رندة كعدي: ابنتي هي مدربتي وعيني الثاقبة

الممثلة اللبنانية تطل في مسلسلات «راحوا» و«للموت» و«2020» الرمضانية

تقدم رندة كعدي دور عاشقة من الجيل القديم في مسلسل «للموت»
تقدم رندة كعدي دور عاشقة من الجيل القديم في مسلسل «للموت»
TT

رندة كعدي: ابنتي هي مدربتي وعيني الثاقبة

تقدم رندة كعدي دور عاشقة من الجيل القديم في مسلسل «للموت»
تقدم رندة كعدي دور عاشقة من الجيل القديم في مسلسل «للموت»

على غير عادتها تطل الممثلة اللبنانية رندة كعدي من خلال مسلسل «راحوا» الرمضاني بشخصية شريرة وقاسية. فهي تطل على المشاهد العربي عادة، بشخصية الأم الطيبة والحنون. تخلع رندة عباءتها المسالمة في هذا العمل الدرامي، وتلبس أخرى تلعب من خلالها دور «أم عماد»، المتسلطة صاحبة النظرات الغامضة والحاقدة.
فاجأت رندة كعدي متابعي «راحوا» الذي تعرضه شاشة «إم تي في» المحلية خلال الموسم الرمضاني. فهم يتسمرون في مقاعدهم، يتفرسون في ملامح وجهها، كي يتأكدوا بأنها من تقوم بهذا الدور. فالتغيير طال إطلالتها، ولم يقتصر على أدائها البارع، بل طال أيضاً شكلها الخارجي. فهي اضطرت أن تحلق حاجبيها وترسمها بخط قصير يقطع التناغم المعروفة به في نظراتها. ومع ملامح وجه «أم عماد» القاسية، وإتقانها لغة جسد مشبعة بالغطرسة، تضيف رندة كعدي إلى مشوارها الفني محطة تمثيلية، بدأت تصبح حديث الناس في الشهر الفضيل.
وتعلق رندة كعدي: «بالفعل دور جديد، لم يسبق أن قدمت ما يشبهه إن بالشكل أو بالأداء. فالممثل عليه أن يختبر أي دور يمكن أن يجدد مسيرته ويحفزه على تقديم الأفضل. وكلما عرف كيف يطبع دوره بصدق، نجح وأحبه المشاهد».
ولكن ألم تخافي من ترك انطباع سيء لدى المشاهد الذي أحبك في أدوار الأم بمختلف وجوهها؟ ترد: «في (راحوا) أيضاً ألعب دور الأم ولكن في إطار مختلف. لم أتردد في الموافقة، ولم أتساءل عن رد فعل المشاهد. فهو يمكن أن يراني بعين مختلفة ولكنه لن يكرهني. والدليل على ذلك هو أنه تماهى مع دوري (أم عماد)، واستمتع بمراقبتي بدقة، لأنه رغب في متابعة هذه النقلة في أدائي».
وتؤكد الممثلة اللبنانية التي تركت بصمتها في أعمال عدة ضمن دراما رمضانية سابقة وغيرها، أنه على الممثل أن يصدق النص المكتوب له ويرسم هويته. فيخرجه من الورق ويؤنسنه، ويزوده بالحياة، كي يبدو حقيقياً. هنا يخضع الممثل لامتحان صعب، فإما يترك بصمة يتذكرها الناس، أو يمر مرور الكرام. فالممثل هو بمثابة رادار عليه أن يلتقط أي إشارة تلوح له من بعيد، وأحياناً تسهم شخصية معينة في إخراج طاقة تسكن أعماقه، وعندما يقف أمام الكاميرا، في موقع التصوير، تصبح وكأنها تسكنه. فلو اكتفيت بأداء رندة كعدي الطيبة لكنت فشلت. فتخزين خطوط لشخصيات نلتقيها في حياتنا اليومية، أو نتعرف إليها في فيلم سينمائي أو عمل درامي تساعد في نضوج أداء الممثل. وبرأيي فإن العلم يشكل عنصراً أساسياً يبلور مهارات وتقنيات الممثل. «وأنا كغيري من خريجي المعاهد الفنية، نتمتع بهذه القدرات من صفوفنا ودراستنا حيث اكتسبنا منها قواعد اللعبة. ولن أنسى في هذا الإطار كلام أستاذتي في المعهد التي أعتز بها لطيفة ملتقى. فهي كانت توصينا دائماً بأن يكون أداؤنا شبيهاً بميزان الصائغ. فلا يجب أن يميل يساراً أو يميناً، بل أن يكون مضبوطاً. فلا نزيد ولا ننقص من كمية الانفعال المطلوبة لدور معين».
ومن هي الشخصية الواقعية التي استوحيت منها شخصية «أم عماد»؟ ترد: «لم ألتق في الواقع بشخصية تشبهها، ولكن يمكنني القول بأن غالبية حكامنا وسياسيينا يشبهون (أم عماد) بغطرستها. وأنا حولتهم إلى سيدة، سيما وأن التمثيل يرتكز على الخيال والعامل الافتراضي. فأخذت السيدة من الواقع وطورتها بحيث تناسب شخصية «أم عماد».
ويتناول مسلسل «راحوا» موضوع الإرهاب الممارس في مجتمعاتنا. ويحكي عن حادثة إرهابية تجري في ملهى ليلي. فيدخله إرهابي ويبدأ في رش الساهرين بالرصاص. لتبدأ القصة تأخذ منحى آخر يتراوح بين سندان المشاعر ومطرقة الإرهاب.
وعن كيفية قولبتها لدورها والتحضير له توضح: «إنني أتكل كثيراً على مدرب التمثيل لأن في استطاعته أن يرى أدائي من زاوية أخرى. وهنا لا بد أن أذيع سراً لأول مرة، هو أن ابنتي تمارا كريستينا حاوي هي مدربتي والمشرفة على أدائي وشكلي الخارجي. فأنا أستعين بها في كل دور أنوي تقديمه لأنها متخصصة في إدارة الممثل وتواكبني في جميع أعمالي. هي من اقترحت على مخرج (راحوا) نديم مهنا وكاتبته كلوديا مرشيليان تقديمي في الإطار الذي أطل فيه اليوم. ولولا توافقهما معهاً لما ولدت هذه الشخصية. وهي أيضاً من يتولى اختياري لمكياجي وأزيائي، وكل ما يتعلق بإطلالتي في كل دور. كما أنها تتدخل في أدق التفاصيل كي يأتي الدور متكاملاً. فترسم إطاراً للدور وأنا أترجمه في أدائي. حتى في المنزل هي تدرّبني وتحفظ النصوص معي، خصوصاً أني أتمسك بالنص كما هو». وهل يمكنها أن تتفوق على أستاذة في التمثيل؟ ترد: «أنا خريجة معهد فنون وأنتمي إلى مدرسة تمثيلية قديمة. أما الجيل الشاب فهو على اطلاع دائم على كل جديد، ويملك خلفية ثقافية واسعة. فتمارا خريجة أكاديمية أيضاً ونتفق على كثير من الأمور، بحيث لا أسمح لنفسي بارتكاب أي خطأ معها. ومع ذلك فهي لا تتوانى عن إسداء ملاحظات ونصائح لي. وأحاول دائماً أن أتذكرها على موقع التصوير، حيث يمكن للممثل أن يشرد أحياناً أو أن يميل عن الخط المرسوم لدوره».
وتؤكد رندة كعدي أنه على الممثل أن يكون متطلباً، وألا يرضى عن أدائه بسرعة. «فهو إذا بالغ في الرضا عن نفسه، لن يتمكن من التطور أو الاستمرار». وبحسب رندة كعدي فهي لم تجسد يوماً دور الأم التي تشبهها في حياتها العادية. وتقول لـ«الشرق الأوسط»: «كنت أقوم بالدور كما هو مطلوب مني وجميع الذين عملت معهم هم أبناء المهنة، وخريجو معاهد، ولذلك جاءت أدواري غير مكررة. فكنت الأم على اختلاف شخصياتها، وفي المقابل لم أقدم يوماً دور الأم التي تشبهني». وكيف يمكن أن تشبهك؟ «يجب أن تكون متطلبة جداً ومثالية في تفكيرها. فبرأيي الأم العاملة هي من ضمن هذه الفئة في الحياة الطبيعية، وهكذا تفكر بأولادها ومستقبلهم».
وتطل رندة كعدي في شخصيتين مختلفتين ضمن مسلسلي «2020» و«للموت». وتخبرنا عن الأولى: «أجسد دور الحاجة ضحى الملتزمة بمبادئها الدينية والاجتماعية إلى حد يعتبرها البعض ساذجة التفكير. هذا الدور جذبني، إذ كنت أتشوق لتقمص شخصية من هذا النوع، وأتعرف عليها عن كثب. أما في مسلسل (للموت) فأتاح لي نص نادين جابر أن أقدم شخصية حنان عاشقة من الجيل القديم لم تتزوج. وهي تتوق للارتباط بحبيبها وتكمل معه بقية حياتها.
وقد عملنا عليه بجهد، وسيلمس المشاهد الفرق بين هذه الشخصية وغيرها أن من ناحية اللوك أو الأداء. وللمخرج فيليب أسمر دور كبير في هذين العملين، وأنا أكن له كل تقدير. وأتمنى أن نكون عند حسن ظن المشاهد. فعندما تحملك شركتا إنتاج رائدتان كـ(إيغلز فيلم) و(الصباح إخوان) مسؤولية من هذا النوع يكون حرصنا على النجاح أكبر». تنافس رندة كعدي نفسها بنفسها من خلال ثلاثة أدوار مختلفة، فهل سيكون لديها الوقت لمتابعة أعمال أخرى؟ «بالطبع سأشاهد أعمالاً أخرى مصرية ولبنانية وسورية، وأترك أعمالي إلى ما بعد رمضان كي أتابعها بدقة».


مقالات ذات صلة

أقوى مسلسلات 2025... عودة الوهج إلى دراما المنصات بعد سنتَين من الرتابة

يوميات الشرق أقوى مسلسلات 2025... عودة الوهج إلى دراما المنصات بعد سنتَين من الرتابة

أقوى مسلسلات 2025... عودة الوهج إلى دراما المنصات بعد سنتَين من الرتابة

في 2025 استعادت منصات البثّ بعضاً من تألّقها، بفضل مسلسلات شكّلت مفاجأة للجمهور والنقّاد. اخترنا لكم 7 من بين الأفضل.

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق شريف سلامة وهنادي مهنا في لقطة من مسلسل «سنجل ماذر فاذر» (إم بي سي)

«سنجل ماذر فاذر»... كوميديا عائلية عن التعايش بعد الانفصال

بعد 8 سنوات من الزواج، يقرر كل من «شريف» -الذي يقوم بدوره شريف سلامة- و«سلمى» -ريهام عبد الغفور- الانفصال، أملاً في فرصة ثانية لبدء حياة جديدة.

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق طارق الأمير مع أحمد حلمي في لقطة من فيلم «عسل إسود» (يوتيوب)

طارق الأمير يرحل بعد بصمات مميزة رغم قلة الظهور

غيّب الموت الفنان المصري، طارق الأمير، الأربعاء، بعد مشوار فني قدم خلاله العديد من الأدوار اللافتة.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق الفنانة هند رستم وابنتها بسنت رضا (خاص لـ«الشرق الأوسط»)

«هنومة»... مسلسل عن هند رستم يجدد أزمات دراما السيرة الذاتية

جدد الحديث عن صناعة عمل فني يتناول سيرة الفنانة المصرية الراحلة هند رستم بعنوان «هنومة»، أزمات دراما «السير الذاتية».

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق من كواليس التصوير (حساب ياسمينا العبد على «فيسبوك»)

«ميد تيرم»... حكايات طلابية في زمن الخصوصية الهشّة

يقدّم مسلسل «ميد تيرم» معالجة درامية تنطلق من الحياة اليومية داخل الجامعة بوصفها مساحة تتكثف فيها الأسئلة والضغوط والتجارب الأولى.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

محمد رمضان يُسعد جمهوره... ونهاية حزينة لمسلسلي منى زكي وياسمين عبد العزيز

من كواليس مسلسل «جعفر العمدة» (أرشيفية)
من كواليس مسلسل «جعفر العمدة» (أرشيفية)
TT

محمد رمضان يُسعد جمهوره... ونهاية حزينة لمسلسلي منى زكي وياسمين عبد العزيز

من كواليس مسلسل «جعفر العمدة» (أرشيفية)
من كواليس مسلسل «جعفر العمدة» (أرشيفية)

تباينت نهايات الحلقات الأخيرة من مسلسلات شهر رمضان، التي تزامن عرْض بعضها مساء (الجمعة) مع أول أيام عيد الفطر في كثير من دول العالم، بين النهايات السعيدة والصادمة وأخرى دامية.
كما اتّسم أغلبها بالواقعية، والسعي لتحقيق العدالة في النهاية، ولاقى بعضها صدى واسعاً بين الجمهور، لا سيما في مسلسلات «جعفر العمدة»، و«تحت الوصاية»، و«عملة نادرة»، و«ضرب نار»، و«رسالة الإمام»، و«ستهم».
وشهدت الحلقة الأخيرة من مسلسل «جعفر العمدة» نهاية سعيدة، وفق محبّيه، انتهت بمواجهة ثأرية بين المَعلّم جعفر (محمد رمضان) وزوجته دلال (إيمان العاصي)، حيث طلب من نعيم (عصام السقا) إبلاغ الشرطة لإلقاء القبض عليها، بعدما تمكّن الأول من تسجيل فيديو لزوجته وشقيقيها وهي تقتل بلال شامة (مجدي بدر) واعترافاتها بكل ما قامت به.
وبعد ذلك توجّه جعفر مع ابنه سيف (أحمد داش) إلى بيته في السيدة زينب، حيث اقتصَّ من شقيقَي زوجته دلال، ثم أعلن توبته من الربا داخل المسجد ليبدأ صفحة جديدة من حياته، ولم تتبقَّ سوى زوجته ثريا (مي كساب) على ذمته.
وأشاد الجمهور بأداء الفنانة إيمان العاصي وإتقانها دور الشر، وتصدرت ترند «تويتر» عقب انتهاء الحلقة، ووجهت الشكر للمخرج محمد سامي والفنان محمد رمضان، وكتبت عبر «فيسبوك»: «مهما قلتُ وشكرت المخرج الاستثنائي بالنسبة لي، ونجم الشعب العربي الكبير الذي يحب زملاءه ويهمّه أن يكونوا في أحسن حالاتهم لن يكفي بوست واحد لذلك».
مشهد من مسلسل «ضرب نار» (أرشيفية)

وفي مسلسل «ضرب نار» شهدت الحلقة الأخيرة نهاية دامية بمقتل مُهرة (ياسمين عبد العزيز) أثناء احتفالها وجابر (أحمد العوضي) بزواجهما مرة أخرى، حيث أطلق نجل تاجر مخدرات رصاصة لقتل الأخير، لكن زوجته ضحّت بنفسها من أجله، وتلقت الرصاصة بدلاً منه، قبل القبض على جابر لتجارته في السلاح، ومن ثم تحويل أوراقه للمفتي.
من جهته، قال الناقد الفني المصري خالد محمود، إن نهاية «(جعفر العمدة) عملت على إرضاء الأطراف جميعاً، كما استوعب محمد رمضان الدرس من أعماله الماضية، حيث لم يتورط في القصاص بنفسه، بل ترك القانون يأخذ مجراه، وفكّ حصار الزوجات الأربع لتبقى واحدة فقط على ذمته بعد الجدل الذي فجّره في هذا الشأن».
وأضاف محمود في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن «نهاية مسلسل (ضرب نار) جاءت بمثابة صدمة للجمهور بمقتل مُهرة، لكن المسلسل حقق العدالة لأبطاله جميعاً؛ مُهرة لكتابة ابنها من جابر باسم زوجها الثاني وتضحيتها بحبها، وجابر لقتله كثيراً من الناس، كما اقتص من زيدان (ماجد المصري)».
بوستردعائي لمسلسل «تحت الوصاية» (أرشيفية)

بينما انحاز صناع مسلسل «تحت الوصاية» لنهاية واقعية، وإن بدت حزينة في الحلقة الأخيرة من المسلسل، حيث قام بحارة بإشعال النار في المركب بإيعاز من صالح (محمد دياب)، وفشلت محاولات حنان (منى زكي) والعاملين معها في إخماد الحريق، ثم تم الحكم عليها بالسجن سنة مع الشغل والنفاذ في قضية المركب.
وشهد مسلسل «عملة نادرة» ذهاب نادرة (نيللي كريم) إلى حماها عبد الجبار (جمال سليمان) في بيته للتوسل إليه أن يرفع الحصار عن أهل النجع فيوافق، وبينما يصطحبها إلى مكان بعيد حيث وعدها بدفنها بجوار شقيقها مصوّباً السلاح نحوها، سبقته بإطلاق النار عليه ليموت في الحال آخذة بثأر أخيها.
وانتقدت الناقدة الفنية المصرية صفاء الليثي نهاية مسلسل «عملة نادرة» بعد قيام البطلة (نادرة) بقتل عبد الجبار، ثم تقوم بزراعة الأرض مع ابنها وكأن شيئاً لم يحدث، وسط غياب تام للسلطة طوال أحداث المسلسل، «وكأن هذا النجع لا يخضع للشرطة، ومن الصعب أن أصدّق أن هذا موجود في مصر في الوقت الحالي».
مشهد من مسلسل «ستهم» (أرشيفية)

بينما حملت نهاية مسلسل «ستهم» من بطولة روجينا عديداً من المفاجآت، حيث قام الرئيس بتكريمها ضمن عدد من السيدات اللاتي تحدَّين الظروف ومارسن أعمالاً شاقة وسط الرجال، حيث أشرق وجهها فرحة بعد سنوات من المعاناة.
واختار المخرج السوري الليث حجو، نهاية ثوثيقية للمسلسل الديني «رسالة الإمام» عبر تتر الحلقة الأخيرة، الذي تتّبع كيف انتهت رحلة شخصيات المسلسل الذي تناول سنوات الإمام الشافعي في مصر، موثقاً هذه الحقبة المهمة في تاريخ مدينة الفسطاط، ومن بينها تنفيذ السيدة نفيسة وصيةَ الشافعي وقيامها بالصلاة عليه بعد وفاته، لتبقى في مصر حتى وفاتها عام 208 هجرية.


أجواء احتفالية في مصر ابتهاجاً بعيد الفطر

زحام لافت في ساحات المساجد خلال تأدية صلاة العيد (وزارة الأوقاف المصرية)
زحام لافت في ساحات المساجد خلال تأدية صلاة العيد (وزارة الأوقاف المصرية)
TT

أجواء احتفالية في مصر ابتهاجاً بعيد الفطر

زحام لافت في ساحات المساجد خلال تأدية صلاة العيد (وزارة الأوقاف المصرية)
زحام لافت في ساحات المساجد خلال تأدية صلاة العيد (وزارة الأوقاف المصرية)

سادت أجواء البهجة منذ الساعات الأولى من صباح أول أيام عيد الفطر في مصر، حيث احتشد المصلون من مختلف الأعمار في ساحات المساجد، وسط تكبيرات العيد التي ترددت أصداؤها في المحافظات المختلفة.
وشهدت ساحات المساجد زحاماً لافتاً، مما أدى إلى تكدس المرور في كثير من الميادين، والمناطق المحيطة بالمساجد الكبرى بالقاهرة مثل مسجد الإمام الحسين، ومسجد عمرو بن العاص، ومسجد السيدة نفيسة، ومسجد السيدة زينب، وكذلك شهدت ميادين عدد من المحافظات الأخرى زحاماً لافتاً مع صباح يوم العيد مثل ساحة مسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية.
وتبدأ مع صلاة العيد أولى مباهج الاحتفالات عبر «إسعاد الأطفال»، وفق ما تقول ياسمين مدحت (32 عاماً) من سكان محافظة الجيزة (غرب القاهرة). مضيفةً أن «صلاة العيد في حد ذاتها تعد احتفالاً يشارك الأهالي في صناعة بهجته، وفي كل عام تزداد مساحة مشاركة المصلين بشكل تطوعي في توزيع البالونات على الأطفال، وكذلك توزيع أكياس صغيرة تضم قطع حلوى أو عيدية رمزية تعادل خمسة جنيهات، وهي تفاصيل كانت منتشرة في صلاة العيد هذا العام بشكل لافت»، كما تقول في حديثها مع «الشرق الأوسط».

بالونات ومشاهد احتفالية في صباح عيد الفطر (وزارة الأوقاف المصرية) 
ويتحدث أحمد عبد المحسن (36 عاماً) من محافظة القاهرة، عن تمرير الميكروفون في صلاة العيد بين المُصلين والأطفال لترديد تكبيرات العيد، في طقس يصفه بـ«المبهج»، ويقول في حديثه مع «الشرق الأوسط» إن «الزحام والأعداد الغفيرة من المصلين امتدت إلى الشوارع الجانبية حول مسجد أبو بكر الصديق بمنطقة (مصر الجديدة)، ورغم أن الزحام الشديد أعاق البعض عند مغادرة الساحة بعد الصلاة بشكل كبير، فإن أجواء العيد لها بهجتها الخاصة التي افتقدناها في السنوات الأخيرة لا سيما في سنوات (كورونا)».
ولم تغب المزارات المعتادة عن قائمة اهتمام المصريين خلال العيد، إذ استقطبت الحدائق العامة، ولعل أبرزها حديقة الحيوان بالجيزة (الأكبر في البلاد)، التي وصل عدد الزائرين بها خلال الساعات الأولى من صباح أول أيام العيد إلى ما يتجاوز 20 ألف زائر، حسبما أفاد، محمد رجائي رئيس الإدارة المركزية لحدائق الحيوان، في تصريحات صحافية.
ويبلغ سعر تذكرة حديقة الحيوان خمسة جنيهات، وهو مبلغ رمزي يجعل منها نزهة ميسورة لعدد كبير من العائلات في مصر. ومن المنتظر أن ترتفع قيمة التذكرة مع الانتهاء من عملية التطوير التي ستشهدها الحديقة خلال الفترة المقبلة، التي يعود تأسيسها إلى عام 1891، وتعد من بين أكبر حدائق الحيوان في منطقة الشرق الأوسط من حيث المساحة، حيث تقع على نحو 80 فداناً.


الشماغ السعودي في ذروة مواسم بيعه

بائع يستعرض عشرات الأنواع من الشماغ الذي يبلغ أعلى مواسمه البيعية في آخر رمضان (الشرق الأوسط)
بائع يستعرض عشرات الأنواع من الشماغ الذي يبلغ أعلى مواسمه البيعية في آخر رمضان (الشرق الأوسط)
TT

الشماغ السعودي في ذروة مواسم بيعه

بائع يستعرض عشرات الأنواع من الشماغ الذي يبلغ أعلى مواسمه البيعية في آخر رمضان (الشرق الأوسط)
بائع يستعرض عشرات الأنواع من الشماغ الذي يبلغ أعلى مواسمه البيعية في آخر رمضان (الشرق الأوسط)

أفصح مختصون في نشاط صناعة واستيراد الشماغ السعودي عن بلوغ هذا الزي التقليدي الرسمي أعلى مواسم البيع السنوية، مسجلاً مبيعات تُقدَّر بنحو 900 مليون ريال سنوياً، كاشفين عن توجهات المستهلكين الذين يبرز غالبيتهم من جيل الشباب، وميلهم إلى التصاميم الحديثة والعالمية، التي بدأت في اختراق هذا اللباس التقليدي، عبر دخول عدد من العلامات التجارية العالمية على خط السباق للاستحواذ على النصيب الأكبر من حصة السوق، وكذلك ما تواجهه السوق من تحديات جيوسياسية ومحلية.
ومعلوم أن الشماغ عبارة عن قطعة قماش مربعة ذات لونين (الأحمر والأبيض)، تُطوى عادة على شكل مثلث، وتُلبس عن طريق وضعها على الرأس، وهي لباس تقليدي للرجال في منطقة الخليج العربي وبعض المناطق العربية في العراق والأردن وسوريا واليمن، حيث يُعد جزءاً من ثقافة اللبس الرجالي، ويلازم ملابسه؛ سواء في العمل أو المناسبات الاجتماعية وغيرها، ويضفي عليه أناقة ويجعله مميزاً عن غيره.
وقال لـ«الشرق الأوسط»، الرئيس التنفيذي لـ«شركة الامتياز المحدودة»، فهد بن عبد العزيز العجلان، إن حجم سوق الأشمغة والغتر بجميع أنواعها، يتراوح ما بين 700 و900 مليون ريال سنوياً، كما تتراوح كمية المبيعات ما بين 9 و11 مليون شماغ وغترة، مضيفاً أن نسبة المبيعات في المواسم والأعياد، خصوصاً موسم عيد الفطر، تمثل ما يقارب 50 في المائة من حجم المبيعات السنوية، وتكون خلالها النسبة العظمى من المبيعات لأصناف الأشمغة المتوسطة والرخيصة.
وأشار العجلان إلى أن الطلب على الملابس الجاهزة بصفة عامة، ومن ضمنها الأشمغة والغتر، قد تأثر بالتطورات العالمية خلال السنوات الماضية، ابتداءً من جائحة «كورونا»، ومروراً بالتوترات العالمية في أوروبا وغيرها، وانتهاء بالتضخم العالمي وزيادة أسعار الفائدة، إلا أنه في منطقة الخليج العربي والمملكة العربية السعودية، فإن العام الحالي (2023) سيكون عام الخروج من عنق الزجاجة، وسيشهد نمواً جيداً مقارنة بالأعوام السابقة لا يقل عن 20 في المائة.
وحول توجهات السوق والمستهلكين، بيَّن العجلان أن غالبية المستهلكين للشماغ والغترة هم من جيل الشباب المولود بين عامي 1997 و2012، ويميلون إلى اختيار التصاميم والموديلات القريبة من أشكال التصاميم العالمية، كما أن لديهم معرفة قوية بأسماء المصممين العالميين والماركات العالمية، لافتاً إلى أن دخول الماركات العالمية، مثل «بييركاردان» و«إس تي ديبون» و«شروني 1881» وغيرها إلى سوق الأشمغة والغتر، ساهم بشكل فعال وواضح في رفع الجودة وضبط المواصفات.
وأضاف العجلان أن سوق الملابس كغيرها من الأسواق الاستهلاكية تواجه نوعين من المشكلات؛ تتمثل في مشكلات جيوسياسية ناتجة عن جائحة «كورونا» والحرب الروسية الأوكرانية، ما تسبب في تأخر شحن البضائع وارتفاع تكاليف الشحن وارتفاع الأسعار بسبب التضخم وارتفاع أسعار الفائدة، بينما تتمثل المشكلات المحلية في انتشار التقليد للعلامات العالمية والإعلانات المضللة أحياناً عبر وسائل الاتصال الاجتماعي.
من جهته، أوضح ناصر الحميد (مدير محل بيع أشمغة في الرياض) أن الطلب يتزايد على الأشمغة في العشر الأخيرة من شهر رمضان من كل عام، ويبدأ الطلب في الارتفاع منذ بداية الشهر، ويبلغ ذروته في آخر ليلتين قبل عيد الفطر، مضيفاً أن الشركات تطرح التصاميم الجديدة في شهر شعبان، وتبدأ في توزيعها على منافذ البيع والمتاجر خلال تلك الفترة.
وأشار الحميد إلى أن سوق الأشمغة شهدت، في السنوات العشر الأخيرة، تنوعاً في التصاميم والموديلات والماركات المعروضة في السوق، وتنافساً كبيراً بين الشركات المنتجة في الجودة والسعر، وفي الحملات التسويقية، وفي إطلاق تصاميم وتطريزات جديدة، من أجل كسب اهتمام المستهلكين وذائقتهم، والاستحواذ على النصيب الأكبر من مبيعات السوق، واستغلال الإقبال الكبير على سوق الأشمغة في فترة العيد. وبين الحميد أن أكثر من نصف مبيعات المتجر من الأشمغة تكون خلال هذه الفترة، مضيفاً أن أسعارها تتراوح ما بين 50 و300 ريال، وتختلف بحسب جودة المنتج، والشركة المصنعة، وتاريخ الموديل، لافتاً إلى أن الشماغ عنصر رئيسي في الأزياء الرجالية الخليجية، ويتراوح متوسط استهلاك الفرد ما بين 3 و5 أشمغة في العام.