الأسواق الشعبية شرق السعودية... بهجة مضافة خلال رمضان

شارع الحب يصبح الوجهة الجديدة لمرتادي المنطقة

شارع الحب في الدمام اكتمل تطويره الأسبوع الماضي ليجذب مرتاديه في رمضان - يجد فيه الزائر الحلويات الشعبية الرائجة في الخليج

تزدهر الأسواق الشعبية خلال شهر رمضان، بمرتاديها وصخب البيع فيها وحلاوة احتساء الشاي بين طرقاتها، وتزخر المنطقة الشرقية من السعودية بالأسواق القديمة، التي تمتد الحركة فيها لما بعد الواحدة ليلاً، ومن أهمها سوق الدمام الذي يرجع تاريخها إلى أكثر من نصف قرن، لتشكل منذ القدم نقطة جذب للسكان وتجمعاً لروادها من مختلف الأجناس والأعمار والطبقات الاجتماعية المتفاوتة.
وتكمن جاذبية السوق في بساطتها وشعبية الأجواء فيها، إذ تعيد إحياء التراث عبر منتجاتها التي ترتبط بالإرث التاريخي للمنطقة، جامعة الصاغة في متاجر الذهب الممتدة على الشارع، تجاورها محلات الجلابيات والثياب ذات الطابع الخليجي، ومحال الأواني المنزلية القديمة، وأكشاك السمبوسة والبطاطا المقلية، ومباسط المنسوجات والحُلي والأقمشة وبهارات الطبخ.
ويعد الشارع 13 أو ما يعرف بـ«شارع الحب» القلب النابض من سوق الدمام والمنطقة الشعبية ككل، وهو يشابه في أجوائه سوق القيصرية في الأحساء، وسوق المباركية في الكويت، وسوق باب البحرين في المنامة، وبقية الأسواق الشعبية العريقة في الخليج، التي تتقاطع في نوعية المنتوجات التراثية المعروضة، حيث يجد زائرها الحلويات الشعبية الرائجة في الخليج، والملابس المتعلقة بهذه البقعة الجغرافية.
وفي جولة داخل السوق المّزينة بعقود الإضاءة الممتدة، تبدو كثافة الزوار تتصاعد بعد العاشرة مساءً، البعض منهم يكتفي بالتجوّل في الشارع العريض، مستمتعاً باعتدال أجواء المنطقة الشرقية هذه الأيام والهواء العليل الذي يلفها ليلاً، والبعض الآخر يتبضع من المشغولات التي تصنعها نسوة بأيديهن بنقوش تناسب أجواء شهر رمضان وحنين العودة إلى قطع التراث.
واليوم، تعود هذه السوق بحلة جديدة في مشروع تطوير المنطقة المركزية بالدمام (الشارع 13)، الذي يبلغ طوله 350 متراً، وعرض 15 متراً، ويعتبر أحد أهم المناطق الشعبية وأقدمها في المنطقة.
وتحوّل شارع 13 إلى منطقة مشتركة يقلل من الفصل بين المستخدمين من مشاة وحركة السيارات، لتصبح الشوارع أكثر حيوية وتشجعاً على التميز والتفاعل المجتمعي في مختلف الأنشطة مع إعطاء الأولوية للمشاة وإمكانية الوصول الشامل. إلى جانب تغيير مواد الأرضيات والأشجار والشجيرات والألوان ومسارات لذوي الاحتياجات البصرية.
ويأتي ذلك ضمن برامج أنسنة المدن التي تتوافق وبرامج جودة الحياة، يضاف لذلك رصف الشارع بالغرانيت على الجانبين، وتحديد مسار السيارات بالإنترلوك، مع مراعاة تحديد أوقات دخول سيارات تحميل البضائع في أوقات محددة عبر بوابات مخصصة للدخول خدمة لأصحاب المحلات التجارية في تنزيل البضائع، إلى جانب وضع أشجار الظل على طول الشارع، وجلسات بشكل عصري ومصدات للسيارات وأحواض زهور ونباتات وإضاءات تجميلية.