الضوء الأزرق والعين... نتائج طبية غير حاسمة

أبحاث تشير إلى تأثيره على جودة النوم وقلة جدوى النظارات الحاجبة له

الضوء الأزرق والعين... نتائج طبية غير حاسمة
TT

الضوء الأزرق والعين... نتائج طبية غير حاسمة

الضوء الأزرق والعين... نتائج طبية غير حاسمة

تزداد أهمية وقاية العينين من التعرض للضوء الأزرق، نظراً لإفادة مجموعات من الدراسات الطبية باحتمالات تسبب ذلك بتأثيرات على صحة الشبكية وإعاقة سهولة النوم وتدني مستوى الحالة النفسية للمرء.
ولكن رغم ثبوت أضرار أشعة الضوء الأزرق على أجزاء مختلفة من العين، فإن مصادر طب العيون تذكر أن المهم في حصول تلك الأضرار هو مصدر تلك الأشعة الزرقاء اللون، ومدى قوتها، ومدة تعرض العينين لها. كما لا يزال من غير الواضح والثابت علمياً مدى جدوى ارتداء نظارات حجب الضوء الأزرق BLBG في تخفيف المعاناة من الأرق الليلي أو أضرار العين، نظراً لاختلاف نتائج الدراسات الطبية حول جدواها.
ويُفيد بعض الباحثين الطبيين أن غالبية تلك الدراسات شملت أعداداً قليلة من الناس، وتتبعت ارتداء النظارات تلك لفترات قصيرة (بعضها نحو أسبوع فقط)، كما لم يكن من الواضح من البداية؛ هل الأرق لدى أولئك الأشخاص كان بسبب النظر في شاشات الهاتف المحمول والكومبيوتر، أم هو لأسباب أخرى لا علاقة لها بالتعرض للإضاءة الزرقاء. وهذا الأمر يجعل نتائجها غير حاسمة لجهة القول بعدم جدوى أو جدوى ارتداء النظارات الواقية تلك، خاصة أن غالبية تلك الدراسات أكدت أن من الثابت علمياً تسبب التعرض الليلي للضوء الأزرق في خفض إنتاج الدماغ لهرمون الميلاتونين، الهرمون الطبيعي المساعد لتسهيل النوم، وأن اللجوء إلى ارتداء تلك النظارات الواقية هو خطوة لم يثبت ضررها ومحتملة الفائدة.

الضوء الأزرق

وضمن عدد 8 مارس (آذار) الماضي من مجلة صحة النوم Sleep Health، عرض باحثون أميركيون، من جامعة ولاية مونتانا، دراستهم الطبية بعنوان «تأثير النظارات التي تحجب الضوء الأزرق المسائي على النوم لدى البالغين الأصحاء». وقال الباحثون في مقدمة دراستهم: «ثبت أن الضوء الأزرق المسائي يثبط الميلاتونين، ما قد يؤثر سلباً على جودة النوم. ولكن لا يزال تأثير تدخلات حجب الضوء الأزرق المسائي (باستخدام النظارات الخاصة بذلك) على النوم غير واضح. وتختبر الدراسة الحالية الفرضية القائلة بأن هذه النظارات تعمل على تحسين النوم في مجموعة من البالغين الأصحاء». وأفادوا في نتائج دراستهم أنه لم يكن ثمة تأثير واضح لارتدائها في فترة المساء، ولمدة أسبوع فقط، لدى مجموعة قليلة من الناس الذين شملتهم الدراسة.
وأشاروا بذلك إلى دراسة سابقة لباحثين من مركز صحة القلب والأوعية الدموية السلوكية بكلية الطب بجامعة كولومبيا في نيويورك، تم نشرها ضمن عدد يناير (كانون الثاني) 2018 من مجلة الأبحاث النفسية J Psychiatr Res، بعنوان «حجب الضوء الأزرق الليلي للأرق». وفيها قال الباحثون: «قد يساهم استخدام الأجهزة الإلكترونية الباعثة للضوء Light - Emitting Devices قبل النوم، في مشكلات النوم أو تفاقمها، عن طريق قمع الميلاتونين والتسبب في إثارة الفسيولوجيا العصبية». وأفادوا في نتائجهم أنه بمقارنة ارتدائها بعدم ذلك، لمدة ساعتين قبل النوم لمدة أسبوع واحد، أدى ارتداء نظارات حجب الضوء الأزرق إلى تحسين النوم لدى الأفراد الذين يعانون من أعراض الأرق. وقالوا: «هذه النتائج لها صلة صحية بالنظر إلى الاستخدام الواسع للأجهزة الباعثة للضوء قبل النوم وانتشار الأرق، وتمثل هذه العدسات تدخلاً علاجياً آمناً وبأسعار معقولة ويسهل تنفيذه لأعراض الأرق».
وهو ما أكدته دراسة أخرى لباحثين تشيكيين من المؤسسة الوطنية للصحة النفسية في براغ، تم نشرها ضمن عدد فبراير (شباط) 2020 للمجلة الدولية لعلم الأحياء الزمني Journal Chronobiology International، بعنوان «حجب الضوء والنوم جيداً... ترشيح الضوء الأزرق المسائي جزء من العلاج السلوكي المعرفي للأرق». وقالوا في نتائجهم: «نقدم مزيداً من الأدلة على أن حجب الضوء قصير الموجة (الضوء الأزرق) في ساعات المساء، قد يكون مفيداً للمرضى الذين يعانون من الأرق».

تضرر العين

وأفادت المؤسسة الأميركية للتنكس البقعي في شبكية العين AMDF قائلة: «تشير الأدلة العلمية إلى أن الضوء الأزرق عامل خطر في المساهمة في ظهور أو تطور التنكس البقعي Macular Degeneration، بالإضافة إلى أمراض العيون الأخرى مثل اعتام عدسة العين. ومع ذلك، فإن الضوء الأزرق المنبعث من الشمس والضوء الأزرق المنبعث من الأجهزة الإلكترونية يختلفان بشكل كبير. وفي حين أن معظم الأبحاث تتفق على أن ارتداء النظارات الشمسية التي تحجب الأشعة فوق البنفسجية هو إجراء وقائي مهم ضد التعرض لأشعة الشمس، فإن البحث في الضوء الأزرق المنبعث من الأجهزة الإلكترونية متناقض وغير حاسم».
وأوضحت جانباً آخر بقولها: «علاوة على ذلك، تُظهر الأبحاث السابقة (للضوء الأزرق) آثاراً ضارة فقط عندما تكون قدرة الضوء 3 ميكرو واط أو أكثر. ولكن قدرة الضوء المنبعث من الأجهزة الإلكترونية لا تزيد عادة عن 1 ميكرو واط». ولم تُعطِ إجابات واضحة حول ارتداء نظارات الوقاية من الضوء الأزرق، ولا سيما أنه لم تثبت أضرار لذلك، وتركت ذلك لاستشارة طبيب العيون. قائلة: «من الأفضل دائماً استشارة اختصاصي العناية بالعيون الخاص بك وتحديد الأفضل بالنسبة لك».
ويوضح الدكتور ديفيد رامزي، من كلية الطب بجامعة هارفارد، قائلاً: «كل يوم، يُسأل اختصاصيّو الشبكية عن مخاطر الضوء الأزرق المنبعث من الأجهزة الإلكترونية. ويتساءل اكثير من الناس عما إذا كان الضوء الأزرق سيزيد من خطر الإصابة بالتنكس البقعي والعمى. والإجابة المختصرة على هذا السؤال الشائع هي؛ لا. إن كمية الضوء الأزرق المنبعث من الأجهزة الإلكترونية، بما في ذلك الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية وأجهزة تلفزيون إل إي دي LED وأجهزة الكومبيوتر المحمولة، غير ضارة بشبكية العين أو أي جزء آخر من العين».

نظارات خاصة

ويذكر أطباء العيون في كليفلاندكلينك أن نظارات حجب الضوء الأزرق تحتوي على عدسات مصنوعة خصيصاً لحجب الضوء الأزرق المنبعث من الشاشات الرقمية. ويُمكنها حماية العين من الوهج وتقليل الضرر المحتمل على شبكية العين من التعرض الطويل للضوء الأزرق. ولكن الدكتور ريشي سينغ، طبيب العيون في كليفلاندكلينك، يُوضّح بقول مفاده: «معظم مشكلات العين من الشاشات الرقمية، تندرج تحت مصطلح يسمى متلازمة مشاهدة الكومبيوتر CVS.
وهي عبارة عن مجموعة واسعة من مشكلات إجهاد العين وعدم الراحة، نتيجة إرهاق العين باستمرار أثناء النظر إلى الشاشة. وعدم ارتياح العين لا يرجع مباشرة إلى الضوء الأزرق نفسه». ويُضيف الدكتور سينغ: «لسوء الحظ، لم يتم إجراء كثير من الأبحاث باستخدام النظارات التي تحجب الضوء الأزرق. وتلك الدراسات التي تم إجراؤها، كانت صغيرة جداً وليست من نفس نوعية الدراسات التي نراها في الممارسة الإكلينيكية».
لكن بالمقابل، تذكر بروك بيرس، اختصاصية البصريات في مايوكلينك بميناسوتا، قائلة: «الضوء الأزرق يمكن أن يضر بخلايا الشبكية الحساسة في أعماق العين. والعدسات المتخصصة تمثل إحدى الطرق التي يمكنك من خلالها حماية عينيك في تصفية الضوء الأزرق من حولك بشكل انتقائي حتى تتلقى عيناك ضوءاً جيداً، وفي نفس الوقت تقلل من تعرضك للضوء الأزرق السيئ».
* استشارية في الباطنية

الضوء الأزرق وشاشات الأجهزة الإلكترونية

> تعتمد كيفية إدراكنا لون الضوء على 4 خلايا رئيسية حساسة للضوء Light - Sensitive Cells في شبكية العين، 3 منها هي خلايا «مستقبلات ضوئية مخروطية» Cone Photoreceptors، وواحدة منها هي خلايا «مستقبلات ضوئية قضيبية» Rod Photoreceptor. وجميع هذه الخلايا توجد داخل طبقة شبكية العين Retina.
وخلال النهار، تستشعر خلايا «المستقبلات الضوئية المخروطية» الضوءَ بنشاط، ولكل منها ذروة حساسية في الأجزاء الزرقاء أو الخضراء أو الحمراء من طيف الضوء المرئي. وبالتالي، يتم تحديد إحساسنا بالألوان من خلال توازن نشاط هذه الخلايا الثلاث. ولكن في الليل، عندما يكون الضوء خافتاً جداً، لا يتم تحفيز خلايا «المستقبلات الضوئية المخروطية»، ولذا فإن إحساسنا بالألوان يخفّ. وحينها نظل ندرك العالم من حولنا كـ«ظلال رمادية» لأن نوعاً واحداً فقط من المستقبلات الضوئية يبقى يحافظ على وظيفتنا البصرية، وهي خلايا «المستقبلات الضوئية القضيبية».
ومعظم مصادر الضوء المتوهج، كضوء الشمس والنار، تحتوي على طيف واسع من أنواع الأشعة الضوئية. لكن تقنية إل إي دي LED (الصمامات الثنائية الباعثة للضوء Light Emitting Diodes) تنتج موجات ضوء لا يمكن تمييزه تقريباً عن الضوء الأبيض للنهار، وتحتوي على الضوء الأزرق. والضوء الأزرق الصادر من شاشات الأجهزة الإلكترونية الحديثة المعتمدة على تقنية LED، من غير المحتمل أن يشكل خطراً جسدياً على شبكية العين مقارنة بالنظر مباشرة إلى مصابيح LED ذات الطاقة العالية الشديدة السطوع.
يقول الدكتور ديفيد رامزي، من كلية الطب بجامعة هارفارد: «الإلكترونيات الاستهلاكية ليست ضارة بشبكية العين مقارنة بالشمس. والتعرض لمستويات معتدلة من الضوء الأزرق للأجهزة الإلكترونية الاستهلاكية لا يكاد يذكر، ولن يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالتنكس البقعي أو الإضرار بأي جزء آخر من العين.
ومع ذلك، فإن استخدام هذه الأجهزة قد يعطل النوم أو يزعج جوانب أخرى من صحتك أو إيقاع الساعة البيولوجية». ولكنه أوضح أن هذا الضوء الأزرق الخفيف نسبياً، من المحتمل أن يحفز نشاط الساعة البيولوجية Circadian Clock أكثر مقارنة بمصادر الضوء التقليدية. ما يتسبب ببقاء المرء مستيقظاً، أو يعطل نومه، أو تكون له تأثيرات أخرى على إيقاعه اليومي في المزاج أو غيره.

4 حقائق بيولوجية عن الضوء الأزرق

> دون الدخول في تفاصيل فيزيائية معقدة، توجد علاقة عكسية بين الطول الموجي لأشعة الضوء وكمية الطاقة التي تحتويها. والأشعة الموجودة على الطرف الأحمر من طيف الضوء الشمسي المرئي، لها أطوال موجية أكبر، وبالتالي طاقة أقل، والأشعة الموجودة على الطرف الأزرق من الطيف لها أطوال موجية أقصر وطاقة أكثر. والضوء المرئي يتكون من إشعاع كهرومغناطيسي بأطوال موجية تتراوح من 380 نانومتراً على الطرف الأزرق من الطيف، إلى نحو 700 نانومتر على الطرف الأحمر.
ومن النقاط الرئيسية حول الضوء الأزرق...
- يُعرَف الضوء الأزرق عموماً بأنه؛ ضوء مرئي يتراوح من 380 إلى 500 نانومتر. ولذا فإن ما يقرب من ثلث الضوء المرئي هو ضوء أزرق «مرئي عالي الطاقة» HEV. والضوء الأزرق ليس فقط في الضوء الذي تراه العين أزرقاً، بل قد يكون موجوداً ضمن الضوء الأبيض أو لون آخر. ويُعد الضوء الأزرق مصدر قلق صحي لأنه يحتوي على طاقة أكبر لكل فوتون من الضوء مقارنة بالألوان الأخرى في الطيف المرئي، أي الضوء الأخضر أو الأحمر.
- ضوء الشمس هو المصدر الرئيسي للضوء الأزرق، ولكن هناك أيضاً الكثير من المصادر الداخلية للضوء الأزرق من صنع الإنسان، بما في ذلك الإضاءة الفلورنستية وإضاءة LED وشاشات عرض الأجهزة. وكمية الضوء الأزرق من هذه الأجهزة ضئيلة مقارنة بضوء الشمس. ولكن مقدار الوقت الذي يقضيه الأشخاص في استخدام هذه الأجهزة، وقرب هذه الشاشات من وجه المستخدم يثير قلق كثير من أطباء العيون وغيرهم بشأن الآثار طويلة المدى المحتملة له.
- العين ليست جيدة في حجب الضوء الأزرق. وتعتبر القرنية والعدسة فعالة للغاية في منع الأشعة فوق البنفسجية من الوصول إلى شبكية العين الحساسة للضوء في الجزء الخلفي من مقلة العين. ولكن كل الضوء الأزرق يمر تقريباً عبر القرنية والعدسة ويصل إلى شبكية العين. والتعرض المفرط للضوء الأزرق يمكن أن يضر بالخلايا الحساسة للضوء في شبكية العين. ولكن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لتحديد مقدار الضوء الأزرق الذي يضر شبكية العين.
- ليس كل الضوء الأزرق سيئاً، لأن التعرض «المعتدل» للضوء الأزرق في النهار له فوائد صحية جيدة من نواحي تعزيز اليقظة، ومساعدة الذاكرة، وتنشيط الوظيفة الإدراكية، ورفع الحالة المزاجية، وتنظيم إيقاع الساعة البيولوجية ليقظة الجسم ودورة النوم. لكن كثيراً من الضوء الأزرق في وقت متأخر من الليل يمكن أن يعطل هذه الدورة، ما قد يتسبب في ليالي بلا نوم وإرهاق أثناء النهار.


مقالات ذات صلة

النساء أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب خلال فترة ما قبل انقطاع الطمث

صحتك تتقلب مستويات هرمون الإستروجين والبروجستيرون خلال فترة ما قبل انقطاع الطمث (أ.ف.ب)

النساء أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب خلال فترة ما قبل انقطاع الطمث

أكدت دراسة جديدة أن النساء أكثر عرضة بنسبة 40 في المائة تقريباً للإصابة بالاكتئاب خلال فترة ما قبل انقطاع الطمث

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك طبيبة أشعة تفحص صورة بأشعة إكس لرئة مريض (د.ب.أ)

روبوت يشخص سرطان الرئة ويزيله في جلسة واحدة

طورت مجموعة من الأطباء روبوتاً يمكنه تشخيص سرطان الرئة وإزالته بجلسة واحدة في خطوة من شأنها أن تحدث طفرة بعلاج المرض.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك جرعات من لقاح «أسترازينيكا» ضد «كوفيد - 19» (رويترز)

ماذا نعرف عن اضطراب الدم النادر الذي يسببه لقاح أسترازينيكا؟

اعترفت شركة «أسترازينيكا» بأن لقاحها ضد «كورونا» يتسبب في إصابة الأشخاص باضطراب يعرف علمياً باسم «متلازمة نقص الصفيحات الدموية (TTS)».

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك نمط الحياة الصحي يتضمن ممارسة الرياضة بانتظام (رويترز)

نمط الحياة الصحي يخفّض الاستعداد الوراثي للوفاة المبكرة

أكدت دراسة جديدة أن نمط الحياة الصحي يخفّض الاستعداد الجيني الوراثي للوفاة المبكرة.

«الشرق الأوسط» (بكين)
صحتك الصداع النصفي لدى الأطفال

الصداع النصفي لدى الأطفال

على الرغم من أن معظم الآباء يتعاملون مع شكوى الأطفال من الصداع بنوع من الاستهانة ظناً منهم أن الصداع النصفي (Migraine) نادر الحدوث في هذا العمر

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)

النساء أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب خلال فترة ما قبل انقطاع الطمث

تتقلب مستويات هرمون الإستروجين والبروجستيرون خلال فترة ما قبل انقطاع الطمث (أ.ف.ب)
تتقلب مستويات هرمون الإستروجين والبروجستيرون خلال فترة ما قبل انقطاع الطمث (أ.ف.ب)
TT

النساء أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب خلال فترة ما قبل انقطاع الطمث

تتقلب مستويات هرمون الإستروجين والبروجستيرون خلال فترة ما قبل انقطاع الطمث (أ.ف.ب)
تتقلب مستويات هرمون الإستروجين والبروجستيرون خلال فترة ما قبل انقطاع الطمث (أ.ف.ب)

أكدت دراسة جديدة أن النساء أكثر عرضة بنسبة 40 في المائة تقريباً للإصابة بالاكتئاب، خلال فترة ما قبل انقطاع الطمث.

وتحدث فترة ما قبل انقطاع الطمث عادة قبل نحو ثلاث إلى خمس سنوات من انقطاع الطمث، وخلال هذا الوقت يمكن أن تتقلب مستويات هرمون الإستروجين والبروجستيرون، مما يؤدي إلى تقلب المزاج، وعدم انتظام الدورة الشهرية، وأعراض أخرى مثل الاكتئاب، وفق ما ذكرته شبكة «سي إن إن» الأميركية.

وأجرى فريق الدراسة مراجعة وفحصاً دقيقاً لـ7 أبحاث سابقة، شملت 9141 امرأة في الإجمال، لتقدير خطر إصابة النساء بالاكتئاب في مراحل مختلفة من العمر.

وقدمت النساء، اللاتي كُنَّ من الولايات المتحدة وأستراليا والصين وهولندا وسويسرا، معلومات عن حالتهن المزاجية ومدى اهتمامهن بممارسة الأنشطة البدنية.

وخلصت الدراسة إلى أن النساء في فترة ما قبل انقطاع الطمث «أكثر عرضة بنسبة 40 في المائة لأعراض الاكتئاب وتشخيصه»، مقارنة بالنساء في مراحل العمر المختلفة السابقة لهذه الفترة.

ولم يجد الباحثون زيادة كبيرة في خطر ظهور أعراض الاكتئاب لدى النساء بعد انقطاع الطمث.

حقائق

فترة ما قبل انقطاع الطمث

تحدث عادة قبل ثلاث إلى خمس سنوات من انقطاع الطمث

واقترح الباحثون أن أحد الأسباب البيولوجية لزيادة الاكتئاب، خلال فترة ما قبل انقطاع الطمث، هو انخفاض هرمون الإستروجين، خلال هذه الفترة.

وأضافوا أن التعرق الليلي، الذي يزداد في هذه المرحلة، يمكن أن يؤدي إلى مشاكل في النوم، وهو ما قد يزيد من إصابة النساء بالاكتئاب أيضاً.

وقالت الدكتورة إيمي سبيكتور، المؤلفة الرئيسية للدراسة وأستاذة علم النفس السريري بكلية لندن الجامعية، في بيان صحافي: «تُظهر النتائج التي توصلنا إليها مدى تأثر الصحة العقلية للنساء خلال فترة ما قبل انقطاع الطمث».

وأضافت: «نحن بحاجة للعمل على ضمان حصول أولئك النساء على المساعدة والرعاية المناسبة طبياً وفي مكان العمل وفي المنزل».

إلا أن الباحثين أقروا بأن الدراسة لم تكن قادرة على التوصل لما إذا كان لدى النساء تاريخ سابق من الإصابة بالاكتئاب.


هل تتمرد فئران التجارب على الاختبارات العلمية؟

القوارض ربما تكون لديها أفكار أكثر مما تبديه للبشر (متداولة)
القوارض ربما تكون لديها أفكار أكثر مما تبديه للبشر (متداولة)
TT

هل تتمرد فئران التجارب على الاختبارات العلمية؟

القوارض ربما تكون لديها أفكار أكثر مما تبديه للبشر (متداولة)
القوارض ربما تكون لديها أفكار أكثر مما تبديه للبشر (متداولة)

يسود اعتقاد بأن فئران التجارب يمكن تدريبها على أداء مهام بسيطة مقابل الحصول على مكافأة، فتقديم قطعة طعام لفأر جائع أو شربة ماء لفأر عطشان يمكن أن تدفعه لاجتياز متاهة أو الضغط على مفتاح معين في إطار تجربة علمية. وفي بعض الأحيان، تخفق الفئران في إتمام التجربة بنجاح، ولا تؤدي المهمة بالشكل المطلوب، لكن الباحثين عادة ما يرجعون هذا الفشل إلى نسب الخطأ المقبولة التي تعود إلى عدم انتباه أو اهتمام الفأر بخطوات التجربة.

ولكن دراسة علمية حديثة، أوردتها الدورية العلمية «Current Biology»، كشفت الستار عن مفاجأة غير متوقعة؛ وهي أن الفئران ربما تتعمد في بعض الأحيان مخالفة شروط التجربة، رغم أنها تفهم، في حقيقة الأمر، الخطوات التي يتوجب عليها القيام بها، وأن السبب في ذلك قد يكون رغبة الفئران في استكشاف فرضيات معينة، أو محاولة اكتساب مزيد من الفهم للبيئة المحيطة بها في إطار التجربة.

وأشارت الدراسة إلى أن القرارات التي قد تتخذها بعض الفئران، خلال الاختبارات السلوكية، ربما تكون أكثر تعقيداً من مجرد إتيان الفعل مقابل الحصول على مكافأة، ورغم أن البشر هم الذين يضعون شروط التجربة، فإن الفئران ربما تستمر من تلقاء نفسها في استكشاف معطيات الاختبار، والقيام باختباراتها الصغيرة الخاصة بها.

ويقول الباحث كيشور كوشيبهوتلا، أستاذ مساعد طب الأعصاب بجامعة جون هوبكنز الأمريكية، ورئيس فريق الدراسة، إن هذه النتائج تُوسع إدراكنا لطريقة عمل عقول الفئران، وتشير إلى أن هذه القوارض ربما تكون لديها أفكار أكثر مما تُبديه للبشر، مؤكداً، في تصريحات للموقع الإلكتروني الأمريكي «بوبيولار ساينس»، المتخصص في الأبحاث العلمية، أن هذه التجربة ربما تساعد، في نهاية المطاف، بتسليط الضوء على حقائق علمية في علم الأعصاب تنعكس على سلوكيات البشر كذلك. وأشار إلى أن الفئران «لديها حياة داخلية أكثر عمقاً مما نظن على الأرجح، فهي لا تعمل وفق آليات التحفيز فحسب، بل ربما تكون لديها خطط تشبه الاستراتيجيات التي تحرص على تطبيقها».

واستندت نتيجة هذه الدراسة إلى تجربة علمية سلوكية تتضمن درجة من التعقيد، حيث يجري تدريب الفأر على تحريك عجلة معينة بأرجله الأمامية جهة اليمين أو اليسار، اعتماداً على أصوات مختلفة يستمع إليها، وأن يحصل في المقابل على شربة ماء، على أن يُحرَم الفأر من المياه إذا قام بتحريك العجلة في الاتجاه الخاطئ. وشملت التجربة 13 فأراً حيث كان الباحثون يتابعون سلوكياتها ومدى سرعة ودقة تنفيذها لخطوات التجربة. ومع تكرار التجربة، كانت الفئران تصل إلى مرحلة إتقان العمل المطلوب منها

حتى تحصل في النهاية على المكافأة، لكن لوحظ مع استمرار التجربة أن أحد الفئران كان يتعمد ارتكاب الخطأ في تحريك العجلة، رغم إتقانه وفهمه الصحيح لأهداف التجربة.

وللتيقن من هذه الفرضية، توقَّف الباحثون عن تقديم المكافأة للفأر المتمرد، حتى عندما كان يقوم بتنفيذ التجربة على الوجه المطلوب لقياس رد فعله حيال هذا التغير، وتبيَّن لهم أن الفأر في هذه الحالة كان يتوقف عن محاولة الاستكشاف واتخاذ قرارات من تلقاء نفسه، وعاد للالتزام بخطوات التجربة الصحيحة من أجل استعادة المكافأة التي يحصل عليها.

ويشير الباحث براين سويس، اختصاصي طب الأعصاب وعلم النفس في مستشفى ماونت سايناي بالولايات المتحدة، إلى أن «الهدف الرئيسي لعلماء طب الأعصاب الذين يعملون مع النماذج الحيوانية هو استنباط وسائل أكثر فعالية من أجل فهم سلوكيات الحيوانات التي لا تتخاطب بشكل لغوي»، مضيفاً، في تصريحات، لموقع «بوبيولار ساينس»: «أعتقد أن هذه التجربة قامت بعمل مهم لأنها أسهمت في إجراء تحليل متعمق لهذه الدراسة السلوكية».

واستخدم الباحثون نموذجاً حوسبياً لتقييم نتائج هذه التجربة، وتحديد المتغيرات التي تؤثر على سلوكيات الفئران، وتوصلوا إلى أنه رغم الدور المهم الذي يلعبه عنصر المكافأة، فإن هناك عوامل أخرى تؤثر على قرار الفأر أثناء تحريك العجلة الدوارة، على سبيل المثال، وأن القرار بشأن اتجاه تحريك العجلة قد يختلف من فأر لآخر. ويرى الباحثون أن هذه الملاحظات بشكل عام رصدت وجود ميول معينة لدى فئران التجارب يمكن افتراض أنها تندرج في إطار استراتيجية قائمة على التعلم.

ويقول كوشيبهوتلا إن «الأمر الذي يدعو للدهشة أن الفئران تستخدم نهجاً أعلى لتعلم المهام التي تبدو بسيطة، وقد تبدو هذه السلوكيات كما لو كانت لا تتكيف مع شروط التجربة، وقد يظهر الحيوان كما لو أنه ارتكب أطناناً من الأخطاء، لكن من خلال هذه الأخطاء، فإن الفأر في الحقيقة يزداد ذكاء». وأوضح: «نحن نضع الفئران في مواقف غريبة، وهي لا تعرف أن البيئة وشروط التجربة التي تخضع لها قد تتغير، وهنا تظهر أهمية هذا النوع من الاستكشاف المستمر الذي تقوم به الفئران». واستطرد أنه في حين أن البشر يعتمدون على اللغة من أجل فهم طبيعة المهام التي تُوكل إليهم، فإن الحيوانات التي لا تتخاطب باللغة يتعين أن تستكشف بنفسها القواعد التي تسري في كل تجربة بعينها.

وأكد الباحث مارتن سويس أنه رغم أن هذه الفرضية ما زالت في طور الاستكشاف للتحقق من صحتها، فإنها تسمح لنا بالحصول على نظرة متعمقة بشأن طريقة عمل المخ، وتوضيح ما الذي يحدث داخل العقل عندما تسير الأمور بالشكل الخاطئ، وفي نهاية المطاف فإن هذه الدراسة «ترسي القواعد من أجل فهم علم الأحياء بشكل أفضل قليلاً».


روبوت يشخص سرطان الرئة ويزيله في جلسة واحدة

طبيبة أشعة تفحص صورة بأشعة إكس لرئة مريض (د.ب.أ)
طبيبة أشعة تفحص صورة بأشعة إكس لرئة مريض (د.ب.أ)
TT

روبوت يشخص سرطان الرئة ويزيله في جلسة واحدة

طبيبة أشعة تفحص صورة بأشعة إكس لرئة مريض (د.ب.أ)
طبيبة أشعة تفحص صورة بأشعة إكس لرئة مريض (د.ب.أ)

طورت مجموعة من الأطباء روبوتاً يمكنه تشخيص سرطان الرئة وإزالته في جلسة واحدة، في خطوة من شأنها أن تحدث طفرة في علاج المرض.

ووفق شبكة «سكاي نيوز» البريطانية، فقد قال البروفسور بالاف شاه، استشاري أمراض الجهاز التنفسي في مستشفى رويال برومبتون في لندن، إن فريقه اختبر هذا الروبوت على 7 مرضى، و«حصل على نتائج جيدة بشكل عام». وتسمح هذه التقنية الجديدة للأطباء باستهداف العقيدات الموجودة في الرئة (كتل دقيقة جداً من الخلايا) وإزالتها بدقة شديدة.

وفي البداية، يتم إجراء فحص بالأشعة المقطعية على رئة المريض، ثم رفعه على برنامج بالكومبيوتر لإنشاء صورة مفصلة ثلاثية الأبعاد لرئتي المريض من الداخل من الفم إلى موقع السرطان. يتم بعد ذلك تمرير أنبوب رفيع أو قسطرة موجهة بالروبوت عبر فم المريض إلى الشعب الهوائية.

وبمجرد تحديد موقع الخلايا السرطانية، يتم تدميرها باستخدام الحرارة في عملية تعرف باسم الاستئصال بالموجات الدقيقة. ويستغرق الإجراء ما بين 40 إلى 45 دقيقة، على الرغم من أن المرحلة التي يتم فيها تدمير السرطان بالحرارة تستغرق ثلاث دقائق فقط.

مريضة بالسرطان (رويترز)

ولفت الفريق إلى أن نسبة نجاح الروبوت في تجربتهم في تحديد وإزالة السرطان بلغت حوالي 95 في المائة.

وتهدف التجربة الحالية إلى علاج 32 مريضاً بسرطان الرئة، وفقاً لشاه.

ويعد سرطان الرئة هو السبب الرئيسي للوفيات الناجمة عن السرطان في جميع أنحاء العالم، ويمثل أعلى معدلات الوفاة بين الرجال والنساء على السواء، بحسب منظمة الصحة العالمية.

وغالباً ما تُشخَّص الإصابة بسرطان الرئة في مراحل متقدمة عندما تكون خيارات العلاج محدودة.


ماذا نعرف عن اضطراب الدم النادر الذي يسببه لقاح أسترازينيكا؟

جرعات من لقاح «أسترازينيكا» ضد «كوفيد - 19» (رويترز)
جرعات من لقاح «أسترازينيكا» ضد «كوفيد - 19» (رويترز)
TT

ماذا نعرف عن اضطراب الدم النادر الذي يسببه لقاح أسترازينيكا؟

جرعات من لقاح «أسترازينيكا» ضد «كوفيد - 19» (رويترز)
جرعات من لقاح «أسترازينيكا» ضد «كوفيد - 19» (رويترز)

اعترفت شركة «أسترازينيكا» لأول مرة بأن لقاحها ضد فيروس «كورونا»، الذي تم تطويره مع جامعة أكسفورد يمكن في حالات نادرة جداً، أن يتسبب في إصابة الأشخاص باضطراب يعرف علمياً باسم «متلازمة نقص الصفيحات الدموية (TTS)».

فماذا نعرف عن هذه المشكلة الصحية؟

بحسب ما ذكره موقع «ميديكال نيوز توداي» الصحي التخصصي، فإن متلازمة «نقص الصفيحات الدموية هي اضطراب نادر في الدم يهدد الحياة، حيث يتسبب في حدوث جلطات في الأوعية الدموية الصغيرة في جميع أنحاء الجسم».

ويمكن لهذه الجلطات أن تحد أو تمنع تدفق الدم إلى أعضاء الجسم، مثل الدماغ والكلى والقلب. وهذا الأمر قد يمنع الأعضاء من العمل بشكل صحيح ويؤدي في النهاية إلى تلفها.

وقد تتسبب زيادة الجلطات في انخفاض عدد الصفائح الدموية.

والصفائح الدموية هي خلايا دموية صغيرة تساعد على تكوين الجلطات الدموية عند الضرورة، حيث تلتصق ببعضها البعض لسد الجروح الصغيرة والشقوق في الأوعية الدموية عند حدوث نزيف، وذلك بغرض وقفه.

وعند استنفاد الصفائح الدموية، لن يكون لدى الأشخاص ما يكفي من الصفائح الدموية لتكوين جلطات دموية عند الضرورة. وهذا قد يسبب النزيف والكدمات.

ويمكن أن تتسبب هذه المتلازمة أيضاً في تفكك خلايا الدم الحمراء بشكل أسرع من ذلك الذي يحتاج جسمك إليه لاستبدالها. وهذا يؤدي إلى شكل نادر من فقر الدم يسمى فقر الدم الانحلالي.

هل تتسبب هذه المتلازمة في الوفاة؟

نعم، يمكن أن تؤدي إلى الوفاة في بعض الحالات. ومن دون علاج، يمكن أن تسبب مشاكل طويلة الأمد، مثل تلف الدماغ أو السكتة الدماغية.

وتعد الأدوية المضادة للتخثر من أكثر الطرق شيوعاً لعلاج هذه المشكلة.

ما أعراض المتلازمة؟

* ألم صدر.

* ظهور بقع دموية صغيرة تحت الجلد.

* صعوبة في التنفس.

* الصداع.

* عدم وضوح الرؤية.

* النعاس.

* التعب الشديد.

* سرعة ضربات القلب أو ضيق التنفس.

* آلام البطن المستمرة.

* القيء والإسهال.

* تورم الساق.


الأسبرين غير مفيد لعلاج سرطان الثدي

الأسبرين دواء شائع يُستخدم لعلاج حالات عدّة (رويترز)
الأسبرين دواء شائع يُستخدم لعلاج حالات عدّة (رويترز)
TT

الأسبرين غير مفيد لعلاج سرطان الثدي

الأسبرين دواء شائع يُستخدم لعلاج حالات عدّة (رويترز)
الأسبرين دواء شائع يُستخدم لعلاج حالات عدّة (رويترز)

كشفت دراسة أميركية عن عدم جدوى تناول عقار الأسبرين بوصفه علاجاً مُساعداً في حالات الإصابة بسرطان الثدي.

وأوضح الباحثون أنّ استخدام الأسبرين يومياً لم يُظهر فائدة في تحسين معدّلات بقاء مريضات سرطان الثدي دون تقدّم المرض، ونُشرت النتائج، الاثنين، في دورية «غاما».

والأسبرين دواء شائع الاستخدام لعلاج مجموعة واسعة من الحالات، منها تسكين الآلام وخفض الحرارة، ومنع تجلُّط الدم.

وأظهرت دراسات سابقة أنّ تناول الأسبرين بانتظام قد يقلّل الإصابة بأنواع معيّنة من السرطان، مثل القولون، والمستقيم، والمعدة، لكن يجب استخدامه بحذر بسبب خطر النزف، ومن الضروري استشارة الطبيب لتقييم الفوائد والمخاطر.

وتحدّثت الدراسات أيضاً عن إمكانية استخدام الأسبرين علاجاً مُساعداً في حالات سرطان الثدي، نظراً إلى خصائصه المضادّة للالتهابات؛ وهو ما يعطي الدفعة للأورام للاستجابة للأدوية.

وأجرى الفريق دراسته الجديدة لفحص تأثير الأسبرين على مريضات سرطان الثدي، بمشاركة 3020 مريضة عبر 534 موقعاً في الولايات المتحدة وكندا.

وقُسمت المشاركات إلى مجموعتين، تناولت الأولى الأسبرين بجرعة 300 مليغرام يومياً، فيما تناولت الثانية دواءً وهمياً.

ووجد الباحثون أنّ العلاج اليومي بالأسبرين لم يقلّل من خطر عودة مرض سرطان الثدي، ولم يُحدث فرقاً في معدّل البقاء على قيد الحياة بشكل عام، ولم يكن هناك اختلاف كبير في التأثير بين المجموعتين.

وأشار الباحثون في معهد «دانا - فاربر» للسرطان التابع لجامعة «هارفارد» الأميركية إلى أنه رغم الآمال الكبيرة التي عُقِدت على الأسبرين، نظراً إلى توافره واستخدامه الواسع في أمراض أخرى، تُظهر نتائج الدراسة أنه لا ينبغي التوصية باستخدامه علاجاً مُساعداً لسرطان الثدي.

وأضافوا: «الأولوية يجب أن تبقى للعلاجات المُثبتة والمعتمدة التي تُظهر فائدة حقيقية في تحسين نتائج العلاج لدى مريضات سرطان الثدي».

وشدّد الفريق على ضرورة إجراء مزيد من البحوث لاستكشاف طرق علاجية جديدة وفعالة لمكافحة سرطان الثدي بصورة أكثر فاعلية.

ويُعدّ هذا سرطان الأكثر شيوعاً بين النساء على مستوى العالم، وتسبّب في وفاة 670 ألف حالة عام 2022، وفق «منظّمة الصحة العالمية».


نمط الحياة الصحي يخفّض الاستعداد الوراثي للوفاة المبكرة

نمط الحياة الصحي يتضمن ممارسة الرياضة بانتظام (رويترز)
نمط الحياة الصحي يتضمن ممارسة الرياضة بانتظام (رويترز)
TT

نمط الحياة الصحي يخفّض الاستعداد الوراثي للوفاة المبكرة

نمط الحياة الصحي يتضمن ممارسة الرياضة بانتظام (رويترز)
نمط الحياة الصحي يتضمن ممارسة الرياضة بانتظام (رويترز)

أكدت دراسة جديدة أن نمط الحياة الصحي يخفّض الاستعداد الجيني الوراثي للوفاة المبكرة.

وقد أظهر عديد من الأبحاث العلاقة بين نمط الحياة الصحي والعمر الطويل، بينما أكدت أبحاث أخرى على الدور الذي يلعبه العنصر الجيني الوراثي في ​​إطالة العمر، لكن الدراسة الجديدة اكتشفت كيف ترتبط هذه الأمور الثلاثة (النمط الصحي، والجينات، والعمر الطويل) ببعضها بعضاً.

وبحسب شبكة «سي إن إن» الأميركية، فقد نظرت الدراسة في بيانات أكثر من 350 ألف شخص، وكل المعلومات الخاصة بجيناتهم، ومستوياتهم التعليمية والاقتصادية، وحالاتهم الاجتماعية، وما إذا كان لديهم أي تاريخ مرضي.

وأعطى الباحثون لكل فرد درجة خطر بناء على مدى امتلاكهم جينات ثبت أنها تؤثر في عمر الإنسان. كما حصل المشاركون في الدراسة أيضاً على درجة بناءً على مدى التزامهم بمبادئ نمط الحياة الصحي.

وبعد ذلك، تمت متابعة المشاركين لمدة 13 عاماً في المتوسط ​​لمعرفة مدى طول أعمارهم.

وأظهرت البيانات أن جميع الذين اتبعوا نمط حياة غير صحي، كانوا أكثر عرضة للوفاة المبكرة بنسبة 78 في المائة، بغض النظر عمّا إذا كانت لديهم مخاطر جينية لهذا الأمر أم لا.

أما أولئك الذين كانت لديهم هذه المخاطر الجينية، فقد كانوا أكثر عرضة للوفاة مبكراً بمقدار الضعف مقارنة بأولئك الذين ليس لديهم خطر وراثي ويتبعون أنماط حياة أكثر صحة.

وقال المؤلف الرئيسي للدراسة الدكتور شيويه لي، عميد كلية الصحة العامة في كلية الطب بجامعة تشجيانغ في الصين: «لقد توصلت نتائجنا إلى أن اتباع نمط حياة صحي قد يخفّض الاستعداد الوراثي للوفاة المبكرة بنحو 62 في المائة».

ولفت الفريق إلى أن أهم عوامل نمط الحياة الصحية المرتبطة بإطالة العمر هي الابتعاد عن التدخين، وممارسة النشاط البدني بانتظام، والحصول على قدر كافٍ من النوم، واتباع نظام غذائي صحي.

وسبق أن ذكرت دراسة نُشرت في فبراير (شباط) الماضي أن تغيير نمط الحياة يقلّل تأثير الجينات على أمراض القلب.

ولفتت هذه الدراسة إلى أن تغيير نمط الحياة هذا يشمل اتّباع نظام غذائي صحي، عبر تقليل تناول الملح والدهون المشّعة والكوليسترول، وتناول مزيد من الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة، بالإضافة إلى ممارسة الرياضة بانتظام، والحفاظ على وزن صحي، والإقلاع عن التدخين، وتقليل التوتّر.


الصداع النصفي لدى الأطفال

الصداع النصفي لدى الأطفال
TT

الصداع النصفي لدى الأطفال

الصداع النصفي لدى الأطفال

على الرغم من أن معظم الآباء يتعاملون مع شكوى الأطفال من الصداع بنوع من الاستهانة ظناً منهم أن الصداع النصفي (Migraine) نادر الحدوث في هذا العمر، فإن الحقيقة خلافاً للتصور العام أن الصداع بشكل عام والنصفي على وجه التحديد يُعد واحداً من الأعراض الشائعة عند الأطفال. وعلى سبيل المثال في الفئة العمرية من 7 سنوات حتى 15 عاماً، فإن نسبة حدوثه تبلغ نحو 5 في المائة وتزيد تدريجياً في المراهقة لتصل إلى 20 بالمائة.

الصداع والأطفال

وتبعاً لأسبابه ومدى تكراره وحدة الألم، يمكن أن يشير إلى كثير من المشاكل الصحية تتدرج في حدتها من مجرد مشكلة طبية بسيطة ومؤقتة إلى احتمالية وجود ورم في المخ (brain tumor)، لذلك يجب التعامل مع شكوى الطفل بالجدية الكافية، خصوصاً الذين يعانون من الصداع الشديد أو متكرر الحدوث على فترات قريبة.

يحدث الصداع النصفي نتيجة لتغيرات كيميائية في القشرة المخية (Cortical spreading depression) تؤدي إلى إفراز مواد معينة تؤثر على الأوعية الدموية في المخ وتسبب الألم.

وفي الأطفال، يحدث النوع الذي يكون غير مصحوب بأعراض في الرؤية مثل رؤية بقع ملونة أو ضوء ساطع جداً تكون بمثابة إنذار لحدوث الصداع (Migraine Without Aura). وبشكل عام، يُعد هذا النوع هو الأكثر شيوعاً حتى في البالغين. ويكون الألم مثل الوخز، وفي الأغلب يكون في جانب واحد من الوجه لكن يمكن أن يكون في أي مكان بالجبهة.

ويكون الألم لدى الأطفال أقل شدة مقارنة بالبالغين ويستمر الصداع عادة لمدة تتراوح بين ساعة و3 ساعات، لكن في بعض الأحيان النادرة يمكن أن يستمر لثلاثة أيام كاملة. وفي هذه الحالة، يجب أن يتغيب الطفل عن المدرسة لأن النشاط البدني يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الألم. وفي الأغلب يُعد الغثيان الشديد والقيء هي الأعراض الأكثر شيوعاً للصداع عند الأطفال، ويمكن أيضاً حدوث آلام في البطن وارتفاع في درجة الحرارة.

أعراض الشحوب ورهاب الضوء

تشمل الأعراض الأخرى الشحوب الشديد ورهاب الضوء (photophobia) والدوار، وأيضاً عدم القدرة على تحمل الصوت العالي والشعور بأحاسيس غريبة في الأطراف، مثل السخونة أو البرودة أو الخدر (paresthesia) في 90 بالمائة من الأطفال المصابين.

ولوحظ وجود تاريخ عائلي إيجابي للإصابة خصوصاً من جانب الأم، لذلك يجب توخي الحذر الشديد عند تشخيص الصداع النصفي. وفي حالة عدم وجود تاريخ عائلي إيجابي لاحتمالية أن يكون نتيجة لسبب خطير، وفي الأغلب يرتبط بأشياء معينة يمكن أن تمهد لحدوثه، مثل فترة ما قبل الدورة الشهرية لدى الفتيات وأحياناً قبل التبويض، وبشكل تدريجي بعد ممارسة التمارين الرياضية بشكل متواصل، وبعد تقلبات المزاج والقلق وروائح معينة.

وهناك علامات يمكن أن تشير إلى أسباب أكثر خطورة مثل حدوثه بشكل مفاجئ وتغير في خصائصه، مثل استمراره لعدة أيام، وفقدان الوزن وارتفاع في درجة الحرارة وفقدان الوعي والتشنجات وخلل واضح في الرؤية.

ولا يُعد الصداع نصفياً إلا إذا تكررت النوبات 5 مرات على الأقل، ويجب أن يستمر لفترات طويلة نحو 3 ساعات أو أكثر، ويجب أن يكون في جانب واحد من الرأس (في معظم الأحيان). ويكون الألم على شكل نبضات متتابعة (Pulsating) ومتدرج الحدة ويتفاقم بممارسة النشاط البدني الروتيني، مثل المشي أو صعود السلالم وأثناء الصداع، يجب أن يحدث إما قيء أو غثيان أو كلاهما، والحساسية الشديدة للضوء.

التشخيص والوقاية والعلاج

> التشخيص. في معظم الأحيان يمكن تشخيص الصداع النصفي من التاريخ المرضي للطفل مع الوضع في الحسبان السؤال عن التاريخ العائلي أيضاً. ويمكن عمل بعض التحاليل والاختبارات لاستبعاد الحالات الأخرى؛ مثل التسمم العصبي من بعض الأدوية، وبعض أمراض الجهاز العصبي مثل أورام المخ. ويمكن أن يتم عمل عد كامل لكريات الدم للصداع الذي يمكن أن يحدث في بعض حالات اعتلال الهيموغلوبين، مثل أنيميا الخلايا المنجلية، ويمكن أيضاً عمل دهون كاملة للجسم (lipid profile)، وفي أحيان نادرة عند الشك في أسباب خطيرة يمكن عمل رسم للمخ (EEG)، أو أشعة بالرنين المغناطيسي (MRI) على المخ.

> الوقاية. يمكن الوقاية من الصداع النصفي أو تخفيف حدته بشكل ملحوظ بنسبة لا تقل عن 50 بالمائة من المرضى عن طريق تجنب بعض المحفزات الأولية لحدوثه، مثل التوتر والإجهاد البدني والقلق، لأن الطفل في الأغلب يتعرض لضغوط في المنزل أو المدرسة، خصوصاً لأن الأطفال الذين يعانون من الصداع المتكرر يمكن أن يعانوا من صعوبات في التعلم سواء بسبب النوبات، أو لغيابهم بعض الأيام وهناك بعض الأطفال.

يمكن لبعض أنواع الأطعمة أن تسبب لهم الصداع، لذلك عليهم تجنب هذه الأطعمة والمشروبات مثل المكسرات والشوكولاته ومشروبات الكولا والفاكهة الحمضية والأطعمة المقلية والجبن والزبادي والنقانق واللحوم المصنعة. وفي معظم الأطفال المصابين، يجب تجنب الأماكن ذات الأضواء الساطعة والتعرض لأشعة الشمس المباشرة والنشاط البدني المفرط والرياضات التنافسية والضوضاء العالية والإحساس بالجوع، لذلك يجب تناول الوجبات بانتظام (أطعمة قليلة الملح)، ويجب على المراهقين الابتعاد تماماً عن تناول المواد المخدرة (بما في ذلك الكحول).

> العلاج. في وقت النوبات الحادة يتم عن طريق استخدام المسكنات ومضادات القيء ويمكن علاج معظم الحالات بعقار الأسيتامينوفين (acetaminophen) (15 ملغم/كلغم)، أو الإيبوبروفين (ibuprofen) (7.5-10 ملغم/كلغم)، خصوصاً إذا كان الصداع خفيفاً وغير متكرر ولمدة قصيرة، والتدرج في استخدام المسكنات لتجنب الأعراض الجانبية على المعدة والكليتين. وفي النهاية على الآباء دعم الطفل نفسياً والتخفيف عنه.

* استشاري طب الأطفال


دراسة: شرب الأطفال المياه الغازية يسبب زيادة الوزن في العشرينات

الأطفال الذين تناولوا عصير التفاح النقي يستهلكون كميات أقل من الدهون والسكر (أرشيفية - صحيفة إندبندنت)
الأطفال الذين تناولوا عصير التفاح النقي يستهلكون كميات أقل من الدهون والسكر (أرشيفية - صحيفة إندبندنت)
TT

دراسة: شرب الأطفال المياه الغازية يسبب زيادة الوزن في العشرينات

الأطفال الذين تناولوا عصير التفاح النقي يستهلكون كميات أقل من الدهون والسكر (أرشيفية - صحيفة إندبندنت)
الأطفال الذين تناولوا عصير التفاح النقي يستهلكون كميات أقل من الدهون والسكر (أرشيفية - صحيفة إندبندنت)

كشفت دراسة جديدة أن تناول المشروبات الغازية قبل سن الثانية يمكن أن يسبب زيادة الوزن في العشرينات من العمر، في حين أن الأطفال الذين يشربون عصير الفاكهة يميلون إلى اتباع نظام غذائي صحي في المستقبل.

وقد تتبع بحث في جامعة سوانسي البريطانية 14 ألف طفل بريطاني منذ الولادة وحتى البلوغ، ويُعتقد أنه الأضخم من نوعه على الإطلاق.

وأظهرت النتائج، التي نشرت في المجلة الأوروبية للتغذية الإكلينيكية، أن الأطفال الذين شربوا المشروبات الغازية أو عصائر الفاكهة المحلاة بالسكر قبل سن الثانية اكتسبوا وزناً أكبر عندما كانوا في سن 24 عاماً.

وجدت الدراسة أن الأطفال الذين شربوا عصير الفاكهة بدلاً من المشروبات الغازية في سن مبكرة يميلون إلى اتباع نظام غذائي صحي في وقت لاحق من الحياة.

وفي عمر ثلاث سنوات، لوحظ أن الأطفال الصغار الذين شربوا المشروبات الغازية يستهلكون المزيد من السعرات الحرارية والدهون والبروتين والسكر، ولكن لديهم كمية أقل من الألياف، في حين أن أولئك الذين تناولوا عصير التفاح النقي يستهلكون كميات أقل من الدهون والسكر، ولكن كميات أكبر من الألياف.

وكشفت الدراسة أن هناك صلة بين مشروبات الأطفال والخيارات الغذائية المختلفة، حيث تناول الأطفال الذين تناولوا عصير التفاح النقي المزيد من الأسماك والفواكه والخضراوات الخضراء والسلطة - مقارنة بالأطفال الذين تناولوا المشروبات الغازية فإنهم تناولوا المزيد من البرغر والنقانق والبيتزا والبطاطا المقلية واللحوم. والشوكولاته، والحلويات.

وقال الباحث الرئيسي في الدراسة البروفسور ديفيد بنتون: «إن النظام الغذائي المبكر يؤسس لنمط غذائي يؤثر، طوال الحياة، على ما إذا كان الوزن يزداد أم لا»، وتابع: «إن التحدي المهم هو التأكد من أن الطفل يكتسب عادة غذائية جيدة: تلك التي تقدم كمية أقل من الدهون والسكر، فمثلاً يقدم عصير الفاكهة النقي، واحد من خمسة يومياً، يضيف فيتامين «سي»، والبوتاسيوم، وحمض الفوليك، والبوليفينول النباتي».

ويأمل الباحثون أن تشجع النتائج التي توصلوا إليها الآباء على إيلاء المزيد من الاهتمام للنظام الغذائي لأطفالهم في السنوات الأولى من الحياة.

وأضافت الدكتورة هايلي يونغ: «السمنة مشكلة صحية خطيرة، وتزيد من خطر الإصابة بالعديد من الحالات الأخرى». وأردفت «تظهر دراستنا أن الأسباب الغذائية للسمنة لدى البالغين تبدأ في مرحلة الطفولة المبكرة، وإذا أردنا السيطرة عليها، يجب إعطاء المزيد من الاهتمام لنظامنا الغذائي في السنوات الأولى من الحياة».


دراسة: «فيتامين د» قد يكون أداة قوية لمحاربة السرطان

تناول نظام غذائي غني بـ«فيتامين د» يغير ميكروبيوم الأمعاء بطريقة تعزز مناعة السرطان (أرشيفية-رويترز)
تناول نظام غذائي غني بـ«فيتامين د» يغير ميكروبيوم الأمعاء بطريقة تعزز مناعة السرطان (أرشيفية-رويترز)
TT

دراسة: «فيتامين د» قد يكون أداة قوية لمحاربة السرطان

تناول نظام غذائي غني بـ«فيتامين د» يغير ميكروبيوم الأمعاء بطريقة تعزز مناعة السرطان (أرشيفية-رويترز)
تناول نظام غذائي غني بـ«فيتامين د» يغير ميكروبيوم الأمعاء بطريقة تعزز مناعة السرطان (أرشيفية-رويترز)

كشفت دراسة جديدة أن «فيتامين د» يمكن أن يكون أداة قوية لمحاربة السرطان. ووفق تقرير نشرته قناة «فوكس نيوز»، وجدت دراسة أجريت على الفئران ونشرت في مجلة «ساينس» الأسبوع الماضي أن تناول نظام غذائي غني بـ«فيتامين د» يغير ميكروبيوم الأمعاء بطريقة تعزز مناعة السرطان. أدت المغذيات الدقيقة إلى زيادة مستويات البكتيريا (Bacteroides fragilis)، والتي ثبت أنها تحسن الاستجابة المناعية للسرطان.

أظهرت الفئران التي تلقت «فيتامين د» استجابات محسنة للعلاج المناعي للسرطان، ومناعة أكبر لتطور الورم الجديد، وفقاً للباحثين في معهد «فرانسيس كريك» في لندن، والمعهد الوطني للسرطان (NCI) التابع للمعاهد الوطنية الأميركية للصحة (NIH).

وقال كبير مؤلفي الدراسة كايتانو ريس إي سوزا، رئيس مختبر البيولوجيا المناعية في فرنسيس كريك: «ما أظهرناه هنا كان بمثابة مفاجأة، يمكن لـ(فيتامين د) أن ينظم ميكروبيوم الأمعاء لصالح نوع من البكتيريا التي تمنح الفئران مناعة أفضل ضد السرطان»، مضيفاً: «قد يكون هذا يوماً ما مهماً لعلاج السرطان لدى البشر».

الباحثون ليسوا متأكدين بعد من السبب الذي يجعل «فيتامين د» يعزز الميكروبيوم «الجيد».

وقال المؤلف المشارك إيفانجيلوس جيامبازولياس: «إذا تمكنا من الإجابة على هذا، فقد نكشف عن طرق جديدة يؤثر من خلالها الميكروبيوم على جهاز المناعة، مما قد يوفر إمكانيات مثيرة في الوقاية من السرطان أو علاجه».

وقال أخصائي الأورام العصبية الدكتور شاما فاروق، : «باعتباري طبيباً يعالج مرضى السرطان، كان رد فعلي الأولي على هذه الدراسة هو الدهشة والتفاؤل». وتابع: «تشير النتائج إلى وجود صلة محتملة بين مستويات (فيتامين د) والميكروبيوم والمناعة ضد السرطان، مما يوفر طرقاً جديدة محتملة لتحسين استراتيجيات علاج السرطان والوقاية منه».

وأشار فاروق إلى أن مواصلة البحث في تحسين مناعة الجسم ضد السرطان أمر «بالغ الأهمية».

واعترف الباحثون بأن هناك حاجة لإجراء دراسات على البشر لمعرفة المزيد عن العلاقة بين «فيتامين د» والمناعة ضد السرطان.


منها سرطان الغدة الدرقية... 12 خطراً لـ«أوزمبيك» وأخواته من أدوية إنقاص الوزن

علب أدوية أوزمبيك وويغوفي (رويترز)
علب أدوية أوزمبيك وويغوفي (رويترز)
TT

منها سرطان الغدة الدرقية... 12 خطراً لـ«أوزمبيك» وأخواته من أدوية إنقاص الوزن

علب أدوية أوزمبيك وويغوفي (رويترز)
علب أدوية أوزمبيك وويغوفي (رويترز)

عندما بدا الترويج للأدوية التي تحتوي على هرمونات «GPL - 1»الاصطناعية لإنقاص الوزن بمثابة انتصار للتسويق على العلم، والدليل أننا في حال كتبنا «أوزمبيك» أو «ويغوفي» في محرك البحث، فإن الروابط الدعائية وأساليب التسويق لشرائها ستهيمن على الصفحة، وفق تقرير لصحيفة «التلغراف» البريطانية.

لكن كتاب «Magic Pill» للصحافي والكاتب البريطاني يوهان هاري، والذي يوثق تجربته مع الأدوية الجديدة، قال إنه «لا أحد يعرف في الواقع كيف تعمل مضادات GLP - 1 الجديدة على قمع الشهية، مما يجعل آثارها الجانبية أقل قابلية للتنبؤ بها بكثير مما قد يتخيله المرء».

وحدد هاري 12 خطراً مرتبطاً بالأدوية الجديدة، والتي تتجاوز الآثار الجانبية الأكثر شيوعاً مثل الغثيان والقيء والإسهال وآلام البطن والإمساك. وهي تتراوح بين مظهر منتفخ في أماكن معينة في الجسم، يُعرف باسم «وجه أوزمبيك» أو «مؤخرة أوزمبيك»، إلى الحالات التي قد تهدد الحياة بما في ذلك سرطان الغدة الدرقية والتهاب البنكرياس وفقدان كتلة العضلات وسوء التغذية. وبعد توقيف الدواء، يستعيد معظم الأشخاص في غضون 12 شهراً ثلثي الوزن الذي فقدوه.

وفي حديثه مع الخبراء، وجد هاري أن مواصفات السلامة للأدوية الجديدة لا تعتمد على مجموعة سكانية أصحاء لديهم قليل من زيادة الوزن، ولكن مجموعة مريضة، أي أولئك الذين يعانون من مرض السكري والسمنة، موضحاً أن هذه مجموعة تعاني بالفعل من حالة تنكسية، وهي مجموعة يمكن أن يخفي مرضها العديد من الآثار الجانبية المحتملة للأدوية.

وقال الطبيب النفسي ماكس بيمبرتون لهاري حسبما نقل في كتابه: «تخيل لو أن أوزمبيك جعل الناس أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب. يمكن بسهولة تمرير ذلك، لأن الأشخاص الذين يعانون من حالات صحية مزمنة هم بالفعل أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب».

كما وجد هاري أن الدواء أثر على صحته، وقال في كتابه: «شعرت بأن جسدي ينكمش... شعرت بأنني أكثر لياقة، وذو مظهر أفضل، وأكثر ثقة، لكنني شعرت أيضاً بشيء آخر. كان مزاجي خافتاً بشكل غريب. لم أشعر بالحماس لليوم التالي كما أفعل عادةً، شعرت بالفتور بعض الشيء... كنت في كثير من الأحيان باهتاً عاطفياً».

وأشار هاري إلى وجود أسباب علمية جيدة للاعتقاد بأن مضادات «GLP - 1» قد تؤدي الكثير من عملها ليس في الأمعاء، بل في الدماغ. وقد وجد أنها تقمع الرغبة الشديدة في تناول الكحول والكوكايين، وكذلك الدجاج المقلي، على سبيل المثال.

ويتساءل بعض الخبراء عما إذا كانت هذه الطريقة تعمل من خلال إضعاف أنظمة المتعة والمكافأة لدى الأشخاص، وفق التقرير

في يوليو (تموز) 2023، حذرت وكالة الأدوية الأوروبية من أنه من المحتمل أن يكون «أوزمبيك» يثير أفكار الانتحار وإيذاء النفس لدى بعض المستخدمين، ويجري الآن التحقيق في المئات من هذه التقارير في جميع أنحاء أوروبا وأميركا الشمالية، رغم أنه من المهم القول إنه لم يتم إثبات وجود علاقة سببية حتى الآن، وربما لن يتم ذلك أبداً. ووفق هاري فإن «معظم إشارات السلامة تبين أنها مجرد إنذارات كاذبة».