السيسي: مصر باتت واحة استقرار ولا تمديد لحالة الطوارئ

قال إن {الحروب الجديدة ترتكز إلى الوعي وليس السلاح فقط}

السيسي يشهد حفل تخرج دفعات جديدة من الكليات والمعاهد العسكرية  (من صفحة متحدث الرئاسة المصري على «فيسبوك»)
السيسي يشهد حفل تخرج دفعات جديدة من الكليات والمعاهد العسكرية (من صفحة متحدث الرئاسة المصري على «فيسبوك»)
TT

السيسي: مصر باتت واحة استقرار ولا تمديد لحالة الطوارئ

السيسي يشهد حفل تخرج دفعات جديدة من الكليات والمعاهد العسكرية  (من صفحة متحدث الرئاسة المصري على «فيسبوك»)
السيسي يشهد حفل تخرج دفعات جديدة من الكليات والمعاهد العسكرية (من صفحة متحدث الرئاسة المصري على «فيسبوك»)

قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أمس الاثنين إنه قرر عدم تمديد حالة الطوارئ المعمول بها في البلاد منذ سنوات.
وقال السيسي في تدوينة على فيسبوك «باتت مصر، بفضل شعبها العظيم ورجالها الأوفياء، واحة للأمن والاستقرار في المنطقة». وأشارت وكالة {رويترز} إلى أن حالة الطوارئ ظلت مفروضة في مصر منذ أبريل (نيسان) 2017 مع تجديدها كل ثلاثة أشهر.
في غضون ذلك، قال الرئيس السيسي إن «الحروب الجديدة، ومن بينها حروب الجيلين الرابع والخامس، لا ترتكز فقط على التعامل مع السلاح؛ بل تتضمن أيضاً الوعي والفهم الصحيح». وشدد خلال حضوره حفل تخرج دفعات جديدة من الكليات والمعاهد العسكرية بالكلية الحربية أمس على «ضرورة عدم نسيان الشهداء والمصابين الذين قدموا أرواحهم فداءً لوطنهم»، لافتاً إلى أن «مهمة القوات المسلحة والشرطة هي حماية مصر وشعبها، وأنه ما زال هناك من يقدم التضحيات». وشهد السيسي أمس الاحتفال بتخريج دفعة «115» من طلبة الكليات والمعاهد العسكرية بمقر الكلية الحربية بالقاهرة، حيث أدى طلبة من الكليات العسكرية مجموعة من تدريبات اللياقة البدنية تدربوا عليها خلال فترة دراستهم؛ تضمنت تدريبات ثلاثية لرفع اللياقة البدنية وتنمية روح الفريق والتعاون. ووجه الرئيس المصري التحية للخريجين وأسرهم، لافتاً إلى أن «الضباط الخريجين سوف يصبحون مسؤولين عن حماية وطنهم وأنفسهم، وهي مسؤولية كبرى تتعلق بالإعداد والتجهيز والتوعية»، مضيفاً أننا «مسؤولون أمام الله والشعب المصري أن نجهز الطلبة والخريجين، وأن ندربهم ونوفر لهم الإعداد الجيد، وهي مسؤولية كبرى تتعلق بإعداد إنسان لمهمة كبرى»، مشدداً على «ضرورة الانتباه لما يحدث حولنا على كافة المستويات».
وأكد السيسي بحسب وكالة أنباء «الشرق الأوسط» الرسمية أن «المرحلة الجديدة التي سيمر بها الضباط الخريجون من الكليات والمعاهد العسكرية، هامة حيث سيكونون مسؤولين عن أنفسهم وعن الوطن، وإعداد وتجهيز وتوعية من هم تحت قيادتهم»، مضيفاً أن «أبناء مصر يمضون في الجيش عدة سنوات وبالتالي، نحن مسؤولون عنهم أمام الله والشعب المصري عن تجهيزهم ورعايتهم وحمايتهم، وإعدادهم بصورة جيدة للمهمة التي يقبلون عليها». وقال السيسي في هذا الصدد أن «تكون مسؤولاً عن إعداد إنسان مهمة خطيرة، فلو لم تنتبه ستكون حياة هذا الإنسان في خطر، حيث ينبغي توفير الوعي له، وحتى يحدث ذلك، يجب أن تتمتع شخصياً بالوعي، ومطلوب منك أن تكون على دراية بما حولك، لتقوم بهذا الدور مع الطلاب». وشدد الرئيس المصري قبل أيام خلال احتفالية وزارة الأوقاف بذكرى «المولد النبوي الشريف» على أهمية «قضية الوعي الرشيد، وفهم صحيح الدين التي ستظل من أولويات المرحلة الراهنة»، ورأى أن «بناء وعي أي أمة، بناءً صحيحاً هو أحد أهم عوامل استقرارها وتقدمها، في مواجهة من يحرفون الكلام عن مواضعه، ويخرجونه من سياقه}.



هدنة غزة: انتشار «حماس» في القطاع يثير تساؤلات بشأن مستقبل الاتفاق

مسلحو «حماس» يسلمون رهينة إسرائيلية إلى أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر (رويترز)
مسلحو «حماس» يسلمون رهينة إسرائيلية إلى أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر (رويترز)
TT

هدنة غزة: انتشار «حماس» في القطاع يثير تساؤلات بشأن مستقبل الاتفاق

مسلحو «حماس» يسلمون رهينة إسرائيلية إلى أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر (رويترز)
مسلحو «حماس» يسلمون رهينة إسرائيلية إلى أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر (رويترز)

أثار انتشار عسكري وأمني لعناصر من «حماس» وموالين لها، عقب بدء تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة، تساؤلات بشأن مستقبل الصفقة، في ظل ردود فعل إسرائيلية تتمسك بالقضاء على الحركة، وجهود للوسطاء تطالب الأطراف بالالتزام بالاتفاق.

تلك المشاهد التي أثارت جدلاً بمنصات التواصل بين مؤيد ورافض، يراها خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، ستكون ذريعة محتملة لإسرائيل للانقلاب على الاتفاق بعد إنهاء المرحلة الأولى والعودة للحرب، معولين على جهود للوسطاء أكبر لإثناء «حماس» عن تلك المظاهر الاستعراضية التي تضر مسار تنفيذ الاتفاق.

بينما قلل محلل فلسطيني مختص بشؤون «حماس» ومقرب منها، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، من تأثير تلك الأجواء، وعدّها «بروتوكولية» حدثت من قبل أثناء صفقة الهدنة الأولى في نوفمبر (تشرين الثاني) 2023.

وبزي نظيف وسيارات جديدة وأسلحة مشهرة، خرج مسلحون يرتدون شارة الجناح العسكري لـ«حماس» يجوبون قطاع غزة مع بداية تنفيذ اتفاق الهدنة، الأحد، وسط بيان من وزارة الداخلية بالقطاع التي تديرها عناصر موالية للحركة، كشف عن مباشرة «الانتشار بالشوارع»، وخلفت تلك المشاهد جدلاً بمنصات التواصل بين مؤيد يراها «هزيمة لإسرائيل وتأكيداً لقوة وبقاء (حماس) بالقطاع»، وآخر معارض يراها «استفزازية وتهدد الاتفاق».

عناصر من شرطة «حماس» يقفون للحراسة بعد انتشارهم في الشوارع عقب اتفاق وقف إطلاق النار (رويترز)

إسرائيلياً، تساءل المعلق العسكري للقناة 14 نوعام أمير، بغضب قائلاً: «لماذا لم يتم ضرب (تلك الاستعراضات) جواً؟»، بينما هدد وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، بإسقاط الحكومة في حال الانتقال إلى تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق.

وأكد مكتب رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، في بيان الاثنين، «مواصلة العمل لإعادة كل المختطفين؛ الأحياء منهم والأموات، وتحقيق كل أهداف الحرب في غزة»، التي تتضمن القضاء على «حماس».

ويصف الخبير في الشؤون الإسرائيلية، الدكتور سعيد عكاشة، ما قامت به «حماس» بأنه «استعراض مزيف لعلمها بأنها لن تدير غزة، لكنها تحاول أن تظهر بمظهر القوة، وأنها تستطيع أن تحدث أزمة لو لم توضع بالحسبان في حكم القطاع مستقبلاً، وهذا يهدد الاتفاق ويعطي ذريعة لنتنياهو لعودة القتال مع تأييد الرأي العام العالمي لعدم تكرار ما حدث في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023».

ويتفق معه المحلل السياسي الفلسطيني، عبد المهدي مطاوع، قائلاً إن «(حماس) لا تزال بعقلية المقامرة التي حدثت في 7 أكتوبر، وتريد إرسال رسالتين لإسرائيل وللداخل الفلسطيني بأنها باقية رغم أنها تعطي ذرائع لإسرائيل لهدم الاتفاق».

بالمقابل، يرى الباحث الفلسطيني المختص في شؤون «حماس» والمقرب منها، إبراهيم المدهون، أن «الاستعراض لا يحمل أي رسائل وظهر بشكل بروتوكولي معتاد أثناء تسليم الأسرى، وحدث ذلك في الصفقة الأولى دون أي أزمات»، مشيراً إلى أن «الحركة لها جاهزية ونفوذ بالقطاع رغم الحرب، والانتشار الأمني يعدّ دور وزارة الداخلية بالقطاع وتنفذه مع توفر الظروف».

وعقب دخول الاتفاق حيز التنفيذ، استقبل رئيس وزراء قطر، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في مكتبه بالدوحة، وفداً من الفصائل الفلسطينية، مؤكداً ضرورة العمل على ضمان التطبيق الكامل للاتفاق، وضمان استمراره، وفق بيان لـ«الخارجية» القطرية الأحد.

وبينما شدد وزير الخارجية المصري، خلال لقاء مع رئيس المجلس الأوروبي، أنطونيو كوستا، ببروكسل، مساء الأحد، على «أهمية التزام أطراف الاتفاق ببنوده»، وفق بيان لـ«الخارجية» المصرية، سبقه تأكيد مجلس الوزراء الفلسطيني، الأحد، استعداد رام الله لتولي مسؤولياتها الكاملة في غزة.

وبتقدير عكاشة، فإن جهود الوسطاء ستتواصل، لا سيما من مصر وقطر، لوقف تلك المواقف غير العقلانية التي تحدث من «حماس» أو من جانب إسرائيل، متوقعاً أن «تلعب غرفة العمليات المشتركة التي تدار من القاهرة لمتابعة الاتفاق في منع تدهوره»، ويعتقد مطاوع أن تركز جهود الوسطاء بشكل أكبر على دفع الصفقة للأمام وعدم السماح بأي تضرر لذلك المسار المهم في إنهاء الحرب.

وفي اتصال هاتفي مع المستشار النمساوي ألكسندر شالينبرغ، الاثنين، شدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، على «ضرورة البدء في جهود إعادة إعمار القطاع، وجعله صالحاً للحياة، بما يضمن استعادة الحياة الطبيعية لسكان القطاع في أقرب فرصة». بينما نقل بيان للرئاسة المصرية، عن المستشار النمساوي، تقديره للجهود المصرية المتواصلة على مدار الشهور الماضية للوساطة وحقن الدماء.

ويرى المدهون أنه ليس من حق إسرائيل أن تحدد من يدير غزة، فهذا شأن داخلي وهناك مشاورات بشأنه، خصوصاً مع مصر، وهناك مبادرة مصرية رحبت بها «حماس»، في إشارة إلى «لجنة الإسناد المجتمعي» والمشاورات التي استضافتها القاهرة مع حركتي «فتح» و«حماس» على مدار الثلاثة أشهر الأخيرة، ولم تسفر عن اتفاق نهائي بعد بشأن إدارة لجنة تكنوقراط القطاع في اليوم التالي من الحرب.