خطر جديد يواجه أمن السدود عالمياً... والتغير المناخي يغير المعادلة

صورة التقطت في 5 يوليو 2021 وتُظهر تسرب المياه من سد شاولانغدي بمدينة لويانغ بمنطقة خنان وسط الصين (أ.ف.ب)
صورة التقطت في 5 يوليو 2021 وتُظهر تسرب المياه من سد شاولانغدي بمدينة لويانغ بمنطقة خنان وسط الصين (أ.ف.ب)
TT

خطر جديد يواجه أمن السدود عالمياً... والتغير المناخي يغير المعادلة

صورة التقطت في 5 يوليو 2021 وتُظهر تسرب المياه من سد شاولانغدي بمدينة لويانغ بمنطقة خنان وسط الصين (أ.ف.ب)
صورة التقطت في 5 يوليو 2021 وتُظهر تسرب المياه من سد شاولانغدي بمدينة لويانغ بمنطقة خنان وسط الصين (أ.ف.ب)

يشكّل ارتفاع منسوب مياه المجاري المائية الخطر الأكبر على أمن السدود في العالم نظراً إلى كونها معرّضة لتداعيات الاختلال المناخي، بحسب ما يؤكد ميشال دي فيفو الأمين العام للجنة الدولية للسدود الكبيرة في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية.
وتضمّ هذه الجمعية التي أسست سنة 1928 علماء من 104 بلدان أعضاء. وهي أحصت نحو 60 ألف سدّ كبير في العالم (يتخطّى ارتفاعها 15 متراً أو أنها تحتبس أكثر من ثلاثة ملايين متر مكعّب من المياه)، نصفها تقريباً في الصين.
ويشير فيفو إلى أن الخطر الأبرز يكمن في المياه أكثر منه في الهزّات الأرضية. فعندما ترتفع المياه إلى الجزء غير المغمور من السدّ، تتغلغل فيه وتلحق أضراراً بأسس المنشأة وقد تطيح بها في نهاية المطاف.
وفي أوروفيل في كاليفورنيا، تمّ إجلاء 180 ألف شخص سنة 2017 إثر تضّرر آلية تفريغ فيض المياه في أعلى سدّ في الولايات المتحدة.
ويشتدّ الخطر خصوصاً بالنسبة إلى السدود الركامية (الترابية)، وهي الأكثر شيوعاً في العالم، من قبيل سدّ أسوان المصري.
*سد النهضة الإثيوبي (أ.ف.ب)

وقد أقيمت السدود الحديثة في المناطق الجبلية في الصين بتقنية الخرسانة المضغوطة بالمدحلة التي تتيح توفير المواد والتسريع في التشييد. ويُعدّ الصينيون والإسبان رائدين في هذا المجال.
وأضاف فيفو أنه يمكن الحدّ من هذا الخطر من خلال المراقبة المتواصلة للمنشأة ومحيطها بواسطة مجموعة أدوات تقيس مدى تنقّل مكوّناتها. وأغلبية الهيكليات المشيّدة منذ سبعينات القرن الفائت مجهّزة بأدوات من هذا النوع.
وتتيح هذه المراقبة أيضاً الاستمرار في تشغيل السدّ، حتّى عند رصد ثغرة. فالثغرات التي لا يتخطّى حجمها بضعة سنتمترات لا تعيق كثيراً عمل السدود، إذ لا بدّ من أن يكون السدّ قد تضرّر بشدّة كي ينهار. أمّا في الصين، فقد بلغت الفتحة 20 متراً قبل أن ينهار السدّ.
*سد فورناس في ساو جوزيه دا بارا بولاية ميناس جيرايس بالبرازيل (أ.ف.ب)

ويوصى أيضاً بالاستعانة بخبراء في الهندسة المدنية للكشف بانتظام على هذه المنشآت.
وقد نشرت اللجنة الدولية للسدود الكبيرة منذ فترة وجيزة إعلاناً عالمياً بشأن أمن السدود موجّهاً إلى السلطات العامة ومؤسسات التمويل في ظلّ تزايد المخاطر المحدقة بالسدود وإقدام مزيد من البلدان على تشييدها. ولا بدّ من تعزيز تدابير الاحتياط، لا سيّما في البلدان النامية.
ويوضح فيفو أن الخطر الأبرز في صعوبة استباق حدوث ارتفاع في منسوب المياه.
*سد في منطقة شمال الراين بألمانيا (أ.ب)

وقد صُممت السدود بحيث تقاوم الارتفاع الشديد في منسوب المياه منذ مئات السنين. غير أن التغير المناخي بات يغير المعادلة. فكمّيات المياه لا تتزايد بالضرورة، لكن التقلّبات باتت أكثر شدّة، مع فترات جفاف أكثر طولاً وارتفاع أكثر حدّة في مستوى المياه.
ولا بدّ من مراجعة التوقعات المحلية بالنسبة إلى كلّ سدّ، إن توافرت. ومن شأن هذه الخطوة أن تساعد على تعزيز قواعد الإدارة وتكييفها.


مقالات ذات صلة

خبراء الأرصاد الجوية يتوقعون ضعف ظاهرة «النينا»

العالم «النينا» هي ظاهرة طبيعية تحدث كل بضع سنوات (أرشيفية - رويترز)

خبراء الأرصاد الجوية يتوقعون ضعف ظاهرة «النينا»

قالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إن هناك مؤشرات على أنه ربما تتشكل ظاهرة «النينا» المناخية، ولكن بشكل ضعيف للغاية.

«الشرق الأوسط» (جنيف )
الاقتصاد حذّر البنك الدولي من أن موجات الجفاف قد تطول نحو نصف سكان العالم في عام 2050 (واس) play-circle 00:30

البنك الدولي: موجات الجفاف تؤثر على نحو 70 مليون شخص سنوياً

قال البنك الدولي إن موجات الجفاف أصبحت، في ظل المناخ المتغير، أكثر تواتراً وشدة وانتشاراً، وهي تؤثر كل عام على نحو 70 مليون شخص في المتوسط.

عبير حمدي (الرياض)
بيئة مواطنون في حديقة بمدينة شوني بولاية أوكلاهوما الأميركية في نوفمبر 2024 (أ.ب)

2024 يتجه لتسجيل أعلى درجة حرارة في تاريخ الأرض

سجلت درجة حرارة الأرض خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي ثاني أعلى درجة حرارة في مثل هذا الشهر من أي عام.

«الشرق الأوسط» (برلين )
العالم العربي برامج البنك الدولي تساهم في التوعية بمخاطر التغير المناخي في اليمن (البنك الدولي)

تدهور الأراضي الزراعية في اليمن... ونصف مليون نازح بسبب المناخ

حذّر اليمن من تدهور الأراضي الزراعية بمعدل مقلق، بالتوازي مع إعلان أممي عن نزوح نصف مليون شخص خلال العام الحالي بسبب الصراع والتغيّرات المناخية.

وضاح الجليل (عدن)
خاص تم تحسين هذه النماذج لمحاكاة سيناريوهات المناخ مثل توقع مسارات الأعاصير مما يسهم في تعزيز الاستعداد للكوارث (شاترستوك)

خاص «آي بي إم» و«ناسا» تسخّران نماذج الذكاء الاصطناعي لمواجهة التحديات المناخية

«الشرق الأوسط» تزور مختبرات أبحاث «IBM» في زيوريخ وتطلع على أحدث نماذج الذكاء الاصطناعي لفهم ديناميكيات المناخ والتنبؤ به.

نسيم رمضان (زيوريخ)

تدعو لـ«محاسبة الأسد»... «مجموعة السبع» مستعدة لدعم الانتقال السياسي في سوريا

موظف يشرف على الأعلام الموضوعة في قمة مجموعة السبع في إيطاليا عام 2017 (رويترز)
موظف يشرف على الأعلام الموضوعة في قمة مجموعة السبع في إيطاليا عام 2017 (رويترز)
TT

تدعو لـ«محاسبة الأسد»... «مجموعة السبع» مستعدة لدعم الانتقال السياسي في سوريا

موظف يشرف على الأعلام الموضوعة في قمة مجموعة السبع في إيطاليا عام 2017 (رويترز)
موظف يشرف على الأعلام الموضوعة في قمة مجموعة السبع في إيطاليا عام 2017 (رويترز)

أعلن قادة مجموعة الدول السبع الكبرى في بيان، الخميس، إنهم على استعداد لدعم عملية انتقالية في إطار يؤدي إلى حكم موثوق وشامل وغير طائفي في سوريا، وفقاً لوكالة «رويترز».

وذكرت مجموعة السبع أن الانتقال السياسي بعد نهاية الحكم الاستبدادي، الذي دام 24 عاماً لبشار الأسد، يجب أن يضمن «احترام سيادة القانون وحقوق الإنسان العالمية، بما في ذلك حقوق المرأة، وحماية جميع السوريين، بمن في ذلك الأقليات الدينية والعرقية، والشفافية والمساءلة».

وطالبت المجموعة أيضاً بضرورة «محاسبة نظام الأسد».

وأضاف البيان: «ستعمل مجموعة السبع مع أي حكومة سورية مستقبلية تلتزم بهذه المعايير، وتكون نتاج هذه العملية، وتدعمها بشكل كامل».

كما دعا القادة «كل الأطراف» إلى «الحفاظ على سلامة أراضي سوريا، ووحدتها الوطنية، واحترام استقلالها وسيادتها».