جوان خضر: لا تجوز المنافسة ضمن المسلسل الواحد

الممثل السوري تحدَّث لـ«الشرق الأوسط» عمّا جعل «المقدَّم فجر» يتفوّق

أتقن جوان رَسْم ملامح «فجر» وقدَّم مشهديات صامتة (مشهد من «تحت سابع أرض»)
أتقن جوان رَسْم ملامح «فجر» وقدَّم مشهديات صامتة (مشهد من «تحت سابع أرض»)
TT

جوان خضر: لا تجوز المنافسة ضمن المسلسل الواحد

أتقن جوان رَسْم ملامح «فجر» وقدَّم مشهديات صامتة (مشهد من «تحت سابع أرض»)
أتقن جوان رَسْم ملامح «فجر» وقدَّم مشهديات صامتة (مشهد من «تحت سابع أرض»)

يجعل النصّ وكيفية تناوله دوراً يسطع أكثر من سواه بالنسبة إلى الممثل السوري جوان خضر. تتأكد حالة السطوع بتوفّر عناصر فنّية مُساعِدة تلتحقُ بجودة الورق وإتقان بناء الشخصيات. يَذكُر المُخرجَ أولاً، ويتبعه فريق متكامل من مدير إضاءة وتصوير، وكل مَن يُجمِّلون الدور.

لفت أداؤه شخصية «المقدَّم فجر» في مسلسل «تحت سابع أرض» الرمضاني من بطولة تيم حسن. يُصارح «الشرق الأوسط» بأنها من الشخصيات المُنصِفة؛ فقد بيَّنت أدواته وقرّبته من جمهور ممتدّ على مساحة خرائط. يشاء عدَّ مقوّمات النجاح قبل أيّ حديث عن نفسه. يبدأ من نصّ عمر أبو سعدة الذي يعدُّه من أهم كتّاب الدراما العربية، وكاميرا سامر البرقاوي «أحد ألمع المخرجين؛ صاحب مسلسلات تواكب التقنية الصوَرية»، فإنتاج شركة «الصبّاح أخوان» التي «تُشبع العمل لتُحقّق الإبهار». ثم يشيد باحتراف الكاست وقنوات العرض المُشاهَدة: «وجد (فجر) نفسه وسط معادلة مكتملة. ذلك لا يعني تقصيراً في أدوار سبقت، لكنّ الدور لقي الرواج لبلوغ العناصر الفنّية أعلى مستوياتها».

وجدت الشخصية نفسها وسط معادلة مكتملة (لقطة من المسلسل)

تسلَّل مذاقٌ آخر للنجاح وهو يقرأ دوره على الورق. يقول: «ثمة دائماً مؤشرات. في النهاية، يؤدّي الممثل المطلوب والنتيجة توفيق من الله. العام الماضي، حللتُ ضيفاً في مسلسل (تاج). بـ4 مَشاهد فقط تضمّنتها الحلقة الأولى لتُبنى عليها الأحداث، نلتُ أصداء لا أحصدها أحياناً في أدوار بطولة. ذلك لأؤكد أهمية النصوص المُتقَنة وعملية الإخراج والجماهيرية. يبقى اختبار الممثل لأدواته قبل بدء التصوير، وكيفية صقل استعداده للقاء المُشاهد. بتحقُّق الاجتهاد، يعبُر من الظلّ إلى الضوء، فيتلقّاه الجمهور. هذا مساري في (تحت سابع أرض)».

أتقن رَسْم ملامح «فجر» وقدَّم مشهديات صامتة أغنت الحوار. نطق بعينيه. شخصية مُركَّبة حملت أكثر من تفسير. تراءت في البداية انتقامية على المستوى الشخصي لمراكمتها الشحن حيال شخصية «المقدَّم موسى» (تيم حسن). وبعدها سقط الاحتمال أمام تعاطُف صادق أبداه «فجر» تجاه «موسى» المطروح على الأرض إثر نوبة دماغية سبَّبتها شظية قديمة. يتطلّع جوان خضر إلى شخصيته على أنها اختزال للعدالة. اختبرت مطبّات، وحيَّرت متلقّيها بين مجموعة احتمالات. ففعلُ الانتقام هنا أجّجته الخيبة العاطفية لأذى ألحقه به زميل المهنة. ثم تاه أمام أشكال الثأر: لنفسه أولاً، أم للعدالة؟ للقانون أم للدولة؟ امتلك جميع الأدلّة النفسية على إدانة ضابط في القسم الجنائي، وظلّ حائراً بخلفية الانتقام.

تسلَّل مذاقٌ آخر للنجاح وهو يقرأ دوره على الورق (لقطة من المسلسل)

تُبهره العين بكونها أعمق أدوات الممثل. يقول: «في يومياتنا، نتواصل مع الآخرين بالنظرة. الـ(آي كونتاكت) تُخبر عما قد نُخبّئه. أحياناً، لا يهمّ الكلام مقارنةً بتعبير العينين. ارتكزتُ بأداء شخصية (فجر) على هذه الحقيقة».

لنتحدّث عما تُحرّكه المنافسة بين الزملاء. فجوان خضر قدَّم مع تيم حسن مشهديات حلا انتظارها. يُجيب: «لستُ أحبّذ عدَّها منافسة. فهذه قد تجوز بين مسلسلنا ومسلسل آخر مثلاً، أو بيني وبين ممثل في عمل منفصل. ضمن المسلسل الواحد، ينبغي أن تُستَبعد. نحن هنا في وضعية شراكة. تماماً كما قوام لعبة كرة القدم. فالحارس لا يُنافس المُهاجم. مَهمّته صدّ الكرة المُصوَّبة نحو مرماه. والمُهاجم وظيفته الهدف. هذا هو التشارُك».

قدَّم جوان خضر شخصية مُركَّبة حملت أكثر من تفسير (لقطة من المسلسل)

تُصعِّب كلُّ شخصية تروق الناس حضورَ مؤدّيها في دور مقبل. يقرُّ بفضل «فجر»: «عرَّف فئة كبرى من الجمهور عليَّ، وشكَّل صخرة صلبة أستند إليها للصعود. أعبُر درجي خطوةً خطوة، وهذه الشخصية كانت الخطوة الأكبر».

أطلَّ في الحلقة الأخيرة من «تحت سابع أرض» بوجه مُشوَّه اختزل مصير العدالة. يدرك أنّ بعضاً يصرُّ على التمسُّك بالمبادئ، وآخرين ينجرفون بفعل المتغيّرات. كان «فجر» ممَّن شملهم الجَرْف، لتحوّله شاهداً على الانقلاب ضدّ الحق: «يتعذّر العدل وسط الواقع الفاسد. ففي دولة اللاقانون، يصبح تطبيق القوانين لا منطقياً لانتفاء أدواته. لذا اختارت الشخصية الاقتصاص الشخصي. ذلك يُشبه ما نعرفه عن (الكارما) أو مبدأ (كما تُدين تُدان). فالعدالة، وإنْ فقدت مقوّماتها على الأرض، ستجد مَخرجاً للتحقّق بمشيئة السماء».

لا يُحبّذ جوان خضر المنافسة ضمن المسلسل الواحد (لقطة مع تيم حسن من المسلسل)

وأطلَّ بشخصية غير مُتوقَّعة في مسلسل «ليالي روكسي» الرمضاني. لكنّ العمل حُصر بمُشاهدة ضيِّقة. أخبر جوان خضر مُخرجه محمد عبد العزيز بأنّ هذا الشكل الدرامي لا يُشبهه ولا يُحاكي كيفية تقديمه لنفسه. نصحه بالتجربة: «اقتنعتُ بكلامه. أرادني خارج نمطٍ تمثيلي اعتادني عليه الجمهور. أما لماذا تضاءل حضور المسلسل، فذلك لأسباب منها ما أتحفَّظ عنه، ومنها الواقع السوري الأخير. فبسقوط النظام، لم تُكمل شخصياتٌ دورها. العناصر الفنّية اكتملت تقريباً، لكنه تطلَّب الصبر وتأثَّر بالأحوال».

ولعلّه مرَّ بما يختبره كلُّ ممثل حين يطلّ في دور لا يؤمن به لتحقيق حضور وكسب عيش. يُنهي بمقاربة مسألة الأدوار المُستَحقَّة وتلك «المفروضة» لأسباب وظروف: «قلّما ينجو ممثلٌ من أدوار لا تُعادل توقّعاته. بعضٌ يجعلها تطول في المدّة لتصبح قدراً يحكُم حياته المهنية، وقد يتقاعد من دون أن يبلغ ترف رفض شخصية. سيختار له أقداراً أخرى بالاجتهاد والحظوظ والعلاقات، والأهم، بكيفية تقديم النفس».


مقالات ذات صلة

«إميلي» تعثَّرت في روما فمدَّت لها باريس حبل الإنقاذ

يوميات الشرق إميلي تتنقّل بين روما وباريس في الموسم الخامس من المسلسل (نتفليكس)

«إميلي» تعثَّرت في روما فمدَّت لها باريس حبل الإنقاذ

في الموسم الخامس من مسلسل «Emily in Paris»، الأزياء المزركشة والإعلانات التجارية تحتلُّ المساحة الكبرى.

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق خيرية نظمي في مشهد من فيلم «هجرة» (الشرق الأوسط)

خيرية نظمي لـ«الشرق الأوسط»: حياتي الفنّية بدأت بعد الخمسين

تعود خيرية نظمي إلى فكرة السلام الداخلي، مؤكدةً أنها تعيش حالة رضا وتصالح مع الذات...

إيمان الخطاف (جدة)
يوميات الشرق الممثلان معتصم النهار وأندريا طايع، بطلا مسلسل «مش مهم الإسم» (شركة الصبّاح)

«مش مهم الاسم»... مُخرجة المسلسل تتحدّث عن الكواليس والممثلين

مخرجة «مش مهم الاسم» ليال م. راجحة تشاركنا تفاصيل التحضير للمسلسل والتعاون مع الثنائي معتصم النهار وأندريا طايع.

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق جويل إدجرتون وفيليسيتي جونز... الثنائي الآتي من زمنٍ آخر (نتفليكس)

«أحلام القطار»... فيلم غير عادي عن حياةٍ عادية

«أحلام القطار» يحصد إجماع النقّاد والجمهور قبل الرحلة الكبيرة إلى «الأوسكار».

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق علي الكلثمي شارك تفاصيل منهجه الإخراجي ورحلته داخل الصناعة السعودية (البحر الأحمر)

علي الكلثمي... المخرج السعودي الذي صاغ من السخرية رؤية سينمائية

حملت الجلسة كثيراً من الجدّية في التفاصيل التي قدَّمها علي الكلثمي عن عمله مع الممثلين...

إيمان الخطاف (جدة)

«طلاق» عمرو أديب ولميس الحديدي يخطف الاهتمام بمصر

خلال آخر ظهور للثنائي في خطوبة نجلهما (فيسبوك)
خلال آخر ظهور للثنائي في خطوبة نجلهما (فيسبوك)
TT

«طلاق» عمرو أديب ولميس الحديدي يخطف الاهتمام بمصر

خلال آخر ظهور للثنائي في خطوبة نجلهما (فيسبوك)
خلال آخر ظهور للثنائي في خطوبة نجلهما (فيسبوك)

تصدر خبر طلاق الإعلامي عمرو أديب والإعلامية لميس الحديدي «التريند» في مصر بعد وقت قصير من إعلان الخبر، وتأكيده عبر وسائل إعلام محلية عقب أسابيع من الشائعات.

جاء الطلاق الرسمي، بعد زواج استمر أكثر من 25 عاماً في هدوء وبناءً على طلب الإعلامية لميس الحديدي، وفق مصادر مقرَّبة لها تحدثت لـ«الشرق الوسط». فيما لم يسجل الثنائي أي تعليقات بحساباتهما على مواقع التواصل الاجتماعي رغم انخراطهما في النقاشات العامة بشكل مستمر.

ويطل الثنائي على الشاشة من خلال برنامجي «توك شو»؛ إذ تظهر لميس الحديدي عبر قناة «النهار» من خلال برنامج «الصورة»، فيما يطل عمرو أديب من خلال برنامج «الحكاية» عبر قناة «إم بي سي مصر»، ويوجد البرنامجان ضمن قوائم الأعلى مشاهدة عادةً بين برامج «التوك شو» وفق استطلاعات الرأي.

وتصدر اسم عمرو أديب ولميس الحديدي بشكل منفصل منصة «إكس» في مصر فور إعلان الخبر مع تدوينات عدة مرتبطة بالطلاق جرى إعادة نشرها.

جاء إعلان الانفصال لوسائل الإعلام بعد أسابيع من الشائعات التي لاحقت علاقة الثنائي، وتردد أنها شهدت توترات وشائعات انتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي وتجاهلها الثنائي بشكل كامل ولم يتم التعليق عليها.

نشأت قصة الحب بين الثنائي الإعلامي عمرو أديب ولميس الحديدي خلال عملهما في الصحافة في تسعينات القرن الماضي معاً، بعد انفصال عمرو أديب عن زوجته الأولى، وفق أحاديث أدلى بها الثنائي في لقاءات سابقة، فيما كانت نقطة الخلاف الوحيدة المعلنة بينهما مرتبطة بالتشجيع الكروي، حيث يُعرف عمرو أديب بتشجيع نادي الزمالك بينما تشجع لميس الحديدي النادي الأهلي.

وتحدثت لميس الحديدي عن رغبة عمرو أديب في الارتباط به عدة مرات قبل إعلان الزواج وقيامه بإبعاد كل من يحاول الارتباط بها قبل زواجهما رسمياً.

وعَدّ الخبير في الإعلام الرقمي و«السوشيال ميديا» معتز نادي، التزام الثنائي الصمت عبر مواقع التواصل لأسباب عدة «من بينها شهرتهما على نطاق واسع ليس في مصر فقط بل في العالم العربي، بالإضافة إلى سابقة تناول الثنائي العديد من الأخبار المماثلة عن الانفصال في برامجهما».

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «أخبار زيجات وانفصال المشاهير عادةً ما تكتسب زخماً (سوشيالياً) وتلقى رواجاً وتفاعلاً فور الإعلان عنها لكن استمرار الأمر يختلف من شخص لآخر»، لافتاً إلى أن أولى حلقات الثنائي الإعلامي في برنامجيهما ستكون محل متابعة مكثفة أيضاً وسيكون لها بروز على مواقع التواصل سواء تم التطرق إلى الأمر أم لا منهما.

كان آخر ظهور للثنائي عمرو أديب ولميس الحديدي في خطوبة نجلهما الوحيد عمر التي أُقيمت الشهر الماضي في أجواء عائلية واقتصر الحضور بها على والدَي العروسين.


صلاح جاهين يواصل رسم «ضحكة مصر» رغم الغياب

احتفالية صلاح جاهين ضحكة مصر (وزارة الثقافة)
احتفالية صلاح جاهين ضحكة مصر (وزارة الثقافة)
TT

صلاح جاهين يواصل رسم «ضحكة مصر» رغم الغياب

احتفالية صلاح جاهين ضحكة مصر (وزارة الثقافة)
احتفالية صلاح جاهين ضحكة مصر (وزارة الثقافة)

يواصل الفنان والشاعر صلاح جاهين مهمته في رسم «ضحكة مصر» رغم مرور نحو 40 عاماً على رحيله، حيث استضاف المسرح القومي (وسط القاهرة) عرض حكي وغناء، الأربعاء، متضمناً فقرات عدة تستعيد أغنيات وأفلام وأعمال الفنان الراحل.

الاحتفالية، التي نظمها «المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية» بمناسبة ذكرى ميلاد جاهين، اعتمدت على أسلوب الحكي المسرحي، متضمنة فقرات غنائية على خلفية أعماله، من بينها أوبريت «الليلة الكبيرة»، وأفلام «شفيقة ومتولي»، و«صغيرة على الحب»، و«خلي بالك من زوزو»، إلى جانب الرباعيات الشهيرة.

ويعدّ صلاح جاهين (1930 - 1986) أحد أبرز الشعراء ورسامي الكاريكاتير في مصر، وتغنى بأشعاره الكثير من الفنانين مثل عبد الحليم حافظ وسعاد حسني وسيد مكاوي وعلي الحجار، كما اشتهر برسم الكاريكاتير الساخر في مجلة «صباح الخير»، وفي صحيفة «الأهرام»، ومن أشهر أعماله أوبريت «الليلة الكبيرة» الذي كتبه جاهين ولحنه سيد مكاوي وأخرجه صلاح السقا.

ووفق بيان لوزارة الثقافة المصرية، جاءت الاحتفالية في إطار حرص الوزارة على تكريم رموز الإبداع المصري، احتفاءً بذكرى ميلاد الشاعر والفنان الكبير الراحل صلاح جاهين.

وقال المخرج عادل حسان إن «العرض يأتي ضمن جهود المركز لإحياء ذكرى أعلام الفن المصري وتسليط الضوء على إسهاماتهم الخالدة»، مشيراً في بيان الخميس إلى أن «صلاح جاهين يمثل نموذجاً للمبدع الشامل الذي ترك بصمة لا تُمحى في الوجدان الثقافي المصري، وأن الإقبال الجماهيري الذي شهده العمل يعكس استمرار تأثيره وقدرته على مخاطبة مختلف الأجيال».

الاحتفالية تضمنت أغنيات كتبها صلاح جاهين (وزارة الثقافة)

وإلى جانب شهرته شاعراً وفناناً كاريكاتيراً قدم صلاح جاهين أدواراً صغيرةً في السينما، من بينها مشاركته في أفلام «شهيدة الحب الإلهي» و«لا وقت للحب» و«المماليك»، و«اللص والكلاب»، كما كتب المسلسل التلفزيوني «هو وهي» من بطولة سعاد حسني وأحمد زكي وإخراج يحيى العلمي.

ووصف الناقد الفني المصري، أحمد السماحي، الفنان الراحل صلاح جاهين، بأنه «أسطورة مصرية خالدة بأعماله، ويستحق عن جدارة كل تكريم واحتفاء، واستعادة ذكراه هي لمسة وفاء من المؤسسات المصرية لما قدمه جيل العظماء الذي ينتمي إليه للفن المصري»، وقال السماحي لـ«الشرق الأوسط»: «صلاح جاهين كان رائداً في مجال الأغنية الساخرة خفيفة الظل وفي الكاريكاتير وفي السيناريو وكتابة الأوبريت ومسرحية الطفل، وفي مجالات كثيرة، فهو موهبة استثنائية في الحياة الفنية من الصعب تكرارها».

وشهد العرض الذي قدمه مجموعة من الفنانين على المسرح القومي حضوراً جماهيرياً حاشداً وتفاعلاً كبيراً مع الأعمال التي قدمت، وهو من تأليف محمد مخيمر وأخرجه الفنان محمد مرسي، وشارك في الأداء والحكي الفنانون: هبة سامي، وخالد محروس، ومحمود الزيات، ومصطفى عبد الفتاح، حيث قدموا قراءة فنية وإنسانية لتجربة جاهين الإبداعية، جمعت بين الشعر والغناء والحكي المسرحي، واستعرضت محطات بارزة من مسيرته، في مزيج من البهجة والتأمل.

وتضمن العرض مجموعة من الأغنيات الشهيرة التي كتبها صلاح جاهين، وقام بالغناء كل من أحمد محسن، وهند عمر، وأنغام مصطفى، بمصاحبة الفرقة الموسيقية للمركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية، إشراف الدكتورة رانيا عمر، وقيادة المايسترو الدكتور أحمد ماهر.

ومن أشهر الأغنيات التي كتبها صلاح جاهين أغاني أفلام «أميرة حبي أنا»، و«خلي بالك من زوزو»، و«شفيقة ومتولي»، كما غنى له عبد الحليم حافظ «بستان الاشتراكية» و«صورة»، وغنت له صباح «أنا هنا يا ابن الحلال»، وغنى له سيد مكاوي وعلي الحجار «الرباعيات».


«الميلاد» حول العالم... رسائل أمل وسلام واحتفالات تُعيد الحياة

قداس منتصف الليل في كنيسة المهد ببيت لحم في فلسطين المحتلة (رويترز)
قداس منتصف الليل في كنيسة المهد ببيت لحم في فلسطين المحتلة (رويترز)
TT

«الميلاد» حول العالم... رسائل أمل وسلام واحتفالات تُعيد الحياة

قداس منتصف الليل في كنيسة المهد ببيت لحم في فلسطين المحتلة (رويترز)
قداس منتصف الليل في كنيسة المهد ببيت لحم في فلسطين المحتلة (رويترز)

وسط أجواء من الفرح والأنشطة المتنوعة، عادت المدن حول العالم لتزيين شوارعها واستقبال موسم الميلاد بألوان زاهية، من بيت لحم وغزة إلى الأقصر في مصر وسيدني في أستراليا، معبرة عن الأمل وتجدد الحياة رغم التحديات.

قداس عيد الميلاد في كنيسة المهد ببيت لحم مع مسيرة كشافة فلسطينية (أ.ف.ب)

شهدت بيت لحم والأراضي الفلسطينية احتفالات ميلادية بعد عامين خيّم عليهما النزاع في غزة، حيث عادت الحياة تدريجياً بعد اتفاق وقف إطلاق النار. شارك المئات في ساحة المهد وشارع النجمة في قداس ومسيرة للكشافة، وسط أصوات الطبول وألحان الترنيم الميلادي.

رئيس الوزراء الأسترالي ألبانيزي يقدم الطعام في غداء عيد الميلاد بسيدني (إ.ب.أ)

وقالت كاتياب عمايا، إحدى المشاركات في الكشافة، إن عودة الاحتفالات تمثل رمزاً مهماً لوجود المجتمع المسيحي في المنطقة، وتمنح سكان غزة الأمل في مستقبل أفضل. وأكد السكان أن الاحتفالات تعكس رغبتهم في إعادة الحياة إلى المدينة وتحفيز عودة السياح، بعد فترة من عزوف الزوار وارتفاع معدلات البطالة.

في غزة، أحيا المسيحيون قداس الميلاد في الكنيسة الكاثوليكية الوحيدة بعد وقف إطلاق النار، معبرين عن رغبتهم في عودة الحياة الطبيعية إلى المدينة.

شجرة عيد الميلاد المضيئة في إحدى حدائق بكين (أ.ف.ب)

احتفلت الأقصر التاريخية في صعيد مصر بعيد الميلاد بعروض فلكلورية وألعاب التحطيب، على أنغام الربابة والمزمار، مستعرضة إرث المصريين القدماء في الاحتفال بالأعياد والمواسم. واستمرت الاحتفالات طوال فترة الميلاد ضمن فعاليات الدورة الـ15 للمهرجان القومي للتحطيب، ما أضفى بهجة وفرحاً على السكان والزوار.

أعضاء جوقة أغابي يقدمون عرضاً بمتحف الحضارة المصرية بالقاهرة (أ.ب)

شهد شاطئ بونداي في أستراليا احتفالات محدودة بسبب هجوم إرهابي أودى بحياة 15 شخصاً قبل أيام، حيث حافظ المشاركون على طقوس الميلاد مع احترام ذكرى الضحايا، وسط تعزيز الإجراءات الأمنية، بينما قلل الطقس العاصف من عدد المحتفلين.

وفي الوقت نفسه، تواجه بعض مناطق العالم ظروف طقس صعبة، مثل كاليفورنيا التي أعلنت السلطات فيها حالة الطوارئ تحسباً لفيضانات محتملة، ما يعكس التحديات المتعددة التي تواجه المجتمعات خلال موسم الأعياد.

أوكرانيون يرنمون للميلاد حاملين نجوم بيت لحم وسط مدينة لفيف (إ.ب.أ)

على الرغم من الظروف الصعبة، حملت الاحتفالات الميلادية هذا العام رسائل فرح وتجدد للأمل، سواء في فلسطين أو مصر أو أستراليا. وتجسد هذه الفعاليات قدرة المجتمعات على التعبير عن التضامن والحياة المشتركة، والحفاظ على التراث والثقافة، حتى في أصعب الأوقات.