جماعة الحوثي تمنح عناصرها آلاف الشهادات الجامعية نظير توجههم للقتال

TT

جماعة الحوثي تمنح عناصرها آلاف الشهادات الجامعية نظير توجههم للقتال

في الوقت الذي تتوالى فيه ردود الأفعال اليمنية الغاضبة من الزيارات المتكررة للقائد في «الحرس الثوري» الإيراني المنتحل صفة «سفير» في اليمن حسن إيرلو إلى جامعة صنعاء، والتي بلغت وفق أكاديميين أربع زيارات على الأقل في غضون 15 يوماً، كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» أن الجماعة الحوثية منحت عناصرها آلاف الشهادات الجامعية نظير ذهابهم للقتال دون أن يلتحقوا بالدراسة.
وبينما تتهم المصادر اليمنية طهران بالسعي للإجهاز على ما تبقى من قطاع التعليم في اليمن عبر تطييفه، تواصل الجماعة الانقلابية توسيع دائرة الفساد في الجامعات اليمنية الحكومية وفي مقدمتها جامعة صنعاء (كبرى الجامعات).
وأكدت المصادر لـ«الشرق الأوسط»، أن ممارسات الجماعة بحق تلك الجامعات شمل بعضها استكمال «حوثنة» ما تبقى من المناصب القيادية والإدارية والفنية عبر مواصلة تعيين موالين لها بمؤهلات (يقرأ ويكتب) بمناصب عدة في كليات وأقسام وإدارات جامعة صنعاء وغيرها، بالإضافة إلى منح آلاف الشهادات لعناصرها دون تلقيهم التعليم.
واتهم أكاديميون الميليشيات في جامعة صنعاء بأنها منحت خلال ثلاثة أعوام ماضية نحو 10 آلاف شهادة لعناصرها بينهم مشرفون وجرحى عائدون من الجبهات لم يلتحقوا في التعليم الجامعي ولا يحملون أي مؤهلات للثانوية العامة.
وقال أكاديميون اشترطوا عدم الكشف عن هوياتهم: «إن الجماعة وفي استغلال لسيطرتها على الجامعة منحت الشهادات الجامعية لأتباعها في تخصصات مختلفة في العلوم الإنسانية والاجتماعية والإدارية والتخصصات العملية وغيرها».
ولفتوا إلى أن الميليشيات سعت من وراء ذلك إلى تعزيز ولائهم الطائفي المطلق لها ولزعيمها وتمكينهم من السيطرة على ما تبقى من المناصب والوظائف في المؤسسات الحكومية من أجل استكمال فرض قبضتها الكاملة على كافة الجهاز الإداري للدولة.
واعتبر الأكاديميون أن الإجراءات الحوثية بحق تلك المؤسسات التعليمية تأتي بالتزامن مع فرض الجماعة سيطرة شبه كاملة على الهيئات الإدارية والأكاديمية بكافة كليات جامعات: صنعاء وإب وذمار وعمران والحديدة وحجة.
وأشاروا إلى أن أغلب أعضاء الهيئات الإدارية والأكاديمية بتلك الجامعات وغيرها هم من قيادات وعناصر الجماعة المؤدلجين طائفياً وهم من يتخذون معظم القرارات ويرسمون التوجهات والسياسات التعليمية لكافة الكليات.
وتواصلاً لتعسفات وجرائم الانقلابيين، التي لا حصر لها، بحق منتسبي قطاع التعليم العالي وذويهم، كشف مصدر أكاديمي بجامعة صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن اتخاذ الميليشيات قبل أيام قراراً يقضي بخصخصة مدرسة آزال التابعة للجامعة وحرمان أبناء الكادر التعليمي والأكاديمي من تلقي التعليم فيها.
وبحسب المصدر، فقد سبق ذلك القرار التعسفي مصادرة الميليشيات لرواتب أعضاء هيئة التدريس بتلك المدرسة.
وأكد أن مدرسة آزال مخصصة منذ أعوام ما قبل الانقلاب لأبناء موظفي وأساتذة جامعة صنعاء كجزء من الخدمات المقدمة من رئاسة الجامعة لأعضاء هيئة التدريس.
وفي الوقت الذي لا يزال يُعاني فيه المئات من الأكاديميين والكوادر العاملة بالجامعات الحكومية بمناطق تحت سيطرة الجماعة بينها جامعة صنعاء من أوضاع اقتصادية ومعيشية مأساوية بسبب مواصلة نهب الميليشيات لمرتباتهم وقمعهم وحرمانهم من أبسط حقوقهم، يواصل الضابط في «الحرس الثوري» الإيراني المدعو حسن إيرلو زياراته المتكررة لجامعة صنعاء.
وفي أعقاب آخر زيارة له قبل نحو أسبوعين للجامعة، كشف إيرلو في تصريحات له بثتها وسائل إعلام حوثية عن اعتزام بلاده تطوير المناهج والمواد الدراسية الجامعية. في إشارة منه إلى توجهات طهران نحو تعديل المواد الدراسية الجامعية طائفياً ضمن مساعيها لطمس الهوية اليمنية.
«إيرلو» الذي عده مراقبون المسؤول الأول والحاكم الفعلي للعاصمة المختطفة صنعاء، كشف أيضاً خلال تلك الزيارة التي استقبلته فيها قيادات حوثية موكل لها إدارة شؤون الجامعة، عن بحثه مسألة تطوير المناهج والمواد التدريسية ونقل التجارب الطبية والهندسية والخبرات الإيرانية إلى صنعاء.
وأثارت تلك الزيارة وغيرها من الزيارات السابقة ردود أفعال يمنية غاضبة ومستنكرة. حيث أكد عدد من الناشطين أن زيارة مسؤول عسكري إيراني إلى جامعة صنعاء تشير بوضوح إلى مساعٍ إيرانية مستميتة لتطييف المنهج وتغيير المقررات الدراسية بما يتناسب مع الفكر الطائفي الإيراني، وقالوا: «إن تلك الزيارة تعد خرقاً للسيادة الوطنية واستفزازاً لكل اليمنيين».
وربط بعض الناشطين بين الزيارات المتعددة للحاكم الإيراني إلى جامعة صنعاء وبين ما تشهده حالياً من تصاعد كبير لحجم الانتهاكات الحوثية بحق منتسبي الجامعة ومسلسل الفساد والعبث والنهب المنظم الذي يطال حالياً جميع كلياتها وأقسامها ومرافقها.
وفي تعليقه على الموضوع، قال وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني إن زيارة المدعو إيرلو لعدد من كليات جامعة صنعاء، تأتي ضمن المخطط الإيراني الذي تنفذه ميليشيا الحوثي لتسميم عقول النشء والشباب وتعبئتهم بالأفكار الطائفية المستوردة من إيران، ومسخ هويتهم الوطنية والعربية، وتحويلهم إلى أدوات لقتل إخوانهم اليمنيين واستهداف الجوار، وتهديد المصالح الدولية. وأضاف الإرياني في تصريحات رسمية «الضابط في فيلق القدس الإرهابي المدعو حسن إيرلو يواصل التحرك في العاصمة المختطفة صنعاء ومناطق سيطرة ميليشيا الحوثي «كحاكم فعلي» بما يؤكد «استفزازات النظام الإيراني ومضيه في انتهاك السيادة اليمنية».


مقالات ذات صلة

الحكومة اليمنية ترحب ببيان السعودية إزاء التطورات الأخيرة في حضرموت والمهرة

الخليج منظر عام للعاصمة اليمنية المؤقتة عدن (رويترز)

الحكومة اليمنية ترحب ببيان السعودية إزاء التطورات الأخيرة في حضرموت والمهرة

رحّبت الحكومة اليمنية بالبيان الصادر، الخميس، عن وزارة الخارجية السعودية، وما تضمّنه من موقف إزاء التطورات الأخيرة في محافظتي حضرموت والمهرة.

«الشرق الأوسط» (عدن)
الخليج السعودية تحث «الانتقالي» اليمني على الانسحاب من حضرموت والمهرة «بشكل عاجل»

السعودية تحث «الانتقالي» اليمني على الانسحاب من حضرموت والمهرة «بشكل عاجل»

شددت الخارجية على أن «الجهود لا تزال متواصلة لإعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه»، معربة عن أمل المملكة في تغليب المصلحة العامة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الخليج جانب من المشاركين في مشاورات مسقط بشأن المحتجزين والأسرى اليمنيين (إكس)

السعودية تُرحب بـ«اتفاق مسقط» لتبادل الأسرى والمحتجزين في اليمن

رحبت السعودية بالاتفاق الذي وُقّع عليه في مسقط لتبادل الأسرى والمحتجزين في اليمن، وعدته خطوةً مهمةً تُسهم في تخفيف المعاناة الإنسانية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الخليج أسرى يلوِّحون بأيديهم لدى وصولهم إلى مطار صنعاء في عملية تبادل سابقة (أرشيفية- رويترز)

أطراف النزاع في اليمن يتفقون على تبادل 2900 محتجز

أكد مكتب المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، أن أطراف النزاع في اليمن اختتمت، الثلاثاء، اجتماعاً استمر 11 يوماً في سلطنة عمان.

«الشرق الأوسط» (مسقط)
العالم العربي الجماعة الحوثية أظهرت تحدياً لمختلف القوى الدولية رغم ما تعرضت له من هجمات (أ.ب)

عقوبات قاصرة... الحوثيون يُعيدون رسم خريطة التهديد

رغم تجديد العقوبات الدولية عليهم، يُعزز الحوثيون قدراتهم العسكرية ويحولون التهديد المحلي إلى خطر إقليمي على الملاحة والأمن الدوليين مع تحالفاتهم العابرة للحدود.

وضاح الجليل (عدن)

رئيس هيئة الاستعلامات المصرية: نتنياهو يعمل على عرقلة المرحلة الثانية من اتفاق غزة

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (رويترز)
TT

رئيس هيئة الاستعلامات المصرية: نتنياهو يعمل على عرقلة المرحلة الثانية من اتفاق غزة

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (رويترز)

قال رئيس الهيئة العامة للاستعلامات المصرية، ضياء رشوان، اليوم الخميس، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعمل على عرقلة المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.

وأضاف رشوان في تصريحات لقناة تلفزيون «القاهرة الإخبارية» أن نتنياهو يعمل وفق اعتبارات انتخابية لصياغة تحالف جديد.

وتابع أن نتنياهو يسعى لإشعال المنطقة، ويحاول جذب انتباه ترمب إلى قضايا أخرى، بعيداً عن القطاع، لكنه أشار إلى أن الشواهد كلها تدل على أن الإدارة الأميركية حسمت أمرها بشأن المرحلة الثانية من اتفاق غزة.

وحذر رئيس الهيئة العامة للاستعلامات المصرية من أن نتنياهو يريد أن تؤدي قوة حفظ الاستقرار في غزة أدواراً لا تتعلق بها.

وفي وقت سابق اليوم، نقل موقع «واي نت» الإخباري الإسرائيلي عن مصدر عسكري قوله إن نتنياهو سيُطلع ترمب على معلومات استخباراتية عن خطر الصواريخ الباليستية الإيرانية خلال اجتماعهما المرتقب قبل نهاية العام الحالي.

وأكد المصدر الإسرائيلي أن بلاده قد تضطر لمواجهة إيران إذا لم تتوصل أميركا لاتفاق يكبح جماح برنامج الصواريخ الباليستية الإيرانية.


الصوماليون يصوتون في أول انتخابات محلية بنظام الصوت الواحد منذ 1969

حملات حزبية في شوارع العاصمة الصومالية مقديشو لتشجيع الناخبين على المشاركة في الانتخابات (إ.ب.أ)
حملات حزبية في شوارع العاصمة الصومالية مقديشو لتشجيع الناخبين على المشاركة في الانتخابات (إ.ب.أ)
TT

الصوماليون يصوتون في أول انتخابات محلية بنظام الصوت الواحد منذ 1969

حملات حزبية في شوارع العاصمة الصومالية مقديشو لتشجيع الناخبين على المشاركة في الانتخابات (إ.ب.أ)
حملات حزبية في شوارع العاصمة الصومالية مقديشو لتشجيع الناخبين على المشاركة في الانتخابات (إ.ب.أ)

أدلى الناخبون في الصومال، الخميس، بأصواتهم في انتخابات محلية مثيرة للجدل، تُعدّ الأولى التي تُجرى بنظام الصوت الواحد منذ عام 1969. ويقول محللون إن هذه الانتخابات تُمثل خروجاً عن نظام مفاوضات تقاسم السلطة القائم على أساس قبلي.

وقد نظمت الحكومة الاتحادية في البلاد التصويت لاختيار أعضاء المجالس المحلية، في أنحاء المناطق الـ16 في مقديشو، ولكنه قوبل برفض من جانب أحزاب المعارضة التي وصفت الانتخابات بالمعيبة والمنحازة.

يذكر أن الصومال انتخب لعقود أعضاء المجالس المحلية والبرلمانيين من خلال المفاوضات القائمة على أساس قبلي، وبعد ذلك يختار المنتخبون الرئيس.

يُشار إلى أنه منذ عام 2016 تعهّدت الإدارات المتعاقبة بإعادة تطبيق نظام الصوت الواحد، غير أن انعدام الأمن والخلافات الداخلية بين الحكومة والمعارضة حالا دون تنفيذ هذا النظام.

أعضاء «العدالة والتضامن» في شوارع مقديشو قبيل الانتخابات المحلية وسط انتشار أمني واسع (إ.ب.أ)

وجدير بالذكر أنه لن يتم انتخاب عمدة مقديشو، الذي يشغل أيضاً منصب حاكم إقليم بانادير المركزي، إذ لا يزال شاغل هذا المنصب يُعيَّن، في ظل عدم التوصل إلى حل للوضع الدستوري للعاصمة، وهو أمر يتطلب توافقاً وطنياً. غير أن هذا الاحتمال يبدو بعيداً في ظل تفاقم الخلافات السياسية بين الرئيس حسن شيخ محمود وقادة ولايتي جوبالاند وبونتلاند بشأن الإصلاحات الدستورية.

ووفق مفوضية الانتخابات، هناك في المنطقة الوسطى أكثر من 900 ناخب مسجل في 523 مركز اقتراع.

ويواجه الصومال تحديات أمنية، حيث كثيراً ما تنفذ جماعة «الشباب» المرتبطة بتنظيم «القاعدة» هجمات دموية في العاصمة، وجرى تشديد إجراءات الأمن قبيل الانتخابات المحلية.

وذكر محللون أن تصويت مقديشو يمثل أقوى محاولة ملموسة حتى الآن لتغيير نظام مشاركة السلطة المعتمد على القبائل والقائم منذ أمد طويل في الصومال.

وقال محمد حسين جاس، المدير المؤسس لمعهد «راد» لأبحاث السلام: «لقد أظهرت مقديشو أن الانتخابات المحلية ممكنة من الناحية التقنية».


اجتماعات في مصر وتركيا... مساعٍ لتفكيك عقبات «اتفاق غزة»

فلسطينيون يسيرون وسط الملاجئ في مخيم النصيرات للنازحين بقطاع غزة (أ.ف.ب)
فلسطينيون يسيرون وسط الملاجئ في مخيم النصيرات للنازحين بقطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

اجتماعات في مصر وتركيا... مساعٍ لتفكيك عقبات «اتفاق غزة»

فلسطينيون يسيرون وسط الملاجئ في مخيم النصيرات للنازحين بقطاع غزة (أ.ف.ب)
فلسطينيون يسيرون وسط الملاجئ في مخيم النصيرات للنازحين بقطاع غزة (أ.ف.ب)

توالت اجتماعات الوسطاء لدفع اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، المتعثر حالياً، واستضافت القاهرة وأنقرة اجتماعين بشأن تنفيذ بنود الاتفاق، بعد لقاء موسع في مدينة ميامي الأميركية قبل نحو أسبوع بحثاً عن تحقيق اختراق جديد.

تلك الاجتماعات الجديدة في مصر وتركيا، يراها خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» أنها بمثابة مساعٍ لتفكيك عقبات الاتفاق المتعثر، وشددوا على أن إسرائيل قد لا تمانع للذهاب للمرحلة الثانية تحت ضغوط أميركية؛ لكنها ستعطل مسار التنفيذ بمفاوضات تتلوها مفاوضات بشأن الانسحابات وما شابه.

وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في بيان: «بتوجيه من رئيس الوزراء، غادر منسق شؤون الأسرى والمفقودين، العميد غال هيرش، على رأس وفد ضم مسؤولين من الجيش وجهاز الأمن العام (الشاباك)، والموساد إلى القاهرة».

والتقى الوفد الإسرائيلي مسؤولين كباراً وممثلي الدول الوسيطة، وركزت الاجتماعات على الجهود وتفاصيل عمليات استعادة جثة الرقيب أول ران غوئيلي.

وسلمت الفصائل الفلسطينية منذ بدء المرحلة الأولى لوقف إطلاق النار في 10 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، 20 أسيراً إسرائيلياً أحياء ورفات 27 آخرين، فيما تبقى رفات ران غوئيلي الذي تواصل «حماس» البحث عن رفاته، وتقول إن الأمر سيستغرق وقتاً نظراً للدمار الهائل في غزة، فيما ترهن إسرائيل بدء التفاوض لتدشين المرحلة الثانية من الاتفاق بتسلمها تلك الجثة.

وبالتزامن، أعلنت حركة «حماس»، في بيان، أن وفداً قيادياً منها برئاسة رئيس الحركة في قطاع غزة خليل الحية، قد التقى في أنقرة مع وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، في لقاء بحث «مجريات تطبيق اتفاق إنهاء الحرب على غزة والتطورات السياسية والميدانية».

وحذر الوفد من «استمرار الاستهدافات والخروقات الإسرائيلية المتكررة في قطاع غزة»، معتبراً أنها تهدف إلى «عرقلة الانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق وتقويض التفاهمات القائمة».

وجاء اللقاءان بعد اجتماع قبل نحو أسبوعٍ، جمع وسطاء اتفاق وقف إطلاق النار في مدينة ميامي الأميركية، وأفاد بيان مشترك عقب الاجتماع بأنه جارٍ مناقشة سبل تنفيذ الاتفاق.

ويرى الخبير في الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، الدكتور سعيد عكاشة، أن اجتماعي القاهرة وأنقرة يأتيان في توقيت مهم بهدف دفع تنفيذ الاتفاق وإنهاء العقبات بشكل حقيقي، والوصول لتفاهمات تدفع واشنطن لزيادة الضغط على إسرائيل للدخول للمرحلة الثانية المعطلة، مشيراً إلى أن مسألة الرفات الأخير تبدو أشبه بلعبة لتحقيق مكاسب من «حماس» وإسرائيل.

فالحركة تبدو، كما يتردد، تعلم مكانها ولا تريد تسليمها في ضوء أن تدخل المرحلة الثانية تحت ضغط الوسطاء والوقت وفي يدها ورقة تتحرك بها نظرياً، وإسرائيل تستفيد من ذلك بالاستمرار في المرحلة الأولى دون تنفيذ أي التزامات جديدة مرتبطة بالانسحابات، وفق عكاشة.

ويعتقد المحلل السياسي الفلسطيني، الدكتور عبد المهدي مطاوع، أن هذه الاجتماعات تبحث كيفية سد الفجوات، خاصة أن الجثة تمثل عقبة حقيقية، مشيراً إلى أن لقاء «حماس» في تركيا يهدف لبحث ترتيبات نزع السلاح ودخول القوات الدولية، خاصة أن أنقرة تأمل أن يكون لها دور، وتعزز نفسها وعلاقاتها مع واشنطن.

صورة عامة للمنازل المدمرة في مخيم النصيرات بوسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

ولا تزال إسرائيل تطرح مواقف تعرقل الاتفاق، وقال وزير الدفاع الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، إن بلاده «لن تغادر غزة أبداً»، وإنها ستقيم شريطاً أمنياً داخل قطاع غزة لحماية المستوطنات، مشدداً على أنه يجب على «حماس» أن تتخلى عن السلاح، وإلا «فستقوم إسرائيل بهذه المهمة بنفسها»، وفق موقع «واي نت» العبري، الخميس.

فيما سعى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مساء الثلاثاء، إلى تحميل حركة «حماس» المسؤولية عن إصابة ضابط بالجيش الإسرائيلي في ‌انفجار عبوة ناسفة ‍في رفح، وانتهاك اتفاق ‌وقف إطلاق النار، الذي دخل حيز التنفيذ في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، لكن الحركة الفلسطينية أكدت أن الانفجار وقع في منطقة تسيطر عليها إسرائيل بالكامل، ورجحت أن يكون الحادث ناجماً عن «مخلفات الحرب».

وجاء اتهام نتنياهو لـ«حماس» قبل أيام من لقائه المرتقب مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب في الولايات المتحدة. ونقلت تقارير عبرية أن نتنياهو يريد إقناع ترمب بتثبيت «الخط الأصفر» حدوداً دائمة بين مناطق سيطرة إسرائيل و«حماس»؛ ما يعني احتلال إسرائيل لـ58 في المائة من مساحة القطاع.

ويتوقع عكاشة أن تعلن إسرائيل بعد لقاء ترمب أنها لا تمانع من دخول المرحلة الثانية، ولكن هذا سيظل كلاماً نظرياً، وعملياً ستطيل المفاوضات بجدولها وتنفيذ بنودها، ويبقي الضغط الأميركي هو الفيصل في ذلك.

ووفقاً لمطاوع، فإن إسرائيل ستواصل العراقيل وسط إدراك من ترمب أنه لن يحل كل المشاكل العالقة مرة واحدة، وأن هذه الاجتماعات المتواصلة تفكك العقبات، وسيراهن على بدء المرحلة الثانية في يناير (كانون الثاني) المقبل، تأكيداً لعدم انهيار الاتفاق.