينما، والتلفزيون والموضة، من أبرزها: أوما ثورمان، والفنانة المصرية يسرا، والممثل الأميركي ريتشارد جير، والمخرجة السينمائية أسماء المدير، والممثلة ناتالي إيمانويل، والنجم الفرنسي فانسن كاسل، والممثل الأميركي الشهير جيمس فرانكو، والنجمة لوسي هيل، بالإضافة إلى إكرام عبدي، وروزي هنتنغتون - وايتلي، وكارلا بروني، وأليكسا تشونغ، وروسي دي بالما، وإيمي جاكسون، ولوكاس برافو، وناعومي كامبل وميشيل رودريغيز.

المرأة في السينما

وبهذه المناسبة، قالت رئيسة مجلس أمناء مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، جمانا الراشد: «في مؤسسة البحر الأحمر السينمائي، لا تقتصر مبادرة المرأة في السينما على أمسية واحدة فحسب، بل تعد حجر أساس في رؤيتنا وأهدافنا الرامية إلى دعم الأصوات النسائية التي لم تحظ بالتمثيل الكافي، وامتلكن مهارات وقدرات استثنائية، دافعة الصناعة السينمائية نحو آفاق واعدة. منذ بدايات المؤسسة، قمنا بدعم أكثر من 79 فيلماً من إخراج نساء، وساعدنا أكثر من 75 صانعة أفلام ومبدعة، عبر برنامج معامل البحر الأحمر. بات مستقبل المرأة في يومنا هذا أكثر إشراقاً وأملاً من أي وقت مضى، ومكرمات أمسيتنا في هذه الليلة خير دليل على هذا التحول السينمائي والتلفزيوني».

من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لمؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، محمد التركي: «تحمل إنجازات مكرماتنا الست دلالة على القدرات والإمكانات الهائلة لصانعات الأفلام حول العالم، ونرغب في تقديمهن كرمز للإلهام؛ لتبصرهم أعين الأجيال القادمة من صانعي الأفلام والممثلين والكتّاب، كنماذج يُحْتَذَى بها، بفضل قدراتهن على التأثير وإعادة تغيير المفاهيم السينمائية. تكرّس مؤسسة البحر الأحمر السينمائي جهودها لدعم صانعات الأفلام، وكوثر بن هنية خير دليل على ذلك، إذ تمكنت من دخول التاريخ بصفتها أول امرأة عربية تترشح مرتين لجوائز الأوسكار، ومتحمسون اليوم لرؤية مستقبل مكرماتنا الست في الساحة السينمائي».

ويستضيف مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي حفل «المرأة في السينما» بالتعاون مع مجلة «فانيتي فير - أوروبا»، مؤكداً على دور مؤسسة البحر الأحمر السينمائي في دعم وتعزيز الأصوات النسائية الصاعدة في صناعة السينما وتسليط الضوء على إنجازاتهن، عبر عددٍ من المبادرات الفعالية والبرامج المتنوعة، ويترقب مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي لاستضافة المواهب السينمائية المتميزة خلال دورته الرابعة المقرر انعقادها من 5 إلى 14 ديسمبر (كانون الأول) المقبل في مقر المهرجان الجديد والنابض بالحياة «البلد» جدة التاريخية.


«أنا وانت وبس» تفجر خلافاً بين ورثة فريد الأطرش ونانسي عجرم

نانسي عجرم (حسابها على إنستغرام)
نانسي عجرم (حسابها على إنستغرام)
TT

«أنا وانت وبس» تفجر خلافاً بين ورثة فريد الأطرش ونانسي عجرم

نانسي عجرم (حسابها على إنستغرام)
نانسي عجرم (حسابها على إنستغرام)

فجر إعلان الفنانة اللبنانية نانسي عجرم الجديد الذي روجت فيه لإحدى شركات «الآيس كريم» خلافاً بينها وبين وريث الفنان السوري الراحل فريد الأطرش، بعد أن استخدمت حقوق أغنيته الشهيرة «أنا وانت وبس» من دون موافقته.

أغنية «أنا وانت وبس»، قدمها الموسيقار الراحل فريد الأطرش، بمشاركة الفنانة المصرية الراحلة هند رستم، في فيلم «الخروج من الجنة»، وهي من ألحانه، وكلمات الشاعر الراحل مرسي جميل عزيز، وعُرض عام 1967، ومن إخراج محمود ذو الفقار.

فريد الأطرش (أرشيفية)

أصدر فيصل نجل شقيق الفنان فريد الأطرش بياناً يدافع فيه عن حقوقه جاء فيه: «يعلن فيصل فريد الأطرش الوريث الوحيد للفنان فريد الأطرش أن الإعلان المتاح حالياً بصوت الفنانة نانسي عجرم باستخدام أغنية (أنا وانت ولا حد تالتنا) يعقد المسؤولية الجنائية عن تعدٍ على الحق الأدبي، فضلاً على أنه جرى دون موافقة جمعية المؤلفين والملحنين (ساسيرو) أو الشركة المصرية المدنية وناشري الموسيقى (ساسم) بوصفهما تملكان الحقوق المدنية في الأداء العلني والطبع الميكانيكي، وإعادة النشر.

ووضّح فيصل الأطرش تفاصيل موقفه القانوني لـ«الشرق الأوسط» قائلاً: «بما أنني الوريث الوحيد للفنان فريد الأطرش، فُوجئت باستغلال أغنية عمّي في إعلانٍ تجاري، من دون حق، إذ لم يجرِ التواصل أو التفاوض معي، وحينما استفسرت من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية المنوط بها إعطاء حقوق الاستغلال للمصنفات الفنية المسجلة لديها، أخبروني بأنهم لم يعطوا تصريحاً للفنانة نانسي عجرم أو الشركة المعلنة؛ لذلك مارست حقي القانوني بالاتفاق مع الجمعية».

وقال الدكتور حسام لطفي، محامي وريث فريد الأطرش، والمستشار القانوني لجمعية المؤلفين والملحنين: «إن ما حدث هو جريمة مكتملة الأركان، وذلك حسب القانون 82 لعام 2002، الذي ينصّ على الحبس والغرامة لكلّ من يعتدي على حقوق الغير من دون إذنٍ، ويحق لصاحب الحق أن يطالب بتعويضٍ مادي يصل لـ5 ملايين جنيه مصري (الدولار الأميركي يعادل 46.8 جنيه مصري) لصالح المؤلف والملحن».

عجرم (حسابها على إنستغرام)

وأوضح لطفي تفاصيل الأزمة، قائلاً لـ«الشرق الأوسط»: «من أجل الحصول على حقوق استغلال مصنف فني، لا بد من أخذ موافقة الشاعر والملحن، وفي حال أن توفاهما الله يكون الحق لورثتهما في إعطاء التصريح، وعقب الحصول على موافقتهما، لا بدّ من استصدار إذن من الهيئة المنوط بها الحفاظ على حقوق تلك المصنفات، وفي حالة أغنية (أنا وانت بس) هناك مكتب (ساسم) في بيروت، وجمعية المؤلفين والملحنين في مصر، والجهتان لم تصدرا أي تصريحٍ من أجل استغلال الأغنية».

وأكد محامي وريث فريد الأطرش أن أسرة الفنان السوري تكنّ الاحترام لنانسي عجرم، لكن ما كان يجب على مدير أعمالها استغلال حقوق الأغنية من دون أن يأخذ حقوقاً بالطرق القانونية السليمة.

وأكد مجدي مرسي جميل عزيز، وريث الشاعر الراحل مرسي جميل عزيز قانونية ما قام به، قائلاً لـ«الشرق الأوسط»: «الاتفاق على استغلال حقوق الأغنية جرى بالتنسيق بيني وبين المنتج محسن جابر، صاحب حقوق الأغنية».

وهو ما رد عليه حسام لطفي قائلاً: «الأغنية حق مشترك بين جهتين، الشاعر مرسي جميل عزيز، والملحن فريد الأطرش، ووريث جميل عزيز لديه حق الشاعر، لكونه وريثه الشرعي، ولكن ليس لديه حق الملحن، حتى لو غُيّر لحن الأغنية، فالمصنف مسجل باسم الشاعر والملحن، لذلك وقع في خطأ قانوني، سيستلزم منّا الدفاع عنه، كما أنه كان لا بدّ من إصدار موافقة من الهيئة المنوط بها حقوق الأغنية، وهي جمعية المؤلفين والملحنين، وهو ما لم يقم به».

ولا تُعد أزمة أغنية «أنا وانت وبس» الأولى من نوعها على مستوى حقوق ملكية الأغاني القديمة، فقد سبق أن وقعت الفنانة إليسا في تلك الأزمة من قبل، حينما أعادت غناء أغنية عبد الحليم حافظ «أول مرة تحب يا قلبي»، كما وقعت أزمة بين الفنانة اللبنانية كارول سماحة وورثة الموسيقار محمد عبد الوهاب بسبب حقوق أغنية «وحشاني بلادي».


تساؤلات بشأن قدرة البنية البحثية العربية على التنبؤ بالكوارث المناخية

دمار هائل في مدينة درنة الليبية بسبب الفيضانات (أ.ف.ب)
دمار هائل في مدينة درنة الليبية بسبب الفيضانات (أ.ف.ب)
TT

تساؤلات بشأن قدرة البنية البحثية العربية على التنبؤ بالكوارث المناخية

دمار هائل في مدينة درنة الليبية بسبب الفيضانات (أ.ف.ب)
دمار هائل في مدينة درنة الليبية بسبب الفيضانات (أ.ف.ب)

أثارت الكوارث المناخية التي ضربت عدداً من البلدان العربية في الآونة الأخيرة تساؤلات بشأن قدرة البنية البحثية العربية على التنبؤ بهذه الكوارث.

ووُصفت عاصفة الإمارات التي وقعت في شهر أبريل (نيسان) الماضي بأنها «الأقوى في تاريخ منطقة الخليج العربي».

ويعود تواتر الأحداث المناخية العنيفة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إلى حدوث تغيرات عميقة في الدورة الهيدرولوجية على مستوى العالم، وفق ألبرت فان دايك، أستاذ الهيدرولوجي في الجامعة الوطنية الأسترالية، الذي يوضح في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «هذه التغيرات نتجت عنها ارتفاعات مضطردة في درجة حرارة الهواء وارتفاع مستويات الرطوبة، فضلاً عن الجفاف والأمطار الفجائية».

وتعد معرفة التوقيت المناسب لاحتماليات زيادة فرص حدوث الفيضانات أمراً مهماً للغاية من أجل اتخاذ إجراءات تحدّ من تقليل الخسائر، بحسب محمد عبد الغني، الباحث في الجيومورفولوجيا المناخية بجامعة ليدز البريطانية. يقول عبد الغني لـ«الشرق الأوسط» إن «ارتفاع مستوى سطح البحر يؤدي إلى زيادة احتمال حدوث عواصف قوية وأعاصير مدارية وشبه مدارية، ما يعرض المنشآت المدنية للخطر، ويهدد بحدوث خسائر كبيرة في الأرواح».

وتقدر قيمة الأضرار المادية المحددة لجميع موانئ الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (100 ميناء) بنحو 67 مليون دولار أميركي سنوياً، بسبب الحوادث المناخية العنيفة، وفق دراسة نشرت في يناير (كانون الثاني) عام 2023 بمجلة «Communications Earth & Environment».

الإمارات ليست استثناء

في شهر أبريل (نيسان) الماضي، شهدت الإمارات هطول أكبر كميات أمطار خلال الأعوام الـ75 الماضية، وشهدت منطقة «خطم الشكلة» بإمارة العين وحدها هطول 254.8 مليمتر من الأمطار في أقل من 24 ساعة، بحسب المركز الوطني للأرصاد في الإمارات.

أمطار غزيرة شهدتها دبي في شهر أبريل الماضي (أ.ف.ب)

لكن عاصفة الإمارات لم تكن بداية الأحداث المناخية والكوارث الطبيعية الخطيرة في المنطقة العربية خلال العامين الماضيين؛ ففي أكتوبر (تشرين الأول) من عام 2021، تعرضت سواحل سلطنة عمان المطلة على بحر العرب - وهو جزء من المحيط الهندي - لإعصار مدمر (الإعصار شاهين) تسبب في كثير من الأضرار للبنى التحتية والرقعة الزراعية والمنازل، كما قطع أبراج الاتصالات، ما عظَّم من الخسائر الاقتصادية والأضرار المادية التي نتجت عن ذلك الإعصار.

وفي شهر سبتمبر (أيلول) من عام 2023، تعرض إقليم شمال شرقي ليبيا لعاصفة خلّفت نحو 5 آلاف قتيل وآلاف المصابين، بحسب تقرير لـ«المنظمة الدولية للهجرة»، نشر في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، بالإضافة إلى تدمير مدينة درنة التي ابتلع البحر نحو ثلثها، بعد أن تسببت الأمطار الغزيرة في انهيار سدين، ما أدى إلى تدفق مزيد من المياه إلى المناطق المغمورة بالفعل بمياه البحر.

لكن رغم التبعات الكارثية للحدث، يرفض عبد الغني «المبالغة» في وصف الحدث، إذ يعتقد أن ليبيا تعرضت لما يعرف بـ«العواصف شبه الاستوائية»، وأنه لا يمكن وصف الحدث بأنه إعصار: «ما هي إلا عاصفة شبه استوائية بدليل وجود منخفض شبه صحراوي على السواحل الليبية، جزء من هذا المنخفض متعمق فوق سطح البحر المتوسط، والجزء الآخر منه فوق الصحراء الليبية، ويسير من الغرب للشرق بشكل شبه منتظم».

رجال إنقاذ بالقرب من جثث ضحايا لقوا حتفهم بعد فيضانات درنة (إ.ب.أ)

ويشدد عبد الغني على أن «الأعاصير تتكون فوق أسطح المحيطات إذا توافرت لها ظروف وشروط جوية ودرجات حرارة تؤهل تكونها وتعمقها فوق مسطحات المحيطات، ويؤدي ارتفاع مستوى سطح البحر إلى تضخيم تواتر موجات البحر القصوى، عن طريق رفع خط الساحل الأساسي».

وبحسب تقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ عن الظواهر المتطرفة، فإنه بات من الواضح أن التغير المناخي أثّر بشكل ملحوظ على كثير من المتغيرات المرتبطة بالمياه، مثل هطول الأمطار ونشاط الرياح الشديدة، وهي ظواهر ترفع من شدة وسرعة وتيرة حدوث الفيضانات.

البنية البحثية

ورغم تعرض المنطقة العربية للمخاطر البيئية، سواء السيول أو الأمطار الفجائية الشديدة أو الأعاصير والعواصف ونوبات الجفاف والحرارة الشديدة، فإن البنية التحتية البحثية في البلدان العربية لا تزال عاجزة عن سد الفجوات في الدراسات التنبؤية المتعلقة بالمناخ والأرصاد الجوية التي تعتمد بالأساس على الأقمار الاصطناعية المملوكة لدول غربية، وفق باحثين، من بينهم أحمد قناوي، أستاذ الجغرافيا المناخية المساعد، في جامعة المنصورة (دلتا مصر).

يقول قناوي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «تخلو المنطقة العربية من الأقمار الاصطناعية المخصصة للرصد الجوي، باستثناء جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست) في السعودية، لكن تصدر النماذج المناخية المختصة بالمنطقة غالباً عن جهات بحثية غربية أو اليابان».

ونوّه إلى أنه «حتى هذا النموذج الاستثناء الذي طوّره باحثو (كاوست) والذي تبلغ دقته المكانية من 1 إلى 5 كيلومترات لا يغطي كامل المنطقة العربية، وإنما يركز على المحافظات السعودية فقط».

مشيراً إلى أن «هذا النوع من النماذج المناخية يحتاج أجهزة كمبيوتر فائقة السرعة، في الوقت الذي لا تسمح فيه البنية التحتية البحثية في معظم الجامعات العربية باستخدام هذه التكنولوجيا».

دمار هائل في مدينة درنة الليبية بسبب الفيضانات (أ.ف.ب)

لكن رغم أهمية النماذج المناخية، فإنه «لا يمكن الاعتماد عليها في رصد هذه الأحداث، لأنها تقدم تنبؤات لفترات زمنية طويلة ومتوسطات عامة، ولا توفر تنبؤات دقيقة على مستويات يومية، ومن ثم يكون البديل هو الاعتماد على الأقمار الاصطناعية المختصة بأغراض الرصد الجوي، التي توفر بيانات على مدى زمني قدره أيام، حيث تعتمد أنظمة الإنذار المبكر العربية على هذه الأقمار الاصطناعية الغربية». بحسب قناوي.

وسيؤدي تطوير البنية التحتية البحثية في المنطقة، من خلال الأقمار الاصطناعية المتخصصة والمراكز البحثية وأنظمة الرصد المبكر، إلى تحسين مستوى الاستجابة مع الكوارث، وتجنب أكبر قدر ممكن من تأثيراتها السلبية، وفق أستاذ الجغرافيا المناخية المساعد بجامعة المنصورة المصرية.


«بنات ألفة» و«وداعاً جوليا» يحصدان عشرات الجوائز... ما السر؟

لقطة جماعية للفائزين بجوائز النقاد العرب مع علاء كركوتي وماهر دياب مؤسسَي مركز السينما العربية (مركز السينما العربية)
لقطة جماعية للفائزين بجوائز النقاد العرب مع علاء كركوتي وماهر دياب مؤسسَي مركز السينما العربية (مركز السينما العربية)
TT

«بنات ألفة» و«وداعاً جوليا» يحصدان عشرات الجوائز... ما السر؟

لقطة جماعية للفائزين بجوائز النقاد العرب مع علاء كركوتي وماهر دياب مؤسسَي مركز السينما العربية (مركز السينما العربية)
لقطة جماعية للفائزين بجوائز النقاد العرب مع علاء كركوتي وماهر دياب مؤسسَي مركز السينما العربية (مركز السينما العربية)

في إنجاز جديد يضاف إلى رصيدهما الكبير من الجوائز، تصدر الفيلم التونسي «بنات ألفة» والفيلم السوداني «وداعاً جوليا» جوائز النقاد للأفلام العربية في نسختها الثامنة التي أُعلنت مساء (السبت) خلال فعاليات الدورة الـ77 من مهرجان «كان» السينمائي؛ إذ فاز الأول بثلاث جوائز كأفضل فيلم وثائقي، وفازت مخرجته كوثر بن هنية بجائزة أفضل مخرجة، وحاز أفضل مونتاج للمونتيرة التونسية قتيبة برهمجي، في حين فاز الفيلم الثاني بجائزتي أفضل فيلم روائي طويل وأفضل سيناريو لمخرجه محمد كردفاني.

وشارك في التصويت على الجوائز 225 ناقداً عربياً من 72 دولة، وفاز بجوائز التمثيل، الممثلة الأردنية منى حوا عن دورها في فيلم «إن شاء الله ولد» للمخرج أمجد رشيد، الذي تُوج فيلمه أيضاً بجائزة أفضل تصوير لـ«كانيمي أوياما»، في حين فاز بجائزة أفضل ممثل الفنان الفلسطيني صالح بكري عن دوره في فيلم «الأستاذ»، وحصل الموسيقار التونسي أمين بوحافة على جائزة أفضل موسيقى تصويرية عن الفيلم السعودي «هجان»، في حين فاز الفيلم المصري «عيسى» للمخرج مراد مصطفى بجائزة أفضل فيلم قصير التي تم استحداثها لأول مرة في هذه الدورة.

وحقق فيلما «بنات ألفة» و«وداعاً جوليا» منذ عرضهما الأول قبل عام بمهرجان «كان» السينمائي تفوقاً لافتاً، وحصدا عدداً من الجوائز على مدار العام، ليؤكد كل منهما جدارته بها؛ إذ فاز فيلم «بنات ألفة» بـ3 جوائز بمهرجان «كان» خلال دورته الماضية، وهي: جائزة «السينما الإيجابية»، وجائزة «العين الذهبية» - مناصفة مع الفيلم المغربي «كذب أبيض» - كما فاز بجائزة «فرنسوا شالي»، إضافة إلى فوزه بجائزة أفضل فيلم وثائقي بمهرجان «جوثام،» وحاز جائزة «سيزار الفرنسية» لأفضل وثائقي، كما وصل للقائمة القصيرة بتصفيات «الأوسكار»، وتجاوزت جوائزه 30 جائزة.

الفيلم التونسي «بنات ألفة» تصدر جوائز السينما العربية بمهرجان «كان» (الشركة المنتجة)

ويتناول فيلم «بنات ألفة» واقعة حقيقية لأم تونسية لأربع بنات تُفاجأ باختفاء ابنتيها الأكبر سناً وانضمامهما لتنظيم «داعش» في ليبيا، ويمزج الفيلم بين التوثيق والروائية من خلال الاستعانة بالأم الحقيقية، في حين تؤدي دورها بالفيلم في مشاهد أخرى الفنانة هند صبري.

وتُوج الفيلم السوداني «وداعاً جوليا» بـ37 جائزة حتى الآن، وحسبما أكد مخرجه محمد كردفاني، كانت البداية مع فوزه بجائزة «الحرية» بمهرجان «كان» في دورته الـ76، وجائزة «روجر إيبرت» من مهرجان شيكاغو، وحاز أفضل فيلم في مهرجان «بلفاست» ببريطانيا، وفاز بنفس الجائزة في مهرجان «أفري كاميرا» ببولندا، ومن مهرجان «سبتيموس»، وكذلك «مهرجان الحرب على الشاشة» بفرنسا، كما حاز جائزة الجمهور من عدة مهرجانات، ومثّل السودان في ترشيحات «الأوسكار»، وأُنتج الفيلمان بدعم مهرجان البحر الأحمر، ومشاركة عدة جهات إنتاجية أخرى.

ويتطرق فيلم «وداعاً جوليا» لفترة ما قبل انفصال جنوب السودان عن شماله، من خلال «منى» الزوجة الشمالية التي تسعى للتخلص من ذنب مقتل رجل جنوبي بسببها، فتستعين بزوجته «جوليا» لتعمل كخادمة عندها، وشارك في بطولته إيمان يوسف، وسيران رياك، ونزار جمعة.

الفيلم السوداني «وداعاً جوليا» حصد 37 جائزة خلال عام (الشركة المنتجة)

ورأى الناقد الكويتي عبد الستار ناجي الذي يوجد حالياً بمهرجان «كان»، أن كلا الفيلمين التونسي والسوداني حققا فوزاً مستحقاً منذ انطلاقتهما في «كان»، وقال في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «وداعاً جوليا» حصد الانتباه والتقدير منذ عرضه الأول بسبب طرحه المتميز لقضية الحرب الأهلية وانفصال جنوب السودان، عبر كتابة عالية المستوى وتميز في إيصال مضامين. وعدّ ناجي «بنات ألفة» أحد الأعمال المهمة التي تناولت موضوع الإرهاب، وهو عمل نال الكثير من الجوائز ووصل للترشيحات النهائية بـ«الأوسكار»، مؤكداً أنه «من الإنصاف أن يعطي النقاد أصواتهم لهذه الأعمال التي كللت مسيرة صنّاعها من منتجين ومخرجين وكتّاب وشركات توزيع تدعمها بقوة وتصل بها لأكبر المحافل الدولية».

وهو ما يتفق معه الناقد خالد محمود، أحد المصوتين بجوائز النقاد العرب، الذي أكد أنها من الجوائز القيمة التي تعمل بشكل منضبط سنوياً، وتعتمد على تصويت أكبر عدد من نقاد السينما العربية الذين يعيشون ببلادهم أو خارجها، مؤكداً أن «الفيلم الجيد يحقق رؤية شبه موحدة واختيارات قريبة للغاية من بعضها، في حين تتضاءل الاختلافات بين المصوتين، وبالتالي تكون الاختيارات أقرب للمصداقية».

وأوضح خالد في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن فيلم «بنات ألفة» تجربة متميزة جمعت بين الوثائقي والتاريخي والشخصي والوطني، في رصد لظاهرة الإرهاب وتحولاتها في المجتمع، مؤكداً أن هذا سر تميزه وسر صعوده المتوالي على منصات التتويج، في حين وصف «وداعاً جوليا» بأنه أكثر فيلم عربي حقيقي خلال السنوات العشر الماضية، لافتاً إلى أن الظرف التاريخي بالسودان ربما ساعده، مع تنفيذه بشكل رائع رغم أنه أول فيلم طويل لمخرجه؛ إذ نفذه بتقنيات فنية عالية، مشيراً إلى أن «القضية المطروحة مرتبطة بالواقع السوداني، ما وضعه في مكانة مختلفة».


«أحلام العصر»... فيلم يتماهى فيه الخيال مع الواقع

حكيم جمعة في مشهد بالفيلم (إنستغرام الفنان)
حكيم جمعة في مشهد بالفيلم (إنستغرام الفنان)
TT

«أحلام العصر»... فيلم يتماهى فيه الخيال مع الواقع

حكيم جمعة في مشهد بالفيلم (إنستغرام الفنان)
حكيم جمعة في مشهد بالفيلم (إنستغرام الفنان)

«أحلام العصر»، عبارة كثيراً ما استخدمها السعوديون للتعبير عمّا هو عبثي وغريب، ويصعب على المنطق تفسيره، وهي تنطبق بامتياز على الفيلم السعودي «أحلام العصر»، وتتماشى مع أحداثه السريالية التي تتذبذب ما بين الواقع والخيال، لتدخل عوالم خفيّة يسكنها الجمهور المهووس بتتبع مشاهير شبكات التواصل الاجتماعي.

ويأتي هذا الفيلم للأخوين صهيب وفارس قدس بعد تجربتهما الأولى في فيلم «شمس المعارف» عام 2020، الذي ترك بصمة كبيرة في مسيرة الأفلام السعودية، وينتمي إلى سينما الشباب، وقد استطاع إظهار خبايا مدارس الأولاد، ما جعله يحقق نجاحاً تجارياً لدى عرضه في دور السينما السعودية آنذاك. والأمر نفسه ينطبق حالياً على فيلم «أحلام العصر»، الذي يُعرض الآن في دور السينما السعودية، وينتمي هو الآخر لعوالم الشباب والمراهقين الحالمين بالشهرة وكسب الأموال من خلال استخدامهم تطبيقات الهاتف المحمول بطريقة أكثر جنوناً وعبثية.

يُقدّم «أحلام العصر» بفصوله الستة، رؤية سينمائية زاخرة بالقصص والأحداث المتسارعة، مستخدماً تقنية «الفلاش باك» والتحليل النفسي لكلّ شخصية في العمل، ليدرك المشاهد دوافعها جيداً، وذلك على مدى 3 ساعات تجمع بين الكوميديا والأكشن والرومانسية العابرة. كما تنوّعت شخصيات الفيلم بشكل كبير؛ ما جعله غزيراً بالأحداث التي تتطلب تركيزاً من المُشاهد للربط بينها، خصوصاً تلك التي تحاول الغوص عميقاً داخل جمجمة الأبطال لرؤية مخاوفهم، والتعرف على كوابيسهم بوضوح.

مشهد من فيلم «أحلام العصر» (الشرق الأوسط)

الشرير حكيم

يُقدّم الممثل حكيم جمعة في الفيلم الذي يجمع عدداً من الوجوه السعودية الشابة، دور (حكيم)... الشخصية الشريرة في الفيلم، وخلال حديثه لـ«الشرق الأوسط»، يصف دوره بأنه نقطة انطلاقته الحقيقية، مضيفاً: «(أحلام العصر) هو فيلم دسمٌ وملحميٌّ، يرى فيه المُشاهد تطوّر شخصية (حكيم)، من حالة إلى أخرى تختلف في بداية الفيلم عن نهايته. ولأول مرّة أُعْطَى هذه المساحة الواسعة، وسعدت جداً بالتجربة».

كثيراً ما ارتبطت أعمال حكيم جمعة بأدوار الشّر، لماذا؟

يوضح قائلاً إنها «مصادفة، حين شاركت في مسلسل (رشاش) قدّمت دور (سلطان) الشاب المتمرد الذي يرتكب جرائم كثيرة، ليحصرني بعد ذلك المنتجون والمخرجون والكُتّاب في هذه النوعية من الأدوار»، ويتابع: «أميل بطبعي لأنسنة كل شخصية أجسدها، فمن المستحيل أن يستيقظ أحدهم من النوم فجأة، ويقرر أن يصبح شريراً؛ لذا أحاول فهم الدوافع والمبادئ التي بُنيت عليها حياة الشخصية».

ويؤكد جمعة أن حصره في قالب أدوار الشّر لم يكُن اختياره. ويتابع قائلاً: «العامل المشترك بين هذه الأدوار هو أنها تنتمي لنصوص جيّدة؛ ولهذا السبب أنا على استعداد لقبول أي دور يُقدَّم لي مهما كانت مساحته، وسواء كانت الشخصية طيبة أم شريرة، وسواء كان الدّور ثانوياً أم أساسياً».

حكيم جمعة (إنستغرام الفنان)

أطول فيلم سعودي

ينقل «أحلام العصر» الأفلام السعودية إلى مرحلة جديدة بوصفه أطول فيلمٍ سعودي حتى الآن، فمدته تتجاوز 3 ساعات، وهذا الأمر شكّل تحدياً لدى صُناعه، ودفع بالتالي، دُور السينما لتخصيص استراحة مدتها 10 دقائق تنتصف الفيلم، وهنا يرى حكيم جمعة أن الجمهور السعودي يتمتّع بثقافة سينمائية عالية تؤهله لمشاهدة الأعمال الجيدة مهما كانت مدتها؛ ويردف: «من غير المعقول أن يتمكّن المخرجان الأميركي مارتن سكورسيزي، والبريطاني الأميركي كريستوفر نولان، من صنع فيلم مدته 3 ساعات ونحن لا نستطيع. لا بدّ من ذكر هذا الحراك السينمائي المتسارع في السعودية، ومن ثم تجب علينا الاستفادة منه».

أصعب المشاهد

ويشير جمعة عند سؤاله عن مَشاهده الأكثر صعوبة في الفيلم إلى تلك التي ظهر فيها الاضطراب العاطفي بينه وبين آلاء (فاطمة البنوي) حين انتقل من الحب إلى الكراهية والغضب، وحين كان يستشيط غضباً منها في مشهد ما ويواسيها في آخر. ويتابع: «قد يكون من الغريب أن أشعر بأنّ مشاهد الأكشن التي أدّيتها في نهاية الفيلم كانت الأسهل بالنسبة لي، سواء المواجهة التي جمعتني مع الممثل عبد العزيز الشهري، أو تلك التي جمعتني مع الممثل صهيب قدس، وربما يعود ذلك لبدايتي في مسلسل (رشاش). ربما أكون قد اعتدت هذه النوعية من المَشاهد».

حكيم جمعة في عرض فيلم «أحلام العصر» (إنستغرام الفنان)

التفرّغ للفن

حكيم جمعة هو طبيب، واليوم نراه ممثلاً بامتياز، وقليل هم من يعرفون هذه المعلومة، فبماذا تعلّق على الأمر؟

«أستطيع القول اليوم، إنني مارست مهنة الفن أكثر من الطب. فبعد تخرجي عملت طبيباً 4 سنوات، ودخلت بعدها الساحة الفنية، لأرى نفسي اليوم فناناً من الدرجة الأولى»، ويؤكد أن ما جعله يتفرّغ للفن تلك البوادرُ المشجعةُ التي طالت حراك السينما السعودية، فقرر أن يكون جزءاً منه.

«لم يكن الأمر سهلاً»

يؤكد جمعة، خصوصاً لدى عودته للنظر إلى فترة الدراسة الأكاديمية الطويلة التي قضاها، إلى جانب ما يصفه بالاستقرار المهني والمادي الذي توفره مهنة الطب مقارنة بالفن، وما يتطلبه هذا المجال من جهدٍ وتعبٍ كبيرين لضمان الدّخل، والقدرة على الاستمرارية في تقديم أعمال تُرضي الفنان، قائلاً: «ضحيت بالطّب لصالح إيماني بمستقبل السينما السعودية».

أعطاه الطّب كثيراً، وعلّمه الكثير، فبات يحترم الوقت، ويلتزم به. ومن خلال تواصله مع المرضى في مستشفى بجنوب مدينة جدة حيث كان يعمل، وحيث كان يلتقي شخصيات كثيرة، ويتعرّف إلى الاختلافات النفسية بين إنسان وآخر، بات يستطيع أن يُقدّم أي شخصية تُسْند إليه، بل يضيف إليها لمسته الخاصة.

تدور قصة فيلم «أحلام العصر» حول نجم كرة القدم معتزل عبد الصمد (صهيب قدس)، الذي يتعاون مع ابنته أحلام (نجم) للانتقام من جميع من ظلموه من بوابة شهرة شبكات التواصل الاجتماعي، ومعاً يجدان فرصة سانحة للعمل مع وكلاء أعمال مهمين للمشاهير (حكيم جمعة، وفاطمة البنوي)، إلا أنه كلّما غاص وابنته في حلم الشهرة والنجومية ازداد تورطهما في كثير من المتاعب.


ما لا تعرفه عن أكبر سرقة فنية في التاريخ

لوحة «العاصفة على بحر الجليل» لرامبرانت أكبر صورة سُرقت (متحف بوسطن)
لوحة «العاصفة على بحر الجليل» لرامبرانت أكبر صورة سُرقت (متحف بوسطن)
TT

ما لا تعرفه عن أكبر سرقة فنية في التاريخ

لوحة «العاصفة على بحر الجليل» لرامبرانت أكبر صورة سُرقت (متحف بوسطن)
لوحة «العاصفة على بحر الجليل» لرامبرانت أكبر صورة سُرقت (متحف بوسطن)

تشتهر معظم المعارض الفنية والمتاحف بالقطع الفنية التي تحويها. على سبيل المثال، يشتهر المعرض الوطني في لندن، بلوحة «عباد الشمس» لفان غوخ، في حين يستضيف متحف الفن الحديث في نيويورك، لوحة «ليلة النجوم»، برفقة الساعات الذائبة التي أبدعتها أنامل سلفادور دالي، وعلب الحساء من إبداع آندي وارهول، وكذلك الصورة الذاتية لفريدا كاهلو.

ومع ذلك، نال متحف إيزابيلا ستيوارت غاردنر في بوسطن، الآن، شهرة أكبر بفضل الأعمال الفنية النادرة، أو على الأقل، التي لم تعد موجودة، حسب موقع «سي إن إن» الأميركية.

وفي 18 مارس (آذار) 1990، وقع المتحف فريسة لأكبر سرقة فنية في التاريخ، عندما جرت سرقة ثلاثة عشر عملاً فنياً تقدر قيمتها بأكثر من نصف مليار دولار - بما في ذلك ثلاث لوحات لرامبرانت وفيرمير - في منتصف الليل، في حين كان حارسا الأمن يقبعان بالقبو ومقيدين بشريط لاصق.

في حلقة جديدة من برنامج «كيف حدث ذلك حقاً؟»، الذي تبثه محطة «سي إن إن»، تذاع الأحد في تمام الـ9 مساءً بالتوقيت الشرقي، يجري عرض مقابلة مع أحد هذين الحارسين: ريك أباث، الذي أجرى مقابلته التلفزيونية الوحيدة مع محطة «سي إن إن» عام 2013، والذي توفي في فبراير (شباط) 2024 عن 57 عاماً.

وقد اتضح أن حادث السرقة ينطوي على كنز دفين من الحقائق المدهشة، والتقلبات غير المتوقعة في الحبكة. وفيما يلي خمسة أشياء تجعل متحف إيزابيلا ستيوارت غاردنر وحادث السرقة الشهير الذي تعرض له، مثيرين للغاية.

الحقيقة تعد إيزابيلا ستيوارت غاردنر، مؤسسة المتحف والتي تحمل الاسم نفسه، شخصية رائعة. كانت غاردنر، الابنة والأرملة في نهاية المطاف لاثنين من رجال الأعمال الناجحين، من محبي الأعمال الخيرية، وجامعي الأعمال الفنية، وأنشأت هذا المتحف لعرض مقتنياتها.

وتقدر قيمة الأعمال الفنية التي نهبها اللصوص بأكثر من نصف مليار دولار. ومع ذلك، تركوا وراءهم أغلى قطعة أثرية في المبنى: لوحة «اغتصاب أوروبا» لتيتيان، والتي اشترتها غاردنر من معرض فني في لندن عام 1896، مقابل سعر قياسي للوحة فنية قديمة.

وفي عام 2005، اتخذ التحقيق بخصوص الأعمال الفنية المسروقة، طريقه إلى جزيرة كورسيكا الفرنسية بالبحر الأبيض المتوسط. كان رجلان فرنسيان تربطهما علاقات مزعومة مع الغوغاء الكورسيكيين، يحاولان بيع لوحتين: لوحة لرامبرانت وأخرى لفيرمير. كان العميل الخاص السابق لمكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي)، بوب ويتمان، متورطاً في محاولة لشراء اللوحتين، لكن العملية انهارت، نهاية الأمر، عندما أُلقي القبض على الرجال، لبيعهم أعمالاً فنية مسروقة من متحف الفن الحديث والمعاصر في مدينة نيس الفرنسية.


«المرصد العربي للترجمة» يبدأ أعماله في توثيق وتطوير الحركة الترجمية

تنضم مبادرة المرصد العربي للترجمة إلى قائمة الأعمال التي أسفر عنها الدور السعودي في منظمة «الألكسو» (هيئة الأدب)
تنضم مبادرة المرصد العربي للترجمة إلى قائمة الأعمال التي أسفر عنها الدور السعودي في منظمة «الألكسو» (هيئة الأدب)
TT

«المرصد العربي للترجمة» يبدأ أعماله في توثيق وتطوير الحركة الترجمية

تنضم مبادرة المرصد العربي للترجمة إلى قائمة الأعمال التي أسفر عنها الدور السعودي في منظمة «الألكسو» (هيئة الأدب)
تنضم مبادرة المرصد العربي للترجمة إلى قائمة الأعمال التي أسفر عنها الدور السعودي في منظمة «الألكسو» (هيئة الأدب)

دشّنت هيئة الأدب والنشر والترجمة في السعودية، المرصد العربي للترجمة وأطلقت أعماله في حصر وتقديم البيانات الإحصائية الحديثة عن واقع الترجمة وتطوير القطاع وتوطين المعرفة، وعكس صورة ثقافية حقيقية عن الوطن العربي، بتراثه الغني وآدابه وأفكاره وتجاربه الحضارية السخية بالقيم والمعاني والمفاهيم.

ويأتي تدشين الهيئة للمرصد العربي الأول من نوعه عالمياً في توفير منصة رقمية متكاملة لخدمة وتطوير قطاع الترجمة باللغة العربية، بالتعاون مع المنظمة العربية للتربية والعلوم والثقافة (الألكسو)، بما يعزز الدور الريادي للمملكة في العمل العربي الثقافي المشترك، والإسهام في توثيق حركة الترجمة في العالم العربي، وتنسيق الجهود الترجمية، وتوحيدها، ودعمها.

وقال الدكتور محمد حسن علوان رئيس هيئة الأدب والنشر والترجمة، إن تدشين المرصد العربي للترجمة تحت مظلة منظمة «الألكسو» العربية يأتي استمراراً لنهج السعودية الريادي في العمل العربي المشترك، مضيفاً: «شَرُفت هيئة الأدب والنشر والترجمة بتأسيس هذا المرصد وتنظيمه ضمن برامجها الاستراتيجية لتنسيق الجهود الترجمية على مستوى العالم العربي، وتقديم أول منصة عربية متقدمة لخدمة المترجمين والباحثين والناشرين على اتساع العالم العربي بأكمله».

دشّنت الهيئة المرصد العربي للترجمة وأطلقت أعماله في حصر وتقديم البيانات الإحصائية الحديثة عن واقع الترجمة (هيئة الأدب)

السعودية رئيس «الألكسو» للدورة الثالثة

وجرى تدشين المرصد وبدء أعماله، بحضور عدد من المسؤولين والمعنيين بالشأن الثقافي من مختلف دول العالم العربي، وذلك على هامش المؤتمر العام لـ«الألكسو» الذي استضافته مدينة جدة، وجرى بنهايته انتخاب ممثل السعودية لرئاسة المجلس التنفيذي للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم للمرة الثالثة على التوالي، لاستمرار العمل التكاملي والنتائج الإيجابية التي حققها المجلس التنفيذي خلال فترتي رئاسة السعودية منذ يوليو (تموز) 2021.

جرى تدشين المرصد وبدء أعماله بحضور عدد من المسؤولين والمعنيين بالشأن الثقافي من مختلف دول العالم العربي (هيئة الأدب)

وتنضم مبادرة المرصد العربي للترجمة إلى قائمة الأعمال التي أسفر عنها الدور السعودي في منظمة «الألكسو»، إذ وخلال رئاستها للمجلس التنفيذي نجحت في أقل من 3 أعوام من تنفيذ وإطلاق أكثر من 10 مشاريع وشراكات، وتحقيق نقلة مهمة في تعزيز دور المنظمة وبرامجها لخدمة توجهاتها في العالم العربي، ورعاية مصالح الدول العربية في مجالات التربية والثقافة والعلوم.

يعد المرصد أول منصة عربية متقدمة لخدمة المترجمين والباحثين والناشرين على اتساع العالم العربي بأكمله (هيئة الأدب)

من جانبه، أكد عبد الرحمن السيد، الرئيس التنفيذي لجمعية الترجمة السعودية، أن هذه المبادرات والمشاريع تعكس الحراك الوطني الترجمي الذي تشهده السعودية مؤخراً، مستشهداً بواحدة من المبادرات التي سجلت نمواً متصاعداً في الإنتاج، وقال: «قبل 5 أعوام فقط لم يتجاوز عدد الكتب المترجمة لدينا، الثلاثين إلى الأربعين كتاباً، ولكن من خلال الدعم الحكومي ومختلف المبادرات التي شهدها الوسط الثقافي السعودي، قفزت هذه الأرقام إلى ما يقرب من 4 أضعاف».

ولفت السيد إلى أن مبادرة «ترجم» التي انطلقت عام 2021 بدعم من هيئة الأدب السعودية سجلت في دورتها الأولى ترجمة ما يقرب من 250 كتاباً، وارتفع عدد الكتب المترجمة في الدورة الثانية إلى 650 كتاباً، ثم تخطى العدد الإجمالي للكتب المترجمة في الدورة الثالثة سقف الألف كتاب من اللغة العربية وإليها، مشيراً إلى أن خريطة الترجمة شملت نحو 22 لغة عالمية، شارك فيها أكثر من 500 مترجم دولي.

وفي نهاية حديثه، نوه رئيس جمعية الترجمة السعودية بما أضحت تملكه المملكة اليوم من مصانع ترجمية فاعلة، داعياً الجميع إلى أن يشارك بشكل نوعي في الاستفادة من هذه الممكنات الكبيرة التي تمهد لصناعة ترجمية جادة وفاعلة في ظل حوكمة جيدة وسوق رابحة ومنظومة تبدأ من المؤلف والوكلاء الأدبيين والمترجم ودور النشر، انتهاءً بالقارئ العربي الذي ينعم بمرحلة ثقافية نوعية ومبشرة.


رجل يمضي 93 يوماً بقاع المحيط ويصغر 10 سنوات

لقد ارتفع عدد الخلايا الجذعية لديتوري بشكل كبير (أ.ب)
لقد ارتفع عدد الخلايا الجذعية لديتوري بشكل كبير (أ.ب)
TT

رجل يمضي 93 يوماً بقاع المحيط ويصغر 10 سنوات

لقد ارتفع عدد الخلايا الجذعية لديتوري بشكل كبير (أ.ب)
لقد ارتفع عدد الخلايا الجذعية لديتوري بشكل كبير (أ.ب)

أمضى جوزيف ديتوري 93 يوماً في حجرة مدمجة مغمورة في المحيط الأطلسي، وخرج أصغر بعشر سنوات. وأظهرت دراسته الرائدة زيادة في الخلايا الجذعية وتحسن بمستوى الصحة بشكل عام، حسب صحيفة «ميرور» البريطانية.

وطرأ هذا التغيير على جوزيف ديتوري، ضابط بحرية متقاعد، بعد أن قضى 93 يوماً داخل حجرة صغيرة في أعماق المحيط الأطلسي. ولم يكن إنجازه الاستثنائي مجرد مغامرة، وإنما كان بمثابة دراسة رائدة حول تأثيرات العيش تحت الماء في بيئة مضغوطة على جسم الإنسان. وبالفعل، خرج ديتوري من حجرته التي تبلغ مساحتها 100 قدم مربع بنتائج غير عادية.

وخرج ديتوري من التجربة وقد حطم الرقم القياسي العالمي السابق للعيش تحت الماء، الذي كان يبلغ 73 يوماً، علاوة على أنه أعاد كذلك عقارب الساعة إلى الوراء، بخروجه من حجرته أصغر بـ10 سنوات. وبعد عودته إلى اليابسة، كشفت التقييمات الطبية أن التيلوميرات الخاصة بديتوري، وهي أغطية الحمض النووي الموجودة في نهايات الكروموسومات التي تتقلص عادة مع تقدم العمر، أصبحت أطول بنسبة 20 في المائة عما كانت عليه قبل أن يخوض التجربة. كما ارتفع عدد خلاياه الجذعية بشكل كبير، وشهدت مقاييسه الصحية العامة تحولاً ملحوظاً.

ولم تنته الفوائد التي جناها ديتوري عند هذا الحد، فقد عاين تحسناً كبيراً في نوعية النوم، مع قضائه ما بين 60 في المائة إلى 66 في المائة من لياليه في نوم حركة العين السريعة العميق. كما انخفضت مستويات الكوليسترول لديه بمقدار 72 نقطة، وانخفضت علامات الالتهاب لديه إلى النصف. وتعود هذه التحولات إلى الضغط تحت الماء، الذي من المعروف أن له تأثيرات إيجابية عديدة على الجسم.

ومن بين الأشكال المماثلة للعلاج غرفة الضغط العالي، التي تعمل على تحسين صحة الدماغ، ما يؤدي إلى مستوى إدراك أفضل. وبفضل تجربة ديتوري، فقد تمكن من معاينة كيفية استجابة الأجسام البشرية للبيئات المضغوطة لفترة طويلة من الزمن. وفي حديثه لصحيفة «ديلي ميل»، تحدث ديتوري عن الفوائد المحتملة لما أصبح يعرف باسم طب الضغط العالي.


«السفارة الافتراضية»... فضاء من الاحتمالات والتأملات الفنية حول الحياة في المستقبل

يجمع المعرض تحت سقفه تركيبات فنية وأعمال فيديو وتصويراً فوتوغرافياً ووسائط مطبوعة تتناول واقع البشرية ومستقبلها (هيئة المتاحف)
يجمع المعرض تحت سقفه تركيبات فنية وأعمال فيديو وتصويراً فوتوغرافياً ووسائط مطبوعة تتناول واقع البشرية ومستقبلها (هيئة المتاحف)
TT

«السفارة الافتراضية»... فضاء من الاحتمالات والتأملات الفنية حول الحياة في المستقبل

يجمع المعرض تحت سقفه تركيبات فنية وأعمال فيديو وتصويراً فوتوغرافياً ووسائط مطبوعة تتناول واقع البشرية ومستقبلها (هيئة المتاحف)
يجمع المعرض تحت سقفه تركيبات فنية وأعمال فيديو وتصويراً فوتوغرافياً ووسائط مطبوعة تتناول واقع البشرية ومستقبلها (هيئة المتاحف)

بمجرد أن تدخل في غمرة «السفارة الافتراضية»، وهو المعرض الفني الذي فتح أبوابه في العاصمة السعودية الرياض، حتى تسافر في فضاء عائم يعبر في محاولة لاستكشاف واستشراف مآل البشر بزمان ومكان خياليين. هذه الرحلة الفنية والتأملية، التي يقدمها المعرض الذي يستضيفه مركز «فناء الأول» الثقافي، لاستعراض مستقبل خيالي غير متوقع، يسبح في فضاء الاحتمالات حول طبيعة الحياة في المستقبل، معتمداً على قدرة الفن في التوثيق والتحقيق في مراحل الحياة وتصوراتها، والذي غدا بمثابة منصة تنقل الزوار إلى مستقبل يتأملون فيه التحوّلات والتصدّعات التي يعيشها عالم اليوم وتؤثر على مستقبله، من خلال أعمال فنية تتنوع ما بين التركيبية، وأعمال الفيديو، والتصوير الفوتوغرافي، والوسائط المطبوعة؛ تُجسّد رؤية الفنانين للمستقبل وتدعوك للتأمل في دور الخيال في بناء النُّظُم التي تربط المجتمعات. ‏

يقف الزائر ليتأمل في تقصٍّ فني وتجربة لا تستثني أحداً من خلال الانتظار في «السفارة الافتراضية» وتأمل أعمالها (هيئة المتاحف)

يقدم معرض «السفارة الافتراضية» فضاءً عائماً في زمان ومكان خياليين يُكتشف من خلالهما مآل البشر (هيئة المتاحف)

بداية الحكاية

البداية جاءت في سنة الجائحة، حين ارتبك التناغم العالمي الذي كان أساسه نظاماً معقداً، تهاوت الأرض من تحته، مبتلعة كل شيء عاجز عن الصمود، فأطلق المعرض رحلة السفر هذه عبر الزمن لتأخذ البشرية إلى مستقبل وهمي يعالج المشاعر القاتمة التي تحوم حول البشرية، وشعور الإحباط حيال ماضٍ عجزوا عن صونه، ومستقبل يعيش ملحمة كونية بما ظهر منها وما بطن.

وفي عالم ينتشر فيه التزييف العميق (deep fake) وزعزعة الأنظمة العالمية، وفي ظل الجدل القائم حول مستقبل الذكاء الاصطناعي وروبوت المحادثة «chatgpt»، يستضيف «فناء الأول» معرض «السفارة الافتراضية» بوصفها منصة تنقل الزوار إلى مستقبل يتأملون فيه هذه التصدعات، ويكتشفون من خلالها مآل البشر، منطلقاً من عام 2024 إلى مستقبل قريب يقضّ مضاجع المتأمل فيه والمستشرف لتفاصيله.

المعرض يجمع تحت سقفه تركيبات فنية وأعمال فيديو وتصويراً فوتوغرافياً ووسائط مطبوعة، تتناول واقع البشرية من عدسة الاقتصاد والأنثروبوسين والذكاء الاصطناعي، ويحثّ زواره لاستكشاف الأعمال الفنية والحوارات الدائرة بينها، والتأمل في دور الخيال في بناء النُّظُم التي تربط بين المجتمعات، حيث تذوب الحدود من سياقها الجغرافي ورموزها اللغوية وشعاراتها الوطنية، لتحمل الزوار على إعادة النظر في الحقائق والمسلّمات.

يعالج المعرض مشاعر قاتمة تحوم حول البشرية وشعوراً بالإحباط حيال ماضٍ ومستقبل يعيش ملحمة كونية هائلة (هيئة المتاحف)

رحلة فنية وتأملية يقدمها المعرض في مركز «فناء الأول» الثقافي لاستعراض مستقبل خيالي غير متوقع (هيئة المتاحف)

نوافذ لاستشراف غير المتوقع

في عمل ديما سروجي، إحدى المشاركات من فلسطين، يقف الزائر ليتأمل في تقصٍّ فني وتجربة لا تستثني أحداً، والذي يتوسط القاعة، ويشبه الساعة المائية الزجاجية، إحدى أقدم أدوات قياس الوقت والتي يعود تاريخها إلى أربعة آلاف قبل الميلاد؛ روعي في تصميم العمل تفاصيل فنية وأبعاد مختلفة، لاستحضار الإحساس بمرور الوقت، والتذكير بالبعد الرابع لأولئك الذين يعيشون دائماً في برزخ الانتظار، على أمل استخراج تصريح أو بدء حياة مختلفة في مكان آخر.

كما يوجد أيضاً مجموعة مختلفة من التأملات يظفر بها زائر معرض «السفارة الافتراضية»، وهو يتأمل في الأعمال التي تعيد انتباه الناظر في تفاصيلها وتراكيبها إلى الكثير من المفاهيم، واستشراف غير المتوقع من مآل البشرية، ومن ذلك أعمال الكويتية أسيل اليعقوب والتي تكشف من خلالها الحقيقة والخيال الجماعي الكويتي ما بين 1940 و1980، عن طريق توظيف دقيق لتفكيك وإعادة تجميع طوابع الأرشيف العائدة إلى تلك الحقبة، وتكرار النظر في السرديات وإعادة بنائها وتشكيلها في روايات خيالية متعددة الحبكات ومتجاذبة الرغبات.


هل هذا هو المنزل الأكثر «نحافة» في بريطانيا؟

أرفع منزل في بريطانيا ويبلغ عرضه 6 أقدام
أرفع منزل في بريطانيا ويبلغ عرضه 6 أقدام
TT

هل هذا هو المنزل الأكثر «نحافة» في بريطانيا؟

أرفع منزل في بريطانيا ويبلغ عرضه 6 أقدام
أرفع منزل في بريطانيا ويبلغ عرضه 6 أقدام

تقول سيدة بريطانية إن المنزل الذي يبلغ عرضها 6 أقدام وتبلغ قيمته 300 ألف جنيه إسترليني «منزل أحلامها»، ولكنه يأتي مع «كابوس مخيف».

وتقول أم تعيش في أرفع منزل ببريطانيا، يبلغ عرضه 6 أقدام فقط، إنها «تحبه تماماً»، لكنها اعترفت بأن له جانباً سلبياً كبيراً إلى حد ما، حسب ما ذكرته لصحيفة «ديلي ميل» البريطانية. ووصفت كيم جايلز العقار الفريد بأنه «منزل أحلامها»، وجعلته ملكاً لها على مدار الـ12 عاماً الماضية.

ويبدو المنزل (التراس) المكوَّن من 4 طوابق في غريفسيند، بمنطقة كينت الإنجليزية، عادياً جداً من الأمام. لكن شكله الرفيع بشكل لا يُصدّق الذي يمكن رؤيته من الجانب، يجعله عامل جذب محلياً إلى حد ما. كما يزوره عُشَّاق العقارات، وحتى السياح، للحصول على فُرَص لالتقاط الصور بجوار المنزل الذي تبلغ قيمته 300 ألف جنيه إسترليني. واستأجرت كيم المنزل، الذي تم بناؤه في ثمانينات القرن التاسع عشر، على مدار الـ12 عاماً الماضية، وتقول إنه يتناسب مع شخصيتها.

وتعيش مصممة الأزياء (42 عاماً) هناك مع شريكها سوني (32 عاماً). وقالت لصحيفة «ديلي ميل» البريطانية: «إن الاهتمام الذي يجذبه المنزل يفاجئني دائماً». إنه أمر مضحك للغاية. «أعتقد أنه المنزل الأكثر نحافة في بريطانيا!»، عندما جئت لزيارته لأول مرة قال أحدهم: «لن تصدقي مدى نحافتها. وعندما وصلت إلى هنا كنت لا أزال أتساءل كيف يكون شكله، ثم رأيت ذلك من الجانب، وأذهلني حجم المنزل. إنه أمر لا يصدق. أمر غريب للغاية ويتناسب مع شخصيتي بالفعل. المقاس مضبوط. أحب حقيقة أنه بارز ومختلف عن بقية المنازل. إنه مجرد شكل مختلف تماماً. توجد غرف في الداخل وهو مكون من 4 طوابق، لذا لدينا كثير من الأشياء فيه».

والتحدي الأكبر الذي تعترف به كيم هو إدخال الأثاث إلى الداخل. وقالت: «كان يجب أن تتم تعبئة معظمه بشكل مسطح، ثم يتم تركيبه بالداخل». وأضافت: «لا توجد طريقة للقيام بذلك بشكل طبيعي مثل المنزل العادي. إنه الشيء الوحيد الذي يُعتبر كابوساً. لكنني علمت أن هذا هو الحال عندما انتقلت للعيش فيه. لذلك لا أستطيع أن أشتكي كثيراً. يحتوي على درج ضيق جداً أيضاً مما يجعل عملية إدخال الأثاث أكثر صعوبة». لذلك يجب بناء غالبية الأثاث في الداخل. «هذا يعني أنه يتعين علينا أن نكون أكثر انتقائية قليلاً على ما أعتقد». لكن هذا ثمن بسيط يجب دفعه مقابل هذه المنشأة الجميلة. «لقد حاولنا ذات مرة الحصول على أريكة بالداخل بشكل طبيعي. لكنه كان مجرد كابوس كامل. لقد استسلمنا تقريباً».