الضوء الأزرق والعين... نتائج طبية غير حاسمة

أبحاث تشير إلى تأثيره على جودة النوم وقلة جدوى النظارات الحاجبة له

الضوء الأزرق والعين... نتائج طبية غير حاسمة
TT

الضوء الأزرق والعين... نتائج طبية غير حاسمة

الضوء الأزرق والعين... نتائج طبية غير حاسمة

تزداد أهمية وقاية العينين من التعرض للضوء الأزرق، نظراً لإفادة مجموعات من الدراسات الطبية باحتمالات تسبب ذلك بتأثيرات على صحة الشبكية وإعاقة سهولة النوم وتدني مستوى الحالة النفسية للمرء.
ولكن رغم ثبوت أضرار أشعة الضوء الأزرق على أجزاء مختلفة من العين، فإن مصادر طب العيون تذكر أن المهم في حصول تلك الأضرار هو مصدر تلك الأشعة الزرقاء اللون، ومدى قوتها، ومدة تعرض العينين لها. كما لا يزال من غير الواضح والثابت علمياً مدى جدوى ارتداء نظارات حجب الضوء الأزرق BLBG في تخفيف المعاناة من الأرق الليلي أو أضرار العين، نظراً لاختلاف نتائج الدراسات الطبية حول جدواها.
ويُفيد بعض الباحثين الطبيين أن غالبية تلك الدراسات شملت أعداداً قليلة من الناس، وتتبعت ارتداء النظارات تلك لفترات قصيرة (بعضها نحو أسبوع فقط)، كما لم يكن من الواضح من البداية؛ هل الأرق لدى أولئك الأشخاص كان بسبب النظر في شاشات الهاتف المحمول والكومبيوتر، أم هو لأسباب أخرى لا علاقة لها بالتعرض للإضاءة الزرقاء. وهذا الأمر يجعل نتائجها غير حاسمة لجهة القول بعدم جدوى أو جدوى ارتداء النظارات الواقية تلك، خاصة أن غالبية تلك الدراسات أكدت أن من الثابت علمياً تسبب التعرض الليلي للضوء الأزرق في خفض إنتاج الدماغ لهرمون الميلاتونين، الهرمون الطبيعي المساعد لتسهيل النوم، وأن اللجوء إلى ارتداء تلك النظارات الواقية هو خطوة لم يثبت ضررها ومحتملة الفائدة.

الضوء الأزرق

وضمن عدد 8 مارس (آذار) الماضي من مجلة صحة النوم Sleep Health، عرض باحثون أميركيون، من جامعة ولاية مونتانا، دراستهم الطبية بعنوان «تأثير النظارات التي تحجب الضوء الأزرق المسائي على النوم لدى البالغين الأصحاء». وقال الباحثون في مقدمة دراستهم: «ثبت أن الضوء الأزرق المسائي يثبط الميلاتونين، ما قد يؤثر سلباً على جودة النوم. ولكن لا يزال تأثير تدخلات حجب الضوء الأزرق المسائي (باستخدام النظارات الخاصة بذلك) على النوم غير واضح. وتختبر الدراسة الحالية الفرضية القائلة بأن هذه النظارات تعمل على تحسين النوم في مجموعة من البالغين الأصحاء». وأفادوا في نتائج دراستهم أنه لم يكن ثمة تأثير واضح لارتدائها في فترة المساء، ولمدة أسبوع فقط، لدى مجموعة قليلة من الناس الذين شملتهم الدراسة.
وأشاروا بذلك إلى دراسة سابقة لباحثين من مركز صحة القلب والأوعية الدموية السلوكية بكلية الطب بجامعة كولومبيا في نيويورك، تم نشرها ضمن عدد يناير (كانون الثاني) 2018 من مجلة الأبحاث النفسية J Psychiatr Res، بعنوان «حجب الضوء الأزرق الليلي للأرق». وفيها قال الباحثون: «قد يساهم استخدام الأجهزة الإلكترونية الباعثة للضوء Light - Emitting Devices قبل النوم، في مشكلات النوم أو تفاقمها، عن طريق قمع الميلاتونين والتسبب في إثارة الفسيولوجيا العصبية». وأفادوا في نتائجهم أنه بمقارنة ارتدائها بعدم ذلك، لمدة ساعتين قبل النوم لمدة أسبوع واحد، أدى ارتداء نظارات حجب الضوء الأزرق إلى تحسين النوم لدى الأفراد الذين يعانون من أعراض الأرق. وقالوا: «هذه النتائج لها صلة صحية بالنظر إلى الاستخدام الواسع للأجهزة الباعثة للضوء قبل النوم وانتشار الأرق، وتمثل هذه العدسات تدخلاً علاجياً آمناً وبأسعار معقولة ويسهل تنفيذه لأعراض الأرق».
وهو ما أكدته دراسة أخرى لباحثين تشيكيين من المؤسسة الوطنية للصحة النفسية في براغ، تم نشرها ضمن عدد فبراير (شباط) 2020 للمجلة الدولية لعلم الأحياء الزمني Journal Chronobiology International، بعنوان «حجب الضوء والنوم جيداً... ترشيح الضوء الأزرق المسائي جزء من العلاج السلوكي المعرفي للأرق». وقالوا في نتائجهم: «نقدم مزيداً من الأدلة على أن حجب الضوء قصير الموجة (الضوء الأزرق) في ساعات المساء، قد يكون مفيداً للمرضى الذين يعانون من الأرق».

تضرر العين

وأفادت المؤسسة الأميركية للتنكس البقعي في شبكية العين AMDF قائلة: «تشير الأدلة العلمية إلى أن الضوء الأزرق عامل خطر في المساهمة في ظهور أو تطور التنكس البقعي Macular Degeneration، بالإضافة إلى أمراض العيون الأخرى مثل اعتام عدسة العين. ومع ذلك، فإن الضوء الأزرق المنبعث من الشمس والضوء الأزرق المنبعث من الأجهزة الإلكترونية يختلفان بشكل كبير. وفي حين أن معظم الأبحاث تتفق على أن ارتداء النظارات الشمسية التي تحجب الأشعة فوق البنفسجية هو إجراء وقائي مهم ضد التعرض لأشعة الشمس، فإن البحث في الضوء الأزرق المنبعث من الأجهزة الإلكترونية متناقض وغير حاسم».
وأوضحت جانباً آخر بقولها: «علاوة على ذلك، تُظهر الأبحاث السابقة (للضوء الأزرق) آثاراً ضارة فقط عندما تكون قدرة الضوء 3 ميكرو واط أو أكثر. ولكن قدرة الضوء المنبعث من الأجهزة الإلكترونية لا تزيد عادة عن 1 ميكرو واط». ولم تُعطِ إجابات واضحة حول ارتداء نظارات الوقاية من الضوء الأزرق، ولا سيما أنه لم تثبت أضرار لذلك، وتركت ذلك لاستشارة طبيب العيون. قائلة: «من الأفضل دائماً استشارة اختصاصي العناية بالعيون الخاص بك وتحديد الأفضل بالنسبة لك».
ويوضح الدكتور ديفيد رامزي، من كلية الطب بجامعة هارفارد، قائلاً: «كل يوم، يُسأل اختصاصيّو الشبكية عن مخاطر الضوء الأزرق المنبعث من الأجهزة الإلكترونية. ويتساءل اكثير من الناس عما إذا كان الضوء الأزرق سيزيد من خطر الإصابة بالتنكس البقعي والعمى. والإجابة المختصرة على هذا السؤال الشائع هي؛ لا. إن كمية الضوء الأزرق المنبعث من الأجهزة الإلكترونية، بما في ذلك الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية وأجهزة تلفزيون إل إي دي LED وأجهزة الكومبيوتر المحمولة، غير ضارة بشبكية العين أو أي جزء آخر من العين».

نظارات خاصة

ويذكر أطباء العيون في كليفلاندكلينك أن نظارات حجب الضوء الأزرق تحتوي على عدسات مصنوعة خصيصاً لحجب الضوء الأزرق المنبعث من الشاشات الرقمية. ويُمكنها حماية العين من الوهج وتقليل الضرر المحتمل على شبكية العين من التعرض الطويل للضوء الأزرق. ولكن الدكتور ريشي سينغ، طبيب العيون في كليفلاندكلينك، يُوضّح بقول مفاده: «معظم مشكلات العين من الشاشات الرقمية، تندرج تحت مصطلح يسمى متلازمة مشاهدة الكومبيوتر CVS.
وهي عبارة عن مجموعة واسعة من مشكلات إجهاد العين وعدم الراحة، نتيجة إرهاق العين باستمرار أثناء النظر إلى الشاشة. وعدم ارتياح العين لا يرجع مباشرة إلى الضوء الأزرق نفسه». ويُضيف الدكتور سينغ: «لسوء الحظ، لم يتم إجراء كثير من الأبحاث باستخدام النظارات التي تحجب الضوء الأزرق. وتلك الدراسات التي تم إجراؤها، كانت صغيرة جداً وليست من نفس نوعية الدراسات التي نراها في الممارسة الإكلينيكية».
لكن بالمقابل، تذكر بروك بيرس، اختصاصية البصريات في مايوكلينك بميناسوتا، قائلة: «الضوء الأزرق يمكن أن يضر بخلايا الشبكية الحساسة في أعماق العين. والعدسات المتخصصة تمثل إحدى الطرق التي يمكنك من خلالها حماية عينيك في تصفية الضوء الأزرق من حولك بشكل انتقائي حتى تتلقى عيناك ضوءاً جيداً، وفي نفس الوقت تقلل من تعرضك للضوء الأزرق السيئ».
* استشارية في الباطنية

الضوء الأزرق وشاشات الأجهزة الإلكترونية

> تعتمد كيفية إدراكنا لون الضوء على 4 خلايا رئيسية حساسة للضوء Light - Sensitive Cells في شبكية العين، 3 منها هي خلايا «مستقبلات ضوئية مخروطية» Cone Photoreceptors، وواحدة منها هي خلايا «مستقبلات ضوئية قضيبية» Rod Photoreceptor. وجميع هذه الخلايا توجد داخل طبقة شبكية العين Retina.
وخلال النهار، تستشعر خلايا «المستقبلات الضوئية المخروطية» الضوءَ بنشاط، ولكل منها ذروة حساسية في الأجزاء الزرقاء أو الخضراء أو الحمراء من طيف الضوء المرئي. وبالتالي، يتم تحديد إحساسنا بالألوان من خلال توازن نشاط هذه الخلايا الثلاث. ولكن في الليل، عندما يكون الضوء خافتاً جداً، لا يتم تحفيز خلايا «المستقبلات الضوئية المخروطية»، ولذا فإن إحساسنا بالألوان يخفّ. وحينها نظل ندرك العالم من حولنا كـ«ظلال رمادية» لأن نوعاً واحداً فقط من المستقبلات الضوئية يبقى يحافظ على وظيفتنا البصرية، وهي خلايا «المستقبلات الضوئية القضيبية».
ومعظم مصادر الضوء المتوهج، كضوء الشمس والنار، تحتوي على طيف واسع من أنواع الأشعة الضوئية. لكن تقنية إل إي دي LED (الصمامات الثنائية الباعثة للضوء Light Emitting Diodes) تنتج موجات ضوء لا يمكن تمييزه تقريباً عن الضوء الأبيض للنهار، وتحتوي على الضوء الأزرق. والضوء الأزرق الصادر من شاشات الأجهزة الإلكترونية الحديثة المعتمدة على تقنية LED، من غير المحتمل أن يشكل خطراً جسدياً على شبكية العين مقارنة بالنظر مباشرة إلى مصابيح LED ذات الطاقة العالية الشديدة السطوع.
يقول الدكتور ديفيد رامزي، من كلية الطب بجامعة هارفارد: «الإلكترونيات الاستهلاكية ليست ضارة بشبكية العين مقارنة بالشمس. والتعرض لمستويات معتدلة من الضوء الأزرق للأجهزة الإلكترونية الاستهلاكية لا يكاد يذكر، ولن يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالتنكس البقعي أو الإضرار بأي جزء آخر من العين.
ومع ذلك، فإن استخدام هذه الأجهزة قد يعطل النوم أو يزعج جوانب أخرى من صحتك أو إيقاع الساعة البيولوجية». ولكنه أوضح أن هذا الضوء الأزرق الخفيف نسبياً، من المحتمل أن يحفز نشاط الساعة البيولوجية Circadian Clock أكثر مقارنة بمصادر الضوء التقليدية. ما يتسبب ببقاء المرء مستيقظاً، أو يعطل نومه، أو تكون له تأثيرات أخرى على إيقاعه اليومي في المزاج أو غيره.

4 حقائق بيولوجية عن الضوء الأزرق

> دون الدخول في تفاصيل فيزيائية معقدة، توجد علاقة عكسية بين الطول الموجي لأشعة الضوء وكمية الطاقة التي تحتويها. والأشعة الموجودة على الطرف الأحمر من طيف الضوء الشمسي المرئي، لها أطوال موجية أكبر، وبالتالي طاقة أقل، والأشعة الموجودة على الطرف الأزرق من الطيف لها أطوال موجية أقصر وطاقة أكثر. والضوء المرئي يتكون من إشعاع كهرومغناطيسي بأطوال موجية تتراوح من 380 نانومتراً على الطرف الأزرق من الطيف، إلى نحو 700 نانومتر على الطرف الأحمر.
ومن النقاط الرئيسية حول الضوء الأزرق...
- يُعرَف الضوء الأزرق عموماً بأنه؛ ضوء مرئي يتراوح من 380 إلى 500 نانومتر. ولذا فإن ما يقرب من ثلث الضوء المرئي هو ضوء أزرق «مرئي عالي الطاقة» HEV. والضوء الأزرق ليس فقط في الضوء الذي تراه العين أزرقاً، بل قد يكون موجوداً ضمن الضوء الأبيض أو لون آخر. ويُعد الضوء الأزرق مصدر قلق صحي لأنه يحتوي على طاقة أكبر لكل فوتون من الضوء مقارنة بالألوان الأخرى في الطيف المرئي، أي الضوء الأخضر أو الأحمر.
- ضوء الشمس هو المصدر الرئيسي للضوء الأزرق، ولكن هناك أيضاً الكثير من المصادر الداخلية للضوء الأزرق من صنع الإنسان، بما في ذلك الإضاءة الفلورنستية وإضاءة LED وشاشات عرض الأجهزة. وكمية الضوء الأزرق من هذه الأجهزة ضئيلة مقارنة بضوء الشمس. ولكن مقدار الوقت الذي يقضيه الأشخاص في استخدام هذه الأجهزة، وقرب هذه الشاشات من وجه المستخدم يثير قلق كثير من أطباء العيون وغيرهم بشأن الآثار طويلة المدى المحتملة له.
- العين ليست جيدة في حجب الضوء الأزرق. وتعتبر القرنية والعدسة فعالة للغاية في منع الأشعة فوق البنفسجية من الوصول إلى شبكية العين الحساسة للضوء في الجزء الخلفي من مقلة العين. ولكن كل الضوء الأزرق يمر تقريباً عبر القرنية والعدسة ويصل إلى شبكية العين. والتعرض المفرط للضوء الأزرق يمكن أن يضر بالخلايا الحساسة للضوء في شبكية العين. ولكن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لتحديد مقدار الضوء الأزرق الذي يضر شبكية العين.
- ليس كل الضوء الأزرق سيئاً، لأن التعرض «المعتدل» للضوء الأزرق في النهار له فوائد صحية جيدة من نواحي تعزيز اليقظة، ومساعدة الذاكرة، وتنشيط الوظيفة الإدراكية، ورفع الحالة المزاجية، وتنظيم إيقاع الساعة البيولوجية ليقظة الجسم ودورة النوم. لكن كثيراً من الضوء الأزرق في وقت متأخر من الليل يمكن أن يعطل هذه الدورة، ما قد يتسبب في ليالي بلا نوم وإرهاق أثناء النهار.


مقالات ذات صلة

صحتك فتيات يتناولن الآيس كريم على جسر ويستمنستر في لندن (إ.ب.أ)

خبراء ينصحون: لا تشترِ هذه الأطعمة مرة أخرى

ينصح الخبراء باستبعاد مجموعة من الأطعمة تماماً من وجباتك الغذائية. وللأسف، أكثر الأطعمة غير الصحية التي نتناولها هي غالباً الأطعمة الأفضل طعماً.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك الأنظمة الغذائية النباتية تُعد بدائل صحية للأنظمة الغنية باللحوم أو الأطعمة المصنعة (بيكسيلز)

هل تساعد الأنظمة الغذائية النباتية في الوقاية من مرض السكري وأمراض القلب؟

قال موقع هيلث لاين إن الأبحاث تُظهر وجود فوائد عديدة مرتبطة باتباع نظام غذائي نباتي، حيث أنه قد يكون أفضل للوقاية من مرض السكري

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
صحتك تناول الفلفل الحار يمكن أن يساعد في خفض ضغط الدم (رويترز)

ماذا يحدث لضغط دمك عند تناول الفلفل الحار بانتظام؟

يمكن لتناول الفلفل الحار «كاملاً» بانتظام بوصفه جزءاً من نظام غذائي صحي للقلب أن يساعد في خفض ضغط الدم. لكن يمكن أن يكون لتناوله أيضاً تأثير معاكس.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك يُعد صفار البيض أحد المصادر الطبيعية لفيتامين «د» الذي يرتبط نقصه باضطرابات المزاج مثل الاكتئاب (بيكسباي)

ماذا يحدث لضغط الدم عند تناول البيض؟

قالت مجلة «بارادي» الأميركية إن أمراض القلب هي السبب الرئيسي للوفاة، وارتفاع ضغط الدم يعد عاملاً خطيراً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

هوايات تنشط عقلك وتحافظ على شبابه... تعرف عليها

بعض الهوايات قد تساعد في الحفاظ على شباب الدماغ (أ.ب)
بعض الهوايات قد تساعد في الحفاظ على شباب الدماغ (أ.ب)
TT

هوايات تنشط عقلك وتحافظ على شبابه... تعرف عليها

بعض الهوايات قد تساعد في الحفاظ على شباب الدماغ (أ.ب)
بعض الهوايات قد تساعد في الحفاظ على شباب الدماغ (أ.ب)

وجدت دراسة دولية واسعة النطاق أن بعض الهوايات الإبداعية كالموسيقى والرقص والرسم، وحتى بعض ألعاب الفيديو، قد تساعد في الحفاظ على شباب الدماغ بيولوجياً.

وبحسب شبكة «فوكس نيوز» الأميركية، فقد قام فريق الدراسة بتحليل بيانات أدمغة أكثر من 1400 بالغ من جميع الأعمار حول العالم، ووجدوا أن أولئك الذين يمارسون هذه الهوايات بانتظام يُظهرون أنماطاً دماغية تبدو أصغر من أعمارهم الحقيقية.

ووفقاً للدراسة، فإن حتى الفترات القصيرة من النشاط الإبداعي، مثل ممارسة ألعاب الفيديو لبضعة أسابيع فقط، كان لها فوائد ملحوظة.

وجمع العلماء بيانات الدماغ من أشخاص ذوي خبرة متقدمة في رقص التانغو والموسيقى والفنون البصرية (مثل الرسم والنحت والتصوير) وألعاب الفيديو، كما استعانوا بأشخاص لا يمارسون أياً من هذه الهوايات للمقارنة.

إضافةً إلى ذلك، خضعت مجموعة ثالثة لتدريب قصير المدى في لعبة ستار كرافت 2، وهي لعبة فيديو استراتيجية، ليتمكن الباحثون من معرفة تأثير تعلم مهارة إبداعية جديدة على الدماغ خلال بضعة أسابيع فقط.

وخضع جميع المشاركين لمسح دماغي بتقنية تخطيط كهربية الدماغ (EEG) وتخطيط كهربية الدماغ المغناطيسي (MEG)، والذي أُدخل في نماذج ذكاء اصطناعي تُقدّر عمر الدماغ بيولوجياً مقارنةً بالعمر الزمني للشخص.

ثم استخدم الباحثون نماذج حاسوبية متقدمة لاستكشاف أسباب حماية الهوايات الإبداعية للدماغ، ووجدوا أن الهوايات تُساعد على تقوية الشبكات المسؤولة عن التنسيق والانتباه والحركة وحل المشكلات، والتي قد تضعف مع التقدم في السن.

وأظهر الأشخاص الذين مارسوا هذه الهوايات لسنوات طويلة أكبر انخفاض في عمر الدماغ، ولكن حتى المبتدئون أظهروا تحسناً كبيراً، حيث عززت الألعاب الاستراتيجية مؤشرات عمر الدماغ بعد حوالي 30 ساعة من التدريب.

وقال الدكتور كارلوس كورونيل، المؤلف الرئيسي وزميل ما بعد الدكتوراه في المعهد العالمي لصحة الدماغ، بكلية ترينيتي في دبلن، في بيان: «من أهم استنتاجاتنا أنه ليس بالضرورة أن تكون خبيراً في هواية ما للاستفادة من آثارها الإيجابية على الدماغ».

ووفقاً للباحثين، يُعد هذا أول دليل واسع النطاق يربط بشكل مباشر بين هوايات إبداعية متعددة وإبطاء شيخوخة الدماغ، على الرغم من أن الأبحاث السابقة ربطت الإبداع بتحسن المزاج والرفاهية.

وقال الدكتور أوغستين إيبانيز، الذي شارك أيضا في الدراسة، في بيان: «يبرز الإبداع كعامل حاسم لصحة الدماغ، يُضاهي التمارين الرياضية أو النظام الغذائي». وأضاف: «تفتح نتائجنا آفاقاً جديدة للتدخلات القائمة على الإبداع لحماية الدماغ من الشيخوخة والأمراض».

ومع ذلك، حذّر الباحثون من أن النتائج لا تزال مبكرة وتأتي مع بعض القيود، بما في ذلك أن معظم المشاركين كانوا بالغين أصحاء، وأن الدراسة لم تتتبع الأشخاص على المدى الطويل للتأكد من تسبب الهوايات في انخفاض خطر الإصابة بالخرف لديهم فيما بعد.


دراسة تكشف: العمل من المنزل يُعزز الصحة النفسية للنساء أكثر من الرجال

سيدة تعمل في منزلها وأمامها طفلها في هولندا (أرشيفية - رويترز)
سيدة تعمل في منزلها وأمامها طفلها في هولندا (أرشيفية - رويترز)
TT

دراسة تكشف: العمل من المنزل يُعزز الصحة النفسية للنساء أكثر من الرجال

سيدة تعمل في منزلها وأمامها طفلها في هولندا (أرشيفية - رويترز)
سيدة تعمل في منزلها وأمامها طفلها في هولندا (أرشيفية - رويترز)

أصبح العمل من المنزل جزءاً لا يتجزأ من ثقافة العمل حول العالم، إلا أن تأثيره على الصحة النفسية لا يزال محل نقاش واسع.

ويطرح العمل من المنزل عدداً من الأسئلة، أبرزها: «هل يُمكن للعمل من المنزل أن يُعزز صحتك النفسية؟ إذا كان الأمر كذلك، فما عدد أيام الأسبوع المُثلى؟ من يستفيد أكثر من غيره؟ وهل يعود ذلك إلى عدم وجود تنقلات؟»، وقام بحث جديد بالبحث عن إجابات، استناداً إلى بيانات مسح طويلة الأمد لأكثر من 16 ألف عامل في أستراليا. ووجد البحث أن العمل من المنزل يُعزز الصحة النفسية للنساء أكثر من الرجال.

وقامت الدراسة بتحليل بيانات 20 عاماً من المسح الوطني لديناميكيات الأسرة والدخل والعمل في أستراليا، مما سمح بتتبع العمل والصحة النفسية لأكثر من 16 ألف موظف، حسب موقع «ساينس ألرت».

ولم يتم إدراج عامين من جائحة كوفيد (2020 و2021)؛ «لأن الصحة النفسية للأفراد آنذاك ربما تكون قد تأثرت بعوامل لا علاقة لها بالعمل من المنزل»، وفق يان كاباتيك، زميل باحث في معهد ملبورن للبحوث الاقتصادية والاجتماعية التطبيقية، وفيردي بوثا، زميل باحث أول، معهد ملبورن للبحوث الاقتصادية والاجتماعية التطبيقية، وكلاهما في جامعة ملبورن.

وتتبعت الدراسة الأفراد بمرور الوقت ودراسة كيفية تغير صحتهم النفسية بالتزامن مع أنماط تنقلهم وترتيبات عملهم من المنزل. واستثنت الدراسة أي تغييرات ناجمة عن أحداث حياتية رئيسية (مثل الانتقال إلى وظيفة جديدة أو ولادة أطفال).

وركزت الدراسة على عاملين لمعرفة ما إذا كان هناك أي تأثير على الصحة النفسية: وقت التنقل والعمل من المنزل، كما تمت دراسة ما إذا كانت هذه التأثيرات تختلف بين الأشخاص ذوي الصحة النفسية الجيدة والسيئة.

فوائد العمل الهجين

وكشفت الدراسة أن للعمل من المنزل تأثيراً إيجابياً قوياً على الصحة النفسية للنساء، ولكن فقط في ظروف معينة، فقد سُجلت أكبر المكاسب عندما عملت النساء بشكل رئيسي من المنزل مع قضاء بعض الوقت (يوم إلى يومين) في المكتب أو في الموقع كل أسبوع.

بالنسبة للنساء ذوات الصحة النفسية الضعيفة، أدى هذا الترتيب إلى صحة نفسية أفضل من العمل حصرياً في الموقع. كانت المكاسب مماثلة لتلك الناتجة عن زيادة دخل الأسرة بنسبة 15 في المائة.

ويتوافق هذا الاكتشاف مع دراسة سابقة، وجدت أن نفس النوع من ترتيبات العمل الهجينة أدى إلى تحسين الرضا الوظيفي والإنتاجية.

التوازن بين العمل والحياة الأسرية

لم تقتصر فوائد الصحة النفسية للنساء على توفير وقت التنقل فحسب. ولأن تحليلنا أخذ التنقل في الاعتبار بشكل منفصل، فقد عكست هذه الفوائد جوانب إيجابية أخرى للعمل من المنزل. وتشمل هذه الجوانب انخفاض ضغوط العمل أو مساعدتهن على التوفيق بين العمل والحياة الأسرية.

لم يكن للعمل الخفيف أو المتقطع من المنزل تأثير واضح على الصحة النفسية للنساء. أما الأدلة على العمل من المنزل بدوام كامل فكانت أقل دقة، ويعود ذلك إلى حد كبير إلى أننا رأينا عدداً قليلاً نسبياً من النساء يفعلن ذلك.

بالنسبة للرجال، لم يكن للعمل من المنزل أي تأثير موثوق إحصائياً على الصحة النفسية، سواء كان إيجابياً أو سلبياً، بغض النظر عن عدد أيام عملهم من المنزل أو في الموقع.

وقد يعكس هذا التوزيع الجنساني للمهام في الأسر الأسترالية، بالإضافة إلى ميل شبكات العلاقات الاجتماعية والصداقة للرجال إلى الاعتماد بشكل أكبر على العمل.

العمل من المنزل والصحة النفسية

وأفادت الدراسة بأن العمال الذين يعانون من ضعف في الصحة النفسية هم الأكثر تأثراً بالتنقلات الطويلة، والأكثر استفادة من ترتيبات العمل من المنزل. ويعود ذلك جزئياً إلى أن الأشخاص الذين يعانون من ضعف في الصحة النفسية لديهم بالفعل قدرة محدودة على التعامل مع المواقف العصيبة.

بالنسبة للنساء اللواتي يعانين من ضعف في الصحة النفسية، يمكن أن يُمثل العمل من المنزل دفعة قوية لرفاهيتهن. وبالنسبة للرجال الذين يعانون من ضعف في الصحة النفسية، فإن تقليل أوقات التنقل الناتج عن ذلك يمكن أن يُساعد أيضاً.

ومع ذلك، يبدو أن العمال الذين يتمتعون بصحة نفسية جيدة أقل تأثراً بأنماط التنقل والعمل من المنزل. قد لا يزالون يُقدرون المرونة، لكن آثار ترتيبات عملهم على الصحة النفسية أقل.

أبرز توصيات الدراسة

وأفادت الدراسة بعدد من التوصيات، وهي:

- إذا كنت عاملاً، فراقب كيف يؤثر التنقل وأنماط العمل من المنزل المختلفة على صحتك النفسية بدلاً من افتراض وجود نهج واحد هو الأفضل. إذا كنت تعاني من مشاكل في الصحة النفسية، فخطط للمهام الأكثر إلحاحاً في الأيام التي تعمل فيها في البيئة التي تشعر فيها براحة أكبر.

- إذا كنت صاحب عمل، فوفر ترتيبات عمل مرنة من المنزل، خاصةً للموظفين الذين يعانون من مشاكل في الصحة النفسية. فكر في نماذج العمل الهجينة التي تشمل كلاً من وقت العمل في المنزل ووقت العمل في المكتب، لأنها تبدو الأكثر فائدة. تعامل مع وقت التنقل كعامل في مناقشات عبء العمل والرفاهية. تجنب سياسات العودة إلى المكتب التي قد لا تناسب الجميع.

- إذا كنت تُصدر سياسات عامة، فاستثمر في تقليل الازدحام وتحسين سعة النقل العام. عزز الأطر التي تشجع على ترتيبات العمل المرنة. ادعم الوصول إلى خدمات الصحة النفسية.


خبراء ينصحون: لا تشترِ هذه الأطعمة مرة أخرى

فتيات يتناولن الآيس كريم على جسر ويستمنستر في لندن (إ.ب.أ)
فتيات يتناولن الآيس كريم على جسر ويستمنستر في لندن (إ.ب.أ)
TT

خبراء ينصحون: لا تشترِ هذه الأطعمة مرة أخرى

فتيات يتناولن الآيس كريم على جسر ويستمنستر في لندن (إ.ب.أ)
فتيات يتناولن الآيس كريم على جسر ويستمنستر في لندن (إ.ب.أ)

ينصح الخبراء باستبعاد مجموعة من الأطعمة تماماً من وجباتك الغذائية. وللأسف، أكثر الأطعمة غير الصحية التي نتناولها هي غالباً الأطعمة الأفضل طعماً.

وبالنظر إلى حجم الضرر الذي يمكن أن تسببه الأطعمة فائقة التصنيع لأجسامنا، حيث كشفت دراسة حديثة أنها ترتبط غالباً بضرر يطول كل عضو رئيسي في الجسم، فقد حان الوقت للتخلي عنها تماماً إذا كنت تطمح لعمر طويل وجسم صحيح.

وكشف الخبراء، وفقاً لموقع «لاد بايبل»، عن مجموعة من الأطعمة والمشروبات يُفترض ألا نشتريها مرة أخرى، وقد ينقذك هذا القرار فعلاً.

إليك الأطعمة والمشروبات التي يجب أن تخرجها مباشرة من سلة التسوق وتعيدها إلى رفوف المتجر:

البيتزا المجمدة

تحتوي البيتزا التي تشتريها من المتاجر على الملح والمواد الحافظة التي لا تُفيد صحتك. من المكونات الشائعة في البيتزا المجمدة حمض «أوميغا-6» الدهني، الذي يمكن أن يسبب التهابات خطيرة في الدماغ. يقول جيمس غودوين، مدير العلوم في شبكة صحة الدماغ البريطانية: «الالتهاب المزمن هو أحد المحركات الرئيسية لأخطر الأمراض الحديثة، بما فيها أمراض القلب، والمتلازمة الأيضية، والسكري، والتهاب المفاصل، وألزهايمر، والعديد من أنواع السرطان». قد تكون البيتزا المجمدة رخيصة وسهلة التحضير، لكن عندما يتعلق الأمر بالبيتزا، تظل تلك المصنوعة من مكونات طازجة هي الأفضل دائماً لجسمك.

عصير البرتقال

أثار هذا المشروب جدلاً طويلاً، فبينما نتعلم منذ الصغر أن الفاكهة مفيدة لصحتنا، نجد أن عصير الفاكهة غالباً ما يكون محملاً بالسكر.

قال جايلز يو، مؤلف كتاب «لماذا لا تحسب السعرات الحرارية» لصحيفة «تلغراف»: «عصير البرتقال يدخل في قائمة أكثر الأشياء التي أكرهها؛ لأن الناس يعتقدون أنه صحي بينما يحتوي في الواقع على نفس تركيز السكر الموجود في كوب من الكولا».

المشروبات الغازية المخصصة للحمية

مشروب شائع آخر هو المشروبات الغازية المخصصة للحمية، حيث توحي كلمة «حمية» (دايت) بانطباع خاطئ عن أنها صحية. وأوضحت الطبيبة صايرة حميد: «تسبب هذه المشروبات اضطراباً في بكتيريا الأمعاء مما يؤثر على مستويات السكر في الدم وتحتوي على سعرات حرارية أكثر من الطعام الذي نتناوله، مما قد يؤدي إلى زيادة الوزن».

الآيس كريم والبسكويت

يحتوي الآيس كريم والبسكويت على محتوى عالٍ من السكر. وتقول ريهان ستيفنسون، اختصاصية التغذية ومؤسسة علامة «آرتاه» للعناية الصحية: «يجب التخلص من الأطعمة التي تحتوي على شراب الذرة عالي الفركتوز من نظامك الغذائي».

اللحوم المصنعة والحمراء

نوع آخر من الأطعمة ارتبط بالتسبب في السرطان هو اللحوم المصنعة والحمراء؛ لذا من يتبعون أنظمة «اللحوم فقط» لا يدركون عواقب أفعالهم. أكدت مؤسسة أبحاث السرطان في المملكة المتحدة أن كل 35 غراماً من اللحوم المصنعة تتناولها يومياً تزيد خطر الإصابة بسرطان الأمعاء بنسبة 20 في المائة بينما يصبح الخطر بنسبة 19 في المائة مع كل 50 غراماً من اللحوم الحمراء.

الخبز الأبيض

تقول خبيرة التغذية لوسي ميلر: «الخبز الأبيض هو كربوهيدرات مكررة للغاية تحتوي على قيمة غذائية ضئيلة، وهو أكبر مساهم في استهلاك الملح في المملكة المتحدة، كما أنه طعام مرتفع على مؤشر الجلايسيمي، الذي يقيس سرعة وحدة تأثير الأطعمة على مستويات الجلوكوز في الدم»؛ لذا، ربما يكون من الأفضل الالتزام بالخبز المصنوع منزلياً والمخبوز طازجاً بدلاً من المنتجات المعبأة.

الزبادي قليل الدسم ذو النكهة

عندما تكون المنتجات قليلة الدسم، يتم ضخ السكر لتعويض النكهة المفقودة في الزبادي، وهو ما ليس مفيداً لصحتنا بطبيعة الحال.

في هذه الحالة، يُعد الزبادي الطبيعي كامل الدسم أو الزبادي اليوناني الخيار الأفضل على الأرجح.

تقول الدكتورة إيميلي ليمينغ، كبيرة علماء التغذية في «كينغز كوليدج» بلندن: «هناك حد يبدأ عنده الضرر الناتج عن السكريات المضافة وهو نحو 65 غراماً يومياً؛ لذا كلما تجاوزت هذه الكمية زاد ارتباط ذلك بمشكلات صحية. تذكروا مع ذلك أن ما تتناولونه على المدى الطويل هو المهم، وليس طعام يوم واحد فقط».

زيت جوز الهند

قد يكون من الأفضل التمسك بزيت الزيتون البكر عالي الجودة. وتوضح الطبيبة إيميلي ليمينغ: «يحظى زيت جوز الهند باهتمام إعلامي كبير وسمعة كونه مفيداً لصحتك، لكن هذا لا يستند إلى أدلة علمية. في الواقع، يحتوي على نسبة دهون مشبعة تزيد بنحو الثلث عن الزبدة، وتقليل تناول الدهون المشبعة مهم لخفض خطر الإصابة بأمراض القلب».

الأطعمة فائقة التصنيع الأخرى

إذا تمكنت من تجنب المواد الغذائية السابقة في مشترياتك الأسبوعية، فمن المهم ألا تملأ الفراغ بأطعمة رخيصة وسهلة التحضير أخرى، مثل الوجبات الجاهزة أو الشعيرية سريعة التحضير؛ لأنها أيضاً قد تكون فائقة التصنيع. من الضروري الحفاظ على نظام غذائي متوازن وصحي يحتوي على الكثير من الخضراوات والألياف، التي غالباً ما تفتقر إليها هذه الأطعمة.