واشنطن تتقصى مصدر أسلحة ضبطت في بحر العرب

السفينة المتورطة حملت عشرات البنادق وقاذفات الصواريخ... ومعلومات من «البنتاغون» تشتبه بإيران

مروحية أميركية تحلق فوق المركب الذي حمل أسلحة غير مشروعة في بحر العرب (أ.ب)
مروحية أميركية تحلق فوق المركب الذي حمل أسلحة غير مشروعة في بحر العرب (أ.ب)
TT

واشنطن تتقصى مصدر أسلحة ضبطت في بحر العرب

مروحية أميركية تحلق فوق المركب الذي حمل أسلحة غير مشروعة في بحر العرب (أ.ب)
مروحية أميركية تحلق فوق المركب الذي حمل أسلحة غير مشروعة في بحر العرب (أ.ب)

صادرت الولايات المتحدة ممثلة بأسطولها الخامس الموجود في مياه الخليج العربي، شحنة من الأسلحة اعترضتها في منطقة المياه الدولية بشمال بحر العرب (جنوب الجزيرة العربية)، محملة بالعديد من القذائف والصواريخ والبنادق والرشاشات، والتي يعتقد أنها كانت في طريقها إلى الحوثيين في اليمن.
وقالت ريبيكا ريباريتش، المتحدثة باسم الأسطول الخامس الأميركي لـ«الشرق الأوسط»، إن الأسطول الخامس اعترض شحنات في السابق مماثلة كانت في طريقها إلى الحوثيين في اليمن، وحول هذه الشحنة أفادت بأن «الجهات المسؤولة تحقق في الأمر»، موضحة أنها صادرتها في المنطقة الواقعة للمياه بين عمان وباكستان. وأفادت المتحدثة بأن هذه الشحنة غير قانونية، وكانت مخزنة في مركب شراعي لنقل البضائع السائبة، مشيرة إلى أن السفينة لم ترفع أي علم ولا تحمل أي مؤشرات لجنسيتها «مما يوفر أسباباً معقولة دفعتنا للتحقق منها وفقاً للقانون الدولي العرفي».
وبالإضافة إلى العمل بطريقة مماثلة لعمليات التهريب الأخرى - والحديث لريبيكا ريباريتش - لم تظهر السفينة المعنية أي مؤشرات عن جنسيتها، وهي الآن في عهدة الولايات المتحدة وفي انتظار التصرف النهائي. وسيكون تقييم النتائج بمثابة جهد مشترك بين الوكالات، «وسنعمل مع حكومتنا ومع شركائنا لتحديد المصدر الأصلي للشحنة».
وكالة الأسوشيتد برس نقلت عن مصادر في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) بحسب التحقيق الأولي لمشاة البحرية أن مصدر الشحنات هي إيران، رغم حظر القرارات الدولية أي عمليات تسليح في اليمن أو للحوثيين.
وذكرت المصادر أن البحارة الأميركيين عثروا على الأسلحة في المركب وكان معظمها مغلفا بالبلاستيك الأخضر أسفل سطح السفينة.
وبحسب البيان الصادر عن الأسطول الخامس، فإن السفينة «يو إس إس مونتيري» ضبطت أسلحة بمركب شراعي لا يحمل جنسية، وذلك بعد أن تمت المراقبة لأكثر من 36 ساعة خلال يومي 6 - 7 مايو (أيار) الجاري، وبعد ذلك تمكّن فريق المراقبة من الصعود إلى السفينة المحملة بالأسلحة واكتشاف الشحنة غير المشروعة.
وأشار البيان إلى أن السفينة تضمنت مخبأ يحتوي على عشرات من الأسلحة الروسية المتقدمة، والمضادة للدبابات الموجهة، وآلاف البنادق الهجومية الصينية من النوع 56. ومئات من مدافع رشاشة من طراز «PKM» الروسي، رشاشات وبنادق قنص، وقاذفات صواريخ، ومعدات أخرى تضمنت مكونات السلاح والمناظير البصرية المتقدمة.
ونوّه البيان إلى أن المصدر الأصلي والوجهة المقصودة من العتاد حاليا قيد التحقيق، إلا أن الشحنة المضبوطة في عهدة الولايات المتحدة وبانتظار التصرف النهائي، وسيكون تقييم النتائج بمثابة جهد مشترك بين الوكالات الأميركية كافة، مضيفاً «بعد إزالة جميع البضائع غير المشروعة تم تقييم صلاحية المركب للإبحار، وبعد الاستجواب، تم تزويد طاقمها بالطعام والماء قبل أن يتم إطلاق سراحهم».
وأكد الأسطول الأميركي الخامس الموجود في مياه الخليج العربي، ومقر قيادته في المنامة البحرين، بأن البحرية الأميركية تقوم بدوريات روتينية في المنطقة، لضمان التدفق الحر التجارة من أجل الاتجار المشروع، وتعطيل نقل البضائع غير المشروعة التي «غالباً ما تمول الإرهاب والنشاط غير القانوني»، وتحمي نظاما دوليا قائما على القواعد.
وتأتي هذه العملية الأولى التي تنفذّها القوات البحرية الأميركية في عهد الإدارة الأميركية الحالية للرئيس جو بايدن، والتي اتخذت على عاتقها العمل على إنهاء الأزمة اليمنية، وذلك بتعيين مبعوث خاص للأزمة اليمنية تيم ليندركينغ، الذي زار المنطقة خمسة مرات منذ تعيينه في منصبه فبراير (شباط) الماضي قبل أربعة أشهر.
وفي تصريحات متعددة للمبعوث الأميركي، وكذلك خلال جلسات الاستماع في مجلس الكونغرس، اتهم ليندركينغ إيران بأنها تقف خلف تسليح جماعة الحوثي، وتدعم الجماعة بالتدريبات العسكرية والتسليح، وغيرها من أشكال الدعم التي تزعزع استقرار البلاد، قائلا: «لم أر أي دليل إيجابي على دور إيران في اليمن».
وفي 2014 فرض مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قرار 2140 الذي يقضي بحظر الأسلحة عن جماعة الحوثي، وذلك باتخاذ جميع الدول الأعضاء في المجلس بالتدابير اللازمة لمنع القيام، بشكل مباشر أو غير مباشر، بالتوريد أو البيع أو باستخدام سفن أو طائرات تحمل علمها، لنقل الأسلحة والأعتدة ذات الصلة بجميع أنواعها، وكذلك المساعدة التقنية أو التدريب أو المساعدة المالية أو خلاف ذلك، فيما يتصل بالأنشطة العسكرية أو توفير أي أسلحة وأعتدة، بما في ذلك توفير أفراد المرتزقة المسلحين سواء كان مصدرهم أراضيها أم لا.


مقالات ذات صلة

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ومحافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان خلال زيارة سابقة للجبهات في مأرب (سبأ)

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

أكدت القوات المسلحة اليمنية قدرة هذه القوات على مواجهة جماعة الحوثي وتأمين البحر الأحمر والممرات المائية الحيوية وفي مقدمتها مضيق باب المندب الاستراتيجي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي العام الماضي كان قاسياً على اليمنيين وتضاعفت معاناتهم خلاله (أ.ف.ب)

اليمنيون يودّعون عاماً حافلاً بالانتهاكات والمعاناة الإنسانية

شهد اليمن خلال العام الماضي انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان، وتسببت مواجهات البحر الأحمر والممارسات الحوثية في المزيد من المعاناة للسكان والإضرار بمعيشتهم وأمنهم.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي أطفال جندتهم الجماعة الحوثية خلال 2024 في وقفة تحدٍ لتحالف الازدهار (غيتي)

تحالف حقوقي يكشف عن وسائل الحوثيين لاستقطاب القاصرين

يكشف تحالف حقوقي يمني من خلال قصة طفل تم تجنيده وقتل في المعارك، عن وسائل الجماعة الحوثية لاستدراج الأطفال للتجنيد، بالتزامن مع إنشائها معسكراً جديداً بالحديدة.

وضاح الجليل (عدن)
شؤون إقليمية أرشيفية لبقايا صاروخ بالستي قال الجيش الإسرائيلي إنه أطلق من اليمن وسقط بالقرب من مستوطنة تسور هداسا (إعلام إسرائيلي)

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أطلق من اليمن

قال الجيش الإسرائيلي في ساعة مبكرة من صباح اليوم (السبت)، إن الدفاعات الجوية الإسرائيلية اعترضت صاروخاً أطلق من اليمن.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
الخليج جانب من مؤتمر صحافي عقده «فريق تقييم الحوادث المشترك» في الرياض الأربعاء (الشرق الأوسط)

«تقييم الحوادث» في اليمن يفنّد عدداً من الادعاءات ضد التحالف

استعرض الفريق المشترك لتقييم الحوادث في اليمن عدداً من الادعاءات الموجهة ضد التحالف، وفنّد الحالات، كلٌّ على حدة، مع مرفقات إحداثية وصور.

غازي الحارثي (الرياض)

10 قتلى بجنوب الخرطوم في غارة نفذها الجيش

مواطنون في بورتسودان 30 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)
مواطنون في بورتسودان 30 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)
TT

10 قتلى بجنوب الخرطوم في غارة نفذها الجيش

مواطنون في بورتسودان 30 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)
مواطنون في بورتسودان 30 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

أفاد مُسعفون متطوعون أن عشرة مدنيين سودانيين قُتلوا، وأصيب أكثر من 30 في غارة جوية نفذها الجيش جنوب الخرطوم.

وقالت غرفة الاستجابة الطارئة بالمنطقة، وهي جزء من شبكة من المتطوعين في جميع أنحاء البلاد يعملون على تنسيق إيصال المساعدات في الخطوط الأمامية، إن الضربة التي وقعت، الأحد، استهدفت «محطة الصهريج بمنطقة جنوب الحزام، للمرة الثالثة في أقل من شهر».

وقالت المجموعة إن القتلى قضوا حرقاً، وإن بين الجرحى الثلاثين خمسة في حالة حرجة لإصابتهم بحروق من الدرجة الأولى.

ونُقل بعض المصابين والجثامين المتفحمة إلى مستشفى بشائر الذي يبعد أربعة كيلومترات عن موقع القصف، وفق وكالة «رويترز» للأنباء.

ويأتي الأهالي إلى منطقة الصهريج من مناطق مختلفة بغرض التبضع وشغل أعمال هامشية مثل بيع الأطعمة والشاي.

وقالت المجموعة إن قصف محطة الصهريج، للمرة الثالثة في أقل من شهر، «ليس سوى جزء من حملة تصعيد مستمرة تدحض ادعاءات أن القصف يركز فقط على الأهداف العسكرية، حيث تتركز الغارات على المناطق السكنية المأهولة».

ومنذ أبريل (نيسان) 2023، أسفرت الحرب بين الجيش النظامي السوداني وقوات «الدعم السريع» عن مقتل عشرات الآلاف. وفي العاصمة وحدها، قُتل 26 ألف شخص بين أبريل 2023 ويونيو (حزيران) 2024، وفقاً لتقرير صادر عن كلية لندن للصحة والطب الاستوائي.

وشهدت الخرطوم بعضاً من أسوأ أعمال العنف في الحرب، حيث جرى إخلاء أحياء بأكملها. ولم يتمكن الجيش، الذي يحتكر الأجواء بطائراته النفاثة، من استعادة السيطرة على العاصمة من قوات «الدعم السريع».

وتفيد أرقام الأمم المتحدة بأن ما يقرب من ثلث النازحين داخل السودان، البالغ عددهم 11.5 مليون شخص، فرُّوا من العاصمة.

واتُّهمت قوات «الدعم السريع» والجيش مراراً باستهداف المدنيين وقصف المناطق السكنية دون تمييز.