قد تقوم بشراء هواتف أكثر من العدد الذي تحتاج إليه، وقريبا سيجري إغراؤك لمعاودة ذلك من جديد، والسبب أنه خلال المؤتمر العالمي للأجهزة الجوالة 2015 الذي انعقد بداية الشهر الحالي في برشلونة، إسبانيا، أعلن عن مجموعة من الهواتف المدهشة ذات الشاشات العالية التحديد، بمعالجات أكثر قوة، وكاميرات تضاهي كاميرات المحترفين بتصاميم جديدة جذابة سواء من «سامسونغ غالاكسي»، أو «إتش تي سي»، أو «إل جي». والعروض التي يقدمها الصانعون واضحة، وهي بغض النظر عما ستختاره، يتوجب عليه أن يكون من الأحدث والأفضل.
ولكن هل فعلا أنت بحاجة إلى الأحدث؟ فبالنسبة إلى الكثير من الأشخاص، فإن مثل هذه الهواتف الرائدة غالية الثمن وبعيدة ماليا عن متناول الكثيرين، وغير ضرورية. وفي المقابل تتوفر الكثير من الهواتف الجيدة الصديقة لميزانية الجيب. والهاتف الأرخص لا يحتاج إلى كثير من التسويات التي تتوقعها أيضا، فمع الكثير من شركات صنع الهواتف التي تطارد الأسواق الجديدة الناشئة مثل الهند والصين، فإن الكثير من الجهد يبذل في إنتاج هواتف عالية الجودة بأسعار رخيصة.
* هواتف أرخص
وقد توجهت «مايكروسوفت» بهواتفها «لوميا» التي اشترتها من «نوكيا»، و«موتورولا»، من هواتفهما الرخيصة جزءا مهما من استراتيجيتهما التسويقية، فالشركتان هاتان شرعتا تعرضان هواتف بأسعار متدنية بمميزات لا تقل عن تلك التي تجدها في الأنواع العالية، «فالمليارات من البشر لا يزالون يستخدمون هواتف بمميزات متعددة، أو هواتف ذكية سيئة، وهم يستخدمون إنترنتها الجوال، ويعتمدون عليه يوميا لا من باب البذخ فحسب، بل كضرورة أيضا، ونحن ننظر إلى ذلك كفرصة سانحة»، كما يقول ستيف سنكلاير الذي يدير قسم تطوير المنتجات في فرع الأجهزة في «موتورولا».
وفي الشهر الماضي الفائت طرحت «موتورولا» جيلها الثاني من هاتفها «موتو إي» ذي السعر المنخفض، الذي يبدأ بـ120 دولارا من دون عقد. وهذا النوع من الهواتف يدعم فقط سرعات «3جي» من البيانات، مما يعني أن تصفح الشبكة، واستقبال الفيديوهات الحية هي أبطأ من جيل شبكات «4جي».
ولكن مقابل 150 دولارا يمكن الحصول على هاتف يدعم «4جي» بمميزات برمجية كثيرة، عن طريق طرز عالية من «موتورولا»، مثل «موتو إكس»، فضلا عن وجود معالج سريع، أو كالنسخة الأخيرة من «أندرويد» (لوليبوب)، إلى جانب مجموعة مختارة من المعدات الملحقة التي تضفي الطابع الشخصي على الهاتف. ولاقت «موتورولا» نجاحا كبيرا غير متوقع مع خياراتها الأخرى المتطورة، ومع تلك الرخيصة نسبيا، مثل «موتو جي» الذي يتوفر أيضا بـ«3جي»، مقابل 180 دولارا من دون عقد، أما طراز «4جي» فيتوفر ي180 دولارا أيضا مع عقد.
ويبدو تصميم «موتو جي» جيدا، بواجهة تفاعل «أندرويد»، وشاشته المثيرة للإعجاب، على الرغم من أن طراز «4جي» لا يساوي القيمة الأفضل، لأنه بـ70 دولارا أقل من دون عقد، أو وجود بيانات سريعة.
* هواتف «لوميا»
إلا أن «نوكيا لوميا 635» يعتبر الخيار الأفضل. فهو يشغل «ويندوز فون»، نظام التشغيل الجوال، الذي ليس مألوفا للكثيرين، لكنه يتضمن الكثير من المميزات. وهو جذاب، ويمكن إضفاء الطابع الشخصي عليه، مع سهولة التعلم عليه، خاصة بالنسبة إلى أولئك المستجدين في استخدام الهاتف الذكي.
ومما لا شك فيه أن «لوميا635» هو هاتف صديق للميزانية المتواضعة، فشاشته بمحدوديتها ليست متفوقة، ولا الكاميرا أيضا، والأمر ذاته ينطبق على «موتو إي» و«موتو جي»، ولكن إن كانت احتياجاتك الهاتفية بسيطة ومتواضعة، أو كنت تقوم باستبدال هاتفك المعطل، أو كنت تقوم بشراء هاتف لمراهق، أو أي شخص أخر جديد على عالم الهواتف الذكية، فأي من هذه الخيارات من شأنها أن تحل المشكلة.
لكن بالنسبة إلى بعض الأشخاص الراغبين في تجربة الهواتف الحديثة جدا، من تلك التي تعتبر رائدة، هنالك القليل من الخيارات العالية الكلفة أيضا. فإذا رغبت في الاشتراك مع خدمة جديدة، أو التحديث عن طريق جهاز جديد، فالتوصية تنصب على التخلي عن اختيار الهواتف الذكية للعام الحالي من النوع الحديث جدا، مقابل الاختيار من طرز العام الفائت. فـ«سامسونغ غالاكسي إس4»، و«موتو إكس»، و«إتش تي إس وان إم7»، وكل من «إل جي»، و«إل جي2»، و«إل جي3» جميعها رائعة وقوية وقادرة، سواء تأتي بعقود أو غيرها. وحتى هاتف «آي فون» ليس بعيدا عن متناول الجميع، فطراز «آيفون5» يتوفر بعقد مقابل 100 دولار فقط، كما وأن «آيفون5سي» يعتبر أيضا خيارا آخر جيدا بالنسبة للمراهقين.