أعلنت وزارة الدفاع الجزائرية، أنها اكتشفت «مؤامرة خطيرة تستهدف البلاد من طرف حركة استقلال منطقة القبائل» (المعروفة باسم الماك) التي تنشط بمناطق شرق العاصمة، وتسعى لانفصال الولايات التي ينطق سكانها باللغة الأمازيغية.
وذكرت وزارة الدفاع في بيان أمس، أن «عضوا سابقا في الحركة التخريبية قدم اعترافات خطيرة لمصالح الأمن، عن وجود مخطط إجرامي خبيث يعتمد على تنفيذ هذه التفجيرات، ومن ثم استغلال صور تلك العمليات في حملاتها المغرضة والهدامة كذريعة لاستجداء التدخل الخارجي في شؤون بلادنا الداخلية». وأشار البيان إلى أن الشخص يدعى «نور الدين»، من دون توضيح إن كان اعتقل أو سلَم نفسه لأجهزة الأمن.
وأكد البيان أن «عدة عناصر ينتمون للحركة الانفصالية تورطوا في هذا المخطط»، وأنهم «تلقوا تدريبات قتالية في الخارج وبتمويل ودعم من دول أجنبية».
وأضاف البيان، أن «المؤامرة» تأتي في سياق تحقيقات أمنية أطلقها جهاز الاستخبارات الشهر الماضي وأفضت إلى «تفكيك خلية إجرامية مكونة من منتسبين للحركة الانفصالية، متورطين في التخطيط لتنفيذ تفجيرات وأعمال إجرامية، وسط مظاهرات وتجمعات شعبية بعدة مناطق من الوطن، بالإضافة إلى حجز أسلحة حربية ومتفجرات كانت موجهة لتنفيذ مخططاتها الإجرامية»، في إشارة ضمنا، إلى أن التفجيرات المفترضة كانت ستنفذ في مظاهرات الحراك الشعبي، التي تجري كل يوم جمعة.
وتابع البيان أن العملية الأمنية، «تعكس مدى يقظة المصالح الأمنية لوزارة الدفاع، وقدرتها على إحباط المخططات الإجرامية، وهي لا تزال متواصلة لتوقيف جميع المتورطين في هذه المجموعة التخريبية، التي تستهدف زعزعة أمن واستقرار ووحدة البلاد».
ويرأس تنظيم استقلال القبائل، المطرب الأمازيغي فرحات مهني، يقيم بفرنسا منذ سنوات طويلة. أما في الداخل فلا يعرف له قادة بارزون، لكنه يملك أنصارا كثيرين يتميزون بحمل راية الانفصال، ويشاركون بكثرة في الاحتجاجات الأسبوعية بولايات تيزي وزو وبجاية والبويرة شرق العاصمة. واللافت أن السلطات تتحاشى الدخول في مواجهة مع الحركة التي ظهرت في 2011.
وقد أثار وجود أفرادها المكثف في ذكرى إحياء «الربيع البربري»، 20 أبريل (نيسان) من كل سنة الأسبوع الماضي، جدلا كبيرا. وطالب محامون بتصنيفها «حركة إرهابية».
وفي سياق ذي صلة، انتقد يوسف أوشيش السكرتير الأول، لـ«جبهة القوى الاشتراكية»، وهي أقدم حزب معارض يملك قاعدة شعبية واسعة في القبائل، التنظيم الانفصالي بمناسبة اجتماع لكوادر الحزب أول من أمس بالعاصمة.
وقال أوشيش إن الجزائر «رسمت حدودها مترا مترا، وحررت أراضيها شبرا شبرا بسيول من دماء الشهداء الذين بذلتهم كل مناطق الوطن، وعليه فإننا لن نقف مكتوفي الأيدي أمام من يسعى لتفتيت هذه الأرض المقدسة تحت أي اسم كان»، وهي إشارة ضمنا إلى التنظيم المثير للجدل.
الجزائر تحبط «مؤامرة» أعدتها حركة انفصالية
الجزائر تحبط «مؤامرة» أعدتها حركة انفصالية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة