معارك في جنوب مأرب تكبّد الحوثيين مئات القتلى والجرحى

مدرعة تابعة للجيش اليمني بعد اشتباكات مع المتمردين الحوثيين في مأرب الشهر الماضي (أ.ب)
مدرعة تابعة للجيش اليمني بعد اشتباكات مع المتمردين الحوثيين في مأرب الشهر الماضي (أ.ب)
TT

معارك في جنوب مأرب تكبّد الحوثيين مئات القتلى والجرحى

مدرعة تابعة للجيش اليمني بعد اشتباكات مع المتمردين الحوثيين في مأرب الشهر الماضي (أ.ب)
مدرعة تابعة للجيش اليمني بعد اشتباكات مع المتمردين الحوثيين في مأرب الشهر الماضي (أ.ب)

أفادت مصادر عسكرية يمنية بأن المعارك المحتدمة جنوب محافظة مأرب منذ أكثر من أسبوع كبّدت الميليشيات الحوثية الموالية لإيران مئات القتلى والجرحى، وهو ما دفع الميليشيات للاستنفار لتعزيز عناصرها الذين خسروا مناطق واسعة خلال المعارك مع الجيش اليمني والقبائل وجراء ضربات مقاتلات تحالف دعم الشرعية.
وحسبما ذكرت المصادر فإن قوات الجيش اليمني واصلت التقدم أول أيام عيد الأضحى المبارك متخطياً مديرية رحبة التي انتزعها قبل أيام من قبضة الميليشيات باتجاه مناطق أخرى في مديرية ماهلية المجاورة.
وأوضحت هذه المصادر أن الجيش يتقدم نحو منطقة الصدارة التي تضم مفترق طرق استراتيجياً يربط بين مديريات حريب والجوبة وجبل مراد ورحبة في مأرب وبين مديريتي ولد ربيع والقريشية في محافظة البيضاء المجاورة.
وسيطرت القوات في الساعات الماضية على مناطق عشيرة، وذراع الديمة، والربع، وعلفاء، بإسناد من مقاتلات التحالف، كما أنها تتقدم باتجاه وادي اللب المتفرع من وادي المشيريف، والمتصل بوادي يكلا الذي يصل إلى منطقة قيفة في إحدى مديريات رداع في قلب محافظة البيضاء.
وذكرت مصادر محلية في صنعاء وذمار أن الميليشيات دفعت بالمئات من عناصرها لاستعادة ما خسرته في جبهات جنوب مأرب، غير أن كل الهجمات التي نفّذتها تم كسرها من قوات الجيش وقبائل مراد، في حين استهدف طيران تحالف دعم الشرعية آليات الجماعة وتعزيزاتها المتجهة إلى الخطوط الأمامية.
وقدّرت مصادر عسكرية أن المئات من العناصر الحوثيين قُتلوا وجُرحوا وأُسروا خلال الأيام العشرة الماضية في مناطق رحبة وجبل مراد وذلك بالتزامن مع خسائر أخرى للجماعة في جبهات غرب مأرب وشمالها الغربي.
ووفق ما ذكره الإعلام العسكري للجيش اليمني، فقد دمّرت مقاتلات التحالف سلسلة تعزيزات لميليشيا الحوثي في غرب صرواح والمشجح ورغوان وألحقت بها خسائر كبيرة في الأفراد والآليات.
ويوم الاثنين كان الموقع الرسمي للجيش اليمني قد أفاد بأن القوات المسنودة برجال القبائل واصلت تقدمها، في جبهات القتال، جنوب محافظة مأرب، وسط خسائر بشرية ومادية في صفوف الميليشيات، إذ حرّرت مواقع ومرتفعات حاكمة باتجاه وادي الوينان منها جبال المنصاعة وأم القبور والشهيد وتويلقه وتباب علفا.
وجاء هذا التقدم بعد ساعات من تحرير جبل قبيس والكتف بحيد آل أحمد شرق مديرية رحبة، في حين لا تزال المعارك مستمرة في أكثر من محور وسط تقدّم متواصل لقوات الجيش والمقاومة.
ومع هذا التقدم قال مدير البرنامج الوطني اليمني للتعامل مع الألغام العميد أمين العقيلي، إن ميليشيا الحوثي الانقلابية لوّثت مديرية رحبة جنوب محافظة مأرب بالألغام والعبوات الناسفة.
ونقلت وكالة «سبأ» عن العميد العقيلي تأكيده أن الفرق الهندسية شرعت في نزع الألغام والعبوات الناسفة لفتح الطرقات وتطهير الأماكن الآمنة التي تمكنت من الوصول إليها في مديرية رحبة جنوب محافظة مأرب، بعد أن تمكنت قوات الجيش من تحريرها وتأمينها.
وأوضح العقيلي أن الفرق الهندسية تمكنت من نزع عشرات الألغام تنوعت بين فردية ومضادة للدروع وعبوات ناسفة ذات أحجام كبيرة وأشكال مختلفة منها ما صممته الميليشيا على شكل أحجار لغرض التمويه وهو ما يجعل المواطنين أكثر عُرضة للخطر لعدم قدرة التعرف عليها، وفق تعبيره.
وأشار مدير البرنامج الوطني للتعامل مع الألغام في اليمن، إلى عدم تسجيل أي حادث أو حالة إصابة بالألغام والعبوات قبل دخول ميليشيا الحوثي إلى مديرية رحبة وتلويثها بالألغام والعبوات الناسفة.
ودعا العميد العقيلي، المدنيين إلى أخذ الحيطة والحذر وعدم الاقتراب من الأجسام المشبوهة أو الدخول إلى الأماكن والطرق المشتبه تلوثها، وإبلاغ الجيش والمقاومة ليتم التعامل معها وتأمين المناطق، مؤكداً وجود أماكن وطرقات محتمل تلوثها بالألغام والعبوات التي زرعتها ميليشيا الحوثي وبكثافة عالية وبطرق عشوائية وأخرى منتظمة.
ومنذ فبراير (شباط) الماضي تشن الميليشيات الحوثية هجمات برية متواصلة باتجاه مأرب وهي المحافظة الغنية بالنفط والغاز في مسعى للسيطرة عليها بالتزامن مع قصف جوي بالصواريخ والطائرات المسيّرة، غير أنها لم تحقق أي تقدم.
وأخيراً أطلق الجيش الوطني والمقاومة القبلية جنوب المحافظة عملية واسعة بإسناد من تحالف دعم الشرعية، وهو ما أجبر الميليشيات على الاندحار من مديرية رحبة، على أمل أن يواصل الجيش تقدمه إلى تخوم محافظة البيضاء من الجهة الشمالية.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يُخضعون إعلاميين وناشطين في الحديدة للتعبئة

المشرق العربي جانب من إخضاع الحوثيين سكاناً في مدينة الحديدة للتعبئة القتالية (فيسبوك)

الحوثيون يُخضعون إعلاميين وناشطين في الحديدة للتعبئة

بعد أن أخضعت العشرات منهم لدورات تدريبية تعبوية، منعت الجماعة الحوثية إعلاميين وصحافيين وناشطين حقوقيين في محافظة الحديدة اليمنية (223 كلم غرب صنعاء) من العمل.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
المشرق العربي جرافة حوثية تهدم محلاً تجارياً في إحدى المناطق التابعة لمحافظة الضالع (فيسبوك)

اعتداءات مسلحة أثناء تحصيل الحوثيين جبايات في الضالع

يتهم سكان محافظة الضالع اليمنية الجماعة الحوثية بارتكاب ممارسات إجرامية خلال تحصيل إتاوات تعسفية وغير قانونية من الباعة والتجار والسكان.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي مركز الملك سلمان وقع اتفاقية تعاون لتنفيذ مشروع العودة إلى المدارس في اليمن (واس)

«مركز الملك سلمان» يوقع اتفاقيات لتعزيز التعليم والصحة في اليمن

وقع «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية»، اتفاقيات متنوعة لتعزيز القطاع التعليمي والطبي في محافظات يمنية عدة يستفيد منها ما يزيد على 13 ألف فرد.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
العالم العربي انتهاكات جسيمة بحق الصحافة والصحافيين ارتكبتها الجماعة الحوثية خلال سنوات الانقلاب والحرب (إعلام محلي)

تأسيس شبكة قانونية لدعم الصحافيين اليمنيين

أشهر عدد من المنظمات المحلية، بالشراكة مع منظمات أممية ودولية، شبكة لحماية الحريات الصحافية في اليمن التي تتعرّض لانتهاكات عديدة يتصدّر الحوثيون قائمة مرتكبيها.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أطفال مرضى السرطان في محافظة إب اليمنية خلال مشاركتهم في مخيم ترفيهي (فيسبوك)

الموت يهدّد آلاف مرضى السرطان في إب اليمنية

يواجه الآلاف من مرضى السرطان في محافظة إب اليمنية خطر الموت بسبب إهمال الرعاية الطبية وسط اتهامات للجماعة الحوثية بنهب الأدوية والمعونات

«الشرق الأوسط» (صنعاء)

قاسم يعلن «انتصار» «حزب الله» ويتعهّد صون الوحدة الوطنية وانتخاب رئيس

الأمين العام لـ«حزب الله» نعيم قاسم معلناً «الانتصار الكبير» (رويترز)
الأمين العام لـ«حزب الله» نعيم قاسم معلناً «الانتصار الكبير» (رويترز)
TT

قاسم يعلن «انتصار» «حزب الله» ويتعهّد صون الوحدة الوطنية وانتخاب رئيس

الأمين العام لـ«حزب الله» نعيم قاسم معلناً «الانتصار الكبير» (رويترز)
الأمين العام لـ«حزب الله» نعيم قاسم معلناً «الانتصار الكبير» (رويترز)

قال الأمين العام لـ«حزب الله» إن الحزب حقّق «انتصاراً كبيراً يفوق النصر الذي تحقق عام 2006»، وذلك «لأن العدو لم يتمكن من إنهاء وإضعاف المقاومة».

وجاءت مواقف قاسم في الكلمة الأولى له بعد سريان اتفاق وقف إطلاق النار يوم الأربعاء الماضي. وقال قاسم: «قررت أن أعلن كنتيجة (...) بشكل رسمي وواضح أننا أمام انتصار كبير يفوق الانتصار الذي حصل في يوليو (تموز) 2006»، في إشارة إلى الحرب الأخيرة بين الجانبين. وأضاف: «انتصرنا لأننا منعنا العدو من تدمير (حزب الله)، انتصرنا لأننا منعناه من إنهاء المقاومة أو إضعافها إلى درجة لا تستطيع معها أن تتحرك، والهزيمة تحيط بالعدو الإسرائيلي من كل جانب» .

وتوجّه قاسم في مستهل كلمته إلى مناصري الحزب، قائلاً: «صبرتم وجاهدتم وانتقلتم من مكان إلى آخر، وأبناؤكم قاتلوا في الوديان، وعملتم كل جهدكم لمواجهة العدو». وأضاف: «كررنا أننا لا نريد الحرب، ولكن نريد مساندة غزة، وجاهزون للحرب إذا فرضها الاحتلال. والمقاومة أثبتت بالحرب أنها جاهزة والخطط التي وضعها السيد حسن نصر الله فعّالة وتأخذ بعين الاعتبار كل التطورات، و(حزب الله) استعاد قوّته ومُبادرته، فشكّل منظومة القيادة والسيطرة مجدداً ووقف صامداً على الجبهة».

 

ولفت إلى أن إسرائيل فشلت في إحداث فتنة داخلية، قائلاً: «الاحتلال راهن على الفتنة الداخلية مع المضيفين، وهذه المراهنة كانت فاشلة بسبب التعاون بين الطوائف والقوى». وعن اتفاق وقف إطلاق النار، قال قاسم: «الاتفاق تمّ تحت سقف السيادة اللبنانية، ووافقنا عليه ورؤوسنا مرفوعة بحقنا في الدفاع، وهو ليس معاهدة، بل هو عبارة عن برنامج إجراءات تنفيذية لها علاقة بالقرار 1701، يؤكد على خروج الجيش الإسرائيلي من كل الأماكن التي احتلها، وينتشر الجيش اللبناني جنوب نهر الليطاني لكي يتحمل مسؤوليته عن الأمن وعن إخراج العدو من المنطقة».

وأكد أن «التنسيق بين المقاومة والجيش اللبناني سيكون عالي المستوى لتنفيذ التزامات الاتفاق، ونظرتنا للجيش اللبناني أنه جيش وطني قيادة وأفراداً، وسينتشر في وطنه ووطننا».

وتعهّد بصون الوحدة الوطنية واستكمال عقد المؤسسات الدستورية، وعلى رأسها انتخاب رئيس للجمهورية في الجلسة التي حدّدها رئيس البرلمان نبيه بري، في 9 يناير (كانون الثاني) المقبل، واعداً بإعادة الإعمار بالتعاون مع الدولة، «ولدينا الآليات المناسبة»، قائلاً: «سيكون عملنا الوطني بالتعاون مع كل القوى التي تؤمن أن الوطن لجميع أبنائه، وسنتعاون ونتحاور مع كل القوى التي تريد بناء لبنان الواحد، في إطار اتفاق الطائف، وسنعمل على صون الوحدة الوطنية وتعزيز قدرتنا الدفاعية، وجاهزون لمنع العدو من استضعافنا».