الخصاونة يطمئن اللبنانيين: مد الكهرباء من الأردن عبر سوريا خلال 3 أشهر

عون وجّه رسالة شكر إلى الملك عبد الله الثاني على مواقفه الداعمة للبنان

رئيس الوزراء اللبناني يستقبل نظيره الأردني أمس (إ.ب.أ)
رئيس الوزراء اللبناني يستقبل نظيره الأردني أمس (إ.ب.أ)
TT

الخصاونة يطمئن اللبنانيين: مد الكهرباء من الأردن عبر سوريا خلال 3 أشهر

رئيس الوزراء اللبناني يستقبل نظيره الأردني أمس (إ.ب.أ)
رئيس الوزراء اللبناني يستقبل نظيره الأردني أمس (إ.ب.أ)

أعلن رئيس الحكومة الأردنية، بشر الخصاونة، أمس، أن بلاده «تقوم بمحادثات مكثفة مع كل من مصر وسوريا في سبيل إنجاز ترتيبات تأمين الغاز المصري للبنان»، لافتاً إلى أن «النتائج حتى الآن أكثر من إيجابية»، مشيراً إلى أن «العمل جار على إصلاح شبكة الكهرباء في بعض المناطق السورية للتمكن من مد لبنان بالكهرباء من الأردن عبر سوريا، وأن هذه العملية قد لا تستغرق أكثر من 3 أشهر».
وزار الخصاونة أمس بيروت، والتقى الرئيس اللبناني ميشال عون ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، ورئيس مجلس النواب نبيه بري. ولفت عون خلال اللقاء إلى أن لبنان «يتوسم خيراً من تعزيز اللقاءات الرسمية بين الأردن وسوريا، وعودة الطيران بين عمّان ودمشق؛ ما يسهم في تسهيل فتح العمق العربي أمام بلدنا». وأعرب عن ترحيبه بـ«إعادة فتح معبر جابر بين الأردن وسوريا»، متمنياً أن «تقدَّم كل التسهيلات اللازمة للشاحنات اللبنانية التي تنقل الإنتاج الزراعي اللبناني براً إلى بعض دول الخليج».
وسلّم عون الخصاونة، رسالة خطية موجهة إلى العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، يشكره فيها على مواقفه الداعمة للبنان والدعوة التي أطلقها لمساعدته. وقال فيها عون، إن انطلاق عمل الحكومة الجديدة، «شكّل فرصة بالغة الأهمية لوطننا في هذه المرحلة، لاستجماع قواه، وتعزيز تضامن شعبه، والبدء بمرحلة النهوض بدعم الأشقاء والأصدقاء».
وتطرق البحث في خلال اللقاء الذي حضره وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب، إلى عدد من الملفات التي تهم البلدين والمساعدات التي يقدمها الأردن للبنان لمواجهة أزمته الاقتصادية الحادة.
ولفت الخصاونة إلى أن زيارته إلى بيروت «هي زيارة تضامنية بعد تشكيل الحكومة الجديدة، للوقوف على احتياجاته العاجلة وما يمكن لدولة الأردن أن تفعله لتلبيتها، خصوصاً في مجال تأمين الطاقة»، كاشفاً عن أن بلاده «تقوم بمحادثات مكثفة مع كل من مصر وسوريا في سبيل إنجاز ترتيبات تأمين الغاز المصري للبنان، وأن النتائج هي حتى الآن أكثر من إيجابية». كما تطرق الحديث إلى إمكانية مد لبنان بالكهرباء من الأردن عبر سوريا، فكشف الخصاونة، عن أن «العمل جار على إصلاح شبكة الكهرباء في بعض المناطق السورية للتمكن من تحقيق هذا الهدف، وأن هذه العملية قد لا تستغرق أكثر من 3 أشهر». وأكد أن «دعمنا للبنان مستمر، ونسعى ونعمل باتجاه الكثير من الإجراءات العملية التي من شأنها أن تلبي بعض الاحتياجات العاجلة والضرورية التي يحتاج إليها لبنان».
وفي مقر رئاسة مجلس الوزراء، عقد الرئيسان ميقاتي والخصاونة مؤتمراً صحافياً مشتركاً، وقال ميقاتي «إننا رأينا خلال الاجتماعات (الموسعة التي عقدت أمس) مدى الحرص على تأمين الأمور الأساسية، وتطرقنا أيضاً إلى العلاقات الثنائية، وخاصة ما يتعلق بموضوع الطاقة»، مشيراً إلى أن «هذا الأمر سيكون مدار بحث في الاجتماع الثنائي بين وزيري الطاقة حتى نستطيع الوصول إلى استجرار الكهرباء من الأردن واستجرار الغاز المصري الذي سيمر عبر الأردن وسوريا، فهذان الأمران مهمان جداً، وسيكونان موضوع متابعة وتنفيذ سريع».
وتطرقت المحادثات إلى اللجنة المشتركة الأردنية - اللبنانية التي لم تعقد اجتماعاً منذ العام 2015، علماً بأن هناك الكثير من الاتفاقيات الجاهزة للتوقيع، بحسب ما قال ميقاتي. وأضاف «لا نريد للاتفاقات أن تكون صورية، بل أن تكون عملية ومفيدة للشعبين، وأن تؤتي ثمارها على صعيد توطيد العلاقات بين لبنان والأردن وشعبيهما».
وقال الخصاونة، إن المباحثات تناولت «سبل تسريع تلقي لبنان الغاز المصري لمعالجة بعض تحديات الطاقة وقطاع الكهرباء في لبنان، إضافة إلى حديث مرتبط بجهد يجري مع أشقائنا في الإقليم لغايات تزويد لبنان أيضاً ببعض احتياجات الطاقة الكهربائية من المملكة الأردنية الهاشمية، كما عرضنا وتحدثنا قليلاً عن بعض الاتفاقيات التي تحتاج إلى المصادقة، ولكن لم ندخل في التفاصيل المرتبطة بهذه الاتفاقيات ومشاريعها». وأضاف «اخترنا أن نؤجل الحديث التفصيلي عن بعض الاتفاقيات التي هي محل بحث اجتماعات اللجنة العليا المشتركة».
وحول ملف الطاقة، قال إن «لدينا مقاربات متعلقة بتأمين احتياجات أشقائنا في لبنان، ونحن ملتزمون بالتنسيق مع كل الجهات التي تستطيع أن تساعد في تأمين هذه الاحتياجات وكل الدول التي تستطيع أن تؤمن هذه الاحتياجات، في إطار ما نراه من التزام دولي يتنامى بدعم وتغطية هذه الاحتياجات اللبنانية. وفيما يتعلق بتوفير الحاضنة العربية للاحتياجات اللبنانية».
وأعلنت واشنطن في وقت سابق عن متابعة مساعدة لبنان استجرار الطاقة الكهربائية من الأردن عبر سوريا، وذلك عن طريق توفير كميات من الغاز المصري إلى الأردن تمكّنه من إنتاج كميات إضافية من الكهرباء لوضعها على الشبكة التي تربط الأردن بلبنان عبر سوريا». كذلك «سيتم تسهيل نقل الغاز المصري عبر الأردن وسوريا وصولاً إلى شمال لبنان».
وفي مقر إقامة رئيس مجلس النواب، حيث زار الخصاونة رئيس البرلمان نبيه بري، قال رئيس الوزراء الأردني، إن الحديث تناول «السبل الكفيلة لتقديم العون والمساعدة والدعم والإسناد للبنان الشقيق، والتي يلتزم بها ويقوم به جلالة الملك بمختلف اتصالاته الدولية والإقليمية لبلورة بعض المقاربات الملموسة لتلبية الاحتياجات الأساسية لأهلنا وأشقائنا في لبنان».
ويتيح الاتفاق مع الأردن ومصر وصول التغذية الكهربائية عبر خطوط نقل في الأراضي السورية وتُشبك على الخطوط اللبنانية، كما يتيح وصول الغاز المصري إلى لبنان لتشغيل محطات الكهرباء العاملة على الغاز والمتوقفة عن العمل منذ 11 عاماً.



مصر تشدد على دعمها استقرار السودان ووحدة أراضيه

وزير الخارجية المصري ينقل رسالة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري ينقل رسالة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان (الخارجية المصرية)
TT

مصر تشدد على دعمها استقرار السودان ووحدة أراضيه

وزير الخارجية المصري ينقل رسالة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري ينقل رسالة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان (الخارجية المصرية)

في أول زيارة لوزير خارجية مصر إلى السودان منذ اندلاع الحرب في أبريل (نيسان) 2023، سلم وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، الثلاثاء، رسالة من الرئيس عبد الفتاح السيسي، إلى الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني، الذي استقبله في بورتسودان.

ونقل الوزير المصري، إلى البرهان «اعتزاز الرئيس السيسي بالعلاقات التاريخية والأخوية بين مصر والسودان، والعزم على بذل كل المساعي الممكنة من أجل تحقيق الأمن والاستقرار للسودان».

جلسة مباحثات مصرية - سودانية موسعة (الخارجية المصرية)

وأشار عبد العاطي، وفق بيان للخارجية المصرية، إلى أن «الزيارة تأتي للإعراب عن تضامن مُخلص مع السودان في هذا المنعطف التاريخي الخطير، وللوقوف بجانب دولة شقيقة في ظل الروابط العميقة والعلاقات الأخوية بين الشعبين الشقيقين».

كما أشار إلى «حرص مصر على الانخراط بفاعلية في الجهود الإقليمية والدولية الرامية لتحقيق الاستقرار في السودان الشقيق، بما يصون مصالحه وسيادته ووحدة أراضيه»، منوهاً بـ«جهود مصر لاستئناف السودان لأنشطته في الاتحاد الأفريقي».

وشهدت زيارة عبد العاطي لبورتسودان جلسة مشاورات رسمية بين وزير الخارجية المصري ونظيره السوداني، علي يوسف الشريف بحضور وفدي البلدين، شدد الوزير المصري خلالها على «دعم بلاده الكامل للسودان قيادة وشعباً، وحرص مصر على بذل الجهود لرفع المعاناة عن الشعب السوداني».

وزير الخارجية السوداني يستقبل نظيره المصري (الخارجية المصرية)

واستعرض، وفق البيان، موقف مصر الداعي لـ«وقف فوري لإطلاق النار والإسراع من وتيرة نفاذ المساعدات الإنسانية، وأهمية التعاون مع مبادرات الأمم المتحدة ووكالاتها ومنظمات الإغاثة الدولية لتسهيل نفاذ تلك المساعدات».

كما حرص الجانبان على تناول ملف الأمن المائي باستفاضة، في ظل «مواقف البلدين المتطابقة بعدّهما دولتي مصب علي نهر النيل»، واتفقا على «الاستمرار في التنسيق والتعاون الوثيق بشكل مشترك لحفظ وصون الأمن المائي المصري والسوداني».

تضمنت الزيارة، كما أشار البيان، لقاء عبد العاطي مع الفريق إبراهيم جابر، عضو مجلس السيادة الانتقالي مساعد القائد العام للقوات المسلحة السودانية، وأكد خلاله الوزير المصري «موقف بلاده الثابت القائم على دعم المؤسسات الوطنية السودانية واحترام وحدة وسلامة الأراضي السودانية».

كما عقد الوزير عبد العاطي لقاء مع ممثلي مجتمع الأعمال السوداني لتعزيز التعاون بين رجال الأعمال من البلدين واستكشاف فرص الاستثمار المشترك والاستفادة من الفرص الهائلة التي يتيحها الاقتصاد المصري، والعمل على مضاعفة التبادل التجاري بين البلدين الشقيقين. كما التقى مع مجموعة من السياسيين وممثلي المجتمع المدني من السودان، فضلاً عن لقاء مع أعضاء الجالية المصرية في بورتسودان واستمع إلى شواغلهم ومداخلاتهم.

بدورها، نقلت السفارة السودانية في القاهرة، عن وزير الخارجية علي يوسف، تقديمه «الشكر للشقيقة مصر على وقفتھا الصلبة الداعمة للسودان»، في ظل «خوضه حرب الكرامة الوطنية ضد ميليشيا الدعم السريع المتمردة ومرتزقتھا وداعميھا الإقليميين»، على حد وصف البيان.

ولفت البيان السوداني إلى أن الجانبين ناقشا «سبل تذليل المعوقات التي تواجه السودانيين المقيمين في مصر مؤقتاً بسبب الحرب، خاصة في الجوانب الھجرية والتعليمية»، واتفقا على «وضع معالجات عملية وناجعة لتلك القضايا في ضوء العلاقات الأزلية بين الشعبين الشقيقين».