متاحف بريطانيا تواجه تأثيرات طويلة الأمد لـ«كوفيد ـ 19»

«فيكتوريا وألبرت» فقد حوالي 53 مليون جنيه إسترليني في العام الذي أعقب تفشي الوباء

يفتح متحف «فيكتوريا وألبرت» أبوابه 5 أيام في الأسبوع بالمقارنة بـ7 أيام قبل الجائحة (نيويورك تايمز)
يفتح متحف «فيكتوريا وألبرت» أبوابه 5 أيام في الأسبوع بالمقارنة بـ7 أيام قبل الجائحة (نيويورك تايمز)
TT

متاحف بريطانيا تواجه تأثيرات طويلة الأمد لـ«كوفيد ـ 19»

يفتح متحف «فيكتوريا وألبرت» أبوابه 5 أيام في الأسبوع بالمقارنة بـ7 أيام قبل الجائحة (نيويورك تايمز)
يفتح متحف «فيكتوريا وألبرت» أبوابه 5 أيام في الأسبوع بالمقارنة بـ7 أيام قبل الجائحة (نيويورك تايمز)

تسببت شهور من الإغلاق خلال الجائحة بوقوع فوضى مالية عارمة في الأوساط الفنية، ويتوقع الكثيرون التعرض للضائقة المالية لسنوات. لا سيما في متحف فيكتوريا وألبرت في لندن، حيث كان تأثير الفيروس واضحاً.
يضم متحف فيكتوريا وألبرت في لندن واحدة من أكثر مجموعات الكنوز البريطانية غرابة.
في إحدى غرف متحف الفنون الزخرفية والتطبيقية يقع «سرير وير العظيم»، وهو سرير مغطى من أربع أعمدة بعرض 10 أقدام، وكان من المعالم السياحية الشهيرة في إنجلترا في القرن السادس عشر، حتى أن ويليام شكسبير ذكره في مسرحية «الليلة الثانية عشرة». وعلى بُعد مسافة قصيرة، هناك زوج من أحذية «نايكي» للركض معروضة أمام الزائرين.
ولكن خلال العديد من الزيارات الأخيرة إلى متحف فيكتوريا وألبرت، كانت بعض العروض الانتقائية خارج الحدود. وفي يوم الأحد من سبتمبر (أيلول)، ظهرت لافتة صغيرة عند المدخل تعلن أن صالات العرض البريطانية مغلقة. وكذلك معارض الأثاث. وكذلك الكثير من مقتنيات السيراميك.
لم تقدم اللافتة أي تفسير، لكن إحدى موظفات المتحف قالت إنه بسبب تسريح موظفي المتحف من العمل في «تقشف ما بعد الإغلاق»، غالباً ما تُغلق صالات العرض أبوابها.
وقالت: «من الأفضل الاتصال بنا مسبقاً، إذا أردتم مشاهدة شيء محدد في المتحف».
بعد مرور أكثر من 18 شهراً على تفشي وباء «كورونا» في بريطانيا، أصبحت آثاره بعيدة المدى على متاحف البلاد واضحة. فقد تسببت شهور من الإغلاق في إحداث خلل في أوضاع المتاحف المالية، ونتيجة لذلك، تتوقع العديد من المتاحف مواجهة قرارات التقشف القاسية لسنوات مقبلة.
فقد قدمت الحكومة البريطانية مليارات الدولارات كدعم مالي، بينما اضطرت الأوساط الفنية للإغلاق. ومع ذلك، لم يكن كافياً بالنسبة للعديد من الأماكن ملء الفجوة الناجمة عن خسارة المعارض، ومتاجر الهدايا، وإيرادات المطاعم. لقد فقد متحف فيكتوريا وألبرت حوالي 53 مليون جنيه إسترليني، أو حوالي 73 مليون دولار، في العام الذي أعقب تفشي الوباء.
ومنذ مايو (أيار) الماضي، سُمح للمتاحف في إنجلترا بفتح أبوابها من دون قيود، وعاد إليها الزوار - رغم أن عدد الحضور في العديد منها لا يوازي نصف مستويات ما قبل الوباء.
قالت شارون هيل، مديرة جمعية المتاحف، وهي هيئة تجارية، «ما زلنا نرى تأثير الجائحة بشكل كبير. لم ترجع الأوضاع إلى طبيعتها على الإطلاق».
وفقاً لبحث قامت به الجمعية، تم تسريح حوالي 4700 موظف في جميع أنحاء قطاع المتاحف البريطانية منذ بدء الوباء. وخسر متحف «برونتي باراسوناج» - في البيت الذي عاشت فيه الأخوات المؤلفات - 12 موظفاً خلال السنة الماضية. وقد خسر «صندوق المجموعة الملكية» الذي يشرف على إدارة المجموعة الفنية للملكة، 165 شخصاً، بما في ذلك مساح صور الملكة، وهو أمر يعود تاريخه إلى عام 1625. وفي العام الماضي، أدت التخفيضات الكبيرة في الوظائف في فريق العمل بفرع مبيعات التجزئة والتموين بمتحف «تايت» إلى احتجاجات أمام المتحف.
ولكن في متحف فيكتوريا وألبرت، تبدو الآثار المتبقية للجائحة أكثر وضوحاً.
في أغسطس (آب) الماضي، بدأ تريسترام هنت، مدير متحف فيكتوريا وألبرت، في وضع خطة لتوفير حوالي 10 ملايين جنيه إسترليني، أو حوالي 13.7 مليون دولار سنوياً. وطلب من أقسام المتحف التخطيط لخفض الميزانية بنسبة تصل إلى 20 في المائة. كما اقترح إعادة ترتيب أقسام الأبحاث والأمانات بالمتحف بحيث لا يتم تنظيمها «طبقاً لنوعية المادة مثل الزجاج أو المعدن»، بل لا بد أن تكون منظمة وفقاً للفترة التاريخية.
لم تمر الخطة على ما يرام عندما أصبحت معلومة للجمهور في فبراير (شباط). إذ نشرت نقابة تمثل بعض العاملين في المتحف، عريضة على الإنترنت ضد التغييرات المخطط لها في المكتبة الوطنية للفنون، الموجودة داخل متحف فيكتوريا وألبرت؛ كما بدأت منظمة مقرها في فرنسا وتمثل متاحف الفنون التمثيلية في تنظيم حملة مماثلة. واستنكر الأكاديميون هذه الاقتراحات في مقالات الرأي بالصحف والمطبوعات الفنية. كتبت كريستينا فاراداي، المؤرخة الفنية، في صحيفة «ديلي تلغراف» أن الخطط عصفت بصميم هوية المتحف. وقالت: «إن تريسترام هانت يخاطر بأن يكون المدير الذي وجد متحف فيكتوريا وألبرت مكسواً بالرخام، ثم تركه مجرداً حتى من الطوب».
في غضون أسابيع، أسقط هانت الخطة. ومن خلال المتحدثة باسم المتحف، رفض عدة طلبات لإجراء مقابلات خاصة بهذا المقال، ولكنه صرح في أغسطس (آب) لصحيفة «ديلي تلغراف» بأنه «قادر على إدراك قوة حجتهم». كما خفض المتحف ميزانيات الأقسام بنسبة 10 إلى 12 في المائة، ويستمر في تحديد الأيام التي يفتح فيها المتحف أبوابه لخمسة أيام في الأسبوع، مقابل سبعة أيام قبل الوباء.
حتى بعد هذه التخفيضات، غالباً لا يكون في المتحف عدد كاف من الموظفين لفتح كل صالات العرض. ومن بين المساعدين الـ166 الذين قاموا بحراسة المقتنيات قبل مارس (آذار) 2020، لم يتبق سوى 93 مساعداً. وقال ستيفن وورويك، ممثل اتحاد الخدمات العامة والتجارية، الذي يمثل الكثير من العاملين في المتحف، إن المساعدين يجب أن يقوموا بدوريات في ضعف مساحة الطابق الواحد، ويجدون صعوبة في منع الزوار من «التدخل في المعروضات».
ومن المحتمل أن تكون للتخفيضات التي يتم إجراؤها في أقسام أخرى في متحف فيكتوريا وألبرت، مثل فرق التعليم والحفاظ على البيئة، آثار طويلة الأجل، وفقاً لثلاثة موظفين سابقين.
تقول تيسا مردوخ، الأمينة السابقة بالمتحف للنحت والأشغال المعدنية والسيراميك والزجاج، إن فقدان الخبرة في فرق المنظمة قد يضر بجودة بطاقات التعريف المتحفية، وقدرة المتحف على التعامل مع المجموعات المستعارة. وقال إريك تيرنر، الأمين السابق للأعمال المعدنية، إن أمناء المتحف وعمال المحادثة سيواجهون المزيد من الضغوط لإنتاج المزيد من الجهود خلال ساعات العمل نفسها.
وفي رسالة إلكترونية إلى صحيفة «نيويورك تايمز»، قالت فيبي مور، الناطقة باسم متحف فيكتوريا وألبرت، إنه لا يوجد مجال من أعمال تنظيم المتحف معرضاً للمخاطر، ونحن لا نتوقع أي تأثير في الاعتناء بالمجموعات، وأضافت أن بعض صالات العرض أغلقت بسبب «مستويات غير متوقعة من المرض والغياب، وليس نتيجة إعادة الهيكلة».
ثم أضافت تقول: «نتوقع أن نعود إلى الوضع الطبيعي قريباً جداً». وذكرت عدة متاحف بريطانية كبرى أخرى، بما فيها متحف «تايت»، أنها سوف تقدم عدداً أقل من المعارض المؤقتة كل عام للحفاظ على انخفاض التكاليف، ومنح الزوار مزيداً من الوقت لمشاهدة العروض. وقالت السيدة مور إن متحف فيكتوريا وألبرت لا يزال يطور خطة العرض لما بعد الوباء، لكن عروض المتحف لعام 2022، التي تتضمن معرضاً رئيسياً عن الأزياء الأفريقية، سوف تمضي قدماً كما كان مخططاً لها بالأساس.
في المتحف يوم الأحد الماضي، قال عدد قليل من الزوار إنهم يشعرون بقوة أن جميع صالات العرض يجب أن تبقى مفتوحة. قالت صوفيا فيولا (17 عاماً): «أشعر أن إنجلترا قد خرجت من الوباء».
ولكن كثيرين آخرين قالوا إن متحف فيكتوريا وألبرت كان يبذل قصارى جهده. وقالت فرحات خان (58 عاماً)، التي كانت تقوم بجولة في المتحف مع حفيدها، إنه في حين قد فاتها رؤية بعض المعروضات، إلا أن إغلاق المعرض لم يزعجها. وقالت: «بالطبع كان الإغلاق يبعث على الضيق، ولكن يتعين علينا أن ندعم الجميع».
وعبر آدم ميلور (43 عاماً) الذي يقف أمام «سرير وير العظيم» رفقة عائلته عن رأي مماثل، إذ قال: «أفضل أن آتي إلى هنا ويكون المتحف نصف مفتوح على أن يُغلق مباشرة بعدها، وذلك قبل أن يصادف حاجزاً مغلقاً، يمنعه من رؤية المزيد من صالات العرض في الطابق العلوي».
وقال أخيراً: «أوه، يا له من أمر مشين». وأضاف بحسرة واضحة: «إنه شيء جيد هنا فعلاً»، بينما كان يقود أطفاله في اتجاه معاكس.
* خدمة «نيويورك تايمز»



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.